نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٣

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٣

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤١١

«الرّكز» هو الصّوت الخفيّ. [والله أعلم بالصّواب] (١).

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

٣٢١

ومن سورة طه

وهي مائة وثلاثون آيه [وآيتان] (١).

مكيّة بلا خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (طه) (١) :

ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ قال : معناه : يا رجل ، بلسان عكّ (٢).

السدّي قال : هو بالأرمنيّة (٣).

مجاهد وسعيد قالا (٤) : هو بالسّريانيّة ، ومعناه : يا رجل (٥).

ومنهم من قال : بالنّبطيّة (٦).

__________________

(١) ليس في ج ، د.

(٢) مجمع البيان ٧ / ٥ نقلا عن الكلبيّ.

(٣) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٤) ليس في ج ، د ، م.

(٥) تفسير الطبري ١٦ / ١٠٣.

(٦) تفسير الطبري ١٦ / ١٠٣ نقلا عن عكرمة وضحّاك.+ في جميع النسخ زيادة : وقالوا : أمر بخلع نعليه فصارتا عقربين معجزة له وكرامة. وقال قوم : أمر بخلع نعليه ، للبركة وعلى سبيل الخضوع.

٣٢٢

وقال الكلبيّ ومقاتل : معنى (١) «طه» يا رجل (٢).

وقيل : «طه» من وطأ يطأ ؛ أي : طىء الأرض بقدميك (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) (٢) ؛ أي : لتتعب. وذلك أنّ أبا جهل عيّره بالصّلاة وتلاوة القرآن.

قوله ـ تعالى ـ : (إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى) (٣) ؛ أي (٤) : يخاف ربّه.

و «تذكرة» مصدر.

قوله ـ تعالى ـ : (تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى) (٤) :

«تنزيلا» مصدر.

وقيل : مفعول له (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) (٥) ؛ أي (٦) : استولى (٧) على ملكه.

و «العرش» أعظم مخلوقات الله ـ تعالى ـ.

وقيل : «العرش» الملك (٨).

__________________

(١) د : يعني.

(٢) تفسير الطبري ١٦ / ١٠٢ و ١٠٣.

(٣) مجمع البيان ٧ / ٥ نقلا عن الزجاج.

(٤) ج ، د ، م : يعني.

(٥) التبيان ٧ / ١٥٩ من دون ذكر للقائل.

(٦) ج ، د ، م : معناه.

(٧) د : استوى.

(٨) مجمع البيان ٥ / ١٣٠ نقلا عن أبي مسلم.

٣٢٣

و «العرش» عند العرب : السّرير.

وقال بعض أئمّة (١) اللّغة : «العرش» و «العريش» كلّ بناء يستظلّ به. ومنه : عريش مكّة (٢).

و «العرش» عندهم السّقف ـ أيضا ـ. ومنه قوله ـ تعالى ـ : (خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) (٣) ؛ أي : على سقوفها وأبنيتها.

قوله ـ تعالى ـ : (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى) (٦) ؛ أي (٤) : في ملكه ، وتحت تدبيره وقبضته.

وقيل : «الثّرى» الأرض السّفلى (٥).

وقال مقاتل والكلبيّ : «الثّرى» التّراب تحت الأرض ، والسّمكة والثّور والماء والصّخرة (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى) (٧) :

«فالسّر» (٧) ما سررته (٨) إلى غيرك.

«وأخفى» (٩) ما حدّثت به نفسك.

__________________

(١) م زيادة : أهل.

(٢) مجمع البيان ٢ / ٦٣٨ نقلا عن أبي عبيدة.

(٣) البقرة (٢) / ٢٥٩.

(٤) ليس في د.

(٥) التبيان ٧ / ١٦١.

(٦) تفسير أبي الفتوح ٧ / ٤٤٧ نقلا عن ابن عبّاس.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ).

(٧) ج ، د : السّر.

(٨) ج ، د ، م : أسررته.

(٩) ج ، د ، م زيادة : منه.

٣٢٤

وقال الحسن ومجاهد : هو الوسوسة (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى) (٩) ؛ أي : قد أتاك.

قوله ـ تعالى ـ : (إِذْ رَأى ناراً فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً) ؛ أي (٢) : أبصرتها.

قوله ـ تعالى ـ : (لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ) ؛ أي : جذوة من النّار.

قوله ـ تعالى ـ : (إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) (٣) :

«المقدّس» المبارك المطهّر.

و «طوى» اسم الوادي. في قول ابن عبّاس ومجاهد وابن زيد (٤).

وقال الحسن : سمّي بذلك لأنّه طوي بالبركة (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ) ؛ يعني : الّذي خلق النّار والنّور (٦) والكلام الّذي سمعته.

قوله ـ تعالى ـ : (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ) :

[قيل : أمر بذلك] (٧) للبركة (٨) و [على سبيل الخضوع. عن الكلبيّ ومقاتل

__________________

(١) تفسير الطبري ١٦ / ١٠٥.+ سقط من هنا الآية (٨)

(٢) ليس في ج ، د ، م.

(٣) النازعات (٧٩) / ١٦.

(٤) تفسير الطبري ١٦ / ١١٠.

(٥) تفسير الطبري ١٦ / ١١٠ نقلا عن سعيد.+ سقط من هنا قوله تعالى : (أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً) (١٠) والآية (١١)

(٦) ليس في م.

(٧) ليس في د.

(٨) التبيان ٧ / ١٦٤ نقلا عن عليّ ـ عليه السّلام ـ.+ تفسير أبي الفتوح ٧ / ٤٤٩ نقلا عن مجاهد وعكرمة.

٣٢٥

وقتادة ومجاهد (١).

وقال غيرهم : أمر بذلك] (٢) ، فصارتا عقربتين (٣) كرامة له ومعجزة (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) (١٤) ؛ أي : لتذكّري (٥) بها (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى (١٧) قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي) ؛ أي أضرب بها الورق من الشّجر لغنمي.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى) (١٨) ؛ أي : حوائج أخر.

«مآرب» جمع مأربة.

وقيل : إنّ قوله : «وما تلك بيمينك يا موسى» تقرير وليس باستفهام. وإنّما قرّر معه ذلك (٧) لئلّا يخاف منها إذا صارت حيّة ، وليعلم أنّها آية من الله ـ تعالى ـ ومعجزة. فلما ألقاها وصارت (٨) حيّة ، «فأوجس في نفسه خيفة موسى» (٩).

قيل : إنّه خاف أن يلتبس الأمر عليهم فيها (١٠).

__________________

(١) تفسير أبي الفتوح ٧ / ٤٤٩ من دون ذكر للقائل.

(٢) ليس في ج.

(٣) ج ، د : عقربين.

(٤) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) (١٢) والآية (١٣) وسيأتي قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي).

(٥) م : لتذكرني.

(٦) سقط من هنا الآيتان (١٥) و (١٦)

(٧) د زيادة : حكي.

(٨) أ ، ب : فصارت.

(٩) طه (٢٠) / ٦٧.+ تفسير الطبري ١٦ / ١١٦ من دون نسبة العقول إلى أحد.

(١٠) التبيان ٧ / ١٨٧ نقلا عن الجبائي والبلخي.

٣٢٦

وقيل : إنّه (١) خاف بالطّبع البشريّ (٢).

فقال [له ـ تعالى ـ] (٣) : ([خُذْها وَ] لا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى) (٢١) ؛ أي : نردّها عصا كما كانت.

قوله ـ تعالى ـ : (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ) ؛ أي : إلى (٤) تحت إبطك وعضدك. قال الشّاعر :

أضممه للصّدر وللجناح (٥)

قوله ـ تعالى ـ : (تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) ؛ أي : من غير برص ولا مرض.

قوله ـ تعالى ـ : (آيَةً أُخْرى) (٣٢) ؛ يريد : آية مع العصا.

قيل : إنّه أخرج يده من تحت مدرعته كشعاع الشّمس ، فأخذت الأبصار [من ضوئها] (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى) (٢٣) ؛ أي : من آياتنا العظيمة العجيبة (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) (٢٥) ؛ أي : أوسع.

__________________

(١) ج ، د ، م : بل.

(٢) التبيان ٧ / ١٨٧ من دون ذكر للقائل.+ سقط من هنا الآيتان (١٩) و (٢٠)

(٣) ج ، د ، م : الله تعالى له.

(٤) ليس في ج.

(٥) كذا في تفسير الطبري ١٦ / ١١٩ والتبيان ٧ / ١٦٧ ولكن في جميع النسخ : وللجناح.

(٦) ج ، د ، م : بضوئها.+ تفسير القرطبي ١١ / ١٩١ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٧) سقط من هنا الآية (٢٤)

٣٢٧

[قوله ـ تعالى ـ : (وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (٢٦)) ؛ أي : الّذي وجّهتني إليه] (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي (٢٧)) ؛ أي : حبسة كانت في لسان موسى ـ عليه السّلام ـ (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (٢٩) هارُونَ أَخِي (٣٠) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (٣١)) ؛ [أي : ظهري] (٣).

(وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (٣٢) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً (٣٣) (٤) وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً (٣٤)) ؛ أي : نسبّحك تسبيحا. وهو مصدر.

و «كثيرا» صفه مصدر (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى (٣٦)) ؛ أي : أعطيت طلبتك.

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى (١٣)) ؛ يعني (٦) : من الوحي إليك (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) :

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) سقط من هنا الآية (٢٨)

(٣) ليس في ج.

(٤) م زيادة : أي : نسبّحك تسبيحا كثيرا.

(٥) د : لمصدر.+ م : المصدر.+ سقط من هنا الآية (٣٥)

(٦) ليس في م.

(٧) سقط من هنا الآيتان (٣٧) و (٣٨) وقوله ـ تعالى ـ : (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ).

٣٢٨

قيل : إنّ موسى ـ عليه السّلام ـ ما رآه ذو عينين إلّا حبّه (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي (٣٩)) ؛ أي : لتربّى وتغذّى بمرأى منّي ، حيث (٢) أراك وأعلم حالك (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ) :

وذلك أنّه لمّا قذفه الماء إلى بستان فرعون. [وكان فرعون] (٤) وزوجته ؛ آسية ، مطلّين على البستان ، فرأيا تابوتا وقد قذفه الماء إلى البستان ، فأمر بأحضاره عندهما ، [فوجد فيه طفلا] (٥) ذكرا. وكان فرعون قد أمر بقتل كلّ ذكر يولد واستبقاء كلّ أنثى ، حيث قال له المنجّمون : إنّه يولد مولود يكون سبب هلاكك (٦) وخراب مصر. فهمّ فرعون بقتله.

فقالت له (٧) زوجته ؛ آسية : (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ) لا تقتله ، وكان لا يولد لهما ، (عَسى أَنْ يَنْفَعَنا) ؛ يعني : [عند كبره] (٨) (أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً) (٩).

فأجابها إلى ذلك. فعرضوه على كلّ مرضع بالمدينة ، فلم يرأم على ثدي أحد.

__________________

(١) ج ، د ، م : أحبّه.+ تفسير الطبري ١٦ / ١٢٣ نقلا عن قتادة.

(٢) ج ، د ، م : بحيث.

(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ).

(٤) ليس في د.

(٥) م : فوجدا مولودا.

(٦) ج ، د ، م : سببا لهلاكك.

(٧) ليس في ج ، د ، م.

(٨) ج : نقرّ ببركته.

(٩) القصص (٢٨) / ٩.

٣٢٩

قال الله ـ تعالى ـ ، (وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ)] (١).

فقالت أخته ، وكانت في دار آسية : (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ) ؛ «هم له ناصحون» (٢).

قالوا (٣) : نعم. فدلّتهم على أمّه ، فرضعته (٤) على ثديها ، ففرحوا بذلك. قال الله ـ تعالى ـ : (فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ).

(وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً) ؛ يريد : قتله القبطي (٥).

الّذي وكزه موسى فقضى عليه.

قوله ـ تعالى ـ : (فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ) ؛ يريد : حيث جئتهم هاربا لمّا قتلت القبطيّ ، وتزوّجت بابنة شعيب ـ عليه السّلام ـ.

قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يا مُوسى) (٤٠) ؛ أي : جئت لوقت.

قال الشّاعر :

نال الخلافة أن جاءت (٦) على قدر

كما أتى ربّه موسى على قدر (٧)

قوله ـ تعالى ـ : (اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي) ؛ أي : بمعجزاتي.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي) (٤٢) ؛ أي : لا تضعفا.

__________________

(١) القصص (٢٨) / ١٢.

(٢) القصص (٢٨) / ١٢.

(٣) ج ، م : فقالوا.+ د : فقالا.

(٤) ج ، د ، م : فرضع.

(٥) ج ، د ، م : القبطي.

(٦) م : أو جاءت.+ سقط من هنا الآية (٤١)

(٧) لجرير. تفسير الطبري ١٦ / ١٢٨.

٣٣٠

قوله (١) : (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً) :

جاء في التّفسير : كنّياه (٢) بكنية (٣) ؛ أي : قولا له : يا أبا العبّاس (هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى) (٤) ؛ أي : تطهّر نفسك من الكفر والشّرك.

قوله ـ تعالى ـ : (لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى (٤٤) قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى (٤٥)) ؛ أي (٥) : يعجل علينا (٦) بالعقوبة.

قوله ـ تعالى ـ :

(قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى (٤٦)) (٧).

[(قالَ) فرعون] (٨) : (فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى (٤٩)) :

إنّما اقتصر [على أحدهما] (٩) على عادة العرب في ذلك.

قوله (١٠) : (قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى (٥٠)) :

قيل : «خلقه» هاهنا : صورته وهيئته ، ثمّ هداه لمعيشته (١١).

__________________

(١) ليس في ج ، د.+ سقط من هنا الآية (٤٣)

(٢) ج ، د : كنّيا.

(٣) ج ، م : بكنيته.

(٤) النازعات (٧٩) / ١٨.+ تفسير الطبري ١٦ / ١٢٩.

(٥) م : و.

(٦) ليس في د.

(٧) سقط من هنا الآيتان (٤٧) و (٤٨)

(٨) ج ، د : وقوله تعالى.

(٩) ليس في ج ، د ، م.

(١٠) ليس في ج ، د.

(١١) تفسير الطبري ١٦ / ١٣١ نقلا عن مجاهد.

٣٣١

وقيل : هدى الذّكر إلى الأنثى (١).

وقيل : هداه للمرعى (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (مِنْها خَلَقْناكُمْ) ؛ [يعني : من الأرض] (٣).

(وَفِيها نُعِيدُكُمْ) ؛ يعني (٤) : بعد الموت.

(وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى) (٥٥) ؛ يعني : للبعث والنّشور.

قوله ـ تعالى ـ : ([قالَ] فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى (٥١) قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى (٥٢)) ؛ يعني : عنده في اللّوح المحفوظ (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها) ؛ يريد : تسع الآيات (فَكَذَّبَ وَأَبى) (٥٦) (٦).

فـ (٧) (قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (٥٩)) ؛ يعني (٨) : عند ارتفاع الشّمس (٩).

[وقوله ، «موعدكم] (١٠) يوم الزّينة» قيل : [«يوم الزّينة»] (١١) يوم عيد كان

__________________

(١) تفسير الطبري ١٦ / ١٣١ نقلا عن ابن عبّاس.

(٢) تفسير الطبري ١٦ / ١٣١ نقلا عن ابن عبّاس.

(٣) ليس في ج ، د ، م.

(٤) ج ، د ، م : يريد.

(٥) سقط من هنا الآيتان (٥٣) و (٥٤) وتقدّمت الآية (٥٥)

(٦) سقط من هنا الآيتان (٥٧) و (٥٨)

(٧) ج ، د زيادة : وقوله تعالى.

(٨) ليس في ج ، د ، م.

(٩) ليس في د.

(١٠) ليس في ج ، د ، م.

(١١) ليس في ج ، د ، م.

٣٣٢

لهم. عن الكلبيّ ومقاتل وقتادة (١٢).

قيل : جمع فرعون فيه السّحرة ، لإلقاء حبالهم وعصيّهم في واد لهم ، عند ارتفاع الشّمس واشتداد الحرّ. وذلك أنّ السّحرة عمدوا (١٣) إلى الحبال والعصيّ ، فحشّوها بالزّئبق وألقوها في الوادي عند ارتفاع النّهار (١٤) فحميت وسعت ، وقالوا لموسى : هذه أعظم من حيلتك (١٥). فألقى موسى ـ عليه السّلام ـ عصاه فصارت ثعبانا عظيما ، فالتقفت جميع ما ألقى السّحرة. وكانوا ثمانين ساحرا ، وكان شيخهم رجلا أعمى اسمه حطحط.

فقال للسّحرة : ما الّذي فعل موسى؟ فحكوا له حكايته وتلقّف عصاه لحلالهم (١٦).

فقال لهم : انظروا إلى بطن عصاه أكبرت؟

فقالوا : لا.

فقال حطحط : ليس هذا بسحر ، وإنّما هو أمر إلهي (١٧).

(فَأُلْقِيَ) عند ذلك (السَّحَرَةُ سُجَّداً قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هارُونَ وَمُوسى) (٧٠).

__________________

(١٢) تفسير الطبري ١٦ / ١٣٥ نقلا عن قتادة وابن زيد.+ تفسير أبي الفتوح ٧ / ٤٦٨ نقلا عن مقاتل والكلبيّ.

(١٣) د : عهدوا.

(١٤) ج ، د ، م : الشّمس.

(١٥) ج ، د ، م : حيّتك.

(١٦) ج ، د ، م زيادة : وعصيهم.

(١٧) أنظر : كشف الأسرار ٦ / ١٤٥ ـ ١٤٧.+ سقط من هنا الآيات (٦٠) ـ (٦٩) وستأتي الآية (٦٣)

٣٣٣

(قالَ) لهم فرعون : (آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ) ؛ يريد : اليد اليمنى والرّجل اليسرى.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) ؛ أي : على جذوعها (١).

قوله ـ تعالى ـ : (قالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ) ؛ يعني : من (٢) المعجزات والدّلالات (٣). قوله ـ تعالى ـ : (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا) (٧٢).

وقوله ـ تعالى ـ حكاية عن قول فرعون : (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى) (٦٣) :

قيل : «المثلى» (٤) جمع الأمثل (٥). و «الطّريقة» الأشراف (٦).

وقيل : «يذهبا بطريقتكم» ؛ ى أ : بسنّتكم (٧).

قال بعض النّحاة : من رفع «هاذان» حمله على لغة بني الحرث بن كعب ، لأنّهم [يأتون بالمثنى] (٨) بالألف في جميع الأحوال (٩).

__________________

(١) سقط من هنا قوله تعالى : (وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى) (٧١)

(٢) ليس في ج ، د ، م.

(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (وَالَّذِي فَطَرَنا).

(٤) ليس في ج ، د ، م.

(٥) م : المثل.

(٦) م : الإسراف.+ التبيان ٧ / ١٨٥ نقلا عن مجاهد.

(٧) التبيان ٧ / ١٨٥ نقلا عن ابن زيد.

(٨) أ : يرثون المثنى.

(٩) التبيان ٧ / ١٨٤.

٣٣٤

وقيل : «إن» هاهنا (١) ، بمعنى : نعم ، في لغة آخرين (٢).

و [قد قرئ] (٣) : «إنّ هذين لساحران» (٤).

وقال الكوفيّون : «إن» هاهنا مخفّفة ، بمعنى : ما ، و «اللّام» بمعنى : إلّا. وتقدير الكلام : ما هذان إلّا ساحران (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ) :

من رفع «كيد» جعل «ما» بمعنى : الّذي ، و «كيد» خبرها. ومن نصب «كيد» أضمر (٦) «فيصنعوا» (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي) ؛ يريد : أسر بهم ليلا.

قوله ـ تعالى ـ : (فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى) (٧٧) ؛ يريد : لا تخاف لحاقا من فرعون ولا تخشى من الغرق. فضرب موسى ـ عليه السّلام ـ بعصاه البحر فانفلق (٨) اثني عشر دربا ، لكلّ سبط دربا. فعبر فيها موسى بأصحابه وتبعه فرعون بجنوده ، فصعد موسى وأصحابه منه وكمل

__________________

(١) أ ، ب زيادة : محذوفة.

(٢) التبيان ٧ / ١٨٤ نقلا عن المبرّد.

(٣) أ ، ب : قد روي.+ ج : قرئ.

(٤) تفسير أبي الفتوح ٧ / ٤٧٠ ناسبا القراءة إلى أبي عمرو بن العلا وعيسى بن عمر.

(٥) تفسير أبي الفتوح ٧ / ٤٧٠.

(٦) ليس في ج ، د ، م.

(٧) سقط من هنا الآيات (٧٣) ـ (٧٦)

(٨) ج ، د ، م : فانفرق.

٣٣٥

فرعون بأصحابه فيه ، فأرسل الله البحر كما كان. فغرق فرعون وأصحابه ، [ونجّى الله موسى وأصحابه] (١) من الغرق. فظهر فرعون بدرعه على الماء ، وكانت من لؤلؤ ، فعرفه بنو إسرائيل ثمّ أغرقه الله ـ تعالى ـ (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (يا بَنِي إِسْرائِيلَ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ) ؛ يعني : جانب الجبل الأيمن لإعطاء التّوراة (٣) ، واعدهم (٤) موسى فاخلفوا ميعاده.

قوله ـ تعالى ـ : (وَنَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى) (٨٠) :

«المنّ» قيل : العسل (٥).

وقيل : التّرنجبين (٦).

و «السّلوى» الطّائر المشويّ.

قوله ـ تعالى ـ : (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي) ؛ أي : سخطي وعقابي (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى) (٨١) ؛ أي : هلك.

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى

__________________

(١) ليس في د.

(٢) سقط من هنا الآيتان (٧٨) و (٧٩)

(٣) م زيادة : إذ.

(٤) ليس في د.

(٥) التبيان ١ / ٢٥٨ من دون ذكر للقائل.

(٦) تفسير الطبري ١ / ٢٣٤ نقلا عن السدي.

(٧) ج : عذابي.

٣٣٦

(٨٢)) وقوله ـ تعالى ـ : (وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى (٨٣) قالَ هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى (٨٤) قالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ) ؛ أي : أمرناهم واختبرناهم. فعصوا أمرنا ، فعذّبناهم.

[والفتنة في كتاب] (١) الله ـ تعالى ـ على وجوه.

بمعنى : الاختبار ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً) (٢).

وبمعنى : حبّ الشّيء ، كقوله ـ تعالى ـ : (أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) (٣).

وبمعنى : العذاب ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) (٤) ؛ أي : يعذّبون.

وبمعنى : الكفر كقوله ـ تعالى ـ : (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) (٥).

[وبمعنى] (٦) : العظة والعبرة ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُ) (٨٥) ؛ أي : زيّن لهم عبادة العجل ، وكان [هو (٨) من قوم] (٩) يعبدون البقر.

__________________

(١) د : بياض.

(٢) طه (٢٠) / ٤٠.

(٣) الأنفال (٨) / ٢٨.

(٤) الذاريات (٥١) / ١٣.

(٥) البقرة (٢) / ١٩١.

(٦) م : معنى.

(٧) الممتحنة (٦٠) / ٥.

(٨) ليس في د ، م.

(٩) ج : قومه.

٣٣٧

قوله ـ تعالى ـ : (فَرَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً) ؛ أي (١) : حزينا.

[قوله ـ تعالى ـ : (قالَ يا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (٨٦) قالُوا ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا) ؛ أي : بطاقتنا] (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ) ؛ أي : أثقالا من حليّهم ؛ الذّهب الّذي غنموه من فرعون وجنوده (٣) حيث أهلكهم (٤) الله ـ تعالى ـ بالغرق ، فأمرهم موسى ـ عليه السّلام ـ بدفنه. فعمله (٥) لهم السّامريّ عجلا مصوّرا مصوّغا (٦) فعبد (٧) ، وكان صائغا (٨).

قيل : إنّه احتال بإدخال الرّيح فيه (٩) فسمع له خوار (١٠).

وقيل : بل قبض قبضة من أثر فرس جبرائيل ـ عليه السّلام ـ يوم عبر (١١) فرعون البحر ، فألقاه في فم العجل فحيي بإذن الله ـ تعالى ـ. وكان الله قد أجرى

__________________

(١) ليس في د.

(٢) ليس في ج ، د ، م.

(٣) ج ، د ، م : أصحابه.

(٤) د : هلكهم.

(٥) ج : فعمل.

(٦) م : مصنوعا.

(٧) م : فعبدوه.

(٨) م : صانعا.

(٩) من ج ، د.

(١٠) التبيان ٧ / ١٩٩ نقلا عن الجبائي.

(١١) ليس في ج ، د ، م.

٣٣٨

العادة بذلك ، وهو من قوله ـ تعالى ـ لا من فعل (١) السّامريّ. وهو قوله ـ تعالى ـ : (بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ) (٢).

وقوله ـ تعالى ـ : (أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً) ؛ يعني : العجل. قوله ـ تعالى ـ : (وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً) (٨٩) فكيف يكون هذا إلها يعبد من دون الله ـ تعالى ـ؟!

[قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ هارُونُ مِنْ قَبْلُ يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (٩٠) قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى) (٩١)] (٣).

وكان هارون خليفة موسى ـ عليه السّلام ـ على قومه في غيبته (٤).

فلمّا جاءهم : (قالَ يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (٩٢) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (٩٣) قالَ يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي) وكان قد (٥) جرّه إليه ليسّر إليه شيئا أراده ، لا أنّ هارون ـ عليه السّلام ـ فعل قبيحا يلام عليه.

وقيل : بل فعل ذلك تحنّنا وإشفاقا عليه (٦) ، لما رأى من حزنه وندمه على

__________________

(١) ليس في م.

(٢) تفسير الطبري ١٦ / ١٥١ نقلا عن قتادة.+ الآية في طه (٢٠) / ٩٦.+ سقط من هنا قوله تعالى : (فَقَذَفْناها فَكَذلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُ) (٨٧) والآية (٨٨)

(٣) ليس في ج ، د ، م.

(٤) ج ، د ، م زيادة : إذ قال لهم اتّبعوني وأطيعوا أمري قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتّى يرجع إلينا موسى.

(٥) ليس في ج.

(٦) ج ، د : على هارون.

٣٣٩

استخلاف السّامريّ عليهم (١).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (٩٤)) ؛ أي : أمري [وإذني] (٢).

(قالَ) [موسى ـ عليه السّلام ـ] (٣) : (فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُ (٩٥)) ؛ أي : فما (٤) شأنك فيما (٥) فعلت وكيف فعلت؟

[قوله ـ تعالى ـ] (٦) : (فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُها) ؛ أي : طرحتها في فم العجل ، فحيي بإذن الله ـ تعالى ـ (٧).

فقال له موسى : (فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ (٨) أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ) ؛ أي : لا (٩) مماسّة لأحد معك (١٠) عقوبة بما فعلت.

قال قتادة : كان السّامريّ من عظماء بني إسرائيل ، من قرية يقال لها (١١) :

__________________

(١) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٢) ليس في م.

(٣) ليس في ج ، د ، م.

(٤) ج ، د ، م : ما.

(٥) ج ، د ، م : ما.

(٦) ج ، د ، م : قال.+ تقدّم آنفا قوله ـ تعالى ـ : (قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ).

(٧) سقط من هنا قوله تعالى : (وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (٩٦) قالَ).

(٨) م زيادة : الدنيا.

(٩) ليس في ج.

(١٠) ليس في ج.

(١١) من ج ، د.

٣٤٠