العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٢

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٢

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٤٥

وادعى أنه حضر عند أبى الوقت السجزى ، وسمع منه شيئا من صحيح البخارى ، وأنه أجاز له. انتهى.

وإنما ذكرت هذا تعجبا لكونه فى البطلان أعجب من دعواه إجازة أبى الوقت العامة ، وكيف تصح إذ ذاك إجازة أبى الوقت العامة فضلا عن السماع منه؟ وهو قد قال ما ينافى ذلك ؛ لأن ابن مسدى نقل عنه : أنه كان حين مات الحافظ أبو العلاء العطار مترعرعا ، والترعرع هو قرب البلوغ ، وبين وفاة أبى الوقت ووفاة أبى العلاء العطار أزيد من سن الترعرع الذى ذكر ابن أبى البركات : أنه سنة حين مات الحافظ أبو العلاء. وهو مؤاخذ بقوله هذا ، فيعمل بمقتضاه. وينتج ذلك : عدم إدراكه إجازة أبى الوقت العامة ، فضلا عن السماع منه ؛ لتقدم وفاة أبى الوقت على وفاة أبى العلاء بخمسة عشر عاما وتسعة أشهر وأيام. وهذا مما لا ريب فيه عند الحذاق. والله أعلم.

وذكر ابن مسدى شيئا من حال ابن أبى البركات هذا ؛ لأنه قال : وكان قد سكن دمياط ، وتمشيخ فيها للنساء وملن إليه. وكان الجماعة من أهل الطريق ينكرون ذلك عليه ، منهم أبو الحسن ، المعروف بابن قفل وغيره.

ثم تردد إلى مكة مرات لم يخل بيته قط من مجتمع نسائيات ، لا يلتفت فى شىء من ذلك إلى كثرة الشناعة عليه. والله أعلم بما لديه.

ثم قال : وسافر عن مكة نحو الديار المصرية فى صدر سنة تسع وخمسين ، ثم عاد إلى مكة فى آخر سنة ستين. انتهى.

ولم يذكر ابن مسدى وفاته. ووجدت بخط الميورقى : أنه توفى سنة اثنتين وستين وستمائة.

ووجدت بخط جد أبى الشريف أبى عبد الله الفاسى : أنه توفى سنة تسع وستين.

وما ذكره الميورقى فى وفاته : أقرب إلى الصواب. والله أعلم.

* * *

من اسمه محمد بن أبى بكر

١١٠ ـ محمد بن أبى بكر بن أحمد بن عمر بن عبد الله الذوالى ، اليمنى الزبيدى، الشيخ جمال الدين ، أبو عبد الله المعروف بالزوكى ـ بزاى مضمومة :

ولد فى رمضان سنة خمس وعشرين وسبعمائة ، كان إماما فاضلا متفننا ، وإليه انتهت

١٢١

الرياسة باليمن فى علم الأدب. وكان حسن الخلق ، سليم الصدر ، مشهورا بالخير والصلاح.

وذكر : أنه أرى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى المنام ، وقال له ما معناه : أن من قرأ عليه دخل الجنة. وقد أخذ عنه لذلك غير واحد من أهل العلم ، منهم شيخنا الشريف تقى الدين عبد الرحمن بن أبى الخير الفاسى.

وكان يذكر له مكاشفة ، وهى : أنه لما بلغه خبر هذه الرؤيا : عزم على الذهاب إليه ليقرأ عليه ، فقصده الشيخ محمد الزوكى ـ هذا ـ إلى موضعه ، وقرأ عليه شيخنا ـ المذكور ـ جانبا من مختصر ابن الحاجب الفرعى.

وسمعت شيخنا عبد الرحمن ـ المذكور ـ يقول : إنه سمع الشيخ محمد الزوكى ـ هذا ـ يقول : إنه رأى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى المنام وسأله عن وقوع الطلاق المنجز فى مسألة : كلما وقع عليك طلاقى ، فأنت طالق قبله ثلاثا ، فقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يقع الطلاق المنجز.

وهذه المسألة مقررة فى كتب الفقه ، وتعرف بالسريجية ؛ لأن أبا العباس بن سريج وغيره من الأئمة الشافعية ، يقولون بعدم الطلاق المنجز ، باعتبار التعليق المتقدم ..

وفى هذه الرؤية رد عليهم وتأييد لقول من خالفهم ، وهم أكثر العلماء ، فإنهم : قالوا بوقوع المنجز. والله أعلم.

وذكر بعض العصريين : أن المذكور حج فى سنة تسع وستين وسبعمائة ، ثم فى سنة اثنتين وسبعين ، وجاور سنتين ، ثم فى سنة إحدى وثمانين وسبعمائة.

ومات بمكة فى آخر شهر ذى الحجة سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة ، ودفن ـ بعد صلاة الجمعة ـ بالمعلاة ، بقرب خديجة رضى الله عنها.

وأخبرنى صاحبنا العفيف عبد الله بن محمد بن على العجمى ، المكى : أن أباه مرض بالإسهال يرمى الدم ، وأفرط به ذلك حتى صار يقوم فى اليوم والليلة نحو ستين مرة. وأن بعض أصحاب أبيه أتى إليه بالشيخ محمد الزوكى هذا ، يزوره ويدعو له بالعافية ، لاشتهاره عند أهل مكة بالخير والصلاح. فدعا الزوكى لأبيه ، ولازمه أبوه فى الدعاء له بالعافية.

ثم إن الزوكى قال له : اكشف عن بطنك فكشف عنه ، وكشف الزوكى عن بطنه ، وألصق كل منهما بطنه بالآخر وتواخيا ، وخرج الزوكى من عند المشار إليه ، وبإثر خروجه عنه : قل رميه الدم وشفى عن قرب.

١٢٢

هذا معنى ما أخبرنى به العفيف العجمى.

ومن أحواله الجميلة ما حدثنى به مولانا القاضى الإمام تقى الدين عمر بن القاضى جمال الدين محمد بن عيسى اليافعى ، قاضى عدن أبين بها ، قال : بلغنى أن بعض أصحاب الفقيه الزوكى المذكور ، كان عليه دين للقاضى جمال الدين بن الجلاد ، أحد الحكام بعدن ، وأن وكيله شوش بالطلب على من عليه الدين ، فاستمهل المديان الوكيل أياما ، وكلف المديان الفقيه الزوكى ، السفر إلى عدن ليشفع له عند ابن الجلاد.

فأتى الزوكى إلى عدن وشفع عند ابن الجلاد فى حاجة صاحبه ، فقبل شفاعته. وصرف ابن الجلاد للزوكى خمسمائة دينار فضة معاملة عدن كرامة للزوكى ، فأبى أن يقبلها ، وقال : إنما جئت للشفاعة ، ولا أحب أن أنال فى سفرى غير ذلك.

هذا معنى ما حكاه لى القاضى تقى الدين اليافعى من خبر الزوكى فى هذه القصة.

وحكى أيضا : أن ابن الجلاد بعث بالدراهم للزوكى إلى زبيد.

وحكى لى أيضا : خبر رؤية الزوكى للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وسؤاله من مسأله الطلاق ، وجوابه فيها بما يوافق ما ذكرناه.

وذكر لى القاضى تقى الدين اليافعى : أن هذه الرؤيا كانت بعدن.

وأن من جملة رؤيا الزوكى : أنه سأل النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الذين يفضلون عليا رضى الله عنه على أبى بكر رضى الله عنه ، فقال له النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ليسوا على شىء. هذا معنى ما ذكر لى القاضى تقى الدين فى هذه النكتة أيضا.

١١١ ـ محمد بن أبى بكر الصديق رضى الله عنهما :

يأتى فى باب محمد بن عبد الله ؛ لأن اسم أبى بكر الصديق عبد الله.

١١٢ ـ محمد بن أبى بكر بن خليل الملقب بالرضى :

أحد فقهاء مكة. يأتى ذكره فى باب محمد بن عبد الله ؛ لأن اسم والده أبى بكر عبد الله.

__________________

١١١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٣٤٨ ، أسد الغابة ترجمة ٤٧٥١ ، الإصابة ترجمة ٨٣١٣ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٣٦٤ ، الثقات ٣ / ٣٦٨ ، أزمنة التاريخ الإسلامى ١ / ٨٣٧ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٨٠ ، تهذيب الكمال ٣ / ١١٧٩ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٤٨ ، الكاشف ٣ / ٢٥ ، الاستبصار ٩٧ ، ١٠٤ ، البداية والنهاية ٧ / ٣١٩ ، الجرح والتعديل ٧ / ٣١ ، التحفة اللطيفة ٣ / ٥٤٥ ، الوافى بالوفيات ٢ / ٢٥٨ ، شذرات الذهب ١ / ٤٨ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٤٨١ ، العبر ١ / ٤٤ ، ٤٥).

١٢٣

١١٣ ـ محمد بن أبى بكر بن علىّ بن يوسف ، الذورى الأصل ، المكى المولد والدار ، أبو الفضل ، المعروف ، بابن المصرى :

سمع بمكة وبالقاهرة من شيخنا ابن الملقن وغيره. وتوفى بالقاهرة فى سنة خمس وتسعين وسبعمائة. وكان حسن القراءة فى الصلاة.

١١٤ ـ محمد بن أبى بكر بن علىّ بن يوسف ، الذورى الأصل ، الملقب : بالجمال المصرى:

نزيل زبيد ، وحاكمها. ولد بالذورة (١) ـ من صعيد مصر ـ فى سنة تسع وأربعين وسبعمائة ، أو قبلها بسنة أو بعدها بسنة. ونشأ بها حتى بلغ أو راهق ، ثم قدم مكة فى عشر السبعين وسبعمائة ولا يم قاضيها أبا الفضل النويرى وخدمه كثيرا.

ولما ظهرت له نجابته صار يرسله على مصالحه وهديته لصاحب اليمن ، فاشتهر ذكره ، ثم تغير على القاضى أبى الفضل بقرب مؤتة.

وسكن زبيد واستوطنها وداخل الأعيان من أهلها ، فنما أمره إلى الملك الأشرف صاحب اليمن ، فاستظرفه لكثرة مجونه وأقبل عليه وصار يحضر مجلسه ، وولاه حسبة زبيد.

وصحب القاضى سراج الدين عبد اللطيف بن سالم لما ولى سد زبيد بعد عوده من مكة.

وحصل دنيا وأملاكا ، ثم عظم أمره فى مبادئ دولة الملك الناصر بن الأشرف ؛ لأنه صار يرسله إلى عدن وغيرها لإحضار الأموال منها. وكان يقيم الحرمة ، ودخل رعبه فى القلوب.

وولى إمرة زبيد فى بعض السنين ، ثم صرف عن ذلك ، وكان أمره بعد ذلك بها أنفذ من أمر أميرها ، وقلة حرمته عن ذلك فى بعض السنين لوشى بعض أهل الدولة به عند الملك الناصر.

__________________

١١٤ ـ (١) ذورة : بفتح الذال ، وسكون الواو ، موضع عند ابن دريد وصاحب التكملة ، وقال نصر : ذورة ، بتقديم الواو على الراء ، ناحية من شمنصير ، وهو جبل بناحية حرة بنى سليم وقيل : واد يفرغ فى نخل ويخرج من حرة النار مشرقا تلقاء الحرة فينحدر على وادى نخل. وقال ابن الأعرابى : ذورة ثماد لبنى بدر وبنى مازن بن فزارة. وقال ابن السكيت : ذورة واد ينحدر من حرة النار على نخل فإذا خالط الوادى شدخا سقط اسم ذورة وصار الاسم لشدخ. انظر : معجم البلدان (ذورة).

١٢٤

وولى نظر أوقاف المدارس التى بمكة مدة سنين ، ودام ذلك معه حتى مات. وكان إليه أمانة المعاقيب السلطانية بزبيد ، ورزق من الأولاد الذكور أزيد من عشرين ذكرا.

وكان كثير التلاوة ، وفيه مرورءة وإحسان إلى من نفذ إليه من أهل مكة.

روى لنا بزبيد عن : القاضى عز الدين بن جماعة : حديث ابن مسعود فى القضاء والقدر من معجم ابن جميع ، سمعه عليه بمكة.

وابتلى بقرب موته بكثرة البرد ، فكان يحمل إلى الحمام فيلبث فيه الزمن الطويل. وربما قيل : إنه كان إذا خرج منه يوضع فى قدر فيه ماء حار لشدة ما يجده من البرد.

توفى فى ليلة الجمعة الخامس عشر من ذى القعدة الحرام سنة عشرين وثمانمائة بزبيد ، ودفن بمقبرة الشيخ إسماعيل الجبرتى.

وكان الذى ناله من الخير بسبب خدمته للشيخ إسماعيل المذكور ، رحمهما‌الله تعالى.

١١٥ ـ محمد بن أبى بكر بن علىّ بن يوسف الذورى الأصل ، المكى المولد والدار ، نحوى مكة ، الإمام البارع نجم الدين ، المعروف بالمرجانى :

ولد فى سنة ستين وسبعمائة بمكة ، وسمع بها على قاضى الديار المصرية عز الدين بن جماعة : جانبا من منسكه الكبير فى المذاهب الأربعة ، وحديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه : «يجمع خلق أحدكم فى بطن أمه ...» (١). الحديث من معجم ابن جميع ، والبردة للبوصيرى.

__________________

١١٥ ـ (١) أخرجه أحمد فى المسند حديث رقم (٣٩٢٣) من طريق : عبد الله ، حدثنى أبى ، ثنا حسين بن محمد ، ثنا فطر ، عن سلمة بن كهيل ، عن زيد بن وهب الجهنى ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : «سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول ـ وهو الصادق المصدوق ـ : «يجمع خلق أحدكم فى بطن أمه أربعين ليلة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يبعث الله عزوجل إليه ملكان من الملائكة ، فيقول : اكتب عمله وأجله ورزقه واكتبه شقيا أو سعيدا ، ثم قال : والذى نفس عبد الله بيده إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبين الجنة غير ذراع ، ثم يدركه الشقاء فيعمل بعمل أهل النار ، فيموت فيدخل النار ، ثم قال : والذى نفس عبد الله بيده إن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبين النار غير ذراع ، ثم تدركه السعادة فيعمل بعمل أهل الجنة فيموت فيدخل الجنة».

وأخرجه البخارى فى صحيحه حديث رقم (٣٠٧٦) ، ومسلم فى صحيحه حديث رقم (٦٦٦٩) ، وابن ماجة فى سنن باب القدر حديث رقم (٨٠).

١٢٥

وسمع بعنايته بمكة. وقرأ كثيرا من الكتب الكبار ، والأجزاء على : الشيخ جمال الدين إبراهيم بن محمد الأميوطى ، والعفيف عبد الله بن محمد النشاورى ، خاتمة أصحاب الرضى الطبرى بالسماع ، وعلى غيرهما.

وروى الثقفيات عن النشاورى سماعا. ورحل إلى دمشق فقرأ على المسند شمس الدين محمد بن أحمد الأسمرى المنبجى ، خطيب المزة ، وابن خطيبها : الموطأ لمالك ، رواية يحيى بن بكير ، ومسند الشافعى ، ومسند الدارمى ، ومسند عبد بن حميد. وقرأ مسند عبد على جماعة من أصحاب الحجار.

وسمع على الحافظ شمس الدين بن المحب الصامت وغيره ، من أصحاب القاضى سليمان.

واستجاز لى من المذكورين ، ومن محمد بن عمر بن عوض البيطار ، وإبراهيم ابن أبى بكر السلار ، وأبى الهول على بن عمر الجوزى ، ويوسف بن محمد الصيرفى وغيرهم.

وعنى بفنون من العلم ، ومهر فى العربية ومتعلقاتها ، وله معرفة بالأدب ونظم ونثر.

ومن نظمه قصيدة مفيدة سماها «مساعد الطلاب فى الكشف عن قواعد الإعراب» ضمنها ما ذكره الشيخ جمال الدين بن هشام فى تأليفه «مغنى اللبيب» ، «وقواعد الإعراب فى معانى الحروف» ، وما لغيره فى المعنى. وله عليها شرح ، وقد سمعتها عليه ، وكثيرا من شرحها لما كنا نشتغل عليه.

وكان حسن الإيراد والدرس لجودة عبارته وقوة معرفته بالعربية.

وقد أخذها عن جماعة منهم : نحوى مكة الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد المعطى المالكى ، والشيخ أبو عبد الله الغمارى ، المغربى قدم عليهم مكة.

وكان فاضلا فى فنون على ما ذكر لنا المرجانى ، وأخذ عن غير واحد من الفضلاء.

وحضر فى الفقه والأصلين ، وغير ذلك عند : الشيخ جمال الدين الأميوطى ، وجدى قاضى مكة كمال الدين أبى الفضل النويرى ، وكان يلائمه كثيرا.

وله عناية بالفقه ، ودرس فيه بالمدرسة المنصورية بمكة فى ست وعشرين سنة ، فإنه ولى تدريسها فى سنة إحدى وثمانمائة مع نظر المدارس الرسولية بمكة.

وقيل موته بأشهر : نزل عن تدريس المنصورية لولده كمال الدين أبى الفضل ، ودرس فى حياة أبيه.

١٢٦

وخرج عنه نظر المدارس نحو سنة فى آخر سنة إحدى وعشرين وثمانمائة ، وعاد إليه فى آخر التى بعدها. وعرض له قبل موته بنصف سنة مرض توهن له بدنه ورأيه.

وقد سمعت عليه : المنسك الصغير للقاضى عز الدين بن جماعة بإجازته منه. وحدث عنه بالمنسك الكبير غير مرة ، وبالثقفيات عن النشاورى ، وحدثت بها معه.

وكان مليح الكتابة سريعها ، ذا مروءة كثيرة ، وحياء ، وتواضع ، وإنصاف. وكان لى موادا.

ودخل اليمن غير مرة ، ومصر مرتين ، الأولى : فى سنة ثمان وثمانين ، والثانية : فى سنة تسع وتسعين وسبعمائة ، لتحصيل كتب للملك الأشرف صاحب اليمن. وكان محسنا له.

وعانى بمكة : كتابة الوثائق والسجلات على خالى قاضى مكة محب الدين بن القاضى أبى الفضل النويرى ، وقرأ عليه بعض كتب الحديث ، وكانت المودة بينهما كبيرة.

واستفاد بعد الفقر عقارا ودنيا بسعى جميل.

وملك كتبا كثيرة نفيسة ، وكان محسنا بعاريتها ، وربما أحسن مرات بمعلومه على نظر المدارس ، ومعلوم التدريس بالمنصورية لمن ليس له فى المدارس اسم من الطلبة وغيرهم.

وجمع شيئا فى طبقات الفقهاء الشافعية ، وكان اختصره من طبقات الإسنائى ، ونظم شيئا فى دماء الحج.

وتوفى وقت العصر من يوم السبت خامس شهر رجب سنة سبع وعشرين وثمانمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة بكرة يوم الأحد سادسه ، رحمه‌الله ، وجزاه خيرا.

١١٦ ـ محمد بن أبى بكر بن عيسى بن عثمان الأشعرى ، المعروف بابن حنكاش :

ذكره الجندى فى تاريخه. وذكر : أنه ولد سنة تسع وثلاثين وستمائة.

وتفقه ، وغلب عليه الشعر. وسكن مكة ، إذ نال من أبى نمى ـ صاحبها ـ حظوة.

وكان أبوه من صدور العلماء باليمن.

١٢٧

١١٧ ـ محمد بن أبى بكر بن محمد بن إبراهيم الطبرى :

سمع كثيرا من : يونس الهاشمى ، وزاهر بن رستم ، وابن أبى الصيف ، وتفقه عليه. ومات فى حياته بأثر قدومه مكة ، من زيارة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأمر بدفنه على حاله محرما.

كذا ذكر الميورقى ، ولم يذكر تاريخ وفاته. وكانت فى الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة خمس وستمائة بمكة.

ومولده بعد العصر آخر يوم من جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين وخمسمائة. نقلت مولده ووفاته من خط شيخنا ابن شكر ، وذكر : أنه نقل ذلك من خط المحب الطبرى.

١١٨ ـ محمد بن أبى بكر بن محمود بن يوسف بن علىّ الكرانى ، الهندى ، المكى ، والحنفى:

كان يزوق السقوف بالدهان. وفيه قوة وشهامة. توفى بالقاهرة سنة تسعين وسبعمائة.

١١٩ ـ محمد بن أبى بكر بن مسعود بن يحيى اليمنى ، المعروف : بالحبيشى :

المؤدب بمكة. سمع بها من : الشيخ فخر الدين النويرى ، والقاضى عز الدين بن جماعة فى سنة ثلاث وخمسين.

وأدب بها جماعة من الأعيان ، منهم : شيخنا السيد تقى الدين عبد الرحمن بن أبى الخير الفاسى ، وسألته عنه. فقال : كان صالحا عابدا.

جاور بمكة مدة طويلة تزيد على عشرين سنة ، ومات بها بعد الستين وسبعمائة.

وذكر : أنه كان يؤدب عند بعض الأمراء باليمن ، فراودته على نفسه بعض حريم الأمير ؛ لأنه كان جميلا ، فقطع مذاكيره ، وأرسل بها إليها. انتهى.

والحبيشى ـ بضم الحاء المهملة وباء موحدة مفتوحة ، وياء مثناة ساكنة ، وشين معجمة ـ وبالنسبة : تصغير حبشى ، وهم قبيلة باليمن ، يقال لهم : بنى حبيش ، منهم علماء أعيان فى جبال اليمن.

١٢٠ ـ محمد بن أبى بكر بن ناصر بن أحمد العبدرى ، الشيبى ، المكى ، يلقب بالجمال :

شيخ الحجبة ، وفاتح الكعبة. ذكر شيخنا ابن شكر ، على ما وجدت بخطه : أنه ولى

١٢٨

ذلك بعد محمد بن يوسف الشيبى فى أوائل جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وسبعمائة قبل موت محمد بن يوسف. واستمر على ذلك حتى مات.

إلا أنه صرف عن ذلك فى أوائل سنة سبع وخمسين وسبعمائة ، وهو غائب بمصر بأبى الفضل الشيبى ـ الآتى ذكره.

واستنجز محمد بن أبى بكر ـ هذا ـ مرسوما سلطانيا بعوده كما كان ، لكون صهره يوسف بن محمد بن أبى راجح ـ الآتى ذكره ـ ينوب عنه فى ذلك إلى حين حضوره إلى مكة.

فباشر يوسف ذلك فى آخر شعبان أو فى أول رمضان من السنة المذكورة. انتهى.

وكانت وفاته فى سنة سبع وسبعين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة ، وهو فى عشر السبعين. وكان الناس يراعونه لإقدامه فى الكلام.

ونافر القاضى شهاب الدين الطبرى ، قاضى مكة ، وهو من أسباب عزله من الحجابة. وكان ذا مروءة وهمة عالية.

سمع بآخره من : القاضى عز الدين بن جماعة ، والفخر النويرى.

ومولده ـ فيما بلغنى ـ ببلاد مقدشوه (١) ، وكان يتردد إليها ، وولد له فيها بعض أولاده.

١٢١ ـ محمد بن أبى بكر بن أبى الحسن الطوسى :

إمام مقام الخليل عليه‌السلام. حدث عن عبد الرحمن بن ديلم الشيبى بكتاب تاريخ مكة للأزرقى. رواه عنه الشريف يونس بن يحيى الهاشمى.

توفى يوم الجمعة ثامن عشر رجب سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.

نقلت وفاته من حجر قبره بالمعلاة ، وهو بخط عبد الرحمن بن أبى حرمى ، إلا أنه لم يذكر الطوسى ، وهو هو لأنه إمام مقام إبراهيم الخليل عليه‌السلام.

١٢٢ ـ محمد بن ثابت بن سباع المكى :

روى عن : عائشة رضى الله عنها ، وأم كرز الكعبية. روت عنه بنته خيرة. روى عنه : ابن عمه سباع بن ثابت.

__________________

١٢٠ ـ (١) مقدشو : بالفتح ثم السكون ، وفتح الدال ، وشين معجمة ، مدينة فى أول بلاد الزنج فى جنوب اليمن فى بر البربر فى وسط بلادهم. انظر : معجم البلدان (مقدشو).

١٢٢ ـ انظر ترجمته فى : (التاريخ الكبير للبخارى ١ / ١٠٦ ، الجرح والتعديل ترجمة ١٢٠٠ ، الثقات لابن حبان ٥ / ٣٦٩ ، الكاشف ترجمة ٤٨٢٢ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٨٣ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٤٨ ، خلاصة الخزرجى ترجمة ٦٠٩٣ ، تهذيب الكمال ٥١٠١).

١٢٩

روى له الترمذى. وذكره ابن حبان فى ثقاته.

وذكره مسلم فى : الطبقة الثانية من تابعى أهل مكة.

١٢٣ ـ محمد بن ثابت الأنصارى ، المراكشى :

كانت له معرفة بالقراءات السبع ، قرأها على : الشيخ برهان الدين المسرورى ، وسراج الدين الدمنهورى بمكة ، ولم يكمل عليه.

وكان يؤدب الأطفال بمكة عند باب أجياد من الحرم الشريف. توفى سنة تسع وأربعين وسبعمائة بمكة.

ذكره لى شيخنا أبو بكر بن قاسم بن عبد المعطى ، بمعنى هذا.

وأخبرنى صاحبنا العفيف عبد الله بن الجمال محمد بن علىّ العجمى المكى ، عن أبيه ، عن محمد بن ثابت ـ المذكور ـ : أنه نذر للشيخ أبى العباس السبتى بدرهم كان معه فيه خرق ، وتصدق به عنه ؛ لأن العادة جرت عندهم ببلادهم بالنذر للمذكور والصدقة عنه بالمنذور ، وأنهم يفعلون ذلك لقضاء الحوائج ، ويجدون له أثرا.

وكان ابن ثابت فعل ما فعل رجاء لحصول ملبوس يتدفأ به. فما مضى عليه غير قليل حتى وهب له برنوس ، أو كساء فيه خرق. فكره ذلك ، وقال : ليته كان صحيحا. فنام فرأى فى المنام قائلا يقول له : لو تصدقت بدرهم غير مخروق لكان ما أعطيته كذلك.

هذا معنى ما أخبرنى به صاحبنا العفيف ، وهى قضية عجيبة. والرجل المنذور له مشهور بعظيم الصلاح. أعاد الله علينا من بركاته وبركات الصالحين.

والسبتى ، بسين مهملة ، ثم باء موحدة ، ثم تاء مثناة من فوق وياء للنسبة.

١٢٤ ـ محمد بن جابر بن عبد الله ، المعروف بالحراشى ، اليمنى :

سكن مكة مدة فى حال ولاية أبيه لأمر جدّه. ثم دخل بعد ذلك بمدة إلى اليمن فأكرمه صاحب اليمن ، ووقع بينه وبين أهل الشرجة (١) فتنة قتل فيها بعضهم.

__________________

١٢٣ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٧ / ٢١٦).

١٢٤ ـ (١) شرجة : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ثم جيم ، وهو واحدة الذى قبله ، موضع بنواحى مكة ، وشرجة : من أوائل أرض اليمن وهو أول كورة عثّر. انظر : معجم البلدان (شرجة).

١٣٠

ثم استدعاه أبوه إلى مكة بعد أن لايم صاحبها ، فوصل إلى مكة فى الموسم من سنة ست عشرة وثمانمائة ، ثم قبض عليهما بمنى ، وشنقا بعد المغرب من ليلة نصف ذى الحجة سنة ست عشرة وثمانمائة. وكان شنقه بباب الشبيكة ، وشنق أبيه بباب المعلاة.

وبلغنى : أن محمدا ـ هذا ـ لما استأذن صاحب اليمن فى القدوم إلى مكة ، وأخبره باستدعاء أبيه له ، قال له كلاما معناه : إنكما تشنقان أو تكحلان. فكان من أمرهما ما كان.

وبلغنى : أن محمدا ـ هذا ـ فاضت روحه من خوف القتل قبل شنقه ، فالله يغفر له. وقبره بالمعلاة. وعمره ثلاثون ـ ظنا ـ والله أعلم.

١٢٥ ـ محمد بن جار الله بن حمزة بن راجح بن أبى نمى الحسنى ، المكى :

كان من أعيان الأشرف ذوى أبى نمى.

توفى فى آخر اليوم السابع من ذى القعدة سنة ست عشرة وثمانمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة. وقد بلغ الثلاثين أو جاوزها.

١٢٦ ـ محمد بن جار الله بن صالح بن أحمد الشيبانى ، المكى :

سمع من بعض شيوخه بمكة ، وحفظ بعض المختصرات فى فقه الحنفية ، واشتغل بالعلم.

وسافر مع أبيه إلى مصر فى موسم سنة أربع عشرة وثمانمائة ، فأقام بها إلى أن توفى فى سنة خمس عشرة وثمانمائة فى ذى الحجة ـ فيما أحسب ـ بخانقاه سعيد السعداء. ودفن بمقبرة الصوفية. وقد جاوز العشرين ، وكان خيرا.

* * *

من اسمه محمد بن جعفر بن أحمد

١٢٧ ـ محمد بن جعفر بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسى قاضى مكة ، وخطيبها عماد الدين ، ويقال : فخر الدين أبو جعفر ، ويقال : أبو الحسن البغدادى :

ذكر المنذرى : أنه ولد فى الرابع عشر من رجب ، سنة أربع وعشرين وخمسمائة. وأجاز له : أبو القاسم بن الحصين ، والقاضى أبو بكر الأنصارى ، والشروطى ، وجماعة.

وسمع من : جده أبى جعفر أحمد بن محمد العباسى ، وأبى الوقت السجزى ، وغيرهم.

١٣١

وتفقه على الإمام أبى الحسن بن الخل ببغداد ، وسمع منه ، وحدث ، وأجاز له. وتولى القضاء بمكة والخطابة بها.

وولى قضاء القضاة ببغداد ، وتوفى بها ليلة التاسع عشر من جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين وخمسمائة ، ودفن بالعطافية عند جده.

وذكره ابن الدبيثى فى ذيل تاريخ بغداد. وذكر من حاله ما ذكره المنذرى بزيادة فى ذلك وغيره ، فقال : وتولى القضاء بمكة والخطابة بها فى سنة تسع وسبعين وخمسمائة ، وخرج إليها فى هذه السنة.

وخطب فى أيام الموسم ، وصلى بنا الجمعة ، وكنت فى هذه السنة حاجا.

ولما عزل قاضى القضاة أبو طالب علىّ بن علىّ بن النجارى ، عن قضاء القضاة يوم الجمعة ، رابع شهر رمضان سنة أربع وثمانين وخمسمائة ولى أبو الحسن محمد بن جعفر العباسى ـ هذا ـ قضاء القضاة فى هذا اليوم.

وشافهه بالولاية الوزير أبو المعالى سعيد بن علىّ بن حديدة ، فحضر الجمعة ، ومعه العدول ، وأتباع مجلس الحكم ممن كتب عهده وقرئ. وخلع عليه فى الشهر المذكور.

فلم يزل على حكمه وقضائه ، يسمع الشهادات ، ويثبت الحقوق ، ويقبل الشهود ، إلى أن عزل يوم الاثنين ثانى عشر جمادى الآخرة من سنة ثمان وثمانين وخمسمائة بمحضر من القضاة والعدول والفقهاء عند أستاذ الدار العزيزة ـ شيد الله قواعدها بالعز ـ أبى المظفر عبيد الله بن يونس ، بسبب كتاب أثبته باسم الحسن بن زركل الاسترابادى التاجر ، على فاطمة بنت محمد بن حديدة زوجة أبى المعالى بن حديدة ـ الذى كان وزيرا ـ بشهادة أحمد بن علىّ بن كردى ، ومحمد بن محمد بن المهتدى.

وكان الكتاب مزورا على المرأة المذكورة ، وتولى إثباته أبو الفتح محمد بن محمود بن الحرانى ، وكان أحد العدول ، وأقر أنه مزور ، وأن قاضى القضاة ارتشى على إثباته من الحسن الاسترابادى ، خمسين دينارا وثيابا. فسئل العباسى عن ذلك ، فأنكر وقال : هذا سجلى ، وثبت عندى بشهادة الشاهدين المذكورين ، فحضر محمد بن محمد بن المهتدى وأنكر : أنه شهد على المرأة المذكورة ، وأنه شهد عند العباسى به.

فاستفتى الفقهاء الحاضرون : إذا أنكر الشاهد أنه شهد عند الحاكم بشىء ، هل القول قوله أو قول الحاكم؟.

١٣٢

فأفتوا أن القول قول الشاهد. وأكد ذلك شهادة ابن الحرانى عليه : أنه مزور ، وأنه ارتشى على إثباته للزور.

فعزل أستاذ الدار ـ يومئذ ـ بمحضر من الجمع ، وأمر برفع طيلسانه وانفصل الجمع ووكل به أياما ، ثم أفرج عنه.

وحضر الشاهد الآخر ، وهو أحمد بن علىّ بن كردى ، فأنكر شهادته كما أنكرها ابن المهتدى.

وعزل ابن الحرانى المذكور أيضا ، وشاهدان كان خطهما على ظهر السجل بمعارضة بأصله ، ولزم العباسى بيته إلى أن مات. انتهى.

١٢٨ ـ محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن أبى هاشم بن محمد بن الحسين ابن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ابن علىّ ابن أبى طالب الحسنى ، المكى ، أبو هاشم ، أمير مكة :

ذكر صاحب المرآة فى أخبار سنة خمس وخمسين وأربعمائة : أن محمد بن هلال الصابى نقل عمن ورد من الحج أنهم : ذكروا دخول الصليحى صاحب اليمن إلى مكة ، واستيلاؤه عليها ، وما فعله من الجميل فيها ، وأن الأشراف الحسنيين راسلوه.

وكانوا قد نهدوا (١) عن مكة ، فسألوه : أن يرتب منهم من يختاره ، فرتب فى الإمارة : محمد بن أبى هاشم ، وكان صهر شكر ـ يعنى ابن أبى الفتوح ـ على ابنته ، وأمرّه على الجماعة ، وأصلح بين العشائر ، واستخدم له العساكر ، وأعطاه مالا وخمسين فرسا وسلاحا.

ولما رحل الصليحى إلى اليمن متخوفا من الأشراف لموت سبعمائة رجل من أصحابه ، أقام نائبا عنه بمكة ، محمد بن أبى هاشم. فقصده الحسينيون بنو سليمان ، مع حمزة بن أبى وهاس ، فلم يكن لأبى هاشم بهم طاقة ، وحاربهم وخرج من مكة ، فتبعوه فرجع وضرب واحدا منهم ضربة ، فقطع درعه وفرسه وجسده ، ووصل إلى الأرض. فدهشوا ورجعوا عنه.

وكان تحت فرس تسمى دنانير ، لا يكل ولا يمل ، وليس له فى الدنيا شيبه. فمضى إلى وادى الينبع ، وقطع الطريق عن مكة ، والقافلة.

__________________

١٢٨ ـ (١) نهدوا : أى نهضوا ، ونهد القوم لعدوّهم ، إذا صمدوا له وشرعوا فى قتاله. انظر : النهاية فى غريب الحديث والأثر (نهد).

١٣٣

ونهب بنو سليمان مكة ، ومنع الصليحى الحج من اليمن ؛ فغلت الأسعار وزادت البلية. انتهى بلفظه إلا يسيرا فبالمعنى.

وذكر صاحب المرآة ما يقتضى : أن بنى أبى الطيب الحسنيين : ملكوا مكة بعد شكر.

وكان من خبره بعد ذلك : أنه عاد إلى الإمرة ، وقطع خطبة المستنصر العبيدى صاحب مصر ، وسبب ذلك : ذلة المصريين بالقحط المفرط ، واشتغالهم بأنفسهم ، حتى أكل بعضهم بعضا ، وتشتتوا فى البلاد ، وكاد الخراب أن يستولى على سائر الأقاليم حتى بيع الكلب بخمسة دنانير ، والهر بثلاثة دنانير ، وبلغ الأردب مائة دينار.

وأعاد الخطبة العباسية بعد قطعها من الحجاز من نحو مائة سنة ، وخطب للخليفة القائم بأمر الله أبى جعفر عبد الله بن عبد القادر أحمد بن إسحاق بن المقتدر العباسى ، وللسلطان ألب أرسلان السلجوقى.

وذكر بعضهم : أنه لما افتتح الخطبة العباسية ، قال : الحمد لله الذى هدى بأهل بيته إلى الرأى المصيب ، وعوض بنيه بلبسه الشباب بعد المشيب ، وأمال قلوبنا إلى الطاعة ، ومتابعة أهل الجماعة ، وترك الأذان بحى على خير العمل ، انتهى.

وكان فعله لذلك فى سنة اثنتين وستين وأربعمائة ، على ما ذكر غير واحد ، منهم ابن الأثير ؛ لأنه قال ـ فى أخبار هذه السنة ـ : وفيها ورد رسول صاحب مكة محمد ابن أبى هاشم ، ومعه ولده إلى السلطان ألب أرسلان يخبره بإقامة الخطبة للخليفة القائم ، وللسلطان بمكة ، وإسقاط خطبة العلوى صاحب مصر ، وترك الأذان بحى على خير العمل ، فأعطاه السلطان ثلاثين ألف دينار وخلعا نفيسة ، وأجرى له كل سنة عشرة آلاف دينار. وقال : إذا فعل مهنا أمير المدينة كذلك أعطيناه عشرين ألف دينار ، وفى كل سنة خمسة آلاف دينار. انتهى.

وذكر شيخنا ابن خلدون فى تاريخه : أن أبا الغنائم النقيب لما جاور بمكة سنة سبع وخمسين وأربعمائة استقال أميرها ابن أبى هاشم ـ هذا ـ حتى قطع خطبة المستنصر صاحب مصر ، وخطب للقائم العباسى.

ثم قطع خطبته فى سنة ثمان وخمسين لما قطع المستنصر الميرة عن مكة. ثم أعاد خطبة القائم فى سنة تسع وخمسين ثم قطع خطبته ، فأرسل إلى أمير مكة مالا وعاتبه على قطع خطبته. فخطب له فى أيام الموسم سنة اثنتين وستين ، واعتذر إلى المستنصر. انتهى. وهذا لم أر من ذكره سواه.

١٣٤

وكان المستنصر العبيدى صاحب مصر ، أرسل رسولين فى سنة ست وستين وأربعمائة إلى ابن أبى هاشم أمير مكة ـ هذا ـ : ففتحا عليه خطبته للخليفة العباسى ، والسلطان ألب أرسلان ، وبذلا له مالا على قطع الخطبة لهما.

فلم يلتفت إليهما ، وأقصاهما ؛ لأنه كان وصل له ولأصحابه صحبة السلار من المال ما ملأ عينه وقلبه.

وأخذ السلار من الحاج الذين اتبعوه دنانير فدفعها إليه وإلى العبيد ، فلما لم يصل فى سنة سبع وستين من جهة الخليفة العباسى ما كان يصل لأمير مكة قطع خطبة المهتدى العباسى. وصادف مع ذلك : أن المستنصر أرسل إليه بهدايا وتحف ليخطب له ، وقال له : إنما كانت أيمانك وعهودك للقائم وللسلطان ألب أرسلان ، وقد ماتا. فخطب للمستنصر ، ثم قطع خطبته فى سنة ثمان وستين.

وخطب للمهتدى عبد الله بن محمد الذخيرة بن القائم الخليفة العباسى. وصار يخطب تارة لبنى العباس ، وتارة لبنى عبيد.

وما ذكره من خبر ابن أبى هاشم ورسولى المستنصر وما وصل إليه مع السلار ، وما جمع له السلار : ذكر صاحب المرآة ما يوافقه. وما ذكرناه من خطبة ابن أبى هاشم فى سنة سبع وستين للمستنصر ، وقطع خطبته فى سنة ثمان وستين ؛ ذكر ابن الأثير ما يوافقه.

وذكر : أن قطع خطبته فى سنة ثمان وستين كان فى ذى الحجة منها ، وقال ـ لما ذكر خطبة ابن أبى هاشم للمستنصر فى سنة سبع وستين ، وقطع خطبة المهتدى : وكانت مدة الخطابة العباسية بمكة أربعا وستين وخمسة أشهر ـ يعنى من حين إعادتها إلى حين قطعها فى سنة سبع وستين.

وذكر ما يوافق ما ذكرناه من إهداء المستنصر لابن أبى هاشم فى هذه السنة. ثم هرب ابن أبى هاشم من مكة فى سنة أربع وثمانين وأربعمائة إلى بغداد ، لما استولى عليها التركمان الذين أرسلهم السلطان ملك شاه بن ألب أرسلان السلجوقى للاستيلاء على الحجاز واليمن ، وإقامة الدعوة له هناك.

وكان توجههم إلى اليمن فى سنة خمس وثمانين ، وملكوا عدن واستولوا على كثير من البلاد وعاثوا فيها ، وأساءوا السيرة.

١٣٥

وأصاب مقدمهم جدرى فمات ، فحملوه إلى بغداد ودفنوه بها.

وما ذكرناه من خبر التركمان ومقدمهم ، ذكره بعض من عاصرناه فى تاريخه ، وأكثر ظنى أنه شيخنا ابن خلدون. والله أعلم.

وما ذكرناه من هرب ابن أبى هاشم منهم ذكره ابن الأثير ؛ لأنه قال ـ فى أخبار سنة أربع وثمانين وأربعمائة ـ : فيها وصل ابن أبى هاشم أمير مكة مستغيثا من التركمان. انتهى.

وذكر ابن الأثير فى كامله : أن محمد بن أبى هاشم ـ هذا ـ فى سنة ست وثمانين وأربعمائة ، سير عسكرا لينهبوا الحاج ، فلحقوهم بالقرب من مكة ، فنهبوا كثيرا من أموالهم وجمالهم ، فعادوا إليها وأخبروه وسألوه أن يعيد إليهم ما أخذ منهم ، وشكوا إليه بعد ديارهم ، فأعاد بعض ما أخذه منهم ، فلما أيسوا منه ساروا من مكة عائدين على أقبح صفة.

فلما بعدوا عنها ظهر عليهم جموع من العرب فى عدة جهات ، فصانعوهم على مال أخذوه من الحاج بعد أن قتل منهم جماعة وافرة ، وهلك كثير بالضعف والانقطاع ، وعاد السالم منهم على أقبح صورة. انتهى.

وهؤلاء الحجاج من حجاج الشام على ما ذكر ابن الأثير.

وذكر صاحب المرآة : أن ابن أبى هاشم ـ هذا ـ : كان فى سنة اثنتين وستين وأربعمائة: أخذ قناديل الكعبة وستورها وصفائح الباب ، وصادر أهل مكة حتى هربوا منه. انتهى.

وذكر ابن الأثير : أنه توفى فى سنة سبع وثمانين وأربعمائة ، وقد جاوز سبعين سنة ، قال: ولم يكن له ما يمدح به.

وذكر الذهبى وفاته وسنه : بمعنى ما ذكره ابن الأثير ، وقال : كان ظالما قليل الخير. انتهى.

وذكر شيخنا ابن خلدون : أن ابن أبى هاشم ـ هذا ـ : جمع أنجادا (٢) من الترك ،

__________________

(٢) النّجدة : الشّجاعة. ورجل نجد ونجد : أى شديد البأس ، وقيل : أنجاد : جمع الجمع ، كأنه جمع نجدا على نجاد ، أو نجود ، ثم نجد ، قاله أبو موسى. ولا حاجة إلى ذلك ، لأن أفعالا فى فعل وفعل مطّرد ، نحو عضد وأعضاد ، وكتف وأكتاف. انظر : النهاية فى غريب الحديث والأثر (نجد).

١٣٦

وزحف بهم إلى المدينة ، وأخرج منها بنى حسين وملكها ، وجمع بين الحرمين. وأن ولايته كانت ثلاثا وثلاثين سنة.

ووقع فى النسخة التى رأيتها من تاريخ شيخنا ابن خلدون فى نسب ابن أبى هاشم ـ هذا ـ : سقط وتخبيط فى نسبه ؛ لأنه أسقط بين جعفر ، وأبى هاشم محمد بن عبد الله ، وصحف الحسين والد أبى هاشم بالحسن. والصواب ما ذكرناه. والله أعلم.

١٢٩ ـ محمد بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علىّ بن الحسين بن علىّ بن أبى طالب العلوى ، الملقب بالديباجة :

له رواية عن أبيه. وروى : عنه إبراهيم بن المنذر ، ومحمد بن يحيى بن أبى عمر العدنى ، ويعقوب بن حميد بن كاسب. وكان بطلا شجاعا عاقلا ، يصوم يوما ويفطر يوما.

وكان العلويون بايعوه بمكة أيام المأمون ، وذلك فى يوم الجمعة فى ربيع الأول سنة مائتين ، بعد إبائه لذلك.

وجمع الناس لبيعته ، طوعا وكرها ، ابنه على بن محمد بن جعفر ، وحسين بن حسن الأفطس لما بلغه موت أبى السرايا ، الذى أنفذ الحسين إلى مكة للاستيلاء عليها.

ولم يكن لمحمد بن جعفر هذا مع ابنه على والحسين والأفطس من الأمر شىء. وسار ابنه على والحسين وجماعتهم بمكة ، أقبح سيرة ، بحيث وثب على بن محمد بن جعفر على غلام أمرد ، وهو ابن قاضى مكة ، يقال له : إسحاق بن محمد ، وكان جميلا ، فأخذه قهرا.

فلما رأى ذلك أهل مكة ومن بها من المجاورين : اجتمعوا بالحرم الشريف ، واجتمع منهم جمع كثير. فأتوا محمد بن جعفر ، وقالوا له : لنخلعنك ولنقتلنك ، أو لتردن إلينا هذا الغلام.

فأغلق بابه وكلمهم من شباك ، وطلب منهم الأمان ليركب إلى ابنه ويأخذ الغلام ، وحلف لهم أنه لم يعلم بذلك ، فأمنوه.

وركب إلى ابنه ، وأخذ الغلام منه وسلمه إلى أهله ، ولم يلبثوا إلا يسيرا حتى قدم

__________________

١٢٩ ـ انظر ترجمته فى : (مقاتل الطالبين ٣٥٣ ، تاريخ بغداد ٢ / ١١٣ ـ ١١٥ ، الكامل لابن الأثير ٦ / ٣١١ ، العبر ١ / ٣٤٢ ، عيون التواريخ ٧ / ١٧٠ ، ١٧١ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٤٤ ، شذرات الذهب ٢ / ٧ ، سير أعلام النبلاء ١٠ / ١٠٤).

١٣٧

إسحاق بن موسى العباسى عامل اليمن ، فارا منها لتغلب إبراهيم بن موسى بن جعفر ، ونزل المشاش.

واجتمع العلويون إلى محمد بن جعفر الديباجة ، وقالوا : قد رأينا أن تخندق علينا بأعلا مكة.

ثم حشدوا الأعراب ، فقاتلهم إسحاق أياما ، ثم كره الحرب ، وطلب العراق ، فلقيه الجند للذين نفذهم : هزيمة ، ومعهم الجلودى ، وورقاء بن جميل ، فقالوا لإسحاق : ارجع معنا ، ونحن نكفيك القتال ، فرجع معهم.

واجتمع إلى محمد هذا غوغاء أهل مكة ، وسودان أهل البادية ، والأعراب ، فعبأهم ببئر ميمون.

وأقبل ورقاء وإسحاق بن موسى بمن معهما من القواد والجند فالتقوا وقتل جماعة ، ثم تحاجزوا ، ثم التقوا من الغد ، فانهزم محمد وأهل مكة ، وطلب محمد الديباجة منهم الأمان ، فأجلوه ثلاثا ، ثم نزح عن مكة.

ودخلها إسحاق وورقاء فى جمادى الآخرة. وتفرق الطالبيون عن مكة كل قوم ناحية. فأخذ محمد ناحية جده ، ثم طلب الجحفة.

فخرج عليه محمد بن حكيم من موالى آل العباس ، ومعه عبيد ليدركوه ؛ لأن الطالبيين كانوا نهبوا داره ، وبالغوا فى أذاه. فلحقه بقرب عسفان ، وانتهب جميع ما معه ، حتى لم يبق فى وسطه إلا سراويل ، وهمّ بقتله ، ثم رحمه وطرح عليه ثوبا وعمامة ، وأعطاه دريهمات ، فمضى وتوصل إلى بلاد جهينة (١) على الساحل ، فأقام هناك أشهرا يجمع الجموع.

وكان بينه وبين والى المدينة هارون بن المسيب ، وقعات عند الشجرة وغيرها فهزم وفقئت عينه بسهم ، وقتل من أصحابه خلق كثيرون ، ورد إلى موضعه.

فلما انقضى الموسم طلب الأمان من الجلودى ، ومن ورقاء بن جميل ، وهو ابن عم الفضل بن سهل ، فأمناه ، وضمن له ورقاء عن المأمون ، وعن الفضل بالأمان. فقبل ذلك.

__________________

(١) جهينة : بلفظ التصغير ، قرية كبيرة من نواحى الموصل على دجلة ، وهى أول منزل لمن يريد بغداد من الموصل ، وعندها مرجّ يقال له مرج جهينة. انظر معجم البلدان ٢ / ١٩٤.

١٣٨

وأتى مكة لعشر بقين من ذى الحجة ، فخطب الناس وقال : إنى بلغنى أن المأمون مات ، وكان له فى عنقى بيعة ، وكانت فتنته عمت الأرض فبايعنى الناس ، ثم إنه بلغنى : أن المأمون حى صحيح ، وأنا أستغفر الله من البيعة ، وقد خلعت نفسى من بيعتى التى بايعتمونى عليها ، كما خلعت خاتمى هذا من أصبعى ، فلا بيعة لى فى رقابكم.

ثم نزل وسار سنة إحدى ومائتين إلى العراق ، فسيره الحسن بن سهل إلى مرو. فلما سار المأمون إلى العراق صحبه ، فمات بجرجان (٢).

وفى تاريخ الذهبى ـ بعد أن ذكر قدوم الديباجة إلى مكة بالأمان ـ : فصعد عيسى ابن يزيد الجلودى المنبر بمكة ، وصعد دونه محمد بن جعفر عليه قباء أسود ، فخلع نفسه ، واعتذر عن خروجه : بأنه بلغه موت المأمون ، وقد صح عندى الآن أنه حى ، وأستغفر الله من فعله.

ثم خرج به عيسى الجلودى إلى العراق ، فبعث به الحسن بن سهل إلى المأمون وبقى قليلا.

ثم مات فى شعبان سنة ثلاث ومائتين. فصلى عليه المأمون ، ونزل فى لحده ، وقال : هذه رحم قطعت من سنين.

وقيل : إن سبب موته : أنه جامع ودخل الحمام ، وافتصد فى يوم واحد ، فمات فجأة.

كتبت هذه الترجمة من تاريخ ابن الأثير ، المسمى بالكامل ، وتاريخ الإسلام للحافظ الذهبى ، وجمعت بين ما ذكراه ، وكل منهما : ذكر ما لم يذكر الآخر.

وقال فى حقه ابن الأثير : وكان شيخا محببا فى الناس ، مفارقا لما عليه كثير من أهل بيته من قبح السيرة. وكان يروى العلم عن أبيه جعفر ، وكان الناس يكتبون عنه.

وكان يظهر زهدا. فلما أتوه ، قالوا : نعلم منزلتك فى الناس ، فهلم نبايع لك بالخلافة ، فإن فعلت لم يتخلف عليك رجلان. فامتنع من ذلك ، فلم يزل به ابنه على وحسين بن حسن الأفطس ، حتى غلباه على رأيه ، وأجابهم.

فأقاموا فى ربيع الآخر ، فبايعوه بالخلافة ، وجمعوا الناس فبايعوه طوعا كرها ، وسموه : أمير المؤمنين ، فبقى شهورا وليس له من الأمر شىء. انتهى. وبعض هذا ذكرناه فيما سبق.

__________________

(٢) جرجان : بالضم ، وآخره نون ، وجرجان : مدينة مشهورة عظيمة بين طبرستان وخراسان ، فالبعض يعدها من هذه والبعض يعدها من هذه. انظر : معجم البلدان ٢ / ١١٩ وما بعدها.

١٣٩

١٣٠ ـ محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس ، الخليفة ، المستنصر بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد بن المهدى بن المنصور العباسى:

ولاه أبوه الحرمين والطائف واليمن ، فى سنة ثلاث وثلاثين ومائتين فى رمضان ، ثم عزل بمحمد بن داود بن عيسى العباسى.

ثم ولى الخلافة بعد أبيه ، فلم تطل مدته ، ومات بالخوانيق فى ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ومائتين عن ست وعشرين سنة. وكانت مدة خلافته سبعة أشهر.

قال الذهبى : كان ربعة حسنا أعين أقنا بطينا ، مليح الصورة ، مهيبا. وكان كامل العقل محببا فى الخير ، محسنا إلى آل على ، بارا لهم.

وقيل : إن أمراء الترك خانوه ، فلما حمّ دسوا إلى طبيبه ثلاثين ألف دينار ، ففصده بريشة مسمومة.

وقيل : سم فى كمثرى. وقيل : إنه قال : يا أماه ذهبت منى الدنيا والآخرة ، عاجلت أبى فعوجلت.

١٣١ ـ محمد بن جعفر بن أبى الأزهر ، مولى بنى هاشم ، أبو صالح ، المكى ، المعروف ، بابن زنبور :

روى عن إسماعيل بن جعفر : نسخة وقعت لنا عالية إليه. وروى عن : حماد بن زيد وفضيل بن عياض ، والدراوردى ، وابن أبى حازم وجماعة.

روى عنه : النسائى ، وأحمد بن عمر ، والبزار ، وعمر بن مجير ، وأبو عروبة ، وابن صاعد ، ومحمد بن إبراهيم الديبلى ، وطائفة.

__________________

١٣٠ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ الطبرى ٩ / ٢٣٤ ، ٢٣٧ ، تاريخ بغداد ٤ / ١١٩ ، ١٢١ ، الكامل الجزء السابع ، العبر ١ / ٤٥٢ ، ٤٥٣ ، فوات الوفيات ٣ / ٣١٧ ، الوافى ٢ / ٢٨٩ ، الزركشى ٢٧٠ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٣٢٧ ، تاريخ الخلفاء ٣٥٦ ، ٣٥٨ ، شذرات الذهب ٢ / ١١٨ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٢).

١٣١ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٧ / ٢٠٩ ، ثقات ابن حبان ٩ / ١١٦ ، موضح أوهام الجمع والتفريق ٢ / ٣٦٩ ، المعجم المشتمل ترجمة ٨٢٣ ، الكاشف ٣ / ٢٠٤ ، ميزان الاعتدال ترجمة ٥٧٣٩ ، تاريخ الإسلام ١٨٨ ، نهاية السول ٣٢٦ ، تذهيب التهذيب ٩ / ١٦٧ ـ ١٦٨ ، شذرات الذهب ٢ / ١١٩ ، تهذيب الكمال ٢٥ / ٢١٣).

١٤٠