تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٨

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٨

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

سفيان ، والقاسم بن الليث الراسبي (١) ، وأبو عروبة الحرّاني ، والحسين بن عبد الله القطّان الرقّي ، وأبو خولة الميمون (٢) بن مسلمة ، ومحمّد بن تمام بن صالح البهراني ، والحسين بن إبراهيم السكوني ، وسعد بن محمّد العكي ، ومحمّد (٣) بن بشر القزاز ، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني (٤) ، ويوسف بن بحر بن عبد الرّحمن ، ومحمّد بن جعفر بن يحيى بن رزين ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم الرازيّان ، وأحمد بن محمّد بن الوليد المرّي ، وبقي بن مخلد الأندلسي ، وسمع منه بصور (٥).

واجتاز بدمشق أو بساحلها في طريقه إلى صور.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا عبدان ، وعبد الله بن محمّد بن سلم (٦) المقدسي ، وأبو عروبة الحسين بن أبي معشر الحرّاني ، وأبو بكر الباغندي ، ومحمّد بن تمام الحمصي ، وابن رزين الحمصي ، وعدة ، قالوا : أنا المسيّب بن واضح ، نا يوسف بن أسباط ، نا سفيان ، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مداراة الناس صدقة» [١٢١٠١].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو القاسم التنوخي ، نا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الجراحي (٧) ، نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث.

ح وأخبرنا أبو عبد الله الأديب ، أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو عروبة الحرّاني ، قالا : نا المسيّب بن واضح ، نا حفص بن ميسرة ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر قال :

توضأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقال أبو عروبة : النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مرّة مرّة ، وقال : «هذا وضوء من لا يقبل الله له» ـ وقال أبو عروبة : «من لا يقبل له ـ صلاة إلّا به» ، ثم توضأ مرتين مرتين وقال : «هذا وضوء من يضاعف الله له» ، ـ وقال أبو عروبة : يضاعف له ـ الأجر» ـ زاد عبد الله :

__________________

(١) في «ز» : الراسيبي.

(٢) مكانها بياض في م.

(٣) مكانها بياض في م.

(٤) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : «المستجابي» وفي م : السجستاني.

(٥) في «ز» : «منصور» تحريف.

(٦) في م ، و «ز» ، ود : «مسلم» وبالأصل : «سالم» تصحيف والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٣٠٦.

(٧) في «ز» : «علي بن الحسن بن الحراجني».

٢٠١

مرتين ـ ثم توضأ ثلاثا ثلاثا ، فقال : «هذا وضوئي ، ووضوء المرسلين قبلي» ، وفي حديث أبي عروبة : ثم قال في المواضع الثلاثة [١٢١٠٢].

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) :

المسيّب بن واضح حمصي الأصل ، روى عن أبي إسحاق الفزاري ، وابن المبارك ، وعطاء بن مسلم ، ومخلد بن حسين ، ومعتمر بن سليمان ، وحجّاج بن محمّد ، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد : روى عنه أبي ، وأبو زرعة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو محمّد المسيّب بن واضح بن قريش بن سرباح بن معتمر السلمي ، سمع أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد الفزاري ، وأبا بشر الوليد بن محمّد الموقّري ، سمع منه أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني ، قال لنا أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن أحمد المروزي ، قال لنا أبو نصر هبة الله بن عبد الجبّار بن فاخر بن معاذ السجزي الحافظ ـ بسجستان ـ وأما المسيّب بن واضح بن سرحان فهو شيخ جليل ، ثقة ، من تبع الأتباع ، يعني للتابعين ، كنيته أبو محمّد الحمصي ، من أهل تل منّس ، قرية بحمص ، يروي عن ابن المبارك ، وحفص بن ميسرة ، روى عنه الحسن بن سفيان ، وأبو عروبة الحرّاني ، مات سنة ست وأربعين ومائتين ، وكان يخطئ.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي قال (٢) : سمعت عبدان يقول : كان عبد الوهّاب ـ يعني ـ ابن الضحّاك يقول : قد سمعت حديث إسماعيل بن عيّاش كله فاقرأه (٣) عليّ ، قال : وكان محمّد بن عوف يحسن القول فيه.

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٢٩٤.

(٢) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٥ / ٢٩٥ ضمن ترجمة عبد الوهاب بن الضحاك.

(٣) بالأصل : «فاروه» والمثبت عن م ، و «ز» ، ود ، وابن عدي.

٢٠٢

قلت لعبدان : أيما أحبّ إليك ، هو أو المسيّب؟ فقال : كلاهما سواء.

قال : وأنا أبو أحمد (١) ، قال : سمعت أبو عروبة يقول : كان المسيّب بن واضح لا يحدّث إلّا بشيء يعرفه [و](٢) يقف عليه.

قال : وكان أبو عبد الرّحمن النسائي حسن الرأي فيه ، ويقول : الناس يؤذوننا فيه ، أيّ يتكلمون فيه.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم (٣) قال : سمعت أبي وسئل عنه فقال : صدوق ، كان يخطئ كثيرا ، فإذا قيل له لم يقبل.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني علي بن محمّد المروزي قال : سألت أبا علي صالح بن محمّد البغدادي عن المسيّب ابن واضح فقال : لا يدري أي طرفيه أطول ، لا يدري أيش (٤) يقول ، ويوسف بن أسباط صدوق.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري ، عن أبي سعيد محمّد بن علي ، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال : سألت أبا الحسن الدارقطني عن المسيّب بن واضح؟ فقال : ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي قال (٥) :

والمسيّب بن واضح له حديث كثير عن شيوخه ، وعامة ما خالف فيه الناس هو ما ذكرته ، وأرجو أن باقي حديثه مستقيم ، صالح ، وهو ممن يكتب حديثه ، وهذا الذي ذكرته (٦) لا يتعمده بل كان يشبه عليه ، وهو لا بأس به.

__________________

(١) الكامل لابن عدي ٦ / ٣٨٧.

(٢) زيادة عن ابن عدي.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٢٩٤.

(٤) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وم ، ود.

(٥) الكامل لابن عدي ٦ / ٣٨٩.

(٦) من قوله : وأرجو ... إلى هنا ليس في الكامل لابن عدي.

٢٠٣

قال : وأنا أبو أحمد قال (١) : سمعت الحسين بن عبد الله القطّان يقول : سمعت المسيّب ابن واضح يقول : خرجت من تل منس ، وأنا أريد مصر إلى ابن لهيعة ، فلما صرت إلى مصر أخبرت بموته ، فسمعت من إسماعيل بن عيّاش.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو بكر الجوزقي قال : سمعت أبا العباس محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي يقول : سمعت نوح بن هشام أبا عصمة جوزجاني يقول :

كنت عند المسيّب بن واضح بالشام فقلت : يا أبا محمّد ، يحكى عندنا بخراسان عن ابن المبارك أنه قال : الإسناد من الدين لو لا الإسناد لحدّث من شاء من الناس ، بما شاء ، هل سمعتها منه؟ قال : لا ، ولكن أكتب حتى أملي عليك حكاية في هذا الباب لا تكتبها اليوم عن أحد غيري ، فقلت : هات ، فقال : سمعت ابن المبارك وسأله رجل ، فقال : ما تقول يا أبا عبد الرّحمن من طلب العلم لله ، هل له أن يشدد في الإسناد؟ قال : نعم ، من طلب العلم لله ينبغي له أن يكون في الإسناد أشد وأشد لأنك تجد ثقة يروي عن ثقة ، وغير ثقة يروي عن ثقة ، حتى تجد ثقة يروي عن ثقة.

ذكر أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرّحمن الهروي (٢).

أن المسيّب بن واضح مات سنة ست وأربعين ومائتين.

بعث إليّ أبو المغيث منقذ ابن أبي سلامة مرشد بن علي بن المقلّد بن منقذ كتابا كان لأبيه جمعه أبو غالب همّام بن الفضل بن جعفر بن علي بن المهذب قال (٣) :

وفيها ـ يعني ـ سنة سبع وأربعين ومائتين توفي مسيّب بن واضح التّلمنّسي السلمي غرّة المحرم ، وسنّه تسع وثمانون سنة ، ودفن بتل منس ، وكان مسندا ، وله عقب نحاس (٤).

__________________

(١) الكامل لابن عدي ٦ / ٣٨٧.

(٢) في «ز» : الفروي.

(٣) معجم البلدان (تل منس).

(٤) تحرفت في أثناء الخبر في معجم البلدان إلى : «نحاس». وفيه في مادة : حاس ، بالسين المهملة ، في أرض المعرة.

٢٠٤

[ذكر من اسمه](١) [مشرف](٢)

٧٤٤٢ ـ مشرف بن مرجّى بن إبراهيم أبو المعالي المقدسي الفقيه

سمع بدمشق : أبا الحسن بن السمسار ، وابن عوف ، والعتيقي ، وأحمد بن عبد الله ، والمسدّد بن علي الأملوكي ، وأبا القاسم بن الطّبيز الحلبي ، وأبا صالح محمّد بن عدي بن الفضل السّمرقندي ، وعبد الوهّاب بن الحسين بن برهان بصور ، وأبا مسلم محمّد بن عمر الأصبهاني ، والقاضي أبا بكر محمّد بن داود بن مصحح العسقلاني ، وأبا الحسن عبد الوهّاب ابن جعفر بن أبي الكرام ، وسكن بن محمّد بن جميع ، وأبا القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصوّاف المصري ، وعبد العزيز بن بندار الشيرازي ، وأبا الحسن بن صخر الأزدي ، وأبا العباس إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن النحّاس ، وأبا بكر محمّد بن الحسن الشيرازي ، وأبا الفرج عبيد الله بن محمّد بن يوسف المراغي وغيرهم.

روى عنه : سهل بن بشر ، وأبو الحسن علي بن الحسن بن إبراهيم العاقولي ، وأبو طاهر إسماعيل بن نصر بن أبي نصر الطوسي ، وأبو الحسن علي بن عبد الملك بن الحسين بن عبد الملك بن الفضل الديبقي (٣) الفقيه ، نزيل عكّا.

أخبرنا أبو طاهر إسماعيل بن نصر بن أبي نصر ـ إجازة ـ شافهني بها ، ثم حدّثنا أبو القاسم وهب بن سلمان بن أحمد عنه ، أنا أبو المعالي المشرف بن مرجّى بن إبراهيم ـ قراءة عليه بصور سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة ـ نا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن سهل القيساري ـ بقيسارية ـ قلت له : قرئ على أبي جعفر أحمد بن حميد بن معافى ، وأنت تسمع في ذي القعدة من سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة ، فأقرّ به ، حدّثكم أبو محمّد عبد الرّحمن بن الفضل الرازي ، نا أحمد بن يحيى الأودي الكوفي ، نا إسحاق بن منصور ، نا حسن بن صالح ، وهريم ، عن ليث ، عن عبد الله بن الحسن ، عن فاطمة ابنة الحسين ـ وهي أم عبد الله ـ عن فاطمة الكبرى ـ عليها‌السلام ـ قالت :

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا دخل المسجد صلّى على محمّد وسلم وقال : «اللهمّ اغفر لي

__________________

(١) زيادة منا.

(٢) زيادة عن «ز» ، وم ، ود.

(٣) كذا رسمها بالأصل و «ز» ، ود ، وفي م : الديبلي.

٢٠٥

ذنوبي ، وافتح لي أبواب رحمتك» ، وإذا خرج صلّى على محمّد (١) النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : «اللهمّ اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب فضلك» [١٢١٠٣].

قال : وأنا المشرف ، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزني (٢) ـ بقراءتي عليه ـ قلت له : حدّثكم أبو العباس محمّد بن موسى ، فأقرّ به ، نا محمّد بن خريم ، نا هشام بن عمّار ، نا معاوية بن يحيى الطرابلسي ، نا أرطأة ، عن جدته ، عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«أهل الشام أزواجهم وذراريهم وعبيدهم وإماؤهم إلى منتهى الجزيرة مرابطون في سبيل الله ، فمن احتلّ منها مدينة من المدائن فهو في رباط ، ومن احتلّ منها ثغرا من الثغور فهو في جهاد» [١٢١٠٤].

[قال ابن عساكر :](٣) كذا قال عن جدّته وهو تصحيف ، وصوابه : عن من حدّثه ، وقد أخرجته في أبواب فضائل الشام على الصواب.

٧٤٤٣ ـ مشكان (٤) أبو عمرو ـ ويقال : أبو عمر ـ الدمشقي

سمع أبا الدّرداء.

حكى عنه : [عبد الله](٥) بن أبي زكريا الخزاعي ، وعبد الله بن الوليد.

أنبأنا خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى بن علي القرشي وغيره ، قالوا : أنا أبو القاسم ابن أبي العلاء ، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر.

ح وأخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن الغزال (٦) المكي ـ بمكة ، شفاها ـ نا عبد العزيز الكتاني ، أنا تمام بن محمّد ، وعبد الوهّاب الميداني ، وعبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر ، قالوا : أنا أبو عبد الله (٧) بن مروان ، أنا أبو عبد الملك البسري ، نا أبو النضر

__________________

(١) ليست في م ، و «ز» ، ود.

(٢) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : المري ، والمثبت عن د ، راجع ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٥٥٠.

(٣) زيادة منا.

(٤) ضبطت عن الاكمال لابن ماكولا ٧ / ١٩٧ وفيه : مشكان بالشين المعجمة وضم الميم.

(٥) استدركت عن هامش الأصل ، وبعدها صح.

(٦) مشيخة ابن عساكر ١٩٢ / أ. وبالأصل و «ز» ود : «العزال» وفي م : «الغزال».

(٧) بالأصل : «عبد الله أبو» وفوقهما علامتا تقديم وتأخير.

٢٠٦

إسحاق بن إبراهيم ، نا رشدين ، نا الوليد بن سليمان التجيبي ، عن عبد الله بن الوليد ، عن أبي عمر مشكان ، عن أبي الدّرداء.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّي فضّلت بأربع : جعلني وأمّتي نصفّ في الصلاة كما تصفّ الملائكة ، وجعل الصعيد لي وضوءا ، وجعلت الأرض كلها لي مسجدا ، وأحلّت لي الغنائم» [١٢١٠٥].

رواه يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد ، عن أبي النضر ، عن رشدين بن سعد فقال : عن أبي عمرو مشكان الدمشقي.

[قال ابن عساكر :](١) وهو الصواب.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة ، أنا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا هارون بن ملول المصري ، نا أبو عبد الرحمن المقرئ ، نا سعيد بن أبي أيوب ، حدّثني عبيد الله بن الوليد ، عن مشكان أبي عمرو الدمشقي ، عن أبي الدرداء.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّي فضّلت بأربع : جعلت أنا وأمتي في الصلاة كما تصفّ الملائكة ، وجعل الصعيد لي وضوءا ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، وأحلت لي الغنائم» [١٢١٠٦].

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن هبة الله.

قالا : أنا ابن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، أنا يعقوب بن سفيان (٢) ، حدّثني سعيد بن أسد ، نا ضمرة ، عن علي بن أبي حملة قال :

كنت في مجلس ابن أبي زكريا الدمشقي ، فذكر مشكان الدمشقي ـ وكان جليسا لأبي الدّرداء ـ فقالوا : إنه لرجل صالح من رجل يحب السلطان ، فقال : اللهمّ غفرا (٣) ، لقد رأيتنا معه في القوادس (٤) في البحر واشتد علينا ، فتقلّد مصحفه ، ثم جاءني فضرب فخذي فقال : يا

__________________

(١) زيادة منا.

(٢) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٧٨ ـ ٣٧٩.

(٣) في المعرفة والتاريخ : عذرا.

(٤) كذا بالأصل وبقية النسخ ، وفي المعرفة والتاريخ : «القوارس». والقوادس : جمع قادس ، وهي السفينة العظيمة (تاج العروس.

٢٠٧

ابن أبي زكريا ، أيّ شيء تخاف؟ وددت أنها تجلجل بي وبك إلى يوم القيامة.

أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم الحافظ (١) ، أنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم ـ في كتابه ـ نا ابن أبي عاصم ، نا إبراهيم بن محمّد بن يوسف ، نا ضمرة ، عن ابن أبي حملة (٢) قال : ذكر عند ابن أبي زكريا مشكان ـ وكان جليسا لأبي الدّرداء ـ فقالوا : إنه يجلس إلى السلطان فقال : غفرا ، دعوه عنكم فقد رأيته معنا في البحر ونحن في القوادس (٣) ، وقد اشتد علينا البحر وهمتنا أنفسنا ، فتقلّد مصحفه ، ثم جاءني فقال : يا بن أبي زكريا ، وددت أنه يجلجل بي وبك إلى يوم القيامة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عمرو مشكان الدمشقي عن أبي الدرداء ، روى عنه عبد الله بن الوليد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا ابن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير.

قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية : ومشكان الدمشقي.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر علي بن هبة الله قال (٤) :

أما مشكان بالشين المعجمة [وضم الميم](٥) فهو مشكان الدمشقي في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام ، ذكره ابن سميع ، وكان جليسا لأبي [الدرداء](٦).

__________________

(١) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٥ / ١٥١ ضمن ترجمة عبد الله بن أبي زكريا.

(٢) تحرفت في حلية الأولياء إلى : ابن أبي جميلة.

(٣) تحرفت في الحلية إلى : الفراديس.

(٤) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ١٩٧.

(٥) زيادة لازمة للإيضاح عن الاكمال.

(٦) سقطت من الأصل ، واستدركت عن م ، و «ز» ، ود ، والاكمال.

٢٠٨

[ذكر من اسمه](١) [مصاد](٢)

٧٤٤٤ ـ مصاد بن زهير الكلبي

من وجوه بني كلب ، كان ينزل المزّة ، وهو أبو معاوية والوليد ويزيد وعبد الرّحمن بني مصاد ، ولمصاد يقول الشاعر :

حبذا ليلتي بمزّة كلب

غال عنّي بها الكوانين غول

بتّ ألهو بها وعندي مصاد

أنه لي وللكرام وصول

ذكر من اسمه مصعب

٧٤٤٥ ـ مصعب بن أيوب

حرسي كان لعمر بن عبد العزيز.

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

روى عنه : المغيرة بن المغيرة الرملي ، والحكم بن سليمان بن أبي غيلان.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، نا عبد العزيز الكتّاني.

ح وأخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو عبد الله.

قالا : أنا أبو بكر محمّد بن عوف بن أحمد المزني (٣) ، أنا أبو العباس محمّد بن موسى ابن الحسين بن السمسار ، أنا أبو بكر محمّد بن خريم ، نا هشام بن عمّار ، نا المغيرة بن المغيرة ، نا مصعب بن أيوب قال :

كنت في حرس عمر بن عبد العزيز ، وكنت قائما على رأسه ، إذ دخل عليه رجل من قريش من أهل المدينة ، ونبطيّ ينازعه في أرض ، فاختصما إلى عمر ، قال محمّد بن خالد. زاد ابن أبي الحديد : ابن الوليد ، وقالا : ـ ابن عقبة بن أبي معيط للنبطي ـ وهو يظن أن عمر لا يأبه لما أراد ـ : صدق أمير المؤمنين ليكسر النبطي ويريد أن يخصمه من يرفده عند عمر ،

__________________

(١) زيادة منا.

(٢) زيادة عن م ، و «ز» ، ود.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : «المزي» وفي م ، و «ز» ، ود إلى : «المري» والصواب ما أثبت.

٢٠٩

فأقبل عليه عمر ، فقال : أعندي ترفده ، والله لقد كنت أنكر هذا قبل أن تنصل هذه ـ يشير باصبعه يخطط بها لحيته ، ثم قال : قم ، فأقامه من المجلس ، وأتبعه رسولا يرحله من العسكر.

٧٤٤٦ ـ مصعب بن الرّبيع الخثعمي

كاتب مروان بن محمّد.

حكى عن مروان ، وعبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس.

حكى عنه مسلم بن المغيرة.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبد الله ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهّاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمّد بن جرير الطبري قال (١) : ذكر مسلم بن المغيرة عن مصعب بن الرّبيع الخثعمي وهو أبو موسى ابن مصعب ، وكان كاتبا لمروان ، قال :

لما انهزم مروان وظهر عبد الله بن علي على الشام طلبت الأمان ، فأمّنني ، فإنّي يوما جالس عنده وهو متكئ إذ ذكر مروان وانهزامه ، فقال : أشهدت القتال؟ قلت : نعم ، أصلح الله الأمير ، فقال : حدّثني عنه ، قال : قلت : لما كان ذلك قال لي أحزر القوم ، فقلت : إنّما أنا صاحب قلم ولست بصاحب حرب ، فأخذ يمنة ويسرة ونظر فقال لي : هم اثنا عشر ألفا ، فجلس عبد الله وقال : ما له ـ قاتله الله ـ ما أحصى الديوان يومئذ فضلا على اثني عشر ألف رجل.

٧٤٤٧ ـ مصعب بن الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى

ابن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب

أبو عيسى ـ ويقال : أبو عبد الله ـ الأسدي الزبيري (٢)

حكى عن عمر بن الخطّاب ، وأبيه الزبير بن العوّام.

__________________

(١) رواه الطبري في تاريخه ٧ / ٤٣٩.

(٢) ترجمته في نسب قريش (الفهارس) ، وتاريخ بغداد ١٣ / ١٠٥ والأغاني ١٩ / ١٢٢ فوات الوفيات ٤ / ١٤٣ والجرح والتعديل ٨ / ٣٠٣ والتاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٣٥٠ وسير أعلام النبلاء ٤ / ١٤٠ وتاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ٥٢٤ وانظر بهامشه أسماء مصادر أخرى ترجمته.

٢١٠

روى عنه : الحكم بن عتيبة.

ووفد على معاوية ، وكان أخوه عبد الله بن الزبير ولّاه البصرة ، ثم عزله بابنه حمزة ، ثم ولاها إيّاه ثانية ، وجمع له معها الكوفة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السّلام ، قالا : أنا أبو محمّد الصريفيني ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، أنا أبو القاسم البغوي ، نا علي بن الجعد ، أنا شعبة ، عن الحكم.

أن رجلا من عبد القيس كان يدخل على امرأة ، فنهاه زوجها عن ذلك ، وأشهد عليه أهل المجلس ، فجاء يوما ، فرآه في بيته فقتله ، فرفع إلى مصعب بن الزبير فقال : لو لا أن عمر ابن الخطّاب عقل هذا ما عقلته ، فوداه.

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمّد الوكيل ، أنا أبو الحسن محمّد بن جعفر التميمي الكوفي ، أنا أبو بكر الدارمي ، عن عمّه ، عن أبي عكرمة قال : قال جرير بن حازم :

قدم على معاوية شباب من أهل المدينة من قريش وافدين ، فيهم : عمرو بن سعيد ، وعبد الملك بن مروان ، وعبد الرّحمن ابن أم الحكم ، ومصعب بن الزبير ، فأنزلهم في منازل حسنة ، وأكرمهم ، ووافق ذلك قدوم زياد عليه ، فقال له معاوية : يا أبا المغيرة ، إنه قدم عليّ شباب من قومي يزعم أهل المدينة وغيرهم أنهم ـ يعني ـ أفضل من وراءهم ، فائت كلّ رجل منهم حتى تسأله وتجالسه وتبلو ما عنده ثم انصرف ، فعرّفني.

فجعل زياد يزور كل واحد منهم ، فيتحدّث عنده ساعة ، ومنهم من يتحدّث عنده يوما وليلة ، ثم أتاه فقال : صفهم لي ولا تسمّهم ، فقال : أما رجل منهم ، فبسيط اللسان ، حسن العقل ، لم يدع التيه فيه فضلا ، وهو خليق أن يطلب هذا الأمر يوما فتعطيه ، قال : هو ـ والله ـ عمرو بن سعيد ، قال : هو هو.

قال : ورجل له مثل عقله ، حسن اللسان ، إلّا أنّ لصاحبه فضل حلاوة عليه ، فذكر العفة ويتحظّى بها ، وهو خليق أن يبلغ غايته في نفسه ، قال : هو ـ والله ـ عبد الملك ، قال : هو هو.

[قال :] ورجل آخر هو أحيا من فتاة مخدّرة حيية ، وهو أحبّهم إليّ ، لك أن تصطنعه قال : هذا ـ والله ـ مصعب بن الزبير ، قال : هو هو.

٢١١

قال : وكيف رأيت عبد الرّحمن؟ قال : قد غلب عليه قول (١) الشعر ، وذهب به ، قال : لعن الله من لا يموت دونك.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، وأبو العزّ ثابت بن منصور ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد ابن الحسن ـ زاد ابن المبارك : وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا : ـ أنا محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، نا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خيّاط قال (٢) :

مصعب بن الزبير بن العوّام ، أمّه الرباب بنت أنيف بن عبيد بن حصين بن ربيع بن منقذ ابن حبيب (٣) بن عليم بن جناب (٤) بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن كلب بن وبرة ، يكنى أبا عبد الله ، قتل سنة اثنتين وسبعين.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، وأبو الحسين بن الفرّاء ، قالوا : أنا أبو جعفر ابن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار قال (٥) :

في تسمية ولد الزبير قال : ومصعب ، وحمزة ، ورملة بني الزبير ، تزوجت رملة بنت الزبير عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام ، فولدت له : عبد الله ، وسعيدا ابني عثمان ، ثم خلف عليها خالد بن يزيد (٦) بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس ، فولدت له غلامين (٧) انقرضا صغيرين لا عقب لهما ، وأمّهم الرباب بنت أنيف بن عبيد بن مصاد (٨) بن كعب بن عليم بن جناب بن هبل من كلب (٩) ، وكان يسمى آنية النحل من كرمه وجوده.

قال الزبير : حدّثني خالد بن وضاح قال : قال الشاعر (١٠) :

__________________

(١) استدركت على هامش «ز» ، وبعدها صح.

(٢) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٤٢١ رقم ٢٠٦٧.

(٣) قوله : «بن حبيب» سقط من طبقات خليفة.

(٤) كذا بالأصل وبقية النسخ ، وفي طبقات خليفة : خباب.

(٥) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٢٣٦.

(٦) قوله : «بن يزيد» مكانه بياض في م.

(٧) استدركت اللفظة على هامش «ز» ، وبعدها صح.

(٨) في نسب قريش : بن مصاد بن حصن بن كعب.

(٩) في «ز» : بن كليب.

(١٠) الأبيات في ثمار القلوب ص ٥٠٨ رقم ٨٢٩.

٢١٢

لا تحسب السلطان عارا عقابها

ولا ذلّة عند الحفائظ في الأصل

فقد قتل السلطان عمروا ومصعبا

قريعي قريش واللذين هما مثلي

عماد بني العاص الرفيع عمادها

وقرم بني العوّام آنية (١) النحل

ولي العراقين لأخيه عبد الله بن الزبير ، وكان شجاعا ، ممدحا ، له يقول عبيد الله بن قيس الرقيّات (٢) :

إنّما مصعب شهاب من الله

تجلّت عن وجهه الظّلماء

ملكه ملك عزّة ليس فيها

جبروت منه ولا كبرياء (٣)

يتّقي الله في الأمور وقد أف

لح من كان همّه الاتقاء

وقال له عبيد الله بن قيس الرقيّات (٤) :

لو لا الإله ولو لا مصعب لكم

بالطّفّ قد ضاعت الأحساب والذّمم

أنت الذي جئتنا والدين مختلس

والحرّ معتبد والمال مقتسم

ففرّج الله عمياها وأنقذنا

بسيف أروع في عرنينه شمم

من هبزري قريش يستضاء به

مبارك فلقت (٥) عن وجهه الظّلم

مقلص بنجاد السيف فضله

فعل الملوك ولا عيب ولا قرم

في حكم لقمان يهدي مع نقيبته

يرمي به الله أعداء وينتقم

بكلّ أجرد مشدود رجالته

وكلّ جرد ألم يقصر لها الحزم

وبيته الشرف الأعلى سوابقها (٦)

في الدارعين إذا ما سألت الخذم

وقال أحد الكلبيين يذكر ولادة من ولده :

وعبد العزيز قد ولدنا ومصعبا

وكلب أب للصالحين ولود

أخبرنا أبو السعود بن المجلي ، نا أبو الحسين بن المهتدي :

__________________

(١) بالأصل : «وآنية» والمثبت عن م ، و «ز» ، ود.

(٢) الأبيات في ديوانه من قصيدة طويلة ص ٩١ (ط. صادر بيروت). وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠ ص ٥٢٥) والشعر والشعراء ٢ / ٤٥٠ والأغاني ٥ / ٧٩ والعقد الفريد ٢ / ١٧٣.

(٣) روايته في الديوان :

ملكه ملك قوة ليس فيه

جبروت ولا به كبرياء

(٤) الأبيات ليست في ديوانه (ط. صادر ، بيروت) وهي في تاريخ الإسلام ص ٥٢٥ منسوبة له.

(٥) في «ز» : قفلت.

(٦) في تاريخ الإسلام : سوابغها.

٢١٣

ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، أنا أبي أبو يعلى.

قالا : أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي ، نا محمّد بن مخلد بن حفص قال : قرأت على علي بن عمرو ، حدّثكم الهيثم بن عدي قال : قال ابن عيّاش :

مصعب بن الزبير يكنى أبا عبد الله ، وذكره في تسمية من ولي العراق وجمع له المصران.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال (١) :

وكان للزبير من الولد : مصعب ، وحمزة ، ورملة ، وأمّهم الرباب بنت أنيف بن عبيد بن مصاد بن كعب بن عليم بن جناب ، من كلب.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم قال : وقرئ على سليمان بن إسحاق بن الخليل ، نا الحارث بن أبي أسامة ، قالا : نا محمّد بن سعد قال (٢) :

في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة : مصعب بن الزبير بن العوّام بن خويلد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللنباني (٣) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد قال (٤) :

مصعب بن الزبير بن العوّام ، قتل بالعراق سنة اثنتين وسبعين ، ويكنى أبا عبد الرّحمن ، ولم يكن له ابن يسمى عبد الله ، حدّثني بذلك كله مصعب بن عبد الله الزبيري.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٥) :

مصعب بن الزبير بن العوّام أبو (٦) عبد الله القرشي الأسدي ، قتل سنة إحدى وسبعين ،

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٣ / ١٠٠.

(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ١٨٢.

(٣) تحرفت بالأصل وبقية النسخ إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٤) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليست في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٥) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٣٥٠.

(٦) مكانها بياض في م.

٢١٤

قاله الحسن بن واقع عن ضمرة [بن ربيعة](١).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو منصور النهاوندي ، أنا أبو العباس ، أنا أبو القاسم بن الأشقر ، نا محمّد بن إسماعيل قال :

كنية مصعب بن الزبير بن العوّام القرشي الأسدي أبو عبد الله ، ويقال للزبير أيضا أبو عبد الله ، فلا أدري كنيته محفوظة أم لا.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٢) :

مصعب بن الزبير بن العوّام أبو عبد الله القرشي الأسدي ، قتل بالعراق سنة إحدى وسبعين ، وفتك به يزيد بن هبّار (٣) الفائشي ، وكان من أصحابه ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول :

أبو عبد الله مصعب بن الزبير بن العوّام عن أبيه.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عبد الله مصعب بن الزبير بن العوّام.

أخبرنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو عبد الله مصعب بن الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى القرشي الأسدي ، وأمّه الرباب بنت أنيف بن عبيد بن حصين بن ربيع بن منقذ بن حبيب بن عليم بن جناب بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن كلب بن وبرة عن أبيه ، وسعد بن

__________________

(١) الزيادة عن التاريخ الكبير.

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٣٠٣.

(٣) كذا بالأصل وبقية النسخ ، وفي الجرح والتعديل : ظبيان.

٢١٥

مالك أبي سعيد الخدري ، روى عنه أبو محمّد عمرو بن دينار الجمحي ، وأبو عبد الله إسماعيل بن أبي خالد.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور بن خيرون ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) :

مصعب بن الزبير بن [العوام بن](٢) خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب ، أبو عبد الله ، وأمّه الرباب بنت أنيف الكلبية ، كان من أحسن الناس وجها ، وأشجعهم قلبا ، وأسخاهم كفا ، وولي إمارة العراقين وقت دعي لأخيه عبد الله بن الزبير بالخلافة ، فلم يزل كذلك حتى سار إليه عبد الملك بن مروان فقتله بمسكن (٣) في موضع قريب من أوانا (٤) على نهر دجيل عند دير الجاثليق (٥) ، وقبره إلى الآن معروف هنالك.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء ، وأبو غالب بن البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار قال :

فأمّا مصعب بن الزبير فإنّ عمي مصعب بن عبد الله أخبرني أنه كان من جلساء أبي هريرة ، وكان من أحسن الناس وجها.

قال : ونا الزبير ، أخبرني عبد الرّحمن بن عبد الله بن عبد العزيز الزهراني وغيره.

أن جميلا نظر إلى مصعب بن الزبير على جبال عرفة فقال : إنّ هاهنا لفتى أكره أن تراه بثينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطّار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا عبيد الله السكري ، نا زكريا المنقري ، نا الأصمعي : نا عمر ابن أبي زائدة قال : قال الشعبي : ما رأيت أميرا قط على منبر أحسن من مصعب بن الزبير (٦).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا المنجاب بن الحارث ، أنا ابن أبي

__________________

(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٠٥.

(٢) الزيادة لازمة عن تاريخ بغداد.

(٣) مسكن ، راجع معجم البلدان ٥ / ١٢٧.

(٤) أوانا بليدة نزهة من نواحي دجيل ، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ من جهة تكريت (راجع معجم البلدان).

(٥) دير الجاثليق : دير قديم ، ناحية مسكن قرب بغداد في غربي دجلة وهو رأس الحد بين السواد وأرض تكريت (معجم البلدان).

(٦) تاريخ الإسلام (ترجمته) ص ٥٢٥ وسير الأعلام ٤ / ١٤١.

٢١٦

زائدة ، عن إسماعيل بن أبي خالد قال (١) :

ما رأيت أميرا قط على منبر أحسن من مصعب بن الزبير.

[قال ابن عساكر :](٢) ابن أبي زائدة ، هذا هو يحيى أخو عمر.

أخبرنا أبو البركات أيضا (٣) ، أنا أبو بكر أحمد (٤) بن المظفّر ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف بن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي ، نا محمّد بن عيسى ، نا عمر بن شبة ، نا أبو نعيم ، حدّثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ـ وما هو بأهل أن أحدّث عنه ـ عن إسماعيل بن أبي خالد قال : ما رأيت [أميرا](٥) على منبر أحسن من مصعب بن الزبير.

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلّاف ، وأخبرني أبو المعمّر المبارك بن أحمد عنه.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن أبي جعفر ، وأبو الحسن بن العلّاف ، قالا : أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي ، نا عمر بن شبّة ، نا أبو نعيم الفضل بن دكين ، نا يحيى بن أبي زكريا ، عن إسماعيل بن أبي خالد قال :

ما رأيت أميرا قط أحسن من مصعب بن الزبير.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ أنا سهل بن بشر الإسفرايني ، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن بن محمّد ـ إجازة ـ أنا أبو [محمد](٦) الحسن رشيق العسكري ، نا أبو سعيد المفضّل بن محمّد الجندي ، نا أبو أمية الطّرسوسي ، نا الأصمعي ، نا أبو هلال قال :

قلت للحسن : من أجمل أهل البصرة؟ فقال لي : مصعب بن الزبير ، وابن أبي عثمان ، يعني رجلا من بني أمية أظنه عبيد الله بن زياد.

__________________

(١) تاريخ الإسلام ص ٥٢٥ وسير الأعلام ٤ / ١٤١.

(٢) زيادة منا.

(٣) مكانها بياض في م.

(٤) مكانها بياض في م.

(٥) سقطت من الأصل واستدركت للإيضاح عن م ، و «ز» ، ود.

(٦) سقطت من الأصل واستدركت عن م ، وز ، ود.

٢١٧

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، نا أبو أحمد الحريري ، نا أحمد بن الحارث الخرّاز (١) ، عن المدائني قال (٢) :

كان مصعب بن الزبير يحسد على الجمال ، فنظر يوما وهو يخطب إلى أبي خيران الحمّاني ، فصرف وجهه عنه ثم دخل ابن جودان الجهضمي فسكت وجلس ، ودخل الحسن ابن أبي الحسن فنزل عن المنبر.

أنبأنا أبو الحسن بن العلّاف ، وأخبرني أبو المعمر عنه.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي ، وأبو الحسن ، قالا : أنا عبد الملك بن محمّد ، أنا أحمد ، أنا الخرائطي ، نا عمر بن شبّة ، نا الوليد بن هشام قال :

كان مصعب بن الزبير يحسد الناس على الجمال ، فإنه ليخطب الناس بالبصرة إذ أهلّ (٣) ابن جودان من ناحية الأزد ، فأعرض بوجهه عن تلك الناحية إلى ناحية بني تميم ، فأقبل ابن خيران من تلك الناحية ، فأعرض ببصره عنها ورمى ببصره إلى مؤخر المسجد ، فأقبل الحسن البصري من مؤخر المسجد ، فأفّف مصعب ونزل عن المنبر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٤) :

ولّى ابن الزبير ـ يعني ـ المدينة عبد الله (٥) بن عبد الله بن أبي ثور ، ثم الحارث بن حاطب الجمحي ، ثم جابر بن الأسود (٦) ، ثم مصعب بن الزبير ، ثم عمرو (٧) بن المنذر ، ثم وهب بن أبي مغيث.

أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٨) ، نا سليمان بن أحمد ، نا أحمد بن زيد

__________________

(١) بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن م ، و «ز» ، ود.

(٢) الخبر في تاريخ الإسلام (ترجمته) ص ٥٢٥ ـ ٥٢٦ ومختصرا في سير الأعلام ٤ / ١٤١.

(٣) كذا بالأصل ، وفي م ، و «ز» ، ود : «أقبل».

(٤) ليس في تاريخ خليفة بن خيّاط المطبوع الذي بين يدي (تحقيق العمري).

(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ود ، وفي «ز» : عبيد الله.

(٦) في «ز» : الأهوز.

(٧) في «ز» : عمر.

(٨) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٢ / ١٧٦ ضمن ترجمة عروة بن الزبير ، وفيها : حدثنا أحمد بن بندار قال : ثنا عبد الله بن سليمان الأشعث قال : ثنا سليمان بن معبد قال ثنا الأصمعي ... والباقي كالأصل والنسخ. ورواه الذهبي في تاريخ الإسلام (ترجمته) ص ٥٢٦ وسير الأعلام ٤ / ١٤١.

٢١٨

بن الحريش ، نا أبو حاتم السجستاني ، نا الأصمعي ، نا عبد الرّحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه قال :

اجتمع في الحجر مصعب ، وعروة ، وعبد الله بنو الزبير ، وعبد الله بن عمر ، فقالوا : تمنوا ، فقال عبد الله بن الزبير : أمّا أنا فأتمنى الخلافة ، وقال عروة : أما أنا فأتمنى أن يؤخذ عني العلم ، وقال مصعب : أمّا أنا فأتمنى إمرة العراق والجمع بين عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين ، وقال عبد الله بن عمر : أمّا أنا فأتمنى المغفرة ، قال : فنالوا (١) كلهم ما تمنوا ، ولعل ابن عمر قد غفر له.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور عبد الباقي ابن محمّد ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا عبيد الله السكري ، نا زكريا المنقري ، نا الأصمعي ، نا سلمة بن بلال ، عن أبي رجاء العطاردي قال :

ثم ولّى عبد الله بن الزبير على البصرة مصعب بن الزبير ، ثم عزله ، وولّى حمزة بن عبد الله بن الزبير ، وكان جوادا سخيا مخلطا ، فظهرت منه خفة وضعف ، قال الأصمعي : ونزل على علي بن أصمع ، فشكا فعزله ، ثم ولّى مصعبا الثانية في شهر رمضان سنة سبع وستين ، فأقام سنة ثم شكا ، فعزله.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد ابن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٢) :

وفيها ـ يعني ـ سنة سبع وستين جمع عبد الله بن الزبير العراق لأخيه مصعب بن الزبير.

قال خليفة (٣) : سنة ثمان وستين فيها عزل عبد الله بن الزبير مصعبا عن العراق ، وجمعها لابنه حمزة بن عبد الله.

قال خليفة (٤) : وفي سنة تسع وستين فيها عزل ابن الزبير ابنه حمزة عن العراق وجمعها لمصعب بن الزبير ، فأقام بها ـ يعني ـ بالكوفة مصعب نحوا من سنتين ، ثم انحدر إلى البصرة

__________________

(١) في حلية الأولياء : فقالوا.

(٢) ليس الخبر في تاريخ خليفة بن خيّاط في حوادث سنة ٦٧ ه‍. وقد ورد في تاريخ الإسلام ص ٥٢٦ نقلا عن خليفة ، لكنه أرّخ ذلك سنة ٦٩ ، وليس في تاريخ خليفة في حوادث سنة ٦٩ أي ذكر له.

(٣) أيضا قوله هذا ليس في تاريخ خليفة.

(٤) والخبر التالي أيضا ليس في تاريخ خليفة.

٢١٩

واستخلف القباع الحارث بن عبد الله المخزومي ، ثم رجع مصعب ، فلم يزل بها حتى قتل.

وسار مصعب يريد الشام ، وسار عبد الملك يريد العراق ، فأتى مصعب باجميرى (١) أقصى عمل العراق ، وأتى عبد الملك بطنان حبيب (٢) أقصى عمل الشام إلى العراق ، وهجم عليهما الشتاء ، فرجعا ، وكذلك كانا يفعلان في كلّ عام حتى قتل مصعب وفي ذلك يقول :

أبيت يا مصعب إلّا سيرا

في كلّ عام لك باجميرى؟ (٣)

قال : فحدّثني الوليد بن هشام ، حدّثني أبي عن جدي قال : ولّى عبد الله بن الزبير أخاه مصعبا العراق خمس سنين ، فولي نحوا من سنة ثم عزله وولّى ابنه حمزة ، فعزل حمزة وأعاد مصعبا سنة تسع وستين.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر ابن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، قال :

وحدّثني محمّد بن حسن عن إبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز الزهري عن أبيه عن جده قال :

ما رأيت الملك بأحد قط أليط (٤) منه بمصعب بن الزبير (٥) ، وما كانت سكينة بنت الحسين تسميه إلّا الأمير حتى ماتت.

قال : ونا الزبير ، حدّثني محمّد بن فضالة ، عن صالح بن كيسان ، وعن عبد الله بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم قالا :

قدم وفد من أهل العراق على عبد الله بن الزبير ، فأتوه في المسجد الحرام ، فسلّموا عليه ، فسألهم عن مصعب بن الزبير وعن سيرته فيهم ، فقالوا : أحسن الناس سيرة ، وأقضاهم بحقّ ، وأعدلهم في حكم ، وذلك يوم الجمعة ، فلمّا صلّى عبد الله بن الزبير بالناس الجمعة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على نبيّه ثم تمثّل :

__________________

(١) بالأصل : «بأجسرا» وفي م ، و «ز» ، ود : «باجبيرا» والمثبت عن معجم البلدان ، وهو موضع دون تكريت.

(٢) بطنان حبيب : بقنسرين ، نسب إلى حبيب بن مسلمة الفهري. وقال ابن السكيت : بأرض الشام (معجم البلدان).

(٣) الثاني في معجم البلدان (باجميري) ونسبه إلى أبي الجهم الكناني ، ومعه آخر : تغزو بنا ولا تفيد خيرا.

وبالأصل ود ، وم ، و «ز» : باجبيرا ، وكتب فوقها في «ز» : باجميري.

(٤) فوقها ضبة في «ز».

(٥) إلى هنا عن الزهري في تاريخ الإسلام (ترجمته) ص ٥٢٦.

٢٢٠