• الفهرس
  • عدد النتائج:

وأوصيائهم عليهم‌السلام تكون / B ١١٤ / أعلى وأتمّ وأقوى وأكمل منها بالنسبة إلى غيرهم وتختلف أيضا بحسب مراتبهم العليّة ولكنّهم عليهم‌السلام قد يحتاجون في التجلّيات الغير الذاتية إلى توسّط تلك وإن كان ذواتهم الشريفة وأرواحهم النورية أشرف من ذلك الملك.

ولهذا المقام تفصيل محرّر في موضعه ؛ وبيانه على الإجمال : أنّ الأنبياء عليهم‌السلام لمّا وصلوا إلى مقام جمع الجمع وشاهدوا الكثرة في عين الوحدة وبالعكس وحصلت لهم ملكة العروج والنزول والصعود والهبوط على أكمل وجه بحسب مراتبهم العليّة ودرجاتهم السنيّة صاروا مستعدّين لمنصب النبوّة والولاية وإرشاد الخلائق وهدايتهم.

ثمّ لمّا كان لهم كمال الارتباط والاتّصال بالعالم الإلهي العلوي فهم متنزّهون عن الارتباط بالعالم السفلى والاتّصال بكثرات العالم الدنيوي ؛ إذ قوّة تجرّدهم بلغت حدّا رفع المناسبة بينهم وبين موجودات العالم الجسماني ؛ فلا مناسبة بوجه بينهما كما لا مناسبة أصلا بين هذه الكثرات وبين موجدها الحقّ ؛ فلم يمكن الإفاضة والاستفاضة والإرشاد والاسترشاد لاشتراط المناسبة في الجملة بين المفيض والمستفيض ؛ فلا جرم اقتضت العناية الإلهية والرأفة الربّانية أن ينزّلهم من مراتبهم العليّة ومدارجهم السنيّة إلى العالم السفلى لإرشاد عباده وتنوير بلاده ؛ فإنّ إيجاد الكائنات إنّما هو بمحض الفيض والجود ؛ فلا يليق بالفيّاض الجواد أن يبخل عباده الضالّين في بيداء الجهالة والهلاكة وكان من المحال أن تحصل المناسبة بين الواجب سبحانه وهذه الكثرات وإن يحصل لكلّ عبد بالنسبة إلى خالقه الحقيقي قرب يوجب المناسبة بينهما بحيث يصير هذا العبد مستعدّا لاستفاضة من الله تعالى بلا واسطة ، بل الممكن حصول هذا / A ١١٥ / القرب وهذه المناسبة بينه تعالى وبين بعض الكمّل من عباده.