تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٨

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٨

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

كنت فيمن فتح تستر فولّيت القبض ، فجاء رجل معه شيء فقال : تبيعوني ما عندي؟ قالوا : نعم ، نبيعك ما عندك ما لم يكن ذهبا أو فضة أو كتاب الله ، فقال : إنه كتاب الله ، ولكنكم لا تقرءونه ، فكرهوا أن يأخذوا منه ثمنا ، وأخذوا منه لغلامه درهمين.

قال : ونا ابن أبي داود ، نا المسيّب بن واضح عن أبي إسحاق الفزاري ، عن هشام ، عن محمّد ، عن أبي الرباب القشيري قال :

كنت خامس خمسة فيمن ولي قبض تستر ، فجاءنا إنسان مرتدي (١) على شيء ، وقال : أتبيعوني ما معي بعشرين درهما؟ قال : قلت : نعم ، إن لم يكن ذهبا ، أو فضة ، أو كتاب الله ، قال : فإنه بعض ما سميتم : كتاب الله ، ولكن لا تقرءونه ، وأنا أقرأه ، فأخرج الرجل جونة فيها كتاب من التوراة ، فوهبناه له وأخذنا الجونة ، فألقيناها في القبض ، فابتاعها منا بدرهمين.

قال : ونا ابن أبي داود ، نا محمّد بن عبد الملك الدقيقي ، نا عفّان بن مسلم ، نا همّام ، عن قتادة ، عن زرارة بن أبي أوفى ، عن مطرّف قال :

شهدت فتح تستر مع الأشعري ، فأصبنا دانيال بالسوس (٢) ، وأمسينا معه ريطتين (٣) من كتّان (٤) ، وأصبنا معه ربعة فيها كتاب ، وكان أول من وقع عليه رجل من بلعنبر ، يقال له حرقوص ، فأعطاه الأشعري الريطتين ، وأعطاه مائتي درهم ، وكان معنا أجير نصراني يسمى نعيما ، فقال : بيعوني هذه الربعة بما فيها ، قالوا : إن لم يكن فيها ذهب أو فضة أو كتاب الله ، قال : فإنّ الذي فيها كتاب الله ، فكرهوا أن يبيعوه الكتاب ، فبعناه الربعة بدرهمين ، ووهبنا له الكتاب.

قال قتادة : فمن ثمّ كره بيع المصاحف ، لأن الأشعري وأصحابه كرهوا بيع ذلك الكتاب.

قال ابن أبي داود : هذا : ذو الثدية حرقوص بن زهير العنبري من بني تميم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيوية ، نا يحيى بن

__________________

(١) كذا بالأصل وبقية النسخ : «مرتدى».

(٢) السوس : بلدة بخوزستان فيها قبر دانيال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (راجع معجم البلدان).

(٣) الريطة : كل ملاءة غير ذات لفقين كلها نسج واحد ، وقطعة واحدة (القاموس).

(٤) في «ز» : كتاب.

٣٤١

محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا محمّد بن أبي عدي ، نا ابن عون ، عن محمّد ، عن أبي الرّباب قال :

كنت خامس خمسة في الذين ولوا قبض السوس ، فأتى رجل لخلخانية كهيئة الدنامنه (١) أو العبادية فقال إني قد خبأت خبيئا فتبيعونيه؟ قلنا : نعم ، إن لم يكن كتاب الله ، ولا ذهبا ، ولا فضة ، قال : فإنه بعض ما استثنيتم هو كتاب الله ، أحسن أقرأه ولا تحسنون تقرءونه ، فقلنا : فائتنا به ، فأتانا به ، فنزعنا دفّتيه ، ووهبناه له ، فاشتراه منا بعد ذلك بدرهمين ، فلمّا كان بعد ذلك خرجنا إلى الشام ، وصحبنا رجل شيخ على حمار ، بين يديه مصحف ، وهو مكبّ عليه يقرأ ويبكي ، قال : وفي ناحية الرفقة فتى شاب يتغنى برفع صوته ، فأتيته ، فقلت له : يا عبد الله ، لا تلمنا فإنه فتى شاب ، قال : هو صاحب ، وله حق ، قلت : ما أشبه هذا المصحف بمصحف كان من شأنه كذا وكذا ، قال : ما رأيت كاليوم رجلا أثبت بصرا ، فإنه ذاك ، قلت : فأين تريد الآن؟ قال : أرسل إليّ كعب الأحبار عام الأول ، فأتيته ، ثم أرسل إلي العام : إمّا أن تأتيني ، وإما أن آتيك ، فهذا وجهي إليه ، قال : قلت : فأنا معك ، فانطلقنا حتى قدمنا الشام ، فقعدنا عند كعب ، فجاء عشرون من اليهود فيهم شيخ كبير يرفع حاجبيه بحريرة ، فقالوا : أوسعوا ، أوسعوا ، فأوسعوا ، وركبنا أعناقهم ، فتكلموا ، فقال كعب : يا نعيم ، أتجيب هؤلاء أو أجيبهم؟ فقال : دعوني حتى أفقه هؤلاء ما قالوا (٢) ثم أجيبهم ، إن هؤلاء أثنوا على أهل ملّتنا خيرا ، ثم قلبوا ألسنتهم ، فزعموا أنا بعنا الآخرة بالدنيا ، هلم فلنواثقكم فإن جئتم بأهدى مما نحن عليه اتّبعناكم ، وإن جئتم بأهدى مما أنتم عليه اتبعنا ، قال : فتوافقوا فقال كعب : أرسل إليّ ذلك المصحف ، فأرسل إليه ، فجيء به ، فقال : أترضون أن يكون هذا بيننا وبينكم؟ قالوا : نعم ، لا يحسن أحد يكتب مثل هذا اليوم ، فدفع إلى شاب منهم ، فقرأ كأسرع قارئ ، فلمّا بلغ إلى مكان منه نظر إلى أصحابه كالرجل يؤذن صاحبه بالشيء قد دنا منه ، قال : ثم جمع يديه ، فقال فيه فنبذه ، فقال كعب : آه ، فأخذه (٣) فوضعه في حجره ، فقرأ ، فأتى على آية منه : فخروا سجدا ، فلم يرفعوا حتى قيل لهم ، ارفعوا فرفعوا ، وبقي الشيخ يبكي ، فقيل له : ما لك لا ترفع رأسك؟ فرفع رأسه وهو يبكي ، فقيل له : ما يبكيك؟ فقال : وما لي لا أبكي ؛ رجل عمل في الضلالة كذا وكذا سنة (٤) ولم أعرف الإسلام حتى كان اليوم ،

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل وبقية النسخ.

(٢) قوله : «ما قالوا» ليس في «ز».

(٣) في «ز» : واحدة.

(٤) في «ز» : سنينه.

٣٤٢

قال ابن عون (١) : فثبت أن أيوب قال : فقيل له : فإن مجلسك هذا كفارة لمّا مضى من عمرك ، قال ابن عون : وأظنه في حديث محمّد وهي الآية التي في آل عمران : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ)(٢) ، قال : فأتينا أبا الدرداء ، فدخلنا عليه وهو يشتكي ، فجاء أعرابي ، فقال : ما صدعت قط ، ولا حممت قط ، ولا ، ولا ، فقال أبو الدرداء : أخرجوه ، أخرجوه ، إنّ خطاياك عليك كما هي ما تسرني بوصب واحد أصبته حمر النعم ، إنّ وصب المسلم كفّارة لخطاياه.

قرأت على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمام الواسطي ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة ، نا هدبة بن خالد القيسي ، نا همّام بن يحيى ، نا قتادة ، عن زرارة بن أوفى عن مطرّف بن مالك.

أنه شهد فتح تستر مع الأشعري ، وأنا أصبنا دانيال بسوس في بحر من صفر (٣) ، وكان أهل السوس إذا استقوا استخرجوه ، فاستقوا به ، وأصبنا معه ريطتي كتاب ، وأصبنا معه ستين جرّة مختومة ، ففتحنا جرّة من أدناها ، وجرّة من وسطها ، وجرّة من أقصاها ، فوجدنا في كلّ جرّة عشرة آلاف ، قال همّام : أحسبه قال : واف (٤) ، وأصبنا معه ربعة فيها كتاب ، وكان معنا أجير نصراني يقال له نعيم ، فقال : أتبيعوني (٥) هذه الربعة وما فيها؟ قلنا : إن لم يكن فيها ذهب أو ورق أو كتاب الله ، قال : فالذي فيها كتاب الله ، فكره الأشعري ومن عنده من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيع ذلك الكتاب (٦) ، فمن ثمّ كره بيع المصاحف لأن الأشعري وأصحاب الأشعري كرهوا بيع الكتاب ، فبعناه الربعة بدرهمين ، ووهبنا له ذلك الكتاب.

قال همّام : قال قتادة : وحدّثني أبو حسّان.

إن أول (٧) من وقع عليه رجل من بني العنبر يقال له : حرقوص ، فأعطاه الأشعري الريطتين ، وأعطاه مائتي (٨) درهم ، ثم إنّ الأشعري طلب إليه أن يردّ عليه الريطتين ، فأبى ، فشققها عمائم بين أصحابه.

__________________

(١) تحرفت في «ز» إلى : ابن عوف.

(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١٩.

(٣) الصفر : النحاس.

(٤) وفي الدرهم المثقال إذا عدله ، فهو واف ، فكل شيء بلغ تمام الكمال فقد وفى وتمّ (تاج العروس بتحقيقنا : وفى).

(٥) تحرفت بالأصل إلى : اتبعوني ، والمثبت عن د ، وم ، و «ز».

(٦) قوله : «الكتاب» مكانه بياض في «ز».

(٧) قوله : «أن أول» مكانه بياض في «ز» ، وم.

(٨) مكانها بياض في «ز» ، وم.

٣٤٣

فكتب الأشعري في ذلك إلى عمر بن الخطّاب ، فكتب إليه عمر بن الخطّاب :

إنه نبيّ الله ، دعا الله أن لا يرثه إلّا المسلمون ، فصلّ (١) عليه وادفنه.

قال همام : وحدّثنا فرقد أنّ أبا تميمة حدّثه.

إن كتاب عمر بن الخطّاب جاء إلى الأشعري : أن اغسله بالسدر وماء الريحان.

ثم رجع إلى حديث مطرّف بن مالك :

ثم بدا لي أن آتي بيت المقدس ، فبينا أنا ـ أحسبه قال : شك هدبة بن خالد ـ بقيّاض (٢) إذا أنا براكب ، فشبهته بذلك الأجير النصراني ، فقلت : أنعيما؟ قال : نعم ، قلت : ما فعلت نصرانيتك؟ قال : تحنّفت بعدك ، ثم أتينا دمشق ، فلقينا [كعب](٣) فقال : إذا أتيتم بيت المقدس فاجعلوا الصخرة بينكم وبين القبلة ، ثم انطلقنا ثلاثتنا حتى أتينا أبا الدرداء ، فقالت أم الدرداء لكعب : ألا تعدي على أخيك يقوم الليل ويصوم النهار؟ فجعل لها من كلّ ثلاث ليال ليلة ، ومن كلّ ثلاثة أيام يوما ، ثم انطلقنا ثلاثتنا حتى أتينا بيت المقدس ، فسمعت اليهود بنعيم وكعب ، فاجتمعوا ، فقال كعب : إن هذا كتاب قديم ، وإنه بلغتكم ، فاقرءوه ، فقرأه قارئهم ، فأتى على مكان منه ، فضرب به الأرض ، فغضب نعيم وأخذ الكتاب ، وقال : إن هذا كتاب قديم ، لا أدعكم تقرءونه ، فقالوا : إنه فعل ذلك عن غير مؤامرة منا ، فلم يزالوا يطلبون إليه حتى قال : فإنّي أمسكه في حجري وتقرءونه ، فأمسكه في حجره وقارئهم يقرؤه حتى أتى على ذلك المكان (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ)(٤) ، فأسلم منهم اثنان وأربعون حبرا ، وذاك في خلافة معاوية ، ففرض لهم معاوية وأعطاهم.

قال همّام : فحدّثني بسطام بن مسلم أن معاوية بن قرّة حدّثه :

أنهم تذاكروا ذلك الكتاب ، فمرّ بهم شهر بن حوشب ، فقال : على الخبير سقطتم ، إنّ كعبا لما احتضر قال : ألا رجل ائتمنه على أمانة يؤديها؟ فقال رجل : أنا ، فدفع إليه ذلك الكتاب ، وقال : اركب البحيرة (٥) ، فإذا بلغت مكان كذا وكذا فاقذفه ، فخرج من عند كعب ،

__________________

(١) بالأصل و «ز» ، وم ، ود : فصلى.

(٢) تقرأ بالأصل وبقية النسخ : «بقناص» والمثبت عن المختصر ، وقياض : موضع بنواحي بغداد ، وقيل : موضع بين الكوفة والشام (راجع معجم البلدان).

(٣) سقطت من الأصل واستدركت عن «ز» ، وم ، ود.

(٤) سورة آل عمران ، الآية : ٨٥.

(٥) كذا بالأصل والنسخ.

٣٤٤

فقال : هذا كتاب فيه علم من علم كعب. ويموت كعب ، فأضعه في أهلي ، وأخبره أن قد فعلت الذي أمرتني ، فأتى كعبا ، فقال : ما صنعت؟ قال : فعلت الذي أمرتني ، قال : وما رأيت؟ قال : لم أر شيئا ، فعلم كعب أنه قد كذب ، فلم يزل يناشده ويطلب إليه حتى ردّ عليه الكتاب ، فلمّا أيقن كعب بالموت قال : ألا رجل ائتمنه على أمانة يؤديها؟ فقال رجل من بني عمنا ، قد كنا نأبنه (١) بالقوة والورع ، فدفع إليه ذلك الكتاب وقال : اركب البحيرة ، فإذا بلغت مكان كذا وكذا فاقذفه ، فركب سفينة هو وأصحاب له ، فلمّا أتى ذلك المكان ذهب ليقذفه فانفرج له البحر حتى رأى جديد الأرض ، فقذفه ، وهاجت ، فدارت بهم السفينة حتى خشوا الغرق ، ثم استقامت لهم ، فأتى كعبا فقال : ما صنعت؟ فقال : فعلت الذي أمرتني ، قال : فما رأيت؟ قال : فأخبره الرجل بالذي رأى ، فعلم كعب أنه قد صدق ، وقال كعب : إنّها التوراة كما أنزلها الله على موسى ، ما غيّرت ولا بدّلت ، ولكن خشيت أن ينكل عليّ (٢) ما فيها ، ولكن قولوا : لا إله إلّا الله ، ولقّنوها موتاكم.

ذكر من اسمه مطر

٧٤٥٨ ـ مطر أبو خالد

مولى أم خالد بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، أم خالد بن يزيد بن معاوية.

حكى عن كعب الأحبار.

روى عنه : سعيد بن خالد.

وهو حمصي ـ وكانت مولاته أم خالد بدمشق ، فالأظهر أنه دخلها ، والله أعلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا أبو (٣) المغيرة ـ وفي نسخة أخرى : حدّثني ـ سلمة ـ يعني ابن شبيب ، نا أبو المغيرة ، وهو الصواب ، نا صفوان ـ يعني ـ ابن عمرو ، نا سعيد بن خالد ، عن أبي خالد مطر مولى أم خالد بنت أبي هاشم ، عن كعب أنه قال :

__________________

(١) بالأصل وم و «ز» : «نأتيه» وبدون إعجام في د ، والمثبت عن المختصر ، وبهامشه : نأبنه : نصفه.

(٢) في «ز» : «علينا فيها» ومكان «عليّ ما» بياض في م ، وفي المختصر : يتّكل على ما فيها.

(٣) في «ز» ، وم : ابن المغيرة.

٣٤٥

أظلتكم فتنة كقطع الليل المظلم ، لا يبقى بيت من بيوت المسلمين فيما بين المشرق والمغرب إلّا دخله حرب ، أو خزي ، فقلنا : يا أبا إسحاق ، ما يخلص من هذه الفتنة أحد؟ قال : يخلص منها من استظلّ بظل لبنان فيما بينه وبين البحر ، فهم أسلم الناس من تلك الفتنة ، قلنا : يا أبا إسحاق ، كيف تعرف أسباب هذه الفتنة؟ قال : إذا رأيتم داري هذه تحترق ، فتفقّدنا ذلك ، واحترقت سنة اثنتين عشرين ومائة ، وذلك مغزى كلثوم بن عياض أفريقية على البعث الثاني.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي ، أنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي ، أنا محمّد بن المظفر ، نا بكر بن أحمد بن حفص ، نا أحمد بن محمّد بن عيسى قال : وأبو خالد مطر مولى أم خالد بنت أبي هاشم من أصحاب كعب.

٧٤٥٩ ـ مطر القرشي

إن لم يكن أبو خالد فهو غيره.

حكى عن أبي هريرة.

حكى عنه مسلم بن زياد ، ويقال : مسلمة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، وعبد الكريم بن حمزة ، قالا : نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو الحسين الميداني ، وتمام بن محمّد ، قالا : أنا أبو الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة.

ح قال تمام : وأخبرني أبو إسحاق بن سنان ، قال تمام : وأخبرني أبو بكر يحيى بن عبد الله ، نا عبد الرحيم بن عمر ، قالوا : نا أحمد بن المعلى ، نا الوليد بن عتبة ، نا بقية بن الوليد ، حدّثني مسلمة بن زياد أنه سمع مطر القرشي أنه سمع أبا هريرة يقول :

يهدم هذه الكنيسة ـ يعني : كنيسة دمشق ـ خليفة ، ويبني مكانها مسجدا ، قال : فبعث إليه سليمان بن عبد الملك ، فزاد في عطائه.

رواه (١) أبو شبيب بن أحمد بن المعلى عن أبيه ، فقال مسلم بغيرها.

أخبرنا (٢) أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ـ قراءة ـ عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام ابن محمّد ، أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج بن البرامي ، نا محمّد بن أحمد أبو شبيب ،

__________________

(١) من هنا إلى بغيرها سقط من «ز».

(٢) الخبر التالي سقط من «ز».

٣٤٦

نا أبي أحمد بن المعلّى ، نا الوليد بن عتبة ، نا بقية بن الوليد ، أخبرني مسلم بن زياد : أنه سمع مطر القرشي يقول : إنه سمع أبا هريرة يقول :

يهدم هذه الكنيسة ـ يعني : كنيسة دمشق ـ خليفة ، ويبني مكانها مسجدا ، فبعث إليه سليمان بن عبد الملك ، فزاد في عطائه.

٧٤٦٠ ـ مطر بن العلاء بن أبي الشعثاء ، ويقال : ابن أبي الأشعث الفزاري (١)

من أهل قرية فذايا (٢).

روى عن عمّته آمنة أو أمية ، وأبي سليمان الحرستاني ، وروح بن القاسم الهرامري (٣) ، وعبد الملك بن سفيان ، ويقال : ابن سيّار.

روى عنه : سليمان بن عبد الرّحمن ، ومحمّد بن خالد الفزاري ، وعلي بن حجر ، وختنه يحيى بن الغمر.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا أحمد بن محمّد بن عبدوس ، نا عثمان بن سعيد الدارمي.

قال : وأنا أبو عمرو أحمد (٤) بن محمّد ـ هو ابن حكيم ـ نا أبو حاتم الرازي ، قالا : نا سليمان بن عبد الرّحمن ، نا مطر بن العلاء الفزاري ، حدّثتني عمّتي آمنة أو أمية ، وقطبة مولاة لنا أنهما سمعا أبا سفيان مدلوكا قال (٥) :

قدمت مع مواليّ (٦) على (٧) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأسلمت ، فمسح على رأسي ودعا لي بالبركة.

قالتا : فكان مقدم رأس أبي سفيان أسود ما مسّه (٨) يد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسائر ذلك أبيض [١٢١٢٤].

__________________

(١) ترجمته في الجرح والتعديل ٨ / ٢٩٨ والتاريخ الكبير ٧ / ٤٠١.

(٢) فذايا : من قرى دمشق (معجم البلدان).

(٣) كذا رسمها بالأصل وبقية النسخ.

(٤) مكانها بياض في م.

(٥) تقدم الحديث في ترجمة مدلوك أبي سفيان.

(٦) في م : مولى.

(٧) مكانها بياض في م ، و «ز» ، وكتب على هامش «ز» : طمس.

(٨) كذا بالأصل وبقية النسخ ، وفي المختصر : مسّته.

٣٤٧

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد وأبو الحسين قالا : ـ أنا أبو بكر ، أنا أبو الحسن ، أنا البخاري قال (١) :

مطر بن العلاء الفزاري الشامي روى عنه سليمان بن عبد الرحمن (٢).

أنبأنا أبو الحسين (٣) ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم ، قال (٤) :

مطر بن العلاء الفزاري الدمشقي ، روى عن أمية ، أو آمنة ، وروى عن أبي سليمان الحرستاني ، روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي ، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد : وروى عن روح بن القاسم ، وعبد الملك بن يسار الثقفي ، سألت أبي عنه ، فقال : هو شيخ.

[ذكر من اسمه](٥) [مطعم](٦)

٧٤٦١ ـ مطعم (٧) بن المقدام بن غنيم أبو المقدام الكلاعي الصنعاني (٨)

روى عن : أبي هريرة ، ومحمّد بن مسلمة الأنصاري مرسلا ، ومجاهد ، وعطاء ، وعنبسة بن غنيم ، والحكم بن عبد الله الأيلي ، والحسن البصري ، ونصيح العنسي (٩) ، وسعيد بن أبي عروبة ، وأبي سورة بن أخي أبي أيوب ، ومحمّد بن واسع ، وأبي الزبير المكي ، ونافع مولى ابن عمر.

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٤٠١.

(٢) زيد في التاريخ الكبير : قال : نا مطر بن العلاء الفزاري.

(٣) قوله : «أبو الحسين» سقط من م.

(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٢٨٩.

(٥) زيادة منا.

(٦) زيادة عن د ، و «ز» ، وم.

(٧) مطعم : بضم أوله وكسر ثالثه وسكون ثانيه.

(٨) ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ١٤٧ وتهذيب التهذيب ٥ / ٤٥٨ والجرح والتعديل ٨ / ٤١١ والتاريخ الكبير ٨ / ٣٥ والأنساب (الصنعاني). والصنعاني نسبة إلى صنعاء الشام.

(٩) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي د : «العنبسي» وفي تهذيب الكمال : «الفسي».

٣٤٨

روى عنه : الأوزاعي ، والهيثم بن حميد ، وإسماعيل بن عيّاش ، ومروان بن جناح ، ويحيى بن حمزة ، وعبد الرّحمن بن يزيد بن تميم ، ويزيد بن يوسف ، وثور بن يزيد ، ورباح ابن الوليد الذّماري ، وخالد بن أبي يزيد ، والد محمود بن خالد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا ابن النقور ، أنا عيسى ، أنا البغوي ، نا منصور بن أبي مزاحم ، نا يحيى ، عن مطعم الصنعاني ، عن الحسن البصري :

أن معاوية قال لابن الحنظلية : حدّثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، وأهلها معانون عليها ، فمن ربط فرسا في سبيل الله كانت النفقة عليها كالمادّ يده بالصدقة لا يقبضها» [١٢١٢٥].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ، أنا الحسن بن أبي بكر بن شاذان ، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، نا عبيد بن عبد الواحد بن شريك ، نا آدم بن أبي إياس ، نا إسماعيل بن عياش ، عن المطعم ، وهو أبو المقدام ، عن عنبسة بن سعيد الكلاعي ، عن نصيح العنسي ، عن ركب المصري قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «طوبى لمن تواضع في غير منقصة ، وذل في نفسه من غير مسكنة ، وخالط أهل الفقه والحكمة ، ورحم أهل الذل والمسكنة ، طوبى لمن طاب كسبه ، وحسنت سريرته ، وكرمت علانيته ، وعزل عن الناس شرّه ، طوبى لمن عمل بعلمه ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله» [١٢١٢٦].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن أبي عثمان ، أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، نا مهدي بن حفص ، نا إسماعيل ابن عيّاش ، عن مطعم بن (١) المقدام الصنعاني ، عن عنبسة بن سعيد الكلاعي ، عن نصيح العنسي ، عن ركب المصري قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «طوبى لمن أنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله» [١٢١٢٧].

[قال ابن عساكر :](٢) كذا وقع في هاتين الروايتين ، والصواب عن مطعم وعنبسة.

__________________

(١) تحرفت في «ز» إلى : عن.

(٢) زيادة منا.

٣٤٩

وقد رواه غير أبي سهل بن زياد ، عن عبيد على الصواب.

وكذلك رواه يزيد بن هارون ، وعلي بن عيّاش ، والربيع بن روح الحمصيان ، وعمر بن عبد الله بن سليمان العسقلاني عن إسماعيل بن عياش.

وكذا رواه هشام بن عمّار ، والهيثم بن خارجة ، ومهدي بن حفص ، عن إسماعيل ، وأسقطوا عنبسة.

فأمّا حديث عبيد على الصواب :

فأخبرناه أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد الله المصري الواعظ ، أنا أبو منصور محمّد ابن عبد الملك بن علي ـ بسرخس ـ أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن الفضل الكرابيسي ، نا عمر بن مالك ، نا عبيد بن شريك ، نا آدم بن أبي إياس ، نا إسماعيل بن عياش ، عن المطعم ـ هو ابن المقدام ـ وعنبسة بن سعيد الكلاعي.

ح أخبرناه أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي ، أنا أبو محمّد بن النحّاس ، أنا أبو سعيد ابن الأعرابي ، نا عبيد (١) بن شريك البزار ، نا آدم بن أبي إياس سنة عشر ومائتين ، نا إسماعيل بن عيّاش عن المطعم ـ وهو أبو المقدام ـ وعنبسة بن سعيد الكلاعي ، عن نصيح العنسي ، عن ركب المصري قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «طوبى لمن تواضع في غير منقصة ، وذلّ في نفسه من غير مسكنة ، وأنفق من مال جمعه في غير معصية ، وخالط أهل الفقه والحكمة ، ورحم أهل الذلّ والمسكنة ، طوبى لمن طاب كسبه ، وصلحت سريرته ، وكرمت علانيته ، وعزل عن الناس شرّه ، طوبى لمن عمل بعلمه ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله» [١٢١٢٨].

وأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، أنا علي بن أحمد ابن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد الصفّار ، حدّثني عبيد بن شريك ، نا آدم ، نا ابن عيّاش ، عن مطعم بن المقدام ، وعنبسة بن سعيد الكلاعي ، عن نصيح ، عن ركب المصري ، فذكر بنحو من معناه إلّا أنه لم يذكر قوله : «طوبى لمن ذلّ في نفسه ، وطاب كسبه» وقال : «طوبى لمن حسنت سريرته وكرمت علانيته».

وأمّا حديث يزيد :

__________________

(١) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

٣٥٠

فأخبرناه أبو عبد الله محمّد بن غانم (١) بن أحمد الحداد ، أنا عبد الرّحمن بن مندة ، أنا أبي (٢) ، نا أحمد بن محمّد بن زياد ، نا خلف بن محمّد (٣) الواسطي ، نا يزيد بن هارون.

ح قال : وأنا أبي ، أنا محمّد بن عبد الله بن معروف الأصبهاني ، نا عبيد (٤) بن شريك ، نا آدم بن أبي إياس ، قالا : نا إسماعيل بن عياش ، عن المطعم بن المقدام الصنعاني ، وعنبسة ابن سعيد ، عن نصيح العنسي ، عن ركب المصري قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «طوبى لمن تواضع في غير منقصة ، وذلّ في نفسه من غير مسكنة ، وأنفق من مال جمعه في غير معصية ، وخالط أهل الفقه والحكمة ، ورحم أهل الذلّ والمسكنة ، طوبى لمن طاب كسبه ، وصلحت سريرته ، وكرمت علانيته ، وعزل عن الناس شرّه ، طوبى لمن عمل بعلمه ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله» [١٢١٢٩].

وأمّا حديث علي بن عياش :

فأخبرناه أبو القاسم (٥) زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد (٦) الجنزرودي ، أنا السيد أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسين الهمذاني (٧) ، نا أحمد بن محمّد البزار ـ بحمص ـ نا محمّد ابن عوف الطائي ، نا علي بن عياش ، نا إسماعيل بن عياش ، عن مطعم بن المقدام ، وابن غنيم ، عن نصيح ، عن ركب المصري قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «طوبى لمن تواضع لله في غير منقصة ، وذلّ في نفسه من غير مسكنة ، وأنفق مالا جمعه من غير معصية ، وخالط أهل الفقه والحكمة ، طوبى لمن ذلّ في نفسه ، وطاب كسبه ، وصلحت سريرته ، وكرمت علانيته ، وعزل عن الناس شرّه ، طوبى لمن عمل بعلمه ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله» [١٢١٣٠].

وأمّا حديث الربيع :

فأخبرناه أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل الفقيه ـ بهراة ـ وأبو حفص عمر بن أحمد بن منصور الفقيه ، وأخته عائشة ، وامرأته أمة الرحيم حرة ، وأختاها أمة الله

__________________

(١) قوله : «بن غانم» مكانه بياض في م.

(٢) قوله : «أبي ، نا» مكانه بياض في م.

(٣) قوله : «بن محمد» مكانه بياض في م.

(٤) قوله : «عبيد» مكانه بياض في م.

(٥) قوله : «أبو القاسم» استدرك على هامش م.

(٦) رسمها بالأصل : «سعد» والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٧) في «ز» : الهمداني ، بالدال المهملة.

٣٥١

جليلة ، وأمة الرّحمن سارة بنات الأستاذ أبي نصر القشيري (١) ـ بنيسابور ـ قالوا : أنا أبو المظفّر موسى بن عمران بن محمّد الأنصاري ، أنا السيّد أبو الحسن محمّد بن الحسين بن داود الحسني ، أنا أبو نصر محمّد بن حمدوية بن سهل المروزي ، نا عبد الله بن حمّاد الآملي (٢) ، نا الربيع بن روح ، نا إسماعيل بن عياش (٣) ، عن مطعم بن المقدام الصنعاني ، وعنبسة بن سعيد بن غنيم الكلاعي ، عن نصيح العنسي ، عن ركب المصري قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «طوبى لمن تواضع من غير منقصة ، وذلّ في نفسه من غير مسكنة ، وأنفق مالا جمعه من غير معصية ، ورحم أهل الذل والمسكنة ، وخالط أهل الفقه والحكمة ، طوبى لمن ذلّ في نفسه ، وطاب كسبه ، وصلحت سريرته ، وكرمت علانيته ، وعزل عن الناس شرّه ، طوبى لمن عمل بعلمه ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله» [١٢١٣١].

وأمّا حديث عمر بن عبد الله :

فأخبرناه أبو محمّد الحسن بن أبي بكر ، أنا الفضيل بن يحيى ، أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر ، نا أبو الدرداء ، نا آدم بن أبي إياس ، وعمر بن عبد الله ابن سليمان الكوفي ، قالا : نا إسماعيل بن عياش ، حدّثني مطعم بن المقدام الصنعاني ، وعنبسة بن سعيد الكلاعي ـ وقال عمر : عنبسة بن غنيم ـ عن نصيح العنسي ، عن ركب المصري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «طوبى لمن تواضع من (٤) غير منقصة ، وذل في نفسه من غير مسكنة ، وأنفق مالا جمعه من غير معصية ، ورحم أهل الذل والمسكنة (٥) ، وخالط أهل الفقه والحكمة ، طوبى لمن طاب كسبه (٦) ، وصلحت سريرته ، وكرمت علانيته ، وعزل عن الناس شرّه ، طوبى لمن عمل بعلمه ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله» [١٢١٣٢].

وأمّا حديث هشام :

فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد ـ في كتابه ـ وحدّثني أبو مسعود المعدّل عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، أنا أحمد بن المعلّى الدمشقي ، نا هشام بن عمّار ، نا

__________________

(١) تحرفت في م إلى : القشري.

(٢) في «ز» : «الأبلي».

(٣) تحرفت في م إلى : عباس.

(٤) في «ز» : في.

(٥) قوله : «ورحم أهل الذل والمسكنة» أخّر في «ز» إلى ما بعد الجملة التالية.

(٦) بالأصل : «طوبى لمن ذل في نفسه وطاب كسبه» صوبنا الجملة عن د ، و «ز» ، وم.

٣٥٢

إسماعيل بن عياش ، نا المطعم بن المقدام ، عن نصيح العنسي ، عن ركب المصري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«طوبى لمن تواضع في غير منقصة ، وذل في نفسه في غير مسكنة ، وأنفق مالا جمعه في غير معصية ، ورحم أهل الذلّ والمسكنة ، وخالط أهل الفقه والحكمة ، طوبى لمن طاب كسبه ، وصلحت سريرته ، وكرمت علانيته ، وعزل عن الناس شرّه ، طوبى لمن عمل بعلمه ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله» [١٢١٣٣].

وأمّا حديث الهيثم ومهدي :

فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبد الغفّار ، حدّثني محمّد بن الفضل بن جابر ، نا الهيثم بن خارجة ، ومهدي بن حفص ، قالا : نا إسماعيل بن عيّاش عن مطعم بن المقدام ، عن نصيح العنسي ، عن ركب المصري قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «طوبى لمن تواضع من غير منقصة ، وذلّ في نفسه من غير مسكنة ، وأنفق مالا جمعه في غير معصية ، ورحم أهل الذلّ والمسكنة ، وخالط أهل الفقه والحكمة ، طوبى لمن ذلّ في نفسه ، وطاب كسبه ، وصلحت سريرته ، وحسنت علانيته ، وعزل عن الناس شرّه ، طوبى لمن عمل بعلمه ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك من قوله» [١٢١٣٤].

ورواه زهير بن عباد ، عن إسماعيل فأفسده.

أنبأناه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، حدّثني عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي ، نا أبو عبد الله الحسين بن حميد العكي ـ بمصر ـ نا زهير ، نا إسماعيل بن عياش ، عن المطعم بن المقدام ، عن عنبسة بن سعيد الكلاعي ، عن واهب (١) البصري قال :

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «طوبى لمن تواضع من غير منقصة ، وذلّ في نفسه من غير مسكنة ، وأنفق مالا جمعه من غير معصية ، وخالط أهل الفقه والحكمة ، ورحم أهل الذلّ والمسكنة ، طوبى لمن طاب كسبه ، وصلحت سريرته ، وكرمت علانيته ، وعزل عن الناس شرّه ، طوبى لمن عمل بعلمه ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله» [١٢١٣٥].

__________________

(١) كذا بالأصل ود ، وم ، وفي «ز» : وهب.

٣٥٣

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو بكر البرقاني ، أنا محمّد ابن عبد الله بن خميرويه ، نا الحسين (١) بن إدريس ، نا محمّد بن عبد الله بن عمّار الموصلي قال : مطعم بن المقدام ، بصري.

[قال ابن عساكر :](٢) كذا قال ، وليس ببصري ، إنما هو دمشقي.

أخبرنا أبو بكر (٣) وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن ابن السقا ، نا محمد بن يعقوب ، نا عباس بن محمد قال : سمعت يحيى يقول : مطعم شيخ من أهل الشام (٤) ، ثقة ، روى عنه الثوري.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل ، نا أبي قال أبو زكريا : مطعم شيخ من أهل الشام ، يروي عنه الثوري.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٥) :

مطعم بن المقدام بن غنيم الكلاعي الشامي ، عن صالح (٦) العنسي ، روى عنه الأوزاعي ، وإسماعيل بن عياش.

[قال ابن عساكر :](٧) كذا قال.

وأنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا عبد الرّحمن ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٨) :

مطعم بن المقدام الصنعاني ، روى عن مجاهد ، وعطاء ، وعنبسة بن غنيم ، وابن أبي

__________________

(١) تحرفت في «ز» إلى : الحسن.

(٢) زيادة منا.

(٣) قوله : «أبو بكر» مكانه بياض في م.

(٤) قوله : الشام ، مكانها بياض في م.

(٥) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٣٣.

(٦) كذا بالأصل وبقية النسخ ، والتاريخ الكبير ، ومرّ فيما تقدم «نصيح العنسي» وسيشكك المصنف في آخر الخبر في قوله.

(٧) زيادة منا.

(٨) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٤١١.

٣٥٤

عروبة ، روى عنه الأوزاعي ، والهيثم بن حميد ، وإسماعيل بن عيّاش ، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد : روى عنه مروان بن جناح ، وفرّق البخاري بينهما ، فسمعت أبي يقول :

[هما](١) جميعا واحد.

[قال ابن عساكر :](٢) وهذا مما لم نجده في كتاب البخاري ، كما حكاه عنه ابن أبي حاتم (٣).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال : في ذكر نفر ذوي أسنان وعلم : المطعم بن المقدام الصنعاني ، روى عنه الأوزاعي.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو طاهر أحمد بن علي ، وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار ، قالا : أنا أبو الفرج الحسين بن علي بن عبيد الله ، نا محمّد بن إبراهيم بن السري الدارمي ، نا عبد الملك بن بدر بن الهيثم ، نا أحمد بن هارون الحافظ قال :

في الطبقة الثالثة من الأسماء المنفردة : مطعم بن المقدام ، يروي عنه إسماعيل بن عيّاش ، ويحيى بن حمزة ، شامي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن ، أنا سهل بن بشر ، أنا الخليل بن هبة الله بن الخليل ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن الحسين بن طلّاب ، نا العبّاس بن الوليد بن صبح الخلّال ، نا مروان بن محمّد ، نا الهيثم بن حميد ، حدّثني زيد بن واقد قال : سمعت سليمان بن موسى يقول : قدمت أنا والمطعم بن المقدام مكة ، فقلت له : تعال نتناوب المسألة من هذا الشيخ ـ يعني ـ عطاء بن أبي رباح ، قال : فكنت أسأله ليلة ، قال : وكان هو يسأله ليلة ، قال سليمان بن موسى : فبلغني أنّ عطاء قال لأصحابه : لم لا تسألوني مسألة هذين الرجلين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا يوسف بن الحسن بن محمّد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : سمعت مليح بن

__________________

(١) زيادة لازمة للإيضاح عن الجرح والتعديل.

(٢) زيادة منا للإيضاح.

(٣) يعني أنه ليس في كتاب التاريخ الكبير للبخاري أي ذكر لمن اسمه : «مطعم» روى عنه مروان بن جناح ، وليس فيه إلّا «مطعم بن المقدام» المذكور آنفا رقم ترجمته ٢٠٥٦.

٣٥٥

وكيع يقول : سمعت الوليد بن مسلم يقول : سمعت الأوزاعي يقول : حدّثني الثقة المطعم بن المقدام.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما خلف عبد على أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد سفرا» [١٢١٣٦].

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) : سألت أبي عن مطعم بن المقدام فقال : لا بأس به.

قال (٢) : وحدّثني أبي ، نا هشام بن عمّار ، نا الوليد بن مسلم قال : سمعت الأوزاعي يقول : ما أصيب أهل دمشق (٣) بأعظم من مصيبتهم بالمطعم بن المقدام الصنعاني ، وبأبي مرثد (٤) الغنوي ، وإبراهيم بن [جدار](٥) العذري (٦).

[ذكر من اسمه](٧) [مطلب](٨)

٧٤٦٢ ـ مطّلب (٩) بن عبد الله بن المطّلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر

ابن مخزوم بن يقظة بن مرة أبو الحكم القرشي المخزومي المديني (١٠)(١١)

روى عن : عمر بن الخطاب (١٢) ، وأبيه عبد الله بن المطّلب.

روى عنه : محمّد بن عباد بن جعفر ، وابنه عبد العزيز.

__________________

(١) الجرح والتعديل ٨ / ٤١١.

(٢) القائل أبو محمد بن أبي حاتم ، والخبر في الجرح والتعديل ٨ / ٤١١ وتهذيب الكمال ١٨ / ١٤٧.

(٣) مكانها في «ز» : بياض.

(٤) قوله : «وبأبي مرثد» مكانه بياض في «ز» ، وم ، ود.

(٥) بياض بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، واستدركت اللفظة عن الجرح والتعديل وتهذيب الكمال.

(٦) مكانها بياض في «ز» ، ود ، وم.

(٧) زيادة منا.

(٨) زيادة عن د ، و «ز» ، وم.

(٩) المطلب بتشديد الطاء ، كما في تقريب التهذيب.

(١٠) في المختصر : المدني.

(١١) ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ١٥٠ وتهذيب التهذيب ٥ / ٤٥٩ ونسب قريش ص ٣٣٩ والجرح والتعديل ٨ / ٣٥٩ والتاريخ الكبير ٨ / ٧ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٣١٧.

(١٢) مكانها بياض في م.

٣٥٦

ووفد على هشام بن عبد الملك لدين لحقه ، فقضاه عنه.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد ، أنا الحسن بن علي ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (١) ، نا الوليد بن مسلم ، حدّثني الأوزاعي ، حدّثني المطّلب بن عبد الله بن حنطب.

أن ابن عبّاس كان يتوضأ مرة مرة ، يسند ذلك إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا الحسين بن محمّد بن عبيد ، أنا محمّد بن يحيى بن سليمان المروزي ، نا داود بن عمرو الضبّي ، نا عفيف بن سالم الموصلي ، أنا الأوزاعي ، عن المطّلب بن حنطب ، قال :

كان ابن عمر يتوضأ ثلاثا ثلاثا ، يسند ذلك إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان ابن عبّاس يتوضأ مرة مرة ويسند ذلك إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو بكر محمّد ، وأبو حفص عمرو ، وأبو عمرو عثمان بنو أحمد بن عبد الله بن الحسين ، قالوا : أنا أبو الحسين بن النقور ، نا عيسى بن علي ، قال : قرئ على أبي بكر محمّد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي ـ وأنا أسمع ـ قيل له : حدّثكم عبد الله بن عبد الحميد بن عمر بن عبد الحميد بن يحيى بن سعد بن أبي وقّاص ، حدّثني ابن أبي فديك محمّد بن إسماعيل ، أخبرني كثير بن زيد عن المطّلب بن عبد الله قال :

خطب الناس عمر بن الخطّاب بالجابية فقال : قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فينا كهيئة قيامي فيكم ، فقال : «يا أيها الناس ، احفظوني في أصحابي ، فإنهم خير أمّتي ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يظهر الكذب ، فيحلف الرجل من غير أن يستحلف ، ويشهد من غير أن يستشهد ، فمن أراد بحبوحة الجنّة فليلزم الجماعة ، فإنّ يد الله على الجماعة ، وإيّاكم والفذّ ، فإن الشيطان مع الفذّ ، وهو من الاثنين أبعد ، لا يخلونّ رجل بامرأة ليست منه بمحرم ، فإنه لم يخل رجل بامرأة ليست منه بمحرم (٢) إلّا كان ثالثهما الشيطان ، من سرّته حسنته ، وساءته سيئته أو خطيئته ، فهو مؤمن» [١٢١٣٧].

أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف ، أنا

__________________

(١) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٢ / ٤٧٠ رقم ١٨٨٩.

(٢) من قوله : فإنه ... إلى هنا استدرك على هامش «ز» ، وبعده صح.

٣٥٧

أبو الحسن اللّنباني (١) ، نا ابن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد قال (٢) :

في الطبقة الثالثة من تابعي أهل المدينة : المطّلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي ، وأمّه ابنة الحكم بن أبي العاص بن أمية ، وفد إلى هشام بهذه الخؤولة ، فقضى عنه سبعة عشر ألف دينار ، والبئر على طريق العراق تنسب إلى المطّلب هي بئره.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر ، وأبو الفضل.

ح وأخبرنا أبو العزّ بن منصور ، أنا أبو طاهر.

قالا : أنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنا أبو الحسين الأهوازي ، أنا أبو حفص ، نا خليفة بن خيّاط قال (٣) :

المطّلب بن عبد الله بن المطّلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم ، أمّه أم أبان بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب (٤).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو طاهر ، أنا أبو محمّد بن رباح (٥) ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدّثيهم : المطّلب بن عبد الله بن حنطب.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، وأبي عبد الله بن البنّا (٦) ، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد ، أنا علي بن محمّد بن ..... (٧) الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، نا (٨) مصعب قال :

__________________

(١) تحرفت بالأصل ، وم ، و «ز» ، ود إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٢) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٣) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٤٤٥ رقم ٢٢٤٢.

(٤) قوله : «بن عبد مناف بن قصي بن كلاب» ليس في طبقات خليفة بن خيّاط.

(٥) في «ز» : بن زياد.

(٦) كذا بالأصل ، وفي د ، و «ز» : قرأنا على أبي غالب وأبي عبد الله ابني البناء. وقوله : «البنا» مكانه بياض في م.

(٧) كذا بياض بالأصل ، ود ، و «ز» ، وم وقياسا إلى أسانيد مماثلة : «أنا علي بن محمد بن خزفة ، أنا محمد بن الحسين ...».

(٨) مكانها بياض في م.

٣٥٨

المطّلب بن عبد الله بن حنطب ، كان من وجوه قريش ، وأمّه أم أبان بنت الحكم بن أبي العاص.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار قال (١) :

وولد عبيد بن عمر بن مخزوم : الحارث بن عبيد ، وأمه كنود ابنة الحارث من تيم بن غالب بن فهر ، وولد الحارث بن عبيد : حنطبا وأمه أسماء بنت نضلة (٢) ، من بني عمرو بن أسد بن خزيمة ، فولد حنطب بن الحارث : المطلب ، أسر يوم بدر ، وأمه حفصة بنت المغيرة ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأخوه لأمه همام بن الأفقم النضري (٣) ، فمن ولد حنطب : المطلب بن حنطب ، ومن ولد المطلب : المطّلب بن عبد الله بن المطّلب بن حنطب ، كان من وجوه قريش ، روي عنه الحديث ، وأمه : أم أبان بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الثالثة من أهل المدينة : المطّلب (٤) بن عبد الله بن المطّلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم ، وأمّه أم أبان بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية ، وكان كثير الحديث ، وليس يحتج بحديثه لأنه يرسل عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كثيرا ، وليس له لقى ، وعامة أصحابه يدلسون.

أنبأنا أبو الغنائم ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٥) :

المطّلب بن عبد الله بن حنطب القرشي ، وقال بعضهم : عبد الله بن المطّلب يعدّ في أهل الحجاز ، سمع عمر ، روى عنه محمّد بن عبّاد بن جعفر.

__________________

(١) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٣٣٨.

(٢) كذا بالأصل وبقية النسخ ، وفي نسب قريش : قتيلة.

(٣) بالأصل وبقية النسخ : البصري ، والمثبت عن نسب قريش.

(٤) ليس له ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد ، فترجمته ضمن تراجم أهل المدينة المفقودة.

(٥) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٧.

٣٥٩

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) :

مطّلب بن عبد الله بن حنطب القرشي المخزومي ، أبو الحكم مدني ، وقال بعضهم : عبد الله بن المطّلب ، روى عن عمر ، روى عنه محمّد بن عبّاد بن جعفر ، سمعت أبي يقول ذلك.

وقال بعده (٢) : المطّلب بن عبد الله بن المطّلب بن عبد الله بن حنطب ، روى عن ابن عبّاس مرسل ، [وابن عمر مرسل ،] وأبي موسى مرسل ، وأم سلمة مرسل ، وعائشة مرسل ، ولم يدركها ، وأبي قتادة مرسل ، وأبي هريرة مرسل ، وابن عمر مرسل ، وأبي رافع مرسل ، وجابر يشبه أن يكون أدركه ، وعامة حديثه مراسيل غير أنّي رأيت حديثا (٣) يقول فيه : حدّثني خالي أبو سلمة ، روى عنه عمرو بن أبي عمرو ، والأوزاعي ، وكثير بن زيد ، ومسلم بن الوليد ابن رباح ، وعبد الله بن عبد الرّحمن بن يعلى بن كعب الثقفي ، وابناه الحكم وعبد العزيز ، سمعت أبي يقول ذلك.

[قال ابن عساكر :](٤) والأظهر إنهما اثنان ، لأن الراوي عن عمر لم يدركه الأوزاعي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان ، قال : سمعت مسلما يقول :

أبو الحكم المطّلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي ، عن أبي هريرة ، روى عنه الأوزاعي.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال (٥) :

أبو الحكم المطّلب بن عبد الله بن حنطب القرشي المخزومي ، يعدّ في أهل الحجاز ،

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٣٥٩ ترجمة ١٦٤٣.

(٢) الجرح والتعديل ترجمة رقم ١٦٤٤.

(٣) بالأصل و «ز» ، ود ، وم : «حديث» والمثبت عن الجرح والتعديل.

(٤) زيادة منا.

(٥) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري ٤ / ١٩ رقم ١٦٦٣.

٣٦٠