نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٣

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٣

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤١١

قال الصّادق ـ عليه السّلام ـ : هم بنو أميّة (١).

وقال (٢) ـ تعالى ـ عن إبليس ـ لعنة الله ـ حيث أمره بالسّجود لآدم ـ عليه السّلام ـ فأبى ، و (قالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً) (٦٢) ؛ أراد (٣) لأستأصلنّهم. من قولهم :

احتنك الجراد الزّرع.

فقال له (٤) : (اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً (٦٣) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ) : وهذا تهدّد ووعيد ، وليس بأمر.

و «الأموال» هي الأنعام الّتي جعلوها للآلهة (٥).

و «الأولاد» دفنهم البنات (٦) أحياء تحت التّراب.

والأموال ـ أيضا ـ : ما جعلوه من الزّرع (٧) ـ أيضا ـ للآلهة (٨).

__________________

(١) عنه البرهان ٢ / ٤٢٥ ، ح ١١ وورد مؤدّاه في تفسير العيّاشي ٢ / ٢٩٧ و ٢٩٨ وتفسير القمّي ٢ / ٢١ ومجمع البيان ٦ / ٦٥٤ و ٦٥٥ وعنها كنز الدقائق ٧ / ٤٣٦ و ٤٣٨ ونور الثقلين ٣ / ١٨٠ و ١٨١ وفي البرهان ٢ / ٤٢٥ و ٤٢٦.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً) (٦٠) والآية (٦١)

(٢) ج ، د : قوله.

(٣) أ ، ج ، د ، م : أي.

(٤) ليس في ج.

(٥) ليس في ب ، ج ، د ، م.

(٦) م : للبنات.

(٧) ج ، د : الزروع.

(٨) أ ، ب زيادة : وهذا تهدّد ووعيد [له ـ ليس في ب] ولهم.

٢٤١

قوله ـ تعالى ـ : (وَعِدْهُمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً) (٦٤) وهذا ـ أيضا ـ (١) [توعّد وتهديد] (٢) في صورة الأمر ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) (٣).

ثمّ (٤) قال ـ سبحانه ـ : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) ؛ يعني :

الصّالحين منهم لا يقلبون منك (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ) ؛ يريد : بالعقل والنّطق.

وقيل : بالأكل والشّرب بأيديهم (٦).

وقيل : بالمواجهة في النّكاح بخلاف الحيوانات كلّها (٧).

(وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) : في البرّ على الدّوابّ ، وفي البحر على السّفن.

قوله ـ تعالى ـ : (وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) ؛ يريد : من الملاذ في الأطعمة والأشربه والفاكهة (٨) والّثمرة.

قوله ـ تعالى ـ : (وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً) (٧٠) ؛ يريد :

بالعقل والنّطق (٩) والآلات والتّمليك والتّسخير والتّذلّل.

__________________

(١) ليس في ب ، ج ، د ، م.

(٢) ج ، د : تهدد ووعيد.

(٣) فصّلت (٤١) / ٤٠.

(٤) ليس في ب.

(٥) سقط من هنا قوله تعالى : (وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً) (٦٥) والآيات (٦٦) ـ (٦٩)

(٦) تفسير الطبري ١٥ / ٨٥ نقلا عن ابن جريج.

(٧) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٨) أ : الفواكه.

(٩) ج ، د ، م : النظر.

٢٤٢

قوله ـ تعالى ـ : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) ؛ أي : بأئمّتهم.

وقيل : بكتابهم الّذي [أثبت فيه] (١) أعمالهم من خير وشرّ (٢).

وقيل : [بنبيّهم (٣) وقيل :] (٤) بشريعتهم (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى) ؛ [يريد : في] (٦) الدّنيا (٧) ؛ عن (٨) الحجّة.

قوله ـ تعالى ـ : (فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى) (٩) عن طريق الجنّة (١٠).

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ) :

قال صاحب النّظم : «كاد» هاهنا ، من الكيد ، لا من المقاربة. وهو وجه حسن (١١).

وقيل : إن السّبب في هذه الآية ، أن ثقيفا سألوا النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله

__________________

(١) ب : به.

(٢) تفسير الطبري ١٥ / ٨٦ نقلا عن ابن عبّاس.

(٣) تفسير الطبري ١٥ / ٨٦ نقلا عن مجاهد.

(٤) ليس في ب.

(٥) ج ، د ، م : بشرعهم.+ تفسير الطبري ١٥ / ٨٦ نقلا عن ابن وهب.+ سقط من هنا قوله تعالى : (فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) (٧١)

(٦) م ، د : يعني في.+ ج : يعني.

(٧) أ زيادة : يريد.

(٨) ج ، د ، م زيادة : الخير و.

(٩) م ، ج ، د زيادة : يريد أعمى.

(١٠) سقط من هنا قوله تعالى : (وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (٧٢)

(١١) أنظر ، البحر المحيط ٦ / ٦٤.

٢٤٣

وسلّم ـ أن يعبد آلهتهم شهرا حتّى يعبدوا آلهة دهرا ، أو يسكت عنهم وعن (١) آلهتهم حتّى يسكتوا عنه. فلم يجبهم إلى ذلك ، وقال (٢) لهم : امضوا فانظروا ، حتّى أنظر وأسأل (٣) إلهي في ذلك (٤).

قيل : إنّما قال لهم ذلك ، لينظروا فيتّضح لهم الحقّ فيؤمنوا (٥).

ثمّ نزل (٦) قوله : (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (١) لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ (٢) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) (٧) (الآيات).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (٧٤)) ؛ يعني : ثبتّناك بألطافنا وحجّتنا (٨) عن المحاجّة والمجادلة والمخاصمة ، وأجبناهم عنك ، وأخبرناهم أنّه (٩) لا طريق لكم إلى ما سألتم بقولنا : «قل يا أيّها الكافرون» (١٠) (الآيات).

قوله ـ تعالى ـ : (إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ) ؛ أي : لو

__________________

(١) ليس في ب.

(٢) أ : فقال.

(٣) ج ، د ، م : فأسأل.

(٤) أنظر : تفسير الطبري ١٥ / ٨٨ نقلا عن ابن عباس.

(٥) ج ، د زيادة : به.+ م : فيدينوا به.+ لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٦) ج ، د ، م : فنزل.+ سقط من هنا قوله تعالى : (عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً) (٧٣)

(٧) الكافرون (١٠) / ١ و ٣.

(٨) م : حججنا.

(٩) أ : أنهم.

(١٠) الكافرون (١٠٩) / ١.

٢٤٤

أذنت وفعلت ، لعاقبناك في الدّنيا والآخرة. وإن كان ـ سبحانه ـ قد علم منه أنّه لا يأذن ولا يفعل ، فعلّق العقوبة بالإذن (١) والفعل الّذين لا يقعان منه ـ عليه الصّلاة (٢) السّلام ـ (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها) ؛ يعني : إلى أرض بعيدة عن البيت الحرام.

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلاً) (٧٦) فأهلكهم الله جميعهم ، وينصرك (٤) عليهم (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) (٧٨) :

قال ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ وابن مسعود : «الدّلوك» الغروب (٦).

وقال الحسن ومجاهد وقتادة : «الدّلوك» الزّوال (٧). وروي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ (٨).

__________________

(١) أ زيادة : من الفعل.

(٢) ليس في أ ، ج ، د ، م.

(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً) (٧٥)

(٤) ج ، د ، م : نصرك.

(٥) سقط من هنا الآية (٧٧)

(٦) تفسير الطبري ١٥ / ٩١.

(٧) تفسير الطبري ١٥ / ٩١ ـ ٩٢.

(٨) الكافي ٣ / ٢٧١ وتفسير العيّاشي ٢ / ٣٠٨ والتّهذيب ٢ / ٢٠ ومن لا يحضره الفقيه ١ / ٢١٢ وعنها أو عن بعضها كنز الدقائق / ٤٣٧ و ٧ / ٤٧٥ و ٤٧٦ والبرهان ٢ / ٤٣٥ ـ ٤٣٨ ونور الثقلين ٣ / ٢٠١ ـ ٢٠٣.

٢٤٥

وقيل : إنّما سمّي «دلوكا» لأنّ النّاظر إليها يدلك عينه لشدّة شعاعها ليتبيّن زوالها ، وعند غروبها يدلكها ليتبيّن غروبها (١).

و «اللّام» في قوله : «لدلوك الشّمس» بمعنى : عند. [وقيل : بمعنى : بعد (٢)] (٣).

وقد (٤) ورد (٥) في أخبارنا ، عن أئمّتنا ـ عليهم السّلام ـ : أنّ هذه الآية يقتضي (٦) الأمر بالصّلوات الخمس ، والمحافظة عليها ، والمبادرة إليها في أوقاتها (٧).

فمن قال : «الدّلوك» الزّوال ، أراد : الظّهر والعصر.

ومن قال : «الدّلوك» الغروب ، أراد : العشاءين.

قوله ـ تعالى ـ : «إلى غسق اللّيل» :

على القول الأوّل ، يصلّي الظّهر أداء إلى أن ينتهي النّهار بإقبال اللّيل ؛ لأنّ كلّ صلاة لها وقتان : أوّل وآخر.

وعلى القول الآخر ، يصلّي العشاءين أداء إلى أن ينتهي إلى غسق اللّيل ، وهو النّصف ؛ لأنّ كلّ صلاة لها وقتان : أوّل وآخر ، على ما قدّمناه ، ويصحّ أداؤها فيه.

وفي الآية إضمار ، وتقديره : أقم الصّلاة عند غسق اللّيل ، وعند قرآن الفجر ،

__________________

(١) التبيان ٦ / ٥٠٨.

(٢) م : حين.

(٣) ليس في ب ، ج.

(٤) ليس في أ.

(٥) ج : قيل.

(٦) م : تقتضي.

(٧) الكافي ٣ / ٢٧١ والفقيه ١ / ٢١٢ وتفسير العيّاشي ٢ / ٣٠٨ و ٣٠٩ وعنها او عن بعضها البرهان ٢ / ٤٣٥ ـ ٤٣٨ ونور الثقلين ٣ / ٢٠٢ و ٢٠٣ وكنز الدقائق ٧ / ٤٧٦.

٢٤٦

عطف على الزّوال.

قوله ـ تعالى ـ : «وقرآن الفجر» ؛ أي : ه «صلاة الفجر» (١).

قوله ـ تعالى ـ : «إنّ قرآن الفجر كان مشهودا» ؛ أي : صلاة الفجر (٢) في أوّل وقتها تشهدها ملائكته اللّيل وملائكته النّهار ، فيكتب القبيلان له ثوابها من الله ـ تعالى ـ. جاء ذلك في أخبارنا عن أئمّتنا ـ عليهم السّلام ـ (٣).

وقد استدلّ قوم من أصحابنا بهذه الآية على (٤) التّوسعة ، وإجازة تقديم الحاضرة في أوّل وقتها على الفائتة.

قالوا : ووجه الدّلالة في (٥) ذلك ، أنّ الله ـ تعالى ـ أمرنا (٦) بالصّلاة عند دلوك الشّمس ، والأمر الشّرعيّ يجب على الفور والبدار دون التّراخي والانتظار.

__________________

(١) م : صلاته.

(٢) ليس في ج.

(٣) روي الكليني عن عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن عبد الرحمن ابن سالم ، عن إسحاق بن عمّار قال : قلت لأبي عبد الله عليه السّلام : أخبرني بأفضل المواقيت في صلاة الفجر؟ فقال : مع طلوع الفجر إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول : (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) يعني : صلاة الفجر تشهده ملائكة اللّيل وملائكة النّهار فإذا صلّى العبد الصبح مع طلوع الفجر أثبتت له مرّتين أثبتها ملائكة اللّيل وملائكة النهار. الكافي ٣ / ٢٨٢ ونحوه فيه / ٤٨٧ وتفسير العيّاشي ٢ / ٣٠٩ وعلل الشرائع / ٣٢٤ و ٣٢٧ والفقيه ١ / ٢٢٢ وعنها أو عن بعضها كنز الدقائق ٧ / ٤٧٤ ـ ٤٧٦ والبرهان ٢ / ٤٣٦ و ٤٣٧ ونور الثقلين ٣ / ٢٠٢ و ٢٠٣ والصافي ١ / ٩٨٤.

(٤) م : عن.

(٥) أ ، م : من.

(٦) أ ، ب ، د ، م : أمر.

٢٤٧

قالوا : فإن (١) اعترض علينا بما يروى [عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ أنّه (٢) قال : لا صلاة لمن عليه صلاة (٣). وبما يروى] (٤) عنهم ـ عليهم السّلام ـ من (٥) قولهم : من فاتته فريضة (٦) فوقتها حين يذكرها [ما لم] (٧) يتضيّق وقت فريضة حاضرة (٨).

والجواب (٩) عنه : إنّا (١٠) نتأوّل الخبرين ، فنقول : قوله ـ عليه السّلام ـ : «لا صلاة لمن عليه صلاة» أي (١١) : [لا صلاة] (١٢) نافلة لمن عليه صلاة فريضة.

ونتأوّل الخبر الثّاني ، فنقول : التّضيّق الّذي ذكر في الخبر أراد به : تضيّق الدّخول لا تضيّق الخروج. لأنّه لا يجوز أن يشتغل عند تضيّق دخول وقت الفريضة (١٣) عن (١٤) أداء فريضة بغيرها ، لأنّها أحقّ بوقتها من غيرها ، من حيث

__________________

(١) ب : وإن.

(٢) ليس في أ.

(٣) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٤) ليس في ج.

(٥) أ : في.

(٦) ج ، د ، م : صلاة.

(٧) أ : إلّا أن.

(٨) ورد مؤدّاه في روايات أوردها في وسائل الشيعة ٥ / ٣٥٠ ومستدركه ٦ / ٤٢٨.

(٩) ج ، د ، م : فالجواب.

(١٠) م : أنّها.

(١١) من ج ، د.

(١٢) ليس في أ.

(١٣) ليس في ب.

(١٤) أ : عند.+ م : على.

٢٤٨

أنّ الأمر الشّرعيّ يجب على الفور والبدار.

قالوا : فإن اعترض علينا بالفريضة الواحدة الّتي يعدل بها المصلّي إذا ذكرها وهو في الحاضرة (١).

قلنا : أن نقول : خرج ذلك بالنّصّ في (٢) الفريضة (٣) الواحدة وبقي على عمومه ، وحمل غيره عليه قياس لا نقول جميعا به فإن (٤) قالوا : إنّ فحوى الخبرين يقتضي العموم.

[قلنا : العموم] (٥) في اللّغة العربيّه لا صيغة له تخصّه ، بل يجوز أن يحتمل الكلّ ويجوز أن يحتمل البعض ، فنخصّه (٦) بالبعض الّذي اتّفقنا عليه [وهو] (٧) العدول بالفريضة (٨) الواحدة للنّصّ (٩). ولو لا النّصّ لم يجز ذلك ولم يحمل غيره عليه ، فيكون قياسا.

وقوّوا استدلالهم على وجوب المبادرة إلى الصّلاة الحاضرة في أوّل وقتها بقوله (١٠) : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) (١١).

__________________

(١) أ زيادة : الآخرة.

(٢) د : و.+ ليس في ج.

(٣) ج : بالفريضة.

(٤) أ : إن.

(٥) ليس في ج ، د ، م.

(٦) م : فتخصيصه.

(٧) ليس في ج.

(٨) ج ، د ، م زيادة : إلى.

(٩) ليس في د.

(١٠) ج ، د زيادة : تعالى.

(١١) البقرة (٢) / ٢٣٨.

٢٤٩

قالوا : ومن أخّر الصّلاة الحاضر من (١٢) أوّل الوقت (١٣) إلى آخره ، فما امتثل الأمر ولا (١٤) حافظ عليها.

ثمّ قالوا : ومن أين له القطع على البقاء إلى آخر [الوقت إذا] (١٥) أخّرها حتّى يؤدّيها؟

قالوا : فإن اعترضوا بالتّيمّم.

قلنا : خرج ذلك بالنّصّ والإجماع ؛ كما قلنا في الفريضة الواحدة والعدول بها.

وبقي الباقي على عمومه. وحمل غيره عليه قياس ، لا نقول جميعا به.

ولأصحاب التّوسعة اعتراضات (١٦) وإلزامات (١٧) على من يقول بالمضايقة لا يحتملها كتاب التّفسير ، فمن أرادها استخرجها من مظانّها ـ وبالله التّوفيق ـ.

قوله ـ تعالى ـ : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ) ؛ أي : اسهر لصلاة اللّيل.

يقال : تهجّد : إذا سهر ، وتهجّد : إذا نام (١٨).

«نافلة لك» ؛ أي : زيادة على ما فرض عليك.

__________________

(١٢) ليس في أ.

(١٣) ج ، م ، د : وقتها.

(١٤) ليس في أ.

(١٥) ج ، د ، م : وقت الّتي.

(١٦) ب : اعتراض.

(١٧) أ : التزامات.

(١٨) ب : قام.

٢٥٠

وقد روي عن ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ أنّه قال : إنّ صلاة اللّيل كانت واجبة على النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ دون أمّته بهذه الآية (١).

قوله ـ تعالى ـ : (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) (٧٩) :

قال جماعة من (٢) المفسّرين وأهل البيت ـ عليهم السّلام ـ : أراد ـ سبحانه وتعالى ـ بذلك : مقام الشّفاعة يوم القيامة. وأعطاه يوم القيامة لواء الحمد شرّفه به ـ عليه السّلام ـ والنّبيّون والصّدّيقون والشّهداء والصّالحون يتبعون اللّواء إلى الجنّة (٣).

وروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ : أنّ اللّواء يكون بيد عليّ ـ عليه السّلام ـ (٤).

و «عسى» من الله ـ تعالى ـ واقع.

وقوله ـ تعالى ـ : (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ [وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً) (٨٠)].

قال مقاتل : نزلت هذه الآية على النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ حين

__________________

(١) مجمع البيان ٦ / ٦٧٠ ـ ٦٧١ نقلا عن ابن عبّاس.

(٢) ليس في م.

(٣) تفسير الطبري ١٥ / ٩٧ ـ ٩٨. وورد ما يدلّ عليه في الروايات الكثيرة فانظر : كنز الدقائق ٧ / ٤٨١ ـ ٤٩٠ والبرهان ٢ / ٤٣٨ ـ ٤٤٠ ونور الثقلين ٣ / ٢٠٦ ـ ٢١١ والصافي ١ / ٩٨٥ وبحار الأنوار ٨ / ٤٨ و ٤٩.

(٤) بحار الأنوار ٨ / ١ باب اللّواء. وإحقاق الحق ٤ / ٩٩ و ٢٢٧ و ٢٦٧ وج ٥ / ٧٥ وج ١٦ / ٥١٤ وج ٢٠ / ٢٣٠.

٢٥١

خرج من المدينة يريد الشّام مع ثلاثة نفر ، فهمّوا به ، فأمره الله ـ تعالى ـ بالرّجوع (١) آمنا إلى المدينة على رغم اليهود [وأخرجه] (٢) آمنا من مكّة حيث أمره الله (٣) بالمهاجرة إلى المدينة ، على رغم قريش حيث همّوا به (٤).

وقال قتادة : «مدخل صدق» دخوله المدينة حيث هاجر إليها. و «مخرج صدق» حيث خرج من مكّة (٥) يريد المدينة (٦).

[وقال غيره : «مدخل صدق» حيث دخل مكّة لمّا فتحها. و «مخرج صدق» حيث خرج من المدينة يريد مكّة] (٧). وفيه تقديم وتأخير على عادة العرب (٨).

وقال مجاهد : أدخلني في جميع ما أمرتني به من أداء (٩) أمرك ، وأخرجني [من جميع] (١٠) ما نهيتني عنه من زواجرك (١١).

وروي عن قتادة ـ أيضا ـ قال : (١٢) ذلك إقامة الحدود والدّين

__________________

(١) د : الرجوع.

(٢) ليس في أ.+ ج ، د : فأخرجه.

(٣) ج ، د زيادة : تعالى.

(٤) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٥) ج ، د ، م : المدينة.

(٦) ج ، د ، م : مكّة.+ تفسير الطبري ١٥ / ١٠١.

(٧) ليس في ج ، د ، م.

(٨) تفسير الطبري ١٥ / ١٠٠ نقلا عن ابن عباس.

(٩) ليس في أ ، م.

(١٠) ليس في د.

(١١) تفسير الطبري ١٥ / ١٠١ نقلا عن ابن عباس.

(١٢) ليس في أ.

٢٥٢

والأحكام (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَقُلْ جاءَ الْحَقُ) ؛ أي : [الإسلام و] (٢) الإيمان.

قوله ـ تعالى ـ : (وَزَهَقَ الْباطِلُ) ؛ أي : مات الباطل والشّرك وعبادة الأوثان. من قولهم : زهقت نفسه ؛ أي : ماتت.

وهذه الآية نزلت عند فتح مكّة (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) ؛ يعني : شفاء للقلوب من جهلها.

وقيل : شفاء للأمراض والأسقام والقلوب ، لما روي عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ أنّه قال : [شفاء أمّتي] (٤) في ثلاث آية (٥) من كتاب الله (٦) أو (٧) لعقة [من العسل] (٨). لقوله ـ عليه السّلام ـ : شفاء أمّتي في العسل (٩).

ولقوله ـ تعالى ـ : «(فِيهِ (١٠) شِفاءٌ لِلنَّاسِ)» (١١) أو خبر عن رسول الله ـ صلّى

__________________

(١) تفسير الطبري ١٥ / ١٠٢.

(٢) ج ، د ، م : جاء.

(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) (٨١)

(٤) ليس في ب.

(٥) أ ، ب ، ج ، د : آيات.

(٦) أ ، ب ، ج ، د زيادة : تعالى.

(٧) ب : و.

(٨) ليس في ب.+ أو شرطة حجّام كما في عدّة الداعي / ٢٩٢ وعنه بحار الأنوار ٢٩ / ١٧٦.

(٩) ورد مؤدّاه في وسائل الشيعة ١٧ / ٧٣ ومستدركه ١٦ / ٣٦٥ وبحار الأنوار ٦٦ / ٢٨٨.

(١٠) أي : في العسل.

(١١) النحل (١٦) / ٦٩.

٢٥٣

الله عليه وآله وسلّم ـ : فيه كلمة حكمة ، تسوقهم إلى هدى (١) وتمنعهم عن ردي (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) ؛ أي : على طريقته.

قال (٣) صاحب النّظم : قال (٤) : كلّ يعمل على ما عنده من العلم والمعرفة (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) ؛ أي :

من فعله. قال ـ تعالى ـ : (أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ) (٦).

وقال الشّاعر :

لأمر ما يسود من يسود (٧)

واختلف النّاس في الرّوح هاهنا :

فقال ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ : «الرّوح» هاهنا : جبرائيل ـ عليه السّلام ـ (٨).

__________________

(١) ج ، د : أو.

(٢) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً) (٨٢) والآية (٨٣)

(٣) ليس في ج ، د ، م.

(٤) ب : قل.

(٥) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ سقط من هنا قوله تعالى : (فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً) (٨٤)

(٦) هود (١١) / ٧٣.

(٧) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٨) التبيان ٦ / ٥١٥.

٢٥٤

و [قال الحسن] (١) : «الرّوح» هاهنا : القرآن (٢).

وقال السّيّد المرتضى ؛ علم الهدى [ـ قدس الله روحه ـ] (٣) «الرّوح» هاهنا :

روح الإنسان ، وهي الهواء. المتردّد في مخارقه (٤).

وروي عن عليّ ـ عليه السّلام ـ : أنّ «الرّوح» هاهنا : ملك (٥) من ملائكة الله سبحانه (٦) له سبعون ألف وجه ، لكلّ وجه سبعون ألف لسان ، يسبّح الله ـ تعالى ـ بجميع ذلك (٧).

وروي أنّه (٨) على صورة الإنسان ـ والله أعلم (٩).

وقيل : إنّ السّبب في هذه الآية ، أنّ اليهود سألوا النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ عن الرّوح ، و (١٠) قالوا فيما بينهم : إن أجابنا عنها من تلقاء نفسه فليس بنبيّ.

فسكت (١١) عنهم حتّى نزل جبرائيل ـ عليه السّلام ـ [فتلا عليه] (١٢) : «قل الرّوح من

__________________

(١) ب : قيل.

(٢) التبيان ٦ / ٥١٥.

(٣) ب : رحمة الله.

(٤) مجمع البيان ٦ / ٦٧٥.

(٥) ليس في ج ، د ، م.

(٦) أ : تعالى.

(٧) تفسير الطبري ١٥ / ١٠٥ ومجمع البيان ٦ / ٦٧٥ وعنه كنز الدقائق ٧ / ٥٠٥ ونور الثقلين ٣ / ٢١٩.

(٨) ليس في ج.

(٩) تفسير القرطبي ١٠ / ٣٢٤ نقلا عن أبي صالح.

(١٠) ليس في ب.

(١١) ج ، د ، م : فأمسك.

(١٢) ليس في م.

٢٥٥

أمر ربّي» (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) (٨٥) بالإضافة إلى علمه ـ تعالى ـ.

وروي : أنّ اليهود أخذت ذلك من التّوراة ، وقالوا : إن أجابنا بخلاف ما في التّوراة فليس بنبيّ. فأجابهم بمثل ما في التّوراة (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً) (٩٠) (٣).

قد مضى تفسيرها فيما تقدّم وسبب نزولها ، فلا فائدة في تكراره.

و «ينبوع» (٤) يفعول. من [نبع الماء ينبع] (٥).

و «التّفجير» الشّقّ. ومنه سمّي الفجر : فجرا ؛ لانشقاقه (٦) في عرض السّماء.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) ؛ أي : نرفع القرآن من (٧) الصّدور (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ) ؛ أي :

__________________

(١) تفسير الطبري ١٥ / ١٠٤ عدو عبد الله.

(٢) ورد مؤدّاه في تفسير الطبري ١٥ / ١٠٦ نقلا عن عطاء.+ سقط من هنا الآيات (٨٧) ـ (٨٩) وستأتي الآية (٨٦) آنفا.

(٣) ج ، د ، م زيادة : الآيات.+ أ زيادة : الآية.

(٤) ج ، د ، م زيادة : الماء.

(٥) أ : ينبع الماء.

(٦) م : لاشتقاقه.

(٧) م زيادة : السطور و.

(٨) سقط من هنا قوله تعالى : (ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكِيلاً) (٨٦) والآيات (٩١) ـ (٩٤)

٢٥٦

شكلهم (١) ذلك.

(لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولاً) (٩٥) :

هذا جواب لما تعنّتوه به (٢) في الآية المتقدّمة (٣) [«لن نؤمن لك حتّى تفجر لنا» (الآية) فأجابهم الله ـ سبحانه ـ بقوله (٤) : «لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنّين» (٥) لأرسلنا إليهم (٦) من جنسهم «ملكا رسولا (٩٥)»] (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ) ؛ أي : واضحات.

وقد تقدّم فيما خرج (٨) من التّفسير تفسير الآيات التّسع ، في الأعراف.

وروي ـ هاهنا ـ زيادة على ذلك نذكرها ، وهي أن قال بعض المفسّرين : «التّسع» قوله ـ تعالى ـ : «(وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِ]) (٩) «ولا تسرفوا» ولا تأكلوا مال اليتيم ، «ولا تزنوا» (١٠) ، ولا تفروا من الزّحف ، ولا تمشوا إلى ذي سلطان ، ولا تعتدوا في السّبت (١١) ، (وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) (١٢)

__________________

(١) م : شرطهم.

(٢) ليس في أ.

(٣) أ زيادة : قوله تعالى.

(٤) ليس في ب.

(٥) ب زيادة : أي لو كانوا الملائكة في الأرض يمشون.

(٦) ب : عليهم.

(٧) ليس في ج ، د ، م.+ سقط من هنا الآيات (٩٦) ـ (١٠٠)

(٨) م : مرّ.

(٩) الاسراء (١٧) / ٣٣.

(١٠) ج ، د ، م : ولا تقربوا الزنا.

(١١) م : لا تعدوا.

(١٢) الذاريات (٥١) / ٥١.

٢٥٧

«ولا تقفوا (١٣) ما ليس لك به علم» (١٤).

قوله ـ تعالى ـ : (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ [وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً]) ؛ أي : فصّلناه وأنزلناه عليك في ثلاث وعشرين سنة.

ومن قرأ : «فرقناه» بالتّخفيف أراد : حكمناه (١٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً) (١١٠) : قتادة والحسن قالا : لا تجهر بها رياء ، ولا تخافت بها (١٦) حياء من النّاس (١٧).

ثمّ الجزء الأوّل من كتاب «نهج البيان» [من تفسير القرآن] (١٨) ويتلوه (١٩)

__________________

(١٣) م : لا تقف.

(١٤) روي الطبري بإسناد عن صفوان بن عسال قال : قال يهودّي لصاحبه اذهب بنا إلى هذا النّبيّ فقال صاحبه : لا تقل نبيّ إنّه لو سمعك كان له أربع أعين قال : فأتيا رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ يسألانه عن تسع آيات بيّنات فقال : هنّ ولا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا النّفس الّتي حرم الله الّا بالحقّ ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان ليقتله ولا تسحروا ولا تأكلوا الرّبا ولا تقذفوا المحصنة ولا تولوا يوم الزحف وعليكم خاصّة يهود أن لا تعدوا في السبت قال فقبلوا يديه ورجليه وقالوا لنشهد أنّك نبيّ. تفسير الطبري ١٥ / ١١٥+ سقط من هنا قوله تعالى : (فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ إِذْ جاءَهُمْ فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً) (١٠١) والآيات (١٠٢) ـ (١٠٥)

(١٥) ج ، د ، م : أحكمناه.+ سقط من هنا الآيات (١٠٧) ـ (١٠٩) وقوله ـ تعالى ـ : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى).

(١٦) ليس في د.

(١٧) تفسير الطبري ١٥ / ١٢٥.+ سقط من هنا الآية (١١١)

(١٨) ليس في ب ، د ، م.

(١٩) أ ، ج ، م ، د زيادة : في.

٢٥٨

الجزء الثّاني في (٢٠) تفسير سورة الكهف [بعون الله ـ تعالى ـ وحسن توفيقه] (٢١) ، والحمد لله ربّ العالمين (٢٢).

__________________

(٢٠) من ب.

(٢١) ليس في م.

(٢٢) م زيادة : وصلى الله على محمّد وآله الطيّبين الطّاهرين.

٢٥٩

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[وبه نستعين] (١)

ومن سورة الكهف

وهي مائة وإحدى عشرة آية.

مكيّة بغير خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ) :

هذا تعليم لنا بصيغة الإخبار ، وتحته أمر ؛ أي : قولوا : الحمد لله الّذي أنزل على عبده الكتاب ، الّذي فيه مصالحنا.

قد مضى في أوّل التّفسير تفسير «الحمد» ، والفرق بينه وبين «الشّكر».

و «عبده» هاهنا : محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ.

و «الكتاب» هاهنا : القرآن المجيد.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً (١) قَيِّماً) : فيه تقديم وتأخير.

والمعنى : أنزله قيّما ولم يجعل فيه عوجا. يقال : في الأمر عوج ، بكسر العين. وفي العصا

__________________

(١) ليس في د.+ ج زيادة : بيقين.

٢٦٠