باب ما يجزم من الجوابات
اعلم أنّ جواب الأمر ، والنهي ، والاستفهام ، والتمني ، والعرض ، والتحضيض مجزوم.
وقول أبي القاسم : «والجحد» ، غلط ، لأنّه إنّما جزم جواب الأمر ، والنهي ، والاستفهام ، والتمني ، والعرض ، والتحضيض لشبهه بالشرط وفعله ، وذلك إذا قلت : «قم» ، أو «لا تقم» ، أو «ليت لي مالا» ، لم توجب شيئا ولم تنفه ، فأشبه «إن يقم» ، في أنّك لم توجب شيئا ولم تنفه ، وليس كذلك النفي.
واختلف في سبب جزم هذه الجمل ما بعدها. فمنهم من ذهب إلى أنّها جزمت لكونها متضمّنة معنى الشرط ، لأنّك إذا قلت : أطع الله يغفر لك ، فإنّما جزم جواب «أطع الله» لأنّه ضمّن معنى «إن تطع».
ومنهم من ذهب إلى أنّها إنّما جزمت لنيابتها مناب الشرط وفعله ، فالأصل عندهم في : «أطع الله يغفر لك» : إن تطع الله يغفر لك ، فحذف «أطع الله» ، وأقيم «إن تطع الله» (١) مقامه.
وهذا هو الصحيح ، لأنّ العامل لا يوجد جملة في موضع ، وإذا كان التقدير في أطع
__________________
(١) العكس هو الصحيح.