محمّد بن الحسن الشيباني
المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤١١
أخذ بيدي حيث زلقت فأقامني ، فأنجو.
ففعل الشّابّ ذلك خوفا (١). فاجتازت (٢) به ، فزلقت وسقطت إلى الأرض.
فقام الشّابّ فأخذ بيدها ، وكان زوجها قد خرج معها لتخرج من الحمّام فيصعدها الجبل.
فالتفت إليها زوجها وقال (٣) لها (٤) : ما بقي لنا اليوم حاجة إلى صعود الجبل.
فقالت له : لا بدّ لك (٥) من ذلك ، وقد اغتسلت.
ثمّ ذهبت فصعدت (٦) الجبل ، وحلفت له (٧) إنّه لم يلامسها (٨) أحد إلّا أنت والشّابّ الّذي أخذ بيدي لمّا زلفت فأقامني. فزال الجبل من مكانه ، [فبطلت خاصّيّته] (٩).
قوله ـ تعالى ـ : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) (٤٨).
قيل (١٠) : تبديل الأرض ، أنّها تزول جبالها وآكامها ، وتمدّ كما يمدّ الأديم
__________________
(١) ليس في ب ، ج ، د ، م.
(٢) م ، ج : واجتازت.
(٣) أ : فقال.
(٤) ليس في أ.
(٥) ب : في.+ ليس في ج ، د ، م.
(٦) ب : وصعدت.
(٧) ليس في أ.
(٨) ب : يمسّها.
(٩) ليس في ب ، ج ، د ، م.+ سقط من هنا الآية (٤٧)
(١٠) ب ، ج ، د ، م زيادة : في.
العكاظيّ يوم القيامة (١).
وقيل : تبدّل أرضا بيضاء نقيّة ؛ مثل الفضّة (٢).
وقيل : في تبديل السّماوات ، أنّها تذهب شمسها وقمرها ونجومها (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ) (٤٩) ؛ يعني : في الأغلال مع الشّياطين في السّلاسل والقيود.
(سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ) ؛ أي : (٤) قمصهم ، ليكون ذلك أشدّ لعذابهم.
و [من قرأ] (٥) «من قطران» ؛ أراد به : النّحاس المذاب (٦) الّذي انتهى غليانه وحرّه (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ) ؛ يعني : القرآن المجيد وما جاء فيه من المواعظ والإنذار والتّخويف ، وفي ذلك كفاية [للمذّكرين ، والله أعلم] (٨).
__________________
(١) تفسير القرطبي ٩ / ٣٨٣.
(٢) تفسير الطبري ١٣ / ١٦٤ نقلا عن عبد الله.
(٣) مجمع البيان ٦ / ٤٩٨ نقلا عن ابن عبّاس.
(٤) ج ، د ، م : يعني.
(٥) ليس في ب.
(٦) ج ، د ، م زيادة : والآن.
(٧) سقط من هنا قوله تعالى : (وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ) (٥٠) والآية (٥١)
(٨) ليس في أ ، ج ، د ، م.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ) (٥٢)
ومن سورة الحجر
وهي تسعون [وتسع] (١) آيات.
مكيّة بلا (٢) خلاف.
قوله ـ تعالى ـ : (الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ) (١) :
قيل : إنّه قسم (٣).
وقيل : معناه : أنا الله أرى (٤).
وقيل : إنّ تكرار (٥) السرّاء وغير ذلك من الحروف المقطّعة في أوائل السّور ؛ كتكرير القصص والأنباء في القرآن ، لوجه مصلحة يعلمها الله ـ تعالى ـ ومن أطلعه عليه من ملائكته وأنبيائه ورسله (٦).
قوله ـ تعالى ـ : (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) (٤) ؛ أي :
__________________
(١) ليس في ج.
(٢) أ ، ج : بغير.
(٣) مجمع البيان ١ / ١١٢ نقلا عن ابن عبّاس.
(٤) مجمع البيان ١ / ١١٢.
(٥) ب ، د ، م : تكرير.
(٦) سقط من هنا الآيتان (٢) و (٣)
أجل موقّت ؛ يريد : عندنا في اللّوح المحفوظ مكتوب هلاكهم لوقتهم ، (ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ) (٥) (١).
وقوله (٢) : (ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِ) ؛ أي (٣) : لقبض (٤) الأرواح (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (٩) ؛ يريد بالذّكر : القرآن نحفظه (٦) من الشّياطين وغيرهم من أن يزيدوا (٧) وينقصوا منه (٨).
قوله ـ تعالى ـ : (وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ) (١٤) ؛ أي : يصعدون.
و «المعارج» الدّرج.
(لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا) بالتّشديد ؛ أي : غشّيت.
وقيل : حازت (٩).
وقرأ الحسن ، بالتّخفيف ، ومعناه : سخرت (١٠).
__________________
(١) سقط من هنا الآيتان (٦) و (٧)
(٢) ليس في أ.+ ج ، د زيادة : تعالى.
(٣) ب : إلّا.
(٤) ج : قبض.+ م : بقبض.
(٥) سقط من هنا قوله تعالى : (وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ) (٨)
(٦) ب : ليحفظونه.+ م : يحفظه.
(٧) ج ، د ، م زيادة : فيه.
(٨) سقط من هنا الآيات (١٠) ـ (١٣)
(٩) مجمع البيان ٦ / ٥٠٩.
(١٠) تفسير القرطبي ١٠ / ٨ وفيه ابن كثير بدل الحسن.+ سقط من هنا قوله تعالى : (بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) (١٥)
قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً) ؛ [أي : قصورا. عن ابن عبّاس (١).
وقال أبو عبيدة (٢) : منازل الشّمس والقمر والنّجوم (٣)] (٤).
(وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ (١٦) وَحَفِظْناها) ؛ يعني : السّماء بالنّجوم.
(مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ) (١٧) ؛ أي : مرجوم بالكواكب واللّعنة [والطّرد] (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ) ؛ يريد : من الشّياطين.
وكانت من قبل نزول القرآن تسترق السّمع من الملائكة ، فتلقيه إلى الكهنة فأرسل الله عليهم الشّهب فأحرقتهم (٦) فامتنعوا [من ذلك] (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ) (١٨).
قوله ـ تعالى ـ : (وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ) ؛ أي : بسطناها.
«وألقينا فيها رواسي» (٨) ؛ أي (٩) : جبالا ثوابت.
(وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) (١٩) ؛ أي : مقدّر.
__________________
(١) تفسير القرطبي ١٠ / ٩.
(٢) ج : ابن عباس.
(٣) كما عليه طبري في تفسير ١٤ / ١٠.
(٤) ليس في أ.
(٥) أ : والطردة.
(٦) م : فأحرقهم.
(٧) ب : بذلك.+ ليس في ج ، د.+ ج ، د ، م : فذلك.
(٨) ليس في أ.
(٩) ليس في م.
عن ابن عبّاس أنّه قال : المعادن كلّها (١).
وعن الصّادق ـ عليه السّلام ـ أنّه (٢) قال : لكلّ ضرب من الحيوان رزق قدّر (٣) لهم تقديرا (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ) : جمع معيشة ، يعيشون (٥) بها.
(وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ) (٢٠) ؛ مثل : الطّيور والدّوابّ والوحوش (٦).
قوله ـ تعالى ـ : (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ) ؛ أي حوامل السّحاب.
وقيل : ما (٧) تلقّح بمرورها على التّراب والماء (٨) ؛ أي : تنتج.
وقيل : اللواقح من الرّياح الجنوب ، وهي النّعاميّ. و (٩) الحوامل منها الشّمال (١٠).
وكان النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ يقول للجنوب : هبّي يا مباركة ،
__________________
(١) تفسير القرطبي ١٠ / ١٣.
(٢) ليس في ب ، ج ، د ، م.
(٣) ب : مقدّر.
(٤) أ : بقدر.+ تفسير القمّي ١ / ٣٧٥ من دون نسبة القول إلى قائل. وعنه كنز الدقائق ٧ / ١١٣ ، والبرهان ٢ / ٣٢٧ ، ونور الثقلين ٣ / ٦.
(٥) م : تعيشون.
(٦) سقط من هنا الآية (٢١)
(٧) ليس في ب ، ج ، د ، م.
(٨) التبيان ٦ / ٣٢٨.
(٩) ليس في ب.
(١٠) تفسير القرطبي ١٠ / ١٦.
هبّي (١).
قوله ـ تعالى ـ : (وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ) (٢٢) ؛ يعني : الماء في (٢) السّحاب.
(وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوارِثُونَ) (٢٣) ؛ أي (٣) : نرث الأرض ومن عليها.
(وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ) (٢٤) :
عن ابن عبّاس [(رضي الله عنه ـ أنّه (٤)] (٥) قال (٦) : السّبب في نزول (٧) هذه الآية ، أنّ امرأة حسناء في زمن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ كانت تصلّي في صفّ النّساء ، خلف النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ خلف صفّ الرّجال. وكان (٨) من في قلبه إيمان وورع يتقدّم إلى الصّفّ الأوّل حتّى لا يراها خوفا أن يفتتن بها ، ومن في قلبه [فجور وفسق] (٩) يتأخّر إلى الصّفّ الأخير ليراها من (١٠) تحت إبطه.
فنزل جبرائيل ـ عليه السّلام ـ بالآية إلى النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فتلاها
__________________
(١) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ سقط من هنا قوله تعالى : (فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ).
(٢) ب ، ج ، د ، م : من.
(٣) أ : يعني.
(٤) ليس في د.
(٥) ليس في أ ، م.
(٦) ليس في ج.
(٧) ليس في ب.
(٨) ج زيادة : كلّ.
(٩) أ : نفاق وغش.
(١٠) ليس في ب.
عليهم (١).
وقال مقاتل : «المستقدمين» هاهنا : علم (٢) من مضى من الأمم السّالفة الماضية ، و «المستأخرين» : علم (٣) من بقي منهم (٤).
وروي عن الصّادق ؛ جعفر بن محمّد ـ عليهما السّلام ـ : أنّ «المستقدمين» أصحاب الحسنات ، و «المستأخرين» أصحاب السّيّئات (٥).
وهذا عامّ ، [ويدخل فيه] (٦) تفسير ابن عبّاس (٧) [وغيره] (٨).
وقال السدّي : «المستقدمين» من خرج من الخلق ، و «المستأخرين» من بقي في أصلاب الرّجال (٩).
وقال مجاهد : «المستقدمين» (١٠) القرون الأول ، و «المستأخرين» أمّة محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ (١١).
قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ مِنْ
__________________
(١) تفسير الطبري ١٤ / ١٨.
(٢) أ : جملة.
(٣) أ : هم جملة.
(٤) تفسير الطبري ١٤ / ١٧ نقلا عن ابن زيد.
(٥) عنه البرهان ٢ / ٣٢٨.
(٦) أ : يريد ما قدّمته من.
(٧) ب زيادة : رحمه الله.
(٨) ليس في ب.
(٩) تفسير الطبري ١٤ / ١٦ نقلا عن عكرمة.
(١٠) ليس في ب.
(١١) تفسير الطبري ١٤ / ١٧.+ سقط من هنا الآيات (٢٥) ـ (٢٧)
حَمَإٍ مَسْنُونٍ) (٢٨) :
«الصّلصال» الطّين اليابس.
و «المسنون» الطّويل ، من قولهم : فلان مسنون الوجه ؛ أي : مستطيله.
و «الحمأ» جمع حمأة ، مهموز.
وقيل : «المسنون» [المصبوب (١). وقيل : «المسنون»] (٢) المتغيّر الرّائحة (٣).
فسّر قوله : «لم يتسنّه» ؛ أي : لم [تتغيّر رائحته] (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) ؛ [أي : من أمري] (٥). (فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ) (٢٩) شرّفه الله ـ تعالى ـ بسجود الملائكة له (٦).
(فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٣٠) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ) (٣١) ؛ وقال (٧) ما كنت (٨) (لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) (٣٣).
(قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) (٣٤) ؛ يعني : اخرج من الجنّة.
و «رجيم» بمعنى : مرجوم باللّعنة والطّرد والإبعاد.
__________________
(١) أ : المصوّت.+ تفسير الطبري ١٤ / ٢٠.
(٢) ليس في ب.
(٣) تفسير الطبري ١٤ / ٢٠ نقلا عن قتادة.
(٤) أ : يتغيّر.
(٥) ليس في أ.
(٦) ليس في ج ، د ، م.
(٧) ب زيادة : تعالى.
(٨) سقط من هنا الآية (٣٢). وقوله ـ تعالى ـ : (قالَ لَمْ أَكُنْ).
(وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ) (٣٥) : إلى يوم الحساب والجزاء على الأفعال.
(قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٣٦) قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (٣٧) إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (٣٨)) :
قيل (١) : سأله تأخير العقوبة ، لأنّه خشي من تعجيلها (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٣٩) إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٤٠)) ؛ يعني : الأنبياء والملائكة والرّسل. فإنّه لا طريق له (٣) إليهم بالإغواء (٤) ، بدليل استثناء المخلصين.
وإبليس ـ لعنة الله ـ لم يغو [إلّا من هو (٥)] غاو وضال (٦) ، بدليل قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ (٤٢) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٣) لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) (٤٤).
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) (٤٥) ؛ أي : في بساتين تنخرق بينها الأشجار.
__________________
(١) ب ، ج : قال.
(٢) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ سقط من هنا قوله تعالى : (قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ).
(٣) ليس في ب ، ج ، د ، م.
(٤) ب : للاغواء.
(٥) ليس في أ.
(٦) ستأتي آنفا الآية (٤١)
(ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ) (٤٦) ؛ يريد : آمنين من الانقطاع والتّكدير.
قوله ـ تعالى ـ : (قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) (٤١) :
و «الصّراط» الطّريق إلى الجنّة والثّواب.
ومن قرأ : «عليّ» بغير تنوين ، أراد : يمرّ عليّ فأجازيه.
قوله ـ تعالى ـ : «وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٣)».
«جهنّم» (١) لا تنصرف ، لأنّ فيه العجمة والتّعريف.
وقيل : هو عربيّ ، لكنّه مؤنّث معرفة. ومن جعله عربيّا ، اشتقّه من قولهم :
ركية جهنام ؛ أي : بعيدة القعر. وسمّيت النّار بذلك ، لبعد قعرها (٢).
قوله ـ تعالى ـ : «لها سبعة أبواب» ؛ يريد : أطباقا (٣) بعضا (٤) فوق بعض.
«لكلّ باب منهم جزء مقسوم» وإبليس ـ لعنة الله ـ في (٥) أسفلها ، وهي الهاوية.
[وعن مقاتل قال : أوّلها لظى ثمّ الحطة ، ثمّ السعير ، ثمّ سقر ، ثمّ الجحيم ، ثمّ الهاوية (٦)] (٧). ثمّ جهنّم.
وقوله ـ تعالى ـ : «جزء مقسوم» ؛ أي : نصيب مقسوم.
__________________
(١) ليس في أ.
(٢) التبيان ٦ / ٣٣٨.
(٣) ب : أطباقها.
(٤) ب ، د ، م : بعضها.
(٥) ج : من.
(٦) تفسير القرطبي ١٠ / ٣٠.
(٧) ليس في أ.
وروي عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : يدخل من (١) كلّ باب منها (٢) أصحاب ملّة (٣). وقد مضى قصص الأنبياء في سورة هود ـ عليه السّلام ـ (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ) (٨٠) :
«الحجر» ديار ثمود ، كذّبوا صالحا ـ عليه السّلام ـ (٥).
(وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ) (٨٢) ؛ [أي : آمنين] (٦) من أن يقع عليهم ، أو يفسد.
وقيل : آمنين من العذاب (٧).
(فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) (٨٤) :
«والكسب» كلّ عمل بجارحة (٨).
قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (٨٧) :
اختلف المفسّرون في السّبع المثاني :
فقال قوم : الحواميم السّبعة (٩).
__________________
(١) ب ، ج ، م ، د : في.
(٢) أ : منهم.
(٣) تفسير القمّي ١ / ٣٧٦ من دون نسبة إليه ـ عليه السّلام ـ وعنه نور الثقلين ٣ / ١٧ ، ح ٥٩ والبرهان ٢ / ٣٤٦ ، ح ٦.
(٤) سقط من هنا الآيات (٤٧) ـ (٧٩) إلّا الآيات (٧٥) و (٧٦) و (٧٨) فإنّها ستأتي آنفا.
(٥) سقط من هنا الآية (٨١)
(٦) ليس في د.
(٧) مجمع البيان ٦ / ٥٢٩.+ سقط من هنا (٨٣)
(٨) ب ، ج ، د : جارحة.+ سقط من هنا الآيتان (٨٥) و (٨٦)
(٩) البحر المحيط ٥ / ٤٦٥.
وقال قوم : فاتحة الكتاب. عن الباقر والصّادق ـ عليهما السّلام ـ (١).
وقال قوم : آية الكرسيّ (٢).
وقال قوم : من سور القرآن الّتي ثنّى الله فيها القصص لضرب من المصلحة (٣).
وقال قوم : سبع سور من البقرة إلى الأنفال (٤).
وقال قوم : من يونس إلى النّحل (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ) (٦) ؛ يعني : رؤساء مكّة من قريش المستهزئين المقتسمين.
(وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) حيث لم يؤمنوا بك ولم يصدّقوك. وهم خمسة ، قد ذكرناهم بعد هذه الصّفحة.
(وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) (٨٨) ؛ أي : ألن (٧) لهم جناحك وارفق بهم.
(وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (٨٩) كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ) (٩٠) ؛
__________________
(١) ورد مؤدّاه في كثير من الروايات فراجع : كنز الدقائق ٧ / ١٥٥ ـ ١٥٨ ونور الثقلين ٣ / ٢٧ ـ ٢٩ والبرهان ٢ / ٣٥٣ ـ ٣٥٤ وجامع الاخبار والآثار ٢ / ١١ ـ ١٢.
(٢) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٣) تفسير الطبري ١٤ / ٣٩ نقلا عن ابن مالك.
(٤) تفسير الطبري ١٤ / ٣٥ نقلا عن ابن مسعود.
(٥) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٦) ج زيادة : زهرة.
(٧) م : لن.
يعني : رؤساء مكّة من العذاب في الدّنيا. منهم الوليد بن المغيرة ومن انضمّ إليه منهم ، فإنّهم اجتمعوا وتشاوروا بينهم في القدح والطّعن. في محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وما جاء به : فاقتسموا طرق مكّة كلّ واحد وجماعته على طريق.
فقال الوليد وجماعته : محمّد ساحر وما جاء به سحر.
وقال [آخر هو] (١) وجماعته : هو (٢) كاهن وما أتى (٣) به كهانة.
وقال آخر وجماعته : هو شاعر وما أتى (٤) به شعر.
وقال آخر : كاذب وما أتى به كذب.
وقال آخرون (٥) : «أساطير الأوّلين اكتتبها ، فهي تملى عليه بكرة وأصيلا» وهذا معنى قوله في الآية : (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) (٩١) ؛ أي : عضوا القول فيه وفيما جاء به وفرّقوه ، كقولهم : سحر وكذب.
وقال قوم : «العضة» الكذب (٦).
وقال عكرمة (٧) : «العضة» السّحر (٨) بلغة قريش (٩).
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) (٧٥) :
__________________
(١) ليس في ج.
(٢) ليس في ب.
(٣) ج : جاء.
(٤) ب زيادة : جاء.
(٥) ب : آخر. الفرقان (٢٥) / ٥.
(٦) تفسير القرطبي ١٠ / ٥٩ نقلا عن الكسائي.
(٧) م : عن عكرمة بدل قال عكرمة.
(٨) ليس في ج.
(٩) تفسير الطبري ١٤ / ٤٥ نقلا عن عكرمة.
الكلبيّ : للمتذكّرين (١).
قتادة : للمعتبرين (٢).
الفّراء (٣) : للمتفّرسين (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) (٧٦) ؛ يعني : قرى لوط بين مكّة والشّام ، بطريق واضح يعتبر بها من يمرّ بها. وهي ثلاث قرى.
وقيل : خمس (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ) (٧٨) :
«الأيكة» الغيضة.
وقيل : الشّجرة التي كانوا يعبدونها في مدين (٦).
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) (٩٥).
قال الكليّ : كانوا خمسة من رؤساء قريش ، أهلكهم الله ـ تعالى ـ : العاصي بن وائل السّهميّ ، أكل حوتا مالحا فأصابه العطش فمات. وأبو زمعة بن الأسود بن عبد يغوث ، أصابته السّموم حتّى اسودّ رأسه وجسمه (٧). كالحبشي (٨) ، فأغلق (٩) عليه
__________________
(١) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٢) تفسير الطبري ١٤ / ٣١ نقلا عن قتادة.
(٣) ليس في د ، م.+ ج : السدي.
(٤) معاني القرآن ٢ / ٩١.
(٥) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٦) تفسير الطبري ١٤ / ٣٣ نقلا عن سعيد بن جبير.+ سقط من هنا الآيتان (٩٢) و (٩٣) وستأتي آنفا الآية (٩٤)
(٧) م ، أ : جبهته.
(٨) ب ، ج ، د ، م : كالحبش.
(٩) ج ، د زيادة : الله.
بابه حتّى مات. والأسود بن المطّلب ، نزل عليه جبرائيل ـ عليه السّلام ـ فنطح (١٠) رأسه بجناحه فمات في الحال. والوليد بن المغيرة ، أصابه سهم ، فانتقض (١١) عليه الجرح ليلا ، فسمع له صوت من شدّة جريانه حتّى أيقظ من كان حوله نائما ، إلى أن نزف ومات. والحارث بن الطّلاطلة الخزاعي ، دعا (١٢) عليه النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فعمي بصره ، وقتل ولده يوم بدر ومات و (١٣) هو بجبال تهامة بالسّمائم.
روي ذلك عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ (١٤).
ومنهم من أضاف إليهم أبا جهل بن هشام ، قتل يوم بدر. وكلّ من الخمسة إلى السّتة يقول : ربّ محمّد قتلني (١٥).
قوله ـ تعالى ـ : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) :
أبو صالح ، عن ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ أنّه قال : أمر الله (١٦) نبيّه ـ عليه السّلام ـ بأن (١٧) يظهر (١٨) فضائل أهل بيته ـ عليهم السّلام ـ كما أظهر القرآن (١٩).
__________________
(١٠) ج : فبطخ.+ م ، د : فبطح.
(١١) ج ، د ، م : فأنقض.
(١٢) ج : فدعا.
(١٣) ليس في ب ، ج ، د ، م.
(١٤) أنظر : تفسير القمّي ١ / ٣٧٧ ـ ٣٨١ والاحتجاج ١ / ٢١٦ والخصال ١ / ٢٧٨ ، ح ٢٤ و ٢٥ وعنهما كنز الدقائق ٧ / ١٦٣ ـ ١٦٨.
(١٥) لم نعثر على الإضافة والمضيف فيما حضرنا من المصادر.
(١٦) ليس في ب.
(١٧) من ج.
(١٨) أ : بظهور+ م : بظهر.
(١٩) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) (٩٤) والآيتان (٩٦) و (٩٧)
قوله ـ تعالى ـ : (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) ؛ [أي : صلّ] (٢٠).
(وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ) (٩٨) له (٢١) (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (٩٩) ؛ يريد : الموت.
__________________
(٢٠) ليس في أ.
(٢١) ليس في أ.
ومن سورة النّحل
وهي مائة وعشرون آية وثماني (١) آيات. مكيّة [بغير خلاف] (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) ؛ يعني : يوم القيامة.
و «أتى» بمعنى : يأتي. وحسن لفظ الماضي في موضع المستقبل ، لصدق إتيان الأمر ، فصار كأنّه شيء قد كان لصدق المخبر به وقرب إتيانه ، فعبّر عنه بعبارة (٣) الماضي لصحّة كونه.
وروي : أنّه لمّا تلا جبرائيل ـ عليه السّلام ـ على النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ [هذه الآية ، قام النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله (٤) ـ] مخافة السّاعة (٥). فتلا جبرئيل ـ عليه السّلام ـ «فلا تستعجلوه» فجلس النّبيّ (٦) ـ صلّى الله عليه وآله
__________________
(١) أ : ثمان.
(٢) ليس في ج ، د.
(٣) م : عبارة.
(٤) ليس في أ.
(٥) ليس في د.
(٦) ليس في ب.
وسلّم ـ [واطمأنّ] (١).
قوله ـ تعالى ـ : (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ) :
الكلبيّ : بالنّبوّة والكتاب (٢).
مقاتل قال : بالوحي (٣).
الحسن قال : بالقرآن (٤).
(عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) ؛ يعني : الأنبياء ، الّذين اختارهم الله لوحيه وأمره (٥).
(خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ) ؛ أي : من (٦) قطرة من منيّ.
(فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) (٤) ؛ أي : مجادل بالباطل.
وروي : أنّ هذه الآية نزلت في أبيّ بن خلف الجمحيّ (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ) (٥) :
«الأنعام» الإبل والبقر والغنم.
__________________
(١) ليس في ب.+ لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ سقط من هنا قوله تعالى : (سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (١)
(٢) مجمع البيان ٦ / ٥٣٧ نقلا عن الحسن.
(٣) تفسير الطبري ١٤ / ٥٣ نقلا عن ابن عباس.
(٤) مجمع البيان ٦ / ٥٣٧ نقلا عن ابن زيد.
(٥) سقط من هنا قوله تعالى : (أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ) (٢) والآية (٣).+ ج ، د زيادة : وقوله تعالى.
(٦) ليس في ب.
(٧) البحر المحيط ٥ / ٤٧٤.
«لكم فيها دفء» (١) ؛ يريد : من أوبارها [وأصوافها] (٢) وأشعارها ، تتّخذون منها أكسية لضعنكم ومقامكم.
(وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ) (٦).
قيل : يقال (٣) : هذه نعم فلان وماله (٤).
(وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ) [جمع ثقل] (٥) (إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ) ؛ أي : بمشقّتها (٦).
قوله ـ تعالى ـ : (وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً) عطفها على «الأنعام».
قوله ـ تعالى ـ : (وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ) (٨) ؛ يعني : لمنافعكم في البرّ والبحر.
قوله ـ تعالى ـ : (وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ) ؛ أي (٧) : هداية الطّريق إلى الحقّ ، ومقاصدكم إليه. عن الكلبيّ (٨).
ثمّ عدّد ـ سبحانه ـ نعمه عليهم من الماء والسّحاب ، والزّرع والنّبات ،
__________________
(١) ب : والدّفء بدل لكم فيها دفء.
(٢) ليس في ج ، د ، م.
(٣) ليس في ج.
(٤) تفسير القرطبي ١٠ / ٧١ نقلا عن السدي.
(٥) ليس في ب.
(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) (٧)
(٧) م : يعني.
(٨) تفسير الطبري ١٤ / ٥٨ نقلا عن المجاهد.