أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٩
أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان ، نا أبي قال : قال أبو زكريا :
أبو عبيد الله مسلم بن مشكم شامي ، قال : كان كاتب أبي الدّرداء.
أخبرنا أبو البركات أيضا ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء ، أنا أبو بكر ، أنا الأحوص ، نا أبي قال : قال أبو زكريا وغيره :
أبو عبيد الله مسلم بن مشكم كاتب أبي الدّرداء.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّاء ، وأبو محمّد بن بالوية ، قالا : نا محمّد بن يعقوب ، نا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى يقول :
أبو عبيد الله صاحب معاذ بن جبل مسلم بن مشكم ، كاتب أبي الدّرداء.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (١) قال :
في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام : مسلم بن مشكم ، كان كاتب أبي الدّرداء ، وروى عن أبي الدّرداء ومعاوية ، روى عنه عبد الله بن العلاء بن زبر.
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، وابن النرسي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٢) :
مسلم بن مشكم أبو عبيد الله الدمشقي ، كاتب أبي الدّرداء [سمع أبا الدرداء ، روى عن عمرو بن غيلان الثقفي](٣) ، روى عنه يزيد بن عبيدة ، والقاسم أبو عبد الرّحمن [ويزيد بن أبي مريم](٤).
أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٥٠.
(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٢٧٢.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وبقية النسخ واستدرك عن التاريخ الكبير.
(٤) الزيادة عن التاريخ الكبير.
قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) :
مسلم بن مشكم أبو عبيد الله الدمشقي ، كاتب أبي الدّرداء ، روى (٢) عن أبي الدّرداء ، روى عنه حسّان بن عطية ، والقاسم بن عبد الرّحمن ، ويزيد بن عبيدة ، وزيد بن واقد ، وعبد الله بن العلاء بن زبر ، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول :
أبو عبيد الله مسلم بن مشكم ، سمع أبا ثعلبة الخشني ، وأبا الدّرداء ، روى عنه ابن زبر.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال :
أبو عبيد الله مسلم بن مشكم.
أخبرنا أبو محمّد الأنصاري ، نا أبو محمّد التميمي ، أنا أبو القاسم البجلي ، نا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة النّصري قال :
في الطبقة التي تلي أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهي العليا : أبو عبيد الله مسلم بن مشكم ، روى عنه القاسم بن عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.
ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا الحسن بن أحمد ، أنا علي بن الحسن ، أنا عبد الوهّاب بن الحسن ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ.
قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام : مسلم بن مشكم دمشقي.
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي طاهر (٣) ابن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن
__________________
(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١٩٤.
(٢) من قوله : سمع أبا الدرداء .. في الخبر السابق ، إلى هنا سقط من م ، فتداخل الخبران واختلّ السياق.
(٣) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن م ، و «ز» ، ود.
إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي قال : أبو عبيد الله مسلم بن مشكم.
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي في كتابه ، نا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :
أبو عبد الله ـ ويقال : أبو عبيد الله ـ مسلم بن مشكم الشامي ، كاتب أبي الدّرداء ، عن عوف بن مالك ، وأبي الدّرداء ، روى عن يزيد بن عبيدة ، ويزيد بن أبي مريم.
وقال في موضع آخر : أبو عبيد الله مسلم ، روى عنه (١) عمرو بن جرثوم الخشني ، روى عنه القاسم أبو عبد الرّحمن القرشي ، ويزيد بن أبي مريم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا أبو القاسم البغوي ، نا عيسى بن يونس ، عن الأوزاعي ، عن يزيد بن أبي مريم ، عن أبي عبيد الله قال :
رأيت أبا الدّرداء وفضالة بن عبيد ، ومعاذ بن جبل ـ وقال الأوزاعي : وقد دخلني من معاذ شك ـ يدخلون المسجد والناس في صلاة الغداة ، فيميلون إلى بعض زوايا المسجد فيوترون ، ويدخلون مع الناس في صلاتهم.
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر ابن حيوية ، أنا أبو الطيب محمّد بن القاسم بن جعفر ، نا ابن أبي خيثمة ، أخبرني أبو محمّد صاحب لي من بني تميم ثقة ، قال : قال أبو مسهر : وكان مسلم بن مشكم أبو عبيد الله قد روى عنه ـ يعني ـ عن أبي الدّرداء ، ولم يكن في حدّ العلماء ، وكان ثقة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنا أبو عبد الله ، وأبو نصر ، قالا : نا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد بن زكريا ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال (٢) :
أبو عبيد الله (٣) مسلم بن مشكم ، شامي ، تابعي ، ثقة ، من خيار التابعين.
__________________
(١) كذا بالأصل ، وفي د : «مسلم بن عمرو بن جرثوم الخشني» وفي «ز» : «مسلم بن جرثوم الخشني» وفي م : مسلم ابن مشكم كاتب أبي الدرداء عن أبي الدرداء عويمر بن مالك الأنصاري وأبي ثعلبة عمرو بن جرثوم الخشني.
(٢) تاريخ الثقات للعجلي ص ٥٠٤ رقم ١٩٩١.
(٣) في تاريخ الثقات : أبو عبد الله.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان قال : وأبو عبيد الله مسلم بن مشكم صاحب معاذ ، ثقة.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا تمّام بن محمّد ، نا محمّد بن سليمان ، نا محمّد بن الفيض ، نا دحيم ، نا الوليد ، عن الضحّاك بن عبد الرّحمن قال :
كنت أسمع أبا عبيد الله مسلم بن مشكم إذا انصرف بعد العشاء متوجها إلى منزله يدعو أن يرزقه الله الصلاة في جماعة من الغد.
٧٤٣٠ ـ مسلم بن يسار أبو عبد الله البصري الفقيه (١) ، مولى بني أميّة ،
ويقال : مولى طلحة بن عبيد الله
روى عن : أبيه يسار ، ويقال : إن له صحبة ، وعن عبد الله بن عبّاس ، وأبي الوليد عبادة بن الصامت ، مرسلا ، وأبي الأشعث الصنعاني.
روى عنه : ابنه عبد الله ، وأبو قلابة ، ومحمّد بن سيرين ، وثابت البناني ، وأيوب السختياني ، وعلي بن أبي حملة.
وقدم دمشق في خلافة عبد الملك وحدّث بها.
أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن صرما (٢) ، أنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن محمّد الخلّال ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي بن الحسين المقرئ الصيدلاني ، أنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن زياد النيسابوري ، نا أبو قلابة ، نا قرّة بن حبيب ، نا الهيثم بن قيس العيشي ، عن عبد الله بن مسلم بن يسار ، عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم في المسح على الخفين : «للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوما وليلة» [١٢٠٨٨].
أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصيرفي ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم ، نا العباس بن محمّد الدوري ، نا أبو
__________________
(١) ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٩٤ وتهذيب التهذيب ٥ / ٤٣٤ والجرح والتعديل ٨ / ٢٩٨ وحلية الأولياء ٢ / ٢٩٠ والتاريخ الكبير ٧ / ٢٧٥ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٥١٠ وطبقات ابن سعد ٧ / ١٨٦ وطبقات خليفة رقم ١٦٧٢.
(٢) تحرفت في م ، و «ز» ، ود إلى «صوما» قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٦٨ / ب.
علي قرة صاحب العباء ، نا الهيثم بن قيس العيشي ، نا عبد الله بن مسلم بن يسار ، عن أبيه ، عن جده.
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «المسح على الخفين : للمقيم يوم وليلة ، وللمسافر ثلاثة أيام» [١٢٠٨٩].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب (١) ، حدّثني سعيد بن أسد ، نا ضمرة ، عن علي بن أبي حملة قال :
قدم علينا مسلم بن يسار دمشق ، فقالوا له : يا أبا عبد الله ، لو علم الله أن بالعراق من هو أفضل منك لأتانا به ، فجعل يقول : كيف لو رأيتم عبد الله بن زيد الجرمي ، أبا قلابة؟ فما ذهبت الأيام والليالي حتى أتانا الله بأبي قلابة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال :
في تسمية نفر قدموا الشام في إمارة عبد الملك وذويه أبي عبد الله مسلم بن يسار.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، أنا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٢) :
مسلم بن يسار مزني ، ويقال : مولى أبي بكر ، ويقال [مولى](٣) عثمان بن عفّان.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر الباقلاني ـ زاد أبو البركات : وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنا محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، نا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خيّاط قال (٤) :
مسلم بن يسار يكنى أبا عبد الله ، مولى لقريش ، ويقال : لمزينة ، مات بعد (٥) المائة.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن
__________________
(١) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٨٧ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٥١١.
(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٨٦ تحت عنوان : تسمية القراء الذين خرجوا مع ابن الأشعث.
(٣) زيادة عن تاريخ خليفة.
(٤) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٣٥٣ رقم ١٦٧٢.
(٥) كذا بالأصل وبقية النسخ ، وفي طبقات خليفة : سنة مائة.
السّقّاء ، وأبو محمّد بن بالوية ، قالا : نا محمّد بن يعقوب ، نا عباس بن محمّد قال : سمعت يحيى يقول : مسلم بن يسار أبو عبد الله.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، أنا أبو محمّد بن يوسف ابن رباح ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة مسلم بن يسار مولى طلحة بن عبيد الله.
أخبرنا أبو البركات أيضا ، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضل بن غسّان ، نا أبي قال : قال أبو زكريا :
مسلم بن يسار أبو عبد الله العابد ، مولى آل عثمان بن عفّان.
قال : ونا أبي في موضع آخر قال :
مسلم بن يسار مولى آل طلحة بن عبيد الله.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، نا إبراهيم بن أحمد بن الحسن ، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال : سمعت نوح بن حبيب يقول :
مسلم بن يسار مولى لقريش ، سمع من ابن عمر ، وابن عباس.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ـ بقراءتي عليه ـ عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو بكر البرقاني ، أنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه ، نا الحسين بن إدريس ، أنا محمّد بن عبد الله بن عمار قال : كنية مسلم بن يسار أبو عبد الله.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا ابن أبي الدنيا ، أنا محمّد بن سعد قال (١) :
في الطبقة الثانية من أهل البصرة : مسلم بن يسار مولى لقريش مولى لطلحة بن عبيد الله ، ويكنى أبا عبد الله ، توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز.
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد ، وأبو نصر محمّد بن الحسن ، قالا : أنا أبو محمّد الجوهري ـ قراءة عليه ـ عن محمّد بن العباس بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا
__________________
(١) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد قال (١) :
في الطبقة الثانية من أهل البصرة : مسلم بن يسار ، ويكنى أبا عبد الله مولى طلحة بن عبيد الله التيمي من قريش ، قالوا : وكان مسلم ثقة فاضلا ، عابدا ، ورعا ، قالوا : وتوفي مسلم ابن يسار في خلافة عمر بن عبد العزيز سنة مائة ـ أو إحدى ومائة ـ.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب ، أنا أبو منصور النهاوندي ، أنا أبو العباس النهاوندي ، أنا أبو القاسم بن الأشقر ، نا محمّد بن إسماعيل قال :
مسلم بن يسار كنيته أبو عبد الله البصري (٢) ، مولى بني أميّة ، القرشي ، عن أبي الأشعث ، روى عنه أبو قلابة ، ومحمّد بن سيرين ، وابنه عبد الله.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسين ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٣) :
مسلم بن يسار أبو عبد الله البصري ، مولى بني أميّة ، القرشي ، عن أبي الأشعث ، روى عنه أبو قلابة ، ومحمّد بن سيرين ، وابنه عبد الله.
أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٤) :
مسلم بن يسار البصري ، أبو عبد الله مولى بني أميّة ، ويقال : مولى طلحة بن عبيد الله ، روى عن عبادة بن الصامت ، مرسل ، وعن أبي الأشعث الصنعاني ، روى عنه أبو قلابة ، ومحمّد بن سيرين ، وابنه عبد الله بن مسلم بن يسار ، توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز ، سمعت أبي يقول ذلك.
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٧ / ١٨٦.
(٢) تحرفت بالأصل إلى : «البدري» والمثبت عن م ، و «ز» ، ود.
(٣) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٢٧٥.
(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١٩٨.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول :
أبو عبد الله مسلم بن يسار مولى بني أميّة ، عن أبي الأشعث ، روى عنه ابن سيرين ، وأبو قلابة.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني أبي قال : أبو عبد الله مسلم بن يسار البصري.
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنا سليم بن أيوب الرازي ، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان ، نا علي بن إبراهيم بن أحمد ، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال : سمعت أبا عبد الله المقدمي يقول : مسلم بن يسار أبو عبد الله البصري.
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ـ قراءة عليه ـ عن أبي طاهر الأنباري ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي قال : أبو عبد الله مسلم بن يسار البصري.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا ابن منجويه ، أنا أبو أحمد قال :
أبو عبد الله مسلم بن يسار القرشي ، مولى بني أميّة ، البصري ، ويقال : المزني ، مولى مزينة ، ويسار يكنى أبا مريم ، عن أبي الأشعث شراحيل بن أدة ، روى عنه محمّد بن سيرين ، وأبو قلابة الجرمي ، وابنه عبد الله.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد.
ح وحدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي ، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنا أبو زكريا ، نا عبد الغني بن سعيد قال :
مسلم بن يسار البصري ، والد عبد الله ، وهو أحد القرّاء الذين خرجوا على الحجّاج (١).
قرأت على أبي محمّد بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال :
__________________
(١) يعني مع محمد بن الأشعث.
مسلم بن يسار البصري والد عبد الله من القرّاء الذين خرجوا على الحجّاج.
قرأنا على أبي غالب ، وأبي عبد الله ابني البنّا ، عن أبي الحسن بن مخلد ، أنا أبو الحسن بن خزفة ، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، نا ابن أبي خيثمة ، نا عبيد الله بن عمر ، نا سليم بن أخضر ، عن ابن عون قال :
كان مسلم إذا قيل له : من أنت؟ قال : أنا مولى عثمان بن عفّان.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله ، نا يعقوب (١) ، حدّثني أبو بشر ـ يعني ـ بكر بن خلف ، نا (٢) معاذ بن هشام ، حدّثني أبي (٣) عن قتادة قال :
كان مسلم بن يسار يعدّ خامس خمسة من فقهاء (٤) أهل البصرة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا أبي ، نا زيد بن الحباب ، حدّثني عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار قال : أخبرني كلثوم بن جبر قال :
كان المتمني بالبصرة يقول : فقه الحسن ، وورع ابن سيرين ، وعبادة طلق بن حبيب ، وحلم مسلم بن يسار.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٥) ، نا الفضل بن زياد ، نا أحمد ، نا موسى بن هلال ، نا هشام بن حسّان ، عن العلاء بن زياد قال : كان يقول :
لو كنت متمنيا لتمنيت فقه الحسن ، وورع ابن سيرين ، وصواب مطرّف ، وصلاة مسلم ابن يسار.
قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام الواسطي ، عن أبي عمر بن
__________________
(١) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ٢ / ٨٨.
(٢) قوله : «يعني بكر بن خلف ، نا» ليس في المعرفة والتاريخ.
(٣) يعني هشام بن أبي عبد الله الدستوائي.
(٤) استدركت اللفظة على هامش «ز» ، وبعدها صح.
(٥) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي ٢ / ٦٠ ـ ٦١ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٥١١.
حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، نا ابن أبي خيثمة ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا أزهر ، نا ابن عون قال :
كان مسلم بن يسار لا يفضّل عليه أحد في ذلك الزمان (١).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا محمّد بن سعد ، عن الواقدي قال :
كان مسلم بن يسار لا يفضّل عليه في زمانه أحد في العلم والزهد ، وكان يقول : إنّي لأكره أن أمس فرجي بيميني ، وأنا أرجو أن آخذ بها كتابي يوم القيامة.
أخبرنا أبو طالب يوسف ، وأبو نصر بن البنّا ـ في كتابيهما ـ أنا أبو محمّد الجوهري ـ قراءة عليه ونحن نسمع ـ عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٢) ، أنا عفّان بن مسلم ، نا المبارك (٣) ـ هو ابن فضالة ـ حدّثني عبد الله بن مسلم عن أبيه قال : إنّي لأكره أن أمس فرجي بيميني ، وأنا أرجو أن آخذ بها كتابي.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا رشأ المقرئ ، أنا أبو محمّد المصري ، أنا أبو بكر المالكي ، نا يوسف بن عبد الله ، نا عثمان بن الهيثم ، نا عوف ، عن الحسن قال :
يكون الرجل عالما ، ولا يكون عابدا ، ويكون عابدا ولا يكون عاقلا ، وكان مسلم بن يسار عابدا ، عالما ، عاقلا.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن عبد الملك بن عمر بن خلف.
ثم أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو الفتح الرّزّاز ، أنا أبو حفص بن شاهين ، نا محمّد بن مخلد.
ح قال : وأنا العتيقي ، أنا عثمان بن محمّد بن أحمد ، نا إسماعيل الصفّار ، قالا : نا عباس الدوري ، نا أبو بكر بن أبي الأسود ، أخبرني حميد بن الأسود ، عن ابن عون قال : أدركت هذا المسجد مسجد البصرة ، وما فيه حلقة تنسب إلى الفقه إلّا حلقة واحدة تنسب إلى مسلم بن يسار (٤) ، وسائر المسجد قصّاص.
__________________
(١) تهذيب الكمال ١٨ / ٩٥ وطبقات ابن سعد ٧ / ١٨٦ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٥١١.
(٢) طبقات ابن سعد ٧ / ١٨٧.
(٣) بالأصل ود ، و «ز» : «نا ابن المبارك» خطأ ، والمثبت عن م ، وطبقات ابن سعد.
(٤) سير أعلام النبلاء ٤ / ٥١١.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا ابن اللّالكائي ، أنا ابن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب (١) ، حدّثني أبو بشر ، نا سعيد بن عامر قال حميد بن الأسود ، نا عن ابن عون قال :
أدركت هذا المسجد وما فيه حلقة يذكر فيها الفقه إلّا حلقة مسلم بن يسار ، قال : إن في الحلقة من أهو أسنّ منه ، [غير أنها](٢) كانت تنسب إليه.
قرأنا على أبي غالب ، وأبي عبد الله ابني البنّا ، عن أبي الحسن بن مخلد ، أنا أبو الحسن بن خزفة ، أنا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، أخبرني ابن سلّام ـ يعني : محمّدا ـ قال :
كان مسلم بن يسار مفتي أهل البصرة قبل الحسن حمل عنه ابن سيرين ، وأبو قلابة ، وكلثوم (٣) بن (٤) جبر ، ومحمّد بن واسع ، وثابت البناني ، وكان جليلا عند الفقهاء ، وروي كلامه.
أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
قالا : أنا ابن أبي حاتم (٥) ، نا محمّد بن حموية بن الحسن قال : سمعت أبا طالب (٦) قال : قال أحمد بن حنبل : مسلم بن يسار ثقة.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي جعفر بن المسلم ، عن أبي الحسن محمّد بن عمر بن محمّد بن حميد ، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي ، حدّثني محمّد ابن إسماعيل ، عن أبي داود قال : سمعت يحيى بن معين يقول : مسلم بن يسار بصري (٧) ، رجل صالح قديم ، وابنه عبد الله بن مسلم.
__________________
(١) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٨٦.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، و «ز» ، وم ، واستدرك عن د ، والمعرفة والتاريخ.
(٣) قوله : «وكلثوم» مكانها بياض في «ز» ، وكتب في وسط البياض : طمس. وفي م : وكثير عن جبر.
(٤) تحرفت بالأصل وم إلى : «عن» والتصويب عن د ، و «ز».
(٥) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١٩٨.
(٦) في الجرح والتعديل : أبا طالب أحمد بن حميد.
(٧) بالأصل : «أخبرني» والمثبت عن د ، ومكان اللفظة بياض في م ، و «ز» ، وكتب في وسط البياض في «ز» : كذا.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا الحسين بن جعفر ، [ومحمّد بن الحسن ، وأحمد بن محمّد العتيقي.
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا الحسين بن جعفر](١) قالوا : أنا الوليد ، أنا علي بن أحمد ، نا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال (٢) : مسلم بن يسار المزني (٣) بصري ، تابعي ، ثقة.
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد ، أنا هبة الله بن إبراهيم ابن عمر ، نا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، حدّثني موهب بن يزيد بن خالد ، نا ضمرة بن ربيعة قال : سمعت علي بن أبي حملة ذكر قال :
لقي ابن أبي إدريس عائذ الله أباه فقال : يا أبة ، أما يعجبك طول صمت أبي عبيد الله مسلم بن يسار؟ فقال له : يا بنيّ ، تكلّم بالحق خير من السكوت عنه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو القاسم بن البسري (٤) ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن نصر بن بحير ، نا علي بن عثمان بن نفيل ، نا أبو مسهر ، نا سعيد قال : كان أبو إدريس أظنه قال : إذا نظر إلى مسلم بن يسار قال : مرحبا بالغريب.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي (٥).
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري.
قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (٦) ، حدّثني عيسى بن محمّد ، نا أزهر (٧) ، عن ابن عون ، عن عبد الله بن مسلم بن يسار أن أباه كان إذا صلّى كأنه ود ، لا يقول هكذا ولا هكذا.
__________________
(١) ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل ، وبعده صح.
(٢) تاريخ الثقات للعجلي ص ٤٢٩ رقم ١٥٧٤.
(٣) في تاريخ الثقات : «الجهني» بدل «المزني» وهو شخص آخر له ترجمة في تهذيب الكمال ١٨ / ٩٦ وتهذيب التهذيب ٥ / ٤٣٦.
(٤) تحرفت في «ز» إلى : البصري.
(٥) تحرفت في «ز» إلى : البيهي.
(٦) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٨٥.
(٧) هو أزهر بن سعد السمان الباهلي البصري.
قال : ونا يعقوب (١) ، نا سليمان بن حرب ، نا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال :
كان مسلم بن يسار إذا قام يصلي كأنه ثوب ملقى.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو بكر البرقاني ، أنا محمّد ابن عبد الله بن خميرويه ، نا الحسين بن إدريس ، أنا محمّد بن عبد الله بن عمّار ، نا عبد الرّحمن ـ يعني ـ ابن مهدي ، عن سليمان بن المغيرة ، عن غيلان بن جرير قال :
كان مسلم بن يسار كأنه ثوب ملقى ـ يعني ـ إذا صلّى.
أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٢) ، نا أبو بكر بن مالك ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، نا معاذ بن معاذ ، نا ابن عون قال :
رأيت مسلم بن يسار يصلي كأنه ودّ (٣) ، لا يميل على قدم مرة ولا على قدم مرة ، ولا يحرّك له ثوبا ، وقال معاذ مرة : لا يتروح (٤) على رجل أو قال : لا يعتمد.
قرأت على أبي غالب ، وأبي عبد الله ابني البنّا ، عن أبي الحسين (٥) محمّد بن محمّد بن مخلّد ، أنا علي بن محمّد بن خزفة ، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، نا ابن أبي خيثمة (٦) ، نا أبو سلمة التبوذكي ، نا عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار ، حدّثني أبي عبد الله بن مسلم قال : والله ما رأيت من الناس رجلا أوقر في صلاته من مسلم بن يسار.
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو محمّد الجوهري ، نا محمّد بن العباس الخزّاز ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك (٧) ، أنا المبارك بن فضالة ، حدّثني ميمون بن جابان قال :
ما رأيت مسلم بن يسار ملتفتا في صلاة قط خفيفة ولا طويلة.
__________________
(١) المعرفة والتاريخ ٢ / ٨٥.
(٢) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٢ / ٢٩١.
(٣) في حلية الأولياء : «وتد» والودّ هو الوتد. وفي «ز» بياض مكان : «كأنه ود».
(٤) قوله : «لا يتروح على» مكانه بياض في «ز».
(٥) مكانها بياض في «ز» ، وكتب في وسط البياض : طمس.
(٦) قوله : «نا ابن أبي خيثمة» مكانه بياض في «ز» ، وكتب في وسط البياض : طمس.
(٧) رواه ابن المبارك في الزهد والرقائق ص ٣٨٣ رقم ١٠٨٢.
قال : ولقد انهدمت ناحية من المسجد ففزع أهل السوق (١) لهدمها ، وإنّه لفي الصلاة ، فما التفت.
أخبرنا بها عالية أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري فذكرها.
قال : وأنا محمّد بن العبّاس ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين ، أنا عبد الله بن المبارك (٢) ، أنا جعفر بن حيّان قال :
ذكر لمسلم بن يسار قلة التفاته في الصلاة ، فقال : وما يدريكم أين قلبي؟
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن الأخضر ، أنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن العلّاف ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا أحمد ابن إبراهيم ، نا علي بن إسحاق ، أنا عبد الله ، أخبرني جعفر بن حيان قال :
ذكر لمسلم بن يسار قلة التفاته في الصلاة ، قال : وما يدريكم أين قلبي؟.
قال : ونا أحمد ، نا هارون بن معروف ، نا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب قال :
كان مسلم بن يسار يقول لأهله إذا دخل في صلاته في بيته : تحدثوا فلست أسمع حديثكم.
أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٣) ، نا أبو بكر بن مالك ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، نا معتمر قال : سمعت كهمسا يحدث عن عبد الله بن مسلم بن يسار عن أبيه.
أنه كان يصلي ذات يوم ، فدخل رجل من أهل الشام ، ففزعوا ، فاجتمع له أهل الدار ، فلما انصرف قالت له أم عبد الله : دخل هذا الشامي ففزع أهل الدار ، فلم تنصرف إليهم ـ أو كما قالت ـ قال : ما شعرت.
قال معتمر : وبلغني أن مسلما كان يقول لأهله : إذا كانت لكم حاجة فتكلّموا وأنا أصلي.
قال (٤) : ونا محمّد بن علي ، نا محمّد بن الحسن ، نا محمّد بن أبي السري ، نا معتمر ،
__________________
(١) مكانها بياض في «ز».
(٢) الزهد والرقائق ص ٣٨٣ رقم ١٠٨٣.
(٣) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٢ / ٢٩٠.
(٤) القائل : أبو نعيم الحافظ ، والخبر في حلية الأولياء ٢ / ٢٩٠.
نا كهمس ، عن عبد الله بن مسلم بن يسار عن أبيه قال : ما رأيته يصلي قط إلّا ظننت أنه مريض.
قال (١) : ونا أبو بكر بن مالك ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، نا أبو موسى العنزي ، نا ابن أبي عدي ، عن ابن عون قال : كان مسلم بن يسار إذا كان في غير صلاة كأنه في صلاة.
أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمّد ، أنا نصر بن أحمد الهمذاني ، أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل (٢) ، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن القاسم بن درستويه ، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا إبراهيم بن يعقوب ، نا سعيد بن عامر ، عن مهدي بن سليمان.
[قال :] كان مسلم بن يسار يصلي في المسجد فوقعت سارية عليها أربعة أساطين ، فعلم بها بعض من كان في أصحاب اللؤلؤ وهو يصلي في المسجد ما شعر ، ولقد وقع الحريق في داره فجاء الجيران يطفئون وهو يصلي ما يشعر ، فقالت امرأته : وقع الحريق في دارنا والجيران يطفئون ، فقال : ما شعرت.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس (٣) ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر ، أنا أحمد بن محمّد بن يوسف العلّاف ، أنا الحسين بن صفوان البردعي ، نا ابن أبي الدنيا ، نا زياد بن أيوب ، نا سعيد بن عامر ، نا مهدي بن سليمان صاحب الطعام قال :
وقعت أسطوانة في مسجد الجامع عليها أربعة عقود ، فعلم بها من كان في أصحاب المشاحب ومسلم بن يسار يصلي في المسجد ، فلم يشعر (٤) ، ووقع الحريق في داره وجاء الجيران يطفئون وهو يصلي ، فقالت له امرأته : وقع الحريق في دارنا وجاء الجيران يطفئون فقال : ما شعرت به.
قال : ونا ابن أبي الدنيا ، أنا أحمد بن عمران الأخنسي ، نا عباية بن كليب ، نا عون بن موسى الكناني.
أن مسلم بن يسار كان قائما يصلي في مسجد الأعظم ، فسقط حائط المسجد الجانب الأيمن فما علم به.
قال : ونا ابن أبي الدنيا ، نا أحمد بن إبراهيم ، نا عبيد الله بن محمّد بن حفص القرشي ،
__________________
(١) حلية الأولياء ٢ / ٢٩١.
(٢) قوله : «بن هبة الله بن الخليل» سسقط من «ز».
(٣) تحرفت في م إلى : طاهر.
(٤) قوله : «فلم يشعر» مكانه بياض في م.
نا حمّاد بن سلمة ، عن حميد أن مسلم بن يسار كان قائما يصلي في بيته ، ووقع إلى جنبه حريق ، فما شعر به حتى أطفئت النار.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك (١) ، نا عاصم ذكره عن أبي قلابة قال :
قال مسلم بن يسار إنك إذا كنت قائما بين يدي أمير أحببت أن تكون (٢) متخشّعا لتنجح لك حاجتك ، قيل : فأين منتهى النظر في الصلاة؟ قال : موضع السجود حسن.
أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد ، أنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنا أبو القاسم ابن حبابة ، نا أبو القاسم البغوي ، نا أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني ، نا إسماعيل بن زكريا ، عن عاصم الأحول ، عن أبي قلابة قال :
قلت لمسلم بن يسار : أين موضع البصر في الصّلاة؟ قال : موضع السجود حسن ، أرأيت لو كنت بين يدي ملك ، ألم تكن تحب أن يراك متخشعا؟! أنبأنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنّا ، قالا : قرئ على أبي محمّد الجوهري ـ ونحن نسمع ـ عن محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد ابن سعد (٣) ، أنا عفّان بن مسلم ، نا المبارك بن فضالة قال : سمعت عبد الله بن مسلم قال :
سئل مسلم بن يسار عن الصّلاة في السفينة قاعدا ، فقال : إنّي لأكره أو أبغض أن يراني الله أصلّي قاعدا من غير مرض.
قال : ونا محمّد بن سعد (٤) ، أنا عارم بن الفضل ، نا حمّاد بن زيد ، عن حبيب ـ يعني ـ ابن الشهيد ، عن بعض أصحابه.
أن مسلم بن يسار مرّ بمسجد ، فأذّن المؤذّن ، فرجع فقال له المؤذّن (٥) : ما ردّك؟ قال : أنت رددتني (٦).
__________________
(١) رواه ابن المبارك في الزهد والرقائق ص ٣٨٣ رقم ١٠٨١.
(٢) في الزهد : أن يراك متخشعا.
(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ١٨٧.
(٤) طبقات ابن سعد ٧ / ١٨٧ ـ ١٨٨.
(٥) قوله : «فرجع ، فقال له المؤذن» استدرك على هامش م.
(٦) كتب بعدها في «ز» ، ود : آخر الجزء الخامس والستين بعد الستمائة من الفرع.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، وأبو ياسر سليمان بن عبد الله بن سليمان ، قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور.
ح وأخبرنا أبو بكر محمّد بن علي (١) ، أنا أبو يعلى بن الفرّاء ، وأبو الحسين (٢) وجماعة ، قالوا : أنا أبو القاسم بن حبابة ، أنا أبو القاسم البغوي ، نا عبيد الله بن محمّد بن حفص العيشي ، أنا حمّاد بن سلمة ، عن أبي نضرة الأعمى.
أن مسلم بن يسار مرّ بسكة (٣) الموالي ، فوقف على أهل المسجد ساعة ، ثم خرج إلى النهير وهو يريد مسجد الجامع ، فأذّن مؤذّنهم ، فرجع ، فقالوا : ما ردّك يا أبا عبد الله؟ قال : دعوتموني ، قال : ومن دعاك؟ قال : المؤذّن.
أخبرنا أبو علي الحدّاد ـ في كتابه ـ أنا أبو نعيم الأصبهاني (٤) ، نا أحمد بن جعفر بن حمدان ، نا عبد الله بن أحمد ، نا أبو موسى العنزي ، نا موسى بن إسماعيل ، نا عبد الحميد ابن عبد الله بن مسلم بن يسار ، حدّثني أبي قال :
رأيت مسلما وهو ساجد وهو يقول في سجوده : متى ألقاك وأنت عني راض؟ ويذهب في الدعاء ، ثم يقول : متى ألقاك وأنت عني راض؟
أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمّد ، أنا نصر بن أحمد الهمذاني ، أنا الخليل بن هبة الله بن الخليل ، أنا الحسن بن محمّد بن القاسم ، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، نا سعيد بن عامر ، عن الربيع بن صبيح قال : سمعت مكحولا يقول :
رأيت سيدا من ساداتكم دخل الكعبة فقلت : من هو يا أبا عبد الله؟ قال : مسلم بن يسار ، فقلت : لأنظرن ما يصنع مسلم اليوم ، فلمّا دخل قام في الزاوية التي فيها الحجر الأسود يدعو قدر أربعين آية ، ثم تحوّل إلى الزاوية التي فيها الركن فقام يدعو قدر أربعين آية ، ثم تحوّل إلى الزاوية التي فيها الدرجة ، فقام يدعو قدر أربعين آية ، ثم جاء حتى قام بين العمودين عند الرخامة الحمراء ، فصلّى ركعتين ، فلمّا سجد قال : اللهمّ اغفر لي ذنوبي ، وما قدّمت
__________________
(١) مكانها بياض في «ز» ، وكتب في وسط البياض : طمس ، وفي د : «بن عبد الباقي» وفي م : بن عبد الله.
(٢) من قوله : ح وأخبرنا ... إلى هنا استدرك على هامش م.
(٣) قوله : «مرّ بسكة» مكانه بياض في «ز» ، وكتب في وسط البياض : طمس.
(٤) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٢ / ٢٩١.
يداي ، اللهمّ اغفر لي ذنوبي وما قدّمت يداي ، اللهمّ اغفر لي ذنوبي وما قدّمت يداي ، ثم بكى حتى بلّ المرمر.
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله.
ح وأخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر ، أنا الفضيل بن أبي منصور ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي ، نا علي بن حرب ، نا سعيد بن عامر ، عن ربيع بن صبيح قال : سمعت مكحولا يقول :
رأيت سيدا من ساداتكم يا أهل البصرة دخل الكعبة ، فقلت : من هو؟ فقال : مسلم بن يسار ، فقلت : لأنظرنّ إلى ما يصنع ، فقام في الزاوية التي تلي الحجر الأسود ، بقدر ما يقرأ الرجل أربعين آية يدعو ، ثم تحوّل إلى الركن اليماني ففعل مثل ذلك ، [حتى دار على الزوايا كلها يفعل مثل ذلك](١) ثم وقف بين الاسطوانتين فقال : اغفر لي ذنوبي وما قدّمت يداي ـ ثلاثا ـ ثم بكى حتى بلّ المرمر.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، نا عبد العزيز الصوفي.
ح وأخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو عبد الله.
قالا : أنا أبو الحسن بن عوف ، أنا أبو العباس محمّد بن موسى ، أنا محمّد بن خريم ، نا هشام بن عمّار.
ح وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن القاسم الطهراني ، وأبو عمرو بن مندة ، قالا : أنا الحسن بن محمّد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا ابن أبي الدنيا ، نا الحسين بن علي ، نا عيسى بن سلمة ، قالا : نا أيوب بن سويد ، حدّثني السري بن يحيى ، حدّثني أبو عوانة ، عن معاوية بن قرّة ـ زاد هشام : المري قال (٢) :
كان مسلم بن يسار يحج كلّ سنة ، ويحج معه رجال ـ زاد عيسى : من إخوانه ـ تعودوا ذلك ، فأبطأ (٣) عاما من تلك الأعوام حتى فاتت ـ وقال هشام : نفذ أيام الحج ـ فقال لأصحابه : اخرجوا ، فقالوا : كبّر ـ زاد هشام : والله وقالا : ـ أبو عبد الله يأمرنا أن نخرج وقد
__________________
(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م ، و «ز» ، ود.
(٢) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٤ / ٥١٢.
(٣) مكانها بياض في «ز» ، وكتب في وسط البياض : طمس.
ذهب وقت ـ وقال هشام : زمان ـ الحجّ ، فأبى عليهم إلّا أن يخرجوا ، ففعلوا استحياء ، فأصابهم حين جنّ الليل (١) عليهم إعصار شديد حتى كان لا يرى بعضهم بعضا ، إلّا ما تنادوا فأصبحوا (٢) وهم ينظرون إلى جبال تهامة ، فحمدوا الله ، فقال : وما تعجبون ـ وقال هشام : فوقف ، فحمد الله ، ثم قال : ما تعجبون ـ من هذا في قدرة الله عزوجل ـ وفي حديث هشام : عصار. [قال ابن عساكر :](٣) والصواب : إعسار.
أنبأنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنّا ، قالا : قرئ على أبي محمّد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٤) ، أنا عفّان بن مسلم ، نا مبارك ، نا عبد الله بن مسلم بن يسار.
أن أباه قال : لا ينبغي للصديق أن يكون لعّانا ، لو لعنت شيئا ما تركته في بيتي ، وكان لا يسب أحدا ، وكان أشدّ ما يقول إذا غضب : فرق بيني وبينك ، قال : فإذا قال ذلك علموا أنه لم يبق بعد ذلك شيء.
أخبرنا أبو علي الحدّاد ـ إذنا ـ أنا أبو نعيم الحافظ (٥) ، نا (٦) أحمد بن إبراهيم ، نا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ، نا عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار عن إسحاق بن سويد قال :
صحبت مسلم بن يسار عاما إلى مكة ، فلم أسمعه تكلّم بكلمة حتى بلغنا ذات عرق.
قال : ثم حدّثنا فقال : بلغني أنه يؤتى بالعبد يوم القيامة ويوقف بين يدي الله عزوجل فيقول : انظروا في حسابه (٧) ، فينظر في حسابه (٨) فلا توجد له حسنة ، فيقول : انظروا في سيئاته ، فيوجد له سيئات كثيرة ، فيؤمر به إلى النار ، فيذهب به إلى النار (٩) ، وهو يلتفت
__________________
(١) مكانها بياض في «ز» ، وكتب في وسط البياض : طمس.
(٢) سقطت من «ز».
(٣) زيادة منا للإيضاح.
(٤) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ١٨٧.
(٥) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٢ / ٢٩٥.
(٦) الذي في حلية الأولياء هنا ، قال أبو نعيم : حدثنا أحمد بن جعفر قال : ثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدّثني أحمد إبراهيم ....
(٧) كذا بالأصل وبقية النسخ ، وفي حلية الأولياء : «حسناته» وهو أشبه باعتبار ما يلي.
(٨) كذا بالأصل وبقية النسخ ، وفي حلية الأولياء : «حسناته» وهو أشبه باعتبار ما يلي.
(٩) قوله : «إلى النار» سقط من الحلية.
[فيقول : ردّوه ، إلى ما تلتفت؟](١) فيقول : أي رب ، لم يكن هذا ظني ـ أو رجائي فيك ، شك إبراهيم ـ فيقول : صدقت ، فيؤمر به إلى الجنّة.
أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، أنا أبو (٢) عبد الله الحافظ ، أنا أحمد بن كامل القاضي ، نا الحسن بن سلام ، نا قبيصة بن عقبة قال : سمعت سفيان الثوري يقول :
قال رجل لمسلم بن يسار : علّمني كلمة تجمع لي موعظة نافعة ، قال : فأطرق طويلا ثم رفع رأسه فقال : لا تردّ بعلمك غير من يملك ضرّك ونفعك ، قال : زدني ، قال : أهمل رجاءك ولا تستعمله ، واستشعر الخوف ولا تغفله ، قال : زدني ، فقال : يوم العرض على ربك لا تنسه ، قال : ثم سقط لوجهه مكبّا.
قال : وأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي ، نا الحسن بن سلام ، نا قبيصة بن عقبة قال : سمعت سفيان الثوري يقول :
كان مسلم بن يسار قد وقع في ثنيته الدم ، وكانوا يرون أنه كان من كثرة سجوده ليلا ونهارا ، فدخل عليه بعض جيرانه فوجده قد سقطت ثنيتاه وهو (٣) يدفنهما ، فقال له مسلم : دخلت عليّ وأنا أدفن بعضي ، فقال له الجار : لا أدري الذي أنت فيه (٤) إلّا أنّي أرجو الله وأخافه ، فقال مسلم : يا أخي لا أدري ما معنى الخوف الذي لا يباعد مما (٥) تخاف ، ولا أدري ما معنى رجاء لا يقرب بما ترجو.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، وأبو بكر ابن إسماعيل ، قالا : نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك (٦) ، أنا سفيان ، عن رجل.
عن مسلم بن يسار أنه سجد سجدة فوقعت ثنيتاه ، فدخل عليه أبو إياس (٧) وأخذ يعزّيه ويهوّن عليه ، فذكر مسلم من تعظيم الله فقال مسلم : من رجا شيئا طلبه ، ومن خاف شيئا
__________________
(١) زيادة لازمة للإيضاح عن حلية الأولياء.
(٢) سقطت من «ز».
(٣) في «ز» : «وهمّ» وفي م ود ، فكالأصل.
(٤) مكانها بياض في «ز» ، وكتب : طمس.
(٥) مكانها بياض في «ز» ، وكتب في وسط البياض طمس.
(٦) رواه ابن المبارك في الزهد والرقائق ص ١٠٢ رقم ٣٠٥.
(٧) لعله يريد : أبا إياس معاوية بن قرة المري ، كما يفهم من رواية بهذا المعنى في حلية الأولياء ٢ / ٢٩١.