تاريخ مدينة دمشق - ج ١٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

١
٢

ذكر من اسمه الحسن (١)

١٢٧٥ ـ الحسن (٢) بن أحمد بن جعفر

أبو القاسم البغدادي الصّوفي (٣)

سمع بدمشق أبا بكر أحمد بن سليمان بن زبّان (٤) الكلبي (٥) ، وببغداد : إسماعيل بن العبّاس الورّاق ، وعبد الله بن محمد بن زياد الفقيه.

روى عنه : القاسم عبيد الله بن أحمد الصيرفي ، وأبو بكر محمد بن عمر بن بكير المقرئ.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن بكير ، نا أبو القاسم الحسن بن أحمد بن جعفر الصّوفي ، نا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد الخراساني ، قال : سمعت المزني يقول : سمعت الشافعي يقول : من تعلم القرآن عظمت قيمته ، ومن نظر في الفقه نبل مقداره ، ومن تعلم اللغة رقّ طبعه ، ومن تعلم الحساب تجزّل رأيه ، ومن كتب الحديث قويت حجته ، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه.

قال : وقال لنا أبو بكر الخطيب (٦) : الحسن بن أحمد بن جعفر أبو القاسم الصّوفي ، حدّث عن إسماعيل بن العباس الوراق ، وعبد الله بن محمد بن زياد

__________________

(١) بالأصل «الحسين» خطأ.

(٢) بالأصل «الحسين» خطأ.

(٣) ترجمته في تاريخ بغداد ٧ / ٢٧٦.

(٤) بالأصل «ريان» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٥) فوق اللفظة إشارة تحويل ، وعلى هامش الأصل «الكندي» وبجانبها كلمة صح.

(٦) تاريخ بغداد ٧ / ٢٧٦.

٣

النيسابوري ، وأحمد بن سليمان بن زبّان الدمشقي وغيرهم ، حدّثنا عنه الأزهري ، ومحمد بن عمر بن بكير المقرئ.

١٢٧٦ ـ الحسن بن أحمد بن أبي حازم

حدّث عنه (١) محمد بن علي الحافظ.

أخبرني أبو النّضر عبد الرّحمن بن عبد الجبّار بن أبي سعيد الفامي ، وأبو المظفر عبد الفاطر بن أبي بكر السّقطي ـ بهراة ـ قالا : أنا أبو محمّد عبد الله بن أبي بكر السّقطي الهروي ، قال عبد الفاطر جدي ـ فيما قرئ عليه وأنا حاضر ـ أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد الجارودي الحافظ ، نا أبو بكر عبد الرّحمن بن أحمد بن سعيد الأنماطي ، نا محمد بن علي الحافظ ، نا الحسن بن أحمد بن أبي حازم ـ بدمشق ـ نا محمد بن يوسف الفريابي ، نا سفيان ، عن هارون بن عنترة ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : شرب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ماء زمزم وهو قائم.

١٢٧٧ ـ الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد

ابن ربيعة بن سلام بن عبيد الله

أبو علي الهمداني (٢) المقرئ المعروف بأبي الناعس (٣)

حدّث عن أبي عمرو محمد بن عبد الله السّوسي ، وإبراهيم بن إسماعيل بن زرارة البالسي ، وأبي (٤) القاسم عبد الرّحمن بن يحيى بن زكريا ، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد ، وأبي زرعة بن عمرو (٥) ، وأبي علي محمد بن عاصم الدمشقيين ، وأحمد بن عبد الله بن زياد الإيادي الجبلي ، وهلال بن العلاء ، وروح بن الفرج ، ومحمد بن إبراهيم بن كثير الصّوري وغيرهم.

روى عنه : أبو الحسين الرازي ، وعبد الوهاب الكلابي ، وأبو هاشم المؤدّب ، وأبو سليمان بن زبر.

__________________

(١) بالأصل «عن» والصواب ما أثبت ، وسيرد أثناء الحديث صوابا.

(٢) في مختصر ابن منظور ٦ / ٣١٠ «الهمذاني».

(٣) المختصر : أبي الناغس.

(٤) بالأصل : «وأبو».

(٥) انظر ترجمته في سير الأعلام ٥ / ٨.

٤

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ـ بأصبهان ـ أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن محمد بن سليم ، نا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن يوسف المكتب ـ ويعرف بابن بردة ـ أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي ، نا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الهمداني ، نا أبو عمرو محمد بن عبد الله السّوسي ، نا حجاج بن منهال ، نا حماد بن [سلمة و](١) علي بن زيد ، وثابت ، وحميد ، وصالح الأعلم ، ويونس بن عبيد ، عن الحسن ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الصّلوات والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما اجتنب الكبائر» [٣٠٢٠].

أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو محمد السيدي ، أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا أبو يعلى الموصلي ، نا إبراهيم بن الحجاج الشامي ، نا حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، وحميد ، ويونس ، وعلي بن زيد ، وصالح ، وحبيب ، وزياد الأعلم في آخرهن عن الحسن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن الصّلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما اجتنب الكبائر» [٣٠٢١].

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية : أبو علي الحسن بن أحمد الهمداني ونسبه كما في الترجمة قال ويعرف بأبي الناعس المقرئ ، مات وأنا بدمشق في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.

قرأت على أبي محمد السّلمي ، عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد ، أنا مكي بن محمد بن الغمر (٢) ، أنا أبو سليمان بن زبر ، قال : وفي شوال يعني من سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة توفي أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن ربيعة بن سلام الهمداني أبو الناعس بدمشق.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل والزيادة لازمة اقتضاها السياق انظر ترجمة حجاج بن منهال في تهذيب التهذيب ١ / ٤٤٧.

(٢) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل

٥

١٢٧٨ ـ الحسن (١) بن أحمد بن أبي سعيد الجنّابي (٢)

واسمه الحسن بن بهرام ، ويقال : الحسن بن أحمد

ابن الحسن بن يوسف بن كوذكار يقال أصله من الفرس

أبو محمد القرمطي المعروف بالأعصم (٣)

ولد بالأحساء (٤) في شهر رمضان سنة ثمان وسبعين ومائتين ، وغلب على الشام في ذي الحجّة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وولّى على دمشق وشاحا السّلمي ، ثم رجع إلى الأحساء في (٥) صفر من سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة ثم خرج إلى الشام ثانية سنة ستين وثلاثمائة فدخل دمشق يوم الخميس لست خلون من ذي القعدة في سنة ستين وكسر جيش جعفر بن فلاح وقتل جعفر الذي كان افتتح دمشق للمصريين ورحل عنها يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة ، وتوجه إلى مصر فحصرها في مستهل ربيع الأول سنة إحدى وستين شهورا واستخلف على دمشق ظالم بن مرهوب العقيلي ثم توجه راجعا إلى الأحساء في شهر ربيع الأول سنة إحدى وستين ثم رجع إلى الشام ، ومات بالرملة لسبع بقين من رجب سنة ست وستين وثلاثمائة وهو إذ ذاك يظهر طاعة عبد الكريم الطائع لله ابن المطيع.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه قال : دفع إليّ بجير ـ شيخ من جند المصريين ـ ورقة فيها أسماء الولاة بدمشق فكان فيها الحسن بن أحمد الأعصم سنة ستين وثلاثمائة.

أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، عن أبي القاسم التنوخي ، أخبرني أبو عبد الله الحسين بن عثمان الخرقي الفارقي الحنبلي التميمي ، قال : كنت بالرملة سنة ست وخمسين وثلاثمائة وقد ورد إليها أبو علي القرمطي القصير الثياب ، فاستدناني منه

__________________

(١) بالأصل «الحسين» سهو من الناسخ.

(٢) هذه النسبة إلى جنابة بفتح الجيم وتشديد النون وهي بلدة صغيرة من سواحل فارس ، بين جنابة وسيراف أربعة وخمسون فرسخا (الوافي بالوفيات ١١ / ٣٧٣).

(٣) ترجمته في تاريخ أخبار القرامطة ص ٩٥ الوافي بالوفيات ١١ / ٣٧٣ وسير أعلام النبلاء ١٦ / ٢٧٤ وانظر بحاشيتيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٤) الأحساء : بالفتح والمد ، مدينة بالبحرين معروفة مشهورة (معجم البلدان).

(٥) بالأصل «من».

٦

وقربني إلى خدمته فكنت ليلة عنده إذ أحضر الفراشون الشموع فقال (١) لأبي نصر بن كشاجم ـ وكان كاتبه ـ يا أبا نصر ما يحضرك في صفة هذه الشموع؟ فقال : إنما نحضر في مجلس السيد لنسمع من كلامه ، ونستفيد من أدبه. فقال أبو علي في الحال بديها ، وأنشدناه :

ومجدولة مثل صدر القناة

تعرّت وباطنها مكتسي

لها مقلة (٢) هي روح لها

وتاج على هيئة البرنس

إذا غازلتها الصّبا حرّكت

لسانا من الذّهب الأملس

وإن رنقت لنعاس عرا

وقطّعت من الرأس لم تنعس

وتنتج في وقت تلقيحها

ضياء يجلّي دجى الحندس

فنحن من النور في أسعد

وتلك من النار في أنحس

فقام أبو نصر بن كشاجم وقبّل الأرض بين يديه ، وسأله أن يأذن له في إجازة الأبيات فأذن له فقال :

وليلتنا هذه ليلة

تشاكل أشكال (٣) إقليدس

فيا ربّه العود حثّي الغناء

ويا حامل الكأس لا تحبس (٤)

فتقدم بأن يخلع عليه ، وحمل إليه صلة سنية ، وإلى كل واحد من الحاضرين.

وكتب الحسن بن أحمد الأعصم إلى جعفر بن فلاح والي دمشق (٥) :

الكتب معذرة والرّسل مخبرة

والحق (٦) متّبع والخير موجود

والحرب ساكنة والخيل صافية (٧)

والسلم مبتذل والظل ممدود

فإن أنبتم فمقبول إنابتكم

وإن أبيتم فهذا الكور مشدود

__________________

(١) الخبر في الوافي بالوفيات ١١ / ٣٧٥ ـ ٣٧٦ وسير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٧٥ وانظر فوات الوفيات ١ / ٣١٩.

(٢) الوافي : فعلة.

(٣) سير الأعلام : أوضاع.

(٤) سير الأعلام : «لا تنعس» وفي الوافي : «لا تجلس».

(٥) الأبيات في البداية والنهاية ١١ / ٢٨٧ وسير الأعلام ١٦ / ٢٧٦.

(٦) السير : والجود.

(٧) السير : صافنة.

٧

على ظهور المطايا أو يردن بنا

دمشق والباب ممدود ومردود

إني امرؤ ليس من شأني ولا أربي

طبل يرنّ ولا ناي ولا عود

ولا اعتكاف على خمر مجمرة

وذات دلّ لها دلّ وتفنيد

ولا أبيت بطين البطن من شبع

ولي رفيق خميص البطن مجهود

ولا تسامت بي الدنيا إلى طمع

يوما ولا غرّني فيها المواعيد

ومن مختار شعر الأعصم قوله (١) :

له مقلة صحّت ولكن جفونها

بها مرض يسبي القلوب ويتلف

وخد كورد الروض يجنى بأعين

وقد عزّ حتى أنه ليس يقطف

وعطفة صدغ لو تعلّم عطفها

لكان (٢) على عشاقه يتعطّف

وقوله :

يا ساكن البلد المنيف تعزّزا

بقلاعه وحصونه وكهوفه

لا عزّ إلّا للعزيز بنفسه

وبخيله وبرجله وسيوفه

وبقبّة بيضاء قد ضربت على

شرف الخيام لجاره وحليفه

قرم إذا اشتد الوغى أردى العدا

وشفى النّفوس بضربه ووقوفه

لم يرض بالشرف التليد لنفسه

حتى أشاد تليده بطريفه

وقوله (٣) :

إني وقومي في أحساب قومهم

كمسجد الخيف في بحبوحة الخيف

ما علّق السيف منا بابن عاشرة

إلّا وهمّته أمضى من السّيف

وقوله في علته :

ولو أنّي ملكت زمام أمري

لما قصّرت عن طلب النجاح

ولكني ملكت فصار حالي

كحال البدن في يوم الأضاحي

يقدن إلى الردى فيمتن كرها

ولو يسطعن طرن مع الرياح

__________________

(١) الأبيات في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٢٧٦.

(٢) عجزه في السير : لكانت على عشاقها تتعطف.

(٣) البيتان في الوافي ١١ / ٣٧٦.

٨

١٢٧٩ ـ الحسن بن أحمد بن الحسن بن سعيد أبو محمد الصيداوي البزاز

سمع بدمشق أبا القاسم بن الطبيز (١) ، وأبا الحسن بن السمسار.

روى عنه : عمر الدّهستاني.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي ، نا أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الدّهستاني ، أنا الحسن بن أحمد بن الحسن بن سعيد البزاز أبو محمد ـ بصيدا ـ ، أنا عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أحمد بن طبيز الحلبي بدمشق ح.

وأخبرناه عاليا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو القاسم بن الطّبيز ، أنا محمد بن عيسى البغدادي ـ بحلب ـ نا محمد بن غالب ـ زاد الدّهستاني : ابن حرب ـ نا عثمان بن الهيثم ، نا عوف ، عن الحسن ، عن أمّه ، عن أم سلمة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال لعمار : «تقتلك الفئة الباغية ، قاتلك في النار» [٣٠٢٢].

١٢٨٠ ـ الحسن (٢) بن أحمد بن الحسين ـ ويقال : ابن الحسن ـ

أبو علي المصّيصي الورّاق الخوّاص

حدّث عن سليمان بن محمّد الخزاعي ، وأبي عبد الله محمد بن عمر الغلفي (٣).

روى عنه تمام بن محمد [الرازي].

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني ونقلته من خطه ، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن صصري ، أنا تمام بن محمد الرازي ، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسين الخوّاص المصّيصي ـ في مسجد باب الجابية ـ نا أبو عبد الله محمد بن عمر الغلفي ـ بجامع طرسوس ـ نا أبو الحسن علي بن عبد الله الهاشمي الرّقّي ـ بالرملة ـ قال : دخلت في بلاد الهند إلى بعض قراها فرأيت شجر ورد أسود ، ينفتح عن وردة كبيرة طيبة

__________________

(١) اسمه عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٤٩٧.

(٢) بالأصل «الحسين» سهو من الناسخ.

(٣) ضبطت عن الأنساب ، هذه النسبة إلى غلف ، كذا في الأنساب.

٩

الرائحة ، سوداء عليها مكتوب كما تدور بخط أبيض : لا إله إلّا الله محمد رسول الله ، أبو بكر الصّدّيق ، عمر الفاروق فشككت في ذلك ، وقلت إنه عمل معمول فعمدت إلى جنبذة (١) لم تفتح ، ففتحتها فكان فيها وردة سوداء ، فيها مكتوب بخط أبيض كما رأيت في سائر الورد ، وفي البلد منه شيء عظيم ، وأهل تلك القرية يعبدون الحجارة لا يعرفون الله عزوجل (٢).

١٢٨١ ـ الحسن (٣) بن أحمد بن صالح

أبو محمد السّبيعي الكوفي الحافظ

حدّث عن محمد بن حبّان البصري ، وعبد الله بن محمّد بن ناجية ، وأبي بكر البرديجي ، وأبي جعفر الطبري ، والحسن بن محمد بن عنبر الوشاء ، ويموت بن المزرع ، وعمر بن أيوب السّقطي ، وقاسم [بن زكريا] المطرز ، وأبي معشر الدارمي ، وعمر بن محمد بن نصر الكاغدي ، وأبي عثمان سعيد بن عثمان الورّاق ، وجعفر بن محمد النيسابوري ، ومحمد بن الفضل بن العباس ـ نزيل حلب ـ ، وعلي بن عبد الحميد الغضائري ، وعبد الله بن ثابت بن يعقوب.

روى عنه : أبو الحسن (٤) الدار قطني ، وأبو عبد الله الحافظ ، وأبو نعيم الأصبهاني ، وأبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن بكير.

وقدم دمشق وذاكر بها.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ بقراءتي عليه ـ أنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح ، أنا أبو الحسن علي بن عمر ، حدّثني أبو محمد الحسن بن أحمد بن صالح الحلبي من كتابه ، نا علي بن أحمد الجرجاني ، نا محمد بن يحيى بن كثير الحرّاني ، نا محمد بن

__________________

(١) الجنيد بالضم ، كالجلنار من الرمان (القاموس).

(٢) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٥ / ٢٢٥٥.

(٣) ترجمته في تاريخ بغداد ٧ / ٢٧٢ وبغية الطلب لابن العديم ٥ / ٢٢٥٧ وسماه : الحسن بن أحمد بن صالح بن إسماعيل بن عمر بن حماد بن حمزة السبيعي ، أبو محمد الكوفي ثم الحلبي الحافظ.

والوافي بالوفيات ١١ / ٣٧٩ وسير أعلام النبلاء ١٦ / ٢٩٦ وانظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٤) بالأصل «أبو الحسين» خطأ.

١٠

موسى بن أعين ، نا إبراهيم بن يزيد بن مردانبة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عبيد الله بن جرير ، عن أبيه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنكم سترون ربكم» الحديث [٣٠٢٣].

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (١) وأبو محمد يحيى بن علي بن محمد الطراح ، وأبو منصور بن زريق قالوا : أنا أبو الغنائم بن المأمون أنا أبو الحسن الدار قطني ، نا الحسن بن أحمد بن صالح الكوفي ، نا عبد الله بن إسحاق بن أبي مسلم الصّفري ، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، نا أبو أسامة ، حدّثني يزيد بن عبد الله ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن الله تعالى إذا أراد رحمة أمّة من عباده قبض نبيّها قبلها ، فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها ، وإذا أراد هلاكها عذبها ونبيها حيّ ، فأهلكها وهو ينظر ، فأقر عينه بهلكتها حين كذّبوه وعصوا أمره» [٣٠٢٤].

أخبرناه عاليا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا : أنا محمد عبد الرّحمن ، أنا أبو العباس أحمد بن محمد البالوي ، نا أبو عبد الله محمد بن المسيّب (٢) الأرغياني ح.

وأخبرناه أبو محمد هبة الله بن سهل ، وأبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم ، وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد قالوا : أنا سعيد بن محمّد ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا محمّد بن المسيب ح.

وأخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد قالوا : أنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري ، أنا زاهر بن أحمد ، أنا ـ وقال أبو المظفر : حدّثنا ـ محمد بن المسيّب ح.

وأخبرناه أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم ، أنا عمر بن أحمد بن مسرور ، أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن إسحاق البالوي ، وأبو منصور محمد بن محمد بن سمعان المذكر ، قالا : أنا أبو عبد الله محمد بن المسيّب الأرغياني ، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، نا أبو أسامة ، نا يزيد بن عبد الله ، نا أبو بردة ـ وفي حديث ابن حمدان : عن أبي بردة ـ عن أبي موسى ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن الله عزوجل إذا أراد رحمة أمّة من

__________________

(١) بالأصل «المزرقي» خطأ.

(٢) ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ٤٢٢.

١١

عباده قبض نبيها ـ زاد زاهر : قبلها ـ فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها ، وإذا أراد هلاكها عذبها ونبيّها حي فأقر عينه هلكتها حين كذبوه وعصوا أمره» ـ وفي حديث ابن حمدان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [٣٠٢٥].

سمعت أبا عبد الله الفراوي وأبا القاسم زاهر بن طاهر يقولان : سمعنا محمد بن عبد الرّحمن الجنزرودي يقول : سمعت أبا العبّاس يقول : سمعت محمد بن المسيّب يقول : كتب هذا الحديث عني محمد بن إسحاق بن خزيمة.

وقال ابن مسرور : قال أبو العباس وأبو منصور قال أبو عبد الله الأرغياني سألني عن هذا الحديث إمام الأئمّة محمد بن إسحاق بن خزيمة فحدثته به.

وقال أبو الحسين مسلم بن الحجاج في صحيحه فيما أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو الحسين الفارسي ، أنا أبو أحمد الجلودي ، أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، قال : سمعت مسلما يقول : أخبرت عن أبي أسامة ممن رواه عنه إبراهيم بن سعيد فذكره.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون وأبو الحسن بن سعيد قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) : الحسن بن أحمد بن صالح أبو محمد السّبيعي سمع محمد بن حبان البصري ، وعبد الله بن ناجية ، وأحمد بن هارون البرديجي ، ومحمد بن جرير الطبري ، والحسن بن محمد بن عنبر الوشاء ، ويموت بن المزرع العبدي ، وعمر بن أيوب السّقطي ، وقاسم بن زكريا المطرز ، وأبا معشر الدارمي ، وعمر بن محمد بن نصر الكاغدي ، وجماعة من الغرباء بحلب ، روى عنه الدارقطني ، وحدّثنا عنه أبو بكر البرقاني ، وأبو نعيم الأصبهاني ، وأبو طالب محمد بن الحسين (٢) بن بكير وغيرهم. وكان ثقة حافظا مكثرا ، وكان عسرا في الرواية ، ولما كان بآخرة عزم على التحديث والإملاء في مجلس عام فتهيأ لذلك ولم يبق إلّا تعيين يوم المجلس فمات.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك ، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب قالا : أنا أبو بكر بن خلف الشيرازي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سألت أبا

__________________

(١) تاريخ بغداد ٧ / ٢٧٢ ـ ٢٧٣.

(٢) كذا بالأصل وسير الأعلام وابن العديم ، وفي تاريخ بغداد : «الحسن».

١٢

محمد الحسن بن محمد بن صالح السّبيعي الحافظ عن حديث إسماعيل بن رجاء عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس فقال : لهذا الحديث قصة تدل على عوار من لا يصدق في المذاكرة : قرأ علينا عبد الله بن محمد بن ناجية مسند فاطمة بنت قيس سنة ثلاثمائة فدخلت على أبي بكر الباغندي عند منصرفي من (١) مجلس ابن ناجية فسألني من أين جئت؟ فقلت : من مجلس ابن ناجية ، قال : وأيش قرأ عليكم اليوم؟ فقلت : أحاديث الشعبي عن فاطمة بنت قيس. فقال : مرّ لكم عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي ، عن الشعبي فنظرت في الجزء فلم أجد فقال : اكتب : ذكر أبو بكر بن أبي شيبة قلت : عن من فمنعته عن التدليس وطالبته بالسماع فقال : حدّثني محمد بن عبيدة الحافظ ، حدّثني محمد بن المعلى الأثرم ، حدّثني أبو بكر بن أبي شيبة ، نا محمد بن بشر العبدي ، عن مالك بن مغول ، عن إسماعيل بن رجاء ، عن الشعبي ، عن فاطمة بنت قيس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «قصّة الطلاق والسّكنى والنفقة» ثم انصرفت إلى حلب ، وكان عندنا بحلب بغدادي يحفظ يعرف بابن (٢) سهل ، فذكرت له هذا الحديث فخرج إلى الكوفة وذاكر أبا العباس بن سعيد به. فقال أبو العباس : ليس عند إسماعيل بن رجاء عن الشعبي. قال ثم وجد أبو العباس لإسماعيل بن رجاء ، عن الشعبي فقال لي : قد وجدت عن إسماعيل بن رجاء عن الشعبي حرفين. قال السّبيعي فقال لي : فكتب ابن عقدة هذا الحديث عن ابن سهل ، عن الباغندي قال السّبيعي : فاجتمعت مع فلان وسمّى شيخا من أكابر حفاظ الحديث بحلب سنة ست عشرة وثلاثمائة فذاكرته به في جملة أبواب ذكرناها فلم يعرفه ، ثم اجتمعنا بالرملة فذاكرته به فلم يعرفه ، ثم اجتمعنا بعد ذلك بسنين بدمشق فاستعادني إسناده تعجبا ولم يعرفه ، ثم اجتمعنا ببغداد بعد ذلك بسنين ، فذكرنا هذا الباب ، فقال لي : حدّثناه أبو القاسم علي بن إسماعيل الصّفار ، نا أبو بكر الأثرم ، نا أبو بكر بن أبي شيبة ـ ولم يعلم أن هذا الأثرم غير ذاك ـ قال السّبيعي : فذكرت قصتي هذه لفلان المقيد وأتى عليه سنون فحدث بالحديث عن الباغندي ، وحكى أنه دخل الكوفة وأن أبا العباس [بن] سعيد سأله عنه فذكر القصّة كما وقع لي ، أضافها إلى نفسه ، ثم قال السّبيعي : المذاكرة تكشف عن مثل هذا ، وقال لي السّبيعي : تذكر هذا الباب؟ فقلت :

__________________

(١) سقطت من الأصل وكتبت فوق السطر بخط مغاير.

(٢) بالأصل «بأبي» والمثبت عن ابن العديم ، وسيرد صوابا.

١٣

عن قرّة بن خالد ، عن سيار ، عن الشعبي ، فقال : حدّثنا عن يحيى بن حكيم ، عن خالد بن الحارث ، عن قرّة ، ثم قال لي : أتحفظ عن سعد الكاتب ، عن الشعبي؟ قلت : لا ، فقال : حدّثنا عن نصر بن علي ، عن عبد الله بن داود الخريبي فقال : حدّثنا سعد الكاتب عن الشعبي ، قلت : ابن ناجية حدثكم؟ قال : لا أدري ، فقال أبو الحسن الدار قطني : نعم ابن ناجية حدثهم به ، والسّبيعي ساكت. قلت له : عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت ، [عن أبيه](١) عن الشعبي فقال : لا أعرفه ، ثم قال : تعرف عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : أوحي إلى [محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم في](٢) يحيى بن زكريا؟ فقلت : حدّثناه الشافعي عن المسمعي عن أبي نعيم ، فقال : المسمعي : لا يذكر حديثا عن حميد بن الربيع الخزّاز ، حدّثنا أبو نعيم قلت : وقد تكلّم في حميد ، فقال : حدثني محمد بن إبراهيم بن جابر الفقيه ، وحدّثني عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : سألت أبي عن حميد بن الربيع؟ فقال : دعوا المسكين وعن ما ذا يسأل عن أمره؟ ثم قال لي السّبيعي : تحفظ عن خالد الحذّاء عن رجل عن الشعبي؟ قلت : لا ، قال : حدّثنا عن محمد بن يحيى القطعي ، نا عبد الأعلى عن خالد ، فقال له أبو الحسن : ما كتبته في الدنيا إلّا عنك عن ابن ناجية [قال الحاكم أبو عبد الله :](٣) هذا مجلس كبير عندي مكتوب ، ولي معه مجالس على هذا النحو.

قال الحاكم : حضرت مجلس أبي الحسن القنطري في محلته ببغداد ، وحضر أبو سعيد بن أبي عثمان وأبو الحسين بن العطار ، وأبو بكر بن القطيعي ، والحسن بن علّان وغيرهم فلما فرغنا من القراءة ذكرنا طرق الغار ، فدخل الشيخ يذكر معنا فقال : حدّثنا أبو قلابة عن أبي عاصم ، عن ابن جريج ، عن موسى بن عقبة وما ذكر غير هذا ، فلما بلغنا آخر الباب قال لنا الشيخ : عندكم عن جويرية بن أسماء ، عن نافع قلنا : لا ، فقال : حدّثناه معاذ بن المثنى ، حدّثنا ابن أخي جويرية ، عن جويرية فكتبنا بأجمعنا الحديث ، وأنا أشهد بالله أنه واهم فيه.

قرأت بخط أبي محمد عبد الغني بن سعيد ، ثم أنبأنيه أبو طاهر بن الحنّائي ، أخبرنيه أبو التمام كامل بن أحمد بن أبي جميل عنه ، أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن

__________________

(١) الزيادة عن ابن العديم ٥ / ٢٢٦٠.

(٢) زيادة عن ابن العديم ٥ / ٢٢٦١.

(٣) زيادة عن ابن العديم ٥ / ٢٢٦١.

١٤

عيسى السعدي ـ في كتابه ـ ، أنا عبد الغني بن سعيد ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن عمر رحمه‌الله يقول (١) : سمعت أبا محمد الحسن بن أحمد بن صالح السّبيعي يقول : كنت بمصر في مجلس حمزة بن محمد الكناني وفي المجلس جماعة من أصحاب الحديث ، وجرت المذاكرة ، فذكرت لحمزة بن محمد هذا الحديث ـ يعني حديث عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن شعبة ، عن زائدة ، عن أبي حصين ، عن أبي صالح ، عن عائشة [قال : صلى النبي](٢) صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ثوب بعضه عليّ ، فأنكره غاية النكير ، ولحقني من ذلك أمر عظيم ، وكان في المجلس رجل قد كتب عن أبي العباس بن عقدة جمعه ، حديث أبي حصين فقال : أنا آتيكم بحديث أبي حصين لابن عقدة ، فمضى وأتى به.

فنظروا فيه فلم يجدوه ، وإذا هم ينظرونه في حديث أبي صالح ، عن أبي هريرة ، فأخذت الكتاب فأخرجته من ترجمة أبي صالح ، عن عائشة ، قد حدث به ابن عقدة ، عن علي بن حسين بن حبان ، فسري عني. قال عبد الغني : وكان هذا الحديث عند حمزة ، عن أبي يعلى ، عن أبي خيثمة ، عن عبد الصمد ، عن زائدة نفسه ليس فيه شعبة ، عن زائدة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب ، قال (٣) : حدّثت عن أبي الحسن الدار قطني ، قال : سمعت أبا محمد الحسن بن أحمد بن صالح السّبيعي يقول : قدم علينا الوزير جعفر بن الفضل (٤) أبو الفضل إلى حلب فتلقاه الناس فكنت فيمن تلقاه فعرف أني من أصحاب الحديث فقال : تعرف إسنادا فيه أربعة من الصحابة كل واحد منهم عن صاحبه؟ فقلت : نعم ، وذكرت له حديث السّائب بن يزيد ، عن حويطب بن عبد العزّى ، عن عبد الله بن السعدي ، عن عمر بن الخطاب في العمالة. قال : فعرف لي ذلك وصارت لي به عنده منزلة.

قال الخطيب (٥) : قال لنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي : رأيت أبا الحسن الدار قطني جالسا بين يدي أبي محمد السّبيعي كجلوس الصبيّ بين يدي المعلم هيبة له.

__________________

(١) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٥ / ٢٢٦١.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وكتب مكانها فوق السطر كلمة «كذا» والمستدرك عن بغية الطلب.

(٣) تاريخ بغداد ٧ / ٢٧٣.

(٤) كذا بالأصل ، وفي تاريخ بغداد : الوزير الفضل بن جعفر أبو الفتح.

(٥) تاريخ بغداد ٧ / ٢٧٣.

١٥

أخبرنا أبو منصور بن خيرون وأبو الحسن بن سعيد ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) : قال محمد بن أبي الفوارس : توفي أبو محمد السّبيعي يوم الاثنين السّابع عشر من ذي الحجّة سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ، وكان ثقة قد كتب كتابا كبيرا ، وكان يحفظ حفظا حسنا ، ويذاكر ، وكان عسرا في الحديث ، وكان له أخلاق غير مرضية.

١٢٨٢ ـ الحسن بن أحمد بن عبد الله بن موسى بن غلّورا (٢)

أبو علي الغافقي الأندلسي الميورقي الفقيه المالكي

المعروف بابن العنصري (٣)

ذكر فيما قرأته بخطه : إنه ولد بميورقة (٤) سنة تسع وأربعين وأربعمائة ، وأنه سمع ببلده من أبي (٥) القاسم عبد الرّحمن بن سعيد الفقيه ، وابن عمه الفقيه أبي عبد الله محمد بن عبد (٦) الرّحمن بن غلوز ، وببيت المقدس من أبي بكر محمد بن الوليد بن محمد الطّرطوشي ، وأبي سعد أحمد (٧) بن علي الرهاوي وبمكة من حسين بن علي الطبري ، وأبي نصر البندنيجي ، وببغداد من ثابت بن بندار ، وأبي طاهر أحمد بن علي بن سوار ، وطراد بن محمد النقيب ، ونصر بن أحمد بن البطر ، والحسين بن أحمد بن طلحة ، والمبارك بن عبد الجبّار ، وجعفر السّراج ، وبدمشق الفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم ، وأبا محمد بن فضيل ، وأبا الفضل بن الفرات ، وأبا القاسم النسيب ، وأبا محمد بن الأكفاني.

سمع منه : ابنا صابر وأحمد بن سلامة الأبّار وغيرهم بدمشق في قدمته الثانية إليها وكتب خطه بالإجازة لهم في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة. وخرج عن دمشق متوجها

__________________

(١) تاريخ بغداد ٧ / ٢٧٣ ـ ٢٧٤.

(٢) ضبطت في الوافي بالوفيات بفتح الغين المعجمة وضم اللام المشددة وسكون الواو وبعد الراء ألف.

وبالأصل «غلوزا» وفي معجم البلدان : علون.

(٣) ترجمته في الوافي بالوفيات ١١ / ٣٩٦ ومعجم البلدان «ميورقة».

(٤) ميورقة بالفتح ثم الضم جزيرة في شرقي الأندلس بالقرب منها جزيرة يقال لها منورقة.

(٥) بالأصل : «سمع من بلدة بأبي» والمثبت عن معجم البلدان.

(٦) بالأصل : «عبيد».

(٧) في الوافي : حمد.

١٦

إلى بلاده يوم الاثنين الخامس والعشرين من ذي الحجة من سنة إحدى وتسعين (١) وأربعمائة.

١٢٨٣ ـ الحسن بن أحمد بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن بهرام

أبو علي التبريزي الفارسي

حدّث ببيروت وقدمها طالب حديث عن أحمد بن عبد الباقي بن الحسن الموصلي.

كتب عنه رفيقه عمر الدّهستاني.

١٢٨٤ ـ الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن محمد

ابن أحمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم بن سليمان

أبو عبد الله بن أبي الحسن بن أبي الحديد السّلمي الخطيب المعدل

حكم بين الناس بدمشق حين عزل القاضي الغزنوي إلى حين وصول الشّهرستاني من الحج في أيام تاج الدّولة.

روى عن أبيه ، وأبي الحسن بن السمسار ، وأبي الحسن بن عوف ، وأبي الفرج محمد بن أحمد بن محمد بن العين زربي (٢) ، وأبي القاسم بن الطّبيز ، وأبي طاهر الحسين بن محمد بن عامر المقرئ والمسدّد بن علي الأملوكي ، وأبي الحسن علي بن الحسن الرّبعي ، وأبي عبد الله بن سلوان وأبي عبد الله محمد بن موسى بن محمد الفحام ، ومنصور بن رامش ، وأبي الحسن العتيقي ، وأبي القاسم الحسين بن المظفر بن الحسين الهمداني ، والفضل بن سهل المروزي ، وأبي الوليد الحسن بن محمد بن علي بن محمد الذربني وأبي بكر أحمد بن حريز بن أحمد السّلماسي ، وأبي علي وأبي الحسين ابني أبي نصر ، وأبي علي الأهوازي ، ورشأ بن نظيف.

حدّثنا عنه ابن ابنه أبو الحسين الخطيب ، وأبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وأبو محمد بن الأكفاني وابن طاوس ، وأبو المجد بن المحبوبي ، وأبو القاسم بن

__________________

(١) في معجم البلدان سنة ٤٧١ بالأرقام ، وفي الوافي بالحروف سنة ٤٩١ كالأصل.

(٢) هذه النسبة إلى عين زربة بلدة من بلاد الجزيرة مما يقرب الرها وحران قاله السمعاني ، وأنكر ابن الأثير في اللباب ذلك وقال : تقارب طرسوس وأذنة وكانت من ثغور المسلمين.

١٧

عبدان ، وابن السّوسي ، والحسين بن الحسن بن البن ، وأبو الحسن علي بن عساكر بن سرور المقدسي الخشاب ، وأبو الحسن علي بن أحمد بن جعفر الحرستاني وهو آخر من حدث عنه.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ـ إملاء ـ أنا القاضي أبو عبد الله بن أبي الحسن بن أبي الفضل بن أبي بكر بن أبي الحديد ـ بقراءتي عليه ـ نا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السمسار ، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب ، ـ قراءة عليه ـ نا أبو زرعة ، نا يحيى بن صالح ، نا سليمان بن بلال ، نا عبد الله بن عبد الرّحمن بن معمر ، أنا أبو يونس مولى عائشة أخبره أنه سمع عائشة تقول : أتى رجل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسأله فقالت عائشة وأنا وراء الباب أسمع فقال : يا رسول الله إني أدركتني صلاة الصبح وأنا جنب وكنت أريد الصيام أفأصوم؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قد تدركني صلاة الصبح وأنا [جنب ، ثم أغتسل وأصبح](١) صائما (٢)» فقال : يا رسول الله : إنّي لست كهيئتك ، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله عزوجل وأعرفكم بما أتّقي» [٣٠٢٦].

أخبرناه عاليا أبو الفتح محمد بن علي المصري ، أنا محمد بن عبد العزيز الفارسي ، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح ، نا يحيى بن محمد بن صاعد ، نا محمد بن زنبور ، نا إسماعيل بن جعفر ، نا عبد الله وهو أبو طوالة : أن أبا يونس مولى عائشة أخبره عن عائشة أن رجلا جاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يستفتيه وهي تسمع من وراء الباب فقال : يا رسول الله تدركني الصلاة وأنا جنب أفأصوم؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وأنا تدركني الصّلاة وأنا جنب فأصوم» قال : لست مثلنا يا رسول الله ، إن الله عزوجل قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال : «والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتّقي» [٣٠٢٧].

حدثني أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، قال : قال لي القاضي أبو عبد الله الخطيب : مولدي في شهر ربيع الأول سنة ست عشرة وأربعمائة.

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل.

(٢) رسمها بالأصل «صائم» و «صائما» قد تقرأ بالصيغتين ، والصواب ما أثبت.

١٨

قال لنا أبو محمد بن الأكفاني : سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة فيها توفي القاضي الخطيب أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد السّلمي ـ رحمه‌الله ـ يوم الثلاثاء السّادس عشر من ذي الحجة بدمشق.

١٢٨٥ ـ الحسن (١) بن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا

أبو محمد بن أبي الحسن

روى عن أبيه ، وأبي الحسن أحمد بن أنس بن مالك ، وهارون بن موسى بن شريك الأخفش المقرئ.

روى عنه تمام بن محمد ، وأبو عبد الله بن مندة.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمد ، أنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا ـ قراءة عليه ، سنة خمس وأربعين وثلاثمائة ـ نا أحمد بن أنس ، نا هشام بن خالد ، نا شعيب ـ يعني ـ ابن إسحاق ، أخبرني الحسن بن دينار ، عن أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أنه قال : تزوجها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حراما وبنى بها حلالا وماتت بسرف (٢) فذلك قبرها تحت السقيفة يعني ميمونة. غريب.

١٢٨٦ ـ الحسن بن أحمد بن غطفان بن جرير

أبو علي الفزاري

روى عن : عمه جرير بن غطفان ، وأبي جارية أحمد بن إبراهيم الغسّاني ، ومضر بن محمد ، وربيعة بن الحارث ، وأبي عتبة أحمد بن الفرج ، والحسن بن جرير (٣) الصّوري ، وجعفر بن محمد القلانسي ، والعباس بن الوليد بن مزيد ، ومحمد بن الوليد بن أبان القلانسي ، وأبي جعفر محمد بن سليمان بن داود.

روى عنه : أبو سليمان بن زبر ، وأبو القاسم بن أبي العقب ، وأبو (٤) العباس

__________________

(١) بالأصل «حسن».

(٢) سرف : موضع على ستة أميال من مكة وقيل سبعة وتسعة واثني عشر ، تزوج به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ميمونة بنت الحارث ، وهناك بنى بها ، وهناك توفيت (معجم البلدان).

(٣) تقرأ بالأصل «جدير» والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٣ / ٤٤٢.

(٤) بالأصل «وأبي».

١٩

محمد بن موسى ، وأبو هاشم المؤدب ، وكتب عنه أبو الحسن الرازي ، وعبد الوهاب الكلابي ، وأبو الحسن علي بن محمد بن شيبان.

أنبأنا أبو الحسن الموازيني وأبو طاهر بن الحنّائي ، وحدث أبو البركات بن أبي طاهر ، أنا أبو طاهر بن الحنّائي ، قالا : أنا أبو القاسم السّميساطي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ـ قراءة ـ نا أبو علي الحسن بن أحمد بن غطفان بن جرير ، أنا عمي جرير بن غطفان ، نا عفان بن مسلم الصفار ، نا أبو عوانة ، نا خالد الحذّاء ، عن يوسف ابن أخت ابن سيرين ، عن أمّه عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا اختلفتم في طريق ، فعرضه سبعة أذرع» [٣٠٢٨].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو علي بن أبي نصر ، أنا [أبو](١) سليمان بن زبر ، نا الحسن بن أحمد بن غطفان ، نا أبو عتبة أحمد بن الفرج ، نا بقية بن الوليد ، نا عبد الله بن سالم ، عن العلاء بن عتبة اليحصبي ، قال : سمعت عمير بن هانئ العبسي يقول : سمعت ابن عمر يقول : توشك المنايا أن تسبق الوصايا.

أخبرنا أبو الحسن أيضا ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمد بن أبي نصر وابنه أبو علي ، وأبو الحسين عبد الوهاب الميداني ، وأبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله الجبّان (٢) ، قالوا : أبو سليمان ، نا الحسن بن أحمد بن غطفان ، نا ربيعة بن الحارث ، نا أحمد بن الفرج ، نا ضمرة ، عن سلمة بن واصل ، عن عبادة بن نسيّ (٣) قال : حج عيسى بن مريم على ثوره.

قرأت على أبي محمد السلمي ، عن أبي محمد التميمي ، أنا مكي بن محمد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : وفي ذي القعدة يعني من سنة اثنتين وعشرين توفي الحسن بن أحمد بن غطفان.

قرأت بخط أبي الحسن نجا (٤) بن أحمد بن غطفان العطار فيما نقله من خط أبي

__________________

(١) زيادة لازمة ، واسمه : محمد بن عبد الله بن أحمد بن ربيعة ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٤٤٠.

(٢) بالأصل «الجنان» والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٤٦٨.

(٣) ضبطت اللفظتان : عبادة ونسي عن تقريب التهذيب.

(٤) سقطت من الأصل وكتبت فوق السطر بخط مغاير.

٢٠