نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٣

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٣

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤١١

الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ) (٩٤) ؛ أي : هالكين (١) خامدين.

وقيل ، صاح بهم جبرئيل فهلكوا عن آخرهم. وأصله ، من (٢) قول العرب : صاح بهم الدّهر ؛ أي : أهلكهم (٣).

قال إمرؤ القيس :

فدع عنك نهبا صيح في حجراته

ولكن حديث ما حديث الرّواحل (٤)

هذا البيت قد استشهد به عليّ [بن أبي طالب] (٥) ـ عليه السّلام ـ في بعض أجوبته لمعاوية بن أبي سفيان (٦).

وقوله ـ تعالى ـ : (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها) ؛ يعني : المنازل ، كأن (٧) لم يعمروها و (٨) يقيموا فيها. والعرب تسمّي المنازل (٩) : المغاني (١٠).

__________________

(١) م : هامدين.

(٢) ليس في د.

(٣) التبيان ٦ / ٥٧.

(٤) م : الرّواجل.+ التبيان ٦ / ٥٧ ، لسان العرب ٤ / ١٦٨ مادّة «حجر».

(٥) من أ.

(٦) أنظر : نهج البلاغة / ٢٣١ ، الخطبة ١٦٢ وشرحه لابن أبي الحديد ٩ / ٢٤١ وفيهما يروى : ولكن حديثا.

(٧) د : كأنهم.

(٨) ج ، د ، م : أو.+ ب زيادة : لم.

(٩) ليس في ج.

(١٠) م : مغاني.

١٠١

(أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ) (٩٥).

يقال : بعد (١) يبعد : إذا هلك. وبعد تبعّد (٢) : إذا نأى وفارق (٣).

وقوله ـ تعالى ـ (٤) : عن (٥) الكفّار وحالهم [في جهنّم] (٦) (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) (١٠٦) :

قيل : «الزّفير» أوّل نهيق الحمار. و «الشّهيق» آخره (٧).

(خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ).

قيل في معنى ذلك قولان :

أحدهما ، أنّه (٨) خاطبهم على ما كانوا يعتقدونه من دوام السّموات والأرض (٩).

والآخر ، أنّه أراد طول (١٠) مكثهم (١١) ، من قولهم : خلّد فلانا (١٢) السّجن (١٣) ؛

__________________

(١) ليس في ب.

(٢) م : يبعد.

(٣) سقط من هنا الآيات (٩٦) ـ (١٠٥)

(٤) م زيادة : حكاية.

(٥) ج زيادة : مكان.

(٦) ليس في ب.

(٧) مجمع البيان ٥ / ٢٩٦.

(٨) أ : أنّهم.

(٩) تفسير أبي الفتوح ٦ / ٣٢٠.

(١٠) ليس في أ.

(١١) د : مسكنهم.

(١٢) ب زيادة : في.

(١٣) ليس في ج ، د ، م.

١٠٢

أي : أطل حبسه (١).

وقوله ـ تعالى ـ : «إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ» ؛ أي : سوى ما شاء لهم (٢) من الزّيادة لهم في العذاب.

وقال السدي : هي منسوخة بقوله ـ تعالى ـ (٣) : (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ) ـ إلى قوله : (خالِدِينَ فِيها) (٤).

«إلّا ما شاء الله» (٥) ؛ يريد : من (٦) احتباسهم ما بين الموت والبعث.

[وقيل : «ألّا] (٧) ما شاء الله» ؛ يريد : من (٨) تعميرهم (٩) في الدّنيا (١٠).

وقوله ـ تعالى ـ : (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ [لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (١٠٦) خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا (١١) ما شاءَ رَبُّكَ)] ؛ أي : يخرجهم منها] (١٢).

__________________

(١) تفسير أبي الفتوح ٦ / ٣٢٠.

(٢) من أ.

(٣) من أ.

(٤) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ الآيتان في النساء (٤) / ١٦٨ ـ ١٦٩.

(٥) لا يخفى أنّ في هود (١١) / ١٠٧ : ربّك بدل الله.

(٦) د زيادة : يعمرهم في الدنيا.

(٧) ليس في ج.

(٨) ليس في أ.

(٩) ج : تعمّرهم.

(١٠) تفسير القرطبي ٩ / ١٠٠.

(١١) ب زيادة : قيل.

(١٢) ليس في م.

١٠٣

و (١) قيل (٢) : في هذه الآية دليل على إخراج بعض الفسّاق من النّار ، بعد دخولهم فيها (٣).

وقوله ـ تعالى ـ : (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) :

قيل : لا تسكنوا إلى الظّالمين ، ولا تقتدوا بهم في الصّلاة وغيرها (٤).

وقوله ـ تعالى ـ : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ).

قيل : صلاة الصّبح وصلاة العصر (٥).

الزّجاج قال : الغداة والعصر ، ومثله عن مجاهد والضّحّاك (٦).

وقوله ـ تعالى ـ : (وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ).

الكلبيّ قال : صلاة المغرب والعشاء الآخرة (٧).

[الفرّاء : «طرفى النّهار» الظّهر والعصر. «وزلفا من اللّيل» المغرب والعشاء الآخرة] (٨).

__________________

(١) ليس في ب.

(٢) ب زيادة : إنّ.

(٣) ليس في أ ، ج ، د.+ مجمع البيان ٥ / ٢٩٨.+ سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) (١٠٧) والآيات (١٠٨) ـ (١١٢)

(٤) مجمع البيان ٥ / ٣٠٦.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) (١١٣)

(٥) التبيان ٦ / ٧٩.

(٦) التبيان ٦ / ٧٩ نقلا عن الزجّاج.

(٧) ج زيادة : وفي الصبح.+ التبيان ٦ / ٧٩ نقلا عن الزجّاج.

(٨) ليس في ج.+ ب ، زيادة : والصّبح.+ معاني القرآن ٢ / ٣٠.

١٠٤

[قتادة : صلاة الصّبح] (١).

وفي الآية دليل على المحافظة على الصلوات الخمس. روي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ (٢).

وقوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) ؛ أي : يغسلنها ويكفّرنها.

وقيل : عنى بالحسنات هاهنا : تكرار التّوبة والاستغفار عقيبها ، فإنّها تذهب السّيّئات وتغسلها. وشبّهوا (٣) ذلك (٤) بالسّريّ ، وهو النّهر الصّغير يكون على باب الرّجل (٥) يغتسل فيه غدوة (٦) وعشيّة ، فإنّها أجدر أن لا تبقى على جسده وسخ (٧).

هكذا أورده أصحابنا ، عن أئمّتنا ـ عليهم السّلام ـ (٨).

وقال بعض المفسّرين : «الحسنات» هاهنا قول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلّا الله ، والله أكبر ، عقيب كلّ فريضة ونافلة (٩).

__________________

(١) م : والصّبح.+ ليس في ب ، ج ، د.+ تفسير القرطبي ٩ / ١٠٩ نقلا عن مجاهد.

(٢) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٣) م : شبّهوها.

(٤) ليس في ج ، د.

(٥) م : المرحال.

(٦) م : غداة.

(٧) م : وسخا.

(٨) أنظر : مجمع البيان ٥ / ٣٠٨ وعنه كنز الدقائق ٦ / ٢٥٣ ، تفسير العيّاشي ٢ / ١٦١ وعنه البرهان ٢ / ٢٣٩ ، ح ١٤.

(٩) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

١٠٥

و (١) قوله ـ تعالى ـ (٢) : (ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ) (١١٤) ؛ أي : التّائبين المستغفرين (٣).

وقوله ـ تعالى ـ : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً) ؛ يعني : لو شاء مشيئة قهر و (٤) إكراه ، لجعلهم كلّهم على الحقّ والهدى. ولكن لا يفعل ذلك ؛ لأنّه لو فعل لبطل تكليفهم. لأنّ التّكليف على سبيل الاختيار ، [لا على سبيل الإجبار] (٥).

ولو أجبرهم لكانوا لا يستحقّون مدحا ولا ذمّا ولا ثوابا ولا عقابا ، تعالى الله عن ذلك (٦).

وقوله ـ تعالى ـ : (وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ) (١١٨) ؛ يعني (٧) : مطيعا وعاصيا (٨) ، مثابا ومعاقبا.

(إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ) :

قيل : خلقهم للاختلاف في الرّزق (٩).

__________________

(١) ليس في أ.

(٢) ليس في م.

(٣) سقط من هنا الآيات (١١٥) ـ (١١٧)

(٤) ب ، ج ، د : أو.

(٥) ليس في ب.

(٦) ج زيادة : علوّا كبيرا.

(٧) م : بمعنى.

(٨) م زيادة : و.

(٩) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

١٠٦

وقال غيره : للرّحمة خلقهم (١).

و (٢) قوله ـ تعالى ـ : (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ) ؛ أي : من أخبارهم.

(ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ) ؛ [أي : يسكن فؤادك] (٣) ممّا يلقاك (٤) من تكذيب قومك لك. وفيه تسلية له ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ (٥).

__________________

(١) مجمع البيان ٥ / ٣١١ نقلا عن ابن عباس.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (١١٩)

(٢) ليس في أ.

(٣) ليس في ج ، م.

(٤) م : تلقاه.

(٥) سقط من هنا قوله تعالى : (وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) (١٢٠) والآيات (١٢١) ـ (١٢٣)

١٠٧

ومن سورة يوسف ـ عليه السّلام ـ

[وهي] (١) مائة وإحدى عشرة آية.

مكيّة (٢) بلا (٣) خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) (١) (٤) :

«الر» معناه : أنا الله أرى.

قوله ـ تعالى ـ : «آيات الكتاب المبين» ؛ [أي : الظّاهر البيّن] (٥) بما (٦) فيه من (٧) الحلال والحرام (٨) ، والأحكام ، والآداب والقصص والأمثال (٩).

وقوله ـ تعالى ـ : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا

__________________

(١) ليس في ب.

(٢) ليس في ج.

(٣) ج ، د : بغير.

(٤) ب ، ج ، د ، م : وبدل قوله تعالى.

(٥) د ، م : علامات الكتاب البيّن.+ ج : علامات الكتاب المبين.

(٦) ج : ممّا.+ م : ما.

(٧) ليس في ج.

(٨) ب ، ج ، د ، م زيادة : والحكم.

(٩) سقط من هنا الآية (٢)

١٠٨

الْقُرْآنَ).

مقاتل والسدي قالا : يعني : القصص من الكتب الماضية ، وأمور الله في الأمم الخالية (١).

(إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) (٤) :

«الكواكب الأحد عشر» إخوته ، «والشّمس والقمر» أبواه.

(قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً) ؛ أي : يحتالوا عليك حيلة.

(إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٥) وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ) ؛ أي : تفسير الرّؤيا.

و «من» زائدة.

و «يجتبيك» ؛ أي (٢) : يختارك للنّبوّة والملك.

و «من» هاهنا صلة ؛ والمعني : ويعلّمك تفسير الرّؤيا (٣).

وقوله ـ تعالى ـ : (لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ) (٧) ؛ أي : علامات (٤).

__________________

(١) تفسير أبي الفتوح ٦ / ٣٣٨ نقلا عن مقاتل.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ) (٣)

(٢) ليس في ب ، ج ، د.

(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ يَعْقُوبَ كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (٦)

(٤) ج ، د ، م زيادة : للسائلين.

١٠٩

قوله ـ تعالى ـ : (إِذْ قالُوا) ؛ [يعني : إخوته] (١) (لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ) :

«العصبة» الجماعة الّذين يتعصّب (٢) بعضهم لبعض.

الفرّاء : «العصبة» العشرة فما فوقها (٣).

قال القتيبيّ : من العشرة إلى الأربعين ، ولا واحد له من (٤) لفظه (٥).

(إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٨) ؛ أي : في (٦) ضلال بيّن.

و (٧) كان اسم (٨) أولاد يعقوب [ـ عليهم (٩) السّلام ـ] (١٠) روبيل ، وشمعون ، ويهودا (١١) ، ولاوي ، ومستأخر ، وزيالون ، ودان ، وثقباييل (١٢) ، وجاد (١٣) ، وأشتر ، ويوسف ، وبنيامين.

__________________

(١) ليس في أ.

(٢) ج : يتعصّبون.

(٣) معاني القرآن ٢ / ٣٦.

(٤) د : في.

(٥) تفسير القرطبي ٩ / ١٣٠.

(٦) من أ.

(٧) ليس في ب.

(٨) ج ، م : أسماء.+ د : أسامي.

(٩) أ : عليه.

(١٠) ليس في ج ، د ، م.

(١١) م : يهوذا.+ ج : هودا.

(١٢) ج ، لقيائيل.+ م : لقيانيل.

(١٣) ج ، د ، م : حاد.

١١٠

قوله ـ تعالى ـ (١) : (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ) :

ونصب «أرضا» على الظّرف (٢).

(قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ) ؛ أي : يأخذه.

(إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (١٠) قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ) (١١) وكان لهم عادة بالصّيد.

(أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ) مجزوم بجواب (٣) الطّلب.

وقريء ، بكسر العين.

(وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (١٢) قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ) ؛ [يعني : يحزنني فراقه لي] (٤).

(وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ (١٣) قالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ (١٤) فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (١٥) ؛ يريد (٥) : فيما بعد (٦).

__________________

(١) ب ، د ، م : وقولهم.+ ج : وقوله.

(٢) سقط من هنا قوله ـ تعالى ـ : (وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ) (٩)

(٣) ب : بسؤال.

(٤) ليس في أ.

(٥) ليس في د.

(٦) ج ، د ، م زيادة : «لا يعلمون».

١١١

(وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ (١٦) قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ) ؛ أي : نقتنص.

(وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ) (١٧) ؛ أي : [ما أنت] (١) بمصدّق لنا.

(وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ) ؛ أي : بدم [ذي كذب] (٢).

(قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) ؛ يريد : عندي صبر جميل بغير شكوى. (وَاللهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ) (١٨).

قوله ـ تعالى ـ : (وَجاءَتْ سَيَّارَةٌ) ؛ يعني : تجّارا (٣) يسيرون.

(فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ) ؛ يعني : إلى الجبّ ، ليسقي (٤) لهم ماء.

(فَأَدْلى دَلْوَهُ) فتعلّق به يوسف [ـ عليه السّلام ـ] (٥).

(قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ) ؛ يريد : مملوكا.

(وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً) بينهم ؛ [أي : ثمنه يكون (٦) بضاعة بينهم] (٧).

(وَاللهُ عَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ) (١٩) ؛ أي : عالم.

__________________

(١) ليس في ج.

(٢) م : مكذوب.

(٣) م : تجّار.

(٤) م : ليستقي.

(٥) ليس في م.+ م ، د ، ج ، أ زيادة : ف

(٦) ليس في ب.

(٧) ليس في ج.

١١٢

قيل (١) : إنّ الجبّ كان بأرض الأردن ، وبقي يوسف (٢) فيه (٣) ثلاثة أيّام (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ) ؛ أي : باعوه بثمن قليل (٥).

قيل : عشرون (٦) درهما (٧).

وقيل : عشرون دينارا (٨).

«وشروه» (٩) من الأضداد ، عندهم. شري بمعنى : باع ، وبمعنى : اشترى.

و «بخس» حرام لا يحلّ.

وقيل : «بخس» قليل (١٠).

وقوله ـ تعالى ـ (١١) : [دراهم معدودة].

قال الكلبيّ : عشرون درهما (١٢).

__________________

(١) ج زيادة : و.

(٢) ليس في ج ، د.

(٣) د زيادة : يوسف.

(٤) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر ولكن بقاؤه في الجبّ ثلاثة أيام موجود في أكثر التفاسير.

(٥) ليس في أ.

(٦) م : عشرين.

(٧) مجمع البيان ٥ / ٣٣٧ نقلا عن ابن عباس.

(٨) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٩) م زيادة : وشرى.

(١٠) مجمع البيان ٥ / ٣٣٦ نقلا عن عكرمة.

(١١) ليس في ب.

(١٢) مجمع البيان ٥ / ٣٣٧ نقلا عن ابن عباس.

١١٣

وقال مقاتل : عشرون دينارا (١).

وقيل : إنّ الّذين (٢) باعوه ، بعد إخراجه من الجبّ ، إخوته (٣).

وقيل : الّذين أصعدوه واسرّوه بضاعة بينهم (٤) ، الّذين باعوه (٥).

(وَقالَ الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْواهُ) ؛ أي : منزلته بالمأكول والمشروب والملبوس.

وكان الّذي اشتراه أوّلا خازن الملك ، واسمه قطفير. واشترته منه (٦) امرأة العزيز وشغفت به ، واسمها زليخا ، واسم زوجها الرّيان بن الوليد ، وكان من العمالقة ، وما (٧) مات حتّى أمّر (٨) يوسف (٩) [ـ عليه السّلام ـ واستخلفه بعده. وكان من ولّي مصر يسمّى العزيز] (١٠).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً).

__________________

(١) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٢) م : الّذي.

(٣) التبيان ٦ / ١١٥ نقلا عن ابن عباس.

(٤) م زيادة : هم.

(٥) التبيان ٦ / ١١٥ نقلا عن قتادة.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ) (٢٠)

(٦) ليس في ج ، د ، م.

(٧) ب : لا.

(٨) ج ، : آمن.+ م زيادة : عليه.

(٩) ج : بيوسف.

(١٠) ليس في ج ، د ، م.+ سقط من هنا قوله تعالى : (عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَاللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (٢١)

١١٤

قال الكلبيّ : «أشده» (١) من ثماني عشرة سنة إلى الأربعين (٢).

وقيل : من ثماني عشرة سنة (٣) إلى الثّلاثين (٤).

وقال مقاتل : ما بين ثماني عشرة سنة (٥) إلى الأربعين (٦) ، وهو الاستواء (٧).

وقال الضّحّاك : عشرون سنة (٨).

وقال مجاهد : ثلاث وثلاثون سنة (٩).

«أتيناه حكما وعلما» ؛ أي : نبوّة وعلما وحكمة.

الكلبيّ (١٠) ومقاتل قالا (١١) : فهما وعلما (١٢).

(وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ) ؛ يعني : امرأة العزيز.

(وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ) ؛ أي : تهيأت لك ، بلغتهم.

(قالَ مَعاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ) ؛ أي : سيّدي ومالكي.

__________________

(١) ليس في ج.+ د زيادة : هو.

(٢) مجمع البيان ٥ / ٣٣٩.

(٣) ليس في د.

(٤) مجمع البيان ٥ / ٣٣٩ نقلا عن ابن عباس.

(٥) ليس في د.

(٦) ج : أربعين.

(٧) مجمع البيان ٥ / ٣٣٩.

(٨) مجمع البيان ٥ / ٣٣٩.

(٩) مجمع البيان ٥ / ٣٣٩.

(١٠) م : قال الكلبيّ.

(١١) ليس في ج ، م.

(١٢) تفسير القرطبي ٩ / ١٦٢ نقلا عن مجاهد.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (٢٢)

١١٥

واختلفوا فيها :

فقال قوم : هي امرأة الخازن ، وكان هذا قبل أن تشتر به امرأة العزيز (١).

وقيل : بل (٢) هي امرأة العزيز (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها) ؛ [يعني : المرأة ويوسف ـ عليه السّلام ـ.

قيل : «همّت به» للمعصية (٤) «وهمّ بها»] (٥) ليدفعها عن نفسه ؛ أي (٦) : يضربها (٧).

وقال الحسن : كان همّها (٨) من أخبث الهمم (٩) ، وهمّه ما طبع عليه الرّجال من شهوة النّساء. وذلك لا حرج عليه فيه ؛ لأنّه من فعل الله ـ تعالى ـ وليس ذلك إرادة منه ولا عزما ، لأنّا (١٠) نحن ننفي عنه ذلك لعصمته (١١).

__________________

(١) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٢) ليس في ج.

(٣) تفسير القرطبي ٩ / ١٦٢.+ سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) (٢٣)

(٤) تفسير القرطبي ٩ / ١٦٥.

(٥) ليس في د.

(٦) أ : و.

(٧) م : بضربها.

(٨) م : همّتها.

(٩) ج ، د ، م : الهمّ.

(١٠) ب : وإنّا.

(١١) مجمع البيان ٥ / ٣٤٣ و ٣٤٤ نقلا عن الحسن.

١١٦

قوله ـ تعالى ـ : (لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ) ؛ أي : عصمة (١) ربّه.

وقيل : إنّ الله ـ سبحانه ـ (٢) أراه في قلبه أنّه متى (٣) دفعها أو ضربها دفعا (٤) ، اتّهموه بالفاحشة وقتلوه بذلك (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ) :

روي عن الرّضا ؛ عليّ بن موسى ـ عليه (٦) السّلام ـ أنّه قال : «السّوء والفحشاء» هاهنا : ما همّت به امراة العزيز (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَاسْتَبَقَا الْبابَ) ؛ يعني : يوسف [ـ عليه السّلام ـ] (٨) وامرأة العزيز ؛ يوسف يريد الخروج ، وامرأة العزيز [تريد منعه] (٩) [من الخروج] (١٠).

(وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ) ؛ أي : قطعته من وراء ظهره عرضا.

__________________

(١) م : عصمه.

(٢) ب : تعالى.

(٣) ب : إذا.

(٤) من أ.

(٥) التبيان ٦ / ١٢١ ـ ١٢٢.

(٦) م : عليهما.

(٧) العيون ١ / ١٥٤ ، ح ١ وعنه كنز الدقائق ٦ / ٢٩٦ ونور الثقلين ٢ / ٤١٩ ، ح ٤١ والبرهان ٢ / ٢٥٠ ، ح ٢٩. وورد مؤدّاه في معاني الأخبار / ١٧٢ ، ح ١ وعنه كنز الدقائق ٦ / ٢٩٥ والبرهان ٢ / ٢٥٠ ، ح ٣١.+ سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ) (٢٤)

(٨) ليس في م.

(٩) أ : تمنعه.

(١٠) من ب.

١١٧

و «القدّ» لا يكون إلّا كذلك ، و «الشّقّ» لا يكون إلّا طولا.

(وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ) ؛ أي : وجداه عنده.

(قالَتْ ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً) ؛ أي : فاحشة.

و «السّوء» ما يسوء فعله.

و «الفاحشة» ما يسوء (١) ذكرها.

(إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٢٥).

قال يوسف ـ عليه السّلام ـ :

(هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها) بذلك.

قيل (٢) : ابن عمّ المرأة ، [و (٣) كان] (٤) واقفا عند (٥) الملك. عن الكلبيّ ومقاتل (٦).

وقال مجاهد : الشّاهد القميص (٧).

وقيل : طفل رضيع كان في المهد كان (٨) له ثلاثة أشهر ، أنطقه الله ـ تعالى ـ بتبرئة (٩) ليوسف ـ عليه السّلام ـ وتنزيها (١٠).

__________________

(١) أ : يفحش.

(٢) ج زيادة : كان.

(٣) ليس في ب ، د.

(٤) ليس في ج.

(٥) ج ، د ، م : مع.

(٦) مجمع البيان ٥ / ٣٤٧ نقلا عن السدي.

(٧) تفسير القرطبي ٩ / ١٧٢ نقلا عن مجاهد.

(٨) من أ.

(٩) أ : ببراءة.

(١٠) ب : نزها.+ مجمع البيان ٥ / ٣٤٧ نقلا عن ابن عباس.

١١٨

فقال الطّفل : (إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ (٢٦) وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (٢٧) وسكت (١) الطّفل إلى أن بلغ حدّ الكلام.

قال سعيد بن جبير : تكلّم في المهد [من الأطفال] (٢) أربعة (٣) : عيسى بن مريم ـ عليهما (٤) السّلام ـ ، وابن ماشطة بنت فرعون ، وصاحب جريح (٥).

وكان جريح هذا رجلا صالحا في بني إسرائيل ، وكان عندهم مومسة ، فجاءت إلى جريح ودعته إلى نفسها فلم يجبها. فدعت بعض الرّعاة إلى نفسها فأجابها فحملت منه ، ثمّ وضعت ولدا ذكرا.

فقالوا لها : من أبوه؟

قالت (٦) : جريح (٧) الرّاهب.

فأقبلوا إليه ، ونالوا منه بالشتيمة (٨) والسّب ، وهدموا صومعته.

فقال لهم : لا تعجلوا في أمري ، واسألوا هذا الطّفل ؛ يعني : ابن المومسة.

فسألوه : من أبوك؟

__________________

(١) ج ، د ، م : ثم سكت.+ أ : قال سكت.

(٢) من أ.

(٣) ب زيادة : أطفال.+ ج ، د ، م زيادة : من الأطفال.

(٤) م : عليه.

(٥) تفسير الطبري ١٢ / ١١٥.

(٦) ج ، د : فقالت.

(٧) ليس في د.

(٨) ج ، د ، م : بالشتم.

١١٩

فقال : أبي الرّاعي.

فندموا على ما فعلوا ، وتابوا ممّا رموه به ، وبنوا صومعته أحسن ممّا كانت عليه.

وأمّا ابن ماشطة بنت فرعون (١) كان لها ولد ترضعه ، وهي ترقّصه. فمرّت به (٢) امرأة ، وقد قذفت بسرقة وزنا ، فقالت : اللهم ، لا تجعل ابني مثل هذه.

فقال الطّفل : اللهم ، اجعلني مثلها. وكانت بريئة ممّا قد (٣) قذفوها به.

ثمّ (٤) قالت الماشطة وهي تمشّط بنت فرعون ، وقد أقبل فرعون في بهائه (٥) وجلاله وهو طفل مع الخدم : اللهم ، اجعل ابني مثله.

فقال الطّفل : اللهم ، لا تجعلني مثله. فكان (٦) من أمره أنّه (٧) ادّعى الرّبوبيّة وطغى في كفره ، فأهلكه الله ـ تعالى ـ (٨) بالغرق وأصحابه ، وملك موسى مصر.

قوله ـ تعالى ـ : (فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ) ؛ يعني : الملك.

(قالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (٢٨) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا) ؛ أي : يا يوسف. (وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ) (٢٩).

__________________

(١) ب زيادة : و.

(٢) ب ، د ، م : بها.

(٣) من أ.

(٤) ليس في ب.

(٥) م : مهابه.

(٦) د : وكان.

(٧) م : أن.

(٨) ليس في م.

١٢٠