العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٢

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٢

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٤٥

١٨٩ ـ محمد بن أبى سويد بن أبى دعيج بن أبى نمى الحسنى المكى :

[.............................................](١).

١٩٠ ـ محمد بن شريك ، أبو عثمان المكى :

سمع عمرو بن دينار ، وعبد الله بن أبى مليكة ، وعكرمة بن خالد ، وابن أبى نجيح.

روى عنه : أبو نعيم ، ووكيع ، وأبو معاوية الضرير ، وأبو أسامة ، وأبو أحمد الزبيرى ، وجعفر بن عون.

قال أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وأبو زرعة : هو ثقة.

وقال أبو حاتم : لا بأس به. روى له أبو داود (١). ذكره هكذا صاحب الكمال.

١٩١ ـ محمد بن صالح بن أحمد القاضى بدر الدين بن القاضى علم الدين الإسنائى(١) المصرى ناظر الأوقاف بالقاهرة :

تردد إلى مكة مرات (٢) ، وجاور بها ، إلى أن مات فى العشر الأوسط من ذى الحجة

__________________

١٨٩ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

١٩٠ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب الكمال ٢٥٧ / ٣٦٩ ، طبقات ابن سعد ٥ / ٤٩٠ ، تاريخ الدورى ٢ / ٥٢٢ ، تاريخ البخارى الكبير ترجمة ٣٢١ ، ثقات العجلى ٤٧ ، الجرح والتعديل ترجمة ١٥٣٦ ، ثقات ابن حبان ٧ / ٤١٩ ، ٤٢٢ ، سؤالات البرقانى ترجمة ٤٣٨ ، ثقات ابن شاهين ترجمة ١٢١٣ ، الكاشف ترجمة ٤٩٧٧ ، تذهيب التهذيب ٣ / ٢١٣ ، ميزان الاعتدال ٣ / ٥٧٩ ترجمة ٧٦٧٠ ، التقريب ٢ / ١٧٠).

(١) أخرجه أبو داود فى سننه حديث رقم (٣٨٠٠) من طريق : محمد بن داود بن صبيح ، حدثنا الفضل بن دكين ، حدثنا محمد ، يعنى ابن شريك المكى ، عن عمرو بن دينار ، عن أبى الشعثاء ، عن ابن عباس قال : كان أهل الجاهلية يأكلون أشياء ويتركون أشياء تقذرا ، فبعث الله تعالى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنزل كتابه وأحل حلاله وحرم حرامه ، فما أحل فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو. وتلا : (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً) إلى آخر الآية.

(١٩١) ـ وقال الذهبى فى الميزان : ذكره البخارى ، وقال : فيه جهالة ، قال الذهبى : هذا الرجل ليس بمجهول قد وثقه ابن معين والإمام أحمد.

(١) نسبة إلى مدينة إسنا : بالكسر ثم السكون ، ونون ، وألف مقصورة : مدينة بأقصى صعيد مصر ، وليس وراءها إلا أدفو وأسوان ثم بلاد النوبة ، وهى على شاطئ النيل من الجانب الغربى فى الإقليم الثانى ، وهى مدينة عامرة طيبة كثيرة النخل والبساتين والتجارة وقد نسب إليها قوم.

(٢) على هامش نسخة ابن فهد : «باشر جهات الدول ، وكان فيه خير وبر وخدمة لأهل ـ

١٨١

سنة تسع وسبعين وسبعمائة. ودفن بالمعلاة.

ذكره شيخنا العلامة الحافظ أبو زرعة بن العراقى فى تاريخه.

١٩٢ ـ محمد بن صالح بن عبد الرحمن الأنماطى ، أبو بكر المعروف بكيلجة :

ذكره الخطيب البغدادى فى تاريخه قال : «وسمع مسلم بن إبراهيم ، وعفان بن مسلم ، وأبا سلمة التبوذكى ، وأبا عمر المقعد ، وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبى ، وسعد بن أبى مريم المقرى ، ومحبوب بن موسى بن محبوب القزاز.

روى عنه يحيى بن محمد بن صالح ، وعبيد الله بن عبد الرحمن السكرى والقاضى أبو عبد الله المحاملى ومحمد بن مخلد الدورى ـ وكان يسميه أحمد فى بعض رواياته عنه ـ وإسماعيل بن محمد وغيرهم. وكان حافظا متقنا ثقة.

قرأت بخط محمد بن مجالد : سنة اثنتين وسبعين ومائتين فيها ، يعنى : أن محمد بن صالح كيلجة : مات بمكة.

قلت : الصحيح : أنه مات سنة إحدى وسبعين. انتهى كلام الخطيب مختصرا ملخصا.

١٩٣ ـ محمد بن صالح بن أبى حرمى فتوح بن بنين ، المكى العطار :

توفى شهيدا محرما يوم الاثنين ثانى عشر جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وخمسمائة. ودفن بالمعلاة.

ومن حجر قبره بها لخصت هذه الترجمة. وفيه : أنه دفن يوم الخامس عشر من الشهر المذكور.

١٩٤ ـ محمد بن صبيح بن عبد الله ، الحسامى ، المكى ، أبو عبد الله ، يلقب بالجمال شيخ رباط غزى (١) :

ولد فى ذى القعدة سنة ثلاث وثمانين وستمائة بمكة.

__________________

ـ الخير ، وكان يجتهد فى براءة ذمته لعمامة الأوقات ومباشرة ذلك بنفسه ـ وانقطع فى هذه السنة ـ يعنى سنة تسع وسبعين ـ للمجاورة ، فتوفى بمكة بعد انصراف الحجاج ، ودفن بها رحمه‌الله».

١٩٢ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ بغداد ٤ / ٢٠٣ ، ٢٠٤ ، تهذيب الكمال ١٢١٠ ، تذهيب التهذيب ٣ / ٢١٣ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٠٧ ، ٦٠٨ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٢٢٦ ، ٢٢٧ ، طبقات الحفاظ ٢٦٤ ، خلاصة تذهيب الكمال ٣٤١ ، شذرات الذهب ٢ / ١٦١ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٢٤).

١٩٤ ـ انظر ترجمته فى : (الدرر الكامنة ٣ / ٤٥٨).

(١) رباط غزى : رباط مكة المشرفة ، وقفه على بن محمد المصرى على الفقراء والمحرومين من أى جنس ، بداية من عام ٦٢٢ ه‍. انظر (شفاء الغرام ١ / ٣٣٤).

١٨٢

هكذا رأيت بخط ابن سكر ، ثم رأيت بخطه أيضا : أنه ولد فى سنة ثلاث وسبعين وستمائة.

سمع على الفخر التوزرى : الموطأ رواية يحيى بن يحيى ، وصحيح مسلم ، بفوت ميعاد ، وسمع على الرضى الطبرى : صحيح البخارى ، وسمع على القاضى جمال الدين الحنبلى بعض صحيح البخارى ، وعلى الزين الطبرى ، وقريبه محمد بن الصفى ، والجمال المطرى ، وعيسى بن عبد الله الحجى ، وبلال عتيق ابن العجمى : جامع الترمذى ، وسمع على العفيف الدلاصى ، وهذه الطبقة ، ومن دونها كثيرا.

وحدث بالبخارى ، قرأه عليه شيخنا عبد الله بن الزين الطبرى المكى.

وسمع منه شيخنا ابن سكر بعض مسموعاته ، وسمع عليه بإجازته العامة من الفخر بن البخارى. وذكر أنه توفى آخر سنة ثلاث وستين وسبعمائة. والله أعلم (٢).

ومولده سنة اثنتين وثمانين وستمائة.

قال : ابن شكر فيما رأيته بخطه : وكان شيخا صالحا ، صابرا فقيرا ، أضر فى آخر عمره ، واحتسب ، حتى لقى الله. وكان ملازما لسماع الحديث وإسماعه ، وأكثر من الاستماع لكل ما يقرأ فى الحرم.

وكان والده مولى القائد حسن بن إبراهيم الهاشمى المكثرى ، وسيأتى التعريف ببعض حالهما فى محله.

١٩٥ ـ محمد بن أبى الضوء التونسى :

جاور بمكة ، وبها توفى [................................](١).

وحدث عن أبى الوليد محمد بن عبد الله بن حزم. سمع منه بمكة عن أبى بحر سفيان ابن العاص الأسدى.

سمع منه بقراءته ابنه أبو الحجاج يوسف بقوص.

وكان مشهورا بالخير والزهد. ذكره ـ هكذا ـ القطب الحلبى فى تاريخ مصر.

__________________

(٢) على هامش نسخة ابن فهد : «رأيت بخط ابن سكر ، أن محمد بن صبيح توفى فى اليوم الأخير من سنة أربعة وستين وستمائة».

١٩٥ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

١٨٣

١٩٦ ـ محمد بن طارق المكى :

عن ابن عمر ومجاهد وطاوس. وعنه : ليث بن أبى سليم والسفيانان. وثقه النسائى. وقال أبو حاتم : كان رجلا صالحا.

وقال ابن شبرمة :

لو شئت كنت ككرز فى تعبده

أو كابن طارق حول البيت والحرم (١)

قد حال دون لذيذ العيش خوفهما

وسارعا فى طلاب الفوز والكرم

قال نصر الرومى : كان محمد بن طارق هذا جاور بمكة ، وكان يطوف فى اليوم اليوم والليلة سبعين أسبوعا ، فكان يعدل ذلك بعشرة فراسخ.

روى له ابن ماجة حديثا واحدا (٢) ، وهو من روايته عن طاوس عن عائشة ، وابن عباس ، أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أخّر طواف الزيارة إلى الليل. وهو حديث مرسل على ما قاله البخارى.

ورواه أبو داود ، والترمذى ، والنسائى من رواية أبى الزبير عن عائشة وابن عباس.

١٩٧ ـ محمد بن طغج بن جف بن يلتكين الإخشيد ، أبو بكر ، أمير الحرمين والديار المصرية ، والشامية :

كان طغج من القواد الطولونية. وولى الشام لخمارويه بن أحمد بن طولون. فترك

__________________

١٩٦ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب الكمال ٢٥ / ٤٠٤ ، تاريخ البخارى الكبير ترجمة ٣٥٢ ، الجرح والتعديل ترجمة ١٥٨٣ ، الكاشف ترجمة ٤٩٩١ ، تاريخ الإسلام ٥ / ٢٩٦ ، نهاية السول ٣٣٣ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٢٣٤ ـ ٢٣٥ ، التقريب ٢ / ١٧٢ ، خلاصة الخزرجى ترجمة ٦٣٢٢).

(١) البيتان فى تهذيب الكمال ٢٥ / ٤٠٤ ، وفيه : «حول البيت فى الحرم».

(٢) أخرجه ابن ماجة فى سننه فى باب زيارة البيت حديث رقم (٣١٣٠) من طريق : حدثنا بكر بن خلف أبو بشر ، حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا سفيان ، حدثنى محمد بن طارق ، عن طاوس وأبى الزبير ، عن عائشة وابن عباس أن النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم أخر طواف الزيارة إلى الليل.

وأخرجه الترمذى فى سننه حديث رقم (٩١٥).

١٩٧ ـ انظر ترجمته فى : (تجارب الأمم ٦ / ١٠٤ ، ابن الأثير ٨ / ١٥٠ ، الوافى بالوفيات ٣ / ١٧١ ، المغرب فى حلى المغرب ٢ / ١٤٨ ـ ١٩٧ ، ابن الوردى ١ / ٢٦٧ ـ ٢٧٩ ، الأعلام ٦ / ١٧٤ ، ولاة مصر ٢٩٩ ، تاريخ ابن عساكر ١٥ / ٢٤٣ ـ ٢٤٤ ، المنتظم ٦ / ١٣٤٧ ، وفيات الأعيان ٥ / ٥٦ ـ ٦٣ ، العبر ٢ / ٢٣٩ ـ ٢٤٠ ، مرآة الجنان ٢ / ٣١٤ ـ ٣١٦ ، البداية والنهاية ١١ / ٢١٥ ، النجوم الزاهرة ٣ / ٢٣٥ ـ ٢٣٧ ، شذرات الذهب ٢ / ٣٣٧ ، سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٦٥).

١٨٤

بعد موته أولادا أكبرهم محمد هذا. فولى الولايات ، وتنقل فى المراتب إلى أن ملك مصر والشام.

وكان ابتداء ولايته الديار المصرية والدعاء له بها ، فى يوم الجمعة لاثنتى عشرة ليلة خلت من رمضان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ، ولم تثبت ولايته هذه. ثم ولى مصر فى خلافة الراضى بالله سنة ثلاث وعشرين.

وكانت فى ابتدائها مفتعلة. وجد تقليدا جاء من دار الخلافة ببغداد باسم ابن تكين ، فكشط تكين ، وكتب طغج وأنفذه إلى مصر ، وكان بالساحل. فتوقف أهل مصر ، فسار إليها وتقاتلوا ، فغلب الإخشيد.

ودخل مصر يوم الأربعاء لسبع بقين من رمضان من السنة ، ثم وصل له التقليد من دار الخلافة سنة أربع وعشرين.

وفى سنة ثمان وعشرين ، لقبه الخليفة الراضى بالله بالإخشيد ، بسؤال منه فى ذلك.

وفى سنة إحدى وثلاثين ، خرج الإخشيد إلى المتقى الخليفة العباسى أخى الراضى ، فولاه مصر والشام والحرمين ؛ وعقد على ذلك من بعده لولديه : أبى القاسم أنوجور. ومعنى أنوجور بالعربى ـ محمود ـ وأبى الحسن على ، على أن يكفلهما كافور الخصى.

وكان عوده إلى مصر يوم الأحد الثالث والعشرين من جمادى الآخرة. وأخذ البيعة لابنه أبى القاسم أنوجور لليلتين بقيتا من ذى القعدة منها.

وفى خامس شعبان سنة ثلاث وثلاثين ، خرج إلى الشام ، والتقى بأصحاب ابن حمدان ، على لدّ (١) وهزمهم ، ثم صار إلى حمص وقاتل سيف الدولة ابن حمدان ، ومضى إلى حلب ، ثم وقع الصلح بيهما ، وتسلم الإخشيد من سيف الدولة حلب وحمص وإنطاكية (٢).

وتزوج سيف الدولة ، بنت عبد الله بن طغج أخى الإخشيد.

__________________

(١) لدّ : بالضم ، والتشديد ، وهو جمع ألد ، والألد الشديد الخصومة ، قرية قرب بيت المقدس من نواحى فلسطين. انظر: معجم البلدان (لد).

(٢) أنطاكية : قصبة العواصم من الثغور الشامية ، وهى من أعيان البلاد وأمهاتها ، موصوفة بالنزاهة والحسن وطيب الهواء وعذوبة الماء وكثرة الفواكه وسعة الخير. انظر معجم البلدان ١ / ٢٦٦ وما بعدها.

١٨٥

ثم عاد الإخشيد إلى دمشق ، فتوفى بها فى يوم الجمعة لثمان بقين من ذى الحجة سنة أربع وثلاثين.

وكان عمره ستا وستين سنة وخمسة أشهر وسبعة أيام.

وكانت مدة ولايته الأولى من لدن دخوله إلى مصر إلى حين وفاته أحد عشر سنة وثلاثة أشهر إلا يوما واحد.

لخصت هذه الترجمة من نهاية الأرب للنويرى. وذكر القطب الحلبى فى تاريخ مصر. وحكى عن أبى محمد الفرغانى : أن مولده فى نصف رجب سنة ثمان وستين ومائتين بمدينة السلام ، وأنه حمل بعد موته بدمشق فى تابوت إلى بيت المقدس فدفن هناك.

وذكر القطب : أن أبا الحسين الرازى ، ذكر أن الإخشيد هذا : توفى سنة خمس وثلاثين. وذكر قولا أيضا : أنه توفى بمصر وحمل إلى بيت المقدس.

وقال النويرى فى نهاية الأرب : قال : التنوخى : كان الإخشيد حازما شديد التيقظ فى حروبه ، حسن التدبير ، مكرما للأجناد أيّدا فى نفسه ، لا يكاد يحر قوسه إلا الأفراد من الناس لقوته ، حسن السيرة فى رعيته.

وكان جيشه يحتوى على أربعة آلاف رجل ، وله ثمانية آلاف مملوك بحربة ، يحرسه فى كل ليلة منها ألف مملوك. وكان إذا سافر يتنقل فى الخيام عند النوم ، حتى كان ينام فى خيمة الفراشين قال : وترك الإخشيد سبع بيوت مال ، فى كل بيت منها ألف ألف دينار من سكة واحدة.

وذكر النويرى : أن بعد موت الإخشيد ، بويع لابنه أبى القاسم ، أنوجور ، ومعنى ذلك : محمود ، وعمره اثنا عشر سنة بالشام ، ثم بمصر فى ثانى المحرم سنة خمس وثلاثين.

وتوفى لسبع خلون من ذى القعدة سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.

وكان كافور الإخشيدى الغالب على أمره ، والحاكم على دولته ، وليس معه إلا مجرد الاسم. وعقدت البيعة بعده لأخيه أبى الحسن علىّ ، فى يوم الأحد لثمان خلون من ذى القعدة ، فجرى كافور معه على عادته مع أخيه ، وزاد على ذلك بأن سجنه ومنعه من الظهور إلى الناس إلا معه. ولم يزل على ذلك حتى مات لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.

١٨٦

وقيل : إن وفاته كانت فى هذا التاريخ من سنة أربع وخمسين. وخلف ولدا واحدا ، وهو أبو الفوارس أحمد.

وملك بعد أبى الحسن على ، الأستاذ أبو المسك كافور الخصى الإخشيدى ، مستقلا دون شريك ولا منازع ، حتى مات فى يوم الثلاثاء لعشر بقين من جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وثلاثمائة مسموما ، سمته جارية له فى لوزينج ـ وقتلت الجارية بعده ـ وله خمس وستون سنة على التقدير. فإنه جلب فى سنة ثنتى عشرة وثلاثمائة ، وعمره أربع عشرة سنة وبيع باثنى عشر دينارا.

وذكر المؤيد ـ صاحب حماة ـ أنه كان يدعى لكافور الإخشيد هذا ، على المنابر بمكة والحجاز الشريف. انتهى.

وفى أيام أبى مولاه محمد بن طغج الإخشيد : كادت تقع فتن فى مكة بين الإخشيدية وجماعة بنى بويه ، بسبب الخطبة بمكة لكل من بنى بويه والإخشيدية كما سبق ذكره فى الفصل الثانى عشر من الباب الرابع والعشرين من مقدمة هذا الكتاب.

وذكر القطب الحلبى فى تاريخه : أن طغج والد الإخشيد هذا ـ بطاء مهملة وغين معجمة ساكنة بعدها جيم مخففة ، وقيل : بضم الغين ـ ومعناه : عبد الرحمن وجف : والد طغج ـ بجيم ـ قاله ابن ماكولا.

وقال ابن عساكر : قرأت فى كتاب عتيق : جف ـ بفتح الجيم ـ والإخشيد ـ بكسر الهمزة ، ومعناه بلسان أهل فرغانة (٣) ملك الملوك. انتهى.

وذكر الحافظ علاء الدين ، مغلطاى : أن الإخشيد يقال لمن ملك فرغانة. وذكر ألقابا لملوك البلاد ، وقد رأيت أن أثبت ذلك هنا للفائدة.

قال فيما أنبئت به عنه : «والنجاشى : اسم لكل من ملك الحبشة ، ويسميه المتأخرون الأمحرى وكذلك خاقان : لمن ملك الترك ، وقيصر لمن ملك الروم ، وتبع لمن ملك اليمن ، فإن ترشح للملك سمى قيلا ، وبطليموس لمن ملك اليونان ، والفطيون لمن ملك اليهود ـ هكذا قاله بن خرداذبة ـ والمعروف مالخ ، ثم رأس الجالوت ، والنمرود : لمن ملك الصابئة ، ودهمن ، وفعفور : لمن مالك الهند ، وغانة لمن ملك الزنج ، وفرعون : لمن ملك

__________________

(٣) فرغانة : بالفتح ثم السكون ، وغين معجمة ، وبعد الألف نون : مدينة وكورة واسعة بما وراء النهر متاخمة لبلاد تركستان فى زاوية من ناحية هيطل من جهة مطلع الشمس على يمين القاصد لبلاد الترك. انظر معجم البلدان (فرغانة) ، الروض المعطار ٤٤٠.

١٨٧

مصر والشام ، فإن أضيف إليها الاسكندرية : سمى العزيز ، ويقال : المقوقس ، وكسرى : لمن ملك العجم ، والإخشيد : لمن ملك فرغانة ، والنعمان لمن ملك العرب من قبل العجم ، وجالوت : لمن ملك البربر». انتهى.

١٩٨ ـ محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق ، المدنى أمير مكة:

ذكره ابن حبان فى الطبقة الثالثة من الثقات ، وقال : يروى عن أبيه عن معاوية بن جاهمة.

روى عنه ابن جريج ، وعبد الرحمن بن أبى بكر ، وكان عاملا لعمر بن عبد العزيز على مكة. انتهى. وذكره المزى فى التهذيب ، ونسبه كما نسبه ابن حبان.

وقال المزى : روى عن أبيه طلحة بن عبد الله ، ومعاوية بن جاهمة. وقيل : عن أبيه عن معاوية بن جاهمة.

وروى عنه داود بن عبد الرحمن العطار ، وعبد الرحمن بن أبى بكر المليكى ، وعبد الملك بن جريج ، ومحمد بن إسحاق ، وقال : روى له النسائى ، وابن ماجة. ووهم صاحب الكمال فى موضعين من ترجمته ، لأنه لما نسبه أسقط : عبد الله بن طلحة وعبد الرحمن.

كذا وجدته فى نسخة معتمدة من الكمال ، ولعل ذلك من ناسخها. والآخر : ما ذكره من رواية أبى داود له. وهو لم يرو له. وإنما روى له النسائى وابن ماجة على ما يقتضيه كلام المزى.

١٩٩ ـ محمد بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشى التيمى ، المعروف بالسجاد :

يكنى أبا القاسم ، وأبا سليمان ، والصحيح : أبو القاسم ، على ما ذكر ابن عبد البر.

__________________

١٩٨ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب الكمال ٢٥ / ٤١٣ ، تاريخ البخارى الكبير ١ / ٤١٣ ، الجرح والتعديل ترجمة ١٥٨٠ ، ثقات ابن حبان ٧ / ٢٦٧ ، الكاشف ترجمة ٣٩٩٦ ، تذهيب التهذيب ٣ / ٣١٥ ، نهاية السول ٣٣٣ ، التقريب ٢ / ١٧٢ ، خلاصة الخزرجى ٢ / ٢٣٢٨).

١٩٩ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ترجمة ٧٧٩٧ ، الوافى بالوفيات ٣ / ١٧٤ ، الأعلام ٦ / ١٥٧ ، طبقات ابن سعد ٥ / ٥٢ ، نسب قريش لمصعب ٢٨١ ، المعارف ٢٣١ ، الاستيعاب ترجمة ٢٣٦٢ ، أسد الغابة ترجمة ٤٧٤٥ ، تعجيل المنفعة ٣٦٦ ، شذرات الذهب ١ / ٤٣ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٦٨).

١٨٨

قال الزبير بن بكار : وحدثنى محمد بن يحيى عن إبراهيم بن أبى يحيى ، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ عن إبراهيم بن محمد بن طلحة قال : لما ولد محمد بن طلحة بن عبيد الله ، أتى به طلحة إلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له اسمه.

فقال : محمدا. قال : يا رسول الله أكنه أبا القاسم؟ قال : لا أجمعها له. هو أبو سليمان.

قال الزبير : وحدثنى هارون بن صالح بن إبراهيم قال : حدثنى عبيد الله بن محمد بن عمران بن عمه يونس بن إبراهيم ، قال : أسمى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم محمد بن طلحة : محمدا. وكناه أبا القاسم.

قال الزبير : وحدثنى أبو بكر بن يزيد بن جعدية ، فقال : حدثنى أشياخ من ولد طلحة بن عبيد الله ، منهم : عبيد الله بن محمد بن عمران ، قالوا : لما ولد محمد بن طلحة ابن عبيد الله ، أتى به طلحة إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فوضعه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى حجره ، ثم حنكه ، ثم مسح على رأسه ، وبرك عليه وأسماه باسمه محمدا ، وكناه بكنيته أبا القاسم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال عبد الله : فكنا نقول : لا يصلح من ولده أحد ، يمسح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على رأسه ، قال : ثم صلعنا بعد.

وقال الزبير : قتل محمد بن طلحة يوم الجمل. حدثنى عمى مصعب بن عبد الله قال : فمر به على بن أبى طالب رضى الله عنه فى القتلى. فقال : هذا السجاد ورب الكعبة ، هذا الذى قتله بر أبيه.

وكان طلحة أمره يوم الجمل أن يتقدم أن يتقدم باللواء ، فتقدم ، ونثل درعه بين رجليه ، وقام عليها. فجعل كلما حمل عليه يقول : نشدتكم بحاميم ، فيصرف الرجل عنه ، حتى شد عليه رجل من بنى أسد بن خزيمة يقال له : حديدة ، فنشده بحاميم فلم ينته لذلك ، فطعنه فقتله.

وقال الزبير : حدثنى محمد بن الضحاك بن عثمان الخزامى عن أبيه ، قال : كان هوى محمد بن طلحة بن عبيد الله مع على بن أبى طالب رضى الله عنه. ونهى على عن قتله وقال : من رأى البرنس الأسود فلا يقتله ، يعنى : محمدا. فقال لعائشة رضى الله عنها يومئذ : يا أمه ما تأمرينى؟ قالت : أرى أن تكون كخير بنى آدم ، أن تكف يدك ، فكف يده فقتله رجل من بنى أسد بن خزيمة يقال له : كعب بن مدلج من بنى منقذ بن طريف. ويقال : قتله شداد بن معاوية العبسى ويقال : بل قتله عصام بن مقشر البصرى ،

١٨٩

وعليه كثرة الحديث. وهو الذى يقول فى قتله (١) :

وأشعث قوام بآيات ربه

قليل الأذى فيما ترى العين مسلم

دلفت له بالرمح من تحت بزه (٢)

فخر صريعا لليدين وللفم

شككت إليه بالسنان قميصه

فأرديته عن ظهر طرف مسوم

أقمت له فى دفعه مثل قد

امى النسر حران لهذم (٣)

يذكرنى حم لما طعنته

فهلا تلا حم قبل التقدم (٤)

على غير شىء غير أن ليس تابعا

عليا ومن لا يتبع الحق يظلم

ويروى فى رواية أخرى : خرقت له بالرمح جيب قميصه.

فقال على رضوان الله عليه حين رآه صريعا : صرعه هذا المصرع بره بأبيه.

ويروى أن عليا لما أخبر بقتله قال : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) إن كان لما علمت شابا صالحا ، ثم قعد كئيبا حزينا ، وأمه : حمنة بنت جحش ، أخت زينب زوج النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٢٠٠ ـ محمد بن أبى جهم عامر :

قال ابن عبد البر : وقيل : عبيد. قال الزبير بن بكار : ابن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدى بن كعب القرشى العدوى.

ولد فى عهد النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، على ما ذكر الذهبى.

وذكر الزبير بن بكار : أن أمه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة. وقال : قتله مسرف بن عقبة يوم الحرّة. وقال : حدثنى عمى مصعب بن عبد الله قال : كان ابن عقبة

__________________

(١) انظر : الاستيعاب ترجمة ٢٣٦٢.

(٢) فى الاستيعاب ترجمة ٢٣٦٢ :

ذلقت له بالرمح من تحت نحره

(٣) فى الاستيعاب ترجمة ٢٣٦٢ :

أقمت له فى دفعه الخيل صلبه

بمثل قدامى النسر حران لهذم

(٤) فى الاستيعاب ترجمة : ٢٣٦٢.

يذكرنى حاميم لما طعنته

فهلا تلا حاميم قبل التقدم

٢٠٠ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٣٥١ ، ٢٩٢٩ ، الإصابة ترجمة ٨٣١٥ ، ٩٧٠٣ ، أسد الغابة ترجمة ٤٧١٦ ، ٥٧٨٠ ، المحن ١٤٨ ، الجرح والتعديل ٧ / ٢٢٤ ، مقاتل الطالبيين ٥٦٧ ، التحفة اللطيفة ٣ / ٥٥٤ ، الوافى بالوفيات ٢ / ٣١٤ ، الطبقات الكبرى ٥ / ١٤٦ ، شذرات الذهب ١ / ٧١ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٥٦ ، العبر ١ / ٨٦).

١٩٠

بعد ما أوقع بأهل المدينة يوم الحرة فى إمرة يزيد بن معاوية ، فأنهبها ثلاثا ، أتى بقوم من أهل المدينة ، وكان أول من قدم إليه محمد بن أبى جهم ، قال : تبايع أمير المؤمنين ، على أنك عبد قن إن شاء أعتقك وإن شاء استرقك. قال : فقال : بل أبايع على أنى ابن عم كريم حر. فقال: اضربوا عنقه. انتهى.

وكانت قصة مسرف بن عقبة بالمدينة فى آخر ذى الحجة سنة ثلاث وستين من الهجرة.

وقد ذكر هذه القصة غير واحد من أهل الأخبار ، منهم الزبير بن بكار ؛ لأنه قال بعد أن ذكر شيئا من خبر يزيد بن معاوية : ويزيد الذى أوقع بأهل المدينة ، بعث إليهم مسلم بن عقبة المرى ، أحد بنى مرة بن عمرو بن سعد بن ذبيان ، فأصابهم بالحرة بموضع يقال له : واقم، من مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على ميل ، فقتل أهل المدينة مقتلة عظيمة ، فسمى ذلك اليوم يوم الحرة.

وأنهب المدينة ثلاثة أيام ، وهو الذى يسميه أهل المدينة مسرفا ، ثم خرج يريد مكة وبها ابن الزبير ، فمات فى طريق مكة ، فدفن على ثنية يقال لها : المشلل مشرفة على قديد(١).

فلما ولى عنه الجيش ، انحدرت إليه ليلى أم ولد يزيد بن عبد الله بن زمعة من أستاره ، فنبشته وصلبته على ثنية المشلل (٢).

وكان مشرف قتل يزيد بن عبد الله بن زمعة بن الأسود أبا ولدها.

٢٠١ ـ محمد بن عباد بن جعفر بن رعانة بن أمية بن عائذ بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم المخزومى المكى :

وأمه زينب بنت عبد الله بن السائب بن أبى السائب المخزومى.

__________________

(١) قديد : تصغير القد من قولهم قددت الجلد ، أو من القد ، بالكسر ، وهو جلد السخلة ، أو يكون تصغير القدد من قول تعالى : (كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً) ، وهى الفرق ، وهى اسم موضع قرب مكة. انظر : معجم البلدان ، ومعجم ما استعجم (قديد).

(٢) المشلّل : المشلّل بضمّ أوله ، وفتح ثانيه ، وفتح اللام وتشديدها ، والشلّ الطّرد : وهو جبل يهبط منه إلى قديد من ناحية البحر. انظر : معجم البلدان ، ومعجم ما استعجم (مشلل).

٢٠١ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٥ / ٤٧٥ ، طبقات خليفة ٢٨١ ، تاريخ البخارى ١ / ١٧٥ ، التاريخ الصغير ٢ / ٣٦٥ ، الجرح والتعديل ٨ / ٦٣ ، تهذيب الكمال ١١٩٨ ، تذهيب التهذيب ٤ / ٨٤ ، تاريخ الإسلام ٤ / ١٩٩ وتهذيب التهذيب ٩ / ٢٤٣ ، سير أعلام النبلاء ٥ / ١٠٦).

١٩١

سمع أبا هريرة ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وجابر بن عبد الله ، وعائشة ، وجماعة.

روى عنه ابنه جعفر ، والزهرى ، والأوزاعى ، وابن جريج ، وزياد بن إسماعيل ، وعبد الحميد بن جبير بن شيبة.

قال ابن سعد : كان ثقة قليل الحديث. ووثقه أبو زرعة ، وابن معين ، وقال : مشهور. وقال أبو حاتم : لا بأس بحديثه ، روى له الجماعة.

٢٠٢ ـ محمد بن عباد بن الزبرقان المكى :

سكن بغداد. وسمع سفيان بن عيينة ، وصحبه ، وحاتم بن إسماعيل ، وأبا ضمرة أنس ابن عياض ، وأبا صفوان عبد الله بن سعيد الأموى (١) ، وطلحة بن يحيى الزرقى ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردى ، ومروان بن معاوية وجماعة.

روى عنه : البخارى ، ومسلم ، وأبو يعلى الموصلى ، والبغوى وجماعة.

قال محمد بن سعد : توفى فى آخر ذى الحجة سنة أربع وثلاثين ومائتين بعسكر الخليفة بسر من رأى (٢). وكذا قال البخارى ، وزاد : ببغداد : وقال البغوى وغيره : مات أول يوم من سنة خمس وثلاثين (٣).

وقال موسى بن هارون (٤) : مات يوم الخميس. وسئل عنه أحمد بن حنبل ، فقال : حديثه حديث أهل الصدق. وقال ابن معين : لا بأس به.

__________________

٢٠٢ ـ انظر ترجمته فى : (سير أعلام النبلاء ٥ / ٣٤٤ ، طبقات ابن سعد ٧ / ٣٥٨ ، سؤالات ابن الجنيد ٣ ، تاريخ البخارى الكبير ترجمة ٥٣٠ ، علل أحمد ١ / ٢٢٢ ، ٤٠٧ ، الجرح والتعديل ترجمة ٦٠ ، ثقات ابن حبان ٩ / ٩٠ ، ثقات ابن شاهين ترجمة ١٢٥٠ ، رجال صحيح مسلم ١٦٠ ، تاريخ الخطيب ٣ / ١١٧٨ ت ٨٩٩ ، رجال البخارى ٢ / ٦٦٥ ، الجمع ٢ / ٤٤٥ ، الكاشف ٣ / ٥٠٠٦ وتهذيب التهذيب ٩ / ٢٤٤ وتذهيب التهذيب ٣ / ٢١٦ وتهذيب الكمال ٢٥ / ٤٣٥ ، ٤٣٦).

(١) فى تهذيب التهذيب «الآمدى» ، وفى تهذيب الكمال : «الأموى».

(٢) سر من رأى : بضم أوله وثانيه ، وهى مدينة بالعراق ، وتسمى أيضا سامرا. انظر : معجم البلدان ، معجم ما استعجم (سر من رأى) ، الروض المعطار ٣٠٠ ، ٣٠١ ، اليعقوبى ٢٥٥ ـ ٢٦٨.

(٣) فى تاريخ بغداد عن عبيد بن محمد بن خلف البزار : مات محمد بن عباد المكى غرة المحرم فى سنة خمس وثلاثين ومائتين.

(٤) انظر : (تاريخ بغداد ٣ / ١٨٠).

١٩٢

٢٠٣ ـ محمد بن العباس بن عثمان بن شافع الشافعى المكى :

عم الإمام الشافعى. روى عن أبيه. وعنه ابنه إبراهيم بن محمد الشافعى ، وحديثه عزيز. روى له ابن ماجة ، وقال : يروى عن أبيه والحجازيين المقاطيع. ذكره المزى فى التهذيب ، ولم أره فى الكمال.

* * *

من اسمه محمد بن عبد الله

٢٠٤ ـ محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد شمس الدين الإستجى (١) المصرى الشافعى :

نزيل مكة. جاور بها مدة سنين ، مستوطنا بها متأهلا فيها. ولى مباشرة فى الحرم ، وله نظم كبير ، ويقع له فيه الحسن ، غير أنه كان يتهم بانتحال معانيه ، والله أعلم.

وكان سمع بمكة صحيح البخارى على محمد بن صبيح المكى شيخ رباط غزى ، والقاضى أبى الفضل النويرى قبل ولايته ، ثم صحبه ، واشتهر بصحبته ومدحه بقصائد ، ورثاه بعد موته بمرثية بليغة.

وسمع بمكة من الكمال بن حبيب الحلبى وبالمدينة من : قاضيها بدر الدين بن الخشاب ، وبدمشق فى سنة وثمانين وسبعمائة من [........](٢)

وتوفى فى العشرين من شعبان سنة ثمان ثمانين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة.

أنشدنى الإمام النحوى نجم الدين محمد بن أبى بكر المكى المعروف بالمرجانى من

__________________

٢٠٣ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب الكمال ٢٥ / ٤٤٨ ، تاريخ البخارى الكبير ترجمة ٦٠٥ ، تاريخ واسط ٣٠٠ ، ثقات ابن حبان ٩ / ٥٤ ، الكاشف ٥٠٠٩ ، تذهيب التهذيب ٣ / ٢١٦ ، نهاية السول ٣٣٤ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٢٤٧ ، التقريب ٢ / ١٧٤).

٢٠٤ ـ انظر ترجمته فى : (شذرات الذهب ٨ / ٥٢١).

(١) ذكر محقق المطبوعة أن «الإستجى» جاءت فى الشذرات «الآصجى» ، وهو خطأ مطبعى فى الطبعة التى اعتمد عليها.

والإستجى نسبة إلى إستجة : بالكسر ثم السكون ، وكسر التاء فوقها نقطتان ، وجيم ، وهاء : اسم لكورة بالأندلس متصلة بأعمال ريّة بين القبلة والمغرب من قرطبة ، وهى كورة قديمة واسعة الرساتيق والأراضى على نهر سنجل ، وهو نهر غرناطة. بينها وبين قرطبة عشرة فراسخ وأعمالها متصلة بأعمال قرطبة. معجم البلدان (إستجة).

(٢) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

١٩٣

لفظه ، أن الأديب شمس الدين محمد بن عبد الله بن أحمد الإستجى أنشده لنفسه.

أم النواظر فى محراب حاجبها

طرف تلا من معانى حسنها سورا

فلو ملكت فؤادى كنت أجعله

وقفا له ولطرفى أجعل النظرا

وأنشدنى الإمام نجم الدين المرجانى أيضا أن الإستجى ، أنشده لنفسه أيضا :

وشادن قسنا على ريقه

سلافنا والجامع السكر

فقام فى العشاق تحلابه

يتلو علينا إنما الخمر

ومن شعره أيضا قصيدة يمدح فيها النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أولها :

فى القلب منى للأحبة منزل

لسوى الأحبة ليس فيه مدخل

قلب على التوحيد قد أسسته

فلذاك بالأهواء لا يتزلزل

ورفعت بالتفويض ما شيدته

منه براحات الرضى كى يكمل

وجعلت من كتمان حالى فوقه

سقفا علا وإليه لا يتوصل

وأقمت فيه من رجائى سلما

أرقى به عن ظن ما لا يجمل

ولبابه السامى طبعت من الحجى

قفلا بأيدى الحزم منى يقفل

ولديه حراس به وكلتهم

وعلى الطريق إليه ستر مسبل

وخلوت فيه بمن أحب فقال لى

وكل بباب السر من لا يغفل

ففعلت فأنتظمت فنون مسوتى

وغدوت فى بردى هناء أرفل

فسكرت ثم رأيت سكرى يقتضى

سكرا ويلزم من أداه تسلسل

فرقيت من ذاك المقام لمرتقى

لم يرقه إلا رجال كمل

قوم برحمة ربهم وبفضله

ومعونة منه إليه توصل

لم لا ومرشدهم وهاديهم إلى

سبل الهدى الهادى النبى المرسل

المصطفى الأوفى المراد المجتبى

الأرشد الأتقى الأخص الأكمل

ومنها :

بالسبق فاز وإن تأخر بعثه

فهو الأخير عناية والأول

أفلت بمبعثه شموس شرائع

وبشرعه شمس به لا تأفل

ومنها :

فبنانه عند العطاء ووجهه

ينهل ذا كرما وذا يتهلل

وله أيضا من قصيدة نبوية أولها :

١٩٤

نام الخلى وذو الغرام مسهد

وله النجوم بما يكابد تشهد

نادى الأحبة لو سمحتم بالكرى

فلعل طيفكم المفدى يسعد

قالوا ألم تعلم بأن أخا الهوى

حكم الغرام بأنه لا يرقد

فأجاب سمعا للغرام وطاعة

إن الغرام على المحب له اليد

قسما بعزة من أحب وذلتى

إنى وإنى العبد وهو السيد

قد لذ لى ذلى لديه ولم أزل

عذب لدى عذابه وتعبد

ووحق نور سنا جلال جماله

وقديم إحسان له لا يجحد

ذل المريد بلا مراء عزة

وحياته فى موته لا يشهد

كم ذا أصرح بالمقال لعلهم

يحنوا وحالى حين أسكت ينشد

يا سادة عتقوا الرقاب وبرهم

أبدا لأحرار الورى يستعبد

الأمر أمركم فقولوا امتثل

واقضوا فرأيكم الكريم مسدد

ومنها :

وأتى العذول لما رأى من حالتى

يثنى عنانى عنكم ويفند

ويقول إن لم تسل عشت معذبا

سترى فتشكر ما أقول وتحمد

فأجبته دعنى عدمتك ناصحا

ما فى جنوبك لا رعيت تردد

إن المنية فيهم أمنيتى

فبأى شىء بعدها تتهدد

عنى إليك فلو عدلت عدلت عن

عذلى وكنت إلى المحبة ترشد

لكن ظلمت وزاد قلبك قسوة

صبرا عليه فقد يلين الجامد

ومنها :

تالله لو أدركت معنى حسن من

أهواه لم تبرح به تتوجد

إن الذى ببديع حسن صفاته

يا صاح همت هو النبى محمد

المصطفى الهادى الرسول المجتبى

الطاهر النور المشفع أحمد

العاقب الماحى المقفى من له

فضل عظيم لا تطاوله يد

والقصيدة الأولى اللامية ، وجدتها بخطه. والثانية : بخط غيره. وصرح فيها وفى الأولى ، بأن ناظمها الإستجى.

ومن شعره أيضا ، قوله من قصيدة أولها :

أما والعيون السود ما أنا بالسالى

ولا والقدود الهيف لا حلت عن حالى

١٩٥

فيا أيها اللاحى رويدك إننى

ولا فخر صب قد رضيت بإذلالى

وقد شاع بين الناس أنى متيم

فما لى وقد باح الخفاء لعذالى

ولله برق لاح من جانب الحمى

فهيج أشواقى وأنعش بلبالى

وأذكرنى ثغر المليحة باسما

كدر حباب لاح من كاس جريالى

ولم أك بالناسى ولكنه بدا

وذكرى قد ألقى إلى قدها بالى

وماذا على صب تنعم باله

فطورا بمعسول وطورا بعسالى

ومن لى بثغر قد حمته مناظرا

علىّ كما شاء الهوى لحظه والى

ألمياء هل بى فى وصالك مطمع

تلوذ به عند اشتياقك آمالى

فلو لا الرجا يا غاية السول والمنى

لمت ولم أبلغ مناى بأوجالى

وقائلة مهلا فحسبك ما جرى

من الدمع والشكوى على الطلل البالى

فقلت لها كفى فتلك منازل

نزلت بها قدما على خير نزال

بها كنت أمشى من سرور لمثله

بمنعرج بها اللذات مشية مختال

وكنت بها للهو أدعى فأنثنى

كأنى على الأفلاك أسحب أذيالى

وكم نلت من لبنى بها من لبانة

بلا منة تخشى ولا ذل تسآلى

وكم بت أجلو والمديرة مقلتى

سلاف جمال مازجته بإجمالى

وكم بت لا أخشى رقيبا سوى الدجى

ولا واشيا إلا شذا طيبها الغالى

فما لى لا أبكى الغداة لبينها

وأندب ربعا من شمائلها خالى

وأنشد من فرط الصبابة والأسى

بذل كسانيه الهوى وبإذلالى

محبك لم يسأم وإن دام وصله

وإن صد يا لبنى فما هو بالسالى

٢٠٥ ـ محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبى بكر بن محمد بن إبراهيم الطبرى المكى الشافعى ، المعروف بالبهاء الخطيب ، خطيب مكة وابن خطيبها :

ذكر أنه ولد سنة ثمان وسبعين وستمائة بمكة ، وأنه سمع بها على يوسف بن إسحاق الطبرى ، ولم يصرح بما سمعه عليه ، ولعله سمع عليه الترمذى ، أو بعضه فإنه كان يرويه عاليا.

وسمع المذكور من جده المحب الطبرى ، سنن النسائى رواية ابن السنى ، وأربعين البامنجى(١) ، وعلى الفقيه التوزرى : الموطأ رواية يحيى بن يحيى وغير ذلك. وحدث.

__________________

٢٠٥ ـ انظر ترجمته فى : (الدرر الكامنة ٣ / ٤٦٦).

(١) البامنجى : نسبة لبلدة بامنج من أعمال هراة.

١٩٦

وسمع من أبيه بعض صحيح البخارى. وعنه أخذ خطابة الحرم سنة أربع وسبعمائة ، ودامت ولايته لها.

وكان فاضلا ، له نظم ونثر وخطب ، وفيه كيس ومروءة وكرم وحسن خلق.

سمع منه البرزالى شيئا من نظمه ، وما علمته حدث إلا بنظمه.

وذكر أنه توفى يوم الجمعة السادس والعشرين من ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة. ودفن من يومه بالمعلاة بعد الصلاة عليه عند باب الكعبة ، وكان له مشهد عظيم.

وبلغنى عن الشيخ خليل المالكى أنه رأى ـ بعد موت البهاء الخطيب ـ امرأة من أقاربه فى المنام ، فقالت للشيخ : هذا البهاء مسكين ما أحد يقرأ له شيئا ، ما أحد يهدى له شيئا ، فقرأت له بعد ذلك شيئا من القرآن وأهديته إليه ونمت ، فرأيت المرأة التى رأيتها فى المنام ، فقالت لى : جزاك الله عنه خيرا ، أحسنت إليه. هذا معنى ما بلغنى عن الشيخ خليل.

أنشدنى الإمام أبو اليمن محمد بن أحمد بن إبراهيم الطبرى ، بقراءتى عليه بالحرم الشريف ، قلت له : أنشدك الحافظ علم الدين القاسم بن محمد البرزالى إجازة ، أن خطيب مكة بهاء الدين محمد بن عبد الله بن المحب الطبرى ، أنشده لنفسه بمنزله بمكة فى يوم الجمعة السادس عشر من الحجة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة ، فقال :

أرانى اليوم للأحباب شاك

وقدما كنت للأحباب شاكر

وما لى منهم أصبحت باك

أباكر بالمدامع كل باكر

نهارى لا يزال القلب ساه

وليلى لا يزال الطرف ساهر

أذاقونى عنادا طعم صاب

وقالوا كن على الهجران صابر

وها قلبى إلى الأحباب صاغ

يميل إلى رضاهم وهو صاغر

أحن إلى لقاهم كل عام

وأرجو وصلهم فى شعب عامر

أهيل الجود مقصد كل حاج

وليس لهم عن الأحباب حاجر

سقى ربعا حواهم كل غاد

وصين جمالهم من كل غادر

ومن شعره ـ على ما بلغنى عن جدى القاضى أبى الفضل النويرى هذه الأبيات الثمانية ، وهى أربعة مقاطيع.

منها : مقطوع أنشده للسلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون بمصر ، وأظن ذلك لما

١٩٧

توجه إليها طلبا للرزق ووفاء للدين ، صحبة أمير مكة الشريف رميثة بن أبى نمى الحسنى ، فى سنة ست وعشرين وسبعمائة ، قال :

محا محياك كل بوس

من سفر فيه قد شقينا

ولم نكن بعد إذ رأينا

وجهك نتلو لقد لقينا

ومنها : لما سأل بعض الأكابر عن ملوحة ماء زمزم :

هو الحظ أما العير ترتع فى الفلا رطيبا

وأنف العود بالعود يخزم

لك الحمد أمواه البلاد كثيرة

عذاب وخصت بالملوحة زمزم

البيتان مشهوران للمعرى أبى العلاء (٢).

ومنها قوله لما اجتمع مع جماعة ، منهم ابن عمه القاضى نجم الدين ، لقراءة ختمة ، وقد سقط طائر فى حجره فأصغى إليه بأذنه ، وقال : هذا الطائر يقول : وأنشد على لسانه فقال :

إنى سررت بقربكم وقدومكم

وقراءة القرآن فى ناديكم

ونزلت فى وكرى إليكم آمنا

ومؤمنا لما دعى داعيكم

ومنها : قوله مخاطبا لأرغون الدوادار نائب السلطنة بمصر ، لما حج فى بعض السنين ، وحضر خطبته بمكة ، فتوقف فقال :

من ذا يراك ولا يها

ب إذا قرا وإذا خطب

إن التثبت للخطي

ب إذا رآك من العجب

٢٠٦ ـ محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة النسائى :

أبو الوليد الأزرقى المكى ، مؤلف «أخبار مكة». حدث فيه عن جماعة ، منهم : جده أحمد بن محمد الأزرقى ، وإبراهيم بن محمد الشافعى ، ومحمد بن يحيى بن أبى عمر بن الأزرق بن عمرو بن الحارث بن أبى شمر العدنى.

__________________

(٢) فى ديوان المعرى : لزوم ما لا يلزم (٢ / ٢٢٠) :

هو الحظ غير البيد ساف بأنفه

خزامى وأنف العود بالذل يجزم

تباركت أنهار البلاد سوائح

بعذب وخصت بالملوحة زمزم

٢٠٦ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ ابن الأثير ١ / ٣٧ ، تهذيب التهذيب ١ / ٧٩ ، دائرة المعارف الإسلامية ٢ / ٤٠ ، الخزانة التيمورية ٣ / ١٤ ، فهرست ابن النديم ١١٢ مفتاح السعادة ٢ / ٥٤ ، الأعلام ٦ / ٢٢٢).

١٩٨

روى عنه : إسحاق بن أحمد الخزاعى ، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمى ، ووقع لنا حديثه من طريقه عاليا.

وما علمت متى مات ، إلا أنه كان حيا فى خلافة المنتصر محمد ابن جعفر المتوكل العباسى ، وقد تقدم ذكرها فى ترجمته ؛ لأنه ذكر فى الخطط : أن القصر المسمى سقر والستار ، فى الجاهلية ، صار للمنتصر ، وترجمه بأمير المؤمنين ، ولم أر من ترجمه ، وإنى لأعجب من ذلك.

ووهم النووى ـ رحمه‌الله ـ فى قوله فى شرح المهذب بعد أن ذكر حدود الحرم ، نقلا عن أبى الوليد الأزرقى هذا ، أنه أخذ عن الشافعى وصحبه ، وروى عنه ، وإنما كان ذلك وهما لأمرين :

أحدهما : أن الذين صنفوا فى طبقات الفقهاء الشافعية لم يذكروا فى أصحاب الشافعى إلا أحمد بن محمد بن الوليد جد أبى الوليد هذا.

الأمر الثانى : لو أن أبا الوليد هذا روى عن الإمام الشافعى لأخرج عنه فى تاريخه لما له من الجلالة والعظمة ، كما أخرج عن جده وابن أبى عمر العدنى ، وإبراهيم بن محمد الشافعى ، ابن عم الإمام الشافعى.

والسبب الذى أوقع النووى فى هذا الوهم ، أن أحمد الأزرقى جد أبى الوليد هذا ، يكنى بأبى الوليد ، فظنه النووى هو ، والله أعلم ، وإنما نبهت على ذلك لئلا يغتر بكلام النووى ، فإنه ممن يعتمد عليه ، وهذا مما لا ريب فيه.

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صديق الدمشقى ، بقراءتى عليه : أن أبا العباس أحمد بن أبى طالب الحجار أخبره وغيره عن أبى إسحاق إبراهيم بن عثمان الكاشغرى ، وأبى محمد الأنجب بن أبى السعادات الحمامى ، وثامر بن مسعود بن مطلق ، وعبد اللطيف بن محمد بن القبيطى ، وعلى بن محمد بن كبة ، وأبى الفضل محمد ابن محمد بن السباك ، وزهرة بنت محمد بن أحمد بن حاضر ، قالوا : أخبرنا أبو الفتح بن البطى ـ زاد الكاشغرى ـ : أبو الحسن بن تاج القراء ، قالا : أخبرنا مالك بن أحمد البانياسى ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت المجير ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم ابن عبد الصمد الهاشمى ، قال : حدثنا أبو الوليد محمد بن عبد الله الأزرقى ، قال : حدثنا جدى ، قال : حدثنا سفيان عن أبى الزبير عن عبد الله بن باباه عن جبير بن مطعم رضى الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا بنى عبد مناف ، إن وليتم من هذا الأمر شيئا ، فلا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى ، أية ساعة شاء من ليل أو نهار (١)».

__________________

(١) أخرجه الترمذى فى سننه ، باب ما جاء فى الصلاة بعد العصر وبعد الصبح لمن يطوف ـ

١٩٩

٢٠٧ ـ محمد بن عبد الله بن أحمد ، التونسى الأصل ، المكى المولد والدار ، المعروف بابن المرجانى :

سمع من شيخنا ابن صديق وغيره من شيوخنا ، واشتغل فى الفقه والعربية وتنبه فى ذلك ، وله نظم وخط جيد ، وكتب به أشياء كثيرة ، وكان دينا خيرا ساكنا.

توفى فى ليلة السبت ثانى ذى الحجة سنة عشر وثمانمائة بمكة. ودفن بالمعلاة فى صبيحتها عن أربع وعشرين سنة تقريبا.

__________________

ـ حديث رقم (٨٦٣) من طريق : أبو عمار ، وعلى بن خشرم قالا : أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن أبى الزبير ، عن عبد الله بن باباه ، عن جبير بن مطعم : «أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يا بنى عبد مناف ، لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار».

وفى الباب عن ابن عباس وأبى ذر.

قال أبو عيسى : حديث جبير حديث حسن صحيح. وقد رواه عبد الله بن أبى نجيح ، عن عبد الله بن باباه أيضا. وقد اختلف أهل العلم فى الصلاة بعد العصر وبعد الصبح بمكة ، فقال بعضهم : لا بأس فى الصلاة والطواف بعد العصر وبعد الصبح ، وهو قول الشافعى وأحمد وإسحاق ، واحتجوا بحديث النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم هذا. وقال بعضهم : إذا طاف بعد العصر لم يصل حتى تغرب الشمس ، وكذلك إن طاف بعد صلاة الصبح أيضا لم يصل حتى تطلع الشمس. واحتجوا بحديث عمر أنه طاف بعد صلاة الصبح فلم يصل ، وخرج من مكة حتى نزل بذى طوى فصلى بعد ما طلعت الشمس ، وهو قول سفيان الثورى ومالك بن أنس.

وأخرجه أبو داود فى سننه ، باب الطواف بعد العصر حديث رقم (١٨٥٩) من طريق : ابن السرح والفضل ابن يعقوب وهذا لفظه ، قالا : أخبرنا سفيان ، عن أبى الزبير ، عن عبد الله بن باباه ، عن جبير بن مطعم يبلغ به النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا تمنعوا أحدا يطوف بهذا البيت ويصلى أى ساعة شاء من ليل أو نهار».

قال الفضل : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يا بنى عبد مناف لا تمنعوا أحدا».

وأخرجه ابن ماجة فى سننه ، باب ما جاء فى الرخصة فى الصلاة بمكة فى كل وقت حديث رقم (١٢٩٠) من طريق : يحيى بن حكيم ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن أبى الزبير ، عن عبد الله بن باباه ، عن جبير بن مطعم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا بنى عبد مناف لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء من الليل والنهار».

وأخرجه النسائى فى الكبرى ، باب إباحة الصلاة فى الساعات كلها حديث رقم (١٥٦٦) من طريق : محمد بن منصور قال : حدثنا سفيان قال : سمعته من أبى الزبير قال : سمعت عبد الله بن باباه يحدث ، عن جبير بن مطعم : أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يا بنى عبد مناف لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار».

٢٠٧ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٨ / ٨٢).

٢٠٠