خطط الشام - ج ٦

محمّد كرد علي

خطط الشام - ج ٦

المؤلف:

محمّد كرد علي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة النوري
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٤

(٤٤١) «خانقاه القصر» من إنشاء نور الدين أيضا سنة خمسمائة وثلاث وخمسين ، وهي تحت القلعة سميت بالقصر الذي كان هنالك من بناء شجاع الدين فاتك.

(٤٤٢) «خانقاه الست» أنشأتها زوجة نور الدين أم الملك الصالح إسماعيل سنة خمسمائة وثمان وسبعين ، وبنت إلى جانبها تربة دفنت بها ولدها الملك الصالح. ثم كثرت الخوانق والربط من ذاك العهد. وعد ابن الشحنة منها عدا ما تقدم خمسة وعشرين رباطا أنشئت في الدولتين النورية والصلاحية ثم في دولة المماليك ، وكلها قامت بأيدي أهل الخير من الملوك والأمراء والأميرات وبعض أرباب الدولة.

(٤٤٣) «خانقاه الملك المعظم مظفر الدين كوكبوري بن زين الدين علي كوجك صاحب إربل» في المحلة التي كانت تعرف بالسهيلة ثم عرفت بسويقة حاتم. هكذا في الدر المنتخب وهي تعرف بالزينية بزقاق يقال له زقاق الفرن ، مكتوب على بابها أنها جددت في دولة الملك الظاهر أبي المظفر ابن الملك الناصر يوسف بن أيوب ، وأن واقفها الأمير زين الدين علي ابن بكتكين سنة (٦٣٠). والآن فيها قبلية وست حجر.

(٤٤٤) «خانقاه بعرصة الفراتي» أنشأها مجد الدين أبو بكر محمد بن محمد الداية ابن نوشتكين المتوفى سنة خمسمائة وخمس وستين ، أخو نور الدين من الرضاع.

(٤٤٥) «خانقاه بمقام إبراهيم» أنشأها مجد الدين ابن الداية المذكور أيضا.

(٤٤٦) «خانقاه سعد الدين كمشتكين الخادم» مولى بنت الأتابك عماد الدين المتوفى سنة خمسمائة وثلاث وسبعين ، كانت ملاصقة للمدرسة الصلاحية (البهائية اليوم) ثم عرفت بالقلقاسية ويرجح أنها والآتية دخلتا في خان خيري بك.

(٤٤٧) «خانقاه طاوس» بجانب السابقة.

(٤٤٨) «خانقاه ابن التنبي» أنشأها الأمير عبد القاهر ابن عيسى المعروف بابن التنبي وقفها سنة (٦٣٩) عند وفاته ، وهي ذيل محلة العقبة والآن صارت دارين وتحتهما في حجرة قبر الواقف.

١٤١

(٤٤٩) «خانقاه الأمير علاء الدين طاي بغا» كانت دارا يسكنها فوقفها على الصوفية عند موته سنة (٥٥٠) وهي مما دخل في دار العدل ثم دثر وقام في محله المستشفى الوطني.

(٤٥٠) «خانقاه العجمي» أنشأها أبو بكر أحمد بن العجمي وكانت دارا يسكنها ، فوقفها أخوه الشيخ شرف الدين على الصوفية.

(٤٥١) «خانقاه حوشي» أنشأها بيرم مولى ست حارم بنت التعسنا (التعسلني) خالة صلاح الدين في دهليز دار الملك المعظم وتعرف بخانقاه حوشي.

(٤٥٢) «خانقاه بهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن رافع بن شداد» المتوفى سنة (٦٣٢) كانت دارا يسكنها فوقفها للصوفية.

(٤٥٣) «خانقاه الفطيسية» أنشأها مسعود بن عز الدين أيبك المعروف بفطيس المتوفى سنة (٦٤٩) وهو عتيق عز الدين فرخشاه ، وكانت في مدرسته المعروفة بهذا الاسم ثم دخلتا في دار العدل كما ذكر في خبر المدرسة.

(٤٥٤) «خانقاه سنقرجاه» وهي برأس زقاق البهاء قبلي دار العدل عمرت سنة (٥٥٤) ثم دثرت مع دار العدل ودخل الجميع في بناء المستشفى الوطني وما يليه.

(٤٥٥) «خانقاه الكاملية» مكتوب على بابها وقفت هذه الخانقاه فاطمة بنت الملك الكامل محمد توفيت سنة (٦٥٦) ، وهي في محلة الجلوم الكبرى في زقاق يسمى بزقاق الشيخ عبد الله ، ليس فيها اليوم سوى ثلاث حجر صغيرة مشرفة على الخراب.

(٤٥٦) «خانقاه بنت صاحب شيزر» وهو سابق الدين عثمان أنشأتها قبالة دورهم ، لا أثر لها وقد كانت في العرصة التي إلى شرقي جامع العادلية وقبلي خان الفرايين.

(٤٥٧) «خانقاه بدرب البنات» شمالي البيمارستان الكاملي وقفتها ست العراق ابنة نجم الدين أيوب بن شاذي عن ولدها سيف الدين سنة (٥٧٤) وهذا الدرب يعرف اليوم ببوابة خان القاضي من محلة باب قنسرين لا أثر لها.

١٤٢

(٤٥٨) «خانقاه بدرب البنات» كذلك أنشأتها زمرد خاتون وأختها ابنتا حسام الدين لاجين عمر بن النوري وأمها أخت صلاح الدين يوسف.

(٤٥٩) «خانقاه نور الدين» محمود بن زنكي ذكرها أبو ذر قال : أظنها أنشئت سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة ، قال ابن شداد : أظنها التي بجوار المدرسة الشاذبختية الجوانية، وفي هامش بخط محمد بن عمر الموقع أنها أصبحت تعرف بالشيجرية ، ليس لها أثر.

(٤٦٠) «خانقاه ضيفة خاتون» بنتها سنة خمس وثلاثين وستمائة داخل باب الأربعين تجاه مسجد حافظ عبد الرحمن بن الأستاذ ، هذه الخانقاه الآن بمحلة الفرافرة أمام جامع الزينبية ومدرسة الهاشمية ، تسمى الناصرية لأن على بابها أنها أنشئت زمن الناصر يوسف بن أيوب ، فيها إيوان عظيم ومحراب بديع ، وهي مائلة إلى الاندثار يسكنها بعض الفقراء من العبيد المعتقين.

(٤٦١) «خانقاه بنت والي قوص» مندثرة مجهولة المحل.

(٤٦٢) «خانقاه القوامية» كانت تجاه خانقاه ضيفة خاتون ، ليس لها أثر.

(٤٦٣) «خانقاه محمد بن عبد الملك بن المقدم» بدرب الحطابين الذي عرف بعد ذلك بدرب ابن سالار سنة أربع وأربعين وخمسمائة ، ودرب ابن سالار هو المعروف الآن بزقاق خان التتن من محلة الجلوم ، فيرجح أنها كانت بجانب مدرسة المقدمية التي مر ذكرها المنسوبة إلى محمد بن عبد الملك بن محمد الذي يظهر أنه ابن صاحب الخانقاه. لا أثر لها.

(٤٦٤) «خانقاه الشمسية» في رأس درب البازيار ملاصقة لبيت أبي ذر المؤرخ ، أنشأها أبو بكر أحمد وأوصى أخاه صاحب الشرفية أن يقفها على الصوفية ، الدرب المذكور يعرف الآن بزقاق الزهراوي.

(٤٦٥) «خانقاه الخادم» هي إلى جانب المتقدمة من شماليها وقفها الخادم من عتقاء بني العجمي على سكنى بني العجمي الإناث.

(٤٦٦) «خانقاه تجاه المتقدمة» لا يعلم لمن تنسب ولعلها هي ما جاء في بعض التواريخ أنها إنشاء جمال الدولة إقبال الظاهري ، قال أبو ذر عن هاتين الأخيرتين إن في كل قبرا ، والآن تحول جميع ذلك إلى دور مسكونة.

(٤٦٧) «خانقاه طغرل بك» هو الأمير شهاب الدين طغرل الأتابك

١٤٣

وهي في خارج باب الأربعين بالجبيل ، هي الآن مدرسة النجاة.

(٤٦٨) «خانقاه الدورية» أنشأها محمد بن جمال الدين يوسف الدوري عين التجار بحلب ووقف لها ابنه وقفا وهي موقوفة على شمس الدين الأطعاني ، كانت على شاطئ نهر قويق من جهة الناعورة ، وهي داثرة مكانها مجهول.

(٤٦٩) «خانقاه السحلولية» على شاطئ قويق قرب بستان حجازي وقفها كافل حماة الإسعردي على عبد الرحمن بن سحلول المتوفى سنة (٧٨٢) وجعل لها مدرسا هدمت في حادثة تيمور لا يعلم محلها.

(٤٧٠) «خانقاه الكاملة» أنشأته الكاملة زوجة علاء الدين بن أبي الرجاء خارج حلب.

(٤٧٢) «رباط» أنشأه سيف الدين علي بن سليمان بن جندر بالرحبة الكبيرة ، وكان في دار تعرف ببدر الدين محمود بن شكري الذي خنقه الملك الظاهر غازي ، هو مندثر الآن ويرجح أنه كان في محلة باب قنسرين تجاه جامع الكريمية.

(٤٧٣) «رباط» قرب مدرسة النورية التي تعرف أيضا بالنفرية ، كانت في محلة السفاحية تجاه المدرسة الصاحبية في الزاوية الغربية من الجنينة المعروفة اليوم بجنينة الفريق وهي مندثرة.

(٤٧٤) «رباطان» تحت القلعة للخدم أحدهما برأس درب الملك الحافظ ، والآخر اسمه الجمالية برأس زقاق المبلط بينه وبين السلطانية طريق ، وهذا من إنشاء جمال الدولة إقبال الظاهري في حدود الأربعين وستمائة.

(٤٧٥) «رباط قراسنقر» ذكره ابن خطيب الناصرية في ترجمة بانيه المتوفى سنة (٧٢٨) وقال : له وقف كبير ، وهو مندثر لا يعلم محله.

(٤٧٦) «رباط الخدام» تحت القلعة ، مندثر.

(٤٧٧) «رباط» بشرقي تربة ابن الصاحب أمام الظاهرية ، أنشئ في دولة الناصر حسين علي بن أحمد.

(٤٧٨) «رباط» بجانب مدرسة ضيفة خاتون في الفردوس ، أنشئ سنة (٦٣٣).

١٤٤

(٤٧٩) «رباط» قرب الظاهرية التي في خارج حلب ، أنشئ أيام يوسف الناصر.

(٤٨٠) «رباط للقلندرية» في داخل المدرسة المقدمية التي كانت في الفرافرة تجاه قسطل الملك العادل ، مندثر.

(٤٨١) «الثكنة العسكرية» أسسها إبراهيم باشا المصري (١٢٤٨) ثم أصلحت سنة (١٢٩٧) وتسمى بقشلة الشيخ يبرق لزاوية هذا الدفين بجانبها ، وهي في الجهة الشمالية الشرقية من حلب طولها ثلاثمائة وأربعون ذراعا وعرضها زهاء مائتين.

(٤٨٢) «ثكنة على قمة جبل البختي» بدئ بتأسيسها (١٣٣٠) ثم زيد عليها بعد انسحاب الترك زيادات ولم تزل غير كاملة.

وقد درس كثير من الرباطات في باب المقام وغيره.

(٤٨٣) «زاوية معروفة ببني الخشاب» مكتوب على حجر في جدارها : جدد عمارة هذه الزاوية المعروفة ببني الخشاب الحسن بن إبراهيم بن سعيد ابن الخشاب (٦٣٣) وفيها تربة كانت تسمى بالتربة الخشابية ، هي اليوم في زقاق اسمه زقاق أبي درجين من محلة الجلوم ، جددها في سنة (١٣١٥) مصطفى الهلالي وجعل لها حجرة درس ومنبرا.

(٤٨٤) «الزاوية الهلالية» في محلة الجلوم بزقاق الهلالية ، كانت مسجدا صغيرا قطنه هلال الرام حمداني ، ثم وسعت وصارت تقام فيها الجمعة والأذكار.

(٤٨٥) (زاوية البزازية) في الجلوم بزقاق خان البيض ، تصلى فيها الأوقات الجهرية ولها قبلية.

(٤٨٦) (الزاوية الكمالية) في محلة العقبة في زقاق الكيزواني.

(٤٨٧) (زاوية الأخضر) في محلة السفاحية تجاه جامع الموازيني وقفها الشيخ الأخضر ودفن فيها سنة (١٢٨٧).

(٤٨٨) (زاوية الشيخ تراب).

(٤٨٩) «زاوية الطواشي».

١٤٥

(٤٩٠) «زاوية النسيمي» تحت القلعة ، كانت مسجدا قديما جددها قانصوه الغوري (٩١٠).

(٤٩١) «الزاوية الجوشنية الاقصراوية» نسبة لمنشئها سنة (٧٤٧) علي الشيخ إبراهيم شهريار الكازروني.

(٤٩٢) «زاوية الصالحية» في سويقة الحجارين وتعرف بالقادرية أيضا ، وكانت قديما تعرف بالبهشنية من أقدم الزوايا متولوها بنو الحلوى.

(٤٩٣) «زاوية البيلوني» في سويقة حاتم صغيرة معطلة يسكنها الفقراء ، إنشاء أحد بني البيلوني.

(٤٩٤) «زاوية محيي الدين» في باب الجنين.

(٤٩٥) «زاوية الكيالي» في سويقة حاتم.

(٤٩٦) «زاوية الجعفرية» في زقاق فرن جقجوقة من سويقة حاتم أنشئت (٧٩٦).

(٤٩٧) «زاوية الهبراوي» في محلة الكلاسة كانت دارا وقفها محمد خير الهبراوي وسع ببعضها الجامع وجعل الباقي زاوية.

(٤٩٨) «زاوية لبني الهبراوي أيضا» كانت تسمى مسجد الراعي.

(٤٩٩) «زاوية في المقامات» مندرسة.

(٥٠٠) «زاوية محمد الأطعاني» البسطامي في محلة الشماعين من المشارقة أنشئت سنة (٧٠٠).

(٥٠١) «زاوية خضر» تجاه بستان الكلاب في جنوبي بستان إبراهيم آغا ، أنشأها بدر الدين بن زهرة متنزها ، ثم اغتصبها من بعده جلبان كافل حلب وجعلها زاوية سنة (٧٧٠) وهي مندثرة.

(٥٠٢) «زاوية للقادرية» تنسب للأمير جلبان أيضا على رأس باب الجنان ، منشأة سنة (٧٧٠).

(٥٠٣) «تكية المولوية» من أعظم التكايا ، أنشأها مرزا فولاذ ومرزا علوان فارسيان من أتباع شاه إسماعيل الصفوي ، ثم أحدث فيها زيادات كثيرة.

(٥٠٤) «زاوية» غربي قبلية جامع قارلق ، أنشئت سنة (١٢٠٧).

١٤٦

(٥٠٥) «زاوية الحربلي» في قارلق ، أنشأها علي الحربلي سنة (١٣١٢).

(٥٠٦) «زاوية الشيخ طه بطيخ» في قارلق أنشئت سنة (١٢٨٠).

(٥٠٧) «تكية الحداد» في محلة تاتارلر.

(٥٠٨) «زاوية للخلوتية» بالجانب الغربي من الجامع الأحمدي في محلة الدلالين ، وقف أحمد صديق.

(٥٠٩) «زاوية» بجانب سابقتها للطريقة النقشبندية للواقف المذكور.

(٥١٠) «زاوية لطريقة سعد اليماني» في محلة المشاطية.

(٥١١) «زاوية الشيخ بلال» في محلة البلاط.

(٥١٢) «زاوية بيت خير الله» في محلة بانقوسا.

(٥١٣) «زاوية قطليجا» في محلة محمد بك أنشئت سنة (٧٥٧).

(٥١٤) «زاوية أبي الجدايل» بزقاق المزوّق.

(٥١٥) «الزاوية الصيادية» أنشأها أبو الهدى الصيادي سنة (١٢٩٥) ثم زيدت إلى سنة (١٣٢٧).

(٥١٦) «التكية الإخلاصية» نسبة لإخلاص الخلوتي المتوفى سنة (١٠٧٤) عمرها له محمد باشا الأرناءوط.

(٥١٧) «تكية القرقلر» مبنية فوق مغارة الأربعين تحت القلعة.

(٥١٨) «زاوية الشيخ يبرق» في داخل الثكنة العسكرية ، أنشئت سنة (٦٧١).

(٥١٩) «تكية بابا بيرم» للقلندرية أنشئت سنة (٧٦٤).

(٥٢٠) «زاوية المصريين» في محلة اقيول.

(٥٢١) «زاوية هي مسجد الفرا» أنشئ في حدود الألف ، ثم اتخذ زاوية لبني الأنجق في محلة الألماحي.

(٥٢٢) «زاوية الشيخ عبد الله» هي مسجد في محلة الشرعسوس.

(٥٢٣) «زاوية تغري برمش» كافل حلب قرب جامع الأطروش ، أنشأها سنة (٨٤١).

(٥٢٤) «زاوية العقيلية» في محلة محب.

(٥٢٥) «تكية المخملجي» في ترب الغرباء ، أنشئت سنة (٦٤٣).

١٤٧

(٥٢٦) «تكية الشيخ أبي بكر» للطريقة الوفائية أسسها حمد بن عمر القاري في القرن العاشر.

(٥٢٧) «زاوية البعاج» في محلة الطبلة.

(٥٢٨) «زاوية الشيخ جاكير» هي مدفن الشيخ تشبه زاوية.

وفي حلب خانقاهات ومدارس وزوايا كثيرة اندثر معظمها ، جاء في ترجمة مظفر الدين صاحب إربل أنه بنى أربع خانقاهات للزمنى والعميان ودارا للأرامل ودارا للأيتام ودارا للملاقيط وخانقاهين للصوفية.

ربط القدس وزواياها :

كان في بيت المقدس عدة زوايا وربط منها :

(٥٢٩) «الزاوية المعظمية» وقد مر ذكرها في المدارس بقي منها غرفتان والباقي دارس.

(٥٣٠) «الزاوية الحنفية» بجوار المسجد الأقصى خلف المنبر وقفها صلاح الدين سنة (٥٨٧) على جلال الدين الشاشي ، ثم من بعده على من يحذو حذوه ، وقد وقف صلاح الدين نصف دار الأسبتار رباطا للمتصوفة وللوافدين من أهل الطريقة والمعرفة ، ونصفها مدرسة للمتفقهة ، وللطلبة المتعففة المتنزهة ، فجمع بين العلم والعمل ، وكتب الرزق لهم إلى كتاب الأجل ـ قاله العماد الكاتب ، ودار الاسبتار اليوم أو هذا الرباط الآن خراب بلقع.

(٥٣١) «الخانقاه الفخرية» داخل سور الحرم ، وبجوار جامع المغاربة ، واقفها أبو عبد الله محمد بن فضل ناظر الجيوش الإسلامية ، وكانت له أوقاف كثيرة وبر وإحسان لأهل العلم (٧٣٢) ولا تزال عامرة إلى يومنا هذا وهي زاوية ودار سكن.

(٥٣٢) «الرباط الزمني» بباب المتوضإ تجاه المدرسة العثمانية. واقفه الخواجا شمس الدين محمد بن الزمن وكان بناؤه في سنة إحدى وثمانين وثمانمائة.

(٥٣٣) «رباط كرد» بباب الحديد بجوار السور تجاه المدرسة الأرغونية ، واقفه المقر السيفي كرد في (٦٩٣) استحال الآن دار سكن.

(٥٣٤) «الزاوية الوفائية» بباب الناظر تجاه المدرسة المنجيكية وعلوها

١٤٨

دار من معاليما تعرف بدار الشيخ شهاب الدين بن الهائم ، ثم عرفت ببني الوفا لسكناهم بها، وتعرف قديما بدار معاوية ، وهي الآن دار سكن.

(٥٣٥) «الزاوية الشيخونية» بالقرب من الصلاحية عند سويقة باب حطة ، واقفها الأمير قطيشا بن علي من رجال حلقة دمشق ، جعل نظرها لنفسه ثم من بعده لولده شيخون ، فسميت بالشيخونية تاريخ وقفها (٧٦١).

(٥٣٦) «الرباط المارديني» بباب حطة مقابل الكاملية وهي بجوار التربة الأوحدية ، وقفه منسوب لامرأتين من عتقاء الملك الصالح صاحب ماردين ، وشرطه أن يكون لمن يرد من ماردين تاريخ وقفه (٧٦٣) وهو موجود.

(٥٣٧) «الزاوية المهمازية» غرب المدرسة المعظمية من الغرب ، منسوبة للشيخ كمال الدين المهمازي ، ووقفت على مربع من الملك الصالح إسماعيل بن الناصر محمد بن قلاوون في (٧٤٥) وهي معروفة.

(٥٣٨) «الرباط المنصوري» بباب الناظر ، وقف قلاوون الصالحي (٦٨١). كان سجنا في عهد الأتراك واليوم ينزله فقراء السودان.

(٥٣٩) «رباط علاء الدين البصير» تجاه الرباط المنصوري واقفه ، علاء الدين آيدغدي (٦٦٦).

(٥٤٠) «الزاوية المحمدية» بجوار البارودية من جهة الغرب ، واقفها محمد بن زكريا الناصري سنة (٧٥١) وهي خراب.

(٥٤١) «الزاوية اليونسية» مقابل البارودية ، ونسبتها للفقراء اليونسية ، مجهول واقفها وهي موجودة.

(٥٤٢) «زاوية الطواشية» بحارة الشريف وتعرف قديما بحارة الأكراد ، واقفها محمد بن جلال الدين عرب سنة (٧٥٣).

(٥٤٣) «زاوية المغاربة» بأعلى حارتهم ، وقف عمر بن عبد الله المصمودي المجرد سنة (٧٠٣).

(٥٤٤) «زاوية البلاسي» بظاهر القدس من جهة القبلة ، وهي قديمة نسبتها لأحمد البلاسي.

(٥٤٥) «زاوية الأزرق» بظاهر القدس من جهة القبلة شرقي زاوية البلاسي ، نسبتها لإبراهيم الأزرق (٧٨٠) وتعرف أيضا بزاوية السرائي.

١٤٩

(٥٤٦) «زاوية الدركاه» بجوار البيمارستان الصلاحي ، وكانت في زمن الفرنج دار الاسبتار ، وهي من بناء هيلانة أم قسطنطين التي عمرت كنيسة القيامة. واقفها الملك المظفر شهاب الدين غازي صاحب ميافارقين وذلك في سنة (٦١٣) قسم منها داخل في كنيسة الألمان (الدباغة) والباقي خراب.

(٥٤٧) «زاوية الشيخ يعقوب العجمي» بالقرب من القلعة ، وهي كنيسة من بناء الروم تلاشت أحوالها.

(٥٤٨) «الخانقاه الصالحية» علو كنيسة القيامة وقف صلاح الدين على الصوفية (٥٨٥) وهي موجودة.

(٥٤٩) «زاوية الجثنية» كانت بجوار المسجد الأقصى ، وقفها صلاح الدين على جلال الدين الشاشي الزاهد ولا يعرف عنها شيء.

(٥٥٠) «الزاوية الحمراء» بالقرب من الخانقاه الصلاحية بجوار جامع عمر ، منسوبة للفقراء الوفائية وهي باقية.

(٥٥١) «الزاوية الميمونية» بجوار باب الساهرة ، وهي كنيسة من بناء الروم ، واقفها ميمون القصري (٥٩٣) دخلت في المدرسة المأمونية.

(٥٥٢) «الزاوية اللؤلؤية» بباب العمود أحد أبواب المدينة وهي وقف بدر الدين لؤلؤ غازى واقف اللؤلؤية المتقدم ذكرها.

(٥٥٣) «الزاوية البسطامية» بحارة المشارقة (١) واقفها عبد الله البسطامي وكانت موجودة قبل (٧٧٠).

(٥٥٤) «زاوية الصمادية» بجوار البسطامية من جهة الشمال ، وهي بلصق درج البراق سد بابها في المئة التاسعة.

(٥٥٥) «زاوية الهنود» بظاهر باب الأسباط ، وهي قديمة كانت للفقراء الرفاعية ثم نزل بها طائفة الهنود فعرفت بهم.

(٥٥٦) «زاوية الجراحية» بظاهر القدس من جهة الشمال ، نسبة لواقفها الحسين بن شرف الدين عيسى الجراحي (٥٩٨).

__________________

(١) قال الزوزني : والنصارى الشرقيون في القدس أصلهم من أرض البلقاء وعمان عرفوا بالمشرقيين لأنهم من شرقي القدس ولما استوطن بيت المقدس منهم من استوطنه سكنوا محلة هي شرقي القدس تعرف بمحلة المشارقة.

١٥٠

(٥٥٧) «تكية خاصكي سلطان» أنشأتها أم السلطان سليمان ، ولا تزال عامرة تفرق الحساء والخبز ، ولا يزال يأخذ قسم من وجهاء القدس وأشرافها هذه الصدقة والإحسان.

الربط والزوايا في المدن الصغرى :

في خليل الرحمن لعهدنا ثلاث تكايا وزوايا وهي :

(٥٥٨) «تكية سيدنا الخليل» لها مخصصات من دائرة الأوقاف وتعمل الحساء والطعام.

(٥٥٩) «زاوية الأشراف» تقوم الأوقاف بالإدرار عليها.

(٥٦٠) «زاوية أبي بكر الشبلي» تدر عليها الأوقاف معاوناتها.

(٥٦١) «الزاوية القادرية».

(٥٦٢) «زاوية الشيخ سعيد».

(٥٦٣) «زاوية المجاهد».

(٥٦٤) «زاوية حارة قيطون».

(٥٦٥) «زاوية الشيخ الجعبري».

(٥٦٦) «زاوية الشيخ الخيري».

وفيها زوايا خاصة لإقامة الذكر ووضع أنواع الأعلام وما يتبعها ويجلسون فيها ويضيفون.

وكان في الخليل على عهد مجير الدين الحنبلي (٥٦٧) «زاوية الشيخ عمر المجرد» و (٥٦٨) «زاوية المغاربة» بجوار عين الطواشي و (٥٦٩) «زاوية الشيخ علي البكا» و (٥٧٠) «زاوية القواسمة» نسبة لأحمد القاسمي الجنيدي من ذرية أبي القاسم الجنيد وهو مدفون بها و (٥٧١) «الرباط المنصوري» تجاه باب القلعة ، وقف الملك منصور قلاوون. و (٥٧٢) «زاوية الشيخ إبراهيم المزي» بين حارتي الأكراد والدارية و (٥٧٣) «زاوية الشيخ عبد الرحمن الأرزرومي» في حارة الأكراد. و (٥٧٤) «زاوية البسطامية» بجوار المسجد الجاولي من جهة الشمال و (٥٧٥) «زاوية السمانية» بجوار زاوية الشيخ عمر المجرد. و (٥٧٦) «زاوية أبي عقافة» و (٥٧٧) «رباط الطواشي» و (٥٧٨) «زاوية شيخون» و (٥٧٩) «رباط مكي» و (٥٨٠) «زاوية الشيخ رضوان» و (٥٨١) «زاوية الشيخ خضر» و (٥٨٢) «زاوية الصلاطقة»

١٥١

بجوار البركة ، وهي داخل زاوية الأدهمية و (٥٨٣) «زاوية الرامي» و (٥٨٤) «زاوية الشيخ علي كنعوش الأدهمي» و (٥٨٥) «زاوية الشيخ محمد البيضة» و (٥٨٦) «زاوية الموقع» و (٥٨٧) «زاوية الشيخ إبراهيم الحنفي» و (٥٨٨) «رباط الجماعيلي» و (٥٨٩) «زاوية الخضر» بالقرب من متوضإ المسجد و (٥٩٠) «زاوية الحدابنة» و (٥٩١) «زاوية القادرية» بظاهر البلد.

ومن ربط فلسطين (٥٩٢) «الخانقاه الصلاحي» في قرية حطين ، إنشاء السلطان صلاح الدين ولم يبق منه الآن إلا مطبخه وأنقاضه.

ومنها (٥٩٣) «خانقاه الرملة» مهدم غير معلوم أثره.

وفي أنطاكية ٥ تكايا وفي إدلب وعملها ١٥ تكية وزاوية ، وفي كل من حارم وبيلان والجسر تكية ، وفي كل من جبل سمعان ومنبج تكيتان. وفي حماة الزاوية الكيلانية ، بنى الجامع القبلي منها ياسين الكيلاني (١١١٨) ولم يعرف اسم بانيها الأول. وفيها رباط مرتضى الكيلاني ورباط محمد الحريري ورباط السبسبي ورباط الكيالي. ومما كان في حماة ويصح أن يعين في جملة الربط دار الإكرام ، كانت معدة للضيافة وسكنى الملوك ، خربت وصار محلها مدابغ وأنشأ فيها مبارز الدين أقوش دارا لضيافة الملوك وهي مما خرب. وكان فيها دار الضيافة المسماة بالطيارة الحمراء على سور باب النقفي والطيارة الحمراء كانت فوق القبو ، والباسطية شرقي الجامع النوري. وكان في حماة أيضا دار الفرح كانت وقفا للأفراح ، فمن أراد أن يتزوج مثلا يأخذها من متوليها وكان فيها ٣٥ بيتا وهي اليوم بيوت السادة الكيلانية. وفي ربض حمص زاوية قام بإنشائها أبو الهدى الصيادي ولكنها لم تتم وهي حسنة البناء والطراز.

وكان في حمص (دار صدقة) لأبي عبد الله صالح بن ثوبان من عبيد الرسول وهو الذي روى في مسجد دمشق : أنا الذي صببت الماء على يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأعطيته قدحا فأفطر.

وفي طرابلس ٨ تكايا وزوايا للخلوتية والقادرية والرفاعية والشاذلية والنقشبندية. وفي عكار تكية واحدة ، وفي اللاذقية ٤ تكايا وزوايا.

١٥٢

مراقد العظماء ربط وخوانق :

هذه أسماء من هلك في أرض الشام من الصحابة الكرام : أبي بن كعب. أبو الدرداء. أبو أمامة. أبو عبيدة. أبو هاشم بن عتبة. أوس بن أوس. بلال الحبشي. تميم الداري. جعفر بن أبي طالب. جبارة بن مالك. الحارث بن هشام. الحباب بن منذر. حرملة بن زيد. خالد بن الوليد (؟). خزيمة بن ثابت زيد بن حارثة. سعد بن عبادة. سبرة بن فاتك. سهيل الأنصاري. سهيل بن عمرو. شرحبيل بن حسنة. وشمعون وصهيب الرومي. الضحاك ابن قيس. ضرار بن الخطاب. ضرار بن الأزور. عبد الله بن حوالة. عبدون ابن السعدي. عبد المطلب الهاشمي. عبد الله بن سعد. عبد الله بن رواحة. عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق. محمد بن أبي حذيفة. مدرك الفزاري. معاوية بن أبي سفيان ، المقدام بن معدي كرب. معاذ بن جبل. واثلة بن الأسقع. عبد الرحمن بن عوف. فضالة بن عبيد.

أكثر مراقد العظماء من الصحابة والتابعين والعلماء العاملين والزهاد أشبه بزوايا وتكايا يقصدها الناس للزيارة والتبرك وإن كان منها ما لم يثبت أن فلانا بعينه دفنت تجاليده في البقعة التي يعنونها. فمن المقامات والمزارات قبر يحيى بن زكريا والحسين بن علي في الجامع الأموي بدمشق ، وقبر صلاح الدين يوسف بن أيوب شمالي هذا الجامع ، ومقام ذي الكفل وهود في سفح جبل قاسيون بدمشق ، ومقام زين العابدين وبلال الحبشي وبلال بن حمامة وخديجة ورقية وأم كلثوم وأم حبيبة وزينب الكبرى والسيدة سكينة وغيرهم في مقبرة باب الصغير بدمشق. ومقام أبي الدرداء في قلعة دمشق. ومقام حجر بن عدي في مسجد الأقصاب بدمشق. ومقام شريح بن حسنه وخولة وأبي وضرار وبنت الأزور والبدر الغزي والشيخ رسلان في باب توماء وباب شرقي بدمشق. وزيد بن ثابت في باب السريجة. وشمعون ابن خناقة في حي الشاغور. وصهيب الرومي وتقي الدين الحصني وغيرهما في الميدان. وعدي بن مسافر في بستان الورد ، والشيخ السروجي في الشاغور. وعبد الرحمن الكردي في حي العمارة. وعبد الرحمن بن أبي بكر وكمال

١٥٣

الدين الحمزاوي وعبد الرحمن الدحداح والشهاب المنيني والشهاب العطار في مقبرة مرج الدحداح. ومقام محيي الدين بن عربي وعبد الغني النابلسي وأصحاب الكهف وعائشة الباعونية بصالحية دمشق. ونور الدين الشهيد والإمام ابن دقيق العيد في سوق الخياطين. ومقام سعد بن عبادة في المنيحة. وعبد الله بن سلام في سقبا. والشيخ حرملة في جوبر. ومقام حزقيل في داريا. ودحية الكلبي في المزة. وهذه القرى الخمس من قرى غوطة دمشق. وتميم الداري في قرية الطيبة. والشيخ حسن الراعي في قطنا. ومعاذ بن جبل في القصير. والشيخ جندل في منين. ومقام السلطان أبي يزيد البسطامي في المرج. ومقام أيوب وسعد الأسود في قرية الشيخ سعد في حوران. وسلمان الفارسي في قرية السهوة. ومقام عكاشة في الجولان. والمقداد بن الأسود في تل المقداد. وسعد الدين الجباوي في جبة. وعمار بن ياسر في اللجاة. وقبر أبي عبيدة ابن الجراح ومعاذ بن جبل في الغور. ومقام جعفر بن أبي طالب وعبد الله ابن رواحة وزيد بن حارثة قرب قرية مؤتة في المزار من عمل الكرك.

ومقام الإمام الأوزاعي في بيروت ، ومقام يوشع وشمعون في صور ، ومقام هرون ويعقوب في صفد ، ومقام الخضر والياس في حيفا. ومقامات شعيب والسيدة سكينة ومعاذ بن جبل ونصر الدين الطيار في طبرية. ومقامات صالح وأبي عتيبة في عكا. ومقامات العزير ولوط ويونس في الناصرة. ومقامات يعقوب وأولاده والخضر والشيخ مسلم وبشير ومسعود ورجال العمود والشيخ بدر والسلطان عماد الدين في نابلس. ومقامات دانيال ويامن ومعاوية وإسكندر ذي القرنين وابن سيرين والشيخ حمدان وغيرهم في جينين. ومقامات يامن وشمعون ويعقوب والياس وأبي خميس وأبي شعير وعامر وعمار وعدنان في بني صعب. ومقامات يحيى وذي الكفل ويوشع وناتون وإبراهيم وشيث والشيخ أبي الجود وأبي رماح وأبي عابد والجنيد والدجاني في جماعيل. ومقامات زكريا ويوسف وأنبياء بني إسرائيل والشيخ حاتم وغانم المقدسي في المشاريق. ومقامات الشيخ زين ونصر الله في الشعراوية. ومقامات إبراهيم بن أدهم وأبي يزيد البسطامي في وادي الشعير. ومقامات خالد بن الوليد وعمر بن عبد العزيز وأبي أمامة الباهلي وأبي ذر الغفاري

١٥٤

والنعمان بن بشير في حمص والمعرة وما إليهما. ومقام الشيخ أبي الليث السمرقندي والشيخ علوان في حماة.

ذكر مجير الدين قبة راحيل والدة يوسف الصديق إلى جانب الطريق بين بيت لحم وبيت جالا. وبظاهر الرملة من جهة الغرب بالقرب من البحر مشهد يقال له روبيل بن يعقوب. وبظاهر لدّ من جهة الشرق مشهد عبد الرحمن ابن عوف الصحابي ، وبظاهر القدس في قرية العازرية مشهد العازار. وقبر شمويل بقرية ظاهر القدس من جهة الشمال على طريق الرملة في قرية رامة.

وللشيعة عدة مقامات في حلب وأرجائها وفي غيرها نسبت لعلي بن أبي طالب وللحسن وللحسين. كما أن للخضر عدة مقامات في كثير من الأرجاء ويشترك في تعظيمها النصارى والمسلمون غالبا. ـ ومما ذكره ابن الشحنة من المقامات القديمة في حلب مسجد النور بالقرب من باب قنسرين كان أبو نمير عبد الرزاق بن عبد السلام (٤٢٥) يتعبد فيه تنذر له النذور ويزار. ومسجد الغضايري ويعرف بمسجد شعيب وقبر كليب العابد ومسجد الأنصاري والمشهد الآخر في رأس جبل جوشن ومشهد قرية براق ومقام إبراهيم الخليل في قرية نوابل وكلتاهما من عمل حلب.

وبقرية روحين من جبل سمعان مشهد فيه ثلاثة قبور : الأوسط منها قبر قس بن ساعدة الأيادي ، والقبران الآخران قبرا سمعان وشمعون من الحواريين ، وقيل : كانا من المتوحدين الرهبان. وبجبل برصايا من عمل اعزاز قبر برصيصا أي مقصورة العابد. وبقورس قبر أوريا. وبمنبج مشهد خالد ابن سنان العبسي صاحب الأخدود. وبجبل بزاعا من غربي الباب مشهد يطل على الباب. وبجبل الطور المجاور لقنسرين مقام يقال : إنه مقام النبي ، وبدير سمعان من عمل المعرة قبر عمر بن عبد العزيز ووراءه قبر الشيخ أبي زكريا يحيى بن منصور. وبجبلة قبر إبراهيم بن أدهم الزاهد. ومعظم هذه المزارات ما زالت معروفة يختلف إليها الناس وقام عليها شبه زوايا أو تكايا. وفي عبيه من شوف لبنان مزار الأمير جمال الدين عبد الله التنوخي يزوره معظم الطوائف الإسلامية وعليه مدرسة.

١٥٥

المستشفيات والبيمارستانات

مستشفيات دمشق :

إقامة دور للبائسين ومآوي للضعفاء وأصحاب العاهات والزمانات من أمارات الحضارة ودلائل ارتقاء الإنسان في العطف على من خانتهم الطبيعة. روى البلاذري أن عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه مرّ عند مقدمه الجابية من أرض دمشق بقوم مجذمين من النصارى فأمر أن يعطوا من الصدقات وأن يجرى عليهم القوت. ووقف عثمان بن عفان محلة سلوان في ربض القدس على ضعفاء البلد. وأول من اتخذ المستشفيات صدر الإسلام الوليد بن عبد الملك ، فإنه أقام في دمشق على ما يروى مستشفى للمجذومين بالقرب من الباب الشرقي في محل يسمى الآن بالأعاطلة ، ذلك لأن في ماء دمشق على ما قالوا خاصية دفع مرض الجذام عن أهلها فلا يصيبهم إلا في الندر ، وإذا حل الغريب المصاب به تكسر عنه عاديته أو يتوقف سيره في جسمه. قال ابن عساكر : كان الوليد عند أهل الشام من أفضل خلفائهم ، فرض للمجذومين وقال : لا تسألوا الناس ، وأعطى كل مقعد خادما وكل أعمى قائدا. وذكر بعضهم أن الوليد لما ولى إسحاق بن قبيصة الخزاعي ديوان الزمنى بدمشق قال : لأدعن الزمن أحب إلى أهله من الصحيح ، وكان يؤتى بالزمن حتى توضع في يده الصدقة. وفي سنة (١٦٢) أمر المهدي أن يجرى على المجذمين وأهل السجون في جميع الآفاق. وبذلك عرفنا أن القوم يخصون المجذمين بأماكن خاصة لئلا تسري العدوى منهم إلى غيرهم. أما المستشفيات فللأمراض الأخرى.

ولقد كان بدمشق ثلاثة مستشفيات أو بيمارستانات ـ والبيمارستان

١٥٦

كلمة فارسية مركبة معناها محل المرضى ـ الأول (٥٩٥) أنشأه نور الدين محمود بن زنكي كما أنشأ غيره في الشام. وكان بيمارستان دمشق أعظمها وأكثرها خرجا ودخلا. قال صاحب الروضتين بلغني في أصل بنائه نادرة وهي أن نور الدين رحمه‌الله وقع في أسره بعض أكابر ملوك الإفرنج فقطع على نفسه في فدائه مالا عظيما فشاور نور الدين أمراءه فكل أشار بعدم إطلاقه لما كان فيه من الضرر على المسلمين ، ومال نور الدين إلى الفداء بعد ما استخار الله تعالى فأطلقه ليلا ، فلما بلغ الفرنجي مأمنه مات ، وبلغ نور الدين موت الفرنجي فبنى بذلك المال هذا البيمارستان ومنع المال الأمراء لأنه لم يكن عن إرادتهم. تولى بناءه كمال الدين الشهرزوري وكان الحاكم المتحكم في الدولة النورية بدمشق ، وهو الذي تولى بناء أسوارها وسنّ دار العدل لتنفذ أحكامه بحضرة السلطان فلا يبقى عليه مغمز وملمز.

وذكر ابن جبير أنه كان في القرن السادس بدمشق مارستانان قديم وحديث ، والحديث أحفلهما وأكبرهما وجرايته في اليوم نحو الخمسة عشر دينارا وله قومة بأيديهم الأزمة المحتوية على أسماء المرضى وعلى النفقات التي يحتاجون إليها في الأدوية والأغذية وغير ذلك ، والأطباء يبكرون إليه في كل يوم ويتفقدون المرضى ويأمرون بإعداد ما يصلحهم من الأدوية والأغذية حسبما يليق بكل إنسان منهم ، والمارستان الآخر على هذا الرسم لكن الاحتفال في الجديد أكثر. وأغلب الظن أن البيمارستان الكبير هو النوري ، والآخر غيره (١) (٥٩٦) كان في باب البريد وخدم في هذا رشيد

__________________

(١) قال الظاهري : وفي دمشق بيمارستان لم ير مثله في الدنيا قط. واتفقت نكتة أحببت ذكرها وهي أني دخلت دمشق في سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة وكان يصحبني شخص عجمي من أهل الفضل والذوق واللطافة ، وكان قاصد الحج في تلك السنة وألف مناسك الحج على أربعة مذاهب ، فلما دخل البيمارستان المذكور ونظر ما فيه من المأكل والتحف واللطائف التي لا تحصر قصد اختبار حال البيمارستان المذكور ، فتضاعف وأقام به ثلاثة أيام ورئيس الطب يتردد إليه ليختبر ضعفه ، فلما جس نبضه وعلم حاله وصف له ما يناسبه من الأطعمة الحسنة والدجاج المسمنة والحلواء والأشربة والفواكة المتنوعة ، ثم بعد ثلاثة أيام كتب له ورقة من معناها أن الضيف لا يقيم فوق ثلاثة أيام. وهذا في غاية الحذاقة والظرافة. وقيل : إن البيمارستان المذكور منذ عمر لم تطفأ فيه النار اه.

١٥٧

الدين بن علي بن خليفة وعز الدين السويدي من الأطباء المشهورين.

وفي شذرات الذهب أن المارستان الصغير بدمشق أقدم من المارستان النوري كان مكانه في قبلة مطهرة الجامع الأموي وأول من عمره بيتا وخرب رسوم المارستان منه أبو الفضل الاخنائي ثم ملكه بعده أخوه البرهان الأخنائي وهو تحت المأذنة الغربية بالجامع الأموي من جهة الغرب ، وينسب إلى أنه عمارة معاوية أو ابنه.

أما المستشفى الثالث (٥٩٧) فهو المستشفى القيمري في الصالحية بجوار جامع محيي الدين بن عربي نسبة لمنشئه أبي الحسن القيمري المتوفى سنة (٦٥٣) ، وواجهة الباب من أجمل الأبواب هندسة ، وقد رمّه حسن باشا المعروف بشور يزي حسن ونظر إلى أوقافه وأقام شعائره كما فعل في البيمارستان النوري ، وقد رمم في العهد الأخير وأعيد إلى ما كان عليه.

وقرأت في كتاب الجوامع والمدارس صورة وقف البيمارستان القيمري فإذا فيه : هذا وقف أبي الحسن بن أبي الفوارس القيمري على بيمارستانه في الصالحية على معالجة المرضى والمعاجين والأشربة وأجرة الطبيب ، يصرف إلى الطبيب في كل شهر لواحد سبعون درهما ونصف غرارة من قمح ، والأدنى ستون درهما ونصف غرارة قمح ، وللمشارف في كل شهر أربعون درهما ونصف غرارة قمح ، وللكحال في كل شهر خمسة وأربعون درهما ونصف غرارة قمح ، وللحوائج في كل شهر ثلاثة عشر درهما وربع غرارة قمح ، وإلى ثلاثة رجال يقوم لكل من الرجال في كل شهر ثلاثة عشر درهما وسدس غرارة قمح ، ولمن يقوم بمريضات النساء والمجنونات في كل شهر لكل واحدة عشرة دراهم وسدس غرارة قمح ، وإلى الشراب وبائعه لعمل الأشربة والمعاجين في كل شهر ستة وعشرون درهما وثلث غرارة قمح ، ولأمين المشارفين والمتولين في الوقف إلى كل واحد في كل شهر ستون درهما وغرارة قمح وغرارة شعير ، وللإمام في كل شهر أربعون درهما وثلث غرارة قمح ، وللمعمار المرتب لعمارته في كل شهر ثلاثة عشر درهما وسدس غرارة قمح ، ويكون بوابا ، وللحوايج في كل شهر ثمانية دراهم وسدس غرارة ، وللناظر العشر عن المغل ، وريع الوقف ويصرف إلى رجلين اثنين

١٥٨

بخدمة البيمارستان عن ثمن قدور ونحاس وفرش ولحف ومخدة ، وفي كل شهر إلى قيمه والمؤذن بالمسجد بقرب البيمارستان خمسة وعشرون درهما ، فإن فضل يصرف إلى فكاك الأسارى من الكفار ، وبعد ذلك عاد وقفا على الفقراء. وتاريخ الوقفية سنة (٦٥٢) وتاريخ المسجد سنة (٨٨٠) ثم ذكر القرى والبساتين والحوانيت والطواحين التي وقفها على بيمارستانه.

وظل المستشفى النوري عامرا إلى سنة (١٣١٧ ه‍) وكان أطباؤه وصيادلته لا يقلون عن عشرين رجلا حتى قامت بلدية دمشق بإنشاء مستشفى للغرباء (٥٩٨) في الجانب الغربي من التكية السليمانية المطلة على المرج الأخضر ، وجمعت له إعانات وأخذ مبلغ من واردات البلدية وأوقاف المستشفى النوري واحتفل في ١٥ ذي القعدة (١٣١٧) بافتتاح المستشفى الجديد وخصصت أوقاف المستشفى النوري ومبلغ خمسمائة ليرة تؤخذ مسانهة من ريع البلدية تصرف على المستشفى الذي سمي بادئ بدء بالمستشفى الحميدي نسبة إلى السلطان الذي بني في عهده. أما بناية المستشفى النوري فقد جعلت مدرسة وواجهتها لا تزال بحالها وفيها بعض الحجر والنوافذ من البناء القديم ، والغالب أن الأيام سطت على بقية البناء فتغيرت معالمه. وقد رمت واجهته مؤخرا.

وزاد المستشفى الجديد رونقا ورواء مقبرة الصوفية التي ضمت إليه وجعلت حديقة للمستشفى. وقد سمي المستشفى على عهد الحكومة العربية بالمستشفى الوطني وأقيمت مدرسة الطب بجانبه والحكومة متكفلة بالإنفاق عليه.

وفي دمشق لهذا العهد عدة مستشفيات ، الأول :

(٥٩٩) «المستشفى العسكري» وهو من بناء إبراهيم باشا المصري في القرن الماضي.

(٦٠٠) «المستشفى الأسكتلندي» وفي ١١ ذي القعدة ١٣١٥ (٢٤ أيار ١٨٩٩) احتفلت جمعية اسكتلندا الإنكليزية بافتتاح المستشفى الذي أسسته في أرض الزينبية على طريق بغداد وهو على غاية من حسن الهندسة وجمال الحديقة وسعتها.

(٦٠١) «المستشفى اللعازري» بنته أخوية اللعازريين الإفرنسية قبالة المستشفى الاسكتلندي وهو حسن البناء والنظام أيضا.

١٥٩

(٦٠٢) «مستشفى الراهبات اللعازريات» وهو قديم قرب مدرسة اللعازرية.

«المستشفى الوطني» أو مستشفى مدرسة الطب وقد مر ذكره.

(٦٠٣) «المستشفى الطلياني» في الصالحية قبل الجسر.

(٦٠٤) «مستشفى المجاذيب» المسمى بمستشفى ابن سينا أنشئ له مكان في قصير دومة.

مستشفيات حلب :

(٦٠٥) «بيمارستان بني الدقاق» كان يعرف بهذا الاسم ثم دخل في دار سودون الدوادار غربي المدرسة الحلاوية لا أثر له اليوم.

(٦٠٦) «بيمارستان بني الدقاق» على باب الجامع الكبير ، كان له بوابة عظيمة ينسب لابن خرخان ، لما تعطل كان يجلس فيه الكحالون فعرف بدار الكحالة. بقي منه ثلاثة مخادع صغيرة يسكنها بعض الفقراء.

(٦٠٧) «بيمارستان نور الدين» هو في الزقاق المعروف الآن بزقاق البهرمية من محلة الجلوم الكبرى ، مكتوب على بابه أنه أمر بعمله محمود بن زنكي بتولي ابن أبي الصعاليك. ويظهر أنه حصل فيه إصلاحات كثيرة ، فإنه كان فيه قاعة للنساء مكتوب عليها أنها عمرت في دولة صلاح الدين يوسف سنة (٦٥٥) ومكتوب على إيوانه أنه عمر أيام الأشرف شعبان المتوفى سنة (٧٧٩) وعلى الشباك الذي على بابه أنه أحدث سنة (٨٤٠) وكانت قاعة المنسهلين سماوية فسقفها القاضي شهاب الدين بن الزهدي. أما الآن فقد صارت حجراته تلالا ولم يبق إلا بضع منها يسكنها بعض الفقراء. وقد جاء في بعض التواريخ أن هذا البيمارستان كان في الأصل من وضع ابن بطلان الطبيب البغدادي المتوفى سنة (٤٥٨) ثم جدده نور الدين ووقف عليه أوقافا كثيرة وهو في أصح بقعة هواء. حدثني الثقة أنه اطلع على صك وقف أحد المستشفيات في حلب قال : جاء فيه أن كل مجنون يخص بخادمين يخدمانه فينزعان عنه ثيابه كل صباح ويحممانه بالماء البارد ، ثم يلبسانه ثيابا

١٦٠