محمّد بن الحسن الشيباني
المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤١١
ومن سورة مريم ـ عليها السّلام ـ
وهي تسعون وثماني آيات.
مكيّة (١) بلا (٢) خلاف.
قوله ـ تعالى ـ : (كهيعص) (١).
الكلبيّ ومقاتل قالا : هذا ثناء على الله ـ تعالى ـ وإعلام لنا وتعليم. ومعناه :
أنّه ـ تعالى ـ كاف لخلقه ، هاد لعباده ، عالم بأمورهم وأسرارهم ، صادق في قوله ووعده (٣).
وقد ورد عن بعض السّلف ، أنّ الخطاب هاهنا لمحمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : يا كريما على الله ، يا هاديا لعباده ، يا عالما بسره وحكمته (٤) ، يا صادقا في قوله [ووعده] (٥) وفعله (٦).
__________________
(١) ليس في ج ، د.
(٢) ب ، ج ، د ، م : بغير.
(٣) تفسير أبي الفتوح ٧ / ٣٩٤ نقلا عن الكلبي وحده.
(٤) ب ، د ، ج ، (خ ل) : حكمه.
(٥) ليس في م.
(٦) أ : فضله.+ تفسير أبي الفتوح ٧ / ٣٩٤ نقلا عن سعيد بن جبير.
قوله ـ تعالى ـ : (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (٢) إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا (٣)) :
قال بعض النّحاة : قوله (١) «ذكر رحمة ربّك» فيه إضمار ؛ أي : يتلا عليك ذكر رحمة ربّك لعبده زكريّاء (٢).
«إذ نادى ربّه نداء خفيا» ؛ أي : ناداه سرّا يسأله (٣) الولد.
ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ قال : سرّا ، يخفي ذلك عن (٤) أهله وبني عمّه وقومه (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي) ؛ يعني : حيث كبرت سنّي.
قوله ـ تعالى ـ : (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) ؛ أي : شمطا (٦).
ونصب «شيبا» على التّفسير (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي) ؛ أي : بني العمّ. عن الفرّاء (٨).
الكلبيّ قال : العصبة (٩).
__________________
(١) ليس في ب.
(٢) التبيان ٧ / ١٠٣ من دون نسبة إلى أحد.
(٣) ب ، ج ، د ، م : يسأل.
(٤) ج ، د ، م : من.
(٥) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٦) ب : بياضا.+ أ ، د : سمطا.
(٧) سقط من هنا قوله تعالى : (وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) (٤)
(٨) معاني القرآن ٢ / ١٦١.
(٩) تفسير الطبري ١٦ / ٣٦ نقلا عن مجاهد.
السدي (١) قال : الإخوة وبنو العمّ (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً) ؛ أي : لا تحيض ولا تحمل ولا تلد. عن أبي عبيدة (٣). يقال : رجل عاقر وامرأة عاقر.
قوله ـ تعالى ـ : (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا) (٥) ؛ أي : من عندك ولدا صالحا.
قوله ـ تعالى ـ : (يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ).
من جزمه ، جعله جواب الطّلب. ومن رفعه ، جعله نعتا «لوليّ».
قال أصحابنا : وفي الآية دلالة على أنّ الأنبياء ـ عليهم السّلام ـ يورثون المال للولد.
فإن اعترض علينا المخالف لنا ، وقال : بل يورثون العلم [والحكمة] (٤) والنّبوّة.
قلنا : لا يصحّ ذلك ؛ لأنّ النّبوّة إلى الله ـ سبحانه ـ واصطفائه ـ تعالى ـ ، وهي تابعة للمصالح الّتي يعلمها الله ـ تعالى ـ. والعلم موقوف على من يتعلّمه ، فلا يقدح ما اعترضوا [به علينا] (٥).
وقد حكى أصحابنا ـ أيضا ـ (٦) عن مخالفيهم ، بأنّهم قالوا : إنّ البنت بهذه
__________________
(١) ب : الكلبي.
(٢) التبيان ٧ / ١٠٥ من دون ذكر للقائل.
(٣) التبيان ٧ / ١٠٥ من دون نسبة إلى أحد.
(٤) ليس في ب ، ج ، د ، م.
(٥) ليس في ج ، د ، م.
(٦) ليس في ب.
الآية لا تحوز الميراث كلّه ، لطلب زكريّاء ـ عليه السّلام ـ ولذا ذكرا.
وقد أجابوا عن ذلك وقالوا : إنّ (١) طلب زكريّاء ـ عليه السّلام ـ الولد (٢) على عادة البشر ، وميل طباعهم إلى الذّكور دون الإناث. على أنّ لفظ الولد يقع على الذّكر والأنثى ، ونحمله نحن على الأمرين معا ولا اعتراض علينا بذلك (٣).
وروي : أنّ (٤) امرأة زكريّاء ـ عليهما (٥) السّلام ـ كانت خالة مريم بنت عمران ـ عليها السّلام ـ. وكان أبوها يعقوب بن ماتان ؛ أخا عمران ، من بني إسرائيل (٦).
وقيل : بل هي من ولد عمران ؛ أبي موسى ـ عليه السّلام ـ (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) (٦) ؛ أي : ولدا صالحا.
قوله ـ تعالى ـ : (يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) (٧) :
مجاهد قال : لم نجعل له في الزّهد والعبادة مثلا (٨).
__________________
(١) ليس في ب ، ج ، د ، م.
(٢) أ : على الذكر بدل الولد.+ ليس في ب.
(٣) التبيان ٧ / ١٠٦ و ١٠٧.
(٤) ليس في ج.
(٥) أ ، ج ، د : عليه.
(٦) قال الباقر ـ عليه السّلام ـ : كانت امرأة زكريّا أخت مريم بنت عمران بن ماثان. وتفسير القمّي ٢ / ٤٨ وعنه البرهان ٢ / ٣ ونور الثقلين ٣ / ٣٢٣ وكنز الدقائق ٨ / ١٩٥.+ وقال الطبرسي في قوله تعالى : (وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ). : وهو يعقوب بن ماتان وأخوه عمران بن ماتان أبو مريم عن الكلبي ومقاتل. مجمع البيان ٦ / ٧٧٦.
(٧) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٨) التبيان ٧ / ١٠٩.
عكرمة قال : لم يسمّ يحيى قبله أحد من ولد آدم ـ عليه السّلام ـ. يقول ـ سبحانه ـ : بل نحن (١) سميناه واخترناه (٢).
الضّحّاك قال : لم يكن له شبيه (٣) في الدّنيا. كان سيّدا وحصورا ، لا يأتي النّساء من غير علّة ولا عجز (٤).
قوله ـ تعالى ـ : ([قالَ رَبِ] أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً) ؛ أي : لا تحيض ولا تحمل ولا تلد.
قوله ـ تعالى ـ : (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) (٨) ؛ أي : يئسا. يقال : عتا وعسا : إذا كبر ويئس (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً) أستدلّ بها على الولد والاستجابة.
قوله : (قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا) (١٠) :
أمسك الله ـ تعالى ـ لسان زكريّا ـ عليه السّلام ـ عن الكلام ثلاثة أيّام بلياليها ، من آفة ولا مرض ، وهو قوله : «سويّا».
وقوله ـ تعالى ـ : ([فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ] فَأَوْحى إِلَيْهِمْ [أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا) (١١) ؛ يعني : زكريّا] (٦) أي : أشار [إليهم ، يعني] (٧) : إلى
__________________
(١) ليس في ج ، د ، م.
(٢) تفسير الطبري ١٦ / ٣٩ نقلا عن قتادة.
(٣) ج ، د ، م : شبه.
(٤) تفسير الطبري ١٦ / ٣٨ نقلا عن ابن عبّاس.
(٥) سقط من هنا الآية (٩)
(٦) ليس في ج ، د.
(٧) ليس في ج ، د ، م.
قومه وأهله وبني عمّه ، فقال (٨) : «أن سبّحوا بكرة وعشيّا» ؛ أي : صلّوا لله ـ تعالى ـ واعبدوه واشكروه.
قوله ـ تعالى ـ : (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ) ؛ يعني : التّوراة خذها بجدّ.
قوله ـ تعالى ـ : (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) (١٢) :
قيل : ابن ثلاث وثلاثين سنة (٩).
قوله ـ تعالى ـ : (وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً) ؛ أي : تعطّفا ورحمة من عندنا.
مقاتل قال : صلاحا وطهارة من الذّنوب (١٠).
قوله ـ تعالى ـ : (وَكانَ تَقِيًّا) (١٣) ؛ أي : يتّقي الله ـ سبحانه ـ في كلّ أموره وأفعاله ، ولا ينساه طرفة عين أبدا.
قوله ـ تعالى ـ : (وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ) ؛ أي : بارّا بهما ، ومطيعا لهما (١١).
قوله ـ تعالى ـ : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ) ؛ أي : أذكر ، يا محمّد ، مريم بنت عمران.
(إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا) (١٦) ؛ أي : اعتزلت عنهم إلى مكان تشرق فيه الشّمس.
قوله ـ تعالى ـ : (فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً) [أي : لتغتسل من
__________________
(٨) ليس في ج ، د ، م.
(٩) هكذا في جميع النسخ ولكنّ الصواب ابن ثلاث سنين كما أورده مجمع البيان ٦ / ٧٨١ نقلا عن ابن عبّاس.
(١٠) المعاني القرآن ٢ / ١٦٣ وليس فيه طهارة من الذنوب ، واسم مقاتل.
(١١) سقط من هنا قوله تعالى : (وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا) (١٤) والآية (١٥)
المحيض] (١).
(فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا) ؛ يعني : جبرائيل ـ عليه السّلام ـ. وسمّي بذلك ، لأنّه يحيى به الرّوح بإذن الله ـ تعالى ـ.
وقيل : سمّي بذلك ، لأنّه خير كلّه (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا) (١٧) ؛ أي : في صورة البشر.
(قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا) (١٨) ؛ أي : ألتجئ إليه منك.
قوله ـ تعالى ـ : (قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا) (١٩) ؛ أي : طاهرا من الأفعال المذمومة. فنفخ في جيب درعها ؛ أي (٣) : جيب قميصها ، فحملت بإذن الله ـ تعالى ـ (٤).
[فلما استبان حملها] (٥) (فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا) (٢٢) ؛ أي : بعيدا عن قومها وأهلها.
وقيل : خوفا من زكريّاء وزوجته ؛ لأنّه (٦) قد كفلها ، وكانت خالتها عنده (٧).
__________________
(١) ليس في أ.
(٢) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٣) د زيادة : في.
(٤) سقط من هنا الآيتان (٢٠) و (٢١)
(٥) ليس في ب.
(٦) ب زيادة : كان.
(٧) مجمع البيان ٦ / ٧٨٩. : قيل : معناه انفردت به مكانا بعيدا من قومها حياء من أهلها وخوفا من أن يتهموها بسوء.
وقيل : إنّ «الفاء» هاهنا ، للتّعقيب ؛ لأنّها (١) حملت في الحال ، وجاءها المخاض عقيب الحمل (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ) ؛ يعني : لخروج (٣) الولد ، فخرج عند استنادها إلى [جذع اليابس. فاخضرّت النّخلة في الحال وحملت رطبا جنيّا ، وهزّت] (٤) الجذع فتساقط الرطب عليها (٥).
(قالَتْ) لمّا سقط الولد (يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا) (٢٣) أي : شيئا حقيرا يترك فينسى (٦) ولا يذكر. وإنّما تمنّت ذلك ، خوفا من أن ترمي بالزّنا.
ثمّ احتاجت إلى الماء فتحيّرت (فَناداها مِنْ تَحْتِها).
قيل : ناداها [جبرائيل ـ عليه السّلام ـ (٧).
وقيل : ناداها] (٨) عيسى ـ عليه السّلام ـ [فقال : لا تخافي] (٩) قوله ـ تعالى ـ :
__________________
(١) ب : لأنّه.
(٢) مجمع البيان ٦ / ٧٨٩ نقلا عن ابن عبّاس.
(٣) م : خروج.
(٤) ليس في ج ، د ، م.
(٥) م زيادة : اليابس واخضرت النخلة في الحال وحملت رطبا جنيّا وهزّت الجزع فتساقط الرطب عليها.
(٦) أ : وينسى.
(٧) التبيان ٧ / ١١٧ نقلا عن مجاهد.
(٨) ليس في د.
(٩) ليس في ب.+ ج ، د : فقال. م : فقال لا تحزني.+ التبيان ٧ / ١١٧ نقلا عن مجاهد.
(أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) (٢٤) ؛ أي : نهرا صغيرا (١) يجري [فيه الماء] (٢).
قال بعض المفسّرين : من جعل «من» حرفا ، كسر الميم. ومن جعلها اسما ، فتح الميم (٣).
وأكثر المفسّرين ، على أنّ المنادي ـ هاهنا ـ عيسى ـ عليه السّلام ـ (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا) (٢٥) :
الكلبيّ قال : غضّا طريّا مجنيّا باليد (٥).
وقرئ : «رطبا برنيّا» (٦).
ونصب «رطبا» على البيان.
وقيل : نصبه على الحال. والتّقدير : تساقط ثمرها عليك رطبا جنيّا (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً) ؛ أي : طيبي نفسا.
ونصب «عينا» على التّفسير.
قوله ـ تعالى ـ : (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ
__________________
(١) ليس في ج ، د ، م.
(٢) ج ، د ، م : بالماء.
(٣) أنظر : مجمع البيان ٦ / ٧٨٥.
(٤) تفسير الطبري ١٦ / ٥٢ من دون ذكر للقائل.
(٥) قال الفرّاء : الجنيّ والمجنيّ واحد. معاني القرآن ٢ / ١٦٦.
(٦) تفسير القرطبي ١١ / ٩٥.
(٧) التبيان ٧ / ١١٩ نقلا عن أبي عليّ.
صَوْماً) ؛ أي : صمتا.
قوله ـ تعالى ـ : (فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا) (٢٦) ؛ أي : بشرا ، يسألني أو (١) يخاطبني.
قوله ـ تعالى ـ : (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ).
قيل (٢) : بعد أربعين يوما (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا) (٢٧) ؛ أي : عظيما.
قوله ـ تعالى ـ : (يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا) (٢٨) ؛ أي : زانية فاجرة.
و «هارون» هاهنا ، قال الكلبيّ : كان لها أخ من أبيها ، لا من أمّها ، يسمّى : هارون (٤).
وقال قتادة وعبد الغنيّ : كان هارون رجلا صالحا عابدا في زمانهم من بني إسرائيل ، نسبوها إليه في الزّهد والعبادة (٥).
وقال مقاتل : بل هو هارون (٦) ؛ أخو موسى ـ عليه السّلام ـ. لأنّها كانت من سبطه (٧).
__________________
(١) ج ، م : و.
(٢) ليس في ج.
(٣) مجمع البيان ٦ / ٧٩٢ نقلا عن وهب.
(٤) مجمع البيان ٦ / ٧٩١.
(٥) تفسير الطبري ١٦ / ٥٨ نقلا عن قتادة.
(٦) د زيادة : أي أخي.
(٧) التبيان ٧ / ١٢٢ نقلا عن السدي.
قوله ـ تعالى ـ : (فَأَشارَتْ إِلَيْهِ) ؛ أي : إلى ولدها (١) عيسى ـ عليه السّلام ـ.
أومأت إليه كلّموه واسألوه (٢) ، يخبركم بخبره.
(قالُوا) لها : (كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (٢٩)) :
نصب «صبيّا» على الحال ؛ أي في (٣) حال صباه (٤).
فقال لهم عيسى ـ عليه السّلام ـ : ([قالَ] إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ) ؛ يعني : الإنجيل.
(وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (٣٠) وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ) ؛ يعني (٥) : نفّاعا لعباده. أبرئ الأكمه والأبرص والمجذوم ، وأمسح بيدي على كلّ ذي عاهة (٦) ومرض فيبرأ بإذن الله ـ تعالى ـ ، وأحيي الموتى بإذنه.
قوله ـ تعالى ـ : (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا (٣١) وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا (٣٢) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (٣٣)) ؛ أي : السّلامة عليّ.
قوله ـ تعالى ـ : (ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (٣٤)) ؛ أي : يشّكون.
__________________
(١) ليس في م.
(٢) م : سلوه.
(٣) م : على.
(٤) ج ، د ، م : صبّوته.
(٥) ب ، ج ، د ، م : قيل.
(٦) ب زيادة : وآفة.
من نصب «قول الحقّ» أراد : قال (١) قول الحقّ ، فأضمر.
ومن رفع فأضمر ـ أيضا ـ و (٢) هو قول الحقّ.
وقرئ : «ذلك عيسى ابن مريم قال الحقّ» (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٣٥) وَإِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ) ؛ أي : خالقي وخالقكم.
قوله ـ تعالى ـ : (فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) (٣٦) ؛ أي : طريق واضح بيّن ، دالّ على وحدانيّته ـ تعالى ـ (٤).
(فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ) ؛ يعني (٥) : الّذين تحزّبوا في أمر عيسى ـ عليه السّلام ـ حيث ظهرت على يده معجزات إلهيّة.
قال (٦) قوم : هو الله.
وقال قوم : هو [ابن الله.
وقال قوم ، هو] (٧) ثالث (٨) ثلاثة (٩).
تعالى الله عن أقاويلهم وأباطيلهم علوّا كبيرا ، بل عيسى عبد الله ونبيّه
__________________
(١) ليس في م.
(٢) ليس في م.
(٣) تفسير أبي الفتوح ٧ / ٤١٢ نقلا عن عبد الله.
(٤) ليس في ب.
(٥) ليس في ب.
(٦) ب ، ج ، د ، م : فقال.
(٧) ليس في أ.+ ب : ابن الله.
(٨) من هنا إلى موضع نذكره ليس في ب.
(٩) الأقوال الثلاث توجد في التبيان ٧ / ١٢٧.
وكلمته ـ أي : صار بكلمته ، وهو (١) قوله : «كن» فكان (٢) و «روحه» ؛ أي : بنفخ (٣) روح الله جبرائيل ـ عليه السّلام ـ في جيب درع أمّه بأمره (٤) ـ تعالى ـ (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ) ؛ أي : اذكر ، يا محمّد ، إبراهيم في القرآن (٦).
قوله ـ تعالى ـ : (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ) ؛ آزر.
قيل : كان جدّه لأمّه (٧).
وقيل : كان عمّه (٨). والعرب تسمّي العمّ ، أبا ، والخالة : أمّا.
ولا خلاف بين النّسابين ، أنّ اسم أبي (٩) إبراهيم ـ عليه السّلام ـ : تارخ ، وكان مؤمنا.
قوله ـ تعالى ـ : (يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً) (٤٢) ؛ يعني : الأصنام (١٠).
__________________
(١) ج ، م : هي.
(٢) : فيكون.
(٣) أ : ينتج.
(٤) ج ، م : بأمر الله.
(٥) سقط من هنا قوله تعالى : (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (٣٧) والآيات (٣٨) ـ (٤٠)
(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا) (٤١)
(٧) تفسير أبي الفتوح ٧ / ٤١٨ ناسبا القول إلى الأخبار.
(٨) تفسير أبي الفتوح ٧ / ٤١٨.
(٩) م : أب.
(١٠) سقط من هنا الآيات (٤٣) ـ (٤٥)
فقال له ([قالَ] أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ) ؛ يريد :
عن سبّ الأصنام وعيبها.
قوله ـ تعالى ـ : (لَأَرْجُمَنَّكَ) ؛ أي : لأهجرنّك ، وأرمينّك بالسّبّ والعيب.
قوله ـ تعالى ـ : (وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا) (٤٦) ؛ أي : طويلا من الدّهر.
(قالَ) إبراهيم قوله ـ تعالى ـ : (سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي [إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا) (٤٧)].
قيل : إنّما وعده بذلك ، لأنّه (١) كان قد وعده بالإيمان بالله وحده فوعده بالاستغفار (٢) بشرط التّوبة والإيمان ؛ لأنّ الكافر لا يستغفر له.
قال الله ـ تعالى ـ :
(إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) (٣).
قال الله ـ تعالى ـ : (وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ (٤) إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ) (٥).
وقوله ـ تعالى ـ عن إبراهيم ـ عليه السّلام ـ (٦) لقومه : (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) ؛ يعني : ما (٧) تدعون (٨) من الأصنام والآلهة. فاعتزلهم
__________________
(١) أ : أنّه.
(٢) د ، م زيادة : له.
(٣) النساء (٤) / ٤٨.
(٤) ج ، د ، م زيادة : رأي لعّمه.
(٥) تفسير أبي الفتوح ٧ / ٤٢٠.+ الآية في التوبة (٩) / ١١٤.
(٦) ج ، م زيادة : في قوله.
(٧) ليس في د.
(٨) م : يدعون.
فوهب الله له المال والولد ، وجعل له لسان صدق عليّا ؛ أي : ذكرا عاليا ، وثناء حسنا منتشرا في الأرض (١).
[قوله ـ تعالى ـ : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسى) ؛ أي : اذكر ، يا محمّد ،] (٢) في الكتاب موسى بن عمران.
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا (٥١) وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ) ؛ يعني : من جانب الجبل الأيمن.
قوله ـ تعالى ـ : (وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا) (٥٢) ؛ أي : مناجيا. عن ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ (٣).
(وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا) (٥٣).
قوله ـ تعالى ـ : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ) ؛ يريد : إسماعيل بن هلقايا ـ عليه السّلام ـ.
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا (٥٤) وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) (٥٥) :
جاء في التّفسير : أنّ ذا الكفل رافق إسماعيل إلى بلده.
وقيل (٤) : رافقه اليسع بن أخطوب إلى بلده ، من غير معرفة بينهما. فوصلا إلى مدينته ، فقال ذو الكفل لإسماعيل ـ عليه السّلام ـ : مكانك إلى أن أرجع إليك. فمكث
__________________
(١) سقط من هنا قوله تعالى : (وَأَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا) (٤٨) والآيتان (٤٩) و (٥٠)
(٢) م : واذكر.
(٣) مجمع البيان ٦ / ٨٠٠.
(٤) ج ، د ، م زيادة : بل.
إسماعيل ـ عليه السّلام ـ ينتظره ، فأبطأ عليه ، وخرج من بلده بباب (١) آخر ونسي الموعد. فما زال إسماعيل على باب تلك المدينة يعبد (٢) الله سنة ، وضرب الله على قلب ذي الكفل فلم يذكر ما كان واعده عليه. وبعد السّنة خرج ذو الكفل إلى ظاهر المدينة ، فوجد إسماعيل قائما يصلّي.
فقال له ذو الكفل : متى كان قدومك إلى هاهنا؟
[فقال له :] (٣) : لم أزل هاهنا من حيث تواعدنا إلى الآن أرتقبك.
فقال له : [أنا معتذر] (٤) إلى الله ـ تعالى ـ وإليك ، فإنّى لم أذكر ذلك إلى (٥) حيث رأيتك. فأثنى الله ـ تعالى ـ عليه بذلك لصدقه بما وعد (٦) ـ عليه السّلام ـ رفيقه ، ومقامه سنة لميعاده (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ) ؛ أي : اذكر ، يا محمّد ، في الكتاب إدريس.
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا) (٥٦) :
قيل : إنّما سمّي إدريس ، لكثرة درسه. وكان اسمه أخنوخ. وهو أوّل من خطّ
__________________
(١) ج (خ ل) : من باب.
(٢) أ : يتعبّد.
(٣) ج ، د ، م : قال.
(٤) ج ، د ، م : معذرة.
(٥) ج ، د : إلّا.
(٦) م : واعد.
(٧) تفسير أبي الفتوح ٧ / ٤٢١ نقلا عن الكلبيّ باختصار.
بقلم ، وأتى بالحساب اليونانيّ ، وأخاط (١) الثياب ، وبني المدن (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا) (٥٧) ؛ يعني : رفعناه إلى السّماء عند ملائكتنا.
و (٣) رفع الله ـ تعالى ـ ثلاثة أنبياء إلى السّماء : إدريس ـ عليه السّلام ـ وإلياس ، وعيسى ـ عليهما السّلام ـ (٤).
وقوله ـ تعالى ـ : (أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ) وهو يعقوب بن إسحاق ـ عليهما السّلام ـ.
[وقوله] : (وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا) ؛ أي : اصطفينا.
قوله ـ تعالى ـ : (إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا) (٥٨) :
هذه من سجدات القرآن المستحبّة. و «سجّدا» جمع ، ساجد. و «بكيّا» جمع ، باك. فعلوا ذلك تقرّبا إلى الله ـ تعالى ـ وخوفا منه (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا) (٦١) ؛ [أي : آتيا] (٦).
__________________
(١) م : خاط.
(٢) مجمع البيان ٦ / ٨٠١ و ٨٠٢ من دون ذكر للقائل.
(٣) ليس في ج ، م.
(٤) ليس في ج ، د.
(٥) سقط من هنا الآيتان (٥٩) و (٦٠)
(٦) ليس في أ.
قوله ـ تعالى ـ : (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلَّا سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا) (٦٢) ؛ أي : على مقدار ساعات اللّيل والنّهار ، لا أنّ هناك ليلا ونهارا (١).
قوله : (وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ) :
قيل : السّبب في هذه الآية ، أنّه انقطع جبرئيل ـ عليه السّلام ـ عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ أربعين يوما. فشنّعت اليهود عليه بذلك وفرحوا ، وقالوا : قد قلاه ربّه وودّعه.
فأنزل الله عليه الآية (٢). وقال في موضع آخر : (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) (٣) تكذيبا لهم وردّا عليهم (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) (٦٥) ؛ أي : هل تعلم له (٥) مثلا (٦) ونظيرا.
وقيل : لم يسمّ الله والرّحمن غيره ، ولا يشركه في ذلك أحد (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّياطِينَ) ؛ أي : لنجمعنّهم.
قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا) (٦٨) : جمع ، جاث (٨).
__________________
(١) أ ، ب : لا نهارا.+ سقط من هنا الآية (٦٣)
(٢) أنظر : تفسير القرطبي ١١ / ١٢٨ وتفسير الطبري ١٦ / ٧٨ والتبيان ٧ / ١٣٩.
(٣) الضّحى (٩٣) / ٣.
(٤) سقط من هنا قوله تعالى : (لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ ذلِكَ وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) (٦٤)
(٥) ليس في د.
(٦) م : مثيلا.
(٧) تفسير القرطبي ١١ / ١٣٠ نقلا الفقرة الأولى عن الكلبيّ والفقرة الثانية عن ابن عبّاس.+ سقط من هنا الآيتان (٦٦) و (٦٧)
(٨) سقط من هنا الآيتان (٦٩) و (٧٠)
قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا) (٧١) ؛ أي : واجبا.
قال ابن مسعود : «واردها» ؛ يعني : نمرّ (١) على جسرها. وهو الصّراط ، يمرّ عليه المؤمن والكافر.
فالمؤمن يمرّ عليه كالبرق الخاطف ، والكافر يمرّ عليه خائفا مضطربا متزلزلا حتّى يحاذي مكانه من جهنّم فيسقط فيه (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً) (٧٧) :
هذه (٣) الآية نزلت في العاص بن وائل السّهميّ (٤) ، حيث قال لحباب بن الأرت : «لأوتينّ مالا وولدا».
فردّ الله (٥) عليه ، فقال : (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ) يريد : بما عندنا. (أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ (٦) عَهْداً) (٧٨) بما قال (٧).
[قوله ـ تعالى ـ : (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً) (٨٥) : جمع وافد ؛ أي : نجمعهم إلى الجنّة ركبانا على نوق الجنّة. والرّكبان مخصوص بالإبل خاصّة.
__________________
(١) ليس في أ ، ب.
(٢) التبيان ٧ / ١٤٣.+ سقط من هنا الآيات (٧٢) ـ (٧٦)
(٣) ليس في م.
(٤) ليس في ج ، د ، م.
(٥) ج ، د ، م زيادة : تعالى.
(٦) ج زيادة : عبدا يريد.+ د ، م زيادة : يريد.
(٧) سقط من هنا الآيات (٧٩) ـ (٨٤)
قوله ـ تعالى ـ : (وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً (٨٦)) ؛ أي : عطاشا.
جمع وارد ، يريد الماء. عن السدي والضّحّاك] (١).
وقوله ـ تعالى ـ حكاية عنهم (٢) : (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً (٨٨) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا (٨٩)) ؛ أي : ثقيلا منكرا.
قوله ـ تعالى ـ : (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا) (٩٠) ؛ أي : سقوطا (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) (٩٦) ؛ يعني : يجعل لهم في قلوب المؤمنين مودّة (٤) ومحبّة.
قوله ـ تعالى ـ : (فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ) :
مقاتل قال : يعني : القرآن بلسان العرب واللّسان الفصيح ، حتّى أنّ الأعجميّ لا يتلوه إلّا كما أنزل (٥).
(لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا) (٩٧) ؛ أي : ألداء ؛ أي : شديد الخصومة. جمع ألدّ (٦).
قوله (٧) : (هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً) (٩٨) :
__________________
(١) ليس في ج.+ التبيان ٧ / ١٥٠ نقلا عن ابن عبّاس.
(٢) أ ، ب زيادة : قوله.+ سقط من هنا الآية (٨٧)
(٣) سقط من هنا الآيات (٩١) ـ (٩٥)
(٤) ليس في د.
(٥) مجمع البيان ٦ / ٨٢٣ نقلا عن أبي مسلم.+ م زيادة : لتبشّر به المتّقين.
(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ).
(٧) ليس في ج ، د.