تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٨

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٨

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

الزبيري المدني عم الزبير بن بكّار ، سكن بغداد ، وحدّث بها عن مالك بن أنس ، وعبد العزيز [الدراوردي ، والضحاك بن عثمان ، وإبراهيم بن سعد ، وعبد العزيز](١) بن أبي حازم (٢) وغيرهم.

كتب عنه يحيى بن معين ، وأبو خيثمة ، وروى عنه الزبير بن بكّار ، وأحمد بن أبي خيثمة ، وإبراهيم الحربي ، وصالح جزرة ، وموسى بن هارون ، ومحمّد بن موسى البربري ، ويعقوب بن سفيان (٣) المطوّعي ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأبو القاسم البغوي ، وكان عالما بالنسب ، عارفا بأيّام العرب.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو عبد الله الطوسي ، نا الزبير بن بكّار قال :

وكان مصعب بن عبد الله وجه قريش علما ، ومروءة وشرفا ، وبيانا ، وجاها ، وقدرا وله ، يقول عبد الله بن عمرو بن أبي صبح المزني :

وقد علمت ألا والله يعلمه

ما قلت زورا ولا من شيمتي الملق

إني لأحبس نفسي وهي صادية

عن مصعب ولقد بات لي الطرق

دعوى (٤) عليه كما أدعى على هرم

قبلي زهير وفينا ذلك الخلق

مدح الكرام وسعى في مسرّتهم

ثم الغني ويد الممدوح تندفق

وقال ابن أبي صبح أيضا :

قالت شميسة إذ قامت تودعني

 ـ والدّمع يجري على الخدين أسلاكا ـ

لا يلهينك عنّا بعد فرقتنا

بعد المزار وإنّ صاحبت أملاكا

لو كنت أنساكم يوما نسيتكم

إذ قال لي مصعب لو شئت أجراكا

خطان في شبر قرطاس يطير به

متى جرى وتمضي قلت كلّاكا

لا بدّ من نظرة أشفي بها كبدي

من أم عمرو قليلا ثم ألقاكا

دع عنك ما فات واكس الرحل

مغتربا أعطاكه مصعب أيام الفاكا

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وبقية النسخ ، واستدرك للإيضاح عن تاريخ بغداد.

(٢) تحرفت في تاريخ بغداد إلى : بن أبي حاتم.

(٣) كذا بالأصل وبقية النسخ ، وفي تاريخ بغداد : يوسف.

(٤) في م : «أرعى عليه كما أرعى».

٢٦١

عار جناحك قد خصّت قوادمه

قد عضّك الدّهر عضّات وأدماكا

يا ذا الندى ليس لي في غيركم وطر

أغنيتني بالغنا والله أغناكا

إن امتدحكم فخير القول مدحكم

وقد ينال بغير المدح جدواكا

يا أوسع الناس فضلا بعد والده

إن تعط خيرا فإن الله أعطاكا

مجدا نطأطأ عنه كل ذي شرف

فيمنع الناس أن يجروا بمجراكا

مدّ ابن اسما كفيه بمكرمة

وابن الرباب فقالا : مصعب هاكا

أنت ابننا ما اجتمعنا قط في رجل

فيستطيع له الساعون إدراكا

ثم الأمير أدام الله صالحه

نعم المبوى بحمد الله بواكا

رقاك في المجد حتى نلت ذروته

فمن بغاك محل النجم وافاكا

أخبرنا أبو الحسن المالكي ، وأبو منصور المقرئ ، أنا أبو بكر الخطيب (١) ، أخبرني الأزهري ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزبير بن بكار قال :

وكان مصعب بن عبد الله وجه قريش ، مروءة ، وعلما ، وشرفا ، وبيانا ، وجاها ، وقدرا.

قال الزبير : وكان أبو غزية محمد بن موسى الأنصاري كثيرا ما يجلس إليّ ، فجلس إليّ ليلة بين المغرب والعشاء الآخرة في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو إذا ذاك قاض ـ فتحدثنا إلى أن ذكر الشعر فقال لي : ابن أبي صبح أشعر الناس حين يقول لعمك :

فما عيشنا إلّا الربيع ومصعب

يدور علينا مصعب وندور

وفي مصعب إن غبنا القطر والندى

لنا ورق معرورق وشكير

متى ما يرى (٢) الراءون غرة مصعب

ينير بها إشراقه فتنير

يروا ملكا كالبدر إما فناؤه (٣)

فرحب وإما قدره فكبير

له نعم من عدّ قصّر دونها

وليس بها عما تريد قصور

عددنا فأكثرنا ومدت فأكثرت

فقلنا كثير طيب وكثير

لعمري لئن عددت نعماء مصعب

لأشكرها إني إذا لشكور

__________________

(١) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١١٣.

(٢) في تاريخ بغداد : رأى.

(٣) بالأصل : «حباؤه» وفي م : «جفاؤه» والمثبت «فناؤه» عن د ، و «ز» ، وتاريخ بغداد.

٢٦٢

وله يقول أيضا ابن أبي صبح [المزني :]

إذا شئت يوما أن ترى وجه سابق

بعيد المدى (١) فانظر إلى وجه مصعب

ترى وجه بسام أغرّ كأنما

تفرج تاج الملك عن ضوء كوكب

فتى همّه أن يشتري الحمد بالندى

فقد ذهبت أخباره كل مذهب

مفيد ومتلاف كأن نواله

علينا نجاء العارض المتنصب (٢)

أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي العباس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٣) ، أنا الحسين بن علي الصيمري ، نا علي بن الحسن الرازي ، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، نا أحمد بن أبي خيثمة قال : أبو عبد الله مصعب بن عبد الله ، كتب عنه أبي ، ويحيى بن معين.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم (٤) ، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إليّ قال : كتب أبي ويحيى بن معين جميعا عن مصعب ـ يعني ـ الزبيري ، ونظرا في حديثه ، وحدّث عنه أبي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر (٥) ، أنا البرقاني ، أنا أحمد بن محمّد بن حسنويه ، أنا الحسين بن إدريس ، نا سليمان بن الأشعث ، قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : مصعب الزبيري مستثبت.

قال (٦) : وأنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصيرفي ، قال : سمعت أبا العباس محمّد بن يعقوب الأصم يقول : سمعت العباس بن محمّد الدوري يقول : سمعت يحيى بن معين ، وذكر النسب ، فقلت : إنما أخذه الزبيري عن الواقدي ، فقال يحيى : الزبيري عالم بالنسب ، ـ يعني مصعبا ـ.

__________________

(١) في تاريخ بغداد : المنى.

(٢) كذا بالأصل وبقية النسخ ، وفي تاريخ بغداد : المتصبب.

(٣) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١١٣ ـ ١١٤.

(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٣٠٩.

(٥) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١١٤.

(٦) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ١١٤.

٢٦٣

قال (١) : وأنا أبو حازم العبدوي ، أنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، نا قاسم السّيّاري ـ بمرو (٢) ـ حدّثنا عيسى بن محمّد بن عيسى ، نا العبّاس بن مصعب بن بشر قال :

مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير قد أدركته ببغداد ، وهو أفقه قرشي في النسب.

قال (٣) : وأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنا هبة الله بن محمّد بن حبش الفراء ، نا أبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة.

قال : وأنا علي بن أحمد الرزاز ، نا أحمد بن سلمان النّجّاد ، نا محمّد بن عثمان قال : سألت يحيى بن معين عن مصعب الزبيري؟ فقال : ثقة.

قال (٤) : وأنا الحسن بن محمّد الخلّال ، قال : قال أبو الحسن الدارقطني : مصعب بن عبد الله الزبيري ثقة.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، حدّثني محمّد بن راشد ، قال : اختلف ما بين أبي بكر بن عبد الله بن مصعب ، وبين أخيه مصعب بن عبد الله فدخلت يوما على مصعب بن عبد الله فوجدته يقول :

أيزعم أقوام رموه بظنّة

بأن سوف تأتيني عقاربه تسري

وودّ رجال لو تمادت بنا الخطى

إلى الغيّ أو يلقى علانية تجري

أبت رحم أطّت لنا مرجحنّة

أما في العدى والكاشح الحسك الصّدر

فقل لوشاة النّاس لن تذهب الرّقى

ولا عاقدات السّحر ودّ أبي بكر

قال : فترويتها ، ثم خرجت حتى استأذنت على أبي بكر ، فحدّثته عن مدخلي على أخيه مصعب ، وأنشدته شعره هذا ، فرقّ وبكى حتى نشّف دموعه بمنديل ، وأمرني فجئته به ، فكان ذلك صلح بينهما.

قال : ونا الزبير ، حدّثني عبد الله بن عمرو بن أبي صبح المزني ، قال :

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٣ / ١١٢ ـ ١١٣.

(٢) بالأصل و «ز» ، وم : «السياري ثم وحدثنا» وبدون «ثم» في د ، صوبنا الجملة عن تاريخ بغداد.

(٣) الخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ١١٤.

(٤) تاريخ بغداد ١٣ / ١١٤.

٢٦٤

لما استعمل عبد الله بن مصعب على اليمن قال لي مصعب بن عبد الله : امض معنا إلى صنعاء ، فقلت له : لم أعلم أهلي ذلك ، فقال : ترسل رسولا ، وتكتب معه بحاجتك ، وتمضي معنا ، وتكفاهم ، فقلت له : لا بدّ من مطالعتهم ، ثم ألحقكم ، فهو حين قلت هذه القصيدة ، ثم قدمت عليهم صنعاء ، فأنزلني عبد الله بن مصعب معه في دار الإمارة ، وأجرى عليّ خمسين دينارا في كل شهر ، وأكرمني ، ثم عرضت فشكوت ذلك إليه ، واستأذنته في الانصراف ، فأذن لي ، وأعطاني خمس مائة دينار ، وكساني كسوة فاخرة من عصب اليمن ، وأمرني فدخلت على نجائبه فاخترت منها نجيبا (١) مهريا (٢) ، وانصرفت سالما غانما إلى أهلي.

فقال ابن أبي صبح يمدحه :

إذا رفعت أجراسه السّتر واستوى

على ظهر مصفوف عليه النمارق

بدا ملك في صورة البدر طالعا

فيا لك حسنا زيّنته الخلائق

خلائق أحرار الملوك ونورها

يلوح عليه نظمها المتناسق

فتى لم تفته خطّة تجمع التّقى

إلى المجد إلّا ضمّها فهو رائق

فنحن بحمد الله في فضل مصعب

لنا صائح من ذي تلاه وعابق

سيبلغ عني مصعبا غير باعد

مدائح تذروها الرياح الزّواعق

جزى بالإله إن شكرتها

شكرت عظيما لم تصفه المناطق

ألم تلقني ذا خلة فاصطفيتني (٣)

وأطلقت مالي وهو في الرّهن عالق

وأنقذتني من لجّة الدّين بعد ما

غرقت ، وعاشر لجّة الدّين غارق

وأغنيتني عمّن سواك وأنبتت

رياحك ريشي والتجا (٤) الدّوافق

وأسبلت إسبال الربيع وأخصبت

رياضك للجادين والله رازق

فأقسم لا أحصي الذي فيك مادح

بمدح ولكني خروق مخارق

ولا خفت إلا الكاشحين ملمّة

عليك ولكني بذي العرش واثق

__________________

(١) النجيب : الكريم الحسيب ، يقال : ناقة نجيب ونجيبة (القاموس).

(٢) الإبل المهرية هي التي تنسب إلى مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ، كذا في تاج العروس بتحقيقنا : مهر.

(٣) في «ز» : فاصطنعتني.

(٤) كذا رسمها.

٢٦٥

ولا ضنّ نصحا عنك بالغيب مؤمن

تقيّ ولا عاداك إلّا منافق

قال : ونا الزبير ، قال : وأنشدني عدي بن عبد الله بن عمرو بن أبي صبح المزني لأبيه يمدح مصعب بن عبد الله بن مصعب حين أجمع المسير إلى اليمن لميعاده مصعبا أن يطلع أهله ثم يأتيه بصنعاء اليمن فقال :

تقول ابنة الزيدي أصبحت وافدا

على ملك أيّ الملوك تريد؟

فقلت لها مستورد حوض مصعب

فقالت وأنّى والمسير بعيد

فقلت لها : لو كنت في سجن عارم

بدمياط قد شدّت عليّ قيود

لسارت إليه مدحة مزنية

يلذّ بها في المنشدين نشيد

أرى الناس فاضوا ثم غاصوا ومصعب

على العهد يعطي بحره ويزيد

إذا صدرت بالحمد عن حوض مصعب

وفود وحلت بعد ذاك وفود

تهلّل فياض الندى عاجل القرى

إذا انهل وهنا قطقط (١) وجليد

أقول لمغتاظ عليّ كأنما

بليته حامي السنان حديد

تبرد بعيبي في الخلاء فإنه

نفى العيب عني مشهد وحدود

وثغرة أملاك تنحيت نوءها

وأسقيتها والحاسدون شهود

تعلقت الحساد فيها وما به

فلم يبق إلّا أن يموت حسود

قال : ونا الزبير ، قال : وله أيضا ـ يعني ابن أبي صبح ـ يمدحه :

إن الحواريّ والصدّيق وابنهما

دعائم الدين إذا (٢) شدت له الدعم

وثابتا ذا اليدين والمصعبين معا

وذا اليمينين عبد الله بعدهم

شدوا عرى مصعب في كل مكرمة

وعلموه من الخيرات ما علموا

فهو الكريم ملاقاة ومختبرا

وابن الكرام إذا ما حصّل الكرم

رحب الفناء رخي الباع محتمل

للمضلعات إذا اشتدت بنا (٣) الأزم

لا تنكر العود منه أن يضر بها

ولا العشار إذا أضيافه قدموا

ولا يبالي وإن كانت ممانحة

أن يخضب السيف من أنسائهن دم

__________________

(١) القطقط بالكسر : المطر الصغار ، أو المتتابع العظيم القطر ، أو البرد (القاموس المحيط).

(٢) في م و «ز» : إذا شدت.

(٣) استدركت عن هامش الأصل ، وبعدها صح.

٢٦٦

يا ذا الندى والذي حج الحجيج له

هل بعد هذا على ذي محنة قسم

لئن نشرت ثناء لا خفاء به

لقد بسطت عطايا ما لها قيم

ذقنا الثناء فلم قالوا الجزاء به

وقد جهدنا وما في نصحنا وحم

لن ينفذ القول ما أسديت من حسن

يا بن الحواري حتى ينفذ الكلم

ولا تزال بخير ما بقيت لنا

تمت علينا بك الآلاء والنعم

وقال ميمون بن مالك الخضري يمدحه :

وجدنا بني آل الزبير كما مضى

أبو وجره الماضي بكم كان أعلما

إذا معشر قالوا الطفاف فجارهم

ركمتم على المكيال كيلا غذ مذما

إذا مصعب أبدى لك الباب وجهه

جلا وجهه عنك الظلام فأنجما

وقال أيضا يمدحه :

مرض الردى فقال لي حين اشتكى

لأبا لغيرك أدنني من مصعب

فلقد رقعت بي الرقاع كما ترى

وأنجبت (١) منك عن القرى والمنكب

وقال حماس بن الأبرش الكلابي المقعد يمدحه :

سيأتي ابن عبد الله أجود مدحتي

وأهدى له منها ردءا محبّرا

يزين بأرض البدو حين أشيعه

ويبلغ من آل الخليفة عسكرا

فتى من بين العوام لم يرضع الخنا

ولم يك جدراه عن المجد قصرا

قتيل حياء لا قتيل مدامة

تعطف من طيب الثناء وتازرا

فتى لا يبالي بعد حمد يصيبه

أأقبل ما فوق الخوان أم ادبرا

فيا مصعب ابن المصعبين كليهما

ومن يلد الفخر على الناس مفخرا

وجدتك أنت الفرع من آل غالب

وإذا خيرت كنت الفتى المتخيرا

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا ـ وأبو منصور بن خيرون أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أخبرني الأزهري ، أنا أحمد بن إبراهيم.

ح وأخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قالا : أنا أبو (٣) جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص.

__________________

(١) غير واضحة بالأصل وم ود ، والمثبت عن «ز».

(٢) تاريخ بغداد ١٣ / ١١٤.

(٣) قوله : «أنا ، أبو» مكانه بياض في «ز».

٢٦٧

قالا : نا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزبير بن بكار قال : وتوفي مصعب بن عبد الله ليومين خلوا من شوال سنة ست وثلاثين ومائتين ، وهو ابن ثمانين سنة.

قرأت (١) على أبي محمد السلمي ، عن أبي محمد التميمي ، أنا مكي بن محمد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر قال :

[سنة ست وثلاثين ومائتين فيها مات مصعب بن عبد الله الزبيري في شوال](٢)(٣).

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قالا : أنا أبو جعفر ، أنا أبو طاهر ، أنا أحمد ، نا الزبير قال : وقال أحد بني أبي بكر بن عبد الله بن مصعب يبكي مصعب بن عبد الله بن مصعب :

ونائحة بشر (٤) الرّزية موهنا

فقلت لها إن الرزية مصعب

هو المرء لا يشقى به الحق إن طرأ

ويعر (٥) واحداه الطارق المتاوب

فلو كان من رضوى لسهّل وعرها

ومن كبكب أنحى إلى السهل كبكب

ولو كان من لبنان نال لهاضه

وزلزل من لبنان فرع ومنكب

ولكننا قوم أمر مريرنا

على الصبر والتقوى أعف وأقرب

وما كنت أشريه بفرع قبيلة

ولو أنبوه ما استطاعوا وأطنبوا

يفيض إذا غاضوا ويصفو إذا قذوا

ويخصب معناه إذا الحي أجدبوا

وإن قال ابرى قوله باطن الجوى

ويفعل فعلا ليس ما يتعقب

ننال بأدنى رأيه غاية الندى

ويفرج غماها إذا الناس أصعبوا

فدينا الذي لو سرت في الأرض تبتغي

له شبها أعيا الذي تتحسب

أصيب به الأحياء طرّا بأسرها

وأصبح أهل الله فجع فأوعبوا

وهي أكثر من هذا.

٧٤٤٩ ـ مصعب بن المثنّى العبدي والدموسى بن مصعب

من وجوه خراسان.

أوفده قتيبة بن مسلم أمير خراسان على سليمان بن عبد الملك ليقرّه على ولايته.

__________________

(١) كتب فوقها في «ز» ، ود : ملحق.

(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.

(٣) كتب بعدها في «ز» ، ود : إلى.

(٤) رسمها بالأصل : مبشر ، وفي د و «ز» شوا.

(٥) كذا رسمها.

٢٦٨

حكى عن سليمان ، وعمر بن عبد العزيز ، وقتيبة.

حكى عنه عوانة بن الحكم الاخباري ، وغيره.

٧٤٥٠ ـ مصقلة بن هبيرة بن شبل بن يثربي بن امرئ القيس بن ربيعة بن مالك بن

ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط أبو الفضل البكري (١)

من وجوه أهل العراق.

كان من أصحاب علي بن أبي طالب ، وولي أردشيرخرّه (٢) من قبل ابن عباس ، وعتب علي عليه في إعطاء مال الخراج لمن يقصده من بني عمه ، وقيل لأنه فدى نصارى بني ناجية بخمس مائة ألف ، فلم يردّها كلها.

ووفد على معاوية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي بن كرتيلا ، أنا أبو بكر محمّد بن علي المقرئ الخيّاط ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله السوسنجردي ، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمّد الكاتب ، أنا أبي ، أنا محمّد بن مروان السعيدي (٣) ، حدّثني محمّد بن أحمد الخزاعي ، حدّثني جدي ـ وهو سليمان بن أبي شيخ ـ عن محمّد بن الحكم ، عن عوانة في حكاية ذكرها ، وسقتها في ترجمة زياد (٤) قال :

وخرج زياد من القلعة حتى قدم على معاوية فصالحه على ألفي (٥) ألف ، ثم أقبل فلقيه مصقلة بن هبيرة وافدا إلى معاوية في الطريق فقال : يا مصقلة متى عهدك بأمير المؤمنين؟ قال : عاما أول ، قال : كما أعطاك؟ قال : عشرين ألفا ، قال : فهل لك أن أعطيكها على أن أعجل لك عشرة آلاف وعشرة آلاف إذا فرغت على أن تبلغه كلاما؟ قال : نعم ، قال : قل له : إذا انتهيت إليه أتاك زياد وقد أكل برّ العراق وبحره ، فخدعك ، فصالحته على ألف ألف ، وو الله ما أرى الذي يقال إلّا حقا ، قال : نعم ، ثم أتى معاوية فقال له ذلك ، فقال له معاوية : وما يقال يا مصقلة؟ قال : يقال إنه ابن أبي سفيان ، فقال معاوية : وإنّ ذلك ليقال؟ قال : نعم ،

__________________

(١) جمهرة أنساب العرب ص ٣٢١.

(٢) أردشيرخرّه من أجل كور فارس ، ومنها مدينة شيراز ، وهي تلي كورة إصطخر في العظم.

(٣) رسمها بالأصل و «ز» : «السعدي» والمثبت عن د ، وم.

(٤) راجع كتابنا تاريخ مدينة دمشق بتحقيقنا ١٩ / ١٧٢ رقم ٢٣٠٩.

(٥) كذا بالأصل وبقية النسخ هنا ، وفي الرواية المتقدمة : ألف ألف.

٢٦٩

قال أبى قائلها إلّا إثما (١) فزعم أنه نقد مصقلة العشرة آلاف الأخرى بعد ما ادّعاه معاوية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا الحميدي ، نا سفيان ، نا عمّار قال :

كانت الخوارج تقول : إنّ عليا سبى المسلمين ، فلم يكن أحد أدرك عليا ولا ذلك إلّا أبو الطفيل ، قال : فلمّا قدمت سألت أبا الطفيل ، فقال : إنّ عليا لم يسب مسلما ، إنّ عليا سبى بني ناجية ، وكانوا نصارى أسلموا ثم ارتدوا عن الإسلام ، ورجعوا إلى النصرانية ، فقتل عليّ مقاتلتهم ، وسبى ذراريهم ، وباعهم من مصقلة بن هبيرة بمائة ألف ، فأعطاه خمسين ألفا ، وبقيت عليه خمسون ، فأعتقهم مصقلة ، ولحق بمعاوية فأجاز عليّ عتقهم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني الحافظ ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، نا الحسن بن سفيان ، نا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا عبد الرحيم بن سليمان ، عن عبد الملك بن سعيد بن حمان عن عمّار الدوسي ، حدّثني أبو الطفيل قال :

كنت في الجيش الذي بعثهم علي بن أبي طالب إلى بني ناجية قال : فانتهينا إليهم ، فوجدناهم على ثلاث فرق ، قال : فقال أميرنا لفرقة منهم : ما أنتم؟ قالوا : نحن قوم كنا نصارى فأسلمنا فثبتنا على إسلامنا ، قال : ثم قال الثانية : من أنتم؟ قالوا : نحن قوم كنا نصارى فثبتنا على نصرانيتنا ، قال الثالثة : من أنتم؟ قالوا : نحن قوم كنا نصارى فأسلمنا فرجعنا ، فلم نر دينا أفضل من ديننا فتنصرنا ، فقال لهم : أسلموا ، فأبوا ، فقال لأصحابه : إذا مسحت رأسي ثلاث مرات فشدّوا عليهم ، ففعلوا ، فقتلوا المقاتلة ، وسبوا الذراري ، فجيء بالذراري إلى عليّ ، وجاء مصقلة بن هبيرة فاشتراهم بمائتي ألف ، فجاء بمائة ألف إلى عليّ ، فأبى أن يقبل ، فانطلق مصقلة بدراهمهم وعمد مصقلة إليهم ، فأعتقهم ولحق بمعاوية ، فقيل لعلي : ألا تأخذ الذرية؟ فقال : لا ، فلم يعرض لهم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب (٢) بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، أنا أحمد بن

__________________

(١) رسمها بالأصل وبقية النسخ : «بما» والمثبت عن المختصر.

(٢) بعدها بياض في «ز» ، وفي م : الخطيب ، والكلام متصل.

٢٧٠

سليمان ، نا محمّد بن عبيد ، نا العلاء بن راشد ، عن زيد بن عبيد أبي حاتم قال : مرّ بنا علي ابن أبي طالب ، وهو يدعو الله على مصقلة بن هبيرة ، وقد هدم داره.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهّاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، نا أبو جعفر الطبري قال (١) : ذكر هشام بن محمّد عن أبي مخنف ، حدّثني الحارث بن كعب ، عن عبد الله ابن فقيم قال :

ثم إنه ـ يعني ـ معقل بن قيس أقبل بهم ـ يعني ـ نصارى بني ناجية حتى مرّ بهم على مصقلة بن هبيرة الشيباني ، وهو عامل [عليّ](٢) على أردشيرخرّه ، وهم (٣) خمس مائة إنسان ، فبكى النساء والصبيان ، وصاح الرجال : يا أبا الفضل ، يا حامي الرجال ، ومأوى المعصب (٤) ، وفكاك العناة ، امنن علينا ، واشترنا فأعتقنا ، فقال مصقلة : أقسم بالله لأتصدّقنّ عليكم ، إنّ الله يجزي المتصدقين ، فبلّغنا عنه عليّ ، فقال : والله لو لا أنّي أعلمه قالها توجعا لهم لضربت عنقه ، ولو كان في ذلك تفاني تميم وبكر بن وائل ، ثم إنّ مصقلة بعث ذهل بن الحارث الذّهلي إلى معقل بن قيس ، فقال له : بعني بني ناجية ، فقال : نعم ، أبيعكهم بألف ألف ، فأبى عليه ، فلم يزل يراوضه حتى باعهم بخمس مائة ألف (٥) ، ودفعهم إليه ، وقال له : عجّل بالمال إلى أمير المؤمنين ، فقال له : أنا باعت الآن بصدر ثم أبعث بصدر آخر ، ثم كذلك حتى لا يبقى منه شيء إن شاء الله ، وأقبل معقل بن قيس إلى أمير المؤمنين ، فأخبره بما كان منه ، فقال له : أحسنت وأصبت.

وانتظر عليّ مصقلة أن يبعث إليه بالمال ، فأبطأ به ، وبلغ عليا أنّ مصقلة خلّى سبيل الأسارى ، ولم يسألهم أن يعينوه في فكاك أنفسهم بشيء ، فقال علي : ما أظن مصقلة إلّا وقد يحمل حمالة ، لا أراكم إلّا سترونه عن قريب منها ملبّدا ، ثم إنه كتب إليه :

أما بعد ، فإنّ من أعظم الخيانة خيانة الأمة ، وأعظم الغش على [أهل](٦) المصر غش الإمام ، وعندك من حقّ المسلمين خمس مائة ألف ، فابعث بها إليّ ساعة يأتيك رسولي وإلّا

__________________

(١) الخبر رواه الطبري في تاريخه ٥ / ١٢٨ ـ ١٣١.

(٢) زيادة لازمة عن تاريخ الطبري.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : «وهو» والمثبت عن «ز» ، ود ، وم ، والطبري.

(٤) قوله : «ومأوى المعصب» سقط من الطبري.

(٥) من قوله : فأبى عليه ... إلى هنا سقط من تاريخ الطبري.

(٦) زيادة للإيضاح عن تاريخ الطبري.

٢٧١

فأقبل حين تنظر في كتابي ، فإنّي قد تقدّمت إلى رسولي إليك ألّا يدعك تقيم ساعة واحدة بعد قدومه عليك إلّا أن تبعث بالمال والسلام عليك.

وكان الرسول إليه أبو جرّة الحنفي ، فقال له أبو جرّة : إن بعثت بالمال الساعة وإلّا فأشخص إلى أمير المؤمنين ، فلمّا قرأ كتابه أقبل حتى نزل البصرة ، فمكث بها أياما ، ثم إنّ ابن عباس سأله المال ، وكان عمّال البصرة يحملون من كور البصرة إلى ابن عباس ، فيكون ابن عباس هو الذي يبعث بها إلى علي ، فقال له : نعم ، أنظرني أياما ، ثم أقبل حتى أتى عليا ، فأقره عليّ أياما ، ثم سأله المال فأدى إليه مائتي ألف ، ثم إنه عجز عنها ولم يقدر عليها.

قال أبو مخنف : وحدّثني أبو الصلت الأعور ، عن ذهل بن الحارث ، قال : دعاني مصقلة إلى رحله ، فقدّم عشاؤه فطعمنا منه ، ثم قال : والله إنّ أمير المؤمنين ليسألني هذا المال وما أقدر عليه ، فقلت : والله لو شئت ما مضت عليك (١) جمعة حتى تجمع هذا المال ، فقال لي : والله ما كنت لأحمّلها قومي ولا أطلب فيها إلى أحد ، ثم قال : أما والله لو أن ابن هند هو طالبني بها أو ابن عفّان لتركاها لي ، ألم تر إلى ابن عفّان حيث أطعم الأشعث من خراج أذربيجان مائة ألف في كل سنة ، فقلت له : إنّ هذا (٢) لا يرى ذاك الرأي ، لا والله ما هو بتارك (٣) شيئا ، فسكت ساعة ، وسكت عنه ، فلا والله ما مكث إلّا ليلة واحدة بعد هذا الكلام حتى لحق بمعاوية ، وبلغ ذلك عليا ، فقال : ما له ، يرحمه‌الله ، فعل فعل السيد ، وفرّ فرار العبد ، وخان خيانة الفاجر ، أما أنه لو أقام فعجز ما زدنا على حبسه ، فإن وجدنا له شيئا أخذناه ، وإن لم نقدر على مال تركناه ، ثم سار عليّ إلى داره فهدمها ، وكان أخوه نعيم بن هبيرة شيعيا ، ولعلي مناصحا ، فكتب إليه مصقلة من الشام مع رجل من النصارى من بني تغلب يقال له حلوان :

أما بعد ، فإنّي قد كلّمت معاوية فيك ، فوعدك الإمارة ، ومنّاك الكرامة ، فأقبل إليّ ساعة يلقاك رسولي إن شاء الله والسلام عليك.

فيأخذه مالك بن كعب الأرحبي (٤) فيسرحه إلى علي ، فأخذ كتابه ، فقرأه فقطع يده ، فمات ، وكتب نعيم إلى مصقلة :

__________________

(١) بالأصل : «جمعة عليك» وكتب فوقهما علامتا تقديم وتأخير.

(٢) يعني علي بن أبي طالب (رضي‌الله‌عنه).

(٣) في تاريخ الطبري : بباذل شيئا كنت أخذته.

(٤) بالأصل والنسخ : «الارجى» والمثبت عن تاريخ الطبري ، وليست اللفظة في م.

٢٧٢

لا ترمينّ هداك الله معترضا

بالظنّ منك فما بالي وحلوانا

ذاك الحريص على ما نال من طمع

وهو البعيد فلا يحزنك إن خانا

ما ذا أردت إلى إرساله سفها

ترجو سقاط امرئ لم يلف وسنانا

حتى تقحّمت أمرا كنت تكرهه

للراكبين له سرّا وإعلانا

عرّضته لعليّ إنه أسد

يمشي العرضنة (١) من آساد خفّانا

قد كنت في منظر عن ذا ومستمع

تحمي العراق وتدعى خير شيبانا

لو كنت أدّيت مال القوم (٢) مصطبرا

للحقّ أحييت أحيانا وموتانا

لكن لحقت بأهل الشام ملتمسا

فضل ابن هند وذاك الرأي أشجانا

فاليوم تقرع سنّ العجز (٣) من ندم

ما ذا تقول وقد كان الذي كانا

أصبحت تبغضك الأحياء قاطبة

لم يرفع الله بالبغضاء إنسانا

فلما وقع الكتاب إليه علم أنه (٤) قد هلك ، ولم يلبث التغلبيون إلّا قليلا حتى بلغهم هلاك صاحبهم حلوان ، فأتوا مصقلة ، فقالوا : إنّك بعثت صاحبنا فأهلكته ، فإمّا أن تحييه وإما تديه ، قال : أما أن أحييه فلا أستطيع ، ولكن سأديه ؛ فوداه.

وبلغني أن مصقلة قال في ذلك :

لعمري لئن عاب أهل العراق

عليّ انتعاشي بني ناجية

لأعظم من عتقهم رقّهم

وكفى بعتقهم عالية

وزايدت فيهم لإطلاقهم

وغاليت إنّ العلى عالية

ثم إنّ معاوية بعد ذلك ولّى مصقلة طبرستان ، وبعثه في جيش عظيم ، فأخذ العدو عليه المضايق ، فهلك وجيشه ، فقيل في المثل : حتى يرجع مصقلة من طبرستان.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون ، عن أبي عبد الله محمّد بن علي بن الحسن الحسني ، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن الفضل الدهقان المعلم ، نا محمّد بن علي بن

__________________

(١) إعجامها مضطرب بالأصل ود ، وفي م و «ز» : «العرضة» والمثبت عن الطبري يقال : يمشي العرضنة : يعدو ليسبق غيره.

(٢) كذا بالأصل وبقية النسخ ، وفي تاريخ الطبري : ما للقوم.

(٣) كذا بالأصل والنسخ ، وفي تاريخ الطبري : من الغرم.

(٤) يعني رسوله الذي بعثه بالكتاب إلى أخيه نعيم بن هبيرة.

٢٧٣

السمين ، نا محمّد بن زيد الرطاب ، نا إبراهيم بن محمّد الثقفي الأصبهاني ، نا أبو الوليد الضبي ، نا أبو بكر الهذلي.

قال الحسني : ونا محمّد بن جعفر بن محمّد التميمي النحوي ، أنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي ـ إجازة ـ نا محمّد بن زكريا ، وكتبه لي بخطه ، حدّثني محمّد بن جعفر الحارثي ، حدّثني الهيثم بن عدي ، فذكر حديثا في مفاخرة أبي بكر الهذلي بأهل البصرة ، وعبد الله بن عياش بأهل الكوفة بين يدي أبي العباس السفاح ، فكان فيما ذكره عن ابن عياش أنه قال لأبي بكر : والعجب لفخرك بمسمع بن مالك في بكر بن وائل على مصقلة بن هبيرة ، وقد [أقرّ له](١) بين يدي علي بن أبي طالب بشرفه وفضله عليهم عدّة من أهل السؤدد والشرف من ربيعة منهم : خالد بن معمّر ، وشقيق بن ثور ، وابن منجوف ـ يعني ـ سويدا ، وحريث بن جابر ، والحضين (٢) بن المنذر ، وحسان بن محموح (٣) ، وهو الذي يقول فيه حضين بن المنذر :

وكنت إذا ما ناب أمر كفيته

ربيعة طرّا غائبين وشهّدا

تدافع عنهم كلّ يوم كريهة

صدور العوالي والصفيح المهنّدا

تناديك للعلياء بكر بن وائل

فتبني لها في كلّ نازلة يدا

وكنت أقلّ الناس في الناس لأمة

وأكثرهم في الناس خيرا معدّدا

تخفّ إلى صعلوكها وتجيبه

ومعدود أفعال بها كنت سيدا

ومصقلة بن هبيرة المميز على أهل البصرة بإعتاق ذراريهم.

قال الحسني : قد دخل حديث أحدهما في الآخر (٤).

أخبرنا (٥) أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن (٦) السيرافي ، أنا أحمد بن

__________________

(١) استدركت عن هامش الأصل ، وبعدها صح.

(٢) في الأصل ود ، وم : «الحصين» والمثبت عن «ز» ، وهو الحضين بن المنذر بن حارث بن وعلة الرقاشي ، فارس شاعر انظر أخباره في تهذيب التهذيب ، ووقعة صفين (الفهارس).

(٣) كذا رسمها بالأصل وم ود ، وفي «ز» : الجموح ، وفوقها ضبة ، ولعل الصواب : «مخدوج» راجع وقعة صفين ص ١٣٧ و ١٣٩.

(٤) كتب بعدها في د ، و «ز» : آخر الجزء الثامن والستين بعد الستمائة من الفرع.

(٥) كتب فوقها في «ز» ، ود : ملحق.

(٦) تحرفت بالأصل و «ز» ، ود ، وم إلى : «الحسين».

٢٧٤

إسحاق النهاوندي ، أنا أحمد بن عمران الأشناني ، نا موسى بن زكريا التستري ، نا خليفة بن خيّاط (١) ، نا حاتم بن مسلم قال :

بعث الضحاك بن قيس ـ يعني : الفهري ، إذ كان على الكوفة ـ مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى طبرستان ، فصالح أهلها على خمس مائة ألف درهم ، وزن خمسة ومائة طيلسان ، وثلاثمائة رأس.

أخبرنا أبو العزّ السّلمي ، فيما قرأ عليّ إسناده وناولني إيّاه وقال اروه عني ، أنا محمّد ابن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا (٢) ، نا الحسين بن القاسم الكوكبي ، نا ابن أبي الدنيا ، نا أبو هشام ، عن أبيه ، عن محمّد بن المطلب بن ربيعة قال :

لما مرض معاوية أرجف به مصقلة البكري ، ثم قدم عليه وقد تماثل ، فأخذ معاوية بيده فقال :

أبقي الحوادث من خليلك

مثل جندلة المراجم

قد رامني الأقوام قبلك

فامتنعت من المظالم

فقال مصقلة : يا أمير المؤمنين ، قد أبقى الله منك ما هو أعظم من ذلك : حلما ، وكلأ ، ومرعى لأوليائك ، وسمّا ناقعا لعدوك ، كانت في الجاهلية ، وأبوك سيّد المشركين ، وأصبح الناس مسلمين ، وأنت أمير المؤمنين.

وفي غير هذه الرواية : قال ابن أبي الدنيا : وأخبرني غير سليمان : أن معاوية وصله ، وانصرف إلى الكوفة ، فقيل له : كيف تركت معاوية؟ قال : زعمتم أنه لما به ، والله لغمز يدي غمزة كاد يحطمها ، وجبذني جبذة كاد يكسر مني عضوا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد ، أنا علي بن محمد عن مسلمة ابن محارب قال :

مرض معاوية ، فأرجف به مصقلة بن هبيرة وساعده قوم على ذلك ، ثم تماثل معاوية

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٢٣ (ت. العمري).

(٢) رواه القاضي المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي ٤ / ١٤٦ والخبر أيضا في أنساب الأشراف ٤ / ١ / ٨١ وعيون الأخبار ٣ / ٥٠.

٢٧٥

وهم يرجفون به ، فحمل زياد مصقلة إلى معاوية وكتب إليه مصقلة : كان يجمع مراقا من مراق أهل العراق ، فيرجعون بأمير المؤمنين ، وقد حملته إليك ليرى عافية الله إياك ، فقدم مصقلة ، وجلس معاوية للناس ، فلما دخل مصقلة قال له معاوية : ادن ، فدنا ، فأخذ بيده ، وجبذه ، فسقط مصقلة ، فقال معاوية :

أبقي الحوادث من خليل

ك مثل جندلة المراجم

قد رامني الأقوام قبل

ك فامتنعت من المظالم

فقال مصقلة : يا أمير المؤمنين ، قد أبقى الله منك ما هو أعظم من ذلك حلما وكلأ ومرعى لأوليائك ، وسمّا نافعا لعدوك فمن يرومك كانت الجاهلية ، وأبوك سيد المشركين ، وأصبح الناس مسلمين وأنت أمير المؤمنين ، وأقام مصقلة ، فوصله معاوية وأذن له ، فانصرف إلى الكوفة ، فقيل له : كيف تركت معاوية؟ قال : زعمتم أنه لما به ، والله لغمز يدي غمزة كاد يحطمها ، وجبذني جبذة كاد يكسر مني عضوا.

قرأنا على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن قرة ، عن عاصم بن الحسن العاصمي ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن صالح القرشي ، حدّثني عون بن كهمس القيسي ، حدّثني أبي قال :

أتت ابنة النعمان مصقلة بن هبيرة ، وقد قدم من أصبهان بمال ، فبكت فقال : ما يبكيك؟ ألم نحسن نزلك؟ قالت : بلى ، ولكن بكيت من غير ذلك ، قال : ذكرت مالك وأبيك وما كنت فيه؟ قالت : لا ، قال : فما يبكيك؟ قالت : لما أرى بك من الحبرة وليس من حبرة إلّا ستعقبها عبرة.

وبلغني أنّ معاوية ولّى مصقلة (١) طبرستان.

فأخبرني أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ أن عبد العزيز بن أحمد أجاز لهم ، أنا عبد الوهّاب بن جعفر ، أنا محمّد بن عبد الله الربعي ، أنا عبد الله بن أحمد الفرغاني ، نا محمّد بن جرير (٢) ، أخبرني أحمد (٣) بن زهير ، عن علي بن محمّد ، عن كليب بن خلف قال :

__________________

(١) استدركت على هامش الأصل.

(٢) رواه الطبري في تاريخه ٦ / ٥٣٥ ـ ٥٣٦.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : «محمد» والمثبت عن «ز» ، وم ، ود ، وتاريخ الطبري.

٢٧٦

ثم غزا مصقلة خراسان أيام معاوية في عشرة ألف وأصيب وجنده (١) بالرويان (٢) ، وهي متاخمة طبرستان ، فهلكوا في وادي (٣) من أوديتها ، أخذ العدو بمضائقة ، فقتلوا جميعا ، فهو يسمى وادي مصقلة.

قال : وكان يضرب به المثل ، يعني كان يقال : حتى يرجع مصقلة من طبرستان ، والله أعلم.

[ذكر من اسمه](٤) [مضارب](٥)

٧٤٥١ ـ مضارب بن حزن أبو عبد الله التميمي المجاشعي البصري (٦)

حدّث عن أبي هريرة ، ومعاوية ، وأم الدرداء ، ومرثد بن ظبيان السّدوسي.

روى عنه : سعيد بن إياس الجريري ، وخالد بن سمير السّدوسي ، وقتادة بن دعامة.

ووفد على معاوية.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر ، أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد ، أنا أبو طاهر بن خزيمة ، أنا جدي أبو بكر ، نا محمّد بن عبد الأعلى ، نا بشر بن المفضّل ، نا الجريري ، عن مضارب بن حزن ، عن أبي هريرة قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا عدوى ولا هامة ، وخير الطير الفأل ، والعين حقّ» [١٢١١٠].

قال : وأنا جدي ، نا محمّد بن بشّار ، حدّثني هشام بن عبد الملك أبو الوليد ، نا حمّاد ابن سلمة ، عن سعيد الجريري ، عن أبي عبد الله ، عن أبي هريرة.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا عدوى ، ولا طيرة ، ولا هام ، وخير الطير الفأل ، والعين حقّ» [١٢١١١].

__________________

(١) تحرفت بالأصل و «ز» ، وم ، ود إلى : وحده ، والمثبت عن تاريخ الطبري.

(٢) الرويان : مدينة كبيرة من جبال طبرستان ، وكورة واسعة (معجم البلدان).

(٣) كذا بإثبات الياء في «وادي» في الأصل وم ، و «ز» ، ود.

(٤) زيادة منا.

(٥) زيادة عن د ، و «ز» ، وم.

(٦) ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ١٣٤ وتهذيب التهذيب ٥ / ٤٥٢ والجرح والتعديل ٨ / ٣٩٣ وطبقات ابن سعد ٧ / ١٨٩ والتاريخ الكبير ٨ / ١٩ ومضارب : بضم أوله وكسر الراء ، قاله في المغني. وحزن : بفتح المهملة وسكون الزاي ، كما في تقريب التهذيب.

٢٧٧

قال أبو بكر بن خزيمة : أبو عبد الله هذا هو الحسري.

[قال ابن عساكر :](١) كذا قال ابن خزيمة ، وقد ..... (٢) البخاري في تاريخه ؛ إلّا أن أبا عبد الله هو مضارب بن حزن.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي التميمي ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله ابن أحمد ، حدّثني أبي (٣) ، نا إسماعيل ، أنا سعيد الجريري ، عن مضارب بن حزن قال : قلت ـ يعني ـ لأبي هريرة : هل سمعت من خليلك شيئا تحدّثنيه؟ قال : نعم ، سمعته ، ثم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا عدوى ، ولا هامة ، وخير الطير الفأل ، والعين حقّ» [١٢١١٢].

أخبرناه أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا وهب بن بقية ، أنا خالد ، عن الجريري ، عن مضارب ، عن أبي هريرة قال :

قلت : هل سمعت من خليلك حديثا يحدّثه؟ قال : نعم ، سمعته صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا عدوى ولا طيرة ، وخير الطير الفأل ، والعين حقّ ، ويوشك الصليب أن يكسر ، ويقتل الخنزير ، وتوضع الجزية» [١٢١١٣].

أنبأنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنّا ، قالا : قرئ على أبي محمّد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٤) ، أنا أحمد بن إبراهيم العبدي ، عن عبيد الله بن ثور ، حدّثني سعيد بن زيد ، عن سعيد الجريري ، عن مضارب بن حزن التميمي ، قال :

قلنا لمعاوية : كيف وجدتم من أوفدنا إليكم من قرائنا؟ قال : يثنون ويتقفّعون (٥) ، يدخلون بالكذب ، ويخرجون بالغش غير رجل واحد ، فإنه رجل نفسه ، قلنا : من هو يا أمير المؤمنين؟ قال : عامر بن عبد قيس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) كلمة غير واضحة في الأصل وم و «ز» وصورتها : «اننا» وفي «ز» : «أساء».

(٣) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٣ / ٥٤٠ رقم ١٠٣٢٥ طبعة دار الفكر.

(٤) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ١١١ ضمن أخبار عامر بن عبد الله بن عبد القيس.

(٥) غير مقروءة بالأصل وبقية النسخ ، والمثبت عن طبقات ابن سعد.

٢٧٨

زاد أبو البركات : وأبو الفضل بن خيرون قالوا : أنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، نا عمر بن أحمد ، نا خليفة بن خياط قال (١) :

مضارب بن حزن أحد بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن ، أنا يوسف بن أحمد ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح الأشعري قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة ، مضارب بن حزن العسرى (٢).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، نا إبراهيم بن أحمد بن الحسن ، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال : سمعت نوح بن حبيب يقول : مضارب بن حزن المازني ، سمع من علي ، وعثمان ، وأبي هريرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يوسف ، وأبو نصر بن البنّا ، قالا : قرئ على أبي محمّد الجوهري ، عن أبي عمر ابن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا ابن الفهم ، قالا : نا محمّد بن سعد (٣) ، قال في الطبقة الثانية من أهل البصرة : مضارب بن حزن من بني مازن ـ زاد ابن الفهم : وكان قليل الحديث ـ روى عن أبي هريرة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد ابن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (٤) :

مضارب بن حزن التميمي ، سمع أبا هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ، والعين حق» [١٢١١٤].

قاله محمّد بن يوسف ، نا سفيان ، عن الجريري ، عن مضارب ، وقال موسى بن إسماعيل : عن حمّاد بن سلمة ، عن الجريري ، عن أبي عبد الله ، عن أبي هريرة. ويقال : المدني.

__________________

(١) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٣٣٢ رقم ١٥٤٢.

(٢) كذا رسمها بالأصل ، وفي م ود : «العسرى» وفي «ز» : «القسيري» وفوقها ضبة.

(٣) طبقات ابن سعد ٧ / ١٨٩.

(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ١٩.

٢٧٩

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) :

مضارب بن حزن التميمي ، روى عن أبي هريرة ، ومعاوية ، روى الثوري عن الجريري عنه ، وروي عن حمّاد بن سلمة ، عن الجريري عن أبي عبد الله ، عن أبي هريرة ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول :

أبو عبد الله مضارب بن حزن التميمي ، سمع أبا هريرة ، روى عنه الجريري.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو طاهر أحمد بن علي ، وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار ، قالا : أنا أبو الفرج الحسين بن علي ، نا محمّد بن إبراهيم بن السري ، نا عبد الملك ابن بدر بن الهيثم ، نا أحمد بن هارون قال :

في الطبقة الثانية من الأسماء المنفردة ، وهم التابعون : مضارب بن حزن ، روى عنه الجريري ، بصري ، وقد سمي بهذا الاسم بعده.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو عبد الله مضارب بن حزن التميمي ، ويقال : المازني ، سمع أبا هريرة عبد الرّحمن ابن صخر ، روى عنه سعيد بن إياس الجريري ، حديثه في البصريين.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر علي بن هبة الله ، قال (٢) :

وأما حزن أوله حاء مهملة مفتوحة ، ثم زاي ساكنة ، ونون : مضارب بن حزن التميمي ، سمع أبا هريرة ، روى عنه سعيد الجريري.

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٣٩٣.

(٢) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٤٥٣ و ٤٥٤.

٢٨٠