قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح جمل الزجّاجى [ ج ٢ ]

63/597
*

كأنّه قال : على عير بئس العير ، وعلى ذلك يتخرّج : والله ما هي بنعم الولد ، بولد نعم الولد ، ونظير ذلك قول الشاعر [من الرجز] :

والله ما زيد بنام صاحبه

ولا مخالط الليان جانبه (١)

فأدخل الباء على «نام» وهو فعل تقديره : والله ما زيد برجل نام صاحبه ، ثم حذف رجل وأقيم «نام صاحبه» مقامه لأنّه صفة له.

وأما قولهم : «بنعم طير وشباب فاخر» ، و «بنعم بال» ، فإنّ «نعم» اسم للخير الباكر واسم للعافية في قوله : «بنعم بال» ، بدليل إضافتهما إلى ما بعدهما ولا يضاف إلّا الاسم وكأنّهما في الأصل : نعم ، التي هي فعل فسمّي بها وحكيت ، ولذلك فتحت الميم معها مع دخول حرف الجر عليها. ونظير ذلك : «قيل» و «قال» ، فإنّ العرب لما جعلتهما للقول حكيا ، وعلى ذلك جاء الأثر : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن قيل وقال وعن إضاعة المال. فإذا تبيّن أنّه لا حجة فيما استدلّوا به على أنّهما اسمان ، تبين أنّهما فعلان بما تقدّم من الدلالة القاطعة.

[٢ ـ لغاتهما] :

وفي «نعم» أربع لغات : نعم ، بكسر النون وإسكان العين ، وهي الأفصح وكثرتها تغني عن الاستشهاد عليها. و «نعم» ، بكسر النون والعين ، وعليه قوله تعالى : (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ)(٢). ونعم ، بفتح النون وكسر العين ، وعليه أنشدوا قول الشاعر [من الرمل] :

٤٢٦ ـ ما أقلّت قدم ناعلها

نعم الساعون في الأمر المبرّ

__________________

(١) تقدم بالرقم ١١٥.

(٢) البقرة : ٢٧١.

٤٢٦ ـ التخريج : البيت لطرفة بن العبد في ديوانه ص ٥٨ (مع اختلاف كبير في الرواية) ؛ وخزانة الأدب ٩ / ٣٧٦ ، ٣٧٧ ؛ والدرر ٥ / ١٩٦ ؛ ولسان العرب ١٢ / ٥٨٧ (نعم) ؛ والمحتسب ١ / ٣٤٢ ، ٣٥٧ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ٨٤ ؛ وبلا نسبة في الخصائص ٢ / ٢٢٨ ؛ والمقتضب ٢ / ١٤٠.

اللغة : أقلّت : حملت. الناعل : لابس النعل. الأمر المبرّ : هو الأمر الذي يعجز الناس عن دفعه وإبطاله.