الإصابة في تمييز الصحابة - ج ٨

أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

الإصابة في تمييز الصحابة - ج ٨

المؤلف:

أحمد بن علي بن حجر العسقلاني


المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٦

ولدته ستة. وكانت قابلتها سلمى ، مولاة صفية ، وكانت تسترضع لولدها وتعدّ ذلك قبل أن تلد.

ثم أسند عن عائشة أن الّذي زوجها عمها عمرو ، لأن أباها كان مات في الجاهلية.

قال الواقديّ : هذا المجمع عليه عندنا ، وأسند من طرق أنها حين تزويجها به كانت بنت أربعين سنة.

وقد أسند الواقديّ قصة تزويج خديجة من طريق أم سعد بنت سعد بن الربيع ، عن نفيسة بنت منية أخت يعلى ، قال : كانت خديجة امرأة شريفة جلدة كثيرة المال ، ولما تأيمت كان كلّ شريف من قريش يتمنى أن يتزوجها ، فلما أن سافر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في تجارتها ، ورجع بربح وافر رغبت فيه ، فأرسلتني دسيسا إليه ، فقلت له : ما يمنعك أن تزوج؟ فقال : «ما في يدي شيء». فقلت : فإن كفيت ودعيت إلى المال والجمال والكفاءة ، قال : «ومن»؟ قلت : خديجة ، فأجاب.

وفي الصّحيحين ، عن عائشة ـ أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب.

وعند مسلم ، من رواية عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، عن علي ـ أنه سمعه يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «خير نسائها خديجة بنت خويلد ، وخير نسائها مريم بنت عمران» (١).

وعنده من حديث أبي زرعة : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أتاني جبريل ، فقال : يا رسول الله ، هذه خديجة أتتك ومعها إناء فيه طعام وشراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها من ربّها السّلام ومنّي ..» الحديث.

قال ابن سعد : حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي ، حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، قالا : جاءت خولة بنت حكيم فقالت : يا رسول

__________________

(١) أخرجه البخاري في صحيحه ٤ / ٢٠٠ ، ٥ / ٤٧ ، ومسلم في الصحيح ٤ / ١٨٨٦ كتاب فضائل الصحابة ٤٤ باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي‌الله‌عنها (١٢) حديث رقم (٦٩ / ٢٤٣٠) والترمذي في السنن.

٥ / ٦٥٩ ـ ٦٦٠ كتاب المناقب (٥٠) باب فضل خديجة رضي‌الله‌عنها (٦٢) حديث رقم ٣٨٧٧ وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح ، وأحمد في المسند ١ / ٨٤ ، ١١٦ ، البيهقي في السنن الكبرى ٩ / ٣٦٧ والحاكم في المستدرك ٢ / ٤٩٧ ، ٣ / ١٨٤ ، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث ٣٤٤٠٥.

١٠١

الله ، كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد خديجة. قال : «أجل ، كانت أمّ العيال وربّة البيت ...» الحديث. وسنده قوي مع إرساله.

وقال أيضا : أخبرنا يزيد بن هارون ، أخبرنا حماد بن سلمة ، عن حميد الطويل ، عن عبد الله بن عمير ، قال : وجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على خديجة حتى خشي عليه حتى تزوج عائشة.

ومن مزايا خديجة أنها ما زالت تعظّم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وتصدق حديثه قبل البعثة وبعدها ، وقالت له لما أرادت أن يتوجّه في تجارتها : إنه دعاني إلى البعث إليك ما بلغني من صدق حديثك ، وعظم أمانتك ، وكرم أخلاقك ، ذكره ابن إسحاق.

وذكر أيضا أنها قالت لما خطبها : إني قد رغبت فيك لحسن خلقك ، وصدق حديثك.

ومن طواعيتها له قبل البعثة أنها رأت ميله إلى زيد بن حارثة بعد أن صار في ملكها ، فوهبته له صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكانت هي السبب فيما امتاز به زيد من السبق إلى الإسلام ، حتى قيل : إنه أول من أسلم مطلقا.

وأخرج ابن السّنّيّ بسند له عن خديجة ـ أنها خرجت تلتمس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأعلى مكة ومعها غذاؤه ، فلقيها جبريل في صورة رجل ، فسألها عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فهابته ، وخشيت أن يكون بعض من يريد أن يغتاله ، فلما ذكرت ذلك للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لها : «هو جبريل ، وقد أمرني أن أقرأ عليك السّلام ، وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نصب» (١).

وأخرجه النّسائيّ ، والحاكم ، من حديث أنس : جاء جبريل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «إن الله يقرأ على خديجة السّلام» ، فقالت : إنّ الله هو السّلام ، وعلى جبريل السّلام ، وعليك ، السلام ورحمة الله.

وفي «صحيح البخاريّ» عن علي ـ رفعه : خير نسائها مريم ، وخير نسائها خديجة.

ويفسر المراد به ما أخرجه ابن عبد البرّ في ترجمة فاطمة عن عمران بن حصين ـ أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عاد فاطمة ، وهي وجعة ، فقال : «كيف تجدينك يا بنيّة؟» قالت : إني لوجعة ، وإنه ليزيد ما بي ما لي طعام آكله. فقال : «يا بنيّة ، ألا ترضين أنّك سيّدة نساء العالمين؟» قالت : يا أبت ، فأين مريم بنت عمران؟ قال : «تلك سيّدة نساء عالمها».

فعلى هذا مريم خير نساء الأمة الماضية ، وخديجة خير نساء الأمة الكائنة.

__________________

(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٨٥ وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده الهيثمي في الزوائد. ٩ / ٢٢٧.

١٠٢

ويحمل قصة فاطمة إن ثبتت على أحد أمرين : إما التفرقة بين السيادة والخيرية ، وإما أن يكون ذلك بالنسبة إلى من وجد من النساء حين ذكر قصة فاطمة.

وقد أثنى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على خديجة ما لم يثن على غيرها ، وذلك في حديث عائشة ، قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها ، فذكرها يوما من الأيام ، فأخذتني الغيرة ، فقلت : هل كانت إلا عجوزا قد أبدلك الله خيرا منها ، فغضب. ثم قال : «لا ، والله ما أبدلني الله خيرا منها ، آمنت إذ كفر النّاس ، وصدّقتني إذ كذّبني النّاس ، وواستني بمالها إذ حرمني النّاس ، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النّساء.»

قالت عائشة : فقلت في نفسي : لا أذكرها بعدها بسبة أبدا. أخرجه أبو عمر أيضا ، رويناه في كتاب الذرية الطاهرة للدّولابي من طريق وائل بن أبي داود ، عن عبد الله البهي ، عن عائشة.

وفي الصحيح عن عائشة : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا ذبح الشاة يقول : «أرسلوا إلى أصدقاء خديجة» (١). فقال : فذكرت له يوما ، فقال : «إنّي لأحبّ حبيبها».

قال ابن إسحاق : كانت وفاة خديجة وأبي طالب في عام واحد ، وكانت خديجة وزيد صدقا على الإسلام ، وكان يسكن إليها. وقال غيره : ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين على الصحيح ، وقيل بأربع ، وقيل بخمس.

وقالت عائشة : ماتت قبل أن تفرض الصلاة ، يعني قبل أن يعرج بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويقال : كان موتها في رمضان.

وقال الواقديّ : توفيت لعشر خلون من رمضان ، وهي بنت خمس وستين سنة ، ثم أسند من حديث حكيم بن حزام أنها توفيت سنة عشر من البعثة بعد خروج بني هاشم من الشعب ، ودفنت بالحجون ، ونزل النبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حفرتها ، ولم تكن شرعت الصلاة على الجنائز.

١١٠٩٣ ـ خديجة بنت الزبير بن العوام. أمها أسماء بنت أبي بكر الصديق.

عدها الزّبير بن بكّار في أولاد الزبير بن العوام فقال : وخديجة الكبرى.

__________________

(١) أخرجه مسلم في الصحيح ٤ / ١٨٨٨ عن عائشة كتاب فضائل الصحابة باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي‌الله‌عنها حديث رقم (٧٥ / ٢٤٣٥) ، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١٨٣٣٩ وعزاه لمسلم في صحيحه عن عائشة رضي‌الله‌عنها.

١٠٣

قلت : وذكرها الطّبرانيّ في ترجمة أمها بما يدل على تقدم ولادتها قبل الأحزاب ، فتكون أدركت من حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خمس سنين أو أكثر ، أخرجه من طريق ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن جابر بن عبد الله بن الزبير ، عن أسماء بنت أبي بكر (١) رضي‌الله‌عنهما ، قالت : كنت مرة في أرض أقطعها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأبي سلمة والزبير في أرض بني النضير ، فخرج الزبير مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولنا جار من اليهود فذبح شاة فطبخت ، فوجدت ريحها ، فدخلني ما لم يدخلني من شيء قط ، وأنا حامل بابنتي خديجة ، فلم أصبر ، فانطلقت فدخلت على امرأة اليهودي أقتبس منها نارا لعلها تطعمني وما بي من حاجة إلى النار ، فلما شممت الريح ، ورأيته ازددت شرها فأطفأته ، ثم جئت ثانيا أقتبس ، ثم ثالثة ، ثم قعدت أبكي وأدعو الله ، فجاء زوج اليهودية فقال : أدخل عليكم أحد؟ قالت : العربية تقتبس نارا. قال : فلا آكل منها أبدا أو ترسلي إليها منها ، فأرسل إلي بقدحة ـ يعني غرفة ـ فلم يكن شيء في الأرض أعجب إليّ من تلك الأكلة.

وقال ابن سعد : ولدت أسماء للزبير : عبد الله ، وعروة ، والمنذر ، وعاصما ، والمهاجر ، وخديجة الكبرى ، وأم الحسن ، وعائشة.

قلت : وأسنّ أولادها الذكور عبد الله ، والنساء خديجة.

١١٠٩٤ ـ خديجة بنت عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب المطلبية.

ذكرها ابن سعد في ترجمة والدها ، واستشهد أبوها قرب بدر ، فعاش قليلا ، ومات وهو راجع إلى المدينة بالصفراء.

١١٠٩٥ ـ خرقاء (٢) : المرأة السوداء التي كانت تقمّ المسجد النبوي.

لها ذكر من رواية حماد بن زيد ، عن ثابت ، عن أنس. هكذا أوردها ابن مندة ، وتبعه أبو نعيم.

١١٠٩٦ ـ خرقاء (٣) : روى عنها أبو السفر سعيد بن يحمد.

ذكرها ابن السّكن ، وليس في حديثها ما يدلّ على صحبتها ولا على رؤيتها ، قاله أبو عمر.

قلت : لفظ ابن السّكن : الخرقاء ، روى عنها أبو السفر ، لم يثبت من رواية أهل

__________________

(١) في أأبي بكر الصديق رضي‌الله‌عنه.

(٢) أسد الغابة ت ٦٨٧٥.

(٣) الثقات ٣ / ١١٧ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٦٢.

١٠٤

الكوفة ، ثم ساقه من طريق علي بن مجاهد ، عن حجاج بن أرطاة ، عن أبي السفر ، عن الخرقاء ، قال : وكانت امرأة حبشية تلقط النوى ، وتميط الأذى ، عن مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لها كفلان من الأجر». ثم قال : لا أعلم من رواه غير حجاج ، وهذا مشعر بأنها التي قبلها.

١١٠٩٧ ـ خرقاء : امرأة من الجن.

ذكرت في خبر العباس بن عبد الله البرقعي في قصة وقعت لبعض السلف ، وهو عمر ابن عبد العزيز : قرأت على أحمد بن عبد القادر بن الفخر أن أحمد بن علي الهكاري ، أخبرهم عن المبارك الخواص ، أخبرنا الحسين بن علي السري ، أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري ، أخبرنا إسماعيل الصفار ، حدثنا عباس البرقعي (١) ، حدثنا محمد بن فضيل ، وليس بابن غزوان ، حدثنا العباس بن أبي راشد ، عن أبيه قال : نزل بنا عمر بن عبد العزيز ، فلما رحل قال لي مولاي : اركب معه فشيّعه. قال : فركبت فمررنا بواد ، فإذا نحن بحية ميتة مطروحة على الطريق ، فنزل عمر فنحّاها وواراها ، ثم ركب ، فبينا نحن نسير إذا هاتف يهتف ، وهو يقول : يا خرقاء! يا خرقاء! فالتفتنا يمينا وشمالا فلم نر أحدا. فقال له عمر : أنشدك الله أيها الهاتف ، إن كنت ممن يظهر إلّا ظهرت لنا ، وإن كنت ممن لم يظهر أخبرنا عن الخرقاء. قال : هي الحية التي لقيتم بمكان كذا وكذا ، فإنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول لها يوما : يا خرقاء ، «تموتين بفلاة من الأرض ، يدفنك خير مؤمن من أهل الأرض».

فقال له عمر : أنت سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول هذا؟ فتعجب عمر وانصرفنا.

وأوردها الخطيب في ترجمة عباد بن راشد من كتاب «المتّفق» ، من طريق محمد بن جعفر الظفري ، حدثنا نصر بن داود ، حدثنا محمد بن فضيل : قرأ شريح بن يونس بمكة : حدثنا عباد بن راشد ، من أهل ذي المروة ، عن أبيه ، قال : زار عمر بن عبد العزيز مولاي ، فلما أراد الرجوع قال لي مولاي : شيعه ... فذكر نحوه.

وفي آخره : فقال : أنا من اسبعة الذين بايعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بهذا الوادي ، وفيه : فقال لي : «يا راشد لا تخبرنّ بهذا أحدا حتّى أموت».

وأوردها أبو نعيم في «الحلية» في أخر ترجمة عمر بن عبد العزيز ، وأنه وجد حيّته ميتة فلفّها في خرقة فدفنها ، فسمع قائلا يقول : هذه خرقاء ... نحوه.

١١٠٩٨ ـ خرنيق ، بكسر الخاء المعجمة وسكون الراء وكسر النون بعدها مثناة تحتانية

__________________

(١) في أالرافعي.

١٠٥

ثم قاف : بنت الحصين الخزاعية أخت عمران (١).

أسلمت وبايعت ، وروت ، قاله ابن سعد. وأسند في ترجمة جويرية بنت الحارث عنها عن عمران بن حصين ، قال : افتدى يوم المريسيع نساء بني المصطلق ، وكانوا يتعاقلون (٢) في الجاهلية.

١١٠٩٩ ـ خرنق ، كالتي قبلها لكن بغير ياء قبل القاف : بنت خليفة الكلبية ، أخت دحية.

ذكرها ابن سعد عن هشام بن الكلبي ، عن شرقي بن قطامي ، حدثه أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تزوّج خولة بنت الهذيل ، وأمها بنت خليفة بن فروة أخت دحية ، وكانت خالتها شراف بنت خليفة هي التي ربّتها ، فماتت في الطريق قبل أن تصل.

وذكرها المفضّل بن غسّان العلائي في تاريخه كما سيأتي في خولة بنت الهذيل.

١١١٠٠ ـ خزيمة (٣) بنت جهم بن قيس العبدرية (٤).

هاجرت مع أبيها وأمّها خولة بنت الأسود أم حرملة إلى أرض الحبشة ، قاله أبو عمر.

١١١٠١ ـ خضرة : خادم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٥).

ذكرها ابن سعد ، وأسند عن الواقديّ من حديث سلمى أم رافع بسنده إليها ، قالت : كان خدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنا وخضرة ، ورضوى ، وميمونة بنت سعد ، أعتقهن كلهنّ. وذكرها البلاذريّ أيضا. ولها ذكر في تفسير سورة التحريم من كتاب ابن مردويه.

١١١٠٢ ـ خلدة بنت الحارث. تقدمت في خالدة.

١١١٠٣ ـ خليدة بنت ثابت بن سنان الأنصارية. ذكرها ابن سعد.

١١١٠٤ ـ خليدة بنت الخباب بن سعد بن معاذ الأنصارية (٦) ، من بني ظفر.

بايعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قاله ابن حبيب ، ومن قبله ابن سعد.

١١١٠٥ ـ خليدة بنت قعنب الضبّية (٧).

ذكرها ابن أبي عاصم ، وأخرج من طريق حميد بن حماد بن أبي الحوراء ، عن ثعلب

__________________

(١) أعلام النساء ١ / ٢٩٦.

(٢) في أتعاقلوا.

(٣) في أخرمة.

(٤) أسد الغابة ت ٦٨٧٦ ، الاستيعاب ت ٣٣٦٠.

(٥) أسد الغابة ت ٦٨٧٧.

(٦) أسد الغابة ت ٦٨٧٨.

(٧) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٦٢.

١٠٦

بنت الرباب ، عن خالتها خليدة بنت قعنب ـ أنها كانت في النسوة اللاتي أتين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يبايعنه ، فأتته امرأة في يدها سوار من ذهب ، فأبى أن يبايعها ، فخرجت من الزحام ، فرمت بالسوار ، ثم جاءت إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فبايعها ، قالت : فخرجت فطلبت السوار فإذا هو قد ذهب به.

١١١٠٦ ـ خليسة بنت قيس (١) بن ثابت بن خالد الأشجعية ، من بني دهمان.

كانت زوج البراء بن معرور ، بايعت ، ولها رواية. وهي أمّ بشر بن البراء ، قاله ابن سعد ، وأخرج من رواية أم بشر بن البراء بن معرور أحاديث.

١١١٠٧ ـ خليسة : جارية حفصة بنت عمر أم المؤمنين (٢).

روت حديثها عليكة بنت الكميت ، عن جدتها ، عن خليسة ـ أنّ عائشة وحفصة كانتا جالستين تتحدثان ، فأقبلت سودة زوج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت إحداهما للأخرى : أما ترين سودة! ما أحسن حالها! لنفسدن عليها ، وكانت من أحسنهن حالا ، كانت تعمل الأديم الطائفي ، فلما دنت منهما قالتا لها : يا سودة ، أما شعرت؟ قالت : وما ذاك؟ قالت : خرج الأعور. ففزعت وذهبت حتى دخلت خيمة لهم يوقدون فيها ، فأتتا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما رأتاه استضحكتا وجعلتا لا تستطيعان أن تكلماه حتى أومأتا ، فذهب حتى قام على باب الخيمة ، فقالت سودة : يا نبي الله ، خرج الأعور الدجال؟ فقال : «لا». فخرجت تنفض عنها نسج العنكبوت.

١١١٠٨ ـ خليسة : مولاة سلمان الفارسيّ (٣).

يقال : إنها هي التي كاتبت سلمان ، ذكر ذلك ابن مندة في قصة إسلام سلمان في بعض طرقه ، من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن سلمان الفارسيّ ، قال فيها : فمرّ بي أعرابيّ من كلب ، فاحتملني حتى أتى يثرب ، فاشترتني امرأة يقال لها خليسة بنت فلان حليف لبني النجار بثلاثمائة درهم ، فمكثت معها ستة عشر شهرا ، حتى قدم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة ، فأتيته ، فذكر إسلامه ، قال : فأرسل إليها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم علي بن أبي طالب يقول لها : إما أن تعتقي سلمان ، وإما أن أعتقه ، وكانت قد أسلمت ، فقالت : قل للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما شئت. فقال : أعتقته. قال : فغرس لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثمائة سنبلة ... الحديث أخرجه أبو موسى في الأحاديث الطوال.

__________________

(١) الثقات ٣ / ١١٧ ، أعلام النساء ١ / ٣٠١ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٦٢.

(٢) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٦٢.

(٣) أسد الغابة ت ٦٨٨١.

١٠٧

١١١٠٩ ـ خناس (١) : في اللتين بعدها بنت خذام الشاعرة.

١١١١٠ ـ خنساء بنت خذام (٢) بن خالد الأنصارية ، من بني عمرو بن عوف.

ثبت حديثها في «الموطأ» عن عبد الرحمن بن القاسم. عن أبيه ، عن عبد الرحمن ، ومجمّع ابني زيد بن حارثة ، عن خنساء ـ أن أباها زوّجها وهي بنت ، فكرهت ذلك ، فأتت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فردّ نكاحها.

ورواه الثّوريّ ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، فخالف في السند والمتن ، قال : عن عبد الله بن يزيد بن وديعة ، عن خنساء بنت خذام ـ أنها كانت يومئذ بكرا ، كذا قال ابن عبد البر.

وقال ابن مندة : رواه ابن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم ، فوافق مالكا. ورواه يحيى بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن عبد الرحمن ومجمع مرسلا ومتصلا. انتهى.

وأخرج من طريق محمد بن إسحاق ، عن حجاج بن السائب ، عن أبيه ، عن جدته خنساء بنت خذام بن خالد ، وكانت قد تأيّمت من رجل فزوّجها أبوها من رجل من بني عمرو بن عوف ، وأنها خطبت إلى أبي لبابة بن عبد المنذر ، فارتفع شأنهما إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أباها يلحقها بهواها ، فتزوجت أبا لبابة ، فهي والدة ولده السائب.

ووقع لنا هذا بعلو في المعرفة لابن مندة ، أخرجه أحمد ، ووقع في رواية خناس ، بضم أوله مخففا.

وأخرج ابن مندة ، من طريق إسحاق بن يونس المستملي ، عن هشيم ، عن عمرو بن أبي سلمة ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ـ أنّ خنساء بنت خذام أنكحها أبوها رجلا ، وكانت ملكت أمرها ، وأنها كرهت ذلك ، فأتت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «أمرك بيدك». فخطبها أبو لبابة ، فولدت له السائب.

قال ابن مندة : رواه غيره عن هشيم ، عن عمر بن أبي سلمة مرسلا ، وكذا قال أبو عوانة عن عمر.

وأخرجه ابن سعد ، عن وكيع ، عن الثّوريّ ، عن أبي الحويرث ، عن نافع بن جبير ، قال : تأيمت خنساء بنت خذام من زوجها ، فزوّجها أبوها ، فأتت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت : يا

__________________

(١) في أ : خنساء.

(٢) الثقات ٣ / ١١٦ ، أعلام النساء ١ / ٣٠٤ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٦٢ ، تقريب التهذيب ٢ / ٥٩٦ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ٤١٣ ، الكاشف ٣ / ٤٦٩ ، خلاصة تهذيب الكمال ٣ / ٣٨٠ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٦٨٢ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٠ ، بقي بن مخلد ٢٢٦.

١٠٨

رسول الله ، إن أبي تفوّت عليّ فزوجني ولم يشعرني. قال : «لا نكاح له ، انكحي من شئت». فنكحت أبا لبابة.

ومن طريق معمر عن سعيد بن عبد الرحمن الحجبي ، قال : كانت امرأة يقال لها خنساء بنت خذام تحت أنيس بن قتادة الأنصاري ، فقتل عنها بأحد فزوجها أبوها رجلا ، فقالت : يا رسول الله ، إن عم ولدي أحبّ إليّ ، فجعل أمرها إليها.

١١١١١ ـ خنساء بنت رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن كعب بن سلمة ، عمة جابر بن عبد الله بن رئاب ، كانت من المبايعات.

ذكرها ابن سعد ، وقال : أمها إدام بنت حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة ، تزوّجها عامر بن عدي بن سنان بن نابي بن عمرو بن سواد ، ثم النعمان بن خنساء بن سنان بن عبيد.

١١١١٢ ـ خنساء بنت عمرو بن الشّريد (١) بن ثعلبة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمية الشاعرة المشهورة ، اسمها تماضر ، بمثناة فوقانية أوله وضاد معجمة ـ وفي ذلك يقول دريد بن الصمة حين رآها تهنأ إبلا لها ثم تجردت واغتسلت فأعجبته فخطبها ، فأبت فقال فيها :

حيّوا تماضر واربعوا صحبي

وقفوا فإنّ وقوفكم حسبي

ما إن رأيت ولا سمعت به

كاليوم طالي أينق جرب

مبتذّلا تبدو محاسنه

يضع الهناء مواضع النّقب

أخناس قد هام الفؤاد بكم

واعتاده داء من الحبّ (٢)

[الكامل]

__________________

(١) أسد الغابة ت ٦٨٨٣ ، الاستيعاب ت ٣٣٦٣.

(٢) ينظر البيت الأول في ديوان دريد بن الصمة وهو في ديوانه ص ٤٣.

وبعده :

أخناس قد هام الفؤادكم

وأصابه تبل من الحبّ

ومناسبة هذه الأبيات كما قال صاحب الأغاني ١٠ / ٢١ ، ٢٢ ، مرّ دريد ابن الصمة بالخنساء بنت عمرو ابن الشريد وهي تهنأ بعيرا لها ، وقد تبذلت حتى فرغت منه ، ثمّ نضّت عنها ثيابها فاغتسلت ودريد بن الصمة يراها وهي لا تشعر به فأعجبته ، فانصرف إلى رحلها وأنشأ يقول ... ويروى البيت الأول في الوحشيات : ٢٥ : «حيّوا أمامة وانظروا» والّذي عليه جميع المصادر (تماضر) وهو ما يتناسب. أربعوا : الإرباع الاطمئنان والإقامة في المكان. وينظر الأعلام ٢ / ٣٩٩.

١٠٩

فبلغتها خطبته ، فقالت : لا أدع بني عمي الطوال مثل عوالي الرماح ، وأتزوّج شيخا ، فلما بلغه ذلك قال من أبيات :

وقاك الله يا ابنة آل عمرو

من الفتيان أمثالي ونفسي

وقالت إنّه شيخ كبير

وهل خبّرتها أنّي ابن أمس

[وقد علم المراضع في جمادى

إذا استعجلن عن حزّ بنهس]

[الوافر]

إلى أن قال :

وأنّي لا أبيت بغير نحر

وأبدأ بالأرامل حين أمسى

وأنّي لا يهرّ الكلب ضيفي

ولا جاري يبيت خبيث نفس

فأجابته بأبيات.

قال أبو عمر : قدمت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مع قومها من بني سليم ، فأسلمت معهم ، فذكروا أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يستنشدها ويعجبه شعرها ، وكانت تنشده ، وهو يقول : «هيه يا خناس» ، ويومئ بيده.

قالوا : وكانت الخنساء تقول في أول أمرها البيتين أو الثلاثة حتى قتل أخوها شقيقها معاوية بن عمرو ، وقتل أخوها لأبيها صخر ، وكان أحبهما إليها ، لأنه كان حليما جوادا محبوبا في العشيرة ، كان غزا بني أسد فطعنه أبو ثور الأسدي طعنة مرض منها حولا ، ثم مات ، فلما قتل أخواها أكثرت من الشعر ، فمن قولها في صخر :

أعينيّ جودا ولا تجمدا

ألا تبكيان لصخر النّدى

ألا تبكيان الجريء الجميل

ألّا تبكيان الفتى السّيّدا

طويل النّجاد عظيم الرّماد

ساد عشيرته أمردا (١)

[المتقارب]

ومن قولها فيه :

وإنّ صخرا لمولانا وسيّدنا

وإنّ صخرا إذا نشتو لنحّار

__________________

(١) البيت للخنساء ترثي أخاها صخرا كما في ديوانها ص ٣٥ وبعده :

ألا تبكيان الجريء الجميل

ألا تبكيان الفتى السّيّدا

طويل النّجاد رفيع العماد

ساد عشيرته أمردا

تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (٦٨٨٣) ، والاستيعاب ترجمة رقم (٣٣٦٣).

١١٠

أشمّ أبلج يأتمّ الهداة به

كأنّه علم في رأسه نار (١)

[البسيط]

قال : وأجمع أهل العلم بالشعر أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها.

وذكر الزّبير بن بكّار ، عن محمد بن الحسن المخزومي ، وهو المعروف بابن زبالة ، أحد المتروكين ، عن عبد الرحمن بن عبد الله ، عن أبيه ، عن أبي وجزة ، عن أبيه ، قال : حضرت الخنساء بنت عمرو السلمية حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال ، فذكر موعظتها لهم وتحريضهم على القتال ، وعدم الفرار ، وفيها : إنكم أسلمتم طائعين ، وهاجرتم مختارين ، وإنكم لبنو أب واحد وأم واحدة ، ما هجنت آباءكم ، ولا فضحت أخوالكم ، فلما أصبحوا باشروا القتال واحدا بعد واحد حتى قتلوا ، وكل منهم أنشد قبل أن يستشهد رجزا ، فأنشد الأول :

يا إخوتي إنّ العجوز النّاصحه

قد نصحتنا إذ دعتنا البارحه

بمقالة ذات بيان واضحه

وإنّما تلقون عند الصّائحه

من آل ساسان كلابا نابحة

[الرجز]

وأنشد الثاني :

إنّ العجوز ذات حزم وجلد

قد أمرتنا بالسداد والرّشد

نصيحة منها وبرّا بالولد

فباكروا الحرب حماة في العدد

[الرجز]

وأنشد الثالث :

والله لا نعصي العجوز حرفا

نصحا وبرّا صادقا ولطفا

فبادروا الحرب الضّروس زحفا

حتّى تلفّوا آل كسرى لفّا

[الرجز]

وأنشد الرابع :

لست لخنساء ولا للأخرم

ولا لعمرو ذي السّناء الأقدم

__________________

(١) البيت للخنساء وهو في ديوانها ص ٤٠ وبعده :

وإنّ صخرا لمقدام إذا ركبوا

وإن صخرا إذا جاعوا لعقّار

١١١

إن لم أرد في الجيش جيش الأعجم

ماض على الهول خضمّ حضرمي (١).

[الرجز]

وكل من الأسانيد أطول من هذا ، قال : فبلغها الخبر ، فقالت : الحمد لله الّذي شرفني بقتلهم ، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقرّ رحمته.

قالوا : وكان عمر بن الخطاب يعطي الخنساء أرزاق أولادها الأربعة حتى قبض.

قلت : ومن شعرها في أخيها :

ألا يا صخر لا أنساك حتّى

أفارق مهجتي ويشقّ رمسي

يذكّرني طلوع الشّمس صخرا

وأبكيه لكلّ غروب شمس

ولو لا كثرة الباكين حولي

على إخوانهم لقتلت نفسي

[الوافر]

ومن شعرها فيه :

ألا يا صخر إن أبكيت عيني

فقد أضحكتني دهرا طويلا

ذكرتك في نساء معولات

وكنت أحقّ من أبدى العويلا

دفعت بك الجليل وأنت حيّ

ومن ذا يدفع الخطب الجليلا

إذا قبح البكاء على قتيل

رأيت بكاءك الحسن الجميلا (٢)

[الوافر]

ويقال إنها دخلت على عائشة وعليها صدار من شعر ، فقالت لها : يا خنساء ، هذا نهي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عنه ، فقالت : ما علمت ، ولكن هذا له قصة ، زوّجني أبي رجلا مبذّرا فأذهب ماله ، فأتيت إلى صخر فقسم ماله شطرين ، فأعطاني شطرا خيارا ، ثم فعل زوجي ذلك مرة أخرى ، فقسم أخي ماله شطرين فأعطاني خبرهما ، فقالت له امرأته : أما ترضي أن تعطيها النصف حتى تعطيها الخيار ، فقال :

والله لا أمنحها شرارها

وهي الّتي أرحض عني عارها

ولو هلكت خرّقت خمارها

واتّخذت من شعر صدارها

[الرجز]

__________________

(١) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (٣٣٦٣).

(٢) تنظر الأبيات في الديوان ص ٨٢ ، وهذا الشعر قالته الخنساء تبكي أخاها معاوية لمّا قتله بنو مرّة ، وزعم أبو عبيدة أنها قالت هذا الشعر في أخيها صخر لما دفن بأرض بني سليم عند جبل عسيب وهو من غرر مراثيها.

١١٢

١١١١٣ ـ خولة بنت الأسود الخزاعية (١). تأتي في أم حرملة في الكنى إن شاء الله تعالى.

١١١١٤ ـ خولة بنت إياس بن جعفر الحنفية ، والدة محمد بن علي بن أبي طالب.

رآها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في منزله فضحك ، ثم قال : «يا عليّ ، أما إنّك تتزوّجها من بعدي ، وستلد لك غلاما فسمّه باسمي وكنّه بكنيتي وانحله».

رويناه في فوائد أبي الحسن أحمد بن عثمان الأدمي ، من طريق إبراهيم بن عمر بن كيسان ، عن أبي جبير عن أبيه قنبر حاجب علي ، قال : رآني عليّ ... فذكره ، وسنده ضعيف وثبوت صحبتها مع ذلك يتوقّف على أنها كانت حينئذ مسلمة.

١١١١٥ ـ خولة بنت ثابت بن المنذر بن عمرو بن حزام الأنصاري ، أخت حسان بن ثابت.

روى إسحاق بن إبراهيم الموصليّ ، عن الأصمعي لها شعرا ، ذكره في كتاب الأغاني ، ونقله عنه أبو الفرج الأصبهاني بسنده إليه.

١١١١٦ ـ خولة بنت ثامر (٢).

قال عليّ بن المدينيّ : هي بنت قيس بن قهد ، بالقاف ، وثامر لقب. وحكى ذلك أبو عمر أيضا ، ويقال هما ثنتان ، نعم الحديث الّذي روى عن خولة بنت ثامر جاء عن خولة بنت قيس. قال أبو عمر : روى عنها النعمان بن أبي عياش ... فذكر الحديث ، ولم يسلق (٣) سنده. وأسنده ابن مندة من وجهين : عن أبي الأسود يتيم عروة عن النعمان ـ أنه سمع خولة بنت ثامر الأنصارية تقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ الدّنيا خضرة حلوة. وإنّ رجالا يخوضون (٤) في مال الله ومال رسوله بغير حقّ لهم النّار يوم القيامة» (٥).

__________________

(١) أسد الغابة ت ٦٨٨٤ ، الاستيعاب ت ٣٣٦٤.

(٢) الثقات ٣ / ١١٦ ، أعلام النساء ١ / ٣٢٥ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٦٣ ، ٢٦٥ ، الكاشف ٣ / ٤٦٩.

(٣) في أيسبق.

(٤) أي يتصرفون في مال الله تعالى بما لا يرضاه وأصل الخوض المشي في الماء وتحريكه ، ثم استعمل في التلبس بالأمر والتصرّف فيه. اللسان ٢ / ١٢٨٩.

(٥) أخرجه مسلم في صحيحه ٤ / ٢٠٩٨ كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب ٢٦ أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء حديث رقم ٩٩ ـ ٢٧٤٢ والترمذي ٤ / ٤١٩ كتاب الفتن باب ٢٦ ما جاء ما أخبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أصحابه بما هو كائن إلى يوم القيامة حديث رقم ٢١٩١ وقال حسن صحيح وابن ماجة في السنن ٢ / ١٣٢٥ كتاب الفتن باب ١٩ فتنة النساء حديث رقم ٤٠٠٠ ، وأحمد في المسند ٣ / ١٩ ، ٢٢ ،

الإصابة/ج٨/م٨

١١٣

وأخرجه التّرمذيّ ، من طريق سعيد المقبري ، عن أبي الوليد : سمعت خولة بنت قيس ... فذكر نحوه.

وأخرجه البخاريّ ، عن المقبري ، عن سعيد بن أبي أيوب ، عن أبي الأسود ، فقال : عن خولة الأنصارية ، ولفظه : «إنّ رجالا يتخوّضون في مال الله بغير حقّ لهم النّار» (١).

كذا أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد» ، عن يعقوب بن حميد ، عن المقبري ، لم يسمّ أباها أيضا ، والله أعلم.

١١١١٧ ـ خولة بنت ثعلبة (٢). هكذا يقول الأكثر ، ونسبها ابن الكلبي في تفسيره ، فقال : بنت ثعلبة بن مالك الدخشم.

١١١١٨ ـ خولة بنت مالك : بن ثعلبة بنت أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم [بن عوف] (٣) بن عمرو بن عوف ، ويقال خولة بنت حكيم (٤).

ذكرها أبو عمر ـ بن خليد بن دعلج ، عن قتادة ، ويقال بنت دليح ـ ذكره ابن مندة ، ويقال خويلة ، بالتصغير ، بنت خويلد آخره دال. أخرجه ابن مندة ، من طريق أبي حمزة الثمالي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : وقيل بنت الصامت ، أخرجه يحيى الحمّاني في مسندة ، من طريق أبي إسحاق السّبيعي ، عن يزيد بن زيد ، عنها ، قال محمد بن إسحاق في رواية يونس بن بكير عنه : وأخرجه أحمد عن يعقوب وسعد ابني إبراهيم بن سعد ، عن أمهما ، واللفظ له عن ابن إسحاق ، عن معمر بن عبد الله بن حنظلة ، عن يوسف بن عبد الله بن سلام ، عن خولة.

وفي رواية إبراهيم خويلة امرأة أوس بن الصامت ، أخي عبادة ، قالت : فيّ والله وفي أوس بن الصامت أنزل الله عزوجل صدر سورة المجادلة ، قالت : كنت عنده ، وكان شيخا

__________________

٤٦ ، ٦١ ، ٨٤ ، ٦ / ٣٦٤ وابن حبان في صحيحه حديث رقم ٨٥٢ ، وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم ١٦٩٩ ، وأبو نعيم في الحلية ٧ / ٣١١ ، والهيثمي في الزوائد ٣ / ٩٩.

(١) أخرجه البخاري في صحيحة ٤ / ١٠٤. وأحمد في المسند ٦ / ٤١٠ ، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١٦٧٥٧.

(٢) أسد الغابة ت ٦٨٨٦ ، الاستيعاب ت ٣٣٦٦.

(٣) سقط في أ.

(٤) الثقات ٣ / ١١٦ ، أعلام النساء ١ / ٣٢٦ ، ٣٢٨ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٦٣ ، تقريب التهذيب ٢ / ٥٩٦ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٦٨٢ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ٤١٦ ، ٤١٤ ، خلاصة تهذيب الكمال ٣ / ٣٨٠.

١١٤

كبيرا قد ساء خلقه وضجر ، قالت : فدخل عليّ يوما فراجعته بشيء فغضب وقال : أنت عليّ كظهر أمي ، ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة ثم دخل عليّ فإذا هو يريدني قالت : فقلت : كلا والّذي نفسي بيده ، لا تخلص إليّ وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا. قالت : فواثبني فامتنعت منه فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف فألقيته عني ، ثم خرجت حتى جئت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجلست بين يديه ، فذكرت له ما لقيت منه. فجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه ، قالت : فجعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «يا خويلة ، ابن عمّك شيخ كبير فاتّقي الله فيه».

قالت : فو الله ما برحت حتى نزل فيّ القرآن ، فتغشّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما كان يتغشاه ثم سرّي عنه ، فقال : «يا خويلة ، قد أنزل الله فيك وفي صاحبك». ثم قرأ عليّ : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ) ... إلى قوله : (وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ) [المجادلة ١ و ٤].

قالت : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مريه فليعتق رقبة». قالت : فقلت : والله يا رسول الله ، ما عنده ما يعتق. قال : «فليصم شهرين متتابعين». قالت : فقلت : والله إنّه لشيخ كبير ما به من طاقة. قال : «فليطعم ستّين مسكينا وسقا بعذق من تمر». قالت : فقلت : يا رسول الله ، ما ذاك عنده. قالت : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فإنّا سنعينك بعذق من تمر». قالت : فقلت : يا رسول الله ، وأنا سأعينه بعذق آخر. فقال : «قد أصبت وأحسنت ، فاذهبي فتصدّقي به عنه ، ثمّ استوصي بابن عمّك خيرا». قالت : ففعلت.

وفي رواية محمد بن سلمة عن إسحاق : خولة بنت مالك بن ثعلبة. أخرجه ابن مندة ، وكذا أخرجه من طريق جعفر بن الحارث عن ابن إسحاق ، وكذا رواه زكريا بن أبي زائدة ، عن ابن إسحاق ، أخرجه الحسن بن سفيان.

وقال أبو عمر : روينا من وجوه عن عمر بن الخطاب أنه خرج ومعه الناس ، فمرّ بعجوز فاستوقفته فوقف ، فجعل يحدّثها وتحدثه ، فقال له رجل : يا أمير المؤمنين ، حبست الناس على هذه العجوز. فقال : ويلك! أتدري من هي؟ هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات ، هذه خولة بنت ثعلبة التي أنزل الله فيها : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما ...) [المجادلة ١] الآيات ، [والله لو أنها وقفت إلى الليل] ما فارقتها إلا للصلاة ثم أرجع إليها.

قال : وقد روى خليد بن دعلج عن قتادة ، قال : خرج عمر من المسجد ومعه الجارود العبديّ فإذا بامرأة برزة على ظهر الطريق ، فسلّم عليها عمر ، فردت عليه‌السلام ، فقالت :

١١٥

هيها يا عمر ، عهدتك وأنت تسمي عميرا في سوق عكاظ تروع الصبيان بعصاك ، فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ، ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين! فاتق الله في الرعية ، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ، ومن خاف الموت خشي الفوت.

فقال الجارود : قد أكثرت على أمير المؤمنين أيتها المرأة. فقال عمر : دعها ، أما تعرفها؟ هذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بن الصامت التي سمع الله قولها من فوق سبع سماوات ، فعمر أحقّ والله أن يسمع لها.

قال أبو عمر : هكذا في الخبر خولة بنت حكيم امرأة عبادة ، وهو وهم ـ يعني في اسم أبيها وزوجها ، وخليد ضعيف سيئ الحفظ.

١١١١٩ ـ خولة بنت حكيم بن أمية (١) بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال ابن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة (٢) بن سليم السلمية ، امرأة عثمان بن مظعون.

يقال : كنيتها أم شريك ، ويقال لها خويلة بالتصغير ، قاله أبو عمر. قال : وكانت صالحة فاضلة ، روت عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. روى عنها سعد بن أبي وقاص ، وسعيد بن المسيب ، وبشر بن سعيد ، وعروة ، وأرسل عنها عمر بن عبد العزيز ، فأخرج الحميدي في مسندة عن عمر بن عبد العزيز ، زعمت المرأة الصالحة خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون ... فذكر حديثا.

وأخرج السّراج في تاريخه من طريق حجاج بن أرطاة عن الربيع بن مالك عن خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون.

وقال هشام بن عروة عن أبيه : كنت خولة بنت حكيم من اللاتي وهبن أنفسهنّ للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، علّقه البخاري ، ووصله أبو نعيم من طريق أبي سعيد مولى بني هشام ، عن أبيه ، عن عائشة.

وأخرجه الطّبرانيّ من طريق يعقوب ، عن محمد ، عن هشام ، عن أبيه ، عن خولة بنت حكيم ـ أنها كانت من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال أبو عمر : هي التي قالت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا رسول الله ، إن فتح الله عليك الطائف

__________________

(١) الثقات ٣ / ١١٥ ، أعلام النساء ١ / ٣٢٨ ، ٣٢٦ ، ٤٤٢ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٦٤ تقريب التهذيب ٢ / ٩٦ تهذيب التهذيب ١٢ / ٤١٥ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٦٨٢ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٢٧ ، ١٨ ، خلاصة تهذيب الكمال ٣ / ٣٨٠ ، بقي بن مخلد ١٤٧.

(٢) في أبهيثة.

١١٦

فأعطني حلي بادية بنت غيلان أبي سلامة أو حلي الفارعة بنت عقيل ، وكانت من أحلى نساء ثقيف ، فقال : «وإن كان لم يؤذن لي في ثقيف يا خويلة». فذكرت ذلك لعمر ، فقال : يا رسول الله ، أما أذن لك في ثقيف؟ قال : «لا».

وأخرج ابن مندة ، من طريق الزهري : كانت عائشة تحدث أن خولة بنت حكيم زوج عثمان بن مظعون دخلت عليها وهي بذة الهيئة ، فقالت : إن عثمان لا يريد النساء ... الحديث. هذه رواية أبي اليمان عن شعيب ، ووصله غيره عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، ولا يثبت ، ولكن أخرجه أحمد من طريق ابن إسحاق ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : دخلت على خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما أبذ هيئة خويلة!» (١) فقلت : امرأة لا زوج [لها ، تصوم النهار وتقوم الليل ، فهي طمرور (٢) لا زوج لها.] الحديث. في إنكاره على عثمان.

ولخولة امرأة عثمان بن مظعون ذكر في ترجمة قدامة بن مظعون وقال هشام بن الكلبي : كانت ممن وهبت نفسها للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان عثمان بن مظعون مات عنها.

١١١٢٠ ـ خولة بنت حكيم الأنصارية (٣).

فرّق الطّبرانيّ بينها وبين التي قبلها ، فأخرج من طريق شعبة عن عطاء الخراساني ، عن سعيد بن المسيّب ، عن خولة بنت حكيم ، قالت : سألت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، المرأة ترى في المنام ما يرى الرجل؟ قال : «إذا رأت ذلك فلتغتسل».

قلت : قد وقع في بعض الأخبار أنّ أم عطية كانت تسمى خولة ، وهو فيما أخرجه أبو نعيم ، من طريق عباد بن العوام ، عن حجاج بن أرطاة ، حدثني الربيع بن مالك ، عن أم عطية ، وكانت تسمى خولة ، قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من نزل منزلا فقال : أعوذ بكلمات الله التّامّة ...» (٤) الحديث.

وأم عطية إن كانت الأنصارية ، فالمشهور أنّ اسمها نسيبة ، بنون ومهملة وموحدة مصغر. ويحتمل أن يكون لها اسمان ، أو أحدهما لقب ، لكن هذا المتن ثبت من هذا

__________________

(١) أخرجه أحمد في المسند ٦ / ٢٦٨ عن عائشة.

(٢) الطّمرور : الّذي لا يملك شيئا لغة في الطّملول اللسان ٤ / ٢٧٠٣.

(٣) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٦٤ ، خلاصة تذهب تهذيب الكمال ٣ / ٣٨٠.

(٤) أخرجه العقيلي في الضعفاء ٢ / ٥٠ وأورده الهيثمي في الزوائد ١٠ / ١٣٦ عن عبد الرحمن بن عابس ... الحديث بلفظه قال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

١١٧

الوجه. أخرجه أحمد ، وفيه : عن خولة امرأة عثمان ، يعني ابن مظعون ، فظهر بهذا أن خولة امرأة عثمان كانت تكنى أم عطية ، وليست أنصارية ، بل هي سلمية كما تقدم ، فالأنصارية غيرها.

١١١٢١ ـ خولة بنت خولي بن عبد الله الأنصارية ، أخت أوس بن خولي ، تقدم نسبها مع أخيها ، ذكرها ابن سعد في المبايعات.

١١١٢٢ ـ خولة بنت دليج (١). تقدم بيان ذلك في خولة بنت ثعلبة كذلك.

١١١٢٣ ـ خولة بنت خويلة قيل هي المجادلة. تقدم بيان ذلك في خولة بنت ثعلبة كذلك.

١١١٢٤ ـ خولة بنت الصامت (٢). تقدمت في خولة بنت ثعلبة كذلك.

١١١٢٥ ـ خولة بنت عاصم امرأة بلال بن أمية ، هي التي قذفا (٣) ، ففرّق بينهما النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يعني باللعان ، لها ذكر ، ولا يعرف لها رواية ، قاله ابن مندة.

١١١٢٦ ـ خولة بنت عبد الله الأنصارية (٤).

قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «النّاس دثار والأنصار شعار» (٥). وفي إسناد حديثها مقال ، كذا قال أبو عمر مختصرا. قال ابن مندة : عدادها في البصريين ، ثم ساق من رواية عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة أحد المتروكين ، عن سكينة بنت منيع ، عن أمها رقية بنت سعد ، عن جدتها خولة بنت عبد الله : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول ... فذكره.

وزاد : «اللهمّ اغفر للأنصار ، ولأبناء الأنصار ، ولأبناء أبناء الأنصار». قالت : سكينة : فأرجو أن أكون أدركتني دعوة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

١١١٢٧ ـ خولة بنت عبيد بن ثعلبة الأنصارية ، ثم النجارية من المبايعات.

__________________

(١) أسد الغابة ت ٦٨٨٩.

(٢) الثقات ٣ / ١١٥ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٦٤ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨٠ ، بقي بن مخلد ٩٧٥.

(٣) في أ : قذفها.

(٤) أعلام النساء ١ / ٣٢٩ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٦٤ ، الاستبصار ٣٥٤.

(٥) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ١٢ / ١٦٠ ، ١٤ / ٤٨ ، ٥٢٧ وأورده الهيثمي في الزوائد ٨ / ٢١٩ عن ابن عباس بزيادة في أوله وآخره قال الهيثمي رواه البزار وفيه إسماعيل بن يحيى بن سلمة من كهيل وهو متروك. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٣٠٢٠٤ ، وعزاه لابن أبي شيبة عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب.

١١٨

ذكرها ابن سعد ، وقال : أمها الرعاة بنت عدي بن سواد ، تزوجها صامت بن زيد بن خلدة ، فولدت له معاوية.

١١١٢٨ ـ خولة بنت عقبة بن رافع الأشهلية ، أخت أم الحكم وأم سعد ، وهما عمتا محمود بن لبيد ، أسلمت وبايعت ، ذكرها ابن سعد ، وقال : أمها سلمى بنت عمرو الساعدية ، قال : وتزوجها الحارث بن الصمة الأنصاري النّجاري ، فولدت له سعدا ، ثم خلف عليها عبد الله بن قتادة ، فولدت له عمرا.

١١١٢٩ ـ خولة بنت عمرو (١). تأتي في القسم الرابع.

١١١٣٠ ـ خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة التميمية.

تقدم ذكر والدها ، وكانت هي تحت أبي الجهم بن حذيفة ، فولدت له محمدا ، وتقدم أيضا ، وعاشت خولة إلى خلافة معاوية ، ولها قصة مع أمّ ولد أبي الجهم ، ذكرها المدائني وغيره.

١١١٣١ ـ خولة بنت قيس بن السكن بن قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.

قال ابن سعد : تزوجها هشام بن عامر بن أمية بن زيد ، من بني مالك بن عدي بن النجار ، وأسلمت وبايعت ، وأمها أم خولة بنت سفيان بن قيس بن زعوراء.

١١١٣٢ ـ خولة بنت قيس بن قهد ، بالقاف (٢) ، بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصارية الخزرجية ثم النجارية أم محمد. يقال : هي زوج حمزة بن عبد المطلب ، ثم قيل غيرها.

قال محمود بن لبيد ، عن خولة بنت قيس بن قهد ، وكانت تحت حمزة بن عبد المطلب : أنها قالت : دخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على عمه ـ يعني حمزة ، فصنعت شيئا فأكلوه ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألا أخبركم بكفّارات الخطايا؟» قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : «إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة» (٣).

أخرجه ابن مندة بعلو.

__________________

(١) أسد الغابة ت ٦٨٩٤.

(٢) الثقات ٣ / ١١٥ ، أعلام النساء ١ / ٣٢٩ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٦٥ ، الكاشف ٣ / ٤٦٩ ، تقريب التهذيب ٢ / ٥٩٦ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ٤١٥ ، تهذيب الكمال ٣ / ٦٨٢ ، حلية الأولياء ٢ / ٦٤ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٠ ، بقي بن مخلد ٢٢٣ ، تبصير المنتبه ٣ / ١٠٨٦ ، الإكمال ٧ / ٧٧ د المؤتلف والمختلف ١٠٤ ، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ١٨٤٤.

(٣) أورده الهيثمي في الزوائد ١ / ٢٤١ وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناده محتمل.

١١٩

وأخرج أيضا من طريق قيس بن النعمان بن رفاعة : سمعت معاذ بن رفاعة بن رافع ، يحدث عن خولة بنت قيس بن قهد ، قالت : دخل عليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فصنعت له حريرة ، فلما قدمتها إليه وضع يده فيها فوجد حرّها فقبضها ، ثم قال : «يا خولة لا نصبر على حرّ ولا نصبر على برد» (١).

وقال ابن سعد : أمها الفريعة بنت زرارة أخت أسعد بن زرارة ، قال : وخلف عليها بعد حمزة بن عبد المطلب حنظلة بن النعمان بن عمرو بن مالك بن عامر بن العجلان.

وأخرج أبو نعيم ، من طريق أبي معشر ، عن سعيد المقبري عن عبيد سنوطي ، قال : دخلت على خولة بنت قيس التي كانت عند حمزة فتزوّجها النعمان بن عجلان بعد حمزة ، فقلت : يا أم محمد ، انظري ما تحدثينني ، فإن الحديث عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بغير ثبت شديد ، فقالت : بئس ما لي أن أحدثهم عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بما سمعته وأكذب عليه ، سمعته يقول : «الدّنيا حلوة خضرة من يأخذ منها ما يحلّ له يبارك له فيه وربّ متخوّض في مال الله ...» الحديث.

١١١٣٣ ـ خولة بنت قيس (٢) ، أم صبيّة ، بصاد مهملة ثم موحدة مصغرة ، مع التثقيل.

أخرج الطّبرانيّ ، من طريق خارجة بن الحارث بن رافع بن مكيث الجهنيّ ، عن سالم بن سرح مولى أم صبيّة بنت قيس ، وهي خولة بنت قيس ، وهي جدة خارجة بن الحارث ـ أنه سمعها تقول : اختلفت يدي ويد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في إناء واحد. وأخرجه أبو نعيم من وجه آخر عن خارجة بن الحارث ، وزعم ابن مندة أنّ أم صبيّة هي خولة بنت قيس بن قهد ، وردّ عليه أبو نعيم فأصاب. وقد فرّق بينهما ابن سعد وغيره.

١١١٣٤ ـ خولة بنت مالك بن بشر الأنصارية الزرقية. ذكرها ابن سعد في المبايعات.

١١١٣٥ ـ خولة بنت المنذر : بن زيد بن لبيد بن خراش (٣) بن عامر بن غنم بن عدي ابن النجار ، مرضعة إبراهيم بن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم. أم بردة مشهورة بكنيتها. ذكرها العدوي.

__________________

(١) أورده العجلوني في كشف الخفاء ٢ / ٥١٤ ، وقال في الكبير للطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن خولة بنت قيس أنها جعلت للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حريرة فقد منها إليه فوضع يده فيها فوجد حرها فقبضها وقال يا خولة لا نصبر على حر ولا على برد وفي لفظ أحمد بسند جيد فأحرقت أصابعه. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٤٤١٣٩.

(٢) أسد الغابة : ت ٦٨٩٦.

(٣) الاستيعاب : ت ٣٣٧١.

١٢٠