التحفة الرضويّة في مجرّبات الإماميّة

محمّد الرضي الرضوي

التحفة الرضويّة في مجرّبات الإماميّة

المؤلف:

محمّد الرضي الرضوي


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٦٨

طاب ثراه (١) قال : تقرؤه مراراً وانت في طريقك الى الظالم المقصود في قضاء الحاجة على ان تتمّ آخره عنده. واضاف رحمه الله : واختمه بقول : وَسلامٌ عَلى المرسلين ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ، وذكر انه جرّبه.

الرضوي : وانا علمته رجلا قصد عميلا للظالمين لحاجة عسرة فرجع وهو مقضيّ المرام ، وعلّمته آخر قصد رجلا في حاجة ممتنعة عادة في الوقت الذي قصده فيها فعاد بنجاحها ، وقد تعجبت انا من ذلك ، والحمد لله الذي خصّنا بما حُرم منه غيرنا ببركة موالينا عليهم السلام.

٢ ـ قال العلّامة السيد علي خان رحمه الله (٢) دعاء مجرّب للصادق عليه السلام لدفع الشَّدائِد والبلاء (هو) :

حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (عشر مرات) حسبي الله لما أهمني ، حسبي الله لمن بغى علي ، حسبي الله لمن ارادني بسوء (عشر مرات) (٣).

الرضوي : حدثني العلّامة الجليل الشيخ حسين البلادي البحراني رحمه الله (٤) انه وجد هذا الذكر بخطّ المرحوم والده (٥) في كتاب له سماه (مجمع الدعوات) وفي آخره زيادة (وصلّى الله على محمّدٍ وآلِه الهُداةِ) والظاهر انها ليست من متن الحديث.

٣ ـ قال السيد الأجل ابن طاووس قدس سره (٦) للنجاة من الشدائِد ، روي عن

__________________

(١) تقدمت ترجمته ص ٢٣.

(٢) تقدمت ترجمته ص ٤٦.

(٣) الكلم الطيب.

(٤) تقدمت ترجمته ص ٩٩.

(٥) هو العلامة الشيخ علي بن الشيخ حسن البلادي البحراني رحمه الله صاحب كتاب (انوار البدرين) في ترجمة علماء القطيف والأحساء والبحرين ، مطبوع في النجف عام ١٣٨٠ مطبعة النعمان.

(٦) تقدمت ترجمته ص ٩.

٢٠١

رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال : من لحقته شدّة او نَكبة (١) ، او ضِيق ، فقال ثلاثين الف مرة (أستغفر الله ربي وأتوب اليه) الّا وقد فرّج الله عنه. قال راوي الحديث : وهذا خبر صحيح وقد جرّبَ (٢).

٤ ـ ذكر مأثور ومجرّب لدفع الهمّ والغمّ والبلاء ولتسهيل الأمور الصعبة (بسم الله الرحمن الرحيم ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد وآله الطيبين).

حدثني به بعض العلماء وقال : له اثر عظيم في ذلك وقد عملته مراراً وشاهدت منه عجائب.

الرضوي : وعلّمتُه بعض المؤمنينالأخيار واخبرني انه استفاد منه كثيراً. والحمد لله على ما اولانا.

ووجدت هذا الذكر في كشكول المولى محمد حسن النائيني رحمه الله بزيادة كلمة (الطّاهرين) في آخره ، وذكر انه مجرب لتسهيل الأمور الصعبة.

روى محمد بن مسلم عن الاِمام الصادق عليه السلام قال : من قال بعد صلوة الصبح قبل ان يتكلّم (بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم) يعيدها سبع مرات دفع الله عنه سبعين نوعاً من انواع البلاء اهونها الجذام والبرص.

٥ ـ (يا لطيف يا كافي) تقوله في مجلس واحد مأتين وخمسين مرة ثم تقول : يا لطيف فوق كل لطيف الطف بي في قضائك وقدرك وفي جميع اموري كلها في دين ودنياي وآخرتي. حدّثني به بعض اهل العلم وذكر انه جرّبه لقضاء الحوائِج.

__________________

(١) : المصيبة جمع نكبات.

(٢) المجتنى.

٢٠٢

٦ ـ رأيت في بعض مجاميع اصحابنا انّ مما جرّب لقضاء الحاجة أن تقول اربعين مرّة وانت ساجد (لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين) (١).

الرضوي : هذا الذكر قاله يونس ذو النون عليه السلام فاستجاب الله سبحانه له دعائه قال عزّ من قائِل : (فاستجبنا له ونجّيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين) (٢).

٧ ـ ورايت فيه ايضاً : ممّا جرّبه صاحب (الجواهر المكنونة) في المطالب العسرة الحصول ذكرُ (يا عليُّ) اثنتي عشرة الف مرة.

٨ ـ تصلي بعد نافلة المغرب على النبي وآله (صلوات الله عليه وآله اجمعين) مأة مرة ثم تقول سبعين مرة : (يا الله يا محمد يا علي يا فاطمة يا حسن يا حسين ، يا صاحب الزمان) ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مأة مرة ثم تطلب حاجتك. ذكر السيد العلّامة الوالد طاب ثراه انه مجرّب لكشف المهمّات (٣).

٩ ـ ذكر الحاج حسين الشاكري دام فضله : انّ من جملة وصايا السيد العلّامة الكبير شهاب الدين المرعشي النجفي رحمه الله له ان قال له : والوصيّة الرابعة ، وهي مجرّبة جداً ، واثرها سريع ، ان تجلس الى القبلة وانت على طهارة وتقول بحضور قلب وخشوع سبعين مرة (يا فتاح يا رزاق اشرح لي صدري ويسر لي أمري) (٤).

١٠ ـ توسّلات بالعترة النبويّة الطّاهرة

مجرّبةللخلاص من السجن ورفع الشدائِد

المراد بالتوسلات هنا ما تجعل وسيلة يتقرّب بها الى الله تعالى في نيل

__________________

(١) سورة الأنبياء آية ٨٧.

(٢) سورة الأنبياء آية ٨٨.

(٣) انيس الغريب وجليس الأريب. مخطوط.

(٤) ذكرياتي ج ٢.

٢٠٣

المآرب وبلوغ المقاصد ، وقضاء الحاجات وكفاية المهمات ، فان الوسيلة هي القُربة قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) (١) وقال تعالى (فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ) (٢) روي عن عبد الله بن عباس قال سئلت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربّه فتاب عليه؟ قال : سئل بحقّ محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين الّا تبت عليَّ فتاب عليه (٣) فاتّخاذ الوسيلة الى الله تعالى امر مندوب اليه شرعاً وعقلاً وعرفا.

وقد انكر اتخاذ الوسيلة الى الله تعالى الهمج الرعاع من أدعياء الاِسلام فعدّوا اتخاذ الوسيلة والشفيع الى الله تعالى شركاً ، جهلا منهم بكتاب الله الحكيم وعناداً للمسلمين ، الذين يبتغون الى الله الوسيلة في نجاح حوائِجهم الدنيويّة والأخرويّة ، فيستشفعون برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صاحب المقام المحمود عند الله وبعترته المعصومين عليهم السلام الى الله تعالى لأنهم صلوات الله عليهم عباد مكرمون ، لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ، فهم صلوات الله عليهم نعم الوسيلة الى الله سبحانه لأنهم حججه تعالى واولياؤه وصفوته من عباده وامناؤه في ارضه وبلاده ، فبهم غفر الله لآدم عليه السلام خطيئته ، ونجا نوع عليه السلام من الغرق وسفينته ، فهم علّة ايجاد الكون والوجود ، ومنبع الكرم والجود ، صلوات الله عليهم اجمعين ، ولقد اجاد السيد الحميري حيث قال :

واذا الرجال توسّلوا بوسيلة

فوسيلتي حبّي لآل محمدِ

الله طهّرهم بفضل نبيِّه

وأبانَ شيعتَهم بطِيب المولِدِ

ويقول السيد والد مؤلف هذا الكتاب طاب ثراه :

__________________

(١) سورة المائدة الآية ٣٨.

(٢) سورة البقرة آية ٣٧.

(٣) الدرر المنثور للسيوطي ج ١ ص ٦٠.

٢٠٤

ما لنا في الدين والدنيا سوى

آل طه من غياث وملاذ

هم على الأعداء عون ولدى البؤس

والمكروه حصن ومعاذ

وله قدس سره ايضاً :

آل الرسول المصطفى ساداتنا

من لا نزال بفضلهم نتحدّث

فبهم بدنيانا نصان من البلا

وغداً بحبل ولاءهم نتشبّث (١)

ويقول السوسي رحمه الله :

بكم بابني الزهراء تمّت صلواتنا

ولولاكم كانت خداجابها بَتر

بكم يكشف البلوى ويستدفع الأذى

كما بأبيكم كان يستنزل القطر (٢)

ويقول الشيخ عبد الله الشبراوي الشافعي المصري :

آل طه ومن يقل آل طه

مستجيراً بجاهكم لا يُردُّ

حبّكم مذهبي وعقد يقيني

ليس لي مذهب سواه وعقد

منكم أستمدّ بل كلّ من في الكون

من فيض فيضكم يَستَمِدُّ

بيتُكم مَهبَط الرسالة والوحي

ومنكم نورُ النبوّة يبدُ

ولكم في العُلا مقامٌ رفيع

مالكم فيه آل يس نِدّ (٣)

قال العلّامة المجلسي قدس سره (٤) : قد ثبت في الأخبار المستفيضة انهم عليهم السلام الوسائل بين الخلق وبين الحقّ في اِفاضة جميع الرحمات والعلوم والكمالات على جميع الخلق ، فكلّما يكون التوسّل بهم والأِذعان بفضلهم اكثر كان فيضان الكمالات من الله اكثر (٥).

__________________

(١) اتحاف الاخوان بمقتطف خطرات الجنان.

(٢) مناقب آل أبي طالب.

(٣) الاِتحاف بحب الأشراف ص ٩٩ ط مصر عام ١٣١٦ المطبعة الأدبية.

(٤) تقدمت ترجمته ص ١٩.

(٥) بحار الأنوار ج ١.

٢٠٥

قال : ولقد جربنا مراراً لا نحصيها انّ عند انغلاق الأمور واِعضال المسائل ، والبُعد عن جناب الحقّ تعالى ، وانسداد ابواب الفيض لَمّا استشفعنا بهم ، وتوسّلنا بأنوارهم ، فبَقَدرما يحصل الأِرتباط المعنوي بهم في ذلك الوقت تنكشف تلك الأمور الصعبة ، وهذا معايَن لمن أكحل الله عينَ قلبه بنور الاِيمان (١).

وللتوسل والاِستشفاع بهم عليهم السلام الى الله تعالى في قضاء الحاجات ونيل المقاصد وبلوغ الغايات طرق مختلفة ، نذكر هنا ما وصل الينا منها ممّا جرّبه المجرّبون خاصة ، فمنه ما رواه العلّامة المجلسي طاب ثراه في (تحفة الزائر) عن محمد بنبابويه رضي الله عنه (٢) انه قال : ما قرأت هذا التوسّل لأمر الّا وقد رأيت اثر الاِجابة عاجلاً ، قال : وهو مروي عن الأئِمة عليهم السلام.

حدثني العلّامة الحجّة السيد الوالد طاب ثراه قال : وقد جرّبته للخلاص من ايدي الظالمين ومن شرّهم ، وقال ايضاً : جربته في الشدائِد مراراً. ووجدت بخطه قدس سره : ونعم الوسيلة دعاء التوسّل اذا قُرِء بالتوجّه والتضرّع والتذلّل ، فانه ذخيرتي في الشدائِد ، وكان يعتمد عليه المرحوم السيد الوالد (٣).

وكان له طاب ثراه فيه اعتقاد راسخ ، كان يقرؤه عند الشدائد واليأس من الخلائق فيرى الاِجابة عاجلاً ، وكان يرشد بعض المضطرين من المؤمنين اليه ، ممن يفزعون في شدائِدِهم اليه.

حدثني العلامة السيد علي اكبر التبريزي رحمه الله انه جرّبه ايضاً (دعاء التوسّل هو) :

١ ـ اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ وَاَتَوَجَّهُ اِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، يا اَبَا الْقاسِمِ يا رَسُولَ اللهِ ، يا اِمامَ الرَّحْمَةِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا

__________________

(١) بحار الأنوار ج ١٣.

(٢) تقدمت ترجمته ص ٢٠.

(٣) تقدمت ترجمته ص ١٣.

٢٠٦

وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ اِلَى اللهِ وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا يا وَجيهاً عِنْدَ اللهِ ، اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ.

يا اَبَا الْحَسَنِ ، يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ ، يا عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب (١) يا حُجَّةَ اللهِ عَلى خَلْقِهِ ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ اِلَى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجيهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ.

يا فاطِمَةَ الزَّهْراءُ يا بِنْتَ مُحَمَّد (٢) يا قُرَّةَ عَيْنِ الرَّسُولِ يا سَيِّدَتَنا وَمَوْلاتَنا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكِ اِلَى اللهِ ، وَقَدَّمْناكِ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجيهَةً عِنْدَ اللهِ ، اِشْفَعي لَنا عِنْدَ اللهِ.

يا أَبا مُحَمَّد يا حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ، اَيُّهَا الْمُجْتَبى ، يَا بْنَ رَسُولَ اللهِ ، يا حُجَّةَ اللهِ عَلى خَلْقِهِ ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ اِلَى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجيهاً عِنْدَ اللهِ ، اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ.

يا اَبا عَبْدِاللهِ يا حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ اَيُّهَا الشَّهيدُ ، يَا بْنَ رَسُولَ اللهِ يا حُجَّةَ اللهِ عَلى خَلْقِهِ ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ اِلَى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجيهاً عِنْدَ اللهِ ، اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ.

يا اَبَا الْحَسَنِ يا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ، يا زَيْنَ الْعابِدينَ (٣) يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ ، يا حُجَّةَ اللهِ عَلى خَلْقِهِ ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ اِلَى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا يا وَجيهاً عِنْدَ اللهِ ، اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ.

يا اَبا جَعْفَر يا مُحَمَّد بْنَ عَلِيٍّ اَيُّهَا الْباقِرُ يَا بْنَ رَسُولَ اللهِ يا حُجَّةَ اللهِ عَلى خَلْقِهِ ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ اِلَى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ

__________________

(١) يا اخا الرسول ، يا زوجَ البتول ، خ ل.

(٢) أيّتها البتول ، خ.

(٣) ايّها السجّاد ، خ.

٢٠٧

يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجيهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ.

يا اَبا عَبْدِ اللهِ يا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد اَيُّهَا الصّادِقُ ، يَا ابْنَ رَسُولَ اللهِ يا حُجَّةَ اللهِ عَلى خَلْقِهِ ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ اِلَى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجيهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ.

يا اَبَا الْحَسَنِ (١) يا مُوسَى بْنَ جَعْفَر اَيُّهَا الْكاظِمُ يَا ابْنَ رَسُولَ اللهِ يا حُجَّةَ اللهِ عَلى خَلْقِهِ ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ اِلَى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجيهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ.

يا اَبَا الْحَسَنِ يا عَلِيَّ بْنَ مُوسى اَيُّهَا الرِّضا ، يَا ابْنَ رَسُولَ اللهِ يا حُجَّةَ اللهِ عَلى خَلْقِهِ ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ اِلَى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجيهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ.

يا اَبا جَعْفَر يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ اَيُّهَا التَّقِيُّ الْجَوادُ ، يَا بْنَ رَسُولَ اللهِ يا حُجَّةَ اللهِ عَلى خَلْقِهِ ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ اِلَى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجيهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ.

يا اَبَا الْحَسَنِ يا عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّد اَيُّهَا الْهادِي النَّقِيُّ ، يَا بْنَ رَسُولَ اللهِ يا حُجَّةَ اللهِ عَلى خَلْقِهِ ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ اِلَى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجيهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ.

يا اَبا مُحَمَّد يا حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ اَيُّهَا الزَّكِيُّ (٢) يَا ابْنَ رَسُولَ اللهِ يا حُجَّةَ اللهِ عَلى خَلْقِهِ ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ اِلَى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجيهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ.

يا وَصِيَّ الْحَسَنِ (٣) وَالْخَلَفَ الْحُجَّةَ (٤) اَيُّهَا الْقائِمُ الْمُنْتَظَرُ (٥) يَا ابْنَ رَسُولَ اللهِ

__________________

(١) يا ابا اِبراهيمَ ، خ ل.

(٢) العسكري ، خ ل.

(٣) يا امامَ زمانِنا ، خ.

(٤) الصالح ، خ ل.

(٥) المهدي ، خ.

٢٠٨

يا حُجَّةَ اللهِ عَلى خَلْقِهِ ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ اِلَى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجيهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ.

ثم اطلب حاجتك ، تُقضى انشاء الله تعالى. قال : وفي رواية اخرى تقول بعد هذا : يا سادَتي وَمَوالِيَّ اِنّي تَوَجَّهْتُ بِكُمْ اَئِمَّتي وَعُدَّتي لِيَوْمِ فَقْري ، وَحاجَتي اِلَى اللهِ ، وَتَوَسَّلْتُ بِكُمْ اِلَى اللهِ وَاسْتَشْفَعْتُ بِكُمْ اِلَى اللهِ ، فَاشْفَعُوا لي عِنْدَ اللهِ ، وَاسْتَنْقِذُوني مِنْ ذُنُوبي عِنْدَ اللهِ ، فَاِنَّكُمْ وَسيلَتي اِلَى اللهِ ، وَبِحُبِّكُمْ وَبِقُرْبِكُمْ اَرْجُو نَجاةً مِنَ اللهِ ، فَكُونُوا عِنْدَ اللهِ رَجائي يا سادَتي يا اَوْلِياءَ اللهِ ، صَلَّى اللهِ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ ، وَلَعَنَ اللهِ اَعْداءَ اللهِ ظالِميهِمْ مِنَ الْاَوَّلينَ وَالاْخِرينَ ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ.

٢ ـ قال العلّامة السيد مهدي القزويني رحمه الله (١) في (خصائِص الشيعة) في الفصل الذي عقده في التوجه الى الله تعالى في مسألة الحاجات بالنبي وآله الهداة عليهم السلام ما لفظه : ولنذكر هنا بعض ما جُرِّب ممّا يُتَوَسَّلُ بهم فيه ، فمنه ما في البحار في قصّة طويلة (٢) لرجل من الشيعة (٣) كان محبوساً ، وعزم حابسه على قتله ، فاهتمّ لذلك همّا عظيماً فأخذ يصلّي في اللّيل ويتوسّل الى الله بأمير المؤمنين عليه السلام حتّى يسأل الله في نجاته ، ولم يزل متضرّعاً الى الله باكياً حتّى نام فتشرّف في نومه بالنظر الى طلعة غرّة اميرالمؤمنين عليه السلام فشكى له حاله ... ، فقال له عليه السلام :

تَحُولُ كِفايةُ الله ودِفاعُهُ بينك وبين الذي توعّدك فيما أرصدك به من سطواته ، اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم من العبد الذليل (فلان بن فلان) الى المولى الجلي الذي لا اله الا هو الحي القيوم وسلام على آل ياسين محمد وعلي

__________________

(١) تقدمت ترجمته في ص ١٠٨.

(٢) مذكورة في ج ٢٢ منه ص ٢٨٦ ط عام ١٣٠٨.

(٣) هو ابو العباس بن كشمرد البغدادي.

٢٠٩

وفاطمة والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن ومحمد بن الحسن حجتك يا رب على خلقك ، اللهم اني لمسلم واني أشهد أنك أنت الله الهي واله الأولين والآخرين لا اله غيرك واتوجه اليك بحق الأسماء التي اذا دعيت بها أجبت ، واذا سئلت بها أعطيت لما صليت عليهم ، وهونت علي خروج روحي وكنت لي قبل ذلك غياثاً ومجيراً ممن اراد أن يفرط علي أو أن يطغى.

واقرأ سورة يس وادع بعدها بما أحببت يسمع الله منك ويجب ويكشف همّك وكربك.

ثم قال لي مولاي : اجعل الرقعة في كتابة من طين وارم بها في البحر.

فقلت : يا مولاي البحر بعيد منّي ، وانا محبوس ممنوع من التصرف فيما التمس ، فقال : ارم بها في البِئر ، وفيما دَنا منك من منابع الماء.

قال ابن كشمرد : فانتبهت وقمت ففعلت ما امرني به أمير المؤمنين عليه السلام وانا مع ذلك قلق غير ساكن النفس لعظيم الجُرم وضَعف اليقين من الآدميين ، فلمّا اصبحنا وطلعت الشمس ، استُدعيتُ فلم اشكّ أن ذلك لما وُعِدت به من القتل ، فلمّا دخلت على ابي طاهر (١) وهو جالس في صدر مجلس كبير على كرسي ...

فلما بصر بي ابو طاهر استدناني حتى وصلت الى الكرسي فأمرني بالجلوس عليه ، فقلت في نفسي : ليس عقيب هذا الّا خير.

ثم اقبل عليّ فقال : قد كنّا عزمنا في امرك على ما بلغك ، ثم رأينا بعد ذلك أن نفرّج عنك ، وان نخيّرك احدَ أمرين ، امّا أن تجلس فنحسن اليك ، وامّا أن تنصرف الى عيالك فنحسن اجازتك.

__________________

(١) وهو الذي عزم على قتل ابي العباس بن كشمرد.

٢١٠

فقلت له : في المقام عند السيّد النفع والشرف ، وفي الاِنصراف الى عيالي ووالدتي عجوز كبيرة الثواب والأجر.

فقال : افعل ما شئت ، فالأمر مردود اليك ، فخرجت منصرفاً من بين يديه ، فناداني ، فرددت اليه ، فقال لي : من تكون من علي بن ابي طالب؟ فقلت : لست نسيباً له ، ولكني وليّه. فقال : تمسّك بولايته ، فهو امر باطلاقك والاِفراج عنك فلم يمكنّا المخالفة لأمره ثم امسك. فجهزت وأصبحني من اوصلني مكرّما الى مأمني.

الرضوي : وذكره الكفعمي رحمه الله (١) في المصباح بزيادة في اوله فقال : القصة الكشمردية ، تكتب بالحمد وآية الكرسي (٢) وآية العرش (٣) ثم تكتب بسم الله الرّحمن الرّحيم من العبد الذليل ... ثم تدعو بما تختار ، وتكتب هذه القصة في قرطاس ، ثم توضع في بندقة طين طاهر نظيف ، ثم يقرأ عليها سورة يس ، ثم تُرمى في بئر عميقة ، او نهر ، او عين ماء عميقة تنجح انشاء الله تعالى.

٣ ـ توسّل بأمير المؤمنين عليه السلام ايضاً لقضاء الحاجة. تقول : (يا مفرج الكرب عن وجه أخيه رسول الله صلى الله عليه وآله فرج اليوم كربي بحق أخيك رسول الله صلى الله عليه وآله في عافية) مأة وعشر مرات ، وبعدها (يا عليّ) مأة وعشر مرات ، مجرّب (٤).

__________________

(١) تقدمت ترجمته ص ٣٥.

(٢) تقدم في ص ١٣١ انها الى (العظيم).

(٣) هي قوله عزّ من قائل في سورة الأعراف الآية ٥٣ (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا ، وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ، أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ. ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ. وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّـهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ).

(٤) (انيس الغريب وجليس الأريب) للسيد الوالد قدس سره.

٢١١

٤ ـ ذكر بعض اصحابنا في كشكول له : انّ مَنْ أقسم على الله تعالى بدم الحسين عليه السلام استُجِيب له البَتّة ، وقد جرّب ذلك ، يقول ثلاثاً : (انشدك بدم المظلوم) ومرّ في ص ٦٧ توسّل بالاِمام الكاظم عليه السلام مجرّب.

٥ ـ توسّل بالاِمام الجواد عليه السلام ، يقرء بعد كل صلوة ، وهو أللهم اني أسئلك بحق وليك محمدبن علي عليه السلام الاوجدت بهعلي من فضلك وتفضلت به علي من وسعك ، ووسعت علي من رزقك وأغنيتني بحلالك عن حرامك ، وجعلت حاجتي اليك انك لما تشآء قدير.

ذكره احمد بن عبّاس اليزدي رحمه الله في (اللئالي المخزونة) وذكر انه كثيراً ما جُرّب للغنى ولحصول النعم المتوالية.

وحدّثني العلّامة الجليل السيد ابو الحسن مرتضوي الأصفهاني رحمه الله واكرم مثواه به ايضاً الّا انه قال يقرء كل يوم اربع عشرة مرة لمدة تسعة ايام ، وهو مجرّب لقضاء الحوائِج وخاصة لشراء الدار ، وللزواج. وذكر بعد (ووسّعتَ عَلَيَّ). هكذا : (رزقك وأغنيتني عمن سواك وجعلت حاجتي اليك ، وقضاها عليك انك لما تشاء قدير).

الرضوي : وهذه الرواية موافقه لما ذكره السيد علي خان رحمه الله (١) في الكلم الطيّب نقلاً من قبس المصباح ، فالعمل بها أولى.

وذكره العلامة الجليل الشيخ عباس القمّي رحمه الله (٢) في (منتهى الآمال) هكذا ايضاً باضافة (به) بعد (ووسّعْتَ) ، وذكرعن بعضهم انهم قالوا هذا الدعاء مجرّب لأداء الدين يقرء بعد كل صلوة.

٦ ـ توسّل بالاِمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه ، ذكره العلّامة المجلسي

__________________

(١) تقدمت ترجمته ص ٤٦.

(٢) تقدمت ترجمته ص ٤٥.

٢١٢

طاب ثراه (١) في (تُحفة الزائر) عن بعض الكتب المعتبرة (٢) وفي (بحار الأنوار) ايضاً عن ابي الوفاء الشيرازي قال : كنت محبوساً في حبس ابي الياس بكرمان على حال ضيّقة ، فأكثرت الشكوى الى الله عزّ وجلّ والاِستغاثة بموالينا (صلوات الله عليهم) ونمت فرأيت في النوم مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لي : لا تستشفع بي وبولَدَيّ هذين يعني الحسن والحسين لأمر من امور الدنيا؟ (٣) وهذا ابو الحسن ينتقم لك من اعدائِك. قال : قلتُ يا رسول الله وكيف ينتقم لي من اعدائي وقد لُبّب بحبل في عُنُقِه فلم ينتَصِر ، وغُصِب حقُّه فلم يَقتَدِر؟ قال : فنظر اليّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متعجّبا وقال : ذاك لعهد عهدته اليه وقد وفى به (٤) (ثم ذكر صلى الله عليه وآله وسلم الأئِمة المعصومين من آله عليهم السلام وخصّ كل واحد منهم في التوسّل به

__________________

(١) تقدمت ترجمته ص ١٩.

(٢) الظاهر انه كتاب (مجمع الدعوات) لأبي محمد هارون بن موسى التلعكبري (ويعبّرعنه بالكتاب العتيق) قال النجاشي رحمه الله كان وجهاً في اصحابنا ثقة معتمداً لا يطعن عليه له كتب ... الرضوي وهو من اعلام كتابنا (من ثقاة الشيعة الاِمامية).

(٣) في الكلم الطيب هكذا : لا تتوسّل بي ولا بابنتي ولا بابنّي لشيء من اغراض الدنيا الّا لما تبتغيه من طاعة الله ورضوانه.

(٤) روى الشيخ الطوسي رحمه الله في (الغَيبة) عن جابربن عبد الله الأنصاري وعبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في وصيّته لأمير المؤمنين عليه السلام : يا علي انّ قريشاً ستظاهر عليك وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك ، فان وجدت اعواناً فجاهدهم ، وان لم تجد اعواناً فكفّ يدك واحقن دمك ، فان الشهادة من ورائِك ، لعن الله قاتلك.

قال ابن الي الحديد في شرح نهج البلاغة ج ١ ص ٢١١ في شرح كلام امير المؤمنين عليه السلام (فاذا طاعتي قد سبقت بيعتي واذا الميثاق في عنقي لغيري) هذه كلمات مقطوعة من كلام يذكرفيه حاله بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانه كان معهوداً اليه ان لا ينازع في الأمر ولا يثير فتنة بل يطلبه بالرفق فان حصل له والّا امسك ، هكذا كان يقول عليه السلام وقوله الحقّ ... فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اخبره ان الأِمامة حقّه وانه اولى بها من الناس اجمعين. انتهى كلام ابن ابي الحديد ، حشره الله مع من كان يتولاه.

٢١٣

لأمر من امور الدِيناو الدنيا فقال) : وأمّا عليّ بن الحسين فللنجاة من السلاطين ومعَرّة الشياطين (١) ، وأمّا محمد بن علي وجعفر بن محمد فللآخرة وما تبتغيه من طاعة الله ورضوانه ، وأما ابو ابراهيم موسى فالتمس به العافية من الله عزّ وجلّ ، وأمّا ابو الحسن الرضا فاطلب به السلامة في الأسفار ، وفي البراري والبحار ، وأما ابو جعفر الجواد فاستنزل به الرزق من الله عزّ وجلّ ، وأمّا عليّ بن محمد فللنوافل وبِرّ الاِخوان وما تبتغيه من طاعة الله عزّ وجلّ ، وأمّا الحسن فللآخرة ، وأمّا صاحب الزّمان فاذا بلغ منك السيف المَذْبَح فاستغث به وقل : (يا صاحِبَ الزّمانِ أغِثْنِي ، يا صاحِبَ الزَمانِ أدْرِكْني).

قال : فصحت في نومي (يا صاحبّ الزمانِ أغثني ، يا صاحِبَ الزَّمان أدركني) فانتبهت والموكَلون يأخذون من قيودي.

ثم ذكر العلّامة المجلسي طاب ثراه في بحار الأنوار ، وفي (تحفة الزائر) دعاءً يتضمّن التوسّل بكلّ واحد من الأئِمة المعصومين من آله عليهم السلام لما ذكره صلى الله عليه وآله وسلم فاطلبه من ج ٢٢ من بحار الأنوار ص ٢٩٣ طبعة عام ١٣٠٨ ان شئت.

قال العلّامة والدي قدس سره : وقد جرّبتها يعني الاِستغاثة بصاحب الزمان عليه السلام ـ باللفظ المذكور آنفاً ، لكفاية المهمات ودفع الشدائِد ، وحصول المراد ، وعلّمتها جماعة من المؤمنين فنالوا مقاصدهم. وكانت له طاب ثراه عناية بالغة في التوسّل به عجّل الله فرجه عند الشدائِد ، وكان يرشد المؤمنين بل وغيرهم من المخالفين لنا في المذهب من المعتقدين به طاب ثراه الى اتخاذه عليه السلام وسيلة الى الله تعالى في نجاح مقاصدهم فكانوا يرون النجح بذلك ، وله قدس سره :

__________________

(١) من عرّه يعرّه : اذا دهاه بما يكرهه ويشِق عليه بغير علم (مجمع البحرين).

٢١٤

ان دنا من نحركالسيف استغث

بولي العصرمولاك وقل :

(يا صاحب الزمان أغثني ، يا صاحب الزمان أدركني)

فهو باب الله والرحمن والغوث

وابن المصطفى فخر الرسل

قال قدس سره : وقد جربت ذلك وجرّبه غيري في الشدائِد والنوائب صلوات الله عليه وعلى آباءه الأطائِب.

وله طاب ثراه ايضاً :

ثق بربّ الخلق وحده وتوسل بالغياث

صاحب الأمر امام العصر مغصوب التراث(١)

وقال العلّامة السيد محمد تقي الأصفهاني قدس سره في الفصل الذي عقده لذكر معاجز امام زماننا ارواحنا فداه : من جملة معجزاته الباهرة ، وكراماته الظاهرة ، حصول المقاصد بالقاء رقعة الاِستغاثة به عليه السلام ، وهذا امر مشاهد بالعيان ومجرّب بالوجدان (٢).

وحدثني العلّامة الكبير الشيخ عبد الحسين الأميني طاب ثراه (٣) بحكاية غريبة ظهرتله على اثر توسّله به عليه السلام لم يسمح لي بذكرها في الكتاب ، وكان توسّله به عليه السلام بواسطة كتاب قدّمة الى ناحيته المقدّسة ، سنذكره قريباً ، ثم قال : انّ التوسّل بالحجّة عجّل الله فرجه جرّبته للمهمّات ولقضاء الحاجات.

وقال العلّامة الشيخ لطف الله الصافي الگلپايگاني : (٤) نرى في كل يوم

__________________

(١) اتحاف الاِخوان بمقتطف خطرات الجنان.

(٢) مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائِم.

(٣) تقدمت ترجمته ص ١٨٦.

(٤) الشيخ الصافي عالم فقيه متتبع بصير ، وناقد خبير ، غيور على الاِسلام ، مدافع عن المسلمين شيعة اهل بيت النبوة من مفاخر الشيعة مقيم في مدينة (قم) اثبت في كتابه (منتخب الأثر في الاماام الثاني

٢١٥

وليلة من بركات وجوده وثمرات التوسّل والاِستشفاع به ممّا جربناه مراراً (١).

وقال العلّامة الكبير السيد احمد المستنبط طاب ثراه : (٢) يجب علينا عقلاً ونقلاً التمسّك بذيل الطاف الحجّة المنتظر عجّل الله تعالى فرجه وجعلنا فداه ، والاِلتجاء اليه في الشدائد والملمّات والحوائِج والمهمّات ... لأنه عليه السلام سلطان الوقت ، واِمام العصر ، واِن كان غائباً عنّا فاِنّه يرانا ولا نراه ، أو نراه ولا نعرفه ، وتشرق علينا شمس عنايته ، ويقضي حاجة من توسّل به منّا (٣).

الرضوي : بل ومن غيرنا ايضاً ممن هم على خلاف مذهبنا وقد ذكرنا احاديثهم في ذلك في كتابنا (هؤلاء وسائِلنا الى الله تعالى).

واضاف رحمه الله : يقول المستنبط : وجدت من ذلك آثاراً غريبة ، ونتائِج عجيبة ، لم ار تخلّفاً منها ابداً ، ومن لم يذق لم يدر ، بنفسي من مُغَيّب لم يخل منّا.

وقال العلّامة المرحوم الشيخ عبد الغني الحرّ العاملي (٤) في قصيدة يشكو

__________________

عشر) صحة اعتقادِنا بوجود الاِمام المهدي المنتظر عجّل الله فرجه الذي يجحده الضالون من أدعياء الاسلام. روى الجويني في فرائِد السمطين ج ٢ ص ٣٣٤ مسنداً عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من انكر خروج المهدي فقد كفر بما انزل على محمد ...

وله رد على مفتريات أحد عملاء الاستعمار على الشيعة من اهل الزيغ والجهالة من النواصب اسماه (مع الخطيب في خطوطه العريضة) طبع غير مرة ، وله مؤلفات قيّمة في ترسيخ الايمان وتصحيح العقيدة اطال الله عمره وكثر في رجال الدين العاملين في سبيل الله المدافعين عن الاسلام والمسلمين من امثاله.

(١) منتخب الأثر.

(٢) تقدمت ترجمته ص ٦٩.

(٣) الزيارة والبشارة ج ١.

(٤) كان رحمه الله عالماً فاضلاً ، اديباً كاملاً ، سليل صاحب الوسائِل رئيس المحدّثين الحرّ العاملي قدس سره. حدثني نجله الصديق الوفي فضيلة الشيخ محمد الحرّ النجفي عنه انه كان لا ينام حتى ينظم قصيدة في الاِمام المهدي عجل الله فرجه ، له في مدح الامام عليه السلام شعر كثير ، طبع له ديوان باسم (منتظم الدرر في مدح الامام المنتظر عجل الله فرجه) في المطبعة الحيدرية في النجف عام ١٣٣٩ بنفقة المرحوم السيد

٢١٦

فيها الى الاِمام المنتظر عجّل الله تعالى فرجه عصرنا هذا واهله المنحرفين عن الصراط المستقيم :

أياي راعيا يرعى وان كان غائبا

بعيني رؤف من هوى هو لا حقه

وهذا نصّ الكتاب المقدَّم الى الناحية المقَدّسة للاِستغاثة بصاحبها عليه السلام في الملمّات (١).

بسم الله الرحمن الرحيم ، كتبت يا مولاي صلوات الله عليك مستغيثا ، وشوكت ما نزل بي مستجيرا بالله عزّ وجلّ ثم بك من أمر قد دهمني ، وأشغل قلبي ، وأطال فكري ، وسلبني بعض لبي وغير خطير نعمة الله عندي ، أسلمني عند تخيل وروده الخليل ، وتبرء مني عند ترائي اقباله الي الحميم ، وعجزت عن دفاعه حيلتي. وخانني في تحمله صبري ، وقوتي ، فلجأت فيه اليك ، وتوكلت في المسئلة لله جل ثناؤه عليه وعليك ، في دفاعه عني ، علما بمكانك من الله رب العالمين ولي التدبير، ومالك الأمور ، واثقا بك في المسارعة في الشفاعة اليه جل ثناؤه في أمري متيقنا لاجابته تبارك وتعالى اياك بأعطاء سؤلي ، وأنت يا مولاي جدير بتحقيق ظني وتصديق أملي فيك في أمر (كذا وكذا) (٢) فيما لا طاقة لي بحمله ، ولا صبر لي عليه ، وان كنت مستحقا له ولأضعافه بقبيح أفعالي وتفريطي في الواجبات التي لله عزّ وجلّ ، فأغثني يا مولاي صلوات الله عليك عند اللهف وقدم المسئلة لله عزّ وجلّ في أمري قبل حلول التلف ، وشماتة الأعداء ، فلك

__________________

العلّامة الوالد قدس سره ، واعيد طبعه مع الجزء الثاني له المطبوع باسم (محو المآثِم) في طهران عام ١٤٠٢ باهتمام محمد كاظم فرزدل الرازي.

(١) على ما جاء في المصباح للكفعمي و (تحفة الزائر) و (بحار الأنوار) للمجلسي طاب ثراه.

(٢) يكتب في محل (كذا وكذا) حاجته.

٢١٧

بسطت النعمة علي ، واسئل الله جل جلاله لي نصرا عزيزاً ، وفتحا قريبا ، فيه بلوغ الآمال ، وخير المبادي وخواتيم الأعمال ، والأمن من المخاوف كلها في كل حال انه جل ثناؤه لما يشاء فعال ، وهو حسبي ونعم الوكيل في المبدء والمآل.

قال العلّامة الكفعمي رحمه الله (١) قبل ذكره لهذا الكتاب : استغاثة الى المهدي عليه السلام تكتب ما سنذكره في رقعة (٢) وتطرحها على قبر من قبور الأئِمة عليهم السلام ، او فشدّها واختمها واعجن طيناً نظيفاً واجعلها فيه ، واطرحها في نهر ، او بئر عميقة ، او غدير ماء ، فانها تصل الى صاحب الأمر عليه السلام وهو يتولّى قضاء حاجتك بنفسه. وذكر الكتاب ، واضاف : ثم تقصد النهر او الغدير ، وتعتمد بعض الأبواب امّا عثمان بن سعيد العَمري ، او ولده محمّد بن عثمان ، او الحسين بن روح ، او علي ابن محمّد السَمري ، فهؤلاء كانوا ابواب المهدي عليه السلام ، فتنادي بأحدهم وتقول : يا فلان بن فلان ، سلام عليك ، أشهد ان وفاتك في سبيل الله ، وأنك حي عند الله مرزوق ، وقد خاطبتك في حياتك التي لك عند الله عزّ وجلّ ، وهذه رقعتي وحاجتي الى مولانا صلوات الله عليه فسلمها اليه ، فأنت الثقة الأمين.

ثم ارمها في النهر ، او البئر ، او الغدير ، تقضى حاجتك انشاء الله تعالى (٣).

١١ ـ مجرَّبات لقضاء الحاجات والخلاص من الشَّدائِد

١ ـ وجدت بخطّ السيِّد العلّامة الوالد اعلى الله مقامه ما نصّه : لقضاء الحوائِج مجرّب ، من كانت له حاجة فليقرء بنيّة قضائِها سورة يس ، وكلّما وصل الى لفظة (مبين) ، وهو في سبعة من مواضع منها عقد اصبعاً من اصابعه ، فاذا بلغ آخر السورة قال ثلاث مرات : سبحان المفرج عن كل مهموم ، سبحان المنفس عن كل

__________________

(١) تقدمت ترجمته ص ٣٥.

(٢) : قطعة من قرطاس.

(٣) المصباح.

٢١٨

مديون ، سبحان من جعل خزائنه بين الكاف والنون ، إنما أمره اذا اراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون ، يا مفرج الهم فرج ، ثم يقرء الفاتحة سبع مرات ، ويحلّ كلّ مرّة اصبعاً من اصابعه المعقودة ثم يقرء السورة مرّتين اُخرتين على هذه الصورة ، فانه اذا تمّ ثلاث مرّات قضى الله حاجته.

٢ ـ ووجدت بخطّه قدس سره ايضاً ما نصّه : منقول من الشيخ الغبوي ، من عقد اصابعه اليمنى بهذه الأسماء ، يا اللهُ يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ يا حَيُّ يا قَيُّومُ ، ثم عقد اصابعه اليسرى بهذه الأسماء يا سَمِيْعُ يا بَصِيْرُ يا عَلِيْمُ يا وَدُودُ يا مُسْتَغاثُ ، ثم يفتح اصابعه اليمنى بهذه الحروف كهيعص ثم اليسرى بهذه الحروف حمعسق ويتوجه الى الله ايَّ حاجة يريد فانها مقضيّة مجرّب ، جرّبَ مرارا.

٣ ـ تقرء هذه الآية (رَبِّ مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (١) الف مرّة ومرّة مع توجّه القلب والخضوع ، والتضرّع والخشوع والبكاء ، تنجو من المهلكة والبلاء.

نقل عن المرحوم السيد علي التستري طاب ثراه (٢) انّ الصدّيقة الطاهرة فاطمة صلوات الله عليها علمته ايّاه ، قال : وقد جرّب كثيراً عند الشدائد والبلاء (٣).

__________________

(١) من الآية ٨٣ من سورة الأنبياء وهي (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).

(٢) قال مؤلف (تكملة نجوم السماء) في ج ١ منه : هو من احفاد السيد نعمة الله الجزائري ، وكان مرافقاً للشيخ مرتضى الانصاري سفراً وحضراً ، ومشهوراً بالفقه ودقة النظر ، اذعن له بذلك العلماء ، ونقل عن صاحب (المآثر) انه كتب في حقه : كان عالماً ، عارفاً كاملاً ، وفقيهاً فاضلاً ، مشهوراً بالرياضات الشرعية ، وفي مخالفة النفس ، قال : وبلغت شهرته كل مكان ، وكان شيخ الطائِفة استاذ الكل مرتضى الأنصاري يرجّحه على جميع اصحابه في العلم والعمل.

(٣) مفتاح السعادات.

٢١٩

٤ ـ وجدت بخطّ بعض اصحابنا : ممّا جرّب لكلّ مشكل ، تقرء بعد صلوة الصبح قبل ان تتكلم مع احد سورة يس ، ثم تقرء بعدها عشر مرات بسم الله الرحمن الرحيم ، يا قديم يا دائم ، يا حي يا قيوم يا فرد يا وتر ، يا واحد يا أحد يا صمد ، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ، وصلى الله على محمد وآله أجمعين ، برحمتك يا أرحم الراحمين.

٥ ـ حدثني العلّامة المحقّق السيد الجليل ابو الحسن (مرتضوي) الأصفهاني رحمه الله واحسن في الأخرة مأواه قال : قرائة سورة يس خمس مرّات في مجلس واحد على طهارة بشرط ان لا يتكلم في الأثناء مجرّبة لمن يريد ان يتزوج.

وحدثني طاب ثراه ايضاً قال : تقرء من تريد أن تتزوج سورة طه ثلاث مرات على طهارة ، ولا تتكلم في الأثناء ، مجرّب لحصول زوج ، ويشترط اتحاد الزمان والمكان ، تفعل ذلك سبعة أيام متوالية.

٦ ـ ذكر العَلّامة السيد ابراهيم الزنجاني في كشكوله أنّ من المجرّبات لقضاء الحوائِج المهمّة ، ولشفاء المريض خاصة قرائة هذا الدعاء ٤١ مرة :

(اللهمّ صلّى على محمّد وآل محمّدٍ وأسئلك بحقِّ رُوحِ علي بن ابي طالب عليه السلام الذي لم يكفر بالله طَرفة عينٍ أبداً أن تقضي حاجتي).

وذكر ايضاً: ان من المجرّبات لقضاء الحوائِج ولشفاء المريض ايضاً قرائة هذا الدعاء كل يوم ٧٠ مرّة : اللهم صلّ على فاطمةَ وأبيها وبعلِها وبنيها بعدد ما احاط به علمُك وأحصاه (كتابُك).

٧ ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام : تردّد هذه الأبيات للخلاص من الشدّة :

٢٢٠