• الفهرس
  • عدد النتائج:

والبصير ؛ فإنّها عبارة عن الذات مع اعتبار العلم والقدرة والسمع والبصر التي هي غير زائدة على الذات ولكن يتوقّف تعقّلها على تعقّل الغير وإن لم يتوقّف على وجوده لكونه عالما إذ لا معلوم وقادر إذ لا مقدور وهكذا ؛ يسمّى هذان القسمان أسماء الصفات وإمّا أن يتوقّف على وجود الغير وعلى تعلّقه به معا ، كالخالق والرازق ؛ ويسمّى هذا القسم أسماء الفعل. فالأقسام الأوّلية أربعة.

ولو شئت عدّدتها في التقسيمين ثلاثة بجعل الأسماء التي للإضافة بقسميها في التقسيم الأوّل وأسماء الصفات بقسميها في الثاني قسما واحدا ولا مشاحّة في ذلك.

وأمّا الاسم الذي هو الذات مع اعتبار استجماعه لجميع الصفات ، كاسم «الله» الذي هو للذات المقدّسة المستجمعة لجميع الصفات الكمالية فهو أصل الأسماء وجامعها / A ٦٢ / ويسمّى بالاسم الأعظم والإمام الأعظم والرئيس الأقدم وهو ليس قسما خامسا أو رابعا ، بل هو عبارة عن مجموع الأقسام وداخل فيها ، بل هو عينها.

وإذ عرفت أنّ اصول حضرات الأسماء والصفات أربعة فاعلم أنّ العوالم التي هي أفعاله تعالى ومظاهر أسمائه وصفاته مع كثرة أشخاصها وعدم تناهيها منحصرة أيضا في أربعة :

الأوّل : عالم الملك والشهادة ؛ وهو عالم الأجسام وما فيها من القوى والطبائع ؛ ووجوده بديهي محسوس ؛ وينقسم إلى العرش والكرسيّ والسموات والأرضين وما فيهنّ وما بينهنّ وما تحتهنّ وما فوقهنّ.

والثاني : عالم المثال ؛ وهو عند المشّائين موجود في القوى الدرّاكة الفلكية والأرضية ، وليس عالما قائما في نفسه خارجا عن عالمى المحسوسات والمعقولات ؛ وعند الإشراقيّين عالم برأسه قائم بذاته موجود بين المحسوسات و