الأعمام
هلمّ معي أيّها القارئ لنقرأ صحيفة بيضاء مختصرة من حياة أعمام أبي الفضل عليهالسلام ، الّذين هُم أغصان تلك الشجرة التي أصلها ثابت وفرعها في السّماء ؛ فإنّ للعمومة عِرقاً يضرب في نفسيّات المولود من فضائل وفواضل ، وقد جاء في الحديث : «الولدُ ، كما يُشبهُ أخوالَهُ يُشبهُ أعمامَهُ» (١).
__________________
(١) ورد في كمال الدِّين وتمام النّعمة للصدوق / ٣١٤ ، حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن رضياللهعنهما ، قال : حدّثنا سعد بن عبد اللّه ... عن أبي جعفر الثاني محمّد بن علي عليهالسلام ، قال : «أقبل أميرُ المؤمنين عليهالسلام ذات يوم ، ومعه الحسن بن علي عليهالسلام ، وسلمان الفارسي (رضي الله عنه) ، وأمير المؤمنين عليهالسلام مُتّكئ على يد سلمان ، فدخل المسجد الحرام فجلس ، إذ أقبل رجل حَسن الهيئة واللباس ، فسلّم على أمير المؤمنين عليهالسلام ، فرد عليهالسلام فجلس ، ثُمّ قال :
يا أمير المؤمنين ، أسألك عن ثلاث مسائل ، إنْ أخبرتني بهنّ علمتُ أنّ القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنّهم ليسوا بمأمونين في دُنياهم ولا في آخرتهم ، وإنْ تكُنْ الاُخرى علمتُ أنّك وهم شرعٌ سواء.
فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : سلني عمّا بدا لك.
فقال : أخبرني عن الرجل إذا نام ، أين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الرجل كيف يُشبه ولدُهُ الأعمامَ والأخوالَ؟
فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمّد الحسن ، فقال : يا أبا محمّد ، أجبه. فقال : أمّا ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه ؛ فإنّ روحه مُتعلِّقة بالريح ، والريح مُتعلِّقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة ، فإنْ أذن اللّه