• الفهرس
  • عدد النتائج:

ثالث ؛ لأنّه صنم لذلك النبات ؛ وإنّما يحيى هذا [النبات] بما يفيض عليه ذلك [النبات] من حياته ؛ فأمّا هذه الأرض فلها أيضا حياة ما وكلمة فعّالة ـ كما وقعت الإشارة إليه ـ فإن كانت هذه الأرض الحسّية التي هي صنم حيّة فبالحريّ أن تكون تلك الأرض العقلية حيّة أيضا وهي الأرض الأولى وأن تكون هذه أرضا ثابتة لها شبيهة بها.» (١)

وقال في موضع آخر بعنوان السؤال أيضا : «لم كانت هذه الحيوانات الغير الناطقة هناك؟ فإن كانت لأنّها كريمة فيّ (٢) أهناك أكرم جوهرا وأشرف؟»

فأجاب «بأنّ العلّة في ذلك أنّ البارئ الأوّل واحد فقط من جميع الجهات وأبدع العالم واحدا أيضا ؛ ولم يكن وحدانية المبدع كوحدانية المبتدع بالضرورة وإلّا لكانتا شيئا واحدا وهو محال ؛ فلا بدّ من أن يكون في وحدانية المبدع كثرة ؛ لأنّه بعد الواحد الحقّ مطلقا فلا محالة أنّه كثير ؛ لأنّ الكثير خلاف الواحد ؛ لأنّ الواحد هو التمام والكثير هو الناقص وإن كان / A ١٩٢ / المفضول عليه في حيّز الكثرة فلا أقلّ من أن يكون اثنين ؛ وكلّ واحد من ذينك الاثنين يتكثّر أيضا ـ على ما وصفناه ـ وقد يوجد للإثنين (٣) الأوّلين حركة وسكون وفيهما عقل وحياة غير أنّ ذلك العقل ليس هو كعقل واحد منفرد لكنّه عقل فيه جميع العقول وكلّها منه وكلّ واحد من العقول فهو كثير على قدر كثرة العقول وأكثر منها.

فقد بان أنّه لم يكن العالم الأعلى ذا صور كثيرة وإن كانت صور الحيوان كلّها فيه حيّة.» (٤)

وقال أيضا في موضع آخر على سبيل السؤال أيضا : «قد يجوز لجاعل أن يجعل الحيوانات الكريمة في العالم الكريم [الأعلى] وأمّا الحيوانات الدنيّة

__________________

(١). أثولوجيا (الميمر العاشر) ، ص ١٥٤ ـ ١٥٣.

(٢). أثولوجيا : ـ في.

(٣). س : الاثنين.

(٤). مع تفاوت كثير في أثولوجيا (الميمر العاشر) ، صص ١٤٩ ـ ١٤٨.