نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٣

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٣

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤١١

(وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ) (٩١) فيما فعلناه.

«قال» [ـ عليه السّلام ـ] (١) : (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ) ؛ أي : لا توبيخ ولا تقريع بعد اليوم. (يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (٩٢).

قيل : إنّما قال لهم ذلك ، لأنّ مغفرتهم (٢) متعلّقه به وبعفوه وصفحه مع توبتهم وندمهم. ثمّ عفا عنهم ، واستغفر (٣) لهم (٤).

ثمّ قال لهم [ـ عليه السّلام ـ] (٥) : (اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ) (٦) (٩٣)

(وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ). عن مصر ؛ يعني : جمال إخوة يوسف إلى يعقوب [ـ عليه السّلام ـ] (٧).

قال يعقوب [ـ عليه السّلام ـ] (٨) : قال : (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ) (٩٤) ؛ أي : تسفّهون رأيي وتضعّفونه.

(قالُوا تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ) (٩٥) ؛ أي : في محبّتك ليوسف.

(فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ) ؛ يعني : بالقميص. فـ (٩) (أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ) ؛

__________________

(١) ليس في أ.

(٢) ج زيادة : وعفوهم.

(٣) ب : فاستغفر.

(٤) أنظر : التبيان ٦ / ١٩١.

(٥) ليس في أ.

(٦) ج ، د زيادة : قوله تعالى.

(٧) ليس في أ.

(٨) ليس في أ.

(٩) ليس في ب ، ج ، د.

١٤١

[أي (١) : وجه] (٢) يعقوب. (فَارْتَدَّ بَصِيراً) ؛ كما كان.

(قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٩٦) قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ (٩٧) قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٩٨) فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ) ؛ أي : ضمّهما (٣) إليه وقبّلهما.

(وَقالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ) (٩٩) ؛ يريد : آمنين من كلّ ما يخافون (٤) من نوائب دهرهم (٥).

و (٦) روي : أنه خرج للقائهما (٧).

(وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ) ؛ يريد : أباه وخالته الّتي ربّته ، لأنّ أمّه كانت (٨) قد ماتت.

و «العرش» هو (٩) السّرير عندهم.

(وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً) : جمع ساجد ؛ يعني : الأبوين والإخوة.

__________________

(١) ليس في ج ، د.

(٢) ليس في أ.

(٣) ب زيادة : وقبلّها.

(٤) ب ، ج ، د : تخافون.

(٥) ب : دهورهم.+ ج ، د : دهركم.

(٦) ليس في ج.

(٧) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٨) ليس في أ.

(٩) ليس في أ ، ج.

١٤٢

و (١) قيل : إنّهم نووا (٢) السّجود الله ـ تعالى ـ شكرا على رؤيته (٣) وسلامته بعد الإياس منه (٤).

وقيل : بل كانت تلك عادتهم في التّحيّة (٥).

(وَقالَ) ؛ يعني (٦) يوسف : (يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (١٠٠).

[ثمّ قال] (٧) : (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ) :

«من» هاهنا صلة.

(فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) (١٠١) ؛ يريد : بالصّالحين من آبائه ـ عليهم السّلام ـ (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ) ؛ يعني : من إيمان قومهم.

__________________

(١) ليس في ب ، ج ، د.

(٢) ب ، ج ، د : نذروا.

(٣) أ : ردّه.

(٤) التبيان ٦ / ١٩٧.

(٥) مجمع البيان ٥ / ٤٠٥ نقلا عن قتادة.

(٦) ليس في ب.

(٧) ب : قوله تعالى.

(٨) سقط من هنا الآيات (١٠٢) ـ (١٠٩)

١٤٣

(وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا) ؛ أي : تيقّنوا. والظّنّ من الأضداد. (جاءَهُمْ نَصْرُنا فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) (١١٠).

وقوله ـ تعالى ـ (١) : (لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ) ؛ أي : معتبر لذوي العقول (٢).

(ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى) ؛ يعني : القرآن وما فيه. (وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (١١١).

__________________

(١) ليس في د ، ج ، م.

(٢) د زيادة : وقوله.

١٤٤

ومن سورة الرّعد

مكيّة (١).

وهي أربع (٢) وأربعون (٣) آية بغير خلاف (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (المر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ).

قالوا (٥) : معناه : أنا الله (٦) أعلم وأرى (٧).

(وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُ) :

من رفع «الحقّ» جعله خبرا ، ومن جرّه جعله صفة «للرّب» (٨).

__________________

(١) ليس في ب ، ج ، د.

(٢) ليس في ج ، د.

(٣) ج ، د زيادة : وخمس.

(٤) قال الطوسي في التبيان ٦ / ٢١١ : وهي ثلاث وأربعون آية في الكوفي ، وأربع في المدنيين وخمس في البصري.

(٥) ب : قيل.

(٦) أ زيادة : تعالى.

(٧) روي عن ابن عباس أنّ معنى قوله «المر» انا الله أرى. وقال غيره : معناه أنا الله أعلم. التبيان ٦ / ٢١٢.

(٨) سقط من هنا قوله تعالى : (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) (١)

١٤٥

وقوله ـ تعالى ـ : (اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) :

أشار إلى علم الضّرورة في ذلك.

(ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) ؛ أي : استولى عليه ، ملكه وسلطانه.

و «ترونها» في موضع [نصب على] (١) الحال من «السّموات» ، والمعنى : أنّه ليس ثمّ (٢) عمد البتّة.

وقوله ـ تعالى ـ : (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) :

الكلبيّ : لوقت معلوم (٣).

و (٤) مقاتل : إلى يوم القيامة (٥).

وقوله ـ تعالى ـ : (و [هُوَ الَّذِي] مَدَّ الْأَرْضَ) ؛ أي : بسطها من تحت الكعبة بألفي عام.

وقوله ـ تعالى ـ : (وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ) ؛ أي : جبال ثوابت. (وَأَنْهاراً) تجري بالماء.

(وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) : حلوا وحامضا.

وقيل : مختلف الألوان (٦) والطّعم وأشباه ذلك (٧).

__________________

(١) ليس في ج.

(٢) أ : به.

(٣) مجمع البيان ٦ / ٤٢١.

(٤) ليس في ب ، د.

(٥) مجمع البيان ٦ / ٤٢١ نقلا عن الحسن.+ سقط من هنا قوله تعالى : (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) (٢)

(٦) ج ، د : اللون.

(٧) مجمع البيان ٦ / ٤٢٣ نقلا عن ابن عباس.+ سقط من هنا قوله تعالى : (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (٣)

١٤٦

قوله ـ تعالى ـ : (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ) ؛ أي : قطع الأرض (٨) بعضها قريبة (٩) من بعض (١٠) ، هذه طيّبة وهذه سبخة.

(وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ) ؛ أي : بساتين.

(وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ) :

الكلبيّ : «الصّنوان» المجتمع أصوله المتفرّقة (١١) فروعه (١٢).

وقيل : نخلتان [وثلاث] (١٣) وأكثر في أصل واحد (١٤).

«وغير صنوان» نخلة واحدة.

و «الصّنوان» أن (١٥) يكون (١٦) أمثالا ، على قدر واحد. ومنه قول النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : عمّ الرّجل صنو أبيه (١٧) ؛ أي : مثله.

قوله ـ تعالى ـ : (يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ) ؛ أي : بماء السّحاب.

__________________

(٨) ب ، ج ، د : أرض.

(٩) ب ، ج ، د : قريبات.

(١٠) أ زيادة : و.

(١١) ج ، د : المتفرّق.

(١٢) مجمع البيان ٦ / ٤٢٤ نقلا عن براء بن عازب.

(١٣) ليس في ب ، ج ، د.

(١٤) تفسير الطبري ١٢ / ٦٦ نقلا عن قتادة.

(١٥) ليس في أ ، ج ، د.

(١٦) م : تكون.

(١٧) معاني القرآن ٢ / ٥٩.

١٤٧

(وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ) :

قيل : في القلّة والكثرة ، والحلاوة والحموضة ، والسّواد والبياض ، والصّفرة والحمرة والخضرة (١).

وقال الفرّاء : الصنوان (٢) من تراب واحد [وماء واحد] (٣) ، واختلفا في الطّعم والشّكل والمنفعة والمضرّة ، [فهذا سمّ] (٤) والآخر دواء (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ) :

الكلبيّ ومقاتل والفرّاء قالوا : «المثلات» العقوقات فيمن هلك (٦).

السدّي وأبو عبيدة قالا : الأمثال (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ) ؛ أي : هلا.

(إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ) أي : مخوّف.

(وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (٧) ؛ أي : داع يدعوهم إلى الهدى. عن الكلبيّ (٨).

__________________

(١) مجمع البيان ٦ / ٤٢٤.

(٢) أ ، ج ، م : الصنفان.+ ب : الصفات.

(٣) ليس في ج.

(٤) ليس في ج ، د ، م.

(٥) ج ، د : ترياق.+ م : درياق.+ معاني القرآن ٢ / ٥٨.+ سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (٤) والآية (٥) وقوله ـ تعالى ـ : (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ).

(٦) معني القرآن للفرّاء ٢ / ٥٩ ، تفسير الطبري ١٣ / ٧٠ نقلا عن قتادة.

(٧) تفسير الطبري ١٣ / ٧٠ نقلا عن مجاهد.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ) (٦)

(٨) تفسير أبي الفتوح ٦ / ٤٦٢.+ ج : عن الفرّاء.

١٤٨

الفرّاء (١) : إنّما أنت منذر وهاد لكلّ قوم (٢). قال الله ـ تعالى ـ : «وما أرسلناك إلّا كافّة للنّاس (٢)».

وجاء في تفاسيرنا ، عن أئمّتنا ـ عليهم السّلام ـ أنّ «المنذر» هاهنا نبيّه محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ.

و «الهادي» وصيّه ابن عمّه ؛ عليّ بن ابي طالب ـ عليه السّلام ـ (٣).

وقوله ـ تعالى ـ : (اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ) ؛ يريد : ما تحمل من ذكر أو (٤) أنثى ، أو توأم [أو (٥) مفرد] (٦).

[«وما تغيض الأرحام» ؛ أي : (٧)] و (٨) ما ينقص من (٩) دم الحيض [وما نزداد منه.

وقيل : ما ينقص من (١٠) الأرحام من الأشهر التّسعة] (١١) وما تزداد (١٢)

__________________

(١) ج : والكلبي.

(٢) مجمع البيان ٦ / ٤٢٧.+ الآية في سبأ (٣٤) / ٢٨.+ أ ، ج ، د ، م زيادة : وهدى ورحمة للعالمين.

(٣) ورد مؤدّاه في الروايات الكثيرة فراجع : كنز الدقائق ٦ / ٤١٢ ـ ٤١٥ ونور الثقلين ٢ / ٤٨٢ ـ ٤٨٤ والبرهان ٢ / ٢٧٩ ـ ٢٨٢ واحقاق الحق ٣ / ٨٨ و ١٤ / ١٦٦ ـ ١٨١ و ٢٠ / ٥٩ ـ ٦١ ، وبحار الأنوار ٢٣ / ١ باب الاضطرار الى الحجّة وج ٣٥ / ٣٩٤ باب أنّه نزل فيه ... الهدى.

(٤) م : و.

(٥) ج ، د : و.

(٦) ليس في أ.

(٧) ليس في ج ، د ، م.

(٨) ليس في ب.

(٩) ليس في ج.

(١٠) ليس في ب ، ج ، د.

(١١) ليس في م.

(١٢) ليس في ج ، د.

١٤٩

عليها (١٣).

قتادة قال (١٤) السّقط (١٥).

(وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ) (٨) ؛ أي : لوقت (١٦) مقدّر لا يجوزه (١٧).

قوله ـ تعالى ـ : (سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ (١٠) لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ) ؛ أي : بأمره.

وحروف الصّفات يقوم بعضها مقام بعض عندهم.

وروي : أنّ السّبب في نزول هذه الآية ، أنّ عامر بن الطّفيل وأربد بن ربيعة أقبلا إلى النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ.

فقال له (١٨) عامر : إن (١٩) أسلمت فما (٢٠) يكون لي (٢١)؟

فقال : لك ما للمسلمين ، وعليك ما عليهم.

فقال له : بل تجعل لي الأمر بعدك.

__________________

(١٣) مجمع البيان ٦ / ٤٣٠ نقلا عن أكثر المفسّرين.

(١٤) ليس في م.

(١٥) التبيان ٦ / ٢٢٤ عن الحسن.

(١٦) ج : وقت.

(١٧) سقط من هنا الآية (٩)

(١٨) ليس في ج.

(١٩) ليس في د.

(٢٠) ب ، ج ، د ، م : ما.

(٢١) ليس في م.

١٥٠

فقال له (١) النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ : ليس لك (٢) ذلك.

فقال له : فاجعلني (٣) على أهل الوبر ، وأنت على أهل (٤) المدر.

فقال [ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ] (٥) : و (٦) ليس لك ذلك.

فقال له (٧) : فما تجعل لي؟

[قال له] (٨) : أجعل لك أعنّة الخيل تغزو عليها في الإسلام.

فقال له : أوليس ذلك لي اليوم ، ومن ينازعني (٩) ذلك؟

وكان قد قرر مع ابن عمّه ؛ أربد ، أنّه إذا خاطب النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وشغله بالحديث أنّه (١٠) يضربه بسيفه (١١) من خلفه. فسلّ أزبد من سيفه شبرا ، فأمسكه (١٢) الله فلم (١٣) يقدر على سلّه ، وجعل عامر يومئ إلى ابن عمّه ؛ أربد ، فالتفت النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ وسلّم إلى خلفه فرأى أربد على تلك

__________________

(١) ليس في ب ، ج.

(٢) ليس في ج.

(٣) ب : اجعلني.

(٤) ليس في أ.

(٥) ليس في أ.+ م : ـ عليه السّلام ـ.

(٦) ليس في أ ، م.

(٧) ليس في د.

(٨) ج ، د ، م : فقال.

(٩) ب زيادة : في.

(١٠) م : أن.

(١١) م : بالسيف.

(١٢) د ، م : وأمسكه.

(١٣) ب : ولم.

١٥١

الحال.

فقال : اللهم ، أكفنيهما بما شئت.

[وانصرف (١) عنه ، وعامر (٢) يقول : والله ، لأملأنّها عليك (٣) خيلا ورجالا (٤) ، والنّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ يقول : اللهم ، أكفنيهما بما شئت] (٥).

فأرسل (٦) الله ـ تعالى ـ (٧) على أربد صاعقة في يوم صائف ، فولّى عامر هاربا وهو يقول ما قال.

فقال له النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : يمنعك الله وأبناء قيلة ؛ يعني : الأنصار ، [وكانوا] (٨) حوله.

ثمّ نزل عامر في بيت سلوليّة ، فلما أصبح شدّ عليه سلاحه وهو يقول ، واللّات والعزى ، لئن أصحر محمّدا (٩) وصاحبه ؛ يعني ملك الموت ، لأنفذهما (١٠) برمحي هذا. فأرسل الله عليه ملكا فلطمه (١١) بجناحه. فأرداه على التّراب ، وخرجت

__________________

(١) د : انصرفا.+ م : فانصرفا.

(٢) أ : هو.

(٣) ليس في ب.

(٤) د : رجلا.

(٥) ليس في ج.

(٦) ج : وأرسل.

(٧) ليس في ب ، ج ، د ، م.

(٨) ليس في ج ، د ، م.

(٩) أ ، ب زيادة : ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ.

(١٠) أ : لأقدّهما.

(١١) ج : لطمه.

١٥٢

على ركبته غدّة كغدّة البعير. [فجعل يقول : أغدّة كغدّة البعير] (١) وموت (٢) في بيت سلوليّة. ثمّ إنّه هلك على ظهر فرسه ، وعجّل الله بروحه (٣) إلى النّار (٤).

والكلبيّ : في قوله : «مستخف باللّيل» ؛ أي : مستتر بأموره. «وسارب بالنّهار» (٥) ؛ أي : معلن (٦).

ابو عبيدة (٧) : سالك في سربه ومذهبه (٨).

وقوله (٩) : «معقّبات من بين يديه ومن خلفه» ؛ أي : ملائكة تعقب ملائكة «يحفظونه» بأمره من الجنّ والإنس. روي ذلك عن عليّ ـ عليه السّلام ـ (١٠).

وقال ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ : ما من أحد إلّا ومعه ملك يحفظه من كلّ ما أراده ، وحتّى إذا جاء المحتوم خلّى عنه (١١).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ) ؛ [يريد : من نعمة] (١٢).

__________________

(١) ليس في ب.

(٢) ب : كان.

(٣) أ زيادة : وعجلها.

(٤) أسباب النزول / ٢٠٥.+ ج ، د ، م زيادة : قال.

(٥) من هنا إلى الموضع الذي نذكره ليس في ج ، د ، م.

(٦) التبيان ٦ / ٢٢٦.

(٧) ليس في ب.

(٨) كما عليه مجمع البيان ٥ / ٤٣١.

(٩) ب : و.

(١٠) مجمع البيان ٦ / ٤٣١.

(١١) مجمع البيان ٦ / ٤٣١.

(١٢) ليس في ب.

١٥٣

(حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ) ؛ يريد (١) : من النّيّة الصّالحة لفعل الخير (٢).

(وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ) (١١) : [قال : ما لهم من وال] (٣) يلجأون إليه.

قوله ـ تعالى ـ : (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً) : مصدران.

وقال الحسن : خوفا من الصّواعق ، وطمعا في الغيث (٤).

وقال قتادة : خوفا للمسافر من أذاه ، وطمعا للمقيم في الرّزق (٥).

(وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ) (١٢) ؛ يريد : الماء. وسمّي السّحاب : سحابا ، لانسحابه.

(وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ).

قيل : «الرّعد» الملك الموكّل بالصّواعق (٦). عن الكلبيّ.

(وَالْمَلائِكَةُ (٧) مِنْ خِيفَتِهِ (٨) وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ) ؛ مثل : أريد بن ربيعة.

قوله ـ تعالى ـ : (وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللهِ) يعني : الكفّار.

__________________

(١) أ : يعني.

(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (وَإِذا أَرادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ).

(٣) ليس في ب.

(٤) مجمع البيان ٦ / ٤٣٤ نقلا عن الحسن.

(٥) مجمع البيان ٦ / ٤٣٤.

(٦) تفسير أبي الفتوح ٦ / ٤٧٣ نقلا عن عطيّة. وورد فيه أنّه سئل النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ عن الرعد فقال : ملك موكّل بالسّحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السّحاب.

(٧) جميع النسخ زيادة : يسبّحون ولكن ما أثبتناه في المتن هو الصواب.

(٨) أ زيادة : تعالى قوله تعالى.

١٥٤

(وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ) (١٣) ؛ أي : شديد الأخذ والبطش والقوّة.

قوله ـ تعالى ـ : (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِ) ؛ أي (١) : كلمة الإخلاص.

(وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ) : الأصنام والآلهة.

(إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) (١٤).

قوله (٢) : «كباسط كفّيه» ؛ [أي : مادّ كفّيه] (٣) ليبلغ الماء فاه.

مجاهد : يدعو الماء بلسانه ويشير إليه بيديه ، فلا يأتيه أبدا (٤).

أبو عبيدة : دعاؤهم الآلهة كمن يقبض على الماء حتّى يؤدّيه إلى فيه ؛ فكلّما قبض عليه لا يصل إلى فيه منه شيء (٥).

والعرب تقول لمن طلب الشّيء من غيره فلم يجده : هو كالقابض على الماء.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) (١٥) :

قال الحسن : المؤمن يسجد طوعا ، والكافر يسجد كرها بالسّيف (٦).

[وقوله] (٧) : «وظلالهم» قال الحسن وقتادة وابن زيد : المؤمن يسجد طوعا ،

__________________

(١) ليس في ب.

(٢) ليس في ب.

(٣) ليس في أ.

(٤) مجمع البيان ٦ / ٤٣٦.

(٥) مجمع البيان ٦ / ٤٣٦ نقلا عن ابن عباس.

(٦) مجمع البيان ٦ / ٤٣٦ نقلا عن الحسن.

(٧) ليس في ب.

١٥٥

والكافر يسجد ظلّه (١) كرها (٢).

وقيل : كلّ شيء له ظلّ ، فهو يسجد لله (٣).

وقيل : يستسلم وينقاد (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) ؛ يعني : الأعمى عن الحقّ والبصير به.

(أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ) ؛ يعني : نور الإيمان وظلمات الكفر (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها) ؛ يريد : بقدرها في الصّغر والكبر ، والطّول والسّعة.

(فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً) ؛ أي : زبدا يعلو على الماء.

قوله ـ تعالى ـ : (وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ) ؛ يعني (٦) : من الفلز ، وهو جواهر الأرض ؛ مثل : الذّهب والفضّة.

(ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ) : تلبسونها.

(أَوْ مَتاعٍ) (٧) ؛ [يريد : مثل] (٨) الحديد والصّفر والرّصاص والنّحاس.

__________________

(١) ليس في أ.

(٢) تفسير الطبري ١٣ / ٨٨.

(٣) تفسير الطبري ١٣ / ٨٨ نقلا عن ابن زيد.

(٤) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ سقط من هنا قوله تعالى : (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرًّا).

(٥) سقط من هنا قوله تعالى : (أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) (١٦)

(٦) ليس في ب.

(٧) ب زيادة : زبد مثله.

(٨) ليس في ب.

١٥٦

وقوله ـ تعالى ـ (٩) : (زَبَدٌ مِثْلُهُ) أي (١٠) : وهذه الجواهر زبد مثله ؛ أي : خبث مثل زبد الماء (١١).

(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً) ؛ أي : غثاء طافيا على الماء.

(وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) ؛ أي : يثبت ، فيتّخذون منه ما يتلّون به وينفعهم.

قال الكلبيّ : مثّل الله ـ تعالى ـ (١٢) الحقّ بالفلز (١٣) الّذي يمكث في الأرض عند سبكه ، والباطل بالزّبد الّذي يعلو على الماء ويذهب طافيا فلا ينتفع به أحد ، وكذلك (١٤) الباطل (١٥).

ابن عبّاس [ـ رحمه الله ـ] (١٦) قال : هذا مثل ضربه الله ـ تعالى ـ لهم يقول : أنزل الحقّ من السّماء فاحتملته القلوب بسعتها وقوّتها ويقينها ، والباطل لم تقبله (١٧).

مقاتل : مثّل الله ـ تعالى ـ بذلك الكفر والإيمان (١٨).

__________________

(٩) ليس في ب.

(١٠) ليس في أ.

(١١) سقط من هنا قوله تعالى : (كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ).

(١٢) ليس في ب.

(١٣) ب : كالفلز.

(١٤) ب : فكذلك.

(١٥) كما هو معنى الآية ولكن لم نعثر عليه منقولا عن الكلبيّ.

(١٦) ليس في ب.

(١٧) تفسير القرطبي ٩ / ٣٠٥.

(١٨) تفسير الطبري ١٣ / ٩٠.

١٥٧

وقيل : بل مثّل القرآن والشّبهات فيه بذلك (١).

(كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ) (١٧) ؛ يعني : يضرب الله الأمثال للنّاس ليتدبّروها (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُ) ؛ مثل : عليّ ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ وعمّار بن ياسر وأبي ذرّ والمقداد وسلمان (٣).

(كَمَنْ هُوَ أَعْمى) ؛ مثل : أبي جهل وأبي لهب والوليد بن المغيرة المخزوميّ لا يستويان.

ثمّ قال : (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) (١٩) ؛ أي : أولوا العقول.

(الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ) (٢٠) ؛ يعني : العهد الّذي عاهدوا الله عليه.

قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) :

قيل : صلة الأرحام وبرّ الوالدين والقرابات والفقراء والمساكين (٤).

__________________

(١) مجمع البيان ٦ / ٤٤١ نقلا عن ابن عبّاس.

(٢) من هنا سقط الآية (١٨)

(٣) من «أي معلن» إلى «وسلمان» ليس في ج ، د.

(٤) روى الكليني عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن ابن فضّال ، عن ابن بكير ، عن عمر بن يزيد قال : سألت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) فقال : قرابتك. الكافي ٢ / ١٥٦ ، ح ٢٧ وعنه كنز الدقائق ٦ / ٤٣٤ والبرهان ٢ / ٢٨٨ ، ح ٣ ونور الثقلين ٢ / ٤٩٤ ، ح ٨٣ وروي الكليني عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : ... وممّا فرض الله أيضا في المال من غير الزكاة قوله ـ عزّ وجلّ ـ : (الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ). الكافي ٣ / ٤٩٨ ، ح ٨ وعنه كنز الدقائق ٦ / ٤٣٤ والبرهان ٢ / ٢٨٨ ، ح ٥ ونور الثقلين ٢ / ٤٩٤ ، ح ٨٥.

١٥٨

وجاء عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ : أنّ ذلك خاصّ في قرابة النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ (١).

([وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ] وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ) (٢١) ؛ أي : شدّته واستقصاءه (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً) ؛ [أي : تصدّقوا] (٣).

(وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) :

[قيل : «الحسنة»] (٤) التّوبة ، و «السّيّئة» المعصية (٥).

وقيل : «الحسنة» الصّفح والحلم عن (٦) من أساء إليهم (٧).

وقيل : التّقيّة لمن خالفهم على (٨) الحقّ [وعاندهم] (٩) ، وقيل (١٠) : لمداراة

__________________

(١) م زيادة : أنّهما قالا.

(٢) أنظر : كنز الدقائق ٦ / ٤٣٤ ـ ٤٣٥ ، البرهان ٢ / ٢٨٨ و ٢٨٩ ونور الثقلين ٢ / ٤٩٤ و ٤٩٥.

(٣) ليس في ب.

(٤) ليس في ج.

(٥) تفسير أبي الفتوح ٦ / ٤٨٣ نقلا عن ابن كيسان.

(٦) ليس في أ.

(٧) تفسير أبي الفتوح ٦ / ٤٨٣ نقلا عن القتيبي.

(٨) أ : عن.

(٩) روى الكليني عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد ، عن حريز ، عمّن أخبره ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ) قال : (الْحَسَنَةُ) التّقيّة و (السَّيِّئَةُ) الإذاعة. الكافي ٢ / ٢١٨ ، ح ٦ وعنه كنز الدقائق ١١ / ٤٥٤ ونور الثقلين ٤ / ٥٤٩ ، ح ٥٣ والبرهان ٤ / ١١١ ، ح ١. وورد مؤدّاه فيه ٤ / ١١٢ ، ح ٦ و ٨.

(١٠) ليس في أ.

١٥٩

لهم (١). قال الله ـ تعالى ـ : (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)] (٢).

قيل (٣) : «الّتي هي أحسن» التّقيّة والمداراة والصّفح والحلم (٤).

(أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (٢٢) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ) ؛ يعني : أولادهم وما تناسلوا.

(وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ) (٢٣) ؛ يعني : من أبواب (٥) الجنّة.

(سَلامٌ عَلَيْكُمْ) :

قال أبو عبيدة : فيه إضمار ، أي : يقولون : سلام عليكم (٦).

(بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (٢٤) وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) :

قيل : النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله الطّاهرين ـ (٧).

(وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ) ؛ يعني : العبد من الرّحمة.

(وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) (٢٥) ؛ يعني : جهنّم.

__________________

(١) التبيان ٩ / ١٢٦.

(٢) ليس في ب.+ الآية في فصّلت (٤١) / ٣٤.

(٣) ب زيادة : و.

(٤) تقدّم آنفا ما يدّل عليها.+ ب زيادة : (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).

(٥) ب : ثواب.

(٦) كما عليه مجمع البيان ٦ / ٤٤٥.

(٧) ليس في ج.+ د ، م : الطاهرون.+ التبيان ٦ / ٢٤٤ نقلا عن الحسن.

١٦٠