نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٣

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٣

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤١١

(اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ (١) وَيَقْدِرُ) ؛ أي : يوسع ويضيّق (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (٢٨) ؛ أي : تسكن.

السدي والكلبيّ ومقاتل : تطمئنّ القلوب (٣) بالقرآن و (٤) وبما جاء به (٥).

(الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) (٢٩) :

قال الضّحّاك والكلبيّ : «طوبى لهم» ؛ أي : غبطة لهم (٦).

وقال مجاهد : «طوبى لهم» بالجنّة (٧).

ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ قال : «طوبى» الفرح والسّرور لهم (٨).

وأصله من الطّيب ، يقال : طوباك وطوبا لك ، لغتان ؛ أي : غبطة وسرور (٩).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى) :

__________________

(١) أ زيادة : من عباده.

(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ) (٢٦) والآية (٢٧)

(٣) ليس في ب ، ج ، د ، م.

(٤) ليس في أ.

(٥) ليس في ج ، د ، م.+ تفسير القرطبي ٩ / ٣١٥ نقلا عن مجاهد.

(٦) تفسير الطبري ١٣ / ٩٨ نقلا عن الضّحّاك وحده.

(٧) تفسير الطبري ١٣ / ٩٩.

(٨) تفسير الطبري ١٣ / ٩٨.

(٩) سقط من هنا الآية (٣٠)

١٦١

قال علماء النّحو واللّغة : فيه (١) إضمار ، وتقديره : لكان هذا القرآن (٢).

[قوله ـ تعالى ـ : (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ) ؛ يريد (٣) : إيمان قومهم.

(جاءَهُمْ نَصْرُنا) (٤) ؛ يريد : نصرنا بإنزال (٥) العذاب بقومهم] (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ) :

[أبو عبيدة : تصيبهم داهية مهلكة تفزع القلوب] (٧).

(أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ) ؛ يريد : قريبا من مكّة.

(حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللهِ) ؛ يريد : فتحها (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ) :

قال الكلبيّ : قائم بالرّزق لهم والدّفع عنهم (٩).

مقاتل قال : قائم بما كسبت من خير (١٠) وشرّ يحفظه عليهم (١١).

__________________

(١) ليس في أ.

(٢) مجمع البيان ٦ / ٤٥١.

(٣) ج ، م ، د زيادة : من.

(٤) يوسف (١٢) / ١١٠.

(٥) د ، ج : بالنّصر : إنزال.

(٦) ليس في ب.+ سقط من هنا قوله تعالى : (بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً).

(٧) ليس في ب ، ج ، د.+ لم نعثر عليه منقولا عن أبي عبيدة.

(٨) ج ، م ، د : بفتحها.+ سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ) (٣١) والآية (٣٢)

(٩) مجمع البيان ٦ / ٤٥٣ من دون ذكر للقائل.

(١٠) ج ، د ، م : أو.

(١١) التبيان ٦ / ٢٥٨ من دون نسبة إلى أحد.

١٦٢

و «القائم» الحافظ.

قوله ـ تعالى ـ : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ) ؛ يعني : الجاهليّة من الأصنام والآلهة.

(قُلْ سَمُّوهُمْ) ؛ أي : صفوا أفعالهم.

(أَمْ تُنَبِّئُونَهُ) ؛ [أي : تصفونه] (١) [(بِما لا يَعْلَمُ) ؛ أي : تصفونه] (٢) بأنّ له شركاء (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ) لا حقيقة له ولا معنى (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (لَهُمْ عَذابٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) ؛ قيل : القتل ببدر ، وضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ) (٣٤) ؛ أي : [ما لهم (٦) من] (٧) مانع (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) ؛ يعني بالكتاب : التّوراة (٩).

__________________

(١) ليس في ب.

(٢) ليس في ج.

(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (فِي الْأَرْضِ).

(٤) سقط من هنا قوله تعالى : (بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ) (٣٣)

(٥) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُ).

(٦) ليس في ج ، د.

(٧) ليس في ب.

(٨) سقط من هنا الآية (٣٥)

(٩) أ ، ج ، د زيادة : والذين.

١٦٣

(يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) : [من أسلم من أحبارهم (١) وعلمائهم (٢)] (٣) كعبد الله بن سلام وأصحابه (٤) ، من علماء أهل الذّمّة (٥) الّذين أسلموا (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) ؛ أي : بأمره.

(لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ) (٣٨) ؛ أي : مكتوب في اللّوح المحفوظ. [الّذي فيه ما كان وما يكون أو هو كائن إلى يوم القيامة] (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ [وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) (٣٩) ؛ يعني : اللّوح المحفوظ ، فيه ما كان أو يكون أو هو كائن إلى يوم القيامة] (٨).

وقوله : «يمحوا الله ما يشاء» قيل : من النّاسخ والمنسوخ (٩).

«ويثبت» (١٠) ؛ يعني : من الأعمار والأرزاق ما يشاء. عن مجاهد (١١).

__________________

(١) ج ، م ، د زيادة : ورهبانهم.

(٢) ج ، د زيادة : يفرحون.

(٣) ليس في أ.

(٤) أ ، ج ، د ، م : أمثاله.

(٥) د زيادة : و.

(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (وَمِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُوا وَإِلَيْهِ مَآبِ) (٣٦) والآية (٣٧) (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً).

(٧) ليس في أ ، ب.

(٨) ليس في ب ، ج ، د.

(٩) تفسير الطبري ١٣ / ١١٣ نقلا عن ابن عباس.

(١٠) ليس في ب.

(١١) تفسير الطبري ١٣ / ١١٢.

١٦٤

والسدي : ينسخ الله (١) ما يشاء من أحكام كتابه ، ويثبت من (٢) لم يأت أجله ؛ أي : يثبته (٣) في اللّوح المحفوظ.

وقيل : عمّا (٤) يشاء من ذنوب عباده فلا يكتبه عليهم ، ويثبت ما يشاء من ذنوبهم ليعاقبهم عليها (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) :

مجاهد والسدي : يريد : ننقصها من الأنفس والّثمرات وخراب الأرض (٦).

وروي عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ أنّه قال : ننقصها (٧) بموت العلماء والفقهاء والصّلحاء والعبّاد. روي ذلك عن ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ (٨).

وفي كتاب التّلخيص : «الأطراف» الأشراف.

__________________

(١) ب : آية.

(٢) م : ما.

(٣) أ : يثبت.

(٤) ب ، ج ، م ، د : ما.

(٥) مجمع البيان ٦ / ٤٥٨ نقلا عن سعيد بن جبير.+ سقط من هنا الآية (٤٠)

(٦) مجمع البيان ٦ / ٤٦١ نقلا عن ابن عباس.

(٧) ب : نقصها.+ ج : ينقصها.

(٨) تفسير الطبري ١٣ / ١١٧ نقلا عن ابن عبّاس.+ روى الكليني عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن عليّ ، عمّن ذكره ، عن جابر ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : كان عليّ بن الحسين ـ عليه السّلام ـ يقول : إنّه يسخى نفسى في سرعة الموت والقتل فينا قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها)) وهو ذهاب العلماء. الكافي ١ / ٣٨ ، ح ٦ وورد مؤدّاه في الفقيه ١ / ١٨٦ ، ح ٥٦٠ وعنهما نور الثقلين ٢ / ٥٢٠ ، ح ١٩٩ و ٢٠٠ وكنز الدقائق ٦ / ٤٧٨ والبرهان ٢ / ٣٠١ ، ح ٢ و ٥.

١٦٥

وقيل : «الأطراف» الكرام ، يقال : رجل طريف وطراف وأطريف (١) وطرف (٢).

وقوله ـ تعالى ـ : (اللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ) (٤٠) : [لا مغيّر لحكمه (٣)] (٤) ولا راد لقضائه فيما يريد فعله.

قوله ـ تعالى ـ : (وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ؛ يعني : من (٥) قوم صالح ، أرادوا قتله وأراد الله قتلهم ، فنجّاه الله منهم (٦) وأهلكهم (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً) ؛ يعني بذلك : اليهود.

(قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) ؛ أي : شاهدا.

(وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (٤٣) ؛ يعني : عبد الله بن سلام ؛ أوقف اليهود على صفة محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ ونعته [وصفته] (٨) في التّوراة ، وأنّه نبيّ مرسل يأتي آخر الزّمان يختم الله به النّبيّ ين.

وجاء في أخبارنا ، عن أئمّتنا ـ عليهم الصّلاة والسّلام ـ : أنّ الّذي عنده علم

__________________

(١) ج ، د : أطراف.+ ب : طرائف.+ م : طريف وأطراف وطراف.

(٢) تفسير القرطبي / ٣٣٣٩ نقلا عن ابن الأعرابي.

(٣) ليس في ج.

(٤) ب : لا تغيير لحكمه.+ ليس في أ.

(٥) ليس في ج ، د.

(٦) ليس في أ.

(٧) سقط من هنا قوله تعالى : (فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ) (٤٢)

(٨) ليس في ج ، د ، م.

١٦٦

الكتاب هو عليّ [بن أبي طالب] (١) ـ عليه السّلام ـ (٢).

__________________

(١) ليس في أ ، م.

(٢) أنظر : كنز الدقائق ٦ / ٤٨١ ـ ٤٨٥ ، نور الثقلين ٢ / ٥٢١ ب ـ ٥٢٤ ، البرهان ٢ / ٣٠٣ ، احقاق الحقّ ٣ / ٢٨٠ ـ ٢٨١ و ٤٥١ وح ١٤ / ٣٦٢ ـ ٣٦٥ وج ٢٠ / ٧٥ ـ ٧٧ وبحار الأنوار ٣٥ / ٤٢٩ ـ ٤٣٦.

١٦٧

ومن سورة ابراهيم ـ عليه السّلام ـ

وهي خمسون آية.

مكّيّة بغير (١) خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ).

«الر» معناه : أنا الله أرى.

وقوله : «كتاب أنزلناه إليك» ؛ يعني : القرآن المجيد. ورفعه على إضمار مبتدأ ، وتقديره : هذا كتاب.

(لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) ؛ يعني : من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان (٢).

وله ـ تعالى ـ : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ) ؛ يعني : بلغتهم.

(لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) : ما أردنا منهم وما كرهنا (٣).

__________________

(١) ج : بلا.

(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (١) والآيتان (٢) و (٣)

(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٤) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ).

١٦٨

قوله ـ تعالى ـ : (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ).

مقاتل : عظهم بعذاب الله في الأمم الخالية (١).

مجاهد وقتادة قالا : ذكّرهم بنعم الله ـ تعالى ـ (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ) ؛ أي : قال وأعلم.

(لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) ؛ أي (٣) : أزيدنّكم (٤) من النّعم. (وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ) (٧) (٥).

وقوله ـ تعالى ـ : (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ) : ممّن أهلكهم (٦) الله (٧).

(جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) ؛ أي : بالمعجزات.

(فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ) ؛ أي : قالوا للرّسل : اسكتوا ، فإنّكم كذّابون.

قتادة : كذّبوهم بأفواههم ؛ أي : قالوا للرّسل : كفّوا عمّا أمرتمونا ، فإنّا نقبل منكم (٨).

(وَقالُوا إِنَّا كَفَرْنا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنا إِلَيْهِ مُرِيبٍ) (٩)

__________________

(١) مجمع البيان ٦ / ٤٦٧ نقلا عن ابن زيد.

(٢) تفسير الطبري ١٣ / ١٢٣.+ سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (٥) والآية (٦)

(٣) أ : يعني.

(٤) ج ، د ، م : أزيدكم.

(٥) سقط من هنا الآية (٨)

(٦) ج ، د ، م : أهلكه.

(٧) سقط من هنا قوله تعالى : (لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللهُ).

(٨) تفسير الطبري ١٣ / ١٢٧.

١٦٩

: صفة «للشّكّ».

(قالَتْ (١) رُسُلُهُمْ أَفِي اللهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ) :

[«من» هاهنا صلة] (٢) ؛ يريد : يغفر لكم ذنوبكم مع التّوبة والإيمان (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) (١٥) ؛ أي : استنصروا بآلهتم.

و «جبّار عنيد» متكبّر معاند.

(مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ) ؛ أي : من قدّامه.

(وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ) (١٦) ؛ أي : من (٤) قيح ودم.

(يَتَجَرَّعُهُ) مكرها.

[(وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ) ؛ أي : يبتلعه ويجيزه] (٥).

(وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ) ؛ أي : تأخذه النّار من جميع الجهات (٦).

(وَمِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ) (١٧) ؛ [أي : شديد (٧).

__________________

(١) ج ، د زيادة : «لهم».

(٢) ليس في م.

(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) (١٠) والآيات (١١) ـ (١٤)

(٤) ليس في أ ، ج ، د ، م.

(٥) ليس في أ ، ج ، د ، م.

(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (وَما هُوَ بِمَيِّتٍ).

(٧) ستأتي آنفا الآية (١٨) وسقط من هنا قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ).

١٧٠

قوله ـ تعالى ـ : (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (١٩) وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ (٢٠)) ؛ أي : بعسير] (١).

قوله ـ تعالى ـ : (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ) ؛ أي : شديدة ريحه.

شبّه ـ سبحانه ـ أعمالهم بالرّماد ، لأنّه يبطلها ويمحقها ؛ كما يمحق (٢) الرّيح الشّديدة الرّماد (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً) ؛ أي : خرجوا من قبورهم ؛ يعني : الرّؤساء والقادة [والأتباع] (٤).

[فقال الأتباع] (٥) للرؤساء (٦) : (إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ قالُوا لَوْ هَدانَا اللهُ لَهَدَيْناكُمْ سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ) (٢١) ؛ [أي : لو أثابنا بشىء لهديناكم ؛ أي : لأثبناكم (٧)] (٨).

[«سواء علينا أجزعنا أم صبرنا مالنا من محيص» ؛] (٩) يريد : من العذاب.

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) م : تمحق.

(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ) (١٨)

(٤) ليس في ب.+ سقط من هنا قوله تعالى : (فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا).

(٥) ليس في أ ، ب.

(٦) ليس في أ ، ب.

(٧) أ : أثبناكم.

(٨) ليس في ج ، د.

(٩) ليس في أ ، م.

١٧١

(وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ) ؛ [يريد : بدخولهم النّار] (١).

(إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَ) ؛ أي : ما أنا بدافع العذاب عنكم ، ولا أنتم بدافعي العذاب عنّي (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ) (٢٣) ؛ أي : سلامة ، (٣) يحييّ بعضهم بعضا. أو (٤) تسلّم عليهم الملائكة بذلك.

وقيل : يدعون لهم بدوام السّلامة (٥).

قوله ـ تعالى ـ : ([أَلَمْ تَرَ كَيْفَ] ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ (٢٤) تُؤْتِي أُكُلَها) ؛ يعني : النّخلة. عن الكلبيّ (٦).

(تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها) ؛ أي : في كلّ ستّة أشهر من السّنة. عن الكلبيّ (٧).

__________________

(١) ليس في أ.

(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٢٢)

(٣) ب ، م : سلامهم.

(٤) ج ، د ، م : و.

(٥) التبيان ٦ / ٢٩١.

(٦) مجتمع البيان ٦ / ٤٨٠ نقلا عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ.

(٧) روي الكلبيّ عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن خالد بن جرير ، عن أبي الربيع ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه سئل عن رجل قال : لله عليّ أن أصوم حينا ، وذلك في شكر. فقال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ قد أتى عليّ ـ عليه السّلام ـ في مثل هذا ، فقال : صم ستّة أشهر ، فإنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول : (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها) ؛ يعني : ستّة أشهر. الكافي ٤ / ١٤٢ ، ح ٦ وورد مؤدّاه فيه ٤ / ١٤٢ ، ح ٥ وعلل الشرائع / ٣٨٧ ، ح ١ وعنها كنز الدقائق ٧ / ٥٢ ـ ٥٣ ونور الثقلين ٢ / ٥٣٦ ، ح ٥٧ و ٦٢ والبرهان ٢ / ٣١١ و ٣١٢ ب ، ح ١٣ و ١٤ وورد فيه ، ح ١٥ ، ١٦ ، ١٧ مؤدّاه عن تفسير العيّاشي ٢ / ٢٢٤.

١٧٢

وقال مقاتل : ليلا ونهارا (١).

(وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ) ؛ يعني : الإشراك بالله كشجرة الحنظل (٢). عن الكلبيّ (٣).

(اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ) ؛ أي : قلعت.

(ما لَها مِنْ قَرارٍ) (٢٦) ؛ أي (٤) : لا أصل لها ثابت ، ولا فرع لها ثابت (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً).

نزلت هذه الآية في بني أميّة وبني المغيرة المخزوميّ ، الّذين أطعمهم الله من جوع وآمنهم من خوف ، وبعث إليهم نبيّه محمّدا ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فكفروا به وكذّبوه.

(وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) (٢٨) ؛ أي (٦) : دار الهلاك (٧)

__________________

(١) تفسير القرطبي ٩ / ٣٦٠ نقلا عن الضحاك.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (٢٥)

(٢) ب ، الحنظلة.

(٣) تفسير الطبري ١٣ / ١٤٠.

(٤) ليس في أ.

(٥) ج ، د : ثابت.+ سقط من هنا الآية (٢٧)

(٦) ليس في ج.

(٧) ب : هلاك.

١٧٣

(جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ) (٢٩).

قوله ـ تعالى ـ : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) ؛ أي : شركاء [وأمثالا] (٨).

(لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ) ؛ أي (٩) : عن طريق الحقّ.

(قُلْ تَمَتَّعُوا) ؛ يريد : في الدّنيا (فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ) (٣٠).

قوله ـ تعالى ـ : (قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً) ؛ أي : يؤدّون الزّكاة ويتصدّقون سرّا وعلانية (١٠).

(مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ) (٣١) ؛ أي : لا مخالله (١١) فيه (١٢) ولا صداقة.

(اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ (٣٢) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ) ؛ أي : دائمين (١٣) ليلا ونهارا ، لا ينقطعان إلى يوم القيامة (١٤).

(وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً) ؛ أي : يأمن كلّ شيء فيه (١٥) من النّاس والدّوابّ والطّيور والحيوان والشّجر.

__________________

(٨) ليس في أ.

(٩) ليس في ج.

(١٠) ليس في ب ، ج ، د ، م.

(١١) أ : مخالطة.

(١٢) ليس في أ.

(١٣) ب : دائبين.

(١٤) سقط من هنا قوله تعالى : (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ) (٣٣) والآية (٣٤)

(١٥) ليس في أ.

١٧٤

(وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) (٣٥) ؛ أي : بعّدني (١) وبنيّ عن (٢) عبادتها.

وأصل الجنابة : البعد ، لغة (٣). قال الشّاعر :

أتيت حريثا زائرا عن جنابة

وكان حديثا عن قرائي حائدا (٤)

قوله ـ تعالى ـ : (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ) ؛ [أي : ضلّ بهنّ كثير] (٥).

(رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) :

قيل : إنّما سمّي : المحرّم ، لأنّه حرم منه وفيه ما أبيح في غيره (٦).

([رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ] فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) ؛ [أي : تميل إلى ولد إسماعيل ـ عليه السّلام ـ. ويدخل في ذلك محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ لأنّه من ذرّيّته] (٧).

(وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ) : لأنّها تجلب إليهم من كلّ مكان (لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) (٣٧) فاستجاب الله ـ تعالى ـ (٨) له جميع ما [دعاه و] (٩) سأله (١٠) إلى

__________________

(١) ب : عذني.

(٢) ب : من.

(٣) أ : في اللّغة.

(٤) ج ، د ، ب ، أ : حامدا.

(٥) ليس في أ.+ سقط من هنا قوله تعالى : (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٣٦)

(٦) مجمع البيان ٦ / ٤٩٠.

(٧) ليس في ج ، د ، م.

(٨) ليس في ب ، ج ، د ، م.

(٩) ليس في أ ، ج ، د ، م.

(١٠) أ ، ج ، د ، م : سأل.

١٧٥

يوم القيامة (١١).

قوله ـ تعالى ـ : (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ) (٤١).

قيل : أراد هاهنا : آدم ـ عليه السّلام ـ وحواء ـ أيضا ـ (١٢) عليها السّلام (١٣).

وقيل : أراد : أبويه حقيقة (١٤).

قال بعض أصحابنا : وفي ذلك دليل على أنّ أبويه مؤمنان ، لأنّه استغفر لهما.

[ولو كانا كافرين ، لم يستغفر لهما] (١٥).

قال الله ـ تعالى ـ : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) (١٦) ؛ يريد (١٧) : يغفر من المعاصي الّتي هي غير الكفر.

«لمن يشاء» ؛ يريد : يغفره (١٨) ابتداء ، أو (١٩) مع التّوبة ، أو (٢٠) الشّفاعة.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) ؛ أي : تاركا

__________________

(١١) سقط من هنا الآيات (٣٨) ـ (٤٠)

(١٢) ليس في ب ، ج ، د ، م.

(١٣) تفسير القرطبي ٩ / ٣٧٥.

(١٤) تفسير ابي الفتوح ٧ / ٣٦.

(١٥) ليس في ج ، د.+ مجمع البيان ٦ / ٤٩١.

(١٦) النساء (٤) / ٤٨.

(١٧) ليس في م.

(١٨) ب : مغفرة.

(١٩) ج : و.

(٢٠) ج : و.

١٧٦

ذلك وناسيا له. والخطاب لمحمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ يريد به : قل لهم ذلك.

(إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ (٤٢) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ) :

[مجاهد : ناضرين ، رافي رؤسهم] (١) ، مادّي أعناقهم (٢).

وقيل (٣) [«الإقناع» الإسراع] (٤).

(وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ) (٤٣) :

الكلبيّ [وابن عبّاس] (٥) : أفئدتهم خالية (٦).

القتيبيّ : لا تعي شيئا (٧).

الحسن : فارغة من كلّ شيء إلّا من إجابة الدّاعي. و (٨) مثله عن ابن عبّاس ـ أيضا ـ (٩).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ) ؛ أي : خوفّهم يوم

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) تفسير أبي الفتوح ٧ / ٣٦.

(٣) ب زيادة : و.

(٤) أ : من العبابح.+ وهو كما ترى.+ لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر. ولكن جاء في تفسير الطبري ١٣ / ١٥٧ أنّ أصل إهطاع إسراع.

(٥) ب : والعباس.

(٦) مجمع البيان ٦ / ٤٩٣ نقلا عن ابن عباس وحده.

(٧) التبيان ٦ / ٣٠٤ نقلا عن ابن عباس.

(٨) ليس في أ ، ج ، د.

(٩) التبيان ٦ / ٣٠٤ نقلا عن الحسن.+ سقط من هنا قوله تعالى : (لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَ).

١٧٧

القيامة.

(فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنا أَخِّرْنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) ؛ أي : وقت قريب.

(نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ (٤٤) وَسَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ) (٤٥) : لكي [يتفكّروا وتعتبروا] (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ) (٤٦) :

قال عكرمة : ذلك نمرود بن كنعان ، حين (٢) اتّخذ التّابوت وشدّة إلى النّسور من (٣) بعد ما (٤) أجاععها أيّاما ، وجعل في (٥) أعلا التّابوت خشبة في رأسها لحم ، وجلس هو وصاحبه في التّابوت فرفعتهما (٦) النّسور إلى حيث شاء الله ، فهاب نمرود الارتفاع.

فقال : لصاحبه : صوّب الخشبة من فوق إلى تحت. فصوّبها ، فانحدرت (٧) النّسور تطلبها عند الارتفاع لأجل اللّحم ، فكانت (٨) شديدة الهوى لجوعها ،

__________________

(١) ب : يفكروا ويعتبروا.

(٢) ب : كان.

(٣) ليس في ب ، ج ، د ، م.

(٤) ب ، ج ، د ، م : أن.

(٥) أ : من.

(٦) د : فرفعها.+ ب ، ج : فرفعتها.

(٧) أ : فأخذت.

(٨) م ، أ : وكانت.

١٧٨

فكادت (١) الجبال تزول من شدّة حفيف النّسور والتّابوت (٢).

مقاتل قال : نزلت هذه الآية في [نمرود بن كنعان الجبّار ، حسين انحط بالنّسور الّتي أراد أن يصعد بها إلى السّماء بز عمّه فلم يظفر بشيء ، فخاف (٣) الصعود ، فأخذ (٤) النسور إلى الأسفل (٥) وكان قد جوّعها أيّاما فنزلت تطلب طعمها وعادتها شديد (٦) الهوى والنزول. فسمع الجبل دعوة (٧) حفيفها وحفيف التّابوت ، فكاد أن يزول من مكانه لشدة ذلك (٨).

وقد حكي (٩)] من عجيب حيل النّسوان (١٠) ومكرهنّ ، في ذلك حيلة عجيبة كانت السّبب لزوال الجبل. وذلك أنّ امرأة من بني إسرائيل في الزّمان المقدّم كانت تحبّ شابّا ويحبّها ، وكانت تختلف إليه ، فارتاب منها زوجها واتّهمها بأنّها تخونه في نفسها ، وكان لهم جبل يحلفون عليه ، فمن كان كاذبا ابتلعه الجبل ، [وإن] (١١) كان صادقا نجا.

__________________

(١) أ : فكأنّ.

(٢) مجمع البيان ٦ / ٤٩٨ نقلا عن ابن عباس.

(٣) ج ، د : وخاف.

(٤) ج ، م : فأحدر.

(٥) م ، د : أسفل.+ ج : هابط.

(٦) م : شديدة.

(٧) ج ، د ، م : وغيره.

(٨) تفسير القرطبي ٩ / ٣٨٠ ـ ٣٨١.

(٩) ليس في ب.+ ب زيادة : حكاية.

(١٠) ج ، د ، م : النساء.

(١١) ج ، د ، م : ومن.

١٧٩

فقال لها : ، ما يزول ما عندي حتّى تصعدي الجبل فتحلفي عليه ، بأنّك لم تخونيني ولا مسّك أحد (١) غيري.

فأجابته إلى ذلك. وكان من عادتهم ، أنّه لا يصعد الجبل أحد (٢) إلّا طاهرا (٣).

فقالت له : إنّي حائض حتّى أطهر وأغتسل وأصعد الجبل ، فأحلف (٤). وهي تفكّر في [عمل الحيلة] (٥) لخلاصها (٦) ، فعرّفت (٧) الشّابّ بذلك (٨) وقالت له : تكون غدا على باب دارك قاعدا (٩) حتّى أجتاز بك وأدخل الحمام ، وترشّ الماء على باب دارك و (١٠) تكثر منه ، فإنّي أزلق (١١) وأسقط إلى الأرض ، فتقوم أنت فتأخذ بيدي : فإذا حلفت حلفت (١٢) صادقة ، بأنّه [لم يلامسني] (١٣) رجل (١٤) إلّا أنت وهذا (١٥) الّذي

__________________

(١) ليس في ب ، ج ، د ، م.

(٢) ليس في ب.

(٣) ب : طاهر.

(٤) ليس في ج ، د ، م.

(٥) أ : حيلة تحتال بها.

(٦) د : في خلاصها.+ ب ، ج : بخلاصها.

(٧) ج : فعرف.

(٨) ج ، د ، م : ذلك.

(٩) ليس في أ.

(١٠) ليس في ج ، د.

(١١) ب : أنزلق.+ م : أتزلق.+ ج زيادة نفسي.

(١٢) أ : تكون حلفتي.

(١٣) ب : لا لامسني.+ ج ، د زيادة : غيرك.

(١٤) ليس في ب.

(١٥) ب زيادة الرجل.

١٨٠