العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٢

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٢

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٤٥

٤٢٠ ـ محمد بن محمد بن محمود الكرانى الهندى ، أبو الفضل ، المعروف بابن محمود الحنفى:

سمع من التقى الحرازى ، قاضى مكة ، نحو النصف الأول من ثمانين الآجرى ، وعلى القاضى عز الدين بن جماعة ، والقاضى موفق الدين الحنبلى : جزء ابن نجيد ، وغير ذلك على ابن جماعة وغيره.

وكان أحد الطلبة بدرس يلبغا ، ويعمل العمر ويعانى حرفا كثيرة. توفى فى أثناء سنة أربع وثمانمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة.

٤٢١ ـ محمد بن محمد بن محمود الهندى :

نزيل مكة. كان يخدم الشيخ عبد الله اليافعى ، ويكتب له تصانيفه ، ولازمه مدة طويلة ، ثم تركه ، ولازم القاضى أبو الفضل النويرى ، إلى أن أضرّ. وكان يقرأ عليه فى «الحاوى الصغير» ويلازم درسه ومجالسه ويخدمه ، ولم يحصل شيئا.

وتوفى قبل القاضى أبى الفضل بسنتين أو نحوهما شهيدا ، وقع على رأسه حجر فرضخه.

٤٢٢ ـ محمد بن محمد بن مسكين ، يلقب بالكمال :

ذكره القطب الحلبى فى تاريخ مصر ، وذكر أنه وجد بخط شيخه قطب الدين القسطلانى : أن ابن مسكين هذا ، جاور بمكة سنين ، ثم خرج منها فى سنة اثنتين وسبعين وستمائة. ودخل مصر ، وبه مرض الاستسقاء. وتوفى بها يوم الجمعة الحادى والعشرين من المحرم من السنة المذكورة. انتهى.

ووجدت مجلسا فيه فوائد الحافظ أبى بكر بن مسدى ، سمعه عليه جماعة منهم : كمال الدين أبو الفتح محمد بن محمد بن الحسين بن مسكين القرشى. وترجم بالفقيه الأجل ، والظاهر أنه المذكور.

وتاريخ السماع سادس عشر شوال ، سنة إحدى وعشرين وستمائة ، بالحرم الشريف ، تجاه الكعبة المعظمة.

__________________

٤٢٠ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ١٠ / ٢١).

٣٨١

٤٢٣ ـ محمد ـ ويدعى نسيم ـ بن محمد ـ ويدعى سعيد ـ بن مسعود ـ المدعو بخواجه إمام ـ بن محمد بن على بن أحمد بن عمر بن إسماعيل بن الأستاذ أبى على الحسن بن على بن محمد بن إسحاق بن عبد الرحيم بن أحمد ، العلامة الخير ، نسيم الدين أبو عبد الله بن العلامة سعيد الدين بن ضياء الدين النيسابورى الأصل ، الكازرونى المولد والدار ، الشافعى :

نزيل مكة. هكذا وجدت نسبه لأبى على الدقاق ، بخط بعض أصحابنا ، ورأيت ذلك بخطه ـ فيما أظن ـ ذكر أنه ولد بكازرون (١) من بلاد فارس ، سنة خمس وثلاثين وسبعمائة. ونشأ بها ، واشتغل فيها على أبيه بالعلم ، وسمع منه بها بعض تصانيفه ، وأنه استجاز له من الحافظ أبى الحجاج المزى وغيره من شيوخ دمشق ، وأن الإجازة عنده بكازرون.

سمعت منه شيئا من كتاب «المولد النبوى» الذى صنفه أبوه ، وكان يرويه عنه على ما ذكر. وكان فاضلا فى العربية ومتعلقاتها ، مع مشاركة حسنة فى الفقه وغيره ، وعبادة كثيرة ، وديانة متينة ، وأخلاق حسنة.

جاور بمكة سنين كثيرة تزيد على العشر ، ملازما للعبادة والخير ، وإفادة الطلبة. وسمع بها من شيخنا جمال الدين الأميوطى ، وعفيف الدين النشاورى. ثم توجه من مكة إلى بلاده بإثر الحج ، من سنة ثمان وتسعين وسبعمائة. فوصل إليها ، ثم توجه إلى مكة ، فأدركه الأجل باللار(٢) فى سنة إحدى وثمانمائة ، ووصل خبر وفاته إلى مكة فى سنة اثنتين وثمانمائة. وكان زار المدينة النبوية فى طريق الماشى ، وسهل فى طريقها أماكن مستصعبة. وفعل مثل ذلك فى جبل حراء وجبل ثور. أجزل الله تعالى على ذلك ثوابه.

٤٢٤ ـ محمد بن محمد بن المكرم بن أبى الخير رضوان بن أحمد بن القيم ، يلقب بالقطب أبو بكر بن الجمال ، بن الجلال ، ويعرف بابن المكرم المصرى :

نزيل مكة. سمع من القطب القسطلانى مجلسا له فى فضل شعبان ، على ما وجدت بخط الآقشهرى. وحدث عنه به ، وبصحيح ابن حبان إجازة ، وسمع على أبيه «السيرة

__________________

٤٢٣ ـ ستأتى ترجمته فى باب الكنى برقم (٣١١٦).

(١) كازرون : بتقديم الزاى ، وآخره نون ، مدينة بفارس بين البحر وشيراز ، قال البشارى : كازرون بلدة عامرة كبيرة وهى دمياط الأعاجم. انظر : معجم البلدان (كازرون).

(٢) اللار : أخره راء ، جزيرة بين سيراف وقيس. انظر : معجم البلدان (اللار).

٣٨٢

لابن إسحاق» عن ابن المقير عن ابن ناصر عن الخلعى والحبال ، وعلى علىّ بن نصر الله ابن الصواف مسموعه من سنن النسائى ، وعلى الحجار ، ووزيرة : صحيح البخارى ، وعلى الرضى الطبرى بمكة صحيح البخارى ، وابن حبان ، وغير ذلك.

كان جاور بمكة مدة طويلة ، ملازما للعبادة ، مطرحا للتكلف ، وجاور بالمدينة النبوية أيضا ، وبالقدس الشريف. ومات به فى شعبان سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة.

ومولده فى سنة خمس وسبعين وستمائة ، على ما وجدت بخط الآقشهرى. وكان من كتاب الأنساب بالقاهرة ، فى دولة السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون الصالحى ، ثم ترك واستنجز توقيعا شريفا بأن يصرف له معلومه على ذلك ، حيث كان بالمساجد الثلاثة. وجدت بخط الآقشهرى أنه كتب فى دولة المنصور قلاوون ، وابنه الأشرف خليل.

وذكر لى شيخنا أبو بكر بن قاسم بن عبد المعطى : أن ابن المكرم هذا ، جاور بمكة أزيد من عشرين سنة ، وكان يطوف مكشوف الرأس فى الحر الشديد ، وكان كثير الوقيعة فى الناس ، وكانت داره بمكة ، المدرسة الأفضلية.

٤٢٥ ـ محمد بن محمد بن موسى ، الدمشقى الشوبكى :

نزيل مكة المشرفة. جاور بها سنين كثيرة على خير ، وكان له بالعلم قليل عناية ، وتزوج زوجة أخيه الشيخ شهاب الدين ـ الآتى ذكره ـ وولد له منها أولاد.

وتوفى فى سادس عشر المحرم ، سنة أربع وعشرين وثمانمائة بمكة. ودفن بالمعلاة.

٤٢٦ ـ محمد بن محمد بن منصور المصرى ، الفراش بالحرم الشريف ، يلقب ناصر الدين :

سمع من الرضى الطبرى : صحيح مسلم ، وجامع الترمذى ، والسنن لأبى داود ، وصحيح ابن حبان ، وحدث به عنه مع ابن المكرم ، فى مجالس آخرها فى ذى القعدة سنة تسع وثلاثين وسبعمائة.

ومن السامعين له عليه ، العلامة شمس الدين محمد بن أبى بكر الزرعى ، المعروف بابن قيم الجوزية الحنبلى.

ويستفاد من هذا حياته فى هذا التاريخ.

__________________

٤٢٥ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ١٠ / ٢٣ ، الدرر الكامنة ٢ / ١٢٩).

٣٨٣

٤٢٧ ـ محمد بن محمد بن ميمون الجزائرى ، أبو عبد الله ، المعروف بابن الفخار ، لكون جدّه كان يبيع ذلك :

هكذا ذكره لى صاحبنا أبو الطيب محمد بن الزين القيروانى ، نزيل مصر ، قال : إن أصله من الأندلس : ومولده بالجزائر من بلاد المغرب. قرأ بها القرآن والفقه ، ثم انتقل إلى تلمسان (١) ، وأقام بها.

وثابر على قراءة العلم على جماعة من شيوخها ، كقاضى الجماعة بها ، أبى عثمان سعيد العقبانى مدة ، ثم وصل إلى تونس ، وحضر مجلس الإمام أبى عبد الله بن عرفة ، وعظمه وأكرم مثواه وكان يطلب منه الدعاء ، وحضر مجلس قاضى الجماعة ، أبى مهدى عيسى الغبرينى.

وأقام بتونس سنة أو أكثر قليلا ، ثم ارتحل إلى مصر ، فأقام بها أشهرا ، ثم حج. وأقام بالمدينة خمسة أعوام ، يؤدب الأطفال. انتهى.

وأخبرنى صاحبنا الشيخ خليل بن هارون الجزائرى ـ نزيل مكة ـ غير مرة ، عن شخص يقال له الحسن المرينى ـ أثنى عليه الشيخ خليل ، ووصفه بصلاح وخير ـ أن الشيخ أبا عبد الله بن الفخار هذا ، كان إذا لقيه قال : ما لى أراك مخروطا؟.

قال المرينى : فقلت فى نفسى : كأنه يكاشفى ، فعزمت على امتحانه ، وخرجت فى الليل إلى باب منزلى عريانا ، واستغفرت الله تعالى ، فلما أصبحت ، غدوت إلى الشيخ أبى عبد الله بن الفخار ، فلما رآنى أعرض عنى.

قال : فقلت له : إيش جرى؟. قال : تخرج إلى باب منزلك عريانا؟. قال : فاستغفرت الله تعالى ، وقلت : لا أعود. قال : فقال لى : لو لا الأدب مع الشرع ، لأخبرت ما يصنع الإنسان على فراشه؟.

__________________

٤٢٧ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ١٠ / ٢٣).

(١) تلمسان : مدينة بالمغرب ، وهى قاعدة المغرب الأوسط ، وحد المغرب الأوسط من واد يسمى مجمع وهو فى نصف الطريق من مدينة مليانة إلى أول بلاد تازا من بلاد المغرب ، وبلاد المغرب فى الطول والعرض من البحر الذى على ساحله مدينة وهران ومليلة وغيرهما إلى مدينة سول وهى مدينة فى أول الصحراء وهى على الطريق إلى سجلماسة ، وواركان وغيرهما من بلاد الصحراء ومدينة تلمسان أول بلاد المغرب. انظر : معجم البلدان (تلمسان) ، الروض المعطار ١٣٥ ، ١٣٦ ، الاستبصار ١٧٦ ، البكرى ٧٦.

٣٨٤

هذه الحكاية كتبتها من حفظى ، بالمعنى الذى حدثنى به الشيخ خليل بن هارون ، وفيها منقبة للشيخ أبى عبد الله بن الفخار.

وكان من العلماء العاملين الصالحين الأخيار.

توفى عصر يوم الخميس التاسع والعشرين من رمضان ، سنة إحدى وثمانمائة ، ودفن فى صبيحة يوم الجمعة ـ وكان يوم العيد ـ قبل صلاة العيد بالمعلاة ، رحمه‌الله. وكان جاور بمكة من عام ثمانمائة.

٤٢٨ ـ محمد بن محمد بن يوسف الذروى ، الشهير بالمصرى :

الفراش بالحرم الشريف. سمع من الزين الطبرى ، وعثمان بن الصفى ، والآقشهرى : السنن لأبى داود ، بفوت غير مضبوط ، فى سنة [.........](١) وثلاثين وسبعمائة.

وسمع بعد ذلك من جماعة ، منهم القاضى عز الدين بن جماعة ، فى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة ، ولم أدر متى مات ، إلا أنا استفدنا حياته فى هذا التاريخ.

وكان له وجاهة عند الناس بمكة ، باعتبار مخالطته لبعض سلطنة مكة.

٤٢٩ ـ محمد بن محمد السبتى ، الفقيه أبو عبد الله المالكى :

كان يؤم المالكية نيابة. ولم أدر متى مات ، إلا أنه كان حيا فى سنة عشر وسبعمائة. وفيها سمع على التوزرى بمكة ، ومن طبقة السماع ، استفدت هذه الترجمة.

ووجدت فى تعاليق الشيخ أبى العباس الميورقى بخطه أو بخط غيره ، ذكر جماعة ، ترجمه : بأنه بقايا الصالحين منهم : أبو عبد الله التوزرى السقطى ، نائب المالكية ، له نحو عشرين سنة مجاورا. انتهى. وأظنه المذكور والله أعلم.

٤٣٠ ـ محمد بن محمد ، بدر الدين أبو عبد الله بن علاء الدين ، أبى عبد الله الآقصرائى الحنفى :

توفى يوم الجمعة ثالث عشرى ذى القعدة سن ثلاث وسبعين وسبعمائة بمكة. ودفن بالمعلاة.

ومن حجر قبره لخصت هذه الترجمة ، وترجم فيه : بالشيخ العلامة مفتى المسلمين وخطيبهم ، وترجم والده : بالعلامة.

__________________

٤٢٨ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض بالأصل.

٣٨٥

٤٣١ ـ محمد بن محمد الجديدى المالكى ، الشيخ الصالح أبو عبد الله القيروانى :

كذا ذكره صاحبنا أبو الطيب بن أبى الزين القيروانى. وقال فيما قرأت بخطه وحدثنى به : ولد بالقيروان (١) ، ونشأ بها ، وتفقه على الفقيه القاضى أبى عبد الله محمد بن محمد ابن عبد خليل بن فيراز المرادى ، وحضرت مجلس قراءته عليه لصحيح.

وكان مشتغلا بنفع خلق الله ، له كرامات باهرة ، وأحوال سنية ، ابتنى زاوية بالقيروان ، واجتمع عليه خلق كثير من أهل الخير ، وانصرفت الأوجه إليه ، وعظم شأنه ، وانتفع عليه خلق كثير ، وسعى فى مصالح العامة ، ثم كثر عليه التعب من كلف الناس. فسافر إلى الحج ، فحج وأقام بمكة.

وكان سفره من القيروان ، فى عام اثنتين وثمانين وسبعمائة ، فأقام بها على اجتهاد وعبادة، وحضور لمجلس العلم ، إلى أن توفى بها فى شهور سنة سبع وثمانين وسبعمائة ، وعمره قريب الستين.

أخبرنى غير واحد ممن أثق بدينه من أهل القيروان ، عن أحمد بن عبد السلام بن هيت : أنه كان عنده ليلة ، فتذاكروا ما القيروان فيه من قلة المطر والقحط.

قال : فقال لى : يا أحمد ، بعنى المطر أو أبيعك؟.

قال : فبهت ، فأشار إلى خادمه أن أشترى منه. فقلت له : نعم. قال : بكذا وكذا. قلت : نعم ، وغلب عليه النوم. فخرجت من عنده ، والسماء صحو والقمر منير. فما بعدت عن بيت الشيخ ، حتى غاب القمر ، وجاءت السماء بمطر كأفواه القرب ، تلك الليلة ، حتى خشيت سقوط البيت من كثرة النوء.

فلما أصبحت أخذت فى شراء ما اشترط علىّ الشيخ ، فجهزت طعامان وأردت أن أمضى ، فخرجت من الباب ، وإذا به ينادى : يا أحمد ، لا تتكلم على بشىء ، لئلا يظهر لك منى قطيعة أبدية. فقلت له : يا سيدى ، الذى اشترطت تجهز ، فقال : ادع فلانا وفلانا وأطعمهم ، فإنهم فقراء ، فدعوتهم ولم يحضر الشيخ معهم. وسألت أحمد بن عبد السلام عن هذه الحكاية ، بعد وفاة الشيخ بمدة ، فاعترف لى بذلك.

__________________

٤٣١ ـ (١) القيروان : قال الأزهرى : القيروان معرب وهو بالفارسية كاروان ، وقد تكلمت به العرب قديما ، والقيروان فى الإقليم الثالث ، طولها إحدى وثلاثون درجة ، وعرضها ثلاثون درجة وأربعون دقيقة ، وهذه مدينة عظيمة بإفريقية غبرت دهرا. انظر معجم البلدان (قيروان).

٣٨٦

كان رحمه‌الله من الزهد على جانب عظيم ، ومن الورع على شىء صالح ، مع جلالة مقداره ، وطول صمت وحسن سمت ، وتحكيم السنة على ظاهره وباطنه ، والأمر بتعليم العلم ، والإعانة لطلبته ، رحمه‌الله ونفع به. انتهى.

والجديدى : نسبة إلى قرية تسمى الجديدة ، بساحل القيروان ـ وهى بجيم ودالين مهملتين ـ ذكر لى ذلك صاحبنا أبو الطيب القيروانى. وكتب عنى وفاة الشيخ محمد الجديدى ، هذا.

وتوفى أبو الطيب القيروانى ، المشار عليه ، فى أوائل سنة ست وثمانمائة غريقا فى البحر المالح ، وهو متوجه إلى اليمن.

* * *

من اسمه محمد بن محمد بن محمد (ثلاثة)

٤٣٢ ـ محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن على ، يلقب بالزين القسطلانى المكى :

أجاز له من مصر ابن الأنماطى ، وابن خطيب المزة ، وشامية بنت البكرى ، وآخرون ، منهم : جدّه لأبيه القطب القسطلانى ، وآخرون من مكة ، منهم : جدّه لأمه المحب الطبرى.

وسمع منه سنن أبى داود ، وسمع على أبيه أمين الدين القسطلانى : الموطأ ، رواية يحيى ابن يحيى ، وعلى يوسف بن إسحاق الطبرى : المجلد الثانى من الترمذى ، من نسخة بيت الطبرى ، وهى من تجزئة ثلاثة ، وسمع على أبى اليمن بن عساكر : البخارى ، بفوت يسير ، على ما ذكر ، كما وجدت بخط الآقشهرى نقلا عنه. وذكر أنه أجاز له فى سنة ثلاثين وسبعمائة بمكة. انتهى.

وذكر البرزالى أنه توفى فى سابع صفر من السنة المذكورة. وهكذا وجدت وفاته فى مختصر تاريخ النويرى. ووجدت فيه : أنه ولد سنة ثلاث وستين ، ومات عن تسعة أولاد ذكور. يأتى ذكرهم إن شار الله تعالى.

٤٣٣ ـ محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن على ، يكنى أبا المكارم بن أبى البركات بن أبى السعود بن ظهيرة ، القرشى المخزومى ، المكىّ ، يلقب بالجمال :

ولد فى شعبان سنة تسع وثمانين وسبعمائة. سمع بمكة من بعض شيوخنا ، وأجاز له

__________________

٤٣٢ ـ انظر ترجمته فى : (الدرر الكامنة ٤ / ٢١٤).

٤٣٣ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٩ / ٢١٤).

٣٨٧

جماعة من شيوخنا الشاميين ، وحفظ كتبا علمية ، وحضر دروس شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة ، وسعى فى نيابة الحكم عنه بمكة وغير ذلك ، فما تم له ما أراد ، ثم سكن مصر إثر ذلك ، ووصل منها إلى مكة فى موسم سنة ست عشرة ، وعاد إليها فى التى بعدها ، وسعى لأبيه فى قضاء الشافعية بمكة ، بعد شيخنا المذكور ، فتم له ذلك ، وكان سعى فيه قبل ذلك لأبيه غير مرة ، فما تم له مراد.

٤٣٤ ـ محمد بن محمد بن محمد بن سعيد ، يلقب بالشرف بن الضياء الهندى الحنفى :

سمع بمكة من ابن حبيب ، وابن عبد المعطى وغيرهما.

وتوفى فى سنة ست وسبعين وسبعمائة بالقاهرة.

٤٣٥ ـ محمد بن محمد بن محمد بن سعيد الصاغانى. يلقب بالكمال بن الضياء المكى الحنفى ، أبو الفضل :

ولد بمكة فى النصف الأخير من ليلة ثالث عشر ربيع الآخر سنة تسع وستين وسبعمائة. وسمع بها على بعض شيوخنا ، وقرأ على شيخنا شمس الدين بن سكر ، أشياء من الحديث ، وسمعت ذلك بقراءته ، وأجاز له ـ من دمشق ـ ابن أميلة ، وصلاح الدين ابن أبى عمر وغيرهما. وما علمته حدث ، وعنى بالفقه وغيره.

وسكن قبل وفاته بسنين كثيرة ، وادى نخلة ، ثم استقر منها بخيف بنى عمير. وكان يؤم الناس به ، ويخطب ، ويعقد الأنكحة ، وتعانى التجارة إلى رهاط (١) وشبهها ، فى دنيا قليلة. وكان قد حصل على جانب من تركة أبيه ، ثم على ثمن عقار ، ورثه وابن له ، من زوجته فاطمة بنت برهان الدين المرشدى ، وأذهب جميع ذلك ، وبعد إذهابه لذلك ، سكن وادى نخلة ، إلى أن توفى فى السادس عشر من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة ، بخيف بنى عمير ، ونقل إلى المعلاة ، ودفن بها فى بكرة يوم الأحد سابع عشرة ، وهو فى أثناء عشر الستين ؛ وهو سبط يوسف القروى.

__________________

٤٣٥ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٩ / ٢٢١).

(١) رهاط : بضم أوله ، وآخره طاء مهملة ، موضع على ثلاث ليال من مكة ، وقال قوم : وادى رهاط فى بلاد هذيل. وقال عرام فيما يطيف بشمنصير : وهو جبل قرية يقال لها : رهاط بقرب مكة على طريق المدينة ، وهى بواد يقال له : غران. انظر : معجم البلدان (رهاط).

٣٨٨

٤٣٦ ـ محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله ، نجم الدين ابن فهد القرشى ، الهاشمى المكى :

سمع من القاضى عز الدين بن جماعة : أربعينه التساعية ، وجزءا صغيرا خرّجه لنفسه ، والشفاء للقاضى عياض ، وسمعه على محمد بن أحمد بن عبد المعطى ، وغير ذلك.

وسمع من ابن حبيب : سنن ابن ماجة بفوت ، ومقامات الحريرى ، وغير ذلك.

وأجاز له عدة مشايخ من الشام ، ومصر ، والإسكندرية. وحدث.

وكان سكن أصفون ـ من ديار مصر ـ مدة سنين ، تعلقه أن جده والد والدته ، الشيخ نجم الدين الأصفونى ، له بها دور وضياع موقوفة على ذريته ، ثم عاد إلى مكة فى سنة خمس وتسعين وسبعمائة ، وأقام بها حتى مات فى آخر يوم الاثنين ، الثانى عشر من شهر ربيع الأول ، سنة إحدى عشرة وثمانمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة.

ومولده ـ فيما كتبه بخطه على بعض الاستدعاءات ـ تقريبا ، فى سنة ستين وسبعمائة بمكة. وهو والد صاحبنا المحدث البارع المفيد تقىّ الدين بن فهد.

٤٣٧ ـ محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن على ، الحسنى ، الشريف أبو الخير بن أبى عبد الله الفاسى ، المكى المالكى ، يلقب بالمحب :

ولد يوم الجمعة الثامن والعشرين من رجب سنة ثمان وسبعين وستمائة بمكة ، وسمع بها باعتناء أبيه على يحيى الطبرى : أربعين المحمدين للجيانى ، وجزء ابن عرفة ، وغير ذلك ، وعلى الظهير بن منعة : جزء ابن نجيد ، وعلى الفخر التوزرى : الصحيحين ، والسنن الأربعة ، وعلى الصفى والرضى الطبريين : صحيح البخارى ، وصحيح ابن حبان ، وغير ذلك كثيرا عليهم ، وعلى غيرهم ، من شيوخ مكة والقادمين إليها ، منهم : الصدر إسماعيل بن يوسف بن مكتوم القيسى ، سمع عليه جزء أبى الجهم ومشيخته ، تخريج الفخر بن الفخر البعلى ، بمنى فى أيامها ، سنة إحدى عشرة ، وسمع بالمدينة على والده أيضا ، والمحدث عز الدين يوسف الحسن الزرندى ، كتاب «العوارف للسهروردى» وعلى غيرهما.

ورحل به أبوه إلى مصر ، فسمع بها على ابن هارون الثعلبى : مسند الدارمى ، وجزء أبى الجهم ، وعلى ابن أبى الفتوح القرشى : الموطأ ، رواية يحيى بن يحيى ، وعلى محمد بن عبد الحميد : صحيح مسلم ، وغير ذلك ، عليهم وعلى غيرهم ، بمصر والإسكندرية ، ثم

٣٨٩

طلب بنفسه ، فسمع بدمشق من أبى العباس الحجار ، مسموعه من الكتب والأجزاء ، خلا مسند الدارمى ، وغير ذلك ، وعلى النجم العسقلانى : الموطأ ، رواية أبى مصعب. وعلى أيوب الكحال بعض النسائى ، وعلى جماعة كثيرين ، وتلا بالروايات بمكة ، على مقرئها العفيف الدلاصى وسمع منه ، وعلى الشيخ أبى عبد الله محمد بن إبراهيم القصرى ، وتفقه ، وشارك فى العلوم.

ومن شيوخه الذين أخذ عنهم العلم بثغر الإسكندرية : الشيخ تاج الدين الفاكهانى ، شارح «الرسالة» لابن أبى زيد ، والعمدة ، والأربعين للنواوى ، وغير ذلك ، والقاضى وجيه الدين يحيى بن محمد المعروف بابن الجلال ، وأذن له فى الإفتاء والتدريس.

وصحب بالإسكندرية جماعة من أهل الخير : منهم : الشيخ خليفة ، وياقوت تلميذ الشيخ أبى العباس المرسى ، فعادت بركتهم عليه ، وطاب ذكره ، ولازم التدريس والإفادة والفتوى والانزواء إلى أهل الخير ، مع الزهد والإيثار والعبادة والجلالة عند الناس.

وحدث. روى لنا عنه ابنه مفتى الحرم ، تقى الدين عبد الرحمن الفاسى.

وسمع منه جماعة من الأعيان ، وأثنى عليه ابن فرحون فى «نصيحة المشاور» لأنه قال : وكان ممن رفع الله مكانته وشهر بين الناس منزلته ، محل الولد الشيخ الجليل الفقيه العلامة ، السيد الشريف أبو الخير ، ابن سيدنا وشيخنا أبى عبد الله الفاسى الحسنى ، نزيل مكة المشرفة. نشأ فى عبادة الله ، وتبتل إلى الاشتغال بالمذهب المالكى ، حتى رآه الله أهلا للتدريس والإلقاء والإفادة. فدرس واشتغل ، وصحب رجالا من مشايخ الوقت ، وارتحل إلى الاسكندرية ، وأدرك بها من أهل العلم والصلاح ، والأئمة ، جماعة كثيرين ، فصحبهم وأخذ عنهم ، وكسب من أخلاقهم وصفاتهم ، ما أظهر عليه نورا وبهاء ورئاسة لم تكن لأحد من نظرائه.

وذكر أنه توفى يوم الجمعة ، أول جمعة فى شعبان سنة سبع وأربعين وسبعمائة بالمدينة. ودفن بالبقيع ، حيال قبر إبراهيم بن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وذكر لى وفاته ، كما ذكر ابن فرحون ابنه شيخنا الشريف عبد الرحمن ، وأفادنى أنها فى شهر رمضان من السنة المذكورة.

٤٣٨ ـ محمد بن محمد بن محمد بن على بن إبراهيم بن حريث العبدرى السبتى ، خطيب سبتة وإمامها :

ذكره العفيف المطرى فيما نقل عنه الحافظ علم الدين البرزالى فى تاريخه ، قال :

٣٩٠

مولده فى العشر الأول من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وستمائة بمدينة سبتة ، ونشأ بها وحصل وصار خطيبها. ولزم الإقرأ فى الفقه ثلاثين سنة.

كان حسن الهيئة منور الوجه كثير البشر ، مع كثرة الخشوع والبكاء. خرج من بلده بغية الحج والمجاورة إلى الموت ، وباع كتبه بألف دينار ، ووقف أملاكه على جامع سبتة ، واستصحب معه ما قام بأمره إلى حين وفاته.

وكانت إقامته بالحرمين ، نحو سبع سنين ، ما يتناول فيها من أحد شيئا. وكان كثير الإيثار والشفقة على الغرباء.

ومن علومه : القراءات والحديث ، والفقه ، والنحو. وروى الموطأ عن أبى الحسين عبد الله بن أحمد بن أبى الربيع ، عن ابن بقى ، وروى الشفاء للقاضى عياض. وحدث بمكة والمدينة ، سمع منه أعيان من بهما.

وتوفى فى الحادى والعشرين من جمادى الأولى ، سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة. انتهى.

قلت : خاتمة أصحابه بالسماع والإجازة : شيخنا شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان المدنى ، المعروف بالششترى ، سمع عليه الشفاء بفوت يسير ، شملته الإجازة.

وتفرد به عنه. وممن سمعه عليه الشيخ خليل المالكى ، إمام المالكية بالحرم الشريف.

٤٣٩ ـ محمد بن محمد بن محمد بن عمرك بن أبى سعيد بن عبد الله بن القاسم ابن عبد الرحمن بن علقمة بن النضر بن معاذ بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق القرشى البكرى ، أبو الفتوح الصوفى النيسابورى :

سمع ببلده نيسابور ، على أبى الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد القشيرى : أربعينه السباعية ، ومن جماعة منهم أبو الفضل [.....](١) ببغداد ، وابن خميس بالموصل ،

__________________

٤٣٩ ـ انظر ترجمته فى : (المختصر المحتاج إليه ١٥ / ٢٥١). وفيه : عمروك.

قال فى المختصر : خرج منها شابّا وسمع ببغداد فى سنة إحدى وأربعين الحسين بن نصر بن خميس الموصلى وجاور مدة بأهله ثم سكن مصر مدة ثم استوطن دمشق فى رباط صلاح الدين ملك الشام ، وسمع بنيسابور من أبى الأسعد هبة الرحمن القشيرى ، حدث ببغداد سنة اثنتين وستمائة ولم يقدر لى منه سماع ، وأجاز لى. ولد سنة ثمان عشرة وخمسمائة. وتوفى بدمشق فى ربيع الأول سنة خمس عشرة وستمائة.

(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٣٩١

والحافظان : ابن عساكر بدمشق ، والسلفى بالإسكندرية. وحدث بدمشق ومصر وبغداد ومكة.

وذكر الحافظ ابن النجار : أنه جاور بمكة مدة طويلة بأهله.

سمع منه الحافظان : المنذرى ، والرشيد العطار وجماعة. وآخر أصحابه : عمر بن القواس، له منه إجازة ، حدث بها عنه.

وتوفى ليلة الحادى عشر فى جمادى الأولى سنة خمس عشرة وستمائة.

وكان مولده بنيسابور ، سنة ثمان عشرة وخمسمائة ، فى أولها.

٤٤٠ ـ محمد بن محمد بن محمد ، المعروف بابن هلال الأزدى الدمشقى. يلقب بالعماد بن العماد بن العماد ، ويلقب أيضا بالشمس ، واشتهر بها عند كثير من الناس :

كان من تجار الشاميين المترددين إلى مكة ، وبها توفى فى حادى عشر المحرم سنة اثنتى عشرة وثمانمائة وقد تكهل. وبلغنى : أنه سمع من ابن قواليج.

٤٤١ ـ محمد بن محمد بن محمد بن يوسف الذروى الأصل ، المكى المولد والدار ، المعروف بالمصرى :

كان فراشا بالحرم الشريف. وتوفى بعد التسعين وسبعمائة بالقاهرة.

* * *

من اسمه محمد بن محمد بن محمد بن محمد (أربعة)

٤٤٢ ـ محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن على القيسى ، أبو عبد الله ، الملقب إمام الدين بن الزين القسطلانى المكى :

سمع من يحيى الطبرى ، أربعى المحمدين للجيانى ، وعلى الفخر التوزرى : الموطأ ، رواية يحيى بن يحيى ، وسنن أبى داود ، وعلى الصفى الطبرى ، وأخيه الرضى : صحيح البخارى ، وغير ذلك ، عليهم وعلى غيرهم.

وحدث ، سمع منه شيخنا ابن سكر ، شيئا من سنن أبى داود ، وأجاز له. وكان ذا مال وافر. كان يسافر فى التجارة إلى اليمن ، وفيه خير.

وبلغنى : أنه عزم فى بعض السنين على سفر ، فأتاه شخص ، فادعى عليه بألف

٣٩٢

درهم ، وأحضره إلى الحاكم بمكة ، والتمس يمينه ، فسلم ذلك القدر للمدعى عليه ، ثم جاء بعد ذلك إلى الحاكم أو غيره من أعيان الناس ، وحلف بالله يمينا مغلظة ، أن المدعى عليه لا يستحق عليه شيئا فيما ادعاه ، فليم على كونه لم يخلف ويبرأ. فقال : كنت على سفر وخفت أن يعرض لى فيه سوء ، فيقال أصابه هذا لحلفه كاذبا. هذا معنى ما بلغنى فى هذه الحكاية.

توفى فى آخر المحرم ، سنة أبع وخمسين وسبعمائة بمكة.

ومولده على ما كتب بخطه : سنة إحدى وتسعين وستمائة. انتهى.

٤٤٣ ـ محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أبى بكر الدمراجى الهندى الدلوى ، نجيب الدين الحنفى :

هكذا بخط شيخنا ابن سكر فى بعض سماعاته بمكة.

ووجدت بخط شيخنا ابن سكر سماع النجيب هذا ، على القاضى عز الدين بن جماعة لأربعينه التساعية ، تخريج الفخر بن الكويك ، فى سنة سبع وستين وسبعمائة بمكة. ووصفه شيخنا ابن سكر : بالمقيم بحرم الله تعالى. وأجاز لى باستدعائه.

وكان كتب بخطه كثيرا من كتب العلم ، وكان فاضلا فى مذهبه ، وكان يعتمر فى كل يوم غالبا ، مدة مقامه بمكة. إلى أن ضعف وعجز.

توفى بعد التسعين وسبعمائة بيسير بمكة. وهو فى عشر السبعين.

سمعت شيخنا قاضى القضاة جمال الدين بن ظهيرة ـ أبقاه الله تعالى ـ يقول : إن الشيخ نجيب الدين هذا ، أخبرهم أن شيخا له من أهل الهند ، وصفه بالعلامة ، وقدم مكة. اجتمع بالعفيف الدلاصى ، مقرئ الحرم ، ليقرأ عليه ، فاعتذر له بأنه لا يقرئ العجم ، لكونهم لا يخرجون الحروف من مخارجها. فقال له : لا عليك أن تسمع قراءتى. فإن أرضيتك وإلا تركت. فقال له : اقرأ.

فلما شرع فى القراءة قال له : إنى أشم منك رائحة النسب ، فإلى من تنسب؟ فقال : أنتسب إلى خالد بن الوليد. فقال له : وأنا أنتسب إليه ، وذكر كل منهما ، فاجتمعا نسبته فى بعض الأجداد.

هذا معنى الحكاية ، وهى عجيبة وفيها منقبة للشيخ عفيف الدين الدلاصى.

٣٩٣

وكلام ابن حزم فى الجمهرة ، يقتضى أن خالد بن الوليد لا عقب له. وقد انتسب إليه خلق كثير من العلماء ، والله أعلم بصحة ذلك.

وأخبرنى صاحبنا الخير جمال الدين محمد بن أبى بكر بن على ، المعروف بالمرشدى المصرى : أنه كان فى يوم عاشوراء فى بعض السنين بمكة ، عند شيخنا القاضى شهاب الدين أحمد بن ظهيرة ، قاضى مكة الآتى ذكره ، فأمر بعض الناس بالمضى إلى الشيخ نجيب الدين ببيتين من الشعر ، يتضمنان ذلك ، هما :

عشر بعاشورا كتحال توسعة

صلح الورى مسح اليدين على اليتيم

صوم صلاة جنازة صلة الرحم

غسل زيارة عالم عود السقيم

انتهى.

وتخيل بعض من لقيناه أن البيتين المشار إليهما ، للقاضى شهاب الدين بن ظهيرة وما ذكره لى جمال الدين المرشدى يخالف ذلك.

وقد كتب لى بخطه ما نصه : ذكرت هذه الخصال فى يوم عاشوراء ، بحضرة القاضى شهاب الدين بن ظهيرة رحمه‌الله. فأرسل إلى الشيخ نجيب الهندى ، رحمه‌الله ، فكتبها من عنده بحضرة الفقيه المرشدى محمد ، وذكر البيتين.

ومما يحسن ذكره هنا لكونه فى المعنى ، وفيه من الفائدة ما ليس فى البيتين.

قول شيخنا قاضى القضاة جمال الدين بن ظهيرة ، الذى أنشدناه إجازة إن لم يكن سماعا.

فى يوم عاشوراء صم ثم اغتسل

صل اكتحل وعلى العيال فوسع

وتصدقن رأس اليتيم امسح وصل

زر عالما ولذات شحنا فادفع

وعلى الجنازة صل واستك وأقرأن

والعلم فاطلبه تعلم ترفع

وقول صاحبنا الفاضل خليل بن هارون بن مهدى الجزائرى المغربى ، نزيل مكة ، وفيه ما ليس فى الأبيات قبل ذلك ، وأعطانيه بخطه فى يوم عاشوراء ، سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة.

صم صل صل أصلح تصدق واكتحل

وسع عد امسح زر تعلم واغتسل

قل سورة الإخلاص ألفا يوم عا

شوراء يرحمك الإله فتنتصل

٤٤٤ ـ محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن فهد القرشى الهاشمى المكى :

يكنى أبا زرعة ، ويلقب بدر الدين ، ابن صاحبنا المحدث البارع المفيد ، تقى الدين أبى الفضل بن نجم الدين أبى النصر بن أبى الخير.

٣٩٤

ولد فى يوم الأحد ، مستهل المحرم ، مفتتح سنة ثمان وثمانمائة بمكة.

اعتنى به والده ، فاستجاز له عدة من مشايخ بلده ، والواردين إليها ، ومن مشايخ مصر والشام والإسكندرية وغيرهم.

وأحضره على جماعة ، منهم : الإمام أبو اليمن الطبرى. وأسمعه عدّة من الكتب والأجزاء ، من ذلك : الكتب الستة ، ومسند الإمام أحمد ، وصحيح ابن حبان ، على جمع من الشيوخ ، منهم : علامة الحجاز ، ومسند الدنيا ، زين الدين أبو بكر بن الحسين المراغى ، وشمس الدين الحنبلى ، ويعرف بالشامى ، وعبد الرحمن بن طولوبغا الشكرى ، والحافظ أبو حامد بن ظهيرة ، والإمام أبو الخير بن الجزرى.

وحفظ القرآن العظيم ، وعدة كتب ، منها : كتاب فى الحديث ، ألفه له والده ووسمه ، بغنية المريد وبغية المستفيد ، والحاوى الصغير فى الفقه ، والألفية لابن مالك. عرضهم علىّ فأجاد.

وأخبرنى والده : أنه قرأ عليه كلا منهم ، وهو قائم على رجليه فى مجلس واحد عن ظهر قلبه ، لم يغلط غلطة سوى أنه توقف فى موضع من الحاوى ، فحزره فوقع مغشيا عليه ، فانتهره ، فقام وعاد فى قراءته كالسيل الجارى. انتهى.

اشتغل وحصل وقرأ وطبق وحضر دروسا عدة ، منها فى الفقه ، على الوجيه عبد الرحمن المصرى ، وفى النحو ، على الجلال عبد الواحد المرشدى ، وتخرج بوالده. وكان له فهم وذكاء.

كتب بخطه جملة فوائد حديثية وغيرها.

ذكر لى والده أنه استفاد منه جملة. جمع رباعيات صحيح مسلم ، وقد رتبها والده على حروف المعجم ، ومناقب الإمام الشافعى مختصرة ، ومعجم شيوخه ، جميع ذلك مسودات.

عاجلته المنية عن تبييضها ، فى عشاء ليلة الأحد سابع عشرين جمادى الأولى ، سنة ست وعشرين وثمانمائة بمكة المشرفة ، وصلى عليه عقيب صلاة الصبح ، بالساباط المتصل بقبة مقام إبراهيم الخليل بالمسجد الحرام ، ودفن بالمعلاة على جدّ أبيه ، رحمهما‌الله تعالى ، وحزن عليه والداه.

٣٩٥

٤٤٥ ـ محمد بن أبى محمد بن ظفر ، الفقيه أبو هاشم المغربى الأصل ، المكى المولد والمنشأ ، الحموى الدار :

ذكر نسبه هكذا ، أبو الحسن القطيعى فى «ذيل تاريخه لبعداد». وقال : قدم بغداد ، ولا أعلم له رواية ، ثم نزل حماة من بلاد الشام ، وهو مشهور بالخير والعلم والعبادة. درس فقه الشافعى بها. توفى سنة سبع وستين وخمسمائة بحماة.

وذكر القطيعى فى موضع آخر من تاريخه : أن أبا المحاسن عمر بن على القرشى ، سمع منه ، وأنه سأل عنه بحماة فى شهر ربيع الأول سنة سبع وستين.

فقيل له مات منذ أيام ، رحمه‌الله. فاستفدنا من هذا زيادة فى معرفة تاريخ وفاته.

وذكر أنه سأل عن مولده ، فقال : فى شعبان سنة سبع وتسعين وأربعمائة بمكة ، حرسها الله.

وقال فى هذه الترجمة : وقد روى عن أبى عبد الله الحسين بن على الطبرى ، وأبهم القطيعى روايته عن الحسين ، ولعل ذلك بالإجازة.

وأما بالسماع فلا يمكنه ؛ لأن الحسين المذكور ، مات فى سنة ثمان وتسعين وأربعمائة ، كما سيأتى فى ترجمته.

وذكره ابن خلكان فى تاريخه ، قال : أحد الأدباء الفضلاء ، صاحب التصانيف الممتعة ، منها : سلوان المطاع فى عداون الأتباع ، صنفه لبعض الأمراء بصقلية (١). وخير البشر بخير البشر ، وكتاب الينبوع فى تفسير القرآن الكريم ، وكتاب أنباء نجباء الأبناء ، وكتاب الحاشية على درة الغواص للحريرى ، وشرحا المقامات ، وهما شرحان كبير وصغير ، وغير ذلك من التواليف الظريفة.

كان قصير القامة ، دميم الخلقة ، غير صبيح الوجه ، ثم قال : وكانت نشأته بمكة ، ومولده بصقلية.

وسكن آخر الوقت بمدينة حماة. وتوفى بها سنة خمس وستين وخمسمائة ، رحمه‌الله. انتهى.

__________________

٤٤٥ ـ انظر ترجمته فى : (وفيات الأعيان ١ / ٥٥٢).

(١) صقلية : بثلاث كسرات وتشديد اللام والياء أيضا مشددة ، وبعض يقول بالسين ، وأكثر أهل صقلية يفتحون الصاد واللام. من جزائر بحر المغرب مقابلة أفريقية ، وهى مثلثة الشكل بين كل زواية والأخرى مسيرة سبعة أيام. انظر معجم البلدان (صقلية).

٣٩٦

قلت : هذا كما ترى مخالف لما ذكره القطيعى فى تاريخ وفاته ، وموضع ولادته. والله أعلم.

قال ابن خلكان : ولم يزل يكابد الفقر إلى أن مات ، حتى قيل : إنه زوج ابنته بغير كفء من الحاجة والضرورة ، وأن الزوج رحل بها من حماة وباعها فى بعض البلاد.

قال : وظفر ، بضم الظاء المعجمة والفاء بعدها راء ـ وهو المصدر من قولهم : ظفر بالشىء يظفر ظفرا : إذا فاز به. انتهى.

وذكره القطب الحلبى فى تاريخ مصر ، فقال : محمد بن محمد بن ظفر الحجازى ، المكى ، الفقيه الواعظ المتكلم المالكى. وقال : رحل من بلده صغيرا فى طلب العلم ، ودخل إلى بلاد المغرب ، ولقى أبا بكر الطرطوشى بالإسكندرية ، وعلماء أفريقية ، ولقى بالأندلس أبا بكر بن العربى ، وأبا مروان الباجى ، وأبا الوليد الدباغ ، وابن مسرة.

وكان يذكر الناس فى المساجد ، ودخل إلى صقلية ، ثم إلى دمشق ، واستوطن حماة ، وبها مات ، فى عشر السبعين وخمسمائة ، ودفن خارجها.

قال القطب الحلبى : نقلت ذلك من الجزء الثالث ، فى أوزاع المسالك لتعريف أصحاب مالك. انتهى.

قلت : هذا مخالف لما ذكر القطيعى ، من أنه درس فقه الشافعى ، ولعله جمع بين الأمرين ، فتنتفى المعارضة ، وفيه مخالفة فى نسبه ، وهو أنه سقط بين «محمد» وبين أبيه : «أبو محمد». ولعل ذلك سقط من الناسخ لا من المؤلف.

ومن شعره ابن ظفر المذكور ، ما أنشده له القطيعى :

يا معزّى بالعلم من ذلّ جهلى

ومريحى بالزهد من كلّ كلّى

ما عرفت السرور ما ذقت طعم ال

روح يوما حتى جعلتك شغلى

أنت حسبى من كل شر فكن لى

هاديا[...](٢) وإلا فمن لى

ومما أنشده له ابن خلكان :

جعلتك فى قلبى أنت عالم

بأنك محمول وأنت مقيم

ألا إن شخصا فى فؤادى محله

وأشتاقه شخص علىّ كريم

ومنه ، مما ذكره ابن خلكان ـ أورده له العماد الأصبهانى فى كتاب الخريدة :

__________________

(٢) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٣٩٧

على قدر فضل المرء تأتى خطوبه

ويعرف عند الصبر منه نصيبه

ومن قل فيما يتقيه اصطباره

فقد قل فيما يرتجيه نصيبه

٤٤٦ ـ محمد بن محفوظ بن محمد بن غالى ـ بغين معجمة ـ الجهنى الشبيكى المكى :

كانت له عناية بالتاريخ. ووجدت بخطه تاريخا يسيرا ، من انقضاء دولة الهواشم ، إلى بعد التسعين وستمائة ؛ إلا أنه تخلل سنين كثيرة ، لم يذكر فيها شيئا ، وهو معذور ، لما ذكرناه من عدم اعتناء من قبله بهذا الشأن.

ووجدت له بخط غيره تاريخا له من سنة خمس وعشرين وسبعمائة ، إلى آخر عشر الستين وسبعمائة. وانتفعت بذلك ، ووقع له فيه لحن فاحش ، وعبارات عامية. ومع ذلك ، فبلغنى أن له نظما ، وله عناية بدواوين الشعراء والتاريخ.

وكتب بخطه كثيرا ، وكان خطه جيدا ، ونسخ بالأجرة ، واشتهر بصحبة ابن العز الأصبهانى ، وكتب داودين كثيرة.

مات سنة سبعين وسبعمائة ، ظنا.

٤٤٧ ـ محمد بن محمود بن أحمد بن رميثة بن أبى نمى الحسنى المكى :

ولى إمرة مكة وقتا ، نيابة عن خالد أحمد بن عجلان. فلما ولى عنان بن مغامسا بن رميثة إمرة مكة ، بعد قتل محمد بن أحمد بن عجلان ، استمال إليه محمد بن محمود هذا ، فمال إليه قليلا ، ثم فارقه محمد بن محمود ، ولاءم أخواله آل عجلان ، وحضر معهم الحرب الذى كان بينهم وبين عنان ، وأصحاب ذوى أبى نمى ، بأذاخر فى تاسع عشرين شعبان ، سنة سبع وثمانين وسبعمائة.

فلما ولى على بن عجلان بن رميثة أمر مكة فى موسم هذه السنة ، صار أمر مكة ، إلى محمد بن محمود هذا ؛ لأن على بن عجلان ، صار لا يقطع أمرا دونه ، لنبل رأيه. ودام معه على ذلك حتى قتل.

فلما ولى الشريف حسن بن عجلان ، إمرة مكة ، ناب عنه فى ذلك وقتا.

وتوفى فى [.....](١) شوال سنة ثلاث وثمانمائة بمكة. ودفن بالمعلاة. وكان نبيل الرأى ، كثير الإطعام والمروءة. وله شعر.

__________________

٤٤٧ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ١٠ / ٤٢).

(١) ما بين المعقوفتين بياض بالأصل.

٣٩٨

٤٤٨ ـ محمد بن محمود بن محمود بن محمد بن عمر بن فخر الدين بن بون شيخ بن الشيخ طاهر بن عمر الخوارزمى ، الشيخ شمس الدين ، المعروف بالمعيد ـ بميم مضمومة وعين مهملة مكسورة وياء مثناة من تحت ساكنة بعدها دال مهملة ـ الحنفى :

إمام مقام الحنفية بالمسجد الحرام. ولى ذلك بعد عمر بن محمد بن أبى بكر الشيبى ، فى سنة ثمانين وسبعمائة ، ودام فى ذلك إلى أن أظهر الترك عنه ، لابنه الإمام شهاب الدين أحمد ، قبيل وفاته بأيام يسيرة.

وكان باشر فى حياته عدة سنين ، لعجز أبيه عن الحركة ، وسبب شهرته بالمعيد ، ولايته الإعادة بدرس الحنفية ، الذى قرره بمكة ، الأمير يلبغا ، المعروف بالخاصكى.

وولى تدريس الحنفية بالمسجد الحرام ، الذى قرره الأمير أيتمش ، الذى جعله الملك الظاهر برقوق أتابكا لولده الملك الناشر فرج ، صاحب الديار المصرية.

وولى أيضا : مشيخة رباط رامشت بمكة ، بعد الشيخ ناصر الدين الخجندى. وكان جيد المعرفة بالنحو والتصريف ومتعلقاتهما. وله مشاركة حسنة فى الفقه ، وحظ وافر من الخير والعبادة.

سمع من العفيف المطرى ، جزءا من حديثه ، خرجه له الحافظ الذهبى ، حدثنا به عنه ، وعن الحجار ، بما فيه عنه إذنا عاما. وسمع من العفيف المطرى غير ذلك.

وسمع أيضا من اليافعى ، بعض «مشارق الأنوار» للصغانى ولعله سمعه كله ، وكان يذكر أنه سمع منه صحيح البخارى ، وأنه سمع من الكمال بن حبيب الحلبى ، وسمع من محمد بن أحمد بن عبد المعطى ، وأمين الدين بن الشماع ، وغيرهما من شيوخ مكة ، الذين عاصرناهم.

وسمعته يذكر أنه رأى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأنه قال له : يا محمد ، قل آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره من الله.

وقرأت عليه فى تصريف العزى ، وفى الملحة للحريرى. وسمعت منه شعرا له ، وأخذ منه غير واحد من فقهاء مكة وغيرهم.

أنشدنى العلامة المفنن المدرس المفتى ، شمس الدين محمد بن محمود الخوارزمى لنفسه :

__________________

٤٤٨ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ١٠ / ٤٥).

٣٩٩

أهواك ولو حرصت من أهواكا

الروح فداك ربنا أبقاكا

إن مت يقول كل من يلقانى

بشراك قتيل حبه بشراكا

وأنشدنى لنفسه :

أفنى بكل وجودى فى محبته

وانثنى ببقاء الحب ما بقيا

لا خير فى الحب إن لم يفن صاحبه

وكيف يوجد صب بعد ما لقيا

توفى يوم الثلاثاء ـ قبيل الظهر ـ سلخ جمادى الأولى ، سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة قريبا من قبر عبد المحسن الخفيفى بعد أن صلى عليه بباب الكعبة. وأخرج إلى المعلاة من باب بنى شيبة.

وكان بعض الناس عارض فى إخراجه من هذا الباب ، فلم يتم له ذلك. وكان حصل له ضرر قبل وفاته بنحو عشر سنين ، ثم عولج فأبصر قليلا ، بحيث أنه صار يكتب أسطرا قليلة.

٤٤٩ ـ محمد بن محمود بن يوسف الكرانى ، الهندى ، المكى الحنفى :

سمع من الزين الطبرى ، وعبد الوهاب بن محمد بن يحيى الواسطى : جامع الترمذى ، وعلى الجمال بن النحاس مشيخة العشارى ، وغير ذلك ، عليه وعلى الزين ، وغيرهما من شيوخ مكة ، والقادمين إليها.

٤٥٠ ـ محمد بن مختار الزواوى ، أبو عبد الله :

ذكره هكذا الجندى فى تاريخ اليمن. وذكر أن الثقة ، أخبره أنه سئل عن قولهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الخلافة فى قريش ، والقضاء فى الأنصار ، والأذان فى الحبشة». فكيف عمل الشافعى بالخبر الأول دون الأخيرين؟ وما الفرق فأجاب الزواوى باثنى عشر فرقا.

قال : وكان قدومه اليمن سنة خمسين وستمائة ، فقرأ وارتحل إلى مكة ، وتوفى بها.

قلت : ذكر مؤلف «العطايا السنية» أنه توفى لبضع وستين وستمائة.

٤٥١ ـ محمد بن المرتفع بن النضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى بن كلاب القرشى المكى :

هكذا ذكر نسبه الزبير بن بكار ؛ لأنه قال : ومحمد بن المرتفع بن النضير بن الحارث ، صاحب بئر ابن المرتفع بمكة. وأمه أم ولد. ونسب قبل ذلك جد أبيه النضير بن الحارث

٤٠٠