قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

حياة الإمام الحسين عليه السلام [ ج ٢ ]

حياة الإمام الحسين عليه السلام

حياة الإمام الحسين عليه السلام [ ج ٢ ]

تحمیل

حياة الإمام الحسين عليه السلام [ ج ٢ ]

278/472
*

٦ ـ تحرير إرادة الأُمّة :

ولم تملك الأُمّة في عهد معاوية ويزيد إرادتها واختيارها ، فقد كانت جثة هامدة لا وعي فيها ولا اختيار ، قد كُبّلت بقيود ثقيلة سدّت في وجهها منافذ النور والوعي ، وحيل بينها وبين إرادتها.

لقد عمل الحكم الاُموي على تخدير المسلمين وشلّ تفكيرهم ، وكانت قلوبهم مع الإمام الحُسين ، إلاّ إنّهم لا يتمكّنون من متابعة قلوبهم وضمائرهم ، فقد استولت عليها حكومة الاُمويِّين بالقهر ، فلمْ يملكوا من أمرهم شيئاً ، فلا إرادة لهم ولا اختيار ولا عزم ولا تصميم ، فأصبحوا كالأنصاب لا وعي فيهم ولا حراك ، قد قبعوا أذلاء صاغرين تحت وطأة سياط الاُمويِّين وبطشهم.

لقد هبّ الإمام إلى ساحات الجهاد والفداء ؛ ليطعم المسلمين بروح العزّة والكرامة ، فكان مقتله نقطة تحوّل في تاريخ المسلمين وحياتهم ، فانقلبوا رأساً على عقب ، فتسلّحوا بقوة العزم والتصميم ، وتحرروا من جميع السلبيات التي كانت ملمّة بهم ، وانقلبت مفاهيم الخوف والخنوع التي كانت جاثمة عليهم إلى مبادئ الثورة والنضال ، فهبّوا متضامنين في ثورات مكثّفة وكان شعارهم (يا لثارات الحُسين) ، فكان هذا الشعار هو الصرخة المدوّية التي دكّت عروش الاُمويِّين وأزالت سلطانهم.

٧ ـ تحرير اقتصاد الأُمّة :

وانهار اقتصاد الأُمّة الذي هو شرايين حياتها الاجتماعية والفردية ، فقد عمد الاُمويِّين بشكل سافر إلى نهب الخزينة المركزية ، والاستئثار بالفيء