العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٢

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٢

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٤٥

٤٨ ـ محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز العقيلى الهاشمى ، خطيب مكة ، ومحتسبها ، كمال الدين أبو الفضل بن قاضى الحرمين ، وخطيبهما محب الدين أبى البركات بن قاضى مكة كمال الدين أبى الفضل النويرى ، المكى الشافعى :

ولد فى الخامس والعشرين من المحرم سنة سبع وتسعين وسبعمائة ، وحفظ القرآن ، وقرأ فى التنبيه وغيره ، وحضر دروس شيخنا قاضى مكة جمال الدين محمد بن عبد الله ابن ظهيرة الشافعى.

وقرأ فى الفقه بمكة على الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الله الغزى أحد نواب الحكم والمفتين بدمشق.

وأذن له فى الإفتاء والتدريس ، كما أخبر به العزى وأنا حاضر فى مجلس حافل بسطح زمزم بعد عمارتها ، وقد اجتمعنا لقراءة ختمة هناك للملك المؤيد صاحب مصر وكتب إشارته على بعض الفتاوى ، وألقى قبل ذلك بحضرته درسا بالمدرسة الأفضلية بمكة ، ودرس بها مدة سنين ، ثم انتزعها منه صاحبنا الفقيه وجيه الدين عبد الرحمن بن الجمال المصرى.

وناب عن أخيه القاضى عز الدين بن محب الدين النويرى فى الخطابة بمكة فى موسم سنة تسع عشرة وثمانمائة.

وفيها سافر لمصر وعاد لمكة مع الحجاج.

وناب فى نظر الحرم ، ووليه مع الخطابة وحسبة مكة ، بعد موت أخيه فى سنة عشرين وثمانمائة.

وفى شوال من سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة : جاء توقيع بعزله عن نظر الحرم والحسبة بمكة ، وولاية القاضى جلال الدين بن أبى السعادات بن القاضى أبى البركات ابن أبى السعود لذلك عوضه ، وباشر ذلك أبو السعادات إلى أول ذى الحجة من هذه السنة ، ثم باشر ذلك أبو الفضل لوصول توقيع له بذلك مع الخطابة إلى الرابع عشر من صفر سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة ، ثم وصل لجلال الدين أبى السعادات بالخطابة ، ونظر الحرم والحسبة ، فباشر ذلك إلى أول ربيع الآخر من هذه السنة.

وفى هذا التاريخ : عاد أبو الفضل لمباشرة الوظائف الثلاثة ، واستمر مباشرا لها إلى جمادى الأولى ، أو الآخرة سنة أربع وعشرين وثمانمائة.

٨١

وباشرها معه فى هذا التاريخ : أبو السعادات لوصول توقيع لأبى السعادات يقتضى شتراكهما فى الوظائف الثلاثة من الملك المظفر أحمد بن المؤيد.

واستمر على مباشرة الخطابة إلى شعبان من هذه السنة ، ثم أشار أمير مكة الشريف حسن بن عجلان بتركهما للمباشرة حتى يكاتب الدولة بمصر فى أمرهما ومن قرر باشر ، فباشر عوضهما الخطابة الإمام عبد الهادى بن الشيخ أبى اليمن محمد بن أحمد بن الرضى الطبرى إلى آخر ذى القعدة من هذه السنة.

وفى هذا التاريخ : باشر أبو الفضل الخطابة ، ونظر الحرم والحسبة بمفرده لوصول توقيع إليه من الملك الظاهر ططر (١) الذى كان يدبر دولة المظفر بن المؤيد يقتضى استقرار أبى الفضل فى الوظائف المذكورة بمفرده.

وفى سنة ثلاث وعشرين : وصله توقيع مؤيدى بأن يحكم بمكة ، فباشر ذلك شيئا قليلا ، ثم ترك لعدم رضى القاضى الشافعى محب الدين بن ظهيرة ـ الآتى ذكره ـ بذلك. ثم توالفا بعد ذلك كثيرا ، وعرض لهما مرض منع كلا منهما من زيارة الآخر حتى ماتا.

وكان موت أبى الفضل فى ليلة الثلاثاء سابع أو ثامن عشرين شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين وثمانمائة بمكة. وصلى عليه عقب صلاة الصبح. ونادى المؤذن بالصلاة عليه فوق زمزم. ودفن بالمعلاة فى قبر أبيه. وخلف زوجته حاملا ، فولدت بعده بنحو عشرة أيام ولدا ذكرا سمى بأبى الفضل.

٤٩ ـ محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبى بكر ، يلقب بالجمال ابن الصفى ، الطبرى ، المكى :

سمع جامع الترمذى من يوسف بن إسحاق الطبرى. وسمع من جماعة ، وحدث. سمع منه جماعة من شيوخنا ، وقرأت الجامع على بعضهم عنه.

__________________

٤٨ ـ (١) ططر الظاهرى الجركسى المكنى بسيف الدين أبى سعيد ، الملك الظاهر. من ملوك دولة الجراكسة بمصر والشام ، أصله من مماليك الظاهر برقوق ، اشتراه بمصر ، وأعتقه واستخدمه ولما آلت السلطنة إلى الناصر فرج توجه ططر إلى حلب ولحق بأهل الشغب والعصيان ، ثم جعله المؤيد شيخ بن عبد الله مقدم ألف ، فأمير مجلس. وتولى ططر إدارة المملكة عند ما تسلطن ابن المؤيد المملكة وتزوج أم المظفر ثم خلع المظفر ، وطلق أمه ، بدمشق ؛ ونادى بنفسه سلطانا ، وتلقب بالظاهر سنة ٨٢٤ ه‍ وعاد إلى مصر مريضا ، فلم يلبث أن مات بالقاهرة ، ويقال : أن أم المظفر دست له سما بطيئا بعد خلعه ابنها ، فمات من أثره.

٨٢

ومات فى ليلة الجمعة الحادى والعشرين من صفر سنة خمس وثلاثين وسبعمائة بمكة. ودفن بالمعلاة. هكذا وجدت وفاته بخط إبراهيم بن يونس البعلبكى.

٥٠ ـ محمد بن أحمد بن محمد بن أبى بكر المقدومى :

قاضى مكة. حدث عن عبد الله بن شبيب المدنى.

وسمع منه أبو القاسم الطبرانى فى سنة ثلاث وثمانين ومائتين ، وروى عنه فى معجمه الصغير.

كان على قضاء مكة فى سنة ثمانين ومائتين ، ولم أدر متى كان ابتداء ولايته ، ولا انتهاؤها ، ولا متى مات رحمة الله عليه.

٥١ ـ محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن ظهيرة القرشى المخزومى الشافعى ، يكنى أبا الفتح ، ويلقب تقى الدين بن قاضى مكة محب الدين بن قاضيها جمال الدين:

ولد قبيل الظهر بنحو ساعة فى سابع عشر ذى القعدة سنة ثمان وثمانمائة بمكة.

وحفظ القرآن ، والمنهاج للنووى ، وجمع الجوامع للسبكى ، والألفية فى النحو وغير ذلك.

وحضر دروس والده بالمدرستين المجاهدية والبنجالية بمكة ، وكان طالبا فيهما.

وسمع الحديث على جده القاضى جمال الدين بن ظهيرة ، وشيخنا زين الدين ابن حسين المراغى وغيرهما. وكان ذا فهم وذكاء. رام أن يلى تداريس أبيه بعده.

وعاجلته المنية فمات بعد أبيه بخمسة وخمسين يوما بعد العصر من يوم الجمعة ثالث عشر جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين وثمانمائة بمكة ، وصلى عليه بعد صلاة الصبح بالمسجد الحرام عند الحجر الأسود.

ودفن بالمعلاة إلى جانب أبيه عند قبر مقرئ الحرم عفيف الدين عبد الله الدلاصى ، رحمه‌الله تعالى.

٥٢ ـ محمد بن أحمد بن محمد بن عبد المعطى الأنصارى المكى ، أبو عبد الله بن الشيخ أبى العباس النحوى :

سمع من القاضى عز الدين بن جماعة كثيرا وغيره. وقرأ النحو على أبيه ، وقرأ فى الفقه على شيخنا الشريف عبد الرحمن بن أبى الخير الفاسى.

٨٣

ودرس بعد أبيه فى درس فى الفقه كان قرره لابنه القاضى ناصر الدين بن سلام الإسكندرى.

توفى فى أوائل صفر سنة ثمان وتسعين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة. وقد قارب الأربعين. وهو خالى من الرضاع.

٥٣ ـ محمد بن أحمد بن محمد بن عبيد بن يقطين الأسدى ، أبو بكر اليقطينى المقرئ :

حدث عن محمد بن إسحاق الثقفى وجماعة. وذكر الخطيب البغدادى : أن أبا الفتح ابن مسرور القواس ذكر : أنه قدم عليهم مصر وحدثهم بها قال.

وتوفى بمكة سنة خمسين وثلاثمائة. وكان ثقة. ذكره القطب الحلبى فى تاريخ مصر. ومنه لخصت هذه الترجمة.

٥٤ ـ محمد بن أحمد بن محمد بن على ، يلقب بشمس الدين ، ويعرف بابن النجم الصوفى المصرى :

نزيل مكة. سمع بمصر ـ فيما أحسب ـ من قاضيها أبى البقاء السبكى صحيح البخارى. وصحب الشيخ يوسف الكورانى ، المعروف بالعجمى ، وصار من مريديه.

ونظر فى كتب الصوفية وغيرها من كتب العلم. وكان ـ على ما بلغنى ـ يميل إلى ابن عربى الصوفى.

وكتب بخطه كتبا وفوائد ، منها على ما ذكر لحفظ النفس والمال : الله حفيظ ، قديم ، أزلى ، حى ، قيوم ، لا ينام. وذكر : أن من قال ذلك إلى جهة مال له غائب حفظ.

وجاور بمكة نحو ثمانية عشر عاما. وتأهل بها وولد له.

وسمع الحديث بها من بعض شيوخنا بالسماع والإجازة. وتعبد كثيرا واشتهر. ثم انتقل إلى المدينة فسكنها عامين وأشهرا.

ثم توفى بها فى شهر ربيع الأول سنة إحدى وثمانمائة ، ودفن بالبقيع.

أملى على نسبه هكذا : ولده محمد سبط يوسف بن القروى.

٥٥ ـ محمد بن أحمد بن محمد بن عمار ، الحافظ الشهيد ، أبو الفضل بن أبى الحسين الجارودى :

سمع من عثمان بن سعيد الدارمى ، وهو أقدم شيخ له ، وأحمد بن نجدة ، ومعاذ بن منى وغيرهم.

٨٤

وحدث عنه : الحافظ أبو على ، ومحمد بن المظفر ، ومحمد بن أحمد بن حماد بن حماد الكوفى وغيرهم.

وتوفى بمكة شهيدا فى فتنة القرامطة التى كان مقدمهم فيها أبو طاهر القرمطى.

وكانوا وافوا مكة يوم الاثنين لسبع خلون من ذى الحجة سنة سبع عشرة وثلاثمائة. وقيل : فى ثامن الشهر. وقتل فيها زهاء ثلاثين ألفا من الحجاج وغيرهم.

وقد شرحنا شيئا من خبر هذه الفتنة فى تأليفنا «شفاء الغرام» ومختصراته الثلاثة.

٥٦ ـ محمد بن أحمد بن محمد بن عمر التحيوى ، أبو أحمد اليمنى :

كان ينوب عن عمه الوزير على بن محمد فى فصل قضاء الناس. وما فعله لم يعارضه فيه ، وهو مع ذلك فى الغالب سالكا طريق الزهد.

وكان عالى الهمة. جاور بمكة مدة سنين.

توفى يوم الخميس تاسع عشر ذى القعدة سنة اثنتى عشرة وسبعمائة.

ذكره الملك الأفضل عباس بن المجاهد صاحب اليمن فى كتابه «العطايا السنية» ومنه لخصت هذه الترجمة.

٥٧ ـ محمد بن أحمد بن محمد بن الصدر عمر القاضى تقى الدين :

توفى يوم الجمعة ثالث جمادى الآخرة سنة خمس وستين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة.

ومن حجر قبره لخصت هذه الترجمة.

٥٨ ـ محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم الهروى ، أبو أسامة المقرى :

نزيل مكة. تلى على : أبى أحمد السامرى ، وأبى الطيب بن غليون ، وأقرأ.

قال الدانى : رأيته يقرأ بمكة ، وربما أملى الحديث من حفظه ، فقلب الأسانيد وغير المتون. انتهى.

وكان سمع بها من : ابن عبد السلام بن محمد بن موسى ، وإسحاق بن زوران. وبمصر من : أبى طاهر الذهلى ، وأبى محمد بن حنونة. وبدمشق من الفضل بن جعفر ، وجماعة ، وحدث.

٨٥

روى عنه ولده : عبد السلام ، وأبو منصور محمد بن أحمد بن عبد كوبة ، وأبو سعد إسماعيل بن على السمان ، سمعا منه بمكة.

وبها توفى سنة سبع عشرة وأربعمائة عن ثمان وثمانين سنة. كما ذكر الذهبى فى الميزان. ومنه ، ومن تاريخ مصر للقطب الحلبى لخصت هذه الترجمة.

٥٩ ـ محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبى بكر نجم الدين بن القاضى شهاب الدين أبى الفضل بن القاضى نجم الدين بن القاضى جمال الدين بن الشيخ محب الدين الطبرى المكى :

سمع من عثمان بن الصفى وغيره. ودرس ـ بعد أبيه ـ بالمدرسة المنصورية والمجاهدية بمكة ، ورام المنصب ، فاخترمته المنية دونه. توفى فى أحد الجمادين سنة خمس وستين وسبعمائة بمكة.

ودفن بالمعلاة بجوار ضريح والده وجده بعد خاله القاضى تقى الدين الحرازى بيسير. وكان حسن الشكالة صينا.

٦٠ ـ محمد بن أحمد بن أبى عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن على الحسنى ، أبو الفتح الفاسى ، يلقب ولى الدين :

سمع بمكة من : عثمان بن الصفى : سنن أبى داود ، ومن عمه أبى الخير الفاسى : بعض الملخص للقابسى ، ومن جماعة.

وسمع بالمدينة ـ فى الخامسة ـ على الزبير الأسوانى : الشفا للقاضى عياض ، وعلى الجمال المطرى ، وخالص البهائى : إتحاف الزائر ، لأبى اليمن بن عساكر عنه ، وعن على ابن عمر بن حمزة الحجار عدة أجزاء.

وأجاز له من دمشق : أبو بكر بن الرضى ، وزينب بنت الكمال ، وعبد الرحمن بن عبد الهادى ، ومحمد بن عمر السلاوى ، وعلى بن العز عمر ، وأحمد بن محمد بن سلمان ، المعروف بابن غانم ، والحافظان : المزى ، والبرزالى ، ويحيى بن فضل الله العمرى ، وآخرون.

ومن مصر : مسندها يحيى بن المصرى ، وإبراهيم بن الخيمى ، وأحمد بن أحمد الشارعى ، وأحمد بن منصور الجوهرى ، وأحمد بن على المشتولى ، وأحمد بن محمد بن عمر الحلبى ، وأبو نعيم بن الإسعردى ، والقاضى شمس الدين بن القماح ، والأستاذ أبو

٨٦

حيان النحوى ، وبدر الدين الفارقى ، ومحمد بن عالى الدمياطى ، وعائشة بنت الصنهاجى ، وزهرة بنت الخننى ، وآخرون.

وحدث بقراءتى ، وطلب العلم ، وحفظ فى الفقه : مختصر ابن الجلاب ، وفى النحو:الكافية الشافعية لابن مالك. وكان يحضر مجلس عمه الشريف أبى الخير الفاسى.

وكان عالما فاضلا ، وله نظم كبير. وكان ظريفا إلى الغاية نستحسن مجالسته لما يذكره من الحكايات والأشعار المستظرفة ، مع ديانة وخير وعبادة كثيرة.

توفى ـ رحمه‌الله ـ فى عصر يوم الأربعاء خامس صفر من سنة ست وتسعين وسبعمائة بمكة ، ودفن ـ صبيحة يوم الخميس ـ بالمعلاة.

ومولده فى ليلة الجمعة سابع عشرين من ذى القعدة سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة بمكة. وهو سبط البهاء الخطيب الطبرى.

أخبرنا الشريف العالم أبو الفتح محمد بن أحمد الحسنى ، بقراءتى عليه بالمسجد الحرام عن يحيى بن يوسف بن المصرى إذنا : أن أبا الحسن على بن هبة الله الخطيب أخبره إذنا ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن نسيم العيشونى.

وقرأت على أبى هريرة بن الذهبى بغوطة دمشق فى الرحلة الأولى ، أخبرك الأمين محمد بن أبى بكر النحاس حضورا ، قال : أخبرنا يوسف بن محمود الساوى ، قال : أخبرنا أبو طاهر السلفى ، قال : أخبرنا على بن محمد بن العلاف ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن بشران ، قال : أخبرنا أبو بكر الآجرى ، قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطى ، قال : حدثنا عبد الوهاب بن الحكم الوراق النسائى ، قال : حدثنا يزيد ابن هارون ، قال : أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن صهيب رضى الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة نودوا : أن يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا لم تروه. قالوا : وما هو؟ ألم يبيض وجوهنا ويزحزحنا عن النار ويدخلنا الجنة؟ قال : فيكشف الحجاب ، فينظرون إليه. فو الله ما أعطاهم شيئا هو أحب إليهم منه. ثم تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ)(١).

__________________

٦٠ ـ (١) أخرجه أحمد بن حنبل فى مسنده حديث رقم (١٨٥١٢) من طريق : حدثنا عبد الله حدّثنى أبى حدثنا يزيد بن هارون ، أنبانا حماد بن سلمة ، عن ثابت البنانى ، عن عبد الرحمن ابن أبى ليلى ، عن صهيب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا : يا أهل ـ

٨٧

وأخبرنا أعلا من هذا جماعة كثيرون ، من طرق كثيرة من أحسنها : ما أخبرتناه أم عيسى بنت أحمد الحنفى : أن على بن عمر أخبرها ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن مكى ، قال : أخبرنا جدى أبو طاهر السلفى ، قال : أخبرنا أبو القاسم على بن الحسين الربعى ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزار ، قال : أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار. قال : أخبرنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن صهيب رضى الله عنه ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا : أن يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا لم تروه ، فيقولون : ما هو؟ ألم يبيض وجوهنا ، ويزحزحنا عن النار ، ويدخلنا الجنة؟ قال : فيكشف الحجاب عزوجل ، وينظرون إليه تبارك وتعالى. قال : فو الله ما أعطاهم الله شيئا هو أحب إليهم منه. قال : ثم قرأ : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ)».

هذا حديث صحيح أخرجه مسلم فى صحيحه عن أبى بكر بن أبى شيبة الحافظ عن يزيد بن هارون فوقع لنا بدلا له عاليا بدرجتين ، ولله الحمد والمنة.

وأنشدنى الشريف الفاضل أبو الفتح الفاسى لنفسه إجازة من قصيدة نبوية :

يا حاديا يحدو بزمزم والصفا

عرج فديتك نحو قبر المصطفى

وانزل على ذاك الضريح ولذ به

فهناك تلقى ما تروم من الشفا

وارتع هديت بروضة من جنة

وادع فثم يجاب من قد أسرفا

واقرأ سلامى عند رؤية قبره

وقل الكئيب المستهام على شفا

٦١ ـ محمد بن أحمد بن محمد القزوينى الصوفى :

ذكر لنا : أنه سمع من مظفر الدين محمد بن محمد بن يحيى العطار المصرى ، ولم يحرر ما سمعه منه. وسمع ـ وهو كبير ـ على جماعة من شيوخنا وغيرهم ، بديار مصر والحجاز.

وصحبه الشيخ يوسف العجمى. وأخذ عنه الطريق وجماعة من أهل الخير. وكانت له معرفة بطريق الصوفية ، ومواظبة على العبادة ، مع حسن الطريق.

__________________

ـ الجنة إن لكم موعدا عند الله لم تروه ، فقالوا : وما هو؟ ألم تبيض وجوهنا ونزحنا عن النار وتدخلنا الجنة؟ قال : فيكشف الحجاب فينظرون إليه ، فو الله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم منه ، ثم تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ)».

٨٨

جاور بالحرمين الشريفين غير مرة ، منها : نحو خمس سنين متوالية متصلة بوفاته أو أزيد.

وكان يسكن برباط ربيع ، ثم انتقل عنه قبيل وفاته لحاجته إلى من يمرضه.

وتوفى فى ثانى عشرين شعبان سنة إحدى عشرة وثمانمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة وقد جاوز الستين. وكان خيرا صالحا حسن العقيدة ، قاله ابن حجر فى معجمه.

٦٢ ـ محمد بن أحمد بن المسيب اليمنى :

أمير مكة. وجدت بخط بعض العصريين : أن فى سنة ست وأربعين عزل الملك المنصور عمر بن على بن رسول صاحب اليمن الأمير فخر الدين السلاح عن مكة وأعمالها ، وأمر ابن المسيب عوضه بعد أن ألزم نفسه ما لا يؤديه من الحجاز بعد كفاية الجند ، وقود مائة فرس فى كل سنة. فتقدم إلى مكة بمرسوم السلطان نور الدين ، فدخلها وخرج عنها الأمير فخر الدين السلاح.

فأقام ابن المسيب أميرا بمكة سنة ست وأربعين ، والتى بعدها فغير فى هذه المدة جميع الخير الذى وضعه مولانا السلطان نور الدين ، وأعاد الجبايات والمكوس بمكة ، وقلع المربعة التى كان السلطان كتبها ، وجعلها على زمزم.

واستولى على الصدقة التى كانت تصل من اليمن ، وأخذ من المجد بن أبى المال المال الذى كان تحت يديه لمولانا السلطان الملك المظفر ، وبنى حصنا بنخلة يسمى العطشان ، واستخلف هذيلا لنفسه ، ومنع الجند النفقة. فتفرقوا عنه ، ومكر مكرا ، فمكر الله به.

ولما تحقق الشريف أبو سعد منه الخلاف على السلطان ، وثب عليه ، وأخذ ما كان معه من خيل وعدد ومماليك وقيده ، وأحضر أعيان أهل الحرم ، وقال : ما لزمته إلا لتحقيقى خلافه على مولانا السلطان. وعلمت أنه أراد الهرب بهذا المال الذى معه إلى العراق ، وأنا غلام مولانا السلطان ، والمال عندى محفوظ ، والخيل والعدد إلى أن يصل مرسوم السلطان. فوردت الأخبار بعد أيام يسيرة بوفاة السلطان. انتهى.

وما عرفت شيئا من حاله زيادة على هذا سوى : أنه كان استدار الملك المنصور ، على ما وجدت فى حجر قبره ولده بالمعلاة. ومنه نقلت نسبه هذا.

٦٣ ـ محمد بن أحمد بن ميمون بن قاسم التونسى ، المالكى ، المعروف : بابن المغربى :

أخو : حسن وزينب ـ الآتى ذكرهما. رأيت بخط بعضهم قصيدة فى مدح الشريف

٨٩

رميثة بن أبى نمى الحسنى صاحب مكة. ذكر : أنها لمحمد بن المغربى هذا ، وهى :

السعد قارن وجهك المسعودا

والله ملك ملكك التخليدا

وجيوش نصرك يا رميثة أقبلت

تسعى إليك عساكرا وجنودا

منها :

لا زال سعدك بالدوام موفقا

وسديد رأيك فى الأمور رشيدا

يا طاعن اللبات وخزا بالقنا

والحرب شب شراره الموقودا

يا بهجة الدنيا وعين زمانها

وسخيها ومليها المقصودا

أمّنت خوف المسلمين وروعهم

ولممت شملهم فصار نضيدا

لا زلت ذخرا للأنام وملجأ

وعميم ملكك للورى ممدودا

وبقيت فى النعم التى أوتيتها

متقلبا وعلى العلا محسودا

وتركت سائرها لكون ما ذكرته أصلح شىء فيها.

٦٤ ـ محمد بن أحمد بن أبى نصر الشيخ شمس الدين ، المعروف : بالدباهى ، البغدادى :

ذكره الذهبى فى معجمه ، وترجمه ، بالإمام ، الزاهد ، القدوة. وحكى عنه أنه قال : إن النشتبرى أجاز له من ماردين (١). وأنه صحب الشيخ عبد الله كتيلة مدة ، وسافر معه قال :

وكان الدباهى حسن الجملة ، عديم التكلف ، وافر الإخلاص ، رأسا فى متابعة السنة ، فصيحا ، واعظا ، حسن المشاركة فى العلم ومعاملات القلوب.

دخل البلاد وجاور عشر سنين ، ثم تحول إلى دمشق ، فانتفعنا بمجالسته ، وبآدابه أنشدنا بمكة سنين ، وبالمدينة أشياء حسنة ، وحكايات نافعة. انتهى.

وذكره البزرالى فى تاريخه ، وقال : كان سيدا من السادات. وجاور بمكة سنين ، وبالمدينة أيضا.

__________________

٦٤ ـ انظر ترجمته فى : (شذرات الذهب ٨ / ٥٠).

(١) مدينة من ديار ربيعة بعمل الموصل ، بينها وبين مدينة دارا نصف مرحلة ، وهى فى سفح جبل فى قمته قلعة كبيرة ، وهى من قلاع الدنيا الشهيرة. انظر : معجم البلدان ٥ / ٣٩ ، الروض المعطار ٥١٨ ، الكرخى ٥٣ ، نزهة المشتاق ١٩٩ ، ٢٠٠ ، آثار البلاد ٢٥٩.

٩٠

وذكر : أنه توفى قبل المغرب من نهار يوم الخميس الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وسبعمائة. ودفن بسفح قاسيون. ومولده سنة ست أو سبع وثلاثين. انتهى.

٦٥ ـ محمد بن أحمد بن هبة الله محمد بن الخزرجى القاضى زين الدين ، الشهير بابن الأنصارى:

ولى القضاء بدمنهور وغيرها من الوجه البحرى مدة. وتردد إلى مكة مرات وجاور بها وتعبد بها.

توفى يوم الثلاثاء ثالث عشر من جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين وسبعمائة. ودفن بالمعلاة.

وكان ذا ثروة بمكة ونعمة ظاهرة. وكانت له مكارم وصدقة وافرة ، وإحسان جزيل إلى الرؤساء. وله فى ذلك أخبار :

منها : أنه أهدى لقاضى القضاة برهان الدين بن جماعة بالقدس خرجا مملوءا قماشا حسنا. ونال بذلك خيرا ومكانة من ابن جماعة لما ولى قضاء الديار المصرية.

ومنها : أنه أهدى للقاضى أبى البقاء السبكى ـ لما عزم على التوجه إلى دمشق قاضيا بها بعد صرفه عن قضاء مصر بابن جماعة ـ خمسمائة مثقال ذهبا ، بعد أن أتى مودعا له من بلده دمنهور.

ومنها : أنه لما مات شرف الدين المناوى والد شيخنا القاضى صدر الدين ، أتى لأخيه القاضى تاج الدين المناوى ، وهو إذ ذاك عبارة عن قاضى القضاة عز الدين بن جماعة لتفويضه الأمور إليه ، وقال ابن الأنصارى لتاج الدين المناوى : عندى للقاضى شرف الدين المناوى عشرة آلاف درهم ، فقال لتاج الدين المناوى : بمسطور؟ فقال : مثلى لا يكتب عليه مسطور ، فهل ترسمون آتيكم بها أو أتسبب فيها ، كما كنت أو لا؟ فقال : لا تسببوا فيها. فعجب من ذلك تاج الدين ، ولم يكن عند ابن الأنصارى لشرف الدين المناوى شىء البتة. وإنما قصد التقرب إلى أخيه القاضى تاج الدين ؛ ولذلك صار مكينا عنده.

وله فى الإحسان إلى القاضى محب الدين ناصر الجيش ، والشيخ بهاء الدين السبكى وغيرهم من الأعيان أخبار كثيرة.

٩١

وكان مع ذلك : لا يقبل ممن يهدى إليه شيئا ولو كان مأكولا. وله فيما بلغنى إحسان كثير لقصد وجه الله لناس كثير من الفقراء وغيرهم.

وأخبرنى بعض أصحابنا أنه رآه بمكة فى النوم بعد وفاته ، وقال له : ما فعل الله بك يا سيدى؟ فقال له ابن الأنصارى : والله مشى الحال على خير بكرمى. والمخبر لى بهذه الحكاية من خواص ابن الأنصارى العارفين بخفايا أمره.

وأخبرنى عن ابن الأنصارى بما ذكرته من خبره مع المناوى وأبى البقاء وابن جماعة وغير ذلك.

ومما حكاه لى من سعادة ابن الأنصارى : أنه أسلم فى شىء يقال له : التيلة مائة درهم فى الأردب ، وأنه باع ذلك بعد مدة بألف درهم ومائة درهم الأردب. وأنهم وجدوا له بعد موته فى مخزن له بالفارقانية : خمسة آلاف مثقال ذهب ، وخمسة وستين ألف درهم فضة.

وأنه لما توجه من القاهرة لقصد الحج والمجاورة ، استدان من مال الأيتام بالقاهرة عشرة آلاف درهم باثنى عشر ألف درهم إلى سنة برهن وثيق. وقصد بذلك خفاء أمره فى الغناء ، وإظهار احتياجه ، وذلك مما يقصده العقلاء.

وله فى مثل ذلك أخبار أخر. وله معرفة بالوراقة والمكاتيب الحكمية وحفظ الحاوى. ومن خطه نقلت نسبه هذا.

٦٦ ـ محمد بن أحمد بن يزيد ، أبو يونس الجمحى :

من أهل مكة ، وكان يسكن المدينة. روى عن محمد بن المنذر بن الزبير بن هشام بن عروة.

ذكره هكذا ابن حبان فى الطبقة الرابعة من الثقات ، قال : وروى عنه أصحابنا.

٦٧ ـ محمد بن أحمد بن يونس المكى ، المعروف بالكركى ، لقب بالجمال :

كان عاقلا ، خيّرا ، ذا مروءة وصيانة ، وأخلاق حسنة.

كتبت عنه بمكة دعاء ، ذكر لى أنه للنفع من الأعداء ، على ما بلغه عن شيخ اليمن

__________________

٦٦ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٧ / ١٨٣ ، تذهيب التهذيب ٣ / ١٨٠ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٢٤ ، خلاصة الخزرجى ترجمة ١٠٣٨).

٩٢

علما وعملا : أحمد بن العجيل ، يقال ثلاثا عند الصباح وعند المساء ، وهو : اللهم يا مخلص المولود من ضيق مخاض أمه ، ويا معافى الملدوغ من شدة حمة سمه ، ويا قادرا على كل شىء بعلمه : أسألك بمحمد واسمه أن تكفينى كل ظالم بظلمه.

توفى فى العشر الأخير من شوال سنة تسع وثمانمائة بالقاهرة. وقد بلغ الخمسين أو قاربها.

٦٨ ـ محمد بن أحمد الخلاوى ، أبو بشير :

أحد مشايخ الحرم فى وقته. ذكره أبو عبد الرحمن السلمى فى طبقاته.

وذكر : أنه جاور بمكة فى آخر سفرة سافرها عشرين سنة متوالية. مات بمكة سنة ست ، ونعى إليهم سنة سبع وثمانين وستمائة.

٦٩ ـ محمد بن أحمد شمس الدين ، المعروف بابن المؤذن ، القدسى :

نزيل الحرمين الشريفين. ولد بالقدس ، ونشأ بها فيما أظن ـ وخدم بها الوالى العارف الشيخ محمد ، المعروف بالقرمى مدة ، ثم تغير عليه القرمى ؛ لأنه صار يتأكل من الناس بالقرمى.

وحصل له بخدمة القرمى شهرة عند الناس ، استفاد بها صحبة جماعة من الأكابر منهم القاضى زكى الدين الخروبى. وندبه إلى اليمن فى بعض حوائجه.

ودخل اليمن غير مرة ، وأكرم مورده فيها القاضى سراج الدين عبد اللطيف بن سالم لمودة بينهما من مكة.

وتوفى ، وهو قافل من اليمن فى العشر الوسط من شعبان سنة ثمان وتسعين وسبعمائة ، بموضع بقال له : ملكان ، أو قريبا منه على أميال من مكة ، ودفن هناك. وذهبت دنياه التى قفل بها من اليمن ، ولم يحسن مواراته بعد موته.

وأومل قدومه إلى الحجاز فى حدود سنة سبعين وسبعمائة ، وصار يتردد إليه ، وانقطع به بعد ذلك ، وصار يتردد إلى مصر وغيرها من البلاد الشامية طلبا للرزق. سامحه الله تعالى.

٧٠ ـ محمد بن أحمد ناصر الدين ، المعروف بالسخاوى ، المصرى ، الشافعى :

حفظ فى صغره كتبا علمية ، وعرضها على جماعة من أعيان العلماء بالقاهرة فى

٩٣

عشر السبعين وسبعمائة ، منهم الشيخ جمال الدين عبد الرحيم الإسنائى ، وحضر دروسه ، ودروس جماعة من أهل العلم.

وكانت لديه نباهة وتذاكر بفوائد حسنة. جاور بمكة غير مرة ، وبها توفى فى شعبان سنة عشر وثمانمائة ، ودفن بالمعلاة عن بضع وستين سنة.

* * *

من اسمه محمد بن إبراهيم

٧١ ـ محمد بن إبراهيم بن أحمد بن طاهر ، الشيخ فخر الدين أبو عبد الله ، الفارسى ، الفقيه، الصوفى :

سمع بهمدان (١) من أبى العلاء العطار وغيره ، وبأصبهان من الحافظ أبى موسى المدينى ، وبدمشق من الحافظ أبى القاسم بن عساكر ، وبالإسكندرية من الحافظ السلفى ، وأكثر عنه.

وسمع من غيرهم بهذه البلاد وغيرها ، على ما ذكره ابن مسدى ، قال : وتفقه على مذهب الشافعى بجماعة من الأكابر ، ختمهم بأبى البركات محمد بن الموفق الخيوشانى.

وأفتى ، وذكر ، وحدث ، وفسر ، وحج مرات ؛ وجاور كرات ، ولزم بآخره قرافة مصر ، وانقطع فيها بمعبد ذى النون المصرى ، وكان مكينا مكانه موطنا على الديانة. انتهى.

وقال ابن الحاجب الأمينى : كان صاحب مقامات ومعاملات ، إلا أنه كان بذىء اللسان ، كثير الوقيعة فى الناس ، من عرف ومن لم يعرف ، لا يفكر فى عاقبة ما يقول. وكان ميله إلى الكلام أكثر من الحديث.

وذكر ابن نقطة : أنه قرأ عليه يوما حكاية عن يحيى بن معين ، فسبه ونال منه ، انتهى.

__________________

٧١ ـ انظر ترجمته فى : (تكملة المنذرى ترجمة ٢٠٨٠ ، تلخيص ابن الفوطى ٢٣٠٧ ، تاريخ الإسلام للذهبى ، الورقة ٢٤ ، العبر ٥ / ٩١ ، المشتبه ١٨٣ ، ١٥ ، الوافى بالوفيات ٢ / ٩ ، النجوم الزاهرة ٦ / ٢٦٣ ، تاريخ ابن الفرات ١٠ / ٦٦ ، معجم الشافعية لابن عبد الهادى ٢٨ ، حسن المحاضرة ١ / ٢٥٩ ، شذرات الذهب ٥ / ١٠١ وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ١٧٩).

(١) همذان : بالذال المعجمة ، مدينة من عراق العجم من كور الجبل ، كبيرة جدا فرسخ فى مثله ، محدثة إسلامية ، ولها أربعة أبواب. انظر معجم البلدان ٥ / ٤١٠ ، ٤١٧ ، الروض المعطار ٥٩٦ ، ابن حوقل ٣٠٨ ، الكرخى ١١٧ ، اليعقوبى ٢٧٢ ، نزهة المشتاق ٢٠٣.

٩٤

وذكر الذهبى : أنه كان مغرما بوصف القدود والخدود ، والنهود ، قال : وله شعر منه وقوله :

اسقنى طاب الصبوح

ما ترى النجم يلوح

اسقنى كاسات راح

هى للأرواح روح

غن لى باسم حبيبى

فلعلى أستريح

نحن قوم فى سبيل العشق

نغدو ونروح

نحن قوم نكتم الأسرار

والدمع يبوح

وذكر له تآليف ؛ ومنها «مطية النقل ، وعطية العقل» فى علم الكلام ، قال : وكان كثير الميل إليه ، وتأليفه على طريقة الصوفية الفلاسفة. انتهى.

قلت : بلغنى عنه أنه قال : سألت الله أربعين سنة أن يزيل بغض العرب من قلبى حتى فعل ، وآخر أصحابه الرئيس بهاء الدين على بن عيسى ، المعروف بابن القيم.

وتوفى فى ليلة الجمعة الرابع عشر ذى الحجة سنة اثنتين وعشرين وستمائة. وكان مولده ـ تقريبا ـ فى سنة عشرين وخمسمائة. وذكر وفاته ومولده هكذا ابن مسدى.

وذكر التاج السبكى فى طبقاته : أنه جاور بمكة زمانا.

٧٢ ـ محمد بن إبراهيم بن أبى العباس أحمد بن عبد الله التونسى الأصل ، المكى، المعروف والده بالزعبلى :

ولد بمكة ، وحفظ بها القرآن ، ورغب فى الاشتغال بالعلم ، وحضر فيه دروسا كثيرة عند الشيخ جلال الدين عبد الواحد بن إبراهيم المرشدى الحنفى ، وتصدى للشهادة مدة. وتوفى فى السادس عشر من ذى القعدة سنة خمس وعشرين وثمانمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة. وقد قارب الأربعين ـ ظنا. وكان فى خير وأصيب به أبوه.

٧٣ ـ محمد بن إبراهيم بن أبى بكر بن محمد بن إبراهيم الطبرى ، يلقب بالجمال:

يروى جامع الترمذى عن ابن البنا ، يرويه عنه ابنه الرضى إبراهيم إمام المقام إجازة.

ولم أدر متى مات ، إلا أنه كان حيا فى سنة إحدى وخمسين وستمائة.

٧٤ ـ محمد بن إبراهيم بن بدر بن بدران بن عبد القادر بن عمر بن الشيخ موفق الدين الكواشى السلامى ، يلقب شمس الدين ، ويعرف : بابن الحبشى ـ بحاء مهملة مفتوحة وباء موحدة مفتوحة وشين معجمة مكسورة ـ للنسبة :

هكذا كتب لنا هذا النسب بخطه. وذكر : أنه ولد سنة خمس وعشرين وسبعمائة ببيت المقدس.

٩٥

وروى لنا عن : أحمد بن عبد الرحمن الصرخدى ، وعبد الله بن أبى التائب ، وعلى ابن محمد البندنيجى ، وأسماء بنت ابن صصرى ، وزينب بنت الكمال ، وجماعة من العلماء والرواة ، بمقتضى : أن هؤلاء الشيوخ أجازوا فى استدعاء كتب ببيت المقدس فى شعبان سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة ، بخط موسى بن على الزهرانى ـ نزيل مكة ـ لجماعة مذكورين فيه ، منهم : محمد بن إبراهيم بن بدر الحبشى ، بهذا النص.

وغلب على ظنى أنه صاحب هذه الترجمة ، ثم تشككت فى ذلك بعد موته. والله أعلم بحقيقة ذلك.

ووجدت فى بعض طبقات السماعات على فاطمة بنت العز إبراهيم المقدسى ما صورته:

محمد بن إبراهيم بن بدر الحبشى ، مع جماعة فى سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة فى بيت المقدس.

فإن كان المذكور فى الطبقة هو المذكور فى هذه الترجمة ، فهذا سماع له ، وأظن : أن ذلك فى طبقة سماع على فاطمة المذكورة لانتخاب الطبرانى لابنه على بن فارس ، وإلا ففى جزء ابن عرفة ، وإلا ففى نسخة أبى مسهر الغسانى.

وجاور ابن الحبشى ـ هذا ـ بمكة سنينا كثيرة ، حتى توفى بها فى أوائل سنة ثمان وتسعين وسبعمائة ، بالموضع الذى يقال : بيت أبى بكر الصديق رضى الله عنه بأسفل مكة.

ولم يعلم موته إلا بعد تغيره. وكان يدعى معرفة أسرار الحروف والكيمياء واتهم بعملها. وله حظ وافر من العبادة ، وفى لسانه بدارة.

٧٥ ـ محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الفضل المكى أبو جعفر الديبلى :

محدث مكة. روى عن محمد بن زنبور : نسخة إسماعيل بن جعفر المدنى عنه ، وعن محمد بن على الصايغ ، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومى.

وروى عنه : ابن المقرى فى معجمه ، وأبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس المكى العطار، وغيرهما.

__________________

٧٥ ـ انظر ترجمته فى : (الأنساب ٥ / ٣٩٣ ، معجم البلدان ٢ / ٤٩٥ ، العبر ٢ / ١٩٤ ، شذرات الذهب ٢ / ٢٩٥ ، سير أعلام النبلاء ١٥ / ٩).

٩٦

وتوفى بعد العصر من يوم السبت ليومين خليا من جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. ودفن يوم الأحد ضحوة بمكة.

هكذا ذكر وفاته ابن زبر فى وفياته.

وقد ذكره : العز ابن الأثير فى اختصاره لأنساب ابن السمعانى ، وأفاد فيه غير ما سبق ، لأنه قال : الديبلى هو ـ بفتح الدال وسكون الياء المثناة من تحتها وضم الباء الموحدة ، وفى آخرها لام ـ هذه النسبة إلى ديبل ، وهى مدينة على ساحل الهند ، قريبة من السند (١) ، ينسب إليها جماعة كثيرة من العلماء ، منهم أبو جعفر محمد بن إبراهيم ابن عبد الله الديبلى ، جاور بمكة.

روى عن : أبى عبد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومى ، وأبى عبد الله الحسين بن الحسن المروزى.

روى عنه : أبو بكر بن المقرى ، وأبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس المكى ، وغيرهما. انتهى.

قرأت على فاطمة وعائشة بنتى محمد بن عبد الهادى بالسفح فى الرحلة الأولى : أن أبا العباس أحمد بن أبى طالب الحجار أخبرهما عن أبى الحسن محمد بن أحمد بن عمر القطيعى ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسى ، قال : أخبرنا الحسن بن عبد الرحمن الشافعى ، قال : أخبرنا أحمد بن إبراهيم العطار ، قال : أخبرنا محمد بن إبراهيم الديبلى ، قال: أخبرنا محمد بن زنبور ، قال : أخبرنا إسماعيل بن جعفر ، قال : أخبرنا عبد الله بن دينار : أنه سمع ابن عمر رضى الله عنهما يقول : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «نهى عن بيع الولاء وعن هبته»(٢).

__________________

(١) السّند : بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، وآخره دال مهملة ، بلاد بين بلاد الهند وكرمان وسجستان. وقال : السّند : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، كذا وجدته بخط بعض أهل غرناطة فى تصنيف له خطط الأندلس مضبوطا ، وقال : هو من إقليم باجة. انظر : معجم البلدان (السند).

(٢) أخرجه البخارى فى صحيحه فى باب بيع الولاء وهبته حديث رقم (٢٤٤٦) من طريق : حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة ، قال : أخبرنى عبد الله بن دينار سمعت عبد الله بن عمر رضى الله عنهما يقول : «نهى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن بيع الولاء وعن هبته».

وأخرجه مسلم فى صحيحه فى باب النهى عن بيع الولاء وهبته حديث رقم (٣٧٤٥) من طريق : حدثنا يحيى بن يحيى التميمى : أخبرنا سليمان بن بلال ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «نهى عن بيع الولاء وعن هبته». قال مسلم : الناس كلهم عيال ، على عبد الله بن دينار ، فى هذا الحديث. ـ

٩٧

وأخبرنا أبو هريرة بن الحافظ الذهبى بقراءتى عليه فى الرحلة الأولى : أن عيسى بن عبد الرحمن المطعم أخبره سماعا فى الثالثة ، وأجاز له.

أخبرنا أبو المنجا عبد الله بن عمر البغدادى ، قال : أخبرنا أبو الوقت السجزى ، قال: أخبرتنا أم الفضل بنتى بنت عبد الصمد الهرثمية ، قالت : أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد المعروف بابن أبى شريح ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد البغوى. قال : حدثنا مصعب ، قال : حدثنى مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «نهى عن بيع الولاء وعن هبته».

أخرجه النسائى فى البيوع عن قتيبة بن سعيد الثقفى عن مالك ، وعن على بن حجر عن إسماعيل بن جعفر ، فوقع لنا بدلا عاليا.

٧٦ ـ محمد بن إبراهيم بن عبد الله الأسدى الحجازى :

من أهل مكة. هكذا ذكره صاحب الخريدة ، وذكر : أنه لقى أبا الحسن التهامى ، وتوجه إلى العراق واتصل بخدمة الوزير المغربى بمرو وخراسان (١) وغزنة (٢).

وبها مات مستهل المحرم سنة خسمائة.

مولده بمكة فى المحرم سنة إحدى وأربعين وأربعمائة. ومن شعره :

قلت ثقلت إذ أتيت مرارا

قال ثقلت كاهلى بالأيادى

قلت طولت قال لا بل تطولت

وأبرمت قال حبل الودادى

٧٧ ـ محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن سالم بن الحسن بن هبة الله بن صصرى الثعلبى ، يلقب بالشرف ، ويعرف بابن صصرى الدمشقى :

سمع على الفخر بن البخارى مشيخته بكمالها.

__________________

ـ وأخرجه الترمذى فى سننه باب ما جاء فى كراهية بيع الولاء وهبته برقم (١٢٣٣).

وأخرجه أحمد بالمسند برقم (٤٥٤٥).

٧٦ ـ (١) خراسان : بلاد واسعة ، أول حدودها ممايلى العراق أزاذوا قصبة جوين وبيهى ، وآخر حدودها مما يلى الهند طخارستان وغزنة وسجتان وكرمان ، وليس ذلك منها إنما هو أطراف حدودها ، وتشتمل على أمهات من البلاد منها نيسابور وهراة ومرو ، وهى كانت قصبتها ، وبلخ وطالقان ونيسابور وسرخس. انظر : معجم البلدان ٢ / ٣٥٠ وما بعدها.

(٢) غزنة : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ثم نون ، هكذا يتلفظ بها العامة ، والصحيح عند العلماء غزنين ويعربونها فيقولون جزنة ، ويقال لمجموع بلادها زابلستان ، وغزنة قصبتها ، وغزن فى وجوهه الستة مهمل فى كرم العرب ، وهى مدينة عظيمة وولاية واسعة فى طرف خراسان ، وهى الحد بين خراسان والهند. انظر : معجم البلدان ٤ / ٢٠١.

٩٨

وباشر وظائف بدمشق ، منها نظر جامعها الأموى ، وغير ذلك. توفى فى سابع ذى الحجة سنة سبع عشرة وسبعمائة بظاهر مكة. ودفن بالمعلاة عن خمسة وثلاثين سنة.

٧٨ ـ محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الدمشقى القاضى أمين الدين ، المعروف بابن الشماع :

نزيل مكة. سمع بدمشق من وزيرة بنت أبى المنجا : صحيح البخارى ، ومسند الشافعى ، بفوت يسير فى المسند.

وسمع على التقى محمد بن عمر الجزرى : تفسير الكواشى ، بسماعه من مؤلفه خلا من سورة البلد إلى آخره ، فأجازه ، وسمع عليه أيضا : جامع الأصول لمجد الدين بن المبارك بن الأثير على ابن أخت المؤلف عنه ، وغير ذلك على جماعة بدمشق ، ومصر ، والإسكندرية.

وحدث بمكة بالمسند ، وتفسير الكواشى. سمع منه جماعة من شيوخنا ، منهم : المحب محمد بن أحمد بن الرضى الطبرى ، وابن شكر وغيرهما بمكة ، ودرس بها.

وله اشتغال بالعلم ونباهة. وأذن له فى الفتوى القاضى شرف الدين البارزى ، قاضى حماة (١) ، ثم القاضى عز الدين بن جماعة ، وناب عنه فى الحكم فى بعض ضواحى القاهرة.

ثم ولى القدس والخليل (٢) استقلالا من مصر مدة مديدة فى زمن القاضى تقى الدين السبكى ، قاضى دمشق.

وكان مولده سنة ثمان وتسعين وستمائة. وتوفى خامس صفر سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة بعد أن جاور بمكة سنين كثيرة.

ولى من القاضى أمين الدين الشماع هذا إجازة باستدعاء شيخنا ابن شكر.

__________________

٧٨ ـ انظر ترجمته فى : (شذرات الذهب ٨ / ٤٨٣).

(١) حماة : من كور حمص بالشام ، وهى مدينة طيبة فى وسطها نهر يسمى العاصى. انظر الروض المعطار ١٩٩ ، معجم البلدان ٣٠٠ / ٢ ، صبح الأعشى ٤ / ١٤٠.

(٢) الخليل : اسم موضع وبلدة فيها حصن وعمارة وسوق بقرب البيت المقدس ، بينهما مسيرة يوم ، فيه قبر الخليل إبراهيم، عليه‌السلام ، فى مغارة تحت الأرض ، وهناك مشهد وزوار وقوام فى الموضع وضيافة للزوار ، وبالخليل سمى الموضع واسمه الأصلى حبرون ، وقيل حبرى. انظر : معجم البلدان (الخليل).

٩٩

أخبرنى القاضى أمين الدين محمد بن إبراهيم عبد الرحمن الشماع ، نزيل مكة إجازة.

وقرأت على الخطيب على بن محمد بن أبى المجد الدمشقى بظاهرها ، قالا : أخبرتنا أم محمد وزيرة بنت عمر بن المنجا التنوخية ، قالت : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن المبارك ابن الزبيدى ، قال : أخبرنا أبو الوقت عن عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزى ، قال : أخبرنا جمال الإسلام أبو الحسن بن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودى ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الحموى ، قال : أخبرنا محمد بن يوسف الفربرى ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الحافظ ، قال : حدثنا أبو عاصم عن يزيد بن أبى عبيدة عن سلمة بن الأكوع رضى الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ضحى منكم فلا يصبحن بعد ثالثة وفى بيته منه شىء» فلما كان العام المقبل ، قالوا : يا رسول الله ، نفعل كما فعلنا عام الماضى؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم «كلوا وأطعموا ، وادخروا ، فإن ذلك العام كان بالناس جهد ، فأردت أن تعينوا فيها» (٣).

أخرجه مسلم عن الحافظ أبى يعقوب إسحاق بن منصور الكوسج عن أبى عاصم ، فوقع لنا بدلا عاليا له.

٧٩ ـ محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد بن على الموغانى الأصل ، تقى الدين ، المعروف بابن عبد الحميد المدنى :

سمع بمصر من : جويرية بنت الهكارى ، وعبد الله بن الإمام علاء الدين الباجى وغيرهما. وذكر أنه سمع بدمشق من : ابن أميلة ، وصلاح الدين بن أبى عمر.

وله اشتغال بالعلم ، ونباهة فى الأدب وغيره ، وذكاء مفرط ، بحيث إنه لما أصابه الصمم ، كان يكتب له فى الهواء ، وفى يده ليلا ، فلا يفوته شىء من فهمه غالبا. وكان الناس يتعجبون من ذلك.

وكانت له مكانة عند أمير المدينة ثابت بن نعير بن منصور بن جماز بن شيحة. ثم نال مكانة عند صاحب مكة الشريف حسن بن عجلان (١) ، وأعيان جماعته ، وكان

__________________

(٣) أخرجه البخارى فى صحيحه حديث رقم (٥٣٦٥) من طريق : حدثنا أبو عاصم ، عن يزيد بن أبى عبيد ، عن سلمة بن الأكوع قال : قال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ضحى منكم فلا يصبحن بعد ثالثة وبقى فى بيته منه شىء». فلما كان العام المقبل قالوا : يا رسول الله ، نفعل كما فعلنا العام الماضى؟ قال : «كلوا ، وأطعموا ، وادخروا ؛ فإن ذلك العام كان بالناس جهد ، فأردت أن تعينوا فيها».

٧٩ ـ (١) هو : حسن بن عجلان بن رميثة بن أبى نمى بن أبى سعد حسن بن على بن قتادة الحسنى المكى ، يلقب بدر الدين. وسيأتى فى الترجمة (٩٩٥).

١٠٠