التحفة الرضويّة في مجرّبات الإماميّة

محمّد الرضي الرضوي

التحفة الرضويّة في مجرّبات الإماميّة

المؤلف:

محمّد الرضي الرضوي


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٦٨

العاملي قدس سره (١) أنّ من قال ذلك عند رؤية الهلال يزول عنه وجع الأسنان الّا ان فيه و (لا) لحم الفرس ، بزيادة (لا).

٦ ـ حدثني بعض الهاشميين من اهل العلم قال : اذا غُليت اصول الحرمل بالماء وتمضمض به سكن المها ، ولا تصاب بوجع ابدا ، واضاف وهو من المجرّبات.

٧ ـ قال ابنا بسطام (٢) عُوذة مجرّبة لوجع الضِرس : تقرأ الحمد والمُعوِّذتين ، وقل هو الله احد ، مع كل سورة تقرأ بسم الله الرّحمن الرّحيم ، وبعد قل هو الله احد ، بسم الله الرحمن الرحيم (وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (٣) (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ، وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ) (٤) (ونُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (٥) ثم تقول بعد ذلك : أللهم يا كافي من كل شيء ، ولا يكفي منك شيء ، اكف عبدك وابن أمتك من شر ما يخاف ويحذر ومن هذا الوجع الذي يشكوه اليك (٦).

قال الشيخ الآشتياني في (أبواب الجنّات) نقلا عن المجلسي رحمه الله (٧) في (بحار الأنوار) : تعويذ مجرّب لوجع الأسنان.

وقال السيّد السمناني رحمه الله (٨) : وقد جُرّب ذلك (٩) وذكره السيّد الأمين رحمه الله (١٠)

__________________

(١) تقدمته ترجمته ص ٣١.

(٢) هما الحسين وعبد الله رحمهما الله قال العلّامة القمّي طاب ثراه في (الكنى والألقاب) : حسين بن بسطام بن سابور الزيّات من اكابر قدماء العلماء الاِمامية ومُحَدِّثيهم ، صَنّف كتاب (طبّ الأَئِمة) باعانة اخيه ابي عتاب عبد الله بن بسطام.

(٣) سورة الأنعام الآية ١٣.

(٤) سورة الأنبياء الآية ٦٩.

(٥) سورة النمل الآية ٨.

(٦) طبّ الأئِمة.

(٧) تقدمت ترجمته ص ١٩.

(٨) مرّ ذكره في ص ١٧.

(٩) منهاج العارفين.

(١٠) تقدمت ترجمته ص ١٦.

٦١

ولم يذكر قرائة الحمد قبلَه ، قال : وقيل : اِنّه مجرّب (١).

٨ ـ حدثني بعض اهل العلم قال : للأمن من وجع الأسنان تقرأ بعد العطاس سورةَ الحمد مرة ، ثم تَمُرّ لسانَك على اسنانك ، فلا تَبتَلي بوجع الأسنان أبدا ، وذكر أنه جرّب ذلك.

عن ابي عبد الله عليه السلام قال : من سمِع عطسةً فحمد الله واثنى عليه وصلّى على محمّدٍ واهل بيته لم يشتك ضرسه ، ولا عَينه أبدا ثم قال : وان سمعها وبينه وبين العاطِس البحر فلا يدع ان يقول ذلك (٢).

قال السيّد الفاضل محمد رضا الأعرجي الفحّام رحمه الله وهو مجرّب ، وانّي قد جرّبته وواظبت على ذلك فكان الحال (كذلك) والحمد لله على ذلك (٣).

٩ ـ قال العلّامة المحقّق المتتبّع السيد محمد مهدي الكاظمي الأصفهاني رحمه الله (٤) في (دوائِر المعارف) : ومن الأدوية المجرَّبة جوهر القَرنفل (٥) يُوضع على الضِرس العليل ، وكذلك مطلق الخَلّ (٦) والملح ، فانّ ذلك يُسكّن على الفور.

__________________

(١) مفتاح الجنات.

(٢) مكارم الأخلاق.

(٣) المقباس الجلّي في فضل الصلوة على النبي.

(٤) مؤلف كتاب (احسن الوديعة في تراجم مشاهير مجتهدي الشيعة) طبع في بغداد في مطبعة النجاح عام ١٣٤٨.

(٥) القرنفل والقرنفول : نبات بستاني له زُهر أحمر في الغالب ، أو أبيض ، طيّب الرائحة ، ويكثر في الشام : ثمر شجر كالياسمين وهو أفضل الأفاوية الحارة. قال الفيروزآبادي في (القاموس المحيط) : مصنّف للقلب والدماغ مقوّلهما ، نافع للخفقان والبصر والغشاوة والنكهة ، هاضم.

(٦) اي سواء كان متخذاً من التمر أو الزبيب.

٦٢

٤ ـ مجرّبات للشفاء من وجع العين وضعفها

ولزيادة نور البصر (١)

١ ـ لرمد العين مجرّب قرائة هذين البيتين :

اذا ما مُقلَتِي رَمدت فَكُحْلِي

ترابٌ من ترابِ أبي تُرابِ

هو البكّاءُ في المحرابِ ليلاً

هو الضحّاكُ في يومِ الحِرابِ (٢)

٢ ـ وجدتُ في مجموعة لبعض اصحابنا تاريخ كتابتها عام ١٢٨٦ ما نصّه : اذا عرض لك وجع فداوه بما جرّبناه ، اِمّا أن تأخذ من طين (قبر) مولانا الحسين ابن علي عليه السلام فتفركه تراباً وتكتَحِل به ، وامّا ان ترقّق قلبَك فتبكي عليه ، او تبكي خشية من الله فتغسل عينيك بذلك الدمع ، فانه شفاء عاجل ، ولا رأينا انفع منه لدفع هذا الألم.

الرضوي : البكاء من خشية الله ، وعلى الاِمام الحسين ابي عبد الله عليه السلام انما تسبّبه رقّة القلب ، ومع الأسف الشديد انّ الرقّة سُلبت من قلوب عامة الناس ، لأنهم اعتادوا اكلَ الحرام وما لا يخلو من الشبهات فذهبت الرقة من قلوبهم ،

__________________

(١) قال الشيخ يوسف بن اسماعيل النبهاني السنّي في كتابه (شواهد الحق) ص ١٦٧ : ولبعض العارفين دعاء مشتمل على قوله : اللّهمَ رّبِّ الكعبةِ وبانيها ، وفاطمةَ وأبيها ، وبعلِها وبنيها ، نوّر بَصري وبصيرتي وسرّي وسريرتي. وأضاف : وقد جُرِّب هذا الدعاء لتنوير البصر ، وانّ من ذكره عند الاكتحال نوّر الله بصره.

الرضوي : والفضلُ ما شهدت به الأعداءُ ، وكيف لا يتنوّر البصر بل والبصيرة ، والسّرو السريرة بذكر اهل بيت رسول الله وخاصته ، الذين اذهبالله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً في محكم كتابه ومن بهم غفر الله لآدم عليه السلام خطيئته ، ونجّى نوحاً من الغرق وسفينتَه ، فهم صلوات الله عليهم عترة من بُعث رحمة للعالمين واسرة من اصطفاه الله من الخلق اجمعين ، فنحن نحمد الله الذي جعلنا بحقهم عارفين ولم يجعلنا عن معرفتهم عمين ولا عن صراطهم حائدين فنكون من المغضوب عليهم والضالين.

(٢) انيس الغريب وجليس الأريب.

٦٣

وحلّت القسوة محلّها.

واعلم أن اكل الحرام ، وكذلك اكلَ النجس يوجبان ظلمة القلب وسلبَ الرحمةِ منه ، فاذا اظلمّ القلب قسى ، واذا قسي سُلبت الرقّة منه. فلا بكاء منخشية الله ، ولا على مصاب الامام ابي عبد الله عليه السلام ، (تبّاً لها تيك القلوب القاسية).

واما طين قبر الامام الحسين عليه السلام فقد قال العلّامة الشيخ محمد علي الأعسم رحمه الله (١) فيه :

وللحسين تُربةٌ فيها الشِفا

تَشفي الذي على الحِمام أشرَفا

هذا فضل تربة الأِمام ابي عبد الله الحسين عليه السلام ، وأمّا فضل غبار زوّار قبره سلام الله عليه فهذا العلّامة المحدّث الجليل السيد نعمة الله الجزائري طاب ثراه (٢) يحدّثنا عنه فيقول : كان قد اصابني ضعف في الباصرة فحضرت زيارة عاشوراء تحت قبة سيد الشهداء عليه افضل الصلوات ، فلمّا خرج زوّاره في اليوم الثاني او الثالث كنس الخدمة الروضة المطهّرة عن التراب ليضعوا الفراش ، فوقفت انا وجماعة تحت القبّة الشريفة فثار غبار لم نترائى من تحته ، ففتحت عينَيّ حتّى امتلئتنا من ذلك التراب فما خرجت من الروضة الّا وعيناي كالمصباح المتوقّد ،

__________________

(١) قال العلامة الشيخ عباس القمي رحمه الله في (هدية الأحباب) في ترجمته : الشيخ الجليل ، العالم الفاضل محمد علي بن الشيخ حسين بن الشيخ محمد الأعسم النجفي الزبيدي ، كان من اعيان العلماء ، وكبّار الشعراء ، حضر على جماعة منهم العلّامة الطباطبائي بحر العلوم وكان من ندماءه وجلساءه ، وله منظومة في المطاعم والمشارب ، ومنظومة في المواريث ومنظومة في الرضاع ، وغير ذلك وله رحمه الله مراث في الحسين عليه السلام كثيرة ، توفى سنة نيّف وثلاثين ومأتين بعد الألف ... الرضوي : تأتي بعض ابيات من منظومته الرائِعة في المطاعم والمشارب متفرقة في هذا الكتاب.

(٢) تقدمت ترجمته ص ٥٩.

٦٤

والى الآن ما اعالج وجع العين الّا بالتكحّل من ذلك التراب (١).

الرضوي : ولقد أحسن من قال :

(فانّ النار كيف تمسّ جسماً

عليه غبارُ زوّار الحُسَينِ)

٣ ـ عن امير المؤمنين عليه السلام : اذا اشتكى احدكم عينه فليقرأ عليها آية الكرسي ، وليضمِر في قلبه أنه يبرأ ويُعافى فانه يُعافى انشاء الله.

قال : العلّامة المحقّق الكبير محمد محسن الفيض الكاشاني طاب ثراه (٢) بعذ ذكره لهذا الحديث العلوي الشريف : وان شاء فليقل قبل قرائتها : اُعِيذُ نُوْرَ بَصَرِي بنور الله الذي لا يُطفأ ، ويَمسح بيده على عينه ، فقد حكي أن بعض الصالحين ضعف بصره فرأى في منامه قائلاً يقول له : قل ذلك وامسح يدك على عينك وأتبعها بآية الكرسي. قال : فصحّ بصره ، وجُرّب ذلك فصحّ في التجربة (٣).

واورد الكفعمي رحمه الله (٤) في (المصباح) وفي هامش (البلد الأمين) الدعاء

__________________

(١) زهر الربيع.

(٢) ترجمه العلّامة القمي طاب ثراه في (الكنى والألقاب) فقال : العالم الفاضل ، الكامل العارف ، المحدّث المحقّق المدقق ، الحكيم المتألّه ، محمد بن مرتضى المدعو بالمولى محسن القاشاني صاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة ... مما يقرب من مأتي مصنف. وبالجملة امره في الفضل والأدب وطول الباع وكثرة الاطلاع ، وجودة التعبير ، وحسن التحرير ، والأِحاطة بمراتب المعقول والمنقول اشهر من أن يخفى ...

الرضوي : ذكرنا اسماء مؤلفاته النفسية القيّمة في كتاب (نبراس الشريعة الاسلامية في تصانيف الشيعة الامامية) عند ذكرنا لكتابه (بشارة الشيعة) ومنها كتاب (منهاج النجاة) قال قدس سره في مقدمته له : بينت فيه العلم الذي تتوقف عليه النجاة في الآخرة ، وطلبه فريضة على كل مسلم ومسلمة ، كما ورد في السنّة الطاهرة ، واشرت الى بعض ما يوجب الفوز بالدرجات الفاخرة. الرضوي ، والكتاب قيمن بالعناية الكاملة لنفاسته طبع في قم ، ايران ، المطبعة المهديّة.

(٣) خلاصة الأذكار.

(٤) تقدمت ترجمته ص ٣٥.

٦٥

مع الآية على نحو ما مر ، ونقل عن صاحب كتاب (التجمّل) انه قال : وجرّب ذلك فصحّ في التجربة. وكذلك نقل السيد ابن طاووس قدس سره (١) نقلا من كتاب (التجمّل) في كتابه (مهج الدعوات) وزاد فيه : وامسح بيديك على عينيك ...

وذكره العلّامة النوري (٢) نوّر الله قبره في (دار السلام) وقال : رؤيا فيها ذكر ودعاء مجرّب لضعف البصر.

وذكر العلّامة السيد الجليل حسين الفاطمي رحمه الله انها من مجرّباته ، وانه كان يداوم عليها مع الدعاء المذكور بعد كل صلوة. قال : في ايام طلبي للعلم اُصيبت عيناي فجأة ، فأخذني والدي الى اطبّاء طهران وباشروني ، ومنعوني من المطالعة ، فببركة مداومتي على هذا الحرز المقدّس وقى الله عينيّ من العمى ، وحفظ لي نور بصري.

واضاف وقد بلغ والدي من العمر ما يقارب مأة سنة ، فكان يقرأ ويكتب ويقول : انّنور بصري هذا بدعاء ذكره المرحوم المجلسي طاب ثراه (٣) ، وهو ان يضع يده على عينيه بعد كل فريضة ويقول : اُعِيذُ نورَ بصري ، الخ ، ثم يقرأ آية الكرسي ويداوم على ذلك (٤).

٤ ـ آية مأثورة ومجرّبة لزيادة نور البصر. روى العلّامة الجليل السيد نعمة الله الجزائري قدس سره (٥) مرفوعاً عن الاِمام الكاظم عليه السلام قال : يكتب (اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ، الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ، يَهْدِي اللَّـهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ

__________________

(١) تقدمت ترجمته ص ٩.

(٢) تقدمت ترجمته ص ٤٠.

(٣) تقدمت ترجمته ص ١٩.

(٤) جامع الدرر.

(٥) تقدمت ترجمته ص ٥٩.

٦٦

لِلنَّاسِ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (١) ثلاث مرات في جام (٢) ثم يغسله ويصيّره في قارورة (٣) ويكتحل به ، فهو مجرّب (٤).

٥ ـ قال العلّامة الكفعمي رحمه الله : (٥) وممّا جرب لوجع العين وجميع اوجاع الأعضاء التوسّل بالكاظم موسى بن جعفر عليهما السلام (٦).

وقال العلّامة الميبدي في كشكوله بعد نقل ذلك عن الكفعمي ايضاً : لا يخفى ان ذلك من ضروريّات مذهبنا في كلّ الأمور ، من دون احتياج الى التجربة ، وانما نقلت ذلك لمزيد توجه القلب بحسب الطبع كما هو الشأن في ذكر المجرّبات.

وقال عبد المطّلب بن محمد غياث الدين رحمه الله ما معناه : ومما جرّب للشفاء من جميع اوجاع اعضاء البدن خاصّة لوجع العين التوسّل بالاِمام موسى بن جعفر عليه السلام ، قال والتوسّل بهذا النحو.

تقول : أللهم بحق وليك موسى بن جعفر الكاظم أن تسلمني (٧) في جميع جوارحي ما ظهر منها وما بطن ، يا جواد يا كريم وصلى الله على محمد وآله اجمعين (٨).

وذكره صاحب (اللئالي المخزونة) بهذه الصورة : اللهم اني أسلئلك بحق وليك موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام الا عافيتني (به) في جميع جوارحي ، وسلمتني في جميع حوائجي ما ظهر منها وما بطن ، ودفعت عني جميع الآلام والأسقام يا جواد يا كريم ، يا أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وآله اجمعين.

__________________

(١) سورة النور الآية ٣٤.

(٢) الجام الكأس ، وهو اناء يشرب فيه.

(٣) : وعاء من زجاج.

(٤) الأنوار النعمانيّة.

(٥) تقدمت ترجمته ص ٣٥.

(٦) المصباح.

(٧) اِلّا سلّمتني ، خ ل.

(٨) تسهيل الدواء.

٦٧

الرضوي : والظاهر ان اصحّ رواية في الدعاء المذكور هي : اللهم اني أسئلك بحق وليك موسى بن جعفر عليه السلام الا عافيتني به في جميع جوارحي ما ظهر منها وما بطن ، يا جواد يا كريم. واضاف صاحب (اللئالي المخزونة) : وعندما يشتدّ المرض وخاصة اذا كان المريض طفلاً تنذر مقداراً من النقود له عليه السلام ، وتضعه تحت وسادة المريض ، وتتصدّق به غدوة ، وتستشفع به عليه السلام يبرأ في الحال ، خاصة لوجع العين ، مجرّب.

حدثني العلّامة السيد علي اكبر التبريزي رحمه الله انه جرّب التوسّل به عليه السلام للشفاء من الأمراض. وقال الحاج الشيخ هادي البروجردي ما معناه : التوسل بموسى بن جعفر عليه السلام لكل ألم وغم وتشويش فكر مؤثر كثيراً ومجرب (١).

ورئي في بغداد امرأة تهرول فقيل : الى اين؟ قالت الى موسى بن جعفر ، فانه حُبِس ابني. فقال لها حنبلي (٢) انه (يعني الاِمام موسى بن جعفر عليه السلام) قد مات في الحبس (٣). فقالت : بحقّ المقتول في الحبس (٤) ان تريني القدرة. فاذا بابنها قد اُطلق واُخذ ابن المستهزأ بجنايته (٥).

وجاء في كتاب (القطرة من بحار مناقب النبي والعترة) ج ٢ (٦) انّ هذه

__________________

(١) انيس المسافرين.

(٢) الحنبلي من ، يقلد أحمد بن حنبل في الأحكام الشرعية الفقهية ، وابن حنبل هو احد أئِمة المذاهب الأربعة السنيّة المخالفة لمذهب الشيعة الاِماميّة اتباع عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اهل بيته. ولم يكن واحد من أئِمة المذاهب الأربعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانّما حدثت هذه المذاهب بعده.

(٣) يعني ان من مات في الحبس كيف يستطيع ان يخلّص ابنك المحبوس ولو كان يستطيع ذلك لخلّص نفسه منه. هذه عقيدة من هو جاهل بمعرفة الاِمام عليه السلام وبمنزلته عند الله تعالى.

(٤) تقصد به الامام موسى بن جعفر عليه السلام فانّه قتل في بغداد في حبس السندي بن شاهك لعنه الله ، بسمٍّ دسّهُ اليه بأمر من الرشيد العباسي لعنه الله.

(٥) بحار الأنوار ج ٢٢.

(٦) السيد احمد المستنبط قدس الله روحه الطاهرة كان رحمه الله واحسن في الآخرة مثواه عالماً جليلاً

٦٨

الأبيات مشهورة ومجرّبة عند الخواص ، تكتبوتطرح على قبر الاِمام موسى بن جعفر صلوات الله عليه للاِستشفاع به ، ولقضاء الحوائِج وهي :

لم تزل للأنام تحسن صنعاً

وتجير الذي أتاك وترعى

واذا ضاقت الفضا بي ذرعا

يا سمي الكليم جئتك أسعى

والهوى مركبي وحبك زادي

أنت غيث للمجدبين ولولا

فيض جدويكم الوجود اضمحلا

قسماً بالذي تعالى وجلّا

ليس تقضى لنا الحوائج الّا

عند باب الرجاء جدّ الجواد

وقال العلّامة الكبير المرحوم الشيخ محمد حسين الأصفهاني (١) في الاِمام الكاظم عليه السلام :

وبابه باب شفاء المرضى

وكل حاجة لديه تقضى

وبابه باب حوائج الورى

لأجله غدا به مشتهرا (٢)

وامّا ما قاله المخالفون لنا في المذهب من اصحاب المذاهب الأربعة في ذلك ، فهذا احمد بن سنان الدمشقي القرماني يقول في ترجمته لهذا الاِمام السامي المقام عليه وعلى أبائِه المعصومين افضل السلام : وهو المعروف عند

__________________

سليم النفس والذات حسن الاخلاق والصفات تميل اليه النفوس الطيبة لطلاقة وجهه وحلاوة لسانه. قلّ مثيله في عصره ، كانت بيننا وبينه مودة وثيقة يودّنا ونودّه ، ولذلك سمّى احد انجاله باسمي كما ذكر لي هو رحمه الله ذلك. له من المؤلفات غير القطرة (الرثاء والأسى) طبع في مطبعة الغري الحديثة عام ١٣٨١ و (العقائد الحقّة في الاصول الخمسة) طبع عام ١٣٨٤ نشرته منابع الثقافة الاسلامية في كربلاء ، (والزيارة والبشارة) وغيره مما لا يحضرني الآن اسمه توفي في النجف بعد مغادرتنا العراق ابان استلام الحزب البعثي الاشتراكي الحكم ، حشره الله مع من يتولاه من الأئِمة المعصومين عليهم السلام.

(١) ذكره العلّامة الشيخ جعفر محبوبة رحمه الله في (ماضي النجف وحاضرها) ج ٢ فقال : الفيلسوف الحكمي الاِلهي الشيخ محمد حسين الأصفهاني.

(٢) الأنوار القدسيّة.

٦٩

اهل العراق بباب الحوائج ، لأنه ما خاب المتوسّل به في قضاء حاجة قطّ (١).

وقال محمد بن ادريس امام المذهب الشافعي (٢) قبر موسى الكاظم ترياق مجرّب (٣) لاِجابة الدعاء (٤).

وعن الخطيب البغدادي في تاريخه باسناده عن علي بن الخلال قال : ما اهمّني امر فقصدت موسى بن جعفر وتوسلتبه اِلّا سهّل الله لي ما اُحِبّ (٥).

وقال عبد الباقي العُمَري الحنفي (٦)

نحن اذا ما عمّ خطبٌ أو دجى

كربٌ وخفنا نكبةً من حاسد

لدنا بموسى الكاظم بن جعفر

الصادق إبن الباقر بن الساجد

إبن الحسين بن علي بن ابي

طالب ابن شيبة المحامد (٧)

وقال ايضاً :

لذ استجز متوسلا

إن ضاق امرك او تعسر

__________________

(١) اخبار الدول.

(٢) احد ائمة المذاهب السنيّة الأربعة. حكى احمد بن زيني دحلان مفتي مكة سابقاً في كتابه (الفتوحات الاسلامية) ج ٢ ص ٣٨٩ : ان الشافعي وافق مالكا (اماما المذهب المالكي السني) في تكفير الشيعة في احد قوليه. الرضوي : فنعم الحكم الله تعالى بيننا وبين القوم الظالمين في يوم القيامة.

(٣) ضياء الصدور لمنكر التوسل بأهل القبور ، لظاهر شاه ميان السنّي ص ١٤ طبع مصر عام ١٣٢٣ ملحقا بكتاب (الفجر الصادق) للزهاوي.

(٤) حول عقائد الإمامية.

(٥) بحار الأنوار ج ٢٢.

(٦) ينتمي نسبه الى عمر بن الخطاب ، اصله من الموصل ، سكن بغداد وشغل فيها مناصب في الحكومة ، اشتغل بالأدب في شبابه ، ونظم الشعر واجاد فيه ، فكان من شعراء عصره ، ويظهر من شعره هذا الولاء لأهل البيت عليهم السلام كما ترى ، و (الترياق الفاروقي) ديوان اشعاره ، شرحه بعض علماء الشيعة ، حشره الله مع من كان يتولاه.

(٧) الترياق الفاروقي طبع مصر عام ١٣١٦. وشيبة الحمد لقب عبد المطلب بن هاشم جدّ امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.

٧٠

بأبي الرضا جد الجواد

محمد موسى بن جعفر (١)

وكم نجمت من تحت قبّة هذا الاِمام عليه السلام المنوّرة معاجز عجيبة وكرامات غريبة ليس هذا محلّ ذكرها ، ذكرنا في كتابنا (هؤلاء وسائِلنا الى الله تعالى) ما صدر عنه وعن آباءه وابناءه المعصومين عليهم السلام من معاجز عندما التجأنا اليهم في شدائِدنا وجعلناهم الى الله شفعائنا ، فانا انقل هنا واحدة منها ليزداد الّذين آمنوا بهم عليهم السلام ايمانا وليحدثوا شكرا على ان هداهم الله للاِيمان فصاروا شيعة واولياءً لهذا الاِمام ولآبائِه وأبنائِه المعصومين عليهم السلام ، وهي ما نشرته مجلة (الهدى) الغرّاء العمارية في ج ٢ من سنتها الأولى عام ١٣٤٧ هـ نقلاً عن جريدة النهضة العراقيّة بعدد ١٥٤ من سنتها الأولى المؤرخ ٦ صفر ١٣٤٧ واليك ما ذكرته تحت عنوان (البصير الجديد يتكلّم كيف برأت عيناي).

اصيبت عيناي كلتاهما بداء أفقدهما النور مرة واحدة ، وبقيت اتخبّط على ايدي الأطباء عساني اجد فيهم فلاحاً وعلاجاً ، ولكن لم يكن شيء من ذلك ، وقبل بضعة اسابيع اضطررت الى الرواح الى مستشفى المجيديّة (٢) يقودني ابن عمّي السيد علوان ، وقد باشرني الطبيب (جلال بك) مباشرة من بعضها انه طعّم عينيّ بالأبر ، ولم يكن في كل هذا ما اودّه من تحسين عينيّ ، حتّى ان دواء الأبر هذه قد ازاد الوجع حرقة شديدة ، وقد يئِست تماماً من برء عينيّ ، فعدت ادراجي من المستشفى (٣) ، وبعد مدة باشرت عند الطبيبة (فرحة خاتون) عسى ان يكون لديها ما يفيد ، وقد خاب الظن ، اذ ازدادت عينيّ (٤) ألماً ووجعاً ، وقد مرّ عليّ نحو شهر بعد مباشرتي عند هذه الطبيبة وانا يائِس ولا ادري ما اصنع ، وفي الأخير

__________________

(١) الترياق الفاروقي.

(٢) وتعرف اليوم في بغداد بـ (المستشفى الجمهوري).

(٣) اي رجعت في الطريق الذي جئت منه.

(٤) الصواب : عيناي.

٧١

اهتديت الى ان ازور جدّي الاِمام موسى الكاظم عليه السلام.

ولقد ذهبت ليلة الجمعة الماضية الى الاِمام مستجيراً به ، وعندما وصلت الصحن الشريف طلبت من الكليدار (السادن) الشيخ علي ان يتفضّل ويفتح لي باب الضريح المقدّس ، ولكنّه امتنع اولاً ولم يرض بالمرّة ، وبعد اخذ وردّ ، رقّ لحالتي ، وفتح لي باب ضريح الاِمام موسى الكاظم ، فدخلته ضارعاً الى الله جلّ شأنه ان يعيد اليّ بصري وبعد مرور خمس دقائق او حولها احسست بعمود من البرق قد انبثق من هناك ، ومرّ على عينيّ فمسح بهما من ظلام ، وقد عادتا تبصران كأحسن ما يكون ، وانا بمَنِّ الرحمن لا احسّ وجعاً ولا اجد ألماً ، واشكره عزّ شأنه على هذه النعمة ، انه الرؤف بعباده وله الحمد اوّلاً وآخرا (من اهالي محلّة الحاج فتحي ببغداد السيد مصطفى الحسني) (١).

وقد تناول العلماء والشعراء هذه المعجزة الخالدة آنذاك فنظموها في قصائِدهم ، وقد اجادوا في النظم ، وابدعوا في الشعر ، فمنهم نابغة ادباء العراق العلّامة الكبير المغوفر له الشيخ محمد علي الأردبادي طاب ثراه (٢) ، فقد نظم قصّة السيد الحسني في قصيدة طويلة اقتطف منها الأبيات التالية ، قال رحمه الله :

__________________

(١) حكي ان حاكم بغداد طلب علماء (اهل) السنّة وعبّادهم فقال لهم كيف ذلك الرجل الأعمى اذا بات تحت قبّة موسى بن جعفر يرتدّ اليه بصره ، وابو حنيفة مع انه الاِمام الأعظم لم نسمع له بمثل هذه الكرامة؟ فأجابوه بأن هذا يصير ايضاً من بركات ابي حنيفة. فقال لهم احبّ ان ارى مثل هذا لأكون على بصيرة من ديني ، فأتوا فقيراً وقالوا له : نعطيك كذا وكذا من الدراهم وقل انّي اعمى وامش متكيا على العصا يومين او ثلاثة ، ثم تأتي ليلة الجمعة عند قبر ابي حنيفة فاذا اصبحت فقل : الحمد لله ارتدّ بصري ببركات صاحب هذا القبر ، فقبل كلامهم ثم بات تلك الليلة تحت قبّته ، فلما اصبح بحمد الله وهو اعمى لا يبصر شيئاً ، فصاح وقال : أيّها الناس حكايتي كذا وكذا ، وانا رجل صاحب عيال وحرفة ، فاتصل خبره بصاحب البلد الحاكم ، فارسل اليه فقصّ قصّته واحتيالهم عليه فألزمهم بما يحتاج اليه من المعاش مدّ حياته (الأنوار النعمانية).

(٢) تقدمت ترجمته ص ١٤.

٧٢

وبي باب الحوائج من امام

لقد غمر البسيط هدى وفضا

فكم وافاه مرتجيا معنى

فعافاه وذو غصص فسلى

وهذا (المصطفى) الفاه يشكو

عمى في طرفه من قبل حلا

وآيسه الطبيب وخيبته

الطبيبة حين ملته وملا

فأم لجده عرصات قدس

اناخت عندها الوفاد رحلا

وبث له شكاة انهكته

خضوعا نحو مرقده وذلا

فأبصر عند ذاك عمود نور

يلامس طرفه فأجيب سؤلا

ومنهم علّامة شعراء الهند ونابغة ادبائِه السيد علي نقي اللكهنوي نظمها. في قصيدة عصماء ، سجّلتها مجلة (الهدى) الغرّاء في عددها الآنف ذكره تحت عنوان (معجزة كاظميّة) واليك :

لا بدع ان رد عين بعدما عميت

بابن الذي رد عين الشمس اذ غربت

باب الحوائج لم يقرع لمسئلة

الا وابواب فضل الله قد فتحت

آتاه خالقه ما ليس أبصره

عين ولا اذن بين الورى سمعت

مهما أوى الخائف الراجي بقبته

التي تطأطأت الأفلاك اذ رفعت

ترى الأجابة تأتي نحو دعوته

كمثل والدة تحنو لما ولدت

أما دريت ولم تبلغك معجزة

قد استطارت بها الأنباء وانتشرت

(السيد المصطفى) ما زال مشتكيا

حوادث الدهر اعيته اذ اعتورت

ومثلة ذهبت عنها بصارتها

فأصبحت عين ماء طال ما نضبت

وكان يضحي ويمسي مدنفا قلقا

بلوعة أحرقت احشاه حينذكت

يقاد طوراً فيشجو الناس أنته

ويسكب الدمع مهما رجله عثرت

وطال ما طاف بالبلدان ملتمسا

عدواه عند الأطباء التي اشتهرت

٧٣

فلم يفده النطاسي منه منفعة

وحار لب الأواسي فيه اذ عجزت

فحين لم ير شيئا قط نافعه

وحين خابت له الآمال وانقطعت

وحين ضاقت عليه الأرض من كمد

ونفسه من لذيذ العيش قد سئمت

قادته أيدي الأماني عند ذاك

الى ضريح قدس له السبع الشداد عنت

أتى الى جدّه موسى بن جعفر

اذ سد الطريق وأبواب الرجا غلقت

فصار يرفع بالشكوى عقيرته

بزفرة تصدع الأحشاء حين علت

وعفر الخد فوق القبر منتحبا

بعبرة حكت الوسمي اذ هملت

فما مضت ساعة والأعين انهملت

لأجل ضجته والأرض قد رجفت

والجمع محتشد من حوله واذا

بلمعة النور من قبر الامام بدت

فنورت مقلة الأعمى بطلعتها

واعين الناس من لئلائها خطفت

فعاد وهو بصير العين مبتهج

كأن مقلته من قبل ما قذيت

صلى الاله على موسى بن جعفر

ما طافت بمرقده الزوار واستلمت

٦ ـ دواء مجرب في رفع الشعر الزائِد في العين. عن القانون للشيخ الرئيس (١) بعد ذكره دواء لذلك ، قال : وايضا يطلى على منبته دم قنفذ ومرارته ، ومرارة النسر ، ومرارة الماعز ، وربما خلطت هذه المرارات بجندبادستر (٢) واتخذ منها شيئا كفلوس السمك ، ويستعمل عند الحاجة مبلولاً بريق الاِنسان ، ويصبر المستعمل عليه نصف ساعة ، وكذلك بزبد البحر (٣) بماء الأستيوش ، اي الأِسفرزة ، وكذلك سخالة الحديد المصري بزبغ الانسان ، غاية وان اوجع.

__________________

(١) ابو علي الحسين بن عبد الله بن سينا الفيلسوف المعروف الملقب بالشيخ الرئيس.

(٢) معرّب خايه سگ آبي ، اي خصية كلب البحر (برهان قاطع).

(٣) الزبد ما يعلو الماء وغيره من الرغوة.

٧٤

قال العلّامة النراقي رحمه الله (١) : وقد جربنا الأخيرين فوجدناهما مفيدين ، غايته بعد قلع الشعر (٢).

٥ ـ مجرّبات لزوال البواسير (٣)

١ ـ فليكثر المبتلى بها من قرائة سورة ألم نشرح. حدّثني بذلك السيد العلّامة الوالد قدس سره وقال : جرّبتها كثيراً.

٢ ـ قال العلامة السيد محمد مهدي الكاظمي الاصفهاني رحمه الله : وممّا جرّبناه لذلك ، هو أن تأخذ مقداراً من الزنابير وتغليها في دهن الزيت ، ثم تسحقها وتخلطها ، وتطلي بذلك البواسير الثالوليّة أو العنبيّة ، الى ثلاث ايام فتزول (٤).

الرضوي : وينبغي أن يفعل ذلك بها بعد قتلها ، فلا يغليها في الزيت وهي حيّة.

٣ ـ يرسم هذا الشكل على ثلاث قطع من قرطاس ويبلع كل ليلة واحدة ، ويعمل وزن مأتي غراماً من الدقيق ثلاثة ارغفة من الخبز ، ويضعها في مسجد من المساجد. حدثني به ثقة من المؤمنين ، وقال : وقد جرّب ذلك.

٤ ـ حدثني العلّامة الكبير الحاج سيد محمود المرعشي رحمه الله (٥) قال : يؤخذ وسخ البدن بعد أن يزال بالدَّلك في الحمّام ، ويخلط معه دهن زيتون ويمسح

__________________

(١) تقدمته ترجمته ص ٤٤.

(٢) الخزائِن.

(٣) : جمع باسور وهو كالدماميل علّة في المقعدة يسبّبها تمدّد عروق المقعدة ويحدث فيها دم.

(٤) دوائر المعارف.

(٥) توفي في ٢٨ شوال عام ١٤٠٨ ودفن في احدى حجرات الصحن الفاطمي في قم المقدسة بالقرب من مقبرة المرحوم الشهيد الشيخ فضل الله النوري طاب ثراه.

٧٥

عليها. ذكر انه جرّب ذلك مراراً.

٥ ـ في (تسهيل الدواء) يقرأ على الماء ثلاث مرات ، ويستنجي به تزول عنه ، ذكر انه جرّب ذلك ـ كاكور كور كرنا اكرتايرى ميهرى كهرى ركنا حوبو منظز حافى پسر كهتى ودراليرا امما بر ماكوروكى بكت ميز سكنت صد كروكى كالى كاك پرچوكاس كرون ركياكر.

٦ ـ عن معمّر بن خلّاد (١) قال : كان ابو الحسن الرضا عليه السلام كثيرا ما يأمرني باتخاذ هذا الدواء ويقول : ان فيه منافع كثيرة ولقد جرّبته في الأرياح ، والبواسير ، فلا والله ما خالف.

تاخذ اِهلِيلَج (٢) اسود ، وبِلِيلَج (٣) وأملج (٤) اجزاء سواء فتدقّه وتنخله بحريرة (٥) ثم تاخذ مثله لوز ازرق ، وهو عند العراقيين مُقل ازرق (٦) فتنقع اللوز في ماءالكراث حتى يماث فيه (٧) ثلاثين ليلة ، ثم تطرح عليها هذه الأدوية ، وتعجنها عجنا شديداً حتى يختلط ، ثم تجعله حبّا مثل العدَس ، وتدهن يديك بالبنفسج ، او دهن خَيري (٨) او شَيْرَج (٩) لئلا يلتزق ، ثم تجفّفه في الظِلّ ، فان كان

__________________

(١) ذكره النجاشي في فهرست اسماء مصنفي الشيعة وقال : بغدادي ثقة روى عن الاِمام الرضا عليه السلام له كتاب (الزهد).

(٢) بكسر الهمزة واللام الأولى ، واما الثانية فتفتح ، قال في (مجمع البحرين) : ثمر منه اصفر ، ومنه اسود ، ومنه كابلي ، له نفع ، ويحفظ العقل ويزيل الصداع وفي (اقرب الموارد) : من الأدوية معرب هليلة.

(٣) بكسر البار واللام الأولى وفتح الثانية ، دواء هندي معروف يتداوى به.

(٤) الأملج : نوع من الأدوية يتداوى به ، وعن الصادق عليه السلام هو الذي يسمونه الطريفل.

(٥) الحريرة واحدة الحرير ، وهو الاِبريسم.

(٦) المقل : صمغ شجر يتداوى به ، قيل : ثمر شجرة الدوم وهو شجر يشبه النخل.

(٧) مات الشيء : ذاب.

(٨) الخيري : نبات معروف له زهر مختلف.

(٩) : معرّب من شيره ، وهو دهن السمسم ، وربما قيل للدهن الأبيض ، وللعصير قبل أن يتغيّر شيرج.

٧٦

في الصيف اخذت منه مثقالاً ، وان كان في الشتاء فمثقالين ، واحتم من السمك والخَلّ والبَقل (١) فانه مجرّب (٢).

٦ ـ مجرّبات لأِفاقة المصروع والمغمى عليه

١ ـ تقرأ سورة الجنّ لإفاقة المصروع (٣) جرّبها لها العلّامة الشيخ علي الأنصاري ، قال : تقرؤها عليه مرة ، فان لم يفق فمرّتين ، حدثني بذلك عنه العلّامة السيد اسد الله المدني ، واضاف : كنت في مسجد كان فيه جماعة فاتفق ان اصيب احدهم بالصَرع ، فاوعزت الى رجل منهم ان يقرأ عليه سورة الجن ، فقرأها عليه فأفاق وقام وخرج من المسجد.

الرضوي : اتفق انّ رجلاً كان يمشي في الشارع فصُرِع ، وسقط على الأرض واغمي عليه ، فاجتمع عليه الناس ، وكنت قريباً منهم فناداني احدهم واخبرني عن حال الرجل ، فاتيت اليه وقرأت عليه سورة الجن فأفاق.

٢ ـ ذكر العلّامة السيد علي الحائري المعروف بالمفسر رحمه الله (٤) في تفسيره في تفسير آية الكرسي وبيان فضلها ، قال : فقد جرّب المجرّبون ان لها تأثيراً عظيماً في طرد الشيطان ، وعن المصروع وعن مطيعي الشياطين ، مثل اهل الشهوات والطرب واهل الظلم اذا قرأت عليهم بصدق (٥).

٣ ـ ضع في انف المغمى عليه قليلاً من ملح ناعم يفيق في الوقت ، حدثني

__________________

تشبيهاً به لصفاءه (مجمع البحرين).

(١) : كل نبات اخضرت به الأرض ، قاله ابن فارس (المصباح المنير).

(٢) طب الأئِمة.

(٣) : من به علّة الصَرع ، بالفتح ، وهي تشبه الجنون.

(٤) ذكره الشيخ اغا بزرگ الطهراني في (هدية الرازي) في عداد تلامذة السيد الشيرازي الكبير طاب ثراه.

(٥) مقتنياب الدرر ج ٢.

٧٧

به بعض الأفاضل من اهل العلم وذكر انه جرّب ذلك.

٤ ـ روى الصدوق طاب ثراه (١) قال : حدثنا القطّان عن عبد الرحمن الحسيني عن محمد الفزاري ، عن عبد الله الأهوازي عن علي بن عمرو بن ابن جمهور عن علي بن بلال عن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن محمد بن علي عن عليبن الحسين عن الحسين بن علي عن علي بن ابي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرئِيل عن ميكائِيل عن اسرافيل عن اللوح عن القلم ، (٢) قال الله عز وجلّ : ولاية علي بن أبي طالب حِصني ، ومَن دخل حصني أمِنَ مِن عذابي (٣).

قال السيد الجليل ، المحدّث النبيل ، نعمة الله الجزائري طاب ثراه : (٤) هذا السند ورد في الرواية انه ما قرأ على مريض الّا شفي ، وعلى مصروع الّا افاق ، وقد جرّب مراراً ، وان كتب وشرب في ماءشفي من الألم ، فجرِّبه وانظر :

ووالِ أناساً ذكرُهم وحديثُهم روى

جدّنا عن جبرئيل عن الباري (٥)

__________________

(١) تقدمت ترجمته ص ٢٠.

(٢) قال الصدوق طاب ثراه : اعتقادنا في اللوح والقلم انهما ملَكان.

(٣) عيون اخبار الرضا.

(٤) تقدمت ترجمته ص ٥٩.

(٥) هذا البيت هكذا جاء هنا وهو من ثلاثة أبيات كان جدّي صاحب الكرامات الباهرة السيد المرتضى الرضوي المعروف بالكشميري قدس سره ـ تقدمت ترجمته ص ١٢ ـ كثيراً ما يقرؤها ويبتهج بقرائتها ، حدثني بذلك عنه السيد العلامة والدي طاب ثراه ، وقد شطرها السيد الوالد رحمه الله فقال :

(اذا شئت ان ترضى لنفسك مذهبا)

يقِيك من الخسرانِ والخزي والعار

وديناً قويما مستقيما ومنهجاً

(ينجّيك يوم الحشر من لهب النار)

(فدع عنك قول الشافعي ومالك)

فلا ذاك مرضيّا ، ولا ذا بمختار

ولا تأخذن قولا عُزي لاِبن حنبل

(ونعمانَ والمروي عن كعب الأحبار)

٧٨

وقال السيد الجزائري قدس سره : قال الأستاذ ابو القاسم القشري : انّ هذا الحديث بهذا السند بلغ الى بعض امراء السامانيّة (١) فكتبه بالذهب واوصى ان يدفن معه ، فلما مات رُئي في المنام فقيل : ما فعل الله بك؟ فقال : غفر لي بأنّي كتبت هذا الحديث بالذهب تعظيماً واحتراماً (٢).

الرضوي : قوله بهذا السند ، اي الذي يبتدأ بذكر الاِمام علي بن موسى الرضا عليه السلام وينتهي الى حيثما انتهى الحديث ، وفي هذا فضيلة كبرى لمولانا امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لا تخفى الّا على من اعمى الله قلبه (٣).

٥ ـ عن احمد بن حمّاد عن ابي جعفر الباقر عليه السلام انه وصف بخور مريم (٤) لأم ولد له ، وذكر انه نافع لكلّ شيء من قبل الأرواح من المسّ (٥) ، والخبل (٦)

__________________

(وخذ بأناس قولُهم وحديثُهم)

من المجتبى وحي على لسنهم جار

فما أخبروا عنه وما حدّثوا به

(روى جدّنا عن جبرِئيل عن الباري)

يقول امامنا ابو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام : اذا حدثت الحديث فلم اسنده ، فسندي فيه ابي عن جدي عن ابيه عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرئيل عن الله عز وجل (الاِرشاد) يعني عليه السلام لا رأي في فتاوانا ولا اجتهاد في اقوالنا. فلعن الله من نسب الى ائمتنا الشذوذ والاِبتداع والتقوّل على الله بالرأي والاِجتهاد من أدعياء الاِسلام.

وانت ايها القاريء الكريم اذا قرأت كتابنا (العترة مع القرآن لا يفترقان) أو كتابنا (العترة مع السنّة لا يفترقان) علمت انّ ائمتنا سلام الله عليهم اجمعين لا يحيدون في فتاواهم بل في مطلق كلامهم عن القرآن والسنّة وتحققت كذب من نسب اليهم الاِختراع في الأحكام من اهل البدع والضلالة.

(١) الملوك السامانية تنسب الى سامان بن حيّا.

(٢) زهر الربيع.

(٣) وكم له عليه السلام من فضائل جسام ، ومناقب عظام ، تفرّد بها عن كافة الأنام ذكرت شطراً منها في كتاب (علي لا سواه ، خليفة رسول الله بنص من الله). وكتاب (عليّ امامنا وامامكم ابو بكر).

(٤) : نبات.

(٥) المسّ : ما ينال الاِنسان من الجنون.

(٦) : فساد العقل.

٧٩

والجنون ، والمصروع (١) ، والمأخوذ (٢) وغيرذلك ، نافع مجرّب باِذن الله تعالى.

قال : تأخذ لُبانا (٣) او سندروسا (٤) وبزاق الفم (٥) وكور سندي (٦) وقشور الحنظل ، وحرّابرّي (٧) وكبريتاً ابيض (٨) كسّره داخل المَقُل (٩) وسُعْد يماني (١٠) ويكثر فيه مُرّا (١١) ، وشعر قنفذ (١٢) ملتوت بقطران شامي (١٣) قدر ثلاث قطرات ،

__________________

(١) تقدم معناه في ص ٧٧.

(٢) : المسحور.

(٣) : بالضمّ الكندر ، يمضع كالعلك.

(٤) : صمغ شبيه بالكهرباء. وفي البحار ، وسندروسا.

(٥) وفي بعض النسخ بزاق القمر ، فالمراد بصاق القمر ، ويسمّى رغوة القمر ، وزبد القمر ، وهو الحجر القمري ، قاله في بحار الأنوار.

(٦) الكور : العقل ، وفي بعض النسخ كوز سندي ، فالمراد امّا الجوز الهندي ، اعني جوز بوّا ، او النارجيل ، يقال له : الجوز الهندي ، أو جوز جندم ، دواء معروف (بحار الانوار).

(٧) وفي بعض النسخ مرّاً بريّاً ، والمراد صمغ معروف عند الأطباء بكثرة المنافع اكلا وطلاء وتدخينا موصوف ، وكذا المقل.

(٨) الكبريت من الحجارة الموقد بها ، والياقوت الأحمر والذهب ، او جوهر معدنه خلف التُبّت بوادي النمل (القاموس).

(٩) اي تأخذ من وسطه ، وفي بعض النسخ وتكسره داخل المقل ، اي تكسر الكبريت (بحار). والمَقْل : الكندر الذي تدخن به اليهود وحبّه يجعل في الدواء. وصمغ شجرة ومنه هندي وعربي وصِقلي (اقرب الموارد).

(١٠) السُعْد له ورق شبيه بالكرّات غير انه اطول منه وادقّ واصلب ، وله ساق ذراع او أكثر ، واصوله كأنها زيتون ، منه طوال ، ومنه مدوّر متشبّك بعضه ببعض سود ، قاله العلّامة المجلسي في بحار الأنوار نقلاً عن ابن بيطار. وفي (اقرب الموارد) السُعد نبات له اصل تحت الأرض اسود طيّب الريح.

(١١) : دواء يسيل من شجرة فيجمد قطعا في شكل الأظفار خفيفة هشّة الى البياض والحمرة وهو طيّب الرائِحة مرّ الطعم ويعرف بالمرّ الصافي ، ومنه ما يوجد جامداً على ساق الشجرة وهو المعروف بمرّ البطارخ ومنه ما يُعصر فيصير ماء ثم يجمد ويحاكى الميعة السائلة ويسمّى المرّ الحبشي ... (اقرب الموارد).

(١٢) وفي بعض النسخ بالسين وفي بعضها بالثاء المثلثة وهو اظهر ، ووكأن المراد بشعر القنفذ شوكه ، قاله في بحار الأنوار.

(١٣) القَطِران : بالفتح والكسر كضربان : عصارة الأبهل ، قال في المنجد : القطران سيّال دهني يتخذ من

٨٠