محمّد بن الحسن الشيباني
المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤١١
قوله ـ تعالى ـ : (وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) (١١١) ؛ أي : إلى انقضاء (١) آجالكم (٢).
__________________
(١) ليس في د.
(٢) سقط من هنا الآية (١١٢)
ومن سورة الحجّ
وهي سبعون آية وخمس آيات.
مكيّة (١) بغير خلاف.
قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ) ؛ أي : أطيعوه في كلّ حال.
وهذا نداء مفرد مبنيّ ، [بهاء التّنبيه] (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) (١) :
«الزلزلة» شدّة الحركة وتحريكها من أسفلها ، عن المفسّرين. أخبر ـ سبحانه ـ بذلك ، والمراد بها (٣) : أنّها (٤) إذا وجدت كان (٥) شيئا عظيما.
قوله ـ تعالى ـ : (يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) ؛ يريد بذلك : شدّة (٦) قيام السّاعة لا أنّ هناك (٧) مرضعا (٨).
__________________
(١) ليس في د.
(٢) ج : وقيل للتنبيه.+ د ، م : ويقال للتّنبيه.
(٣) ج ، د ، م : به.
(٤) ليس في أ ، ب.
(٥) ج ، د ، م : كانت.
(٦) ليس في أ ، ب.
(٧) أ ، ب : هنا.
(٨) ج ، د ، م زيادة : ولا حاملا.
وقال الحسن : تذهل المرضعة ـ لو كانت ـ عن ولدها بغير (٩) فطام ، وتضع الحامل الولد لغير تمام (١٠). وهذا من مجاز القرآن (١١).
(وَتَرَى النَّاسَ سُكارى) (١٢) من الخوف والفزع (وَما هُمْ بِسُكارى) عن مأكول وملبوس ومشروب (١٣).
قوله ـ تعالى ـ : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) ؛ أي : يخاصم.
(وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ) (٣) ؛ أي : يتّبع كلّ شيطان من الجنّ والإنس متمرّد (١٤) يصدّه عن الحقّ.
قوله ـ تعالى ـ : (كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ) ؛ يريد : كتب في اللّوح المحفوظ ؛ أي : كتب على الشّياطين (١٥).
قوله ـ تعالى ـ : (فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (٤) يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ) [أي في شك] (١٦) (فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ
__________________
(٩) ج ، د ، م : لغير.
(١٠) ج ، د زيادة : الأمر.+ م زيادة : لعظم الأمر.
(١١) سقط من هنا قوله تعالى : (وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها).
(١٢) ج ، م ، د زيادة : يريد سكارى.
(١٣) سقط من هنا قوله تعالى : (وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ) (٢)
(١٤) ليس في ج.
(١٥) ج ، د ، م : الشيطان.
(١٦) ليس في أ ، ب.
تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) : هي الّتي تكون من (١) الغذاء.
قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ) : هي قطعة دم.
قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ) : وهي قطعة لحم صغيرة بمقدار ما يمضغ.
قوله ـ تعالى ـ : (مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) ؛ يريد (٢) : مصوّرة قد بدأ فيها الخلق.
«وغير مخلّقة» ؛ أي (٣) : غير مصوّرة.
وقيل : تامّة. [وغير تامّة] (٤) ، يريد : السّقط (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) ؛ يعني : إلى وقت الوضع.
قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً) ؛ أي : أطفالا.
قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ) ؛ يعني : منتهى الشّباب ، وهو الأربعون سنة. عن أبي عبيدة. والسدّي مثله (٦).
قوله ـ تعالى ـ : (وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ) : وهي (٧) ثمانون سنة ، وهو الخرف الّذي يعود فيه كالطّفل.
قوله ـ تعالى ـ : (لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً) وذلك أنّ الكبير يسهو
__________________
(١) م : في.
(٢) د ، م : يعني.
(٣) ليس في ج ، د.
(٤) ليس في أ.
(٥) تفسير الطبري ١٧ / ٩٠ نقلا عن قتادة.
(٦) كشف الأسرار ٦ / ٣٣٤ من دون نسبة القول إلى أحد.
(٧) ج ، د ، م : هو.
عن أمره (١) وبتغيّر (٢) حالاته كلّها.
قوله ـ تعالى ـ : (وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً) :
الكلبيّ والسدي : ميّتة (٣).
مقاتل : دارسة من النّبات (٤).
ويقال : همدت [النّار وخمدت] (٥) : إذا انطفأت (٦).
قوله ـ تعالى ـ : (فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ) ؛ أي : تحرّكت وانتفخت وارتفعت بالنّبات.
قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) (٥) ؛ أي : من كلّ صنف حسن المنظر (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) :
قيل (٨) : نزلت هذه الآية في النّضر بن الحارث بن كلدة رئيس عبد الدّار ، كان كثير الجدال للنّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ. [وقتله عليّ] (٩) ببدر ، وخبره
__________________
(١) ج ، د ، م : أموره.
(٢) م : تتغيّر.
(٣) كشف الأسرار ٦ / ٣٣٤ من دون نسبة القول إلى أحد.
(٤) التبيان ٧ / ٢٩٢.
(٥) ليس في د.
(٦) م : انطفت.
(٧) سقط من هنا الآيتان (٦) و (٧)
(٨) ليس في ج ، د ، م.
(٩) ليس في أ ، ب.
معروف. وكان (١) يقول : الملائكة بنات الله ، والقرآن أساطير الأوّلين (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (٨) ثانِيَ عِطْفِهِ) (٣) : لاوي عنقه ، معرضا عن الإسلام.
قوله ـ تعالى ـ : (لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) ؛ أي : عن طريق (٤) الحقّ.
قوله ـ تعالى ـ : (لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ) ؛ يعني (٥) : القتل ببدر ، قتله ابن [عمّ رسول الله] (٦) ؛ عليّ [بن أبي طالب] (٧) ـ عليه السّلام ـ.
قوله ـ تعالى ـ : (وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ (٩)) ؛ يعني : في جهنّم (٨).
قوله ـ تعالى ـ : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) :
السدّي ومقاتل : على شكّ (٩).
الكلبيّ : على دين (١٠).
__________________
(١) أ ، م : فكان.
(٢) تفسير الطبري ١٧ / ٩٢ من دون نسبة القول إلى أحد.
(٣) ج ، د ، م زيادة : أي.
(٤) م : طرق.
(٥) ليس في د.
(٦) ج ، د ، م : عمّه.
(٧) ليس في ج ، د ، م.
(٨) سقط من هنا الآية (١٠)
(٩) التبيان ٧ / ٢٩٦ نقلا عن مجاهد.
(١٠) تفسير الطبري ١٧ / ٩٤ نقلا عن الضحّاك.
وفي كتاب ابن (١) جرير : على وجه (٢). ومنه قوله ـ عليه السّلام ـ (٣) : نزل القرآن على سبعة أحرف (٤) ؛ أي : على سبعة أوجه.
قيل (٥) : إنّ هذه الآية نزلت في منافق ارتدّ عن الإسلام ، حيث مات ولده ، فعاقبه الله ـ تعالى ـ بالقحط والجدب في الدّنيا ، وله في الآخرة عذاب عظيم ؛ يعني : في النّار (٦).
وروي عن ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ (٧) قال : كان الرّجل منهم إذا قدم المدينة إلى النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فإن صحّ جسمه ونتجت فرسه وولدت امرأته غلاما وكثر خيره ، اطمأنّ على إسلامه. وإن أصابه مرض ولم تنتج فرسه أو امرأته ولدت جارية أو أصابه جدب وقحط وضيق ، قال : ما أصبت من هذا الرجل (٨) خيرا ، بل شرّا. وزيّنت له نفسه وشيطانه الرجوع عن الإسلام ، فنزلت الآية بذلك (٩).
قوله ـ تعالى ـ : (يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ
__________________
(١) ليس في م.
(٢) تفسير الطبري ١٧ / ٩٣.
(٣) م : قول النّبيّ عليه السّلام.
(٤) وردت الروايات بذلك في جامع الأخبار والآثار ، كتاب القرآن ج ١ / ١٩.
(٥) ج ، د ، م : وقيل.
(٦) ورد مؤدّاه في تفسير القرطبي ١٢ / ١٧.
(٧) ج ، د ، م زيادة : أنّه.
(٨) ج ، د ، م : الدين.
(٩) تفسير الطبري ١٧ / ٩٣.+ سقط من هنا قوله تعالى : (فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ) (١١)
الضَّلالُ الْبَعِيدُ) (١٢) ؛ يعني (١) : يدعو الآلهة من الأصنام والأوثان.
(يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ) (١٣) ؛ أي : لبئس النّاصر ، ولبئس الصّاحب والمعاشر (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ) :
قال مقاتل : نزلت هذه الآية في نفر من أسد وغطفان ، قالوا : نخاف أن (٣) ينصر الله محمّدا [ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ] (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) : [في الدّنيا] (٥) بالغلبة وفي الآخرة بالحجّة ، فينقطع ما بيننا وبين حلفائنا من اليهود. فلم يؤمنوا (٦).
وقال غيره : نزلت في قوم خافوا أن لا ينصر الله محمّدا ، فلم يؤمنوا به ولم يتّبعوه (٧).
وقال آخرون : «من كان يظنّ أن لن ينصره الله» ؛ أي : لن يرزقه (٨) ، كأنّه قنط من رحمة الله (٩) وروحه. يقال : أرض منصورة ؛ أي : ممطرة (١٠).
__________________
(١) ليس في ج ، د ، م.
(٢) سقط من هنا الآية (١٤)
(٣) ليس في د.
(٤) ليس في ج ، د.+ تفسير الطبري ١٧ / ٩٧ من دون ذكر للقائل.
(٥) ليس في ج ، د.
(٦) تفسير الطبري ١٧ / ٩٧.
(٧) التبيان ٧ / ٢٩٨ نقلا عن ابن عبّاس.
(٨) م زيادة : الله.
(٩) ج ، د زيادة : تعالى.
(١٠) ج ، د ، م : ممطورة.+ تفسير الطبري ١٧ / ٩٦.
قوله ـ تعالى ـ : (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ) ؛ أي : يمدد (١) بحبل في السّقف ، والحبل في عنقه ، ثمّ يقطعه فينخنق (٢) ويموت.
قوله ـ تعالى ـ : (فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ) ؛ أي : حيلته ، و (ما يَغِيظُ) (١٥) من فعله وحيلته الّتي فعل (٣).
وقيل : فلينظر هل يذهبنّ كيده ما يغيظ من تأخير الرّزق عنه (٤).
قتادة والسدّي قالا : يقال لمن تعده : إن كنت لا تثق فاختنق (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ) :
سجود العقلاء ، هو الخضوع. وسجود غير العقلاء ، ما فيه من أدلّة الصّنع الّتي تدعو العارفين بالله إلى السّجود (٦).
قوله ـ تعالى ـ : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) :
ابن زيد : نزلت هذه الآية في الّذين برزوا يوم بدر إلى عتبة وشيبة والوليد ابن عتبة ، وهم : عليّ بن أبي طالب (٧) ، و (٨) حمزة بن عبد المطّلب ، وابن عمّه ؛ عبيدة
__________________
(١) ج ، د : مدد.
(٢) م : فيختنق.
(٣) أ ، د ، م زيادة : وقيل : فلينظر ، أي : يذهبنّ ما يجده في قلبه من الألم الخير ـ د والغيظ فعله.
(٤) مجمع البيان ٧ / ١٢٠ نقلا عن قتادة.
(٥) التبيان ٧ / ٢٩٩.+ سقط من هنا الآيتان (١٦) و (١٧)
(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ) (١٨)
(٧) م زيادة : ـ عليه السّلام ـ.
(٨) م زيادة : عمه.
ابن الحارث بن عبد المطّلب.
وذلك أنّ عتبة وشيبة والوليد قالوا للنّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : أخرج إلينا (٩) أكفاءنا من قريش نقاتلهم. وكان قد برز إليهم قوم من الأنصار فانتسبوا لهم ، فقالوا لهم : لستم بأكفاء لنا. فبرز عليّ (١٠) ـ عليه السّلام ـ وحمزة وعبيدة (١١). فلمّا برز (١٢) الثّلاثة للثّلاثة. فأمّا عليّ ـ عليه السّلام ـ قتل (١٣) الوليد ، وقتل حمزة شيبة ، واختلف عبيدة وعتبة بضربتين ، وكلاهما أثبت صاحبه. فعطف [عند ذلك] (١٤) عليّ ـ عليه السّلام ـ وحمزة على عتبة فقتلاه ، ومات عبيدة من الضربة (١٥).
الكلبيّ ومقاتل قالا : نزلت الآية في اليهود ، فقالوا للمسلمين (١٦) : ديننا خير من دينكم (١٧).
وقوله : «في ربّهم» ؛ أي : في دينه (١٨) [وقوله] (١٩) : «اختصموا» ، أراد :
__________________
(٩) م : لنا.
(١٠) ليس في د.
(١١) د ، م زيادة : إليهم.
(١٢) ج ، د ، م : فبرز.
(١٣) م : فقتل.
(١٤) ليس في أ ، ب.
(١٥) أسباب النزول ص ٢٣١ نقلا عن محمّد بن إبراهيم المزكي.
(١٦) ج ، د ، م : قالوا للمؤمنين.
(١٧) أسباب النزول ص ٢٣١ نقلا عن ابن عبّاس.
(١٨) ج ، د : دينهم.
(١٩) ليس في أ ، ب.
الفريقين المؤمنين والكافرين.
وقيل : إنّما أخبر الله عنهما بلفظ الجمع بعد أن قال : «خصمان» لأنّ العادة جارية ، أنّ الخصمين إذا أتيا إلى الحكم (٢٠) لا بدّ أن يكون لكلّ (٢١) واحد منهما من يساعده وينصره (٢٢).
قوله ـ تعالى ـ : (فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ (١٩) يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (٢٠)) ؛ أي : يذاب. ومنه سمّي [الشّحم المذاب] (٢٣) : صهارة.
قوله ـ تعالى ـ : (وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١)) ؛ أي : مجارة (٢٤) من حديد يضربون بها في النّار. واحدتها ، مقمعة. وأصله من قمعقه ؛ أي (٢٥) : [قهرته وردعته] (٢٦).
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) ؛ أي : بساتين.
قوله ـ تعالى ـ : (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها
__________________
(٢٠) ج ، د ، م : الحاكم.
(٢١) ج ، د ، م : مع كلّ.
(٢٢) أنظر : التبيان ٧ / ٣٠٢.
(٢٣) ليس في د.
(٢٤) ليس في ج ، د ، م.
(٢٥) ج ، د ، م : إذا.
(٢٦) أ : قمعت درعه.+ سقط من هنا الآية (٢٢)
حَرِيرٌ) (٢٣) : لأنّ ما كان من (١) ذلك محرّم (٢) عليهم في الدّنيا أباحه الله لهم في الجنّة ، لزوال التّكليف هنالك (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ) ؛ يعني : المؤمنين ، أرشدوا إلى الإيمان بالله ـ تعالى ـ وتوحيده ، وموالاة النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وأهل بيته الطّاهرين في الدّنيا.
(وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ) (٢٤) ؛ أي : وهدوا في الآخرة إلى الثّواب والنّعيم الدّائم (٤) بلا تكدير ولا زوال ، وسلام الملائكة عليهم من كلّ باب. (وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ) (٥) ؛ يريدون : صدقنا في الآخرة.
قوله ـ تعالى ـ : (وَلَهُ الْحَمْدُ) (٦) في الدّنيا ، على ما وفّقنا له من الأعمال الصّالحات ، الّتي نلنا بها هذه الدّرجات العاليات والنّعيم الخالص الدّائم في الآخرة.
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ) :
«العاكف» السّاكن المقيم فيه.
و «الباد» أهل البادية ، والخارجون عنه.
__________________
(١) ليس في أ ، ب.
(٢) ج ، د محرّما.
(٣) م : هناك.
(٤) ليس في ج ، د ، م.
(٥) الزمر (٣٩) / ٧٤.
(٦) الروم (٣٠) / ١٨.
قوله ـ تعالى ـ : (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ) ؛ أي : يميل عن الحقّ بظلم (١).
قوله ـ تعالى ـ : (نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) (٢٥) ؛ [أي : مؤلم] (٢).
وقيل : يرد إلحادا ، والباء زائدة ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً) ؛ أي : أنزلناه به.
و «المباءة» المنزل المعلم (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) (٢٦) ؛ أي (٥) : لا تشرك الأصنام والأوثان معي في العبادة. والخطاب له ، والمراد به : غيره.
و «الطّائفين» جمع طائف. و «القائمين» جمع قائم. و «الرّكّع» جمع راكع.
و «السّجود» جمع ساجد.
وهذا أمر من الله ـ تعالى ـ لنبيّه إبراهيم ـ عليه السّلام ـ يقول : طهّر بيتي من عبادة الأصنام والأوثان.
وقيل : طهّر بيتي من الدّماء والأرواث والأقذار ؛ لأنّهم كانوا يذبحون حوله وعنده (٦).
__________________
(١) ج ، د ، م : بالظلم.
(٢) ليس في ج ، د ، م.
(٣) المؤمنون (٢٣) / ٢٠.+ تفسير الطبري ١٧ / ١٠٣.
(٤) ج ، د ، م زيادة : أن لا تشرك بي شيئا.
(٥) ج ، د ، م : يعني.
(٦) تفسير الطبري ١٧ / ١٠٦.
قوله ـ تعالى ـ : (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِ) :
قيل : الخطاب هاهنا لإبراهيم ـ عليه السّلام ـ (١).
وقيل : بل الخطاب لمحمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (يَأْتُوكَ رِجالاً) ؛ أي : يأتوك (٣) رجّالة (٤) مشاة ، جمع راجل. يقال : راجل ورجّال ؛ مثل : صاحب وصحّاب ، وقائم وقيّام. ذلك حكم أهل مكّة وحاضريها.
مجاهد قال : قال إبراهيم ـ عليه السّلام ـ على المقام فأذّن ، فقال : أيّها النّاس ، أجيبوا ربّكم. فقالوا : لبيّك ، اللهم ، لبيّك (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ) ؛ يريد : من (٦) الإبل.
قوله ـ تعالى ـ : (يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) (٢٧) ؛ أي : من كلّ طريق وواد عميق ؛ [أي : بعيد.
قوله ـ تعالى ـ : (لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ) :
مجاهد قال : التّجارة في الدّنيا والآخرة (٧).
__________________
(١) تفسير الطبري ١٧ / ١٠٦ و ١٠٧.
(٢) التبيان ٧ / ٣٠٩ نقلا عن الحسن.
(٣) ليس في ج ، د ، م.
(٤) ليس في م.
(٥) تفسير الطبري ١٧ / ١٠٧ ، تفسير مجاهد ٢ / ٤٢٢.
(٦) ليس في ج ، د ، م.
(٧) تفسير الطبري ١٧ / ١٠٨ ، تفسير مجاهد ٢ / ٤٢٢.
مقاتل] (١) قال (٢) : المنافع في الآخرة (٣).
وقال الكلبيّ ، مثل ذلك (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ) ؛ أي : معروفات مجاهد وسعيد وقتادة والكلبيّ قالوا : هي (٥) عشر ذي الحجّة (٦). وروي مثل ذلك عن أئمّتنا ـ عليهم السّلام ـ (٧).
ابن عمر والسدي ومقاتل قالوا : هي الثّلاثة الأيّام ؛ يوم النّحر ويومان بعده (٨). وروي مثل (٩) ذلك في أخبارنا عنهم ـ عليهم السّلام ـ (١٠).
قوله ـ تعالى ـ : (عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ) ؛ أي : الأضاحي ، وهي الإبل والبقر والغنم الذّكر والأنثى والواحد والجمع ، ينحرون ويذبحون
__________________
(١) ليس في د.
(٢) ليس في م.
(٣) التبيان ٧ / ٣١٠ من دون ذكر للقائل.
(٤) لم نعثر عليه منقولا عنه.
(٥) م : هنّ.
(٦) تفسير الطبري ١٧ / ١٠٨ نقلا عن قتادة.
(٧) ورد مؤدّاه في الكثير من الروايات فانظر : كنز الدقائق ٩ / ٨٢ و ٨٣ ونور الثقلين ٣ / ٤٩٠ والبرهان ٣ / ٨٧
(٨) تفسير أبي الفتوح ٨ / ٩٠ نقلا عن ابن عمر وحده.
(٩) ليس في م.
(١٠) روي الصدوق عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عن الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين ابن سعيد ، عن محمّد بن الفضيل عن أبي الصباح عن أبي عبد الله عليه السّلام في قول الله عزّ وجلّ : (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ) قال : هي أيّام التشريق. معاني الأخبار / ٢٩٧ وعنه كنز الدقائق ٩ / ٨٢ والبرهان ٣ / ٨٧ ونور الثقلين ٣ / ٤٩٠.
ويقولون : بسم الله والله أكبر.
قوله ـ تعالى ـ : (فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) (٣٦).
«فالقانع» السّائل الّذي يقنع بما تعطيه. و «المعترّ» الّذي يتعرّض لك ولا يسأل.
و «القانع» سمّي بذلك من القنوع ، وهو إظهار السّؤال. قال الشّاعر :
لمال المرء يصلحه فيغني |
|
مفاقره أعفّ من القنوع (١) |
يعني : أعفّ من السّؤال.
[(وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ) (٢٨)].
والبائس الفقير ؛ أي : الزّمن الفقير.
مقاتل قال : «البائس» الضّرير (٢).
الكلبيّ [قال : «البائس»] (٣) الزّمن الفقير المحتاج (٤).
الزّجّاج قال : «البائس» الّذي (٥) ناله البؤس ، وهو شدّة الفقر (٦).
[قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ) ؛ أي : مناسكهم.
__________________
(١) للشّماخ. التبيان ٧ / ٣١٩ ولسان العرب ٥ / ٦١ مادّة «فقر» وفيه : المفاقير. جمع فقر على غير قياس كالمشابه والملامح ويجوز أن يكون جمع مفقر مصدر أفقره أو جمع مفقر.
(٢) التبيان ٧ / ٣١٠ من دون ذكر للقائل.
(٣) ليس في ج.
(٤) تفسير الطبري ١٧ / ١٠٩ نقلا عن ابن عبّاس.
(٥) ج ، د ، م زيادة : قد.
(٦) التبيان ٧ / ٣١٠.
مقاتل] (١) قال : حلق الرّأس ، وأمور الحجّ ، ورمي الجمار ، وقصّ الشّارب (٢).
الزّجّاج قال : أهل اللّغة لا يعرفون هذا إلّا من التّفسير ؛ كأنّه الخروج من الإحرام إلى الإحلال (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) (٢٩) ؛ يعني : الكريم.
مجاهد قال (٤) : نذورهم (٥) من حجّ أو عمرة ، بما أوجبوا على أنفسهم (٦).
الكلبيّ قال : من كانت عليه [كفّارة وفى بها] (٧).
قوله ـ تعالى ـ : «وليطّوّفوا بالبيت العتيق» ؛ أراد : طواف النذر (٨).
و «العتيق» قيل (٩) : سمّي بذلك ، لأنّه (١٠) أعتق من الغرق أيّام الطّوفان (١١).
روي (١٢) : أنّ الله ـ تعالى ـ رفعه إلى السّماء عند الطّوفان (١٣).
__________________
(١) ليس في د.
(٢) تفسير الطبري ١٧ / ١٠٩ نقلا عن ابن عبّاس.
(٣) كشف الأسرار ٦ / ٣٦٣.
(٤) ليس في م.
(٥) ج ، د ، م زيادة ، وهو إراقة الدماء. السدّي قال : من يهدي ما نحره يوم الأضحى ومقاتل قال :
يوفون نذورهم.
(٦) تفسير الطبري ١٧ / ١١٠ ، تفسير مجاهد ٢ / ٤٢٣.
(٧) ليس في ج ، د ، م.+ كشف الأسرار ٦ / ٣٦٣.
(٨) ج ، د ، م : الصّدر.
(٩) ليس في ج.
(١٠) أ : أنّه.
(١١) التبيان ٧ / ٣١١ نقلا عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ.
(١٢) ج ، د ، م : وقيل.
(١٣) روي الصّدوق بإسناده إلى ذريح بن يزيد المحاربيّ ، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : إنّ الله عزّ وجلّ أغرق الأرض كلّها يوم نوح إلّا البيت فيومئذ سمّي العتيق ، لأنّه أعتق يومئذ من الغرق فقلت له : اصعد إلى السماء؟ فقال : لا ، لم يصل إليه الماء ، ورفع عنه. العلل / ٣٩٩ وعنه كنز الدقائق ٩ / ٨٩ والبرهان ٣ / ٩٠ ونور الثقلين ٣ / ٤٩٥.
الكلبيّ قال : أعتق من الجبابرة ، فلم يسلّط عليه جبّار (١٤). وما أراد به جبار سوءا ، إلّا أهلكه الله (١٥) ـ تعالى ـ (١٦).
مقاتل قال : أعتق من القتل والسّبي والحرب في الجاهليّة (١٧).
الحسن قال : «العتيق» معناه : القديم (١٨).
سفيان بن عتبة قال (١٩) : سمّي عتيقا لأنّه (٢٠) [لم يملك قطّ (٢١).
وقيل : سمّي عتيقا] (٢٢) ، لأنّه كريم على الله. يقال فرس عتيق : إذا كان كريم الأصل (٢٣).
قوله ـ تعالى ـ : (ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ) :
__________________
(١٤) ج ، د : جائر.
(١٥) ليس في ج.
(١٦) تفسير الطبري ١٧ / ١١٠ ـ ١١١ نقلا عن المفسّرين.
(١٧) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(١٨) تفسير الطبري ١٧ / ١١١ نقلا عن ابن زيد.
(١٩) ليس في ج ، د ، م.
(٢٠) من د.
(٢١) تفسير الطبري ١٧ / ١١٠ نقلا عن مجاهد.
(٢٢) ليس في ج ، م.
(٢٣) تفسير أبي الفتوح ٨ / ٩١ نقلا عن بعض.
مقاتل والكلبيّ قالا (١) ، يعظّم أمر المناسك (٢).
مجاهد قال : يعظّم ما نهى الله عنه من معاصيه (٣).
وقيل : يعظّم حرمة الكعبة (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ) ؛ يريد ـ سبحانه ـ : الّتي حرّموها وخصّوها بالآلهة.
قوله ـ تعالى ـ : «إلّا ما يتلى عليكم» ؛ يعني : [الّذي ذكر] (٥) في أوّل سورة المائدة ، من (الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ)» (٦) ؛ أي : ما ذبح للأصنام والأوثان ، (وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ) (٧) إلى غير ذلك [من المحرّمات] (٨).
قوله ـ تعالى ـ : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) :
«من» هاهنا صلة (٩) ، والمعنى : اجتنبوا (١٠) الأوثان.
__________________
(١) م : قال.
(٢) تفسير الطبري ١٧ / ١١٢ نقلا عن ابن زيد.
(٣) تفسير الطبري ١٧ / ١١٢ نقلا عن مجاهد ، تفسير مجاهد ٢ / ٤٢٤.
(٤) تفسير الطبري ١٧ / ١١٢ نقلا عن مجاهد.
(٥) ليس في ج ، د ، م.
(٦) المائدة (٦) / ٣.
(٧) المائدة (٦) / ٣.
(٨) ليس في ج ، د ، م.
(٩) م : زائدة.
(١٠) م : فاجتنبوا.
وقيل (١) : إنّها للتّبيين ، هاهنا (٢).
و «الرّجس» كلّ ما يعبد من دون الله.
قوله ـ تعالى ـ : (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) (٣٠) :
قيل : الكذب والشّرك (٣).
وروى أصحابنا ، عن أئمّتنا ـ عليهم السّلام ـ : أنّ «الزّور» هاهنا ، [هو الغناء (٤).
وقال بعض المفسّرين : «الزّور» هاهنا] (٥) ، الشّرك. وذلك (٦) أنّهم كانوا يقولون في الجاهليّة : لبيّك لا شريك لك إلّا شريك هو لك ، تملكه وما ملك (٧). وذلك قوله : (حُنَفاءَ لِلَّهِ) ؛ يريد : في التّلبية.
قوله ـ تعالى ـ : (غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ) (٣١) ؛ أي : بعيد.
هذا مثل ضربه الله ـ تعالى ـ لمن أشرك به في هلاكه ، وبعده من الله ـ تعالى ـ [في الدّنيا] (٨) من الهدى (٩) وفي الآخرة بعده من الثّواب.
__________________
(١) ج زيادة : هي.
(٢) التبيان ٧ / ٣١١.+ ليس في م.
(٣) التبيان ٧ / ٣١٢.
(٤) ورد مؤدّاه في عدّة روايات فانظر : كنز الدقائق ٩ / ٩١ و ٩٢ والبرهان ٣ / ٩٠ و ٩١ ونور الثقلين ٣ / ٤٩٥ و ٤٩٦ ووسائل الشّيعة ١٢ / ٢٢٥ ـ ٢٣٠ ومستدركه ١٣ / ٢١٤.
(٥) ليس في ج.+ ج ، د ، م زيادة : هو.
(٦) م : قيل.
(٧) م : لا يملكان.+ تفسير الطبري ١٧ / ١١٢.
(٨) ليس في ج ، د ، م.
(٩) م : الهدى.