نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٣

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٣

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤١١

لهم : (فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ) (١) طويلا ؛ أي : أربعين سنة من قبل أن ينزل هذا القرآن ، وما سمعتموني أقرأ شيئا. وهذا جواب قولهم به : «بدّله» من تلقاء نفسك (٢).

ثمّ قال ـ عليه السّلام ـ : «ما يكون لى أن أبدّله من تلقائى نفسى إن أتّبع إلّا ما يوحى إليّ».

وقوله ـ تعالى ـ : (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ) ؛ يعني (٣) : تأخير العقاب والعذاب [(لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) ؛ يعني : بالهلاك والعذاب] (٤) لهم ، ولكن الله لا يفوته (٥).

وقوله ـ تعالى ـ : (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) ؛ يريد : يسيّره (٦) بتمكينه لهم (٧) ، وتسخيره في البرّ على الدّوابّ وفي البحر على السّفن.

[ثمّ رجع ـ سبحانه ـ من الخطاب إلى الخبر (٨) ، فقال : (وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ) ؛ يعني : السّفن] (٩).

__________________

(١) ب زيادة : عمرا.

(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٦)) والآيتان (١٧) و (١٨) و (وَما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا).

(٣) أ ، ج ، د ، م : أي.

(٤) ليس في ب.

(٥) سقط من هنا قوله تعالى : (فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٩)) والآيتان (٢٠) و (٢١)

(٦) م : تسييره.

(٧) ليس في ب ، ج ، د.

(٨) سقط من هنا قوله تعالى : (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ).

(٩) ليس في ج.+ أ ، ج ، د زيادة : حتى إذا.

٦١

(وَفَرِحُوا بِها جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ) ؛ أي : شديدة (١).

(وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ) ؛ أي : تيقّنوا الهلكة وأشرفوا عليها. ومنه قولهم : أحيط بالمدينة الفلانيّة ؛ أي : أشرفوا على الهلاك بالعدوّ.

(دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) : وهو قولهم سرّا وجهرا : اللهمّ ، نجّنا.

قال أبو عبيدة : دعاؤهم (٢) في البحر : باهيا (٣) شراهيا ، ومعناه (٤) : يا حيّ يا قيّوم ، نجّنا (٥).

(فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ).

ثمّ قال : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا) ؛ أي : قليل تمتّعكم بها.

(ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٣)) ونجازيكم عليه.

ثمّ ضرب ـ سبحانه ـ مثل الدّنيا فقال : (إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها) ؛ أي : أخرجت النّبات.

(وَازَّيَّنَتْ) ؛ يريد : بالورد والزّهر.

__________________

(١) د : شديد.

(٢) ب : دعواهم.

(٣) م : ياهيا.

(٤) ب : معناها.

(٥) تفسير القرطبي ٨ / ٣٢٥ نقلا عن بعض المفسرين.+ سقط من هنا قوله تعالى : (لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٢٢))

٦٢

(وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها) ؛ أي (١) : تيقّنوا.

(أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً) ؛ أي (٢) : محصودة.

(كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ) ؛ أي : كأن لم يكن فيها زرع ولا نبات.

و «المغاني» المنازل (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ) ؛ يريد : إلى الجنّة (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ) :

«الحسنى» الجنّة ونعيمها.

«وزيادة» واحد (٥) بعشرة (٦).

و «الزّيادة» هاهنا ، قيل فيها قولان :

قيل : هي (٧) : ما يريد الله أن يتفضّل عليهم (٨).

وقيل : الزّيادة غرفة من لؤلؤ لها أربعة أبواب. روي ذلك عن عليّ ـ عليه السّلام ـ (٩).

__________________

(١) د : أن.

(٢) ليس في أ.

(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٢٤))

(٤) سقط من هنا قوله تعالى : (وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢٥))

(٥) ليس في م.

(٦) م : بعشر.

(٧) ليس في أ.

(٨) التبيان ٥ / ٣٦٥ نقلا عن ابن عبّاس.

(٩) مجمع البيان ٥ / ١٥٨.+ البرهان ٢ / ١٨٣ ، ح ٤ : وروي في نهج البيان عن عليّ بن إبراهيم قال : الزيادة هبة الله عزّ وجلّ.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٦)) والآيات (٢٧) ـ (٣٩) إلّا الآيتين (٢٧) و (٣٥) وشطرين من (٣٧) و (٣٨) فإنّهما سيأتيان عن قريب. وسقط أيضا قوله تعالى : (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ).

٦٣

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ) ؛ يعني (١) : السّاعة والقيامة (٢).

وقوله ـ تعالى ـ : (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ) ؛ يعني : العذاب (٣).

(قُلْ إِي وَرَبِّي).

«إي» حرف يمين وإيجاب ، لا يأتي إلّا وبعده قسم (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ) ؛ أي : كيدكم.

(وَشُرَكاءَكُمْ) ؛ أي : مع شركائكم «ثمّ كيدون» (٥).

[وقوله ـ تعالى ـ : (قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ) (٦) ؛ يعني : القرآن المجيد] (٧).

وقوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) ؛ أي : تغشاهم.

(ما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ) ؛ أي : مانع.

__________________

(١) أ ، ج ، د ، م : أي.

(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (٣٩)) والآيات (٤٠) ـ (٥٢)

(٣) ليس في ج.

(٤) سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (٥٣)) والآيات (٥٤) ـ (٧٠). إلّا شطر من الآية (٥٧) فإنّه سيأتي آنفا.

(٥) الأعراف (٧) / ١٩٥.

(٦) يونس (١٠) / ٥٧.

(٧) ليس في ب.

٦٤

(كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً) ؛ أي : سوادا. (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٧)).

وقوله ـ تعالى ـ : (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِ) :

يعني : بالشّركاء هاهنا : الشّياطين والأصنام والأوثان.

(قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (٣٥)) :

هذا مثل ضربه الله ـ تعالى ـ لنفسه ولنبيّه (١) ـ عليه السّلام ـ والأصنام والأوثان والشّياطين.

ثمّ ذكر ـ سبحانه ـ قصّة نوح مع قومه وإهلاكهم بالطّوفان العظيم.

ثمّ ذكر ـ سبحانه ـ (٢) قصّة موسى وهارون [ـ عليهما السّلام ـ] (٣) وقصّة فرعون معهما والسّحرة ، وإبطال حيل السّحرة بعصاه ، وتمليك موسى أرض مصر ، وإهلاك فرعون وجنوده في البحر.

ثمّ عقّب ذلك بذكر محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ والقرآن العزيز الّذي جاء به وقوله ـ تعالى ـ (٤) : (وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللهِ) (٥).

ثمّ قال ـ سبحانه ـ حكاية عن نبيّه ـ عليه السّلام ـ و (٦) عنهم : (أَمْ يَقُولُونَ

__________________

(١) ب : نبيّه.

(٢) ليس في ب ، ج ، د.

(٣) ليس في أ.

(٤) ليس في ج ، د.

(٥) يونس (١٠) / ٣٧.

(٦) ليس في ب.

٦٥

افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ) ؛ أي (١) : سورة مفتراة كما زعمتم.

(وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ) ؛ يعني : من (٢) الأصنام والأوثان والآلهة ، يساعدونكم على ذلك (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٣٨)).

وقوله ـ تعالى ـ : (كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ؛ يعني : من الأمم السّالفة والقرون الماضية.

(فَانْظُرْ) هذا (٣) خطاب لمحمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ.

(كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (٣٩)) : المكذّبين (٤).

وقوله ـ تعالى ـ : (وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ) ؛ يعني بذلك : جبابرة قريش ورؤساءها.

(أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (٤١)) :

قيل : إن هذه الآية منسوخة بالأمر بالجهاد. عن ابن يزيد (٥) ومقاتل والكلبيّ (٦).

وقوله ـ تعالى ـ (٧) : (وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ) (٨).

__________________

(١) أ ، ج ، د : يعني.

(٢) ليس في أ ، ج ، د.

(٣) م : وهذا.

(٤) سقط من هنا الآية (٤٠)

(٥) ب : ابن زيد.+ م ، ج ، د : أبي زيد.

(٦) التبيان ٥ / ٣٨١ نقلا عن أبن زيد.

(٧) ليس في ب.

(٨) يونس (١٠) / ١٠٩.

٦٦

قيل : إنّ هذه الآية منسوخة ـ أيضا ـ بالأمر بالجهاد ، عن جماعة من (١) المفسّرين ؛ لأنّ الله ـ تعالى ـ (٢) حكم فيهم يوم بدر بالسّيف وأخذ المال (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالاً) ؛ يعني : البحيرة والسّائبة والوصيلة والحام (٤) جعلوها للأصنام والآلهة ، وما جعلوه من الحرث لها ـ أيضا ـ (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢)) ؛ يعني : لا خوف عليهم [ولا هم يحزنون] (٦) يوم القيامة ، من عذاب أو حزن (٧).

(لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٤)) :

قال جماعة من المفسّرين : ذلك إشارة إلى بشارة الملائكة للمؤمنين (٨) عند احتضارهم (٩) بالثّواب والنّعيم الدّائم (١٠).

__________________

(١) ليس في أ ، د.

(٢) م : لأنّه تعالى.

(٣) تفسير أبي الفتوح ٦ / ٢٣٩.+ سقط من هنا الآيات (٤٢) ـ (٥٨)

(٤) ليس في ب.

(٥) سقط من هنا قوله تعالى : (قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ (٥٩)) والآيتان (٦٠) و (٦١)

(٦) ليس في أ ، ج ، د.

(٧) سقط من هنا الآية (٦٣)

(٨) ب ، ج ، د ، م : للمؤمن.

(٩) ج ، د ، م : احتضاره.

(١٠) مجمع البيان ٥ / ١٨٢ نقلا عن قتادة ، زهري ، جبائي والضحاك.

٦٧

وروي عن الباقر والصّادق ـ عليهما السّلام ـ أنّهما سئلا عن ذلك.

فقال : هي الرّؤيا الصّالحة يراها المؤمن ، أو [يرى له] (١) في الدّنيا بما أعدّ الله له (٢) من الثّواب [والنّعيم و (٣) تبشّره الملائكة عند الاحتضار بما أعدّ له (٤) من الثّواب] (٥) الدّائم في الجنّة (٦).

وقوله ـ تعالى ـ (٧) : (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) (٨) :

قال الجبّائيّ : «إذنه» هاهنا : أمره (٩).

وقوله ـ تعالى ـ : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ) ؛ يريد : من الحركات والبهضات.

(وَالنَّهارَ مُبْصِراً) ؛ أي : تبصرون فيه لمعائشكم وحوائجكم.

(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٦٧)) ؛ [أي : يصغون إلى المواعظ والبراهين] (١٠).

__________________

(١) ج ، د : ترى.

(٢) ليس في ب.

(٣) ليس في ب.

(٤) م : أعدّه الله.

(٥) ليس في ج.

(٦) عنه البرهان ٢ / ١٩١ ، ح ١٤.+ التبيان ٥ / ٤٠٣ وورد مؤدّاه في كنز الدقائق ٦ / ٧٤ ـ ٧٨ والبرهان ٢ / ١٩٠ ـ ١٩١ ونور الثقلين ٢ / ٣٠٩ ـ ٣١٢.

(٧) ليس في ب.

(٨) يونس (١٠) / ١٠٠.

(٩) مجمع البيان ٥ / ٢٠٦ نقلا عن الحسن.+ سقط من هنا الآيتان (٦٥) و (٦٦)

(١٠) ليس في ج ، د ، م.+ سقط من هنا الآيات (٦٨) ـ (٩٣)

٦٨

قوله ـ تعالى ـ : (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ) :

الخطاب لنبيّه ـ عليه السّلام ـ والمراد به غيره من الشّكّاك من أمّته في أمره.

قل (١) لهم : (فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ) ؛ [يعني التّوراة] (٢). (مِنْ قَبْلِكَ) (٣) ؛ تعبد الله بن سلام وأمثاله ، من علماء أهل الكتاب ، الّذين يعلمون (٤) أنّ ما جئت به هو الحقّ ، ويعلمون ذكرك وصفتك والبشارة بك في التّوراة وفي كلّ كتاب أنزله (٥) الله (٦).

(فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ (٩٤)) ؛ [أي : من] (٧) الشّاكين (٨). الخطاب له [ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ] (٩) والمراد به (١٠) غيره.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ ، فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ (٩٥)) :

الخطاب له [ـ عليه السّلام ـ] (١١) والمراد به : الشكّاك (١٢).

__________________

(١) ب : قال.

(٢) ليس في ب.

(٣) ب زيادة : يعني : يقرؤون التوراة.

(٤) ب ، ج ، د زيادة : الكتاب.

(٥) ليس في ب.+ ج : أنزل.

(٦) ب زيادة : أنزله.+ سقط من هنا قوله تعالى : (لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ).

(٧) ليس في ب.

(٨) ج ، د زيادة : و.

(٩) ليس في أ.

(١٠) ليس في د.

(١١) ليس في أ.

(١٢) ب : الشاكّ من أمّته.

٦٩

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ (٩٦)) ؛ يعني : مشركي قريش وغيرهم الّذين علم الله أنّهم لا يختارون الإيمان ، بل يموتون على كفرهم (١٣).

قوله ـ تعالى ـ : (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ) ؛ يريد (١٤) ـ سبحانه ـ : هلّا كانت (١٥) على عادة العرب وطريقتهم في ذلك ، يريد : أنّهم آمنوا لمّا رأوا أمارات العذاب ، ولم يبلغ الحال [بهم إلى] (١٦) حدّ الإلجاء فآمنوا وخرجوا يطلبون يونس ـ عليه السّلام ـ.

لأنّه خرج مغاضبا ، وكان قد وعده الله ـ تعالى ـ بهلاكهم (١٧) بشرط أن لا يؤمنوا ، فاستبطأ الوعد. ثمّ إنّهم آمنوا ، فطلبوه فوجدوه ، فقبّلوا (١٨) يديه ورجليه ، وأجابوه إلى كلّ ما دعاهم إليه (١٩).

وقوله ـ تعالى ـ (٢٠) : (وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً) ؛ أي : مسلما

__________________

(١٣) سقط من هنا الآية (٩٧)

(١٤) ب : أراد.

(١٥) ب : كان.

(١٦) ج ، د ، م : بهم.+ ب : عندهم.

(١٧) ب زيادة : و.

(١٨) ج ، د ، م : وقيلوا.

(١٩) سقط من هنا قوله تعالى : (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ (٩٨)) والآيات (٩٩) ـ (١٠٤). إلّا شطر من الآية (١٠٠) فإنّه تقدّم.

(٢٠) ليس في ب.

٧٠

مستقيما على دين الإسلام ، حاجّا إلى [بيت الله] (١) الحرام.

(وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٠٥)) :

قال ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ : الخطاب في هذه الآيات كلّها لنبيّه ـ عليه السّلام ـ والمراد به (٢) غيره ممّن دعاه إلى الإسلام والإيمان ، فكذّب ولم يؤمن (٣).

__________________

(١) أ : البيت.

(٢) ليس في ج.

(٣) ب زيادة : والله أعلم بالصواب.+ سقطت الآيات (١٠٦) ـ (١٠٩) إلّا شطر من الآية (١٠٩) فإنّه تقدّم.

٧١

ومن سورة هود ـ عليه السّلام ـ

وهي مائة وعشرون آية مكّية بلا خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (الر).

معناه : أنا الله أرى.

وقوله ـ تعالى ـ (١) : (كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ) (٢) ؛ أي : هذا كتاب أحكمت آياته [الأمر والنّهى] (٣). «ثمّ فصّلت» [بالحلال والحرام] (٤).

[قال الحسن : أحكمت آياته بالأمر والنهي ، ثمّ فصّلت بالثواب والعقاب (٥).

وقال قتادة : أحكمت من الباطل ، ثمّ فصّلت بالحلال والحرام (٦)] (٧).

__________________

(١) ليس في ب.

(٢) ب زيادة : ثمّ فصّلت.

(٣) من ب.

(٤) من ب.

(٥) مجمع البيان ٥ / ٢١٤ نقلا عن الحسن.

(٦) التبيان ٥ / ٤٤٦ نقلا عن قتادة.

(٧) ليس في ب.

٧٢

وقال الكلبيّ : أحكمت فلم تنسخ ، ثمّ فصّلت بالحلال والحرام (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) ؛ يريد : من أيّام الأسبوع. وفيه دليل على حدوث العالم ، وردّ على من قال بقدمه.

قوله ـ تعالى ـ : (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ) ؛ [أي : قدرته وملكه وتدبيره «على الماء»] (٢) ، الّذي خلق منه كلّ شيء.

وروي عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ : إنّ الفراغ كان قبل (٣) خلق السّموات والأرض لجّة ماء ، فأوحى الله إلى الماء : أن (٤) أزبد ، فأزبد فخلق من الزّبد الحجر ، وخلق من الحجر النّار والتّراب ، وخلق من النّار الجانّ أبا الجنّ ، وخلق من التّراب آدم أبا الإنس ، ثمّ خلق سائر الأشجار والنّبات والحيوانات من الماء ، فذلك (٥) قوله ـ تعالى ـ : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ) (٦).

وروي عن بعض أئمّة التّفسير ، أنّه قال : خلق الله (٧) الحيوانات كلّها من النّطفة ، والنّطفة من الغذاء ، والغذاء من النّبات ، والنّبات من الماء (٨).

__________________

(١) مجمع البيان ٥ / ٢١٤ نقلا عن ابن عباس.+ سقط من هنا قوله تعالى : (مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (١)) والآيات (٢) ـ (٦)

(٢) ليس في ب.

(٣) ليس في ب.

(٤) ليس في ج.

(٥) ب : فلذلك.

(٦) ورد مؤدّاه في تفسير القمّي ١ / ٣٢١ ـ ٣٢٢ وعنه كنز الدقائق ٦ / ١٢٥ ونور الثقلين ٢ / ٣٣٦ ، ح ١٣.+ الآية في الأنبياء (٢١) / ٣٠.

(٧) ليس في ب.

(٨) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ سقط من هنا قوله تعالى : (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (٧)) والآيات (٩) ـ (١١) وأما الآية (٨) فإنّها ستأتي آنفا.

٧٣

وقوله ـ تعالى ـ : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ) ؛ يعني : قول كفّار قريش وجبابرتها ؛ أي (١) : هلّا أنزل عليه كنز.

(أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ) ؛ يريدون : تشاهده (٢).

(إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ) ؛ أي : منذر.

روي أنّ (٣) السّبب في نزول (٤) هذه الآية ، أنّ كفّار قريش (٥) وجبابرتها قالوا للنّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : هلّا أنزل عليك كنز تنفق منه وتعطي من اتّبعك. وهلّا جاء (٦) معك ملك نشاهده ، إن كنت نبيّا من عند الله يشهد لك بالنّبوّة.

فإن (٧) [كنت نبيّا ، فحوّل لنا جبال مكّة ذهبا أو (٨) فضة ، وائتنا بملك نشاهده يشهد لك (٩) بالنّبوة (١٠)] (١١) [من الله ـ تعالى ـ] (١٢).

__________________

(١) ليس في ب.

(٢) ب : يشاهدونه.

(٣) أ زيادة : يقولوا.

(٤) ليس في ب.

(٥) أ زيادة : قوله تعالى.

(٦) ليس في ب.

(٧) ج ، د : وإن.

(٨) م : و.

(٩) ج ، د ، م زيادة : كما ذكر.

(١٠) ليس في ج ، د ، م.

(١١) ليس في ب.

(١٢) ليس في ج ، د ، م.

٧٤

فشقّ علي النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ ذلك (١٣). وعلم الله منهم ، أنّه لو أجابهم إلى ذلك وإلى جميع ما تعنّتوه به ممّا يصحّ فعله لم يؤمنوا ، بل يموتوا على كفرهم ، فلم يجبهم إلى ذلك ، لأنّ (١٤) فعل ذلك كان (١٥) عبثا ، فيلحق بما سألوه ممّا لا (١٦) يصحّ فعله (١٧) ؛ كالرّؤية لله ـ تعالى ـ فلم بجبهم الله ـ تعالى ـ (١٨) إليهما (١٩).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ) :

قال قتادة : إلى أجل (٢٠).

وقال مجاهد : إلى حين (٢١).

(لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ) ؛ يعني : العذاب.

(وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٨)) ؛ أي : نزل بهم العذاب.

قوله ـ تعالى ـ : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) ؛ أي : اختلقه ؛ يريدون (٢٢) : القرآن.

__________________

(١٣) أ : فشقّ عليه ذلك

(١٤) ب : وأنه لو.

(١٥) أ : يكون.+ ج ، د ، م : كأن يكون.

(١٦) ليس في ب.

(١٧) ب : منه.

(١٨) ليس في أ.

(١٩) م : إليها. سقط من هنا قوله تعالى : (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (١٢))

(٢٠) مجمع البيان ٥ / ٢١٨ نقلا عن ابن عباس.

(٢١) التبيان ٥ / ٤٥٢ نقلا عن ابن عباس.

(٢٢) ب : يريد.

٧٥

فقال ـ تعالى ـ (١) : (قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ) :

قيل : من البقرة إلى هود (٢).

وقيل : بل ذلك (٣) عامّ في الطّوال والقصار (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) ؛ يعني : محمّد (٥) ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ.

وقد اختلف في الشّاهد :

فقال قوم : شاهد من الله ، وهو محمّد ـ عليه السّلام ـ. قال ذلك الحسن ، وذهب إليه ابن زيد والجبائيّ (٦).

وقال ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ ومجاهد وإبراهيم النّخعيّ والفرّاء والزّجّاج : «الشّاهد» جبرائيل ـ عليه السّلام ـ يتلو القرآن على محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ (٧).

وقيل : «شاهد منه» لسانه ـ عليه السّلام ـ (٨).

وروي عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : «الشّاهد» هاهنا هو عليّ [بن

__________________

(١) من أ.

(٢) بحر المحيط ٥ / ٢٠٨ نقلا عن ابن عباس.

(٣) أ : كان.

(٤) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٣)) والآيات (١٤) ـ (١٦)

(٥) م : محمّدا.

(٦) التبيان ٥ / ٤٦٠.

(٧) التبيان ٥ / ٤٦٠.

(٨) التبيان ٥ / ٤٦٠.

٧٦

أبي طالب] (١) ـ عليه السّلام ـ. ذكر ذلك الطبري (٢). وروي ذلك الرّمّانيّ ، عن الطبري ، عن جابر بن عبد الله ـ رحمه الله تعالى ـ (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَيَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (١٨)) : [يقول (٤) : الّذين كذبوا على ربّهم] (٥).

عن (٦) الكلبيّ ومقاتل أنّهما قالا : «الأشهاد» هاهنا الأنبياء ـ عليهم السّلام ـ (٧).

وقال قتادة : هم الملائكة الحفّاظ (٨).

وفي رواية أخرى (٩) أنّه قال : «الأشهاد» كالخلائق (١٠).

__________________

(١) ليس في أ ، ج ، د.

(٢) التبيان ٥ / ٤٦٠ ، تفسير الطبري ١٢ / ١١. وورد ما يدلّ عليه في الروايات الكثيرة فراجع مثلا : تفسير الحبري / ٢٧٩ و ٢٨٠ وتخريج الحديثين (٣٦) و (٣٧) وفيه / ٤٨٢ ـ ٤٨٥ والبرهان ٢ / ٢١٢ ـ ٢١٥ وكنز الدقائق ٦ / ١٣٩ ـ ١٤٢ ونور الثقلين ٢ / ٣٤٤ ـ ٣٤٧.

(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (١٧) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ).

(٤) أ : يعنى.

(٥) ج ، د ، م : «الأشهاد» جمع شاهد ، كعابد وأعباد.

(٦) ب : وعن.

(٧) مجمع البيان ٥ / ٢٢٧ نقلا عن الضحاك.

(٨) مجمع البيان ٥ / ٢٢٧ نقلا عن مجاهد.

(٩) ليس في ج ، د.

(١٠) م : كل الخلائق.+ تفسير القرطبي ٩ / ١٨ نقلا عن قتادة.+ سقط من هنا الآيات (١٩) ـ (٣٤) وإلّا الآيات (٢٤) و (٢٥) و (٢٧) فإنّها ستأتي آنفا.

٧٧

قوله ـ تعالى ـ : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) :

قال مقاتل : إنّ كفّار قريش (١) قالوا : إنّ محمّدا افترى القرآن (٢).

وروي مثل ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي) ؛ أي : عليّ (٤) كذبي [لا عليكم] (٥).

وقال الخليل : «لا جرم» بمعنى : حقّا (٦).

وقوله ـ تعالى ـ : (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً) ؛ يعني بالفريقين : المؤمنين والكافرين (أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٢٤)) (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٥)) (٨). (فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ) ؛ يعني (٩) : بالأرذال هاهنا ،

__________________

(١) أ ، ج ، د ، م : مكّة.

(٢) تفسير الطبري ٩ / ٢٩ نقلا عن مقاتل.

(٣) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٤) ليس في م.

(٥) ليس في ج ، د.

(٦) التبيان ٥ / ٤٦٦ من دون ذكر للقائل.+ لا يخفى أنّ هذا تفسير الآية (٢٢).+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (٣٥))

(٧) م زيادة : اى تدبّرون.

(٨) ب زيادة : قوله تعالى.

(٩) ج ، د ، م : يعنون.

٧٨

الفقراء وأصحاب الصّنائع الدّنيئة من المؤمنين الضّعفاء الفقراء (١).

وقوله ـ تعالى ـ : (وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ) وكانوا ثمانين نفسا ؛ أربعين رجلا وأربعين امرأة.

(فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ (٣٦)) :

«تبتئس» افتعال ، من البؤس.

وقوله ـ تعالى ـ : (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا) (٢) ؛ يعني (٣) : السّفينة (٤) بأعيننا (٥).

[(وَوَحْيِنا)] (٦) ؛ أي : بعلمنا (٧) و [وحينا] (٨) ومنظر منّا.

(وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (٣٧)) ؛ أي : لا تراجعني في (٩) ابنك (١٠) كنعان. روي ذلك عن الحسن (١١).

__________________

(١) من أ.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ (٢٧))

(٢) ب زيادة : ووحينا.

(٣) ليس في د.+ الفلك هي.

(٤) ليس في د.

(٥) ليس في ج ، م.

(٦) ليس في ب ، د.

(٧) ليس في ب.

(٨) ليس في م.

(٩) ليس في د.

(١٠) ليس في ج ، د ، م.

(١١) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

٧٩

وقال (١) : إنّما سمّي نوحا (٢) ، لكثرة نياحه (٣) على قومه.

واختلف المفسّرون في طول سفينة نوح ـ عليه السّلام ـ وعرضها :

فقال بعضهم : كان طولها ألفا ومائتي ذراع ، وعرضها مائة وخمسين ذراعا ، وارتفاعها في السّماء أربعين ذراعا بذراع نوح ـ عليه السّلام ـ (٤).

وقال آخرون : كان عرضها خمسين ذراعا (٥) بذراعهم ، وسمكها ثلاثين ذراعا ، وكان لها (٦) ثلاثة سقوف : سفل وعلوّ ووسط ، و (٧) كانت (٨) من خشب الأرزن (٩) ، وكان فيها تابوت آدم ـ عليه السّلام ـ من خشب الشّمشاط (١٠).

وقوله ـ تعالى ـ : (حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ) :

قال مقاتل : نبع الماء من التّنّور الّذي تخبز فيه الخابزة (١١).

وقال الضّحّاك : «التّنّور» وجه الأرض (١٢).

__________________

(١) ب : وقيل.

(٢) ليس في م.

(٣) ج ، د : نياحته.

(٤) أنظر ، تفسير القرطبي ٩ / ٣١ ـ ٣٢.

(٥) ليس في ب.

(٦) ج ، د ، م : فيها.

(٧) ليس في م.

(٨) ج ، د : كان.

(٩) ليس في ج.+ أ : الأرذان.

(١٠) ج ، د : الشمشار.+ أ : الشماط.+ أنظر : تفسير القرطبي ٩ / ٣١ ـ ٣٢.+ سقط من هنا الآيتان (٣٨) ـ (٣٩)

(١١) أ : الخبازة.+ التبيان ٥ / ٤٨٦.

(١٢) مجمع البيان ٥ / ٢٤٧ نقلا عن ابن عباس.

٨٠