نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٣

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٣

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤١١

والشّجر والنّخل ، والأعناب [والثّمرات] (١) وتسخير اللّيل والنّهار ، والشّمس والقمر والنّجوم ، والبحر والفلك تجرى (٢) فيه (٣).

ثمّ قال ـ سبحانه ـ (٤) : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (١٢) ؛ أي :

علامات واضحات ودلائل بيّنات لقوم يستعملون عقولهم [ويتفكّرون] (٥) وينظرون فيها (٦).

ثمّ ذكر ـ سبحانه ـ : ([وَ] هُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا) ؛ يعني : السّمك.

(وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها) ؛ يريد (٧) : من اللّؤلؤ والمرجان والعقيق ، وغير ذلك.

ثمّ قال : (وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ) ؛ أي : جواري (٨).

(وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ) : جبالا ثوابت.

(أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) ؛ [أي : تتزلزل] (٩).

__________________

(١) ليس في أ.

(٢) من م.

(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ) (٩) والآيتان (١٠) و (١١) وقوله ـ تعالى ـ : (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ).

(٤) ليس في أ.

(٥) ليس في أ.

(٦) سقط من هنا الآية (١٣)

(٧) ليس في أ.

(٨) سقط من هنا قوله تعالى : (وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (١٤)

(٩) ليس في أ ، ج ، د ، م.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَأَنْهاراً وَسُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (١٥)

٢٠١

(وَعَلاماتٍ) ؛ يعني : الجبال بالنّهار كالأعلام ؛ تقصدونها (١) [لتهتدوا بها] (٢) ، والنّجوم باللّيل. وذلك قوله : (وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) (١٦) :

قيل : «النّجم» هاهنا : الثّريّا (٣).

وقيل : بنات نعش والجدي وسهيل ، يهتدون بذلك في البرّ والبحر (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (أَفَمَنْ يَخْلُقُ) : وهو الله [ـ سبحانه ـ وتعالى ـ] (٥).

(كَمَنْ لا يَخْلُقُ) ؛ يريد : من الأصنام والأوثان والآلهة (٦).

ثمّ قال ـ سبحانه ـ : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها) (٧).

وقوله ـ تعالى ـ : (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) (٢٦) :

قال علماء التّفسير : السّبب في نزول هذه الآية ، ما روي عن نمرود بن كنعان الجبّار ، بنى (٨) صرحا فرسخين في الارتفاع إلى السّماء تجبّرا وعتوّا. فأرسل الله ـ تعالى ـ جبرئيل ـ عليه السّلام ـ فصاح بالقصر صيحة هائلة ، فطار رأسه فوقع

__________________

(١) م : يقصدونها.

(٢) ليس في ج ، د ، م.

(٣) تفسير القرطبي ١٠ / ٩١.

(٤) أنظر : مجمع البيان ٦ / ٥٤٥.

(٥) ج ، م ، د : تعالى.+ ب : سبحانه.

(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (١٧)

(٧) سقط من هنا قوله ـ تعالى ـ : «إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ» (١٨) والآيات (١٩) ـ (٢٤)

(٨) ليس في د.+ م : أنّه بني.

٢٠٢

في البحر ، ووقع الباقي (١) منه عليهم فأهلكهم الله (٢) تحته أجمعين. فذلك قوله «فخّر عليهم السّقف من فوقهم» (٣).

وذكر «من فوقهم» ليعلم السّامع أنّهم كانوا (٤) حالّين (٥) تحته.

و «القواعد» الأساس (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (وَقالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما عَبَدْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ؛ يعني : مشركي العرب.

قال بعض متكلّمي أهل العدل : في هذه الآية ردّ على (٧) المجبرة الّذين قالوا : كلّما في العالم من الأفعال القبيحة من الله ـ تعالى ـ وبمشيئته وإرادته. وأشركوا الله مع العباد (٨) في فعلها ، فقالوا (٩) : يفعلها فيهم وهم يكتسبونها. فشبّه الله مقالتهم بمقالة المشركين من قبلهم ، فتعالى الله عن أقاويلهم وأباطيلهم علوّا كبيرا. (١٠)

__________________

(١) ليس في ج ، د.+ م : قطعة.

(٢) ليس في ب ، ج ، د.

(٣) تفسير الطبري ١٤ / ٦٧ نقلا عن بريد بن اسلم.

(٤) ليس في ب.

(٥) ج : جالسين.

(٦) سقط من هنا الآيات (٢٧) ـ (٣٤)

(٧) ليس في أ.

(٨) أ ، ب : العبد.

(٩) ب : قالوا.

(١٠) التبيان ٦ / ٣٧٨.+ سقط من هنا قوله تعالى : (فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (٣٥) والآيات (٣٦) ـ (٤٤)

٢٠٣

قوله ـ تعالى ـ : (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (٤٥) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ) ؛ في (١) تجارتهم ومعيشتهم (٢).

(أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ) ؛ أي : على تيقّظ (٣) منهم (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ) ؛ أي : يتحوّل ظلّه من نجانب إلى جانب. [فذلك قوله ـ تعالى ـ : (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) (٥).

«فالنّجم» النبات الّذي لا يقوم على ساق. و «الشّجر» ما قام على ساق (٦).

وسجود ذلك ، ميل ظلّه من جانب إلى جانب] (٧) بخلاف سجود العقلاء (٨).

وقوله ـ سبحانه ـ : (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) :

فسجود العقلاء معروف. وسجود غير العقلاء ، ما (٩) فيه من أدلّة الصّنع الّذي يدعو العقلاء إلى السّجود له ـ سبحانه ـ (١٠).

__________________

(١) ب : أي.

(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ) (٤٦)

(٣) أ : تقنّط.

(٤) سقط من هنا قوله تعالى : (فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) (٤٧)

(٥) الرّحمن (٥٥) / ٦.

(٦) ليس في م.

(٧) ليس في ب.

(٨) سقط من هنا قوله تعالى : (وَهُمْ داخِرُونَ) (٤٨)

(٩) ليس في م.

(١٠) سقط من هنا قوله تعالى : (مِنْ دابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) (٤)) والآيات (٥٠) ـ (٥٦)

٢٠٤

قوله ـ تعالى ـ : (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ) : وهذا تنزيه له عن مقالتهم ؛ يعني : الجاهليّة ، قالوا : الملائكة بنات الله ، والأصنام شركاؤه.

(وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ) (٥٧) ؛ يعني : من الذّكور.

(وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) (٥٨) ؛ أي :

ساكت حزين في نفسه.

(يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ) ؛ أي : على هوان. (أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ) ؛ أي : يدفنه فيه (أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ) (٥٩) (١).

وقوله ـ تعالى ـ (٢) : (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ) ؛ يعني : من البنات ، فبئس ما حكموا به لله ـ تعالى ـ (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خالِصاً) :

«الأنعام» الإبل والبقر والغنم.

(سائِغاً لِلشَّارِبِينَ) (٦٦) ؛ أي : طيّبا سهلا شربه.

(وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً) :

«سكرا» خمرا.

__________________

(١) سقط من هنا الآيتان (٦٠) و (٦١)

(٢) ليس في ب.

(٣) ليس في ب ، ج ، د ، م.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ) (٦٣) والآيتان (٦٤) و (٦٥)

٢٠٥

و «السّكر» عند أهل اللّغة من أسماء الخمر.

«ورزقا حسنا» ؛ أي (١) : طيّبا لذيذا ، مثل : الزّبيب والعنب والرّطب والتّمر والرّبّ والخلّ.

وقيل : إنّ هذه الآية نزلت قبل تحريم الخمر (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) ؛ أي : ألهم.

و «النّحل» زنبور العسل.

(أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) (٦٨) ؛ أي :

يبنون. وكلّ بناء عند العرب ، عريش (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً) ؛ أي : اسلكي الطّريق [إليها ؛ يعني :] (٤) إلى البيوت (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ) ؛ يعني : العسل أبيض وأحمر وأصفر.

(فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ) ؛ يعني : دواء لأمراضهم.

(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٦٩) وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ

__________________

(١) ليس في ب.

(٢) تفسير الطبري ١٤ / ٩١ نقلا عن أبي رزين.+ سقط من هنا قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (٦٧)

(٣) م : عرش.

(٤) ليس في ج ، د ، م.

(٥) سقط من هنا قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ).

٢٠٦

مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ) ؛ يريد : إلى (١) الخرف والهرم (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ) و (٣) المال والخدم.

وقيل : في النّسب (٤).

[وقيل :] (٥) فضّل الغنيّ على الفقير (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) :

قيل : «الحفدة» الخدم (٧).

وقيل : صغار الأولاد. عن مقاتل (٨).

وقيل : الأعوان (٩).

وقيل : بنو البنين وبنو البنات (١٠).

__________________

(١) ليس في م.

(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) (٧٠)

(٣) ليس في ب.

(٤) أنظر : تفسير البحر المحيط ٥ / ٥١٥.+ م : النفقة.

(٥) ليس في أ.

(٦) تفسير القرطبي ١٠ / ١٤١. سقط من هنا قوله تعالى : (فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللهِ يَجْحَدُونَ) (٧١)

(٧) تفسير الطبري ١٤ / ٩٧ نقلا عن الحسن.

(٨) مجمع البيان ٦ / ٥٧٦ نقلا عن مقاتل.

(٩) تفسير الطبري ١٤ / ٩٧ نقلا عن عكرمة.

(١٠) تفسير الطبري ١٤ / ٩٧ نقلا عن حسن.

٢٠٧

وقال ابن عبّاس : هم أزواج البنات (١).

وقيل : كلّ من يمشي في [طاعتك و] (٢) حاجتك ويسرع فيها (٣) فهو حافد.

عن ابن عبّاس ـ أيضا ـ (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ؛ يعني : الأصنام والآلهة. (شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ) (٧٣).

قوله ـ تعالى ـ : (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ) ؛ يعني : الشّركاء (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٧٤) ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْناهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (٧٥) :

هذا مثل ضربه الله ـ تعالى ـ لمن جعل له شريكا (٦) من خلقه في ملكه من الأصنام والآلهة ، فقال : (هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ).

و (٧) هذا ـ أيضا ـ (٨) مثل ضربه الله [ـ عزّ ذكره ـ لنفسه (٩) في المباينة بينه

__________________

(١) تفسير الطبري ١٤ / ٩٦ ـ ٩٧ نقلا عن ابن عباس.

(٢) ليس في أ ، ج ، د ، م.

(٣) أ زيادة : إليها.

(٤) ب : رضي الله عنه.+ تفسير الطبري ١٤ / ٩٨ نقلا عن ابن عبّاس.+ سقط من هنا قوله تعالى : (أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ) (٧٢)

(٥) أ زيادة : وأنتم لا تعلمون.

(٦) د : شركاء.

(٧) ليس في ب ، ج ، د.

(٨) ليس في أ ، م ، ج ، د.

(٩) أ ، ج ، د زيادة : أيضا.

٢٠٨

وبين من خلقه.

وقيل : هذا مثل ضربه الله] (١) للمؤمن والكافر (٢).

وقوله ـ تعالى ـ : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ) ؛ أي : أخرس.

(لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ) ؛ أي : ثقل على سيّده.

(أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ).

وهذا مثل ضربه الله ـ تعالى ـ (٣) للآلهة ولنفسه ـ أيضا ـ لا يستوون (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ) [يعني : سفركم] (٥). (وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ) (٦) ؛ يعني : بيوت الصّوف والشّعر والوبر.

(وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ) (٨٠) ؛ يعني : من (٧) الأكسية (٨) والبسط والفرش (٩).

__________________

(١) ليس في م.

(٢) تفسير الطبري ١٤ / ١١٠ نقلا عن ابن عباس.

(٣) ليس في ج ، د ، ب ، م.

(٤) ليس في د.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٧٦) والآيات (٧٧) ـ (٧٩) و (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً).

(٥) ليس في ب ، ج ، د ، م.

(٦) م زيادة : يعني : سفركم وحضركم.

(٧) ليس في ج ، د ، م.

(٨) ج ، د زيادة : والثياب.

(٩) سقط من هنا قوله تعالى : (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً).

٢٠٩

(وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ) ؛ أي : قمصا (١).

(تَقِيكُمُ الْحَرَّ) (٢) ؛ يريد : ما يعمل من الصّوف والقطن ، من الأكسية والثّياب.

وأراد ـ أيضا ـ (٣) وتقيكم البرد. فحذف اختصارا لفهم المخاطب ؛ كما قال الشّاعر :

تمرّ بها رياح الصّيف دوني (٤)

وحذف رياح الشّتاء اختصارا. قال ذلك الفرّاء (٥).

وقيل : خاطبهم (٦) لشدّة الحرّ عندهم (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ) ؛ يعني : ودروعا تمنعكم من عدوّكم في الحرب (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً) ؛ أي : نبيّا شاهدا (٩).

__________________

(١) أ ، ب ، د : قميصا.

(٢) ج زيادة : والبرد.

(٣) ليس في ج ، د ، ب.

(٤) م : تقذفني.+ لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٥) معاني القرآن ٢ / ١١٢.

(٦) ج ، د ، م زيادة : بذلك.

(٧) تفسير الطبري ١٤ / ١٠٥.

(٨) سقط من هنا قوله تعالى : (كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) (٨١) والآيتان (٨٢) و (٨٣)

(٩) ب زيادة : على قومه.

٢١٠

(وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) (١) ؛ أي : شاهدا على قومك (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ) ؛ يريد : إلى آلهتهم.

فقالت الملائكة : (إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ) (٨٦) ؛ أي : ما أمرناكم بعبادتنا (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ) ؛ يريد : من النّحاس والصّفر [المذاب واللهب] (٤).

وقيل : من الحيّات (٥) ؛ كالنّخلة السّحوق ، ومن العقارب ؛ كالبغال (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) ؛ أي : بالتّوحيد وأداء الفرائض.

«والإحسان» قيل : أراد به : العفو وصلة الرّحم (٧).

وقيل : هو (٨) على عمومه في صدقة الواجب والمندوب (٩).

وجاء في أخبارنا : أنّه الإحسان إلى قرابة النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله

__________________

(١) النساء (٤) / ٤١.

(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) (٨٤) والآية (٨٥) و (وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ).

(٣) سقط من هنا الآية (٨٧) وقوله ـ تعالى ـ : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ).

(٤) أ : الذائب وأن تلهب.

(٥) م زيادة : اللاتي.

(٦) تفسير الطبري ١٤ / ١٠٨ نقلا عن عبيد بن عمر.+ سقط من هنا قوله تعالى : (بِما كانُوا يُفْسِدُونَ) (٨٨) والآية (٨٩)

(٧) تفسير القرطبي ١٠ / ١٦٥.

(٨) ليس في أ.

(٩) تفسير الطبري ١٤ / ١٠٩ نقلا عن ابن عبّاس.

٢١١

وسلّم ـ (١).

(وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى) :

قيل : القرابة (٢).

وجاء في أخبارنا ، عنهم ـ عليهم السّلام ـ أنّ (٣) المراد بذلك (٤) فاطمة [ـ عليها السّلام ـ] (٥) وأولادها ـ عليهم السّلام ـ وحقّهم من الخمس (٦).

وقيل : حقّها ـ عليها السّلام ـ الّذي فرضه (٧) الله لها ولولديها (٨) وهو فدك والعوالي ، ويؤيّده قوله ـ تعالى ـ : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) (٩) ؛ يعني : فاطمة وولديها ، فنحلها النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فدك والعوالي (١٠).

قوله ـ تعالى ـ : (وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (٩٠) : وهو ظلم أهل البيت ـ عليهم السّلام ـ والطّعن فيهم ، والأذيّة لهم ،

__________________

(١) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر. ولكن تدلّ عليه الآية بالإطلاق ولا شكّ أنّه من أفضل مراتب الإحسان.

(٢) تفسير القرطبي ١٠ / ١٦٧.

(٣) ليس في ج.

(٤) ليس في ب.

(٥) ليس في م.

(٦) ورد مؤدّاه في روايات كثيرة فراجع : كنز الدقائق ٧ / ٢٥٨ و ٢٥٩ ، نور الثقلين ٣ / ٧٩ ، البرهان ٢ / ٣٨١ و ٣٨٢.

(٧) م ، أ : فرض.

(٨) ج : لأولادها.+ ب ، د : لولدها.

(٩) الاسراء (١٧) / ٢٦.

(١٠) أنظر : بحار الأنوار الكمباني ٨ / ٩١ باب نزول الآيات في أمر فدك.

٢١٢

والبغي عليهم والاستطالة.

وقيل : هو على عمومه فيهم وفي غيرهم (١).

وإنّما ورد في أخبارنا ، عن الباقر والصّادق ـ عليهما السّلام ـ : أنّه خاصّ فيهم.

وذلك أنّ بني أميّة كانوا يسبّونهم بعد صلاة الجمعة ، فقطع ذلك عمر بن عبد العزيز وجعل مكانه قراءة هذه الآية (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا) ؛ [أي (٣) : عاهدتم] (٤) الله عليه سرّا وجهرا.

وقيل : «العهد» اليمين (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً) :

قيل : عنى (٦) بذلك : ريطة الحمقاء الّتي كانت بمكّة ، تسمّى : جعدة ، غزلت

__________________

(١) التبيان ٦ / ٤١٩ والعموم يستفاد من عدم تخصيصه الآية بهم ـ عليهم السّلام ـ.

(٢) روى السّيد شرف الدين عليّ الحسيني عن الحسن الديلمي عن رجاله بالإسناد إلى عطيّة بن الحارث ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ في قوله ـ عزّ وجلّ ـ : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) ....

قال : «العدل» شهادة الإخلاص وأنّ محمّدا رسول الله ، (وَالْإِحْسانِ) ولاية امير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ والإتيان بطاعتهما ، صلوات الله عليهما و (وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى) الحسن والحسين والأئمّة من ولده ـ عليهم السّلام ـ (وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ) وهو من ظلمهم وقتلهم ومنع حقوقهم. تأويل الآيات ١ / ٢٦١ وعنه كنز الدقائق ٧ / ٢٥٩ وورد مؤدّاه فيه ٧ / ٢٥٨ ـ ٢٦٠ والبرهان ٢ / ٣٨١ و ٣٨٢ ونور الثقلين ٣ / ٧٧ و ٧٨.

(٣) م ، د زيادة : بما.

(٤) ليس في أ.

(٥) تفسير الطبري ١٤ / ١١٠ نقلا عن مجاهد.+ سقط من هنا قوله تعالى : (الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ) (٩١)

(٦) ليس في ج.

٢١٣

غزلا ونسجته ثمّ نقضته. فضرب (١) بها (٢) المثل عند العرب لكلّ [من ينقض] (٣) ما أحكمه وأبرمه من أمره ، فخاطبهم الله بما يعرفونه ويتداولونه بينهم (٤).

(تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ) ؛ أي : فسادا ودخلا (٥) وغشّا ومكرا وخديعة (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها) ؛ أي : تنقض (٧) ما عاهدت الله عليه.

ثمّ أكدّ ذلك فقال (٨) : (وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً) ؛ أراد : ولا كثيرا (٩).

يقول ـ سبحانه ـ : كلّما يأخذونه (١٠) على ذلك فهو قليل عند الله ، بالإضافة إلى ما أعدّه لكم ووعدكم به على الوفاء (١١) بالعهد (١٢).

__________________

(١) أ زيادة : الله.

(٢) ليس في أ.

(٣) ب : ما ينقض.+ أ : ما نقض.

(٤) تفسير الطبري ١٤ / ١١١ نقلا عن قتادة.

(٥) غلا.+ ج ، د ، م : دغلا.

(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (٩٢) والآية (٩٣) وقوله ـ تعالى ـ : (وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ).

(٧) م : ينقض.

(٨) ج : ثم قال.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَلَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) (٩٤)

(٩) ب زيادة : أراد كثيرا.

(١٠) م : تأخذونه.

(١١) ب زيادة : بالوعد.

(١٢) سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّما عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (٩٥) والآيتان (٩٦) و (٩٧)

٢١٤

قوله ـ تعالى ـ : (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) (٩٨).

ندب ـ سبحانه ـ كلّ قارئ للقرآن بالتّعوّذ (١٣) من الشّيطان الرّجيم (١٤) ، لا يثبّطه (١٥) عن التّفكر في معانيه وأوامره (١٦) ونواهيه (١٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ) ؛ أي : حوّلنا ونسخنا بحكم آخر ، على ما اقتضته الحكمة (١٨).

(قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ) ؛ أي : كاذب (١٩).

(قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِ) ؛ يعني : جبرائيل ـ عليه السّلام ـ (٢٠).

(إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ) ؛ أي : غلام ، يقال له (٢١) : فكيهة ويسار كان (٢٢) [لعامر

__________________

(١٣) ج ، د ، م : إلى التعوّذ.

(١٤) ب زيادة : أنّه.

(١٥) ب ، ج ، د : لا يثبط.

(١٦) أ ، ج : أمره.

(١٧) سقط من هنا الآيتان (٩٩) و (١٠٠)

(١٨) ب ، ج ، د : المصلحة.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ).

(١٩) سقط من هنا قوله تعالى : (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (١٠١))

(٢٠) سقط من هنا قوله تعالى : (لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (١٠٢) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ).

(٢١) ليس في ج.

(٢٢) م : كانا.

٢١٥

بن] (١) الحضرمي ، عن مقاتل (٢).

وقال أبو صالح : هو حبر ويسار وعداس (٣).

قال أبو إسحاق : كان حبرا نصرانيّا (٤).

مجاهد قال : بلعام (٥).

الضّحّاك قال : ذلك سلمان الفارسيّ (٦).

وروي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ (٧). وعليه أكثر أهل التّأويل ويدلّ عليه قوله (٨) : (لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) (١٠٣) (٩).

ثمّ قال : (إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ (١٠٥) مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ) ؛ يعني (١٠) به : عبد الله بن أبي (١١) سرح ، وعبد الله بن أبيّ ، وطعمة بن شريك ، المنافقين.

__________________

(١) ب : عن ابن.

(٢) البحر المحيط ٥ / ٥٣٦ : قيل واسمه يسار وكان يهوديّا قاله مقاتل.

(٣) تفسير الطبري ١٤ / ١١٩ نقلا عن ابن إسحاق.

(٤) البحر المحيط ٥ / ٥٣٦. فقيل : هو حبر غلام رومى كان لعامر بن الحضرمي.

(٥) تفسير الطبري ١٤ / ١١٩.

(٦) تفسير الطبري ١٤ / ١٢٠.

(٧) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٨) ليس في ب.

(٩) سقط من هنا الآية (١٠٤)

(١٠) ب : عنى.

(١١) ليس في أ.

٢١٦

وقيل عنّى (١) : قيس بن الفاكة (٢) بن المغيرة ، وقيس بن الوليد بن المغيرة (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) :

قيل : هو خير (٤) ، ضربه سيّده حتّى ارتدّ (٥).

وقال الكلبيّ : نزلت هذه الآية في عمّار بن ياسر وأبيه (٦) حيث أكرههم المشركون بمكّة على كلمة الكفر. فجاء عمّار إلى النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فأخبره بما وقع منه.

فقال له النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : كيف كان قلبك ، يا عمّار؟

فقال (٧) : مطمئن بالإيمان ، يا رسول الله! فنزلت الآية برفع (٨) الحرج مع الإكراه (٩).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً) ؛ يعني : مثل (١٠) عبد

__________________

(١) ليس في أ.

(٢) أ : الفاكهة.

(٣) تفسير القرطبي ١٠ / ١٨٠ : قال الكلبيّ : نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح ومقيس بن صبابة وعبد الله بن خطل وقيس بن الوليد بن المغيرة.

(٤) م : حبر. وفي كشف الاسرار ٥ / ٤٦٠ : جبر.

(٥) تفسير الطبري ١٤ / ١١٩ ـ ١٢٠.

(٦) ب زيادة : وأمّه.

(٧) ج ، د : قال.

(٨) م : فرفع.

(٩) تفسير الطبري ١٤ / ١٢٢ نقلا عن ابن عبّاس.

(١٠) ليس في ج ، د ، م.

٢١٧

الله ابن أبي (١) سرح وعبد الله ابن أبيّ وقيس ، الّذين قدّمنا ذكرهم ، أولئك عليهم (فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) (١٠٦) (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا) :

«الفتنة» هاهنا ، العذاب والعقوبة.

(ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا) ؛ مثل عمّار وأبيه (٣) وصهيب ، وبلال ، وخبّاب ابن الأرت ، لمّا آذاهم المشركون بمكّة وألجئوهم إلى التّلفّظ بالكفر (إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (١١٠) (٤).

وقوله ـ تعالى ـ : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً) ؛ يعني : مكّة.

(يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ) ؛ أي : واسعا سهلا.

(فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ) (١١٢) : ابتلى الله ـ تعالى ـ أهل مكّة بالقحط والجدب والخوف (٥) سبع سنين ، وذلك حيث دعا عليهم النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) (١٢٦) :

__________________

(١) ليس في أ.

(٢) سقط من هنا الآيات (١٠٧) ـ (١٠٩)

(٣) ليس في ب.

(٤) سقط من هنا الآية (١١١)

(٥) أ : الجوع.

(٦) سقط من هنا الآيات (١١٣) ـ (١٢٥)

٢١٨

السّبب في نزول (١) هذه الآية ، أنّ النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ لما قتل عمّه ؛ حمزة بن عبد المطّلب (٢) ومثّل به يوم أحد (٣) قال : والله ، لأقتلنّ به سبعين سيّدا منهم (٤) وأمثّل بهم.

فتلا (٥) جبرئيل (٦) الآية (٧) عليه (٨) فقال (٩) : نصبر (١٠) ، والله ينتقم لنا منهم (١١).

__________________

(١) ليس في أ ، ج ، د ، م.

(٢) ليس في ب ، ج ، د ، م.

(٣) ليس في ب ، د.

(٤) ليس في ب.

(٥) ج : فنزل.

(٦) م : زيادة : عليه السلام عليه.

(٧) ج ، د : بالآية.

(٨) ليس في أ ، م.

(٩) ليس في ج.

(١٠) ليس في م.

(١١) تفسير الطبري ١٤ / ١٣١ ـ ١٣٢ نقلا عن عامر.+ سقط من هنا الآيتان (١٢٧) و (١٢٨)

٢١٩

ومن سورة بني إسرائيل

وهي مائة و [إحدى عشرة آية] (١).

مكيّة بغير خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ) :

الكلبيّ ومقاتل والضّحّاك [قالوا : عجبا للّذي أسرى بعبده محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ] (٢).

طلحة بن عبيد (٣) الله قال : سألت النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ عن معنى «سبحان الله» (٤).

فقال (٥) : هو تنزيه وتبرئة (٦).

__________________

(١) ب ، ج ، د : عشر آيات.

(٢) ليس في ج.+ لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٣) ج ، د : عبد.

(٤) تفسير القرطبي ١٠ / ٢٠٤.

(٥) ج ، د : قال.

(٦) م : تنويه.+ تفسير أبي الفتوح ٧ / ١٦٥.

٢٢٠