خطط الشام - ج ٦

محمّد كرد علي

خطط الشام - ج ٦

المؤلف:

محمّد كرد علي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة النوري
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٤

القمامة للرباط ، ووقف عليها وقوفا ، وارتاد أيضا مدارس للطوائف ، وقيل : كان موضع هذه المدرسة ديرا للراهبات أقيم في مكان بيت القديسين يواكيم وحنة فهدمه الملك وأقام المدرسة مكانه. وتاريخ وقفها (٥٨٨) ووظيفة مشيختها من الوظائف السنية بمملكة الإسلام. وكان الأتراك نزلوا عن هذه المدرسة للآباء البيض في القرن الماضي فجعلوها مدرسة أكليركية ، وفي الحرب العامة أخذها الترك وجعلوها مدرسة للعلوم الدينية ، فلما سقطت القدس في أيدي الحلفاء رجعت إلى المسيحيين كنيسة.

(٢٩٩) «الكاملية» بخط باب حطة بجوار الكريمية من جهة الشمال ، واقفها الحاج كامل من أهالي طرابلس كتب محضر بوقفها سنة (٨١٠) تعد في الدوارس.

(٣٠٠) «المعظمية» وقف الملك المعظم عيسى مقابل باب شرف الأنبياء المعروف بباب الدويدارية ، تاريخ وقفها سنة ستين وستمائة وهي معمورة وكان يدرس فيها الخالدية خصوصا الكافية والهداية.

(٣٠١) «السلامية» بباب شرف الأنبياء تجاه المعظمية وهي بجوار المدرسة الدويدارية من جهة الشمال ، واقفها الخواجا مجد الدين أبو الفداء إسماعيل السلامي والظاهر أنها وقفت بعد السبعمائة وهي دار قرآن ولا تزال دار سكن.

(٣٠٢) «الوجيهية» بخط درج الموله. وقف وجيه الدين محمد بن عثمان بن أسعد بن المنجا الحنبلي المتوفى في سنة (٧٤٥) هي الآن دار للسكن.

(٣٠٣) «المحدثية» بالقرب من الوجيهية عند قبو باب الفواغة بجوار الحرم ، واقفها عز الدين أبو محمد عبد العزيز العجمي الأردبيلي سنة (٧٦٢) وهي اليوم قسم من كلية روضة المعارف الوطنية.

(٣٠٤) «الحسنية» بباب الناظر على رباط علاء الدين البصير ، واقفها ناظر الحرمين الشريفين ونائب السلطنة بالقدس ، وكان بناؤها في سنة (٨٣٧) وهي لعهدنا دار سكن.

(٣٠٥) «التّشتمرية» بباب الناظر بالقرب من الحسنية ، واقفها الأمير تشتمر السيفي ، تاريخ وقفها (٧٥٩) وهي دار سكن.

١٢١

(٣٠٦) «البارودية» بباب الناظر بالقرب من التشتمرية ، واقفتها الست الحاجة سفري خاتون ابنة شرف الدين أبي بكر بن محمود المعروف والدها بالبارودي تاريخ وقفها سنة (٧٦٨) هي اليوم دار سكن.

(٣٠٧) «الجهاركسية» بجوار اليونسية من جهة الشمال ، كانت كنيسة من بناء الروم قسمت نصفين ، جعل الأول المدرسة الجهاركسية والثاني الزاوية اليونسية. والجهاركسية نسبة لواقفها الأمير جركس الخليلي المتوفى سنة (٧٩١) ، لا تزال معمورة.

(٣٠٨) «الحنبلية» بباب الحديد ، واقفها الأمير بيدمر نائب الشام فرغ من بنائها (٧٨١) وهي دار سكن.

(٣٠٩) «دار الحديث» بجوار التربة الجالقية من جهة الغرب نسبة لركن الدين الكبير العجمي المعروف بالجالق. واقفها الأمير شرف الدين عيسى بن بدر الدين أبي القاسم الهكاري (٦٦٦).

(٣١٠) «دار القرآن السلامية» تجاه دار الحديث ، واقفها سراج الدين عمر بن أبي بكر أبي القاسم السلامي (٧٦١) لم تبرح معروفة.

(٣١١) «الطازية» بخط داود بالقرب من باب السلسلة ، وقف الأمير طاز المتوفى (٧٦٣) موجودة إلى الآن دار سكن.

(٣١٢) «الأفضلية» وتعرف قديما بالقبة بحارة المغاربة ، وقف الملك الأفضل نور الدين أبي الحسن علي بن الملك صلاح الدين على فقهاء المالكية بالقدس ، ووقف أيضا حارة المغاربة على طائفة المغاربة على اختلاف أجناسهم ذكورهم وإناثهم ، وهي دار سكن الآن.

(٣١٣) «اللؤلؤية» بخط مرزبان بجوار حمام علاء الدين البصير من جهة الشمال أو بباب العامود ، واقفها الأمير لؤلؤ غازي عتيق الملك الأشرف شعبان بن حسن لا تزال موجودة وقسم منها زاوية.

(٣١٤) «البدرية» قرب اللؤلؤية بخط مرزبان ، وقفها بدر الدين محمد ابن أبي القاسم الهكاري وهي دار سكن.

(٣١٥) «الميمونية» عند باب الساهرة وكانت كنيسة من بناء الروم ، واقفها الأمير فارس الدين أبو سعيد ميمون القصري (٥٩٣) حولت إلى

١٢٢

مدرسة في عهد العثمانيين ، وهي الآن مدرسة بنات للمعارف وجعل اسمها «المأمونية».

(٣١٦) «الأباصيرية» مدرسة تنسب للأمير علاء الدين الأباصيري ، كانت بجوار باب الناظر وهي معمورة يسكنها فقراء السودان وكانت في عهد الأتراك قسما من السجن.

(٣١٧) «الموصلية» بباب شرف الأنبياء بجوار المسجد الأقصى ، ونسبت للخواجة فخر الدين الموصلي وهي عامرة.

هذه خمس وأربعون مدرسة عمرت كلها قبل عهد العثمانيين وما ندري إن كانت أنشئت في زمنهم الطويل مدرسة للفقه أو دار للحديث أو القرآن ، وأكثر هذه المدارس من البناء الحجري الجيد وفيها يتجلى جمال الهندسة العربية وبعضها لم يقو على عوادي الأيام فتداعى في عصر واقفه ، وبعضه مما سطا عليه أكلة الأوقاف فاضمحل بالطبيعة ، لم تشفع فيه متانة بنائه وإحكام بنيانه ، وأكثره مما صبر على الأيام وبقي إلى الآن مثالا ناطقا بفضل البانين والواقفين لكنه تعطل عما كان وقف عليه من التدريس والملازمة. وكيف دارت الحال فعدد الباقي من مدارس بيت المقدس بالنسبة لما بقي من نوعه في دمشق وحلب أكثر ولا يعلل ذلك إلا أن أرباب العدوان على الوقوف والأحباس لم يتيسر لهم أن يتسلطوا عليها وكان لهم من عناية غير المسلمين بمدارسهم ودياراتهم في القدس عبرة وعظة.

وكان في قرية الطور (٣١٨) «المدرسة المنصورية» وهي خراب.

وبمحلة الواد (٣١٩) «المدرسة العثمانية».

وبباب السلسلة (٣٢٠) «المدرسة الكيلانية».

(٣٢١) «الدقمرية».

(٣٢٢) «المرمرية».

(٣٢٣) «البرقوقية».

(٣٢٤) «الرشيدية».

وبباب المناظر (٣٢٥) «الفرهادية».

وبباب حطة (٣٢٦) «الصلاحية».

١٢٣

وفي القدس اليوم مدارس مهمة لطوائف النصارى ولجماعة الصهيونيين تحتاج إلى درس خاص ففيها من حيث العمران ما هو ذو شأن وإن كان حديثا على طراز غربي في البناء لا صلة بينه وبين هندسة هذه الديار ، لذلك ليس له في النفس تلك الروعة التي يجدها المرء لمدارسنا القديمة المتقنة الأوضاع.

بقية مدارس القطر :

ذكر من زاروا حماة في القرنين السابع والثامن أنه كان فيها ثلاث مدارس وبيمارستان وأن فيها زوايا وربطا. وليس لهذه المدارس من أثر اليوم. ومن جملة مدارسها :

(٣٢٧) «المدرسة الخاتونية» لمؤسستها مؤنسة خاتون بنت الملك المظفر صاحب حماة أنشأتها ونسبت إليها فسميت الخاتونية ووقفت عليها وقفا جليلا وكتبا ، وهي الآن بستان في مبدإ طريق محلة الجراجمة على يسار المنحدر إلى باب النهر.

(٤٢) «المدرسة الطواشية» في محلة المدينة ، وقفها الطواشي مرشد في دولة الملك المنصور تجاه باب الجامع الكبير الشمالي في جانب حمام الذهب الشرقي ، خربت بعد الألف وهي الآن دارسة ، وكانت عظيمة جدا ولها أوقاف مهمة ولم يبق منها إلا آثار الجدران في البستان.

(٣٢٨) «المدرسة البارزية» وهي للشافعية وقد خربت أيضا.

(٣٢٩) «المدرسة العصرونية» في باب حمص على ضفة العاصي قرب بستان الجبل، كانت دار قرآن وكان لها جامع وداران متصلان بها ، وفي جدارها كتابة حجرية إلى اليوم مقروءة وخلاصتها أن الأمير نجم الدين التوتان بن ياروق أنشأها سنة (٥٨٤) وعمر مسجدها وكتب عليها : أمر بعمل هذه الدار المباركة السيد الفقير إلى الله تعالى محمد بن محمد بن أبي بكر الشافعي خلا قبلها وما استثنى ، جعلها دار قرآن ووقف عليها أوقافا كثيرة لتسكن في هذه الديار من فقراء المسلمين الغرباء مقيمين بها ليلا ونهارا يتلون كتاب الله ويتذاكرونه بينهم ويدعون للواقف ولوالديه وللمسلمين. وقرر بها شيخين يعلمونهم القرآن الكريم ويكون مقام الفقير فيها مدة خمس سنين

١٢٤

فإن ختم القرآن أو مضت المدة المعينة فيكسى ثوبا أو جبة ، جعلها الله خالصة لوجهه الكريم في شوال سنة خمس عشرة وسبعمائة.

(٣٣٠) «المدرسة العزية» كانت في محلة باب الجسر ، بناها محمد ابن حمزة العزي بجوار جامع العزي في شهور سنة (٧٢٧) وهي خراب.

(٣٣١) «المدرسة النورية» كانت قريبة من جامع نور الدين وبعد أن عفت آثارها جددها سيف الدين الكيلاني وجعلت تكية.

(٣٣٢) «المدرسة الحنفية» هي القطعة الشرقية من حرم جامع نور الدين ، بناها الملك المؤيد صاحب حماة. وهذه إحدى المدارس التي أشار إليها ابن جبير التي كانت حذاء المارستان والثانية النورية والثالثة لا يعرف مكانها.

(٣٣٣) «المدرسة الشيخية» وهي الزاوية السفاحية في الموقف بناها قاضي القضاة نجم الدين عبد الظاهر بن السفاح الحلبي وكانت تسمى مدرسة الشيخة وقد وقف لها حولها أوقافا كثيرة.

(٣٣٤) «المدرسة المظفرية» كانت في جانب الجامع الكبير إلى الغرب ، في محلة المدينة ، بناها الملك المظفر تقي الدين عمر.

وكان لجميع هذه المدارس أوقاف دارة على الطلبة والمدرسين ومعاليم لهم ، وقد كتب على باب جامع النوري في الحجر ما يستفاد منه أن أحد الملوك وقف على طلبة العلم فيه خمسة عشر ألف درهم في كل سنة استجلابا لأدعيتهم وإعانة لهم على طلب العلم. ويقال على الجملة : إن مدارس حماة حسنة من حسنات بيت أيوب فإن بضعة منهم تولوا مملكتها فعمروها بعلمهم وعدلهم ونشطوا العلماء وأفضلوا على المعوزين.

وليس في حمص مدارس قديمة ، وقد ذكر ابن جبير في المئة السادسة أن بها مدرسة واحدة وليس بها مستشفى على رسم مدن هذه الجهات. وقال ياقوت في القرن السابع : إنه كان بها مدارس. وقال الظاهري في القرن التاسع : إن بها مدارس. وهذه المدارس لا أثر لها.

ومن أهم مدارس طرابلس (٣٣٥) «المدرسة القرطائية» أفخم مدارس طرابلس كلها وهي ملاصقة للجامع الكبير من الجهة الشرقية ، وقد ذهب

١٢٥

اسم بانيها بالتحقيق وزمن بنائها مع الكتابة التي طمست لإخفاء أوقافها التي كانت محفورة على ظهر جدارها القبلي ، والمظنون أن بانيها هو قرطاي (١) ابن عبد الله الناصري الذي أقام المنبر بالجامع الكبير الأشرفي وذكر اسمه هناك ، وكان تاريخ بنائه في شهر ذي القعدة (٧٢٦) وهذه المدرسة تشبه من وجوه كثيرة جامع البرطاي وتقام فيها الصلوات وهي ملحقة بالجامع الكبير.

(٣٣٦) «مدرسة تغري برمش» بباب الحديد على الطريق الآخذة إلى المولوية ، والمشهور عند أهل طرابلس أن بانيها الملك الظاهر بيبرس ، وليس الأمر كذلك وهذه صورة الكتابة التاريخية التي فوق بابها :

«بسم الله الرحمن الرحيم. المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا ، قوله الحق وله الملك. عمر هذا المكان المبارك المقر السيفي تغري برمش الظاهري أعز الله أنصاره مسجدا لله تعالى وتربة لدفن ولديه الأخوين الشقيقين السعيدين سيدي الأمير قالتمر وسيدي الأمير تغري بردي الطفلين المنغصين على الدنيا المتجاورين في دار الآخرة تغمدهما الله برحمته وأسكنهما فسيح جنته ، وجمع بينهما في دار كرامته. وذلك في ثالث شهر الله المحرم سنة تسع وتسعين وسبعمائة ورحم الله من يترحم عليهما». وهذه المدرسة متداعية للسقوط.

(٣٣٧) «المدرسة الزريقية» هي في محلة السويقة داخل طرابلس وهي متسعة ولا تقام فيها الصلوات وهذه صورة الكتابة التاريخية التي عليها : «أمر بإنشاء هذه الزاوية المباركة العبد الفقير إلى الله تعالى سيف الدين كرناي السيفي وذلك بتاريخ شهر شوال سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة».

(٣٣٨) «المدرسة السقرقية» تقع في طرف المدينة للجهة الغربية على الطريق الآخذة إلى جبانة باب الرمل ، بناها آقطرق الحاجب مسجدا لله تعالى وتربة للدفن وعلى حائطها لجهة الجنوب الشرقي كتب الوقفية بأحرف غليظة ظاهرة فيها اسم بانيها وتعداد العقارات الموقوفة على المسجد وشروط الواقف

__________________

(١) المعروف أن الأمير سيف الدين أرقطاي من مماليك المنصور قلاوون أنشأ مدرسة في طرابلس ودفن فيها.

١٢٦

لصرف ريعها وفيها أن كتاب الوقف مؤرخ بمنتصف ذي القعدة الحرام سنة (٧٥٧).

(٣٣٩) «الخاتونية» تقع أمام المدرسة السقرقية ، بنتها أرغون خاتون بالاشتراك مع زوجها ومعتقها عز الدين ايدمر الأشرفي والي طرابلس ، وكان الفراغ من بنائها في سنة (٧٧٥) كما هو مذكور في كتاب الوقف المحفور عند مدخل المدرسة المذكورة وفيها أسماء العقارات الموقوفة عليها وشروط الواقفة لصرف ريعها وإقام الصلوات فيها.

(٣٤٠) «مدرسة دبّها» بناها الشيخ عبد الله الدبها الحلبي من أصحاب الطريقة النقشبندية قريبا من سوق الصاغة سنة (١٢٣٤) على ما زبر ذلك على بابها ، ووقف عليها أوقافا حسنة ودفن فيها وتقام فيها الصلوات.

وفي طرابلس مدارس وزوايا وخوانق أخرى لا يعلم اسم بانيها ولا زمن بنائها وبعضها مهجور مقفر وآخر متداع.

ومن مدارس الشام (٣٤١) «مدرسة حصن الأكراد» أنشأها والي هذه البليدة بكتمر بن عبد الله الحر الأشرفي زاوية ومدرسة وبيمارستانا بأموال جسيمة على الصادي والغادي من أبناء السبيل وذلك في سنة (٧١٩).

ومنها (٣٤٢) «رباط خليل الرحمن» أنشأه قلاوون سنة (٦٧٩) صاحب الآثار في دمشق والقدس والخليل وغيرها.

ومنها (٣٤٣) «مدرسة غزة» أنشأها للشافعية الأمير الكبير علم الدين الجاولي الذي سمع مسند الشافعي بالكرك على دانيال ، وعمل نيابة السلطنة في غزة وبنى بها مدرسة وجامعا حسنا ، وله عمائر كثيرة وخانات توفي سنة (٧٤٥).

ومنها (٣٤٤) «خانقاه النجمية» في بعلبك ، عمره نجم الدين أيوب والد السلطان صلاح الدين يوسف أيام ولايته عليها وخصه بالصوفية.

ومنها (٣٤٥) «السيفية» بمدينة الصلت لمنشئها الأمير سيف الدين بكتمر والي الولاية سنة (٧٢٤).

ومنها (٣٤٦) «الزبدانية» لواقفها محمد بن عبد الصمد بن عبد الله بن

١٢٧

حيدرة (٦٥٦) درس فيها في سنة (٦٩٨) ابن العدل محي الدين يحيى بن محمد بن عبد الصمد وهي مدرسة جده.

ومنها (٣٤٧) «الأمينية» بمدينة بصرى ، وكانت عامرة في القرن السادس ولم نعلم اسم بانيها.

وكان في المعرة (٣٤٨) «مدرسة المعرة» قديمة للشافعية بنيت على ما يفهم مما كتب على رتاجها الجميل زمن الملك المنصور محمد أحد ملوك الأيوبيين في حماة سنة (٥٩٥) وعمر فيها ابن الوردي مدرسة في النصف الأول من المئة الثامنة.

ومنها (٣٤٩) «مدرسة عزاز» أنشأها إسماعيل بن عبد الرحمن العزازي وساق إليها القناة الحلوة وانتفع الجامع وكثير من المساجد بهذه القناة وله آثار حسنة غيرها توفي سنة (٧٤٨).

قال ابن طولون : كان في ربوة دمشق مدرسة يقال لها المضجية (٣٥٠) وفي الأصل (المنبجة) موقوفة على مدرس حنفي وطلبته.

وكان في منبج مدرسة بناها نور الدين محمود بن زنكي لابن أبي عصرون في جملة ما بنى له من المدارس ، وفي آثار البلاد أنه كان فيها مدارس وربط. وفي جباع وميس وعيناتا وجزين ومشغرة والشقراء من جبل عامل مدارس دينية تخرج فيها جلة فقهاء الشيعة وأدبائهم ، وقد خربت واضطر أهل عامل إلى إرسال بعض الطلبة إلى النجف الأشرف يدرسون في مدارسها التي هي للشيعة بمثابة الأزهر في القاهرة والزيتونة في تونس لأهل السنة.

ولا نعلم في سائر مدن الشام ساحلها وداخلها شيئا من تاريخ المدارس وخططها فإن كانت فهي ضئيلة لأن قوة المسلمين في هذه الديار كانت في العواصم الكبرى حيث ينزل الملوك والأمراء والأغنياء ، وسائر المدن ضعيفة الشأن في هذا المعنى. ومن الصعب أن تقوم المدارس للطلبة في القرى. وكانت الكرك وصفد وبصرى والزبداني ومنبج والرملة وغزة ، وأكثرها اليوم أشبه بالقرى منها بالمدن أكثر من بيروت وصيدا وصور ويافا وحيفا وعكا واللاذقية وجبلة والسويدية والإسكندرونة عمرانا ، فقد ذكر الظاهري في القرن التاسع أنه كان في كل من غزة وصفد وبعلبك مدارس بصيغة الجمع ، ومنها ما

١٢٨

كان مركزا من مراكز العلم مثل صفد. ومانخال بعض المدن التي أصبحت قرى كانت خالية أيضا من مدارس مثل كفر طاب بين المعرة وشيزر ولكن أخبارها ضاعت.

ومن مدارس القطر مدرسة قايتباي في غزة درست ويظن أنها قرب المسجد ، وفيها مدرسة هاشم حديثة العهد وفيها طلاب متعممون ، ومدرسة أبي نبوت في يافا ، ومدرسة الجزار في عكا ، ومدرسة في الجامع الكبير المارستانية في نابلس ، ومدرسة جامع الحنابلة ، ومدرسة البيك والصلاحية في نابلس أيضا وبجوارها الشيخ بدران شيخ المدرسة ، كانت محكمة شرعية والآن تحولت مقهى.

١٢٩

الخوانق والربط والزوايا

خوانق دمشق :

الخانقاه كلمة فارسية قيل : أصلها خونكاه أي الموضع الذي يأكل فيه الملك. وهي زوايا الصوفية لم تعهد على هذا النمط إلا في القرن السادس ، وأول من بناها من الملوك بمصر كما قال السيوطي السلطان صلاح الدين يوسف ورتب للفقراء الواردين أرزاقا معلومة. وقال المقريزي : إن الخوانك حدثت في الإسلام في حدود الأربعمائة من سني الهجرة ، وجعلت ليتخلّى الصوفية فيها لعبادة الله تعالى ، وإن أول من اتخذ بيتا للعبادة زيد بن صوحان بن صبرة ، وذلك أنه عمد إلى رجال من أهل البصرة قد تفرغوا للعبادة وليس لهم تجارات ولا غلات فبنى دورا وأسكنهم فيها وجعل لهم ما يقوم بمصالحهم من مطعم ومشرب وملبس وغيره.

وقيل : إن أول خانقاه بنيت في الإسلام للصوفية زاوية برملة بيت المقدس بناها أمير النصارى حين استولى الفرنج على الديار القدسية ، وسبب ذلك أنه رأى طائفة من الصوفية وألفتهم في طريقتهم ، فسأل عنهم ما هذه الألفة والصحبة والأخوة الخاصة بينكم فقالوا له : الألفة والصحبة لله طريقتنا. فقال لهم : أبني لكم مكانا لطيفا تتآلفون فيه وتتعبدون ، فبنى لهم تلك الزاوية. وفي التاج أن معاوية كان يكتب إلى أطرافه وعماله وإلى زياد بالعراق بإطعام السابلة والفقراء وذوي الحاجة وله في كل يوم أربعون مائدة يتقسمها وجوه جند الشام.

ولقد كان بدمشق من هذه الخوانق أو الخانقات ست وعشرون خانقاها على ما في الدارس وهي :

١٣٠

(٣٥١) «الأسدية» داخل باب الجابية في المحل المعروف بدرب الهاشمية قديما إنشاء أسد الدين شير كوه ، ولي مشيختها نجم الدين بن القرشية العباسي وغيره وهي غير معروفة.

(٣٥٢) «الإسكافية» كانت على نهر يزيد بسفح قاسيون ، إنشاء شرف الدين بن الإسكافي مجهول محلها.

(٣٥٣) «الأندلسية» شرقي العزيزية والأشرفية قرب الكلاسة ملاصقة للجقمقية غربي السميساطية وهي المعروفة بأبي عبد الله الأندلسي ومن صوفيتها (١) شهاب الدين أحمد القباني. وهذه الخانقاه الآن عمد قائمة ليس إلا.

(٣٥٤) «الباسطية» كانت بالجسر الأبيض غربي الإسعردية وشمالي العزية إنشاء عبد الباسط بن خليل ناظر الجيوش بعد الثمانمائة ، ولي مشيختها قاضي القضاة الباعوني وهي الآن في البساتين خراب.

(٣٥٥) «الحسامية الشبلية» شمالي الشبلية البرانية عند جسر كحيل منسوبة لأم حسام الدين عمر بن لاجين ولي مشيختها شرف الدين نعمان وهي غير معروفة.

(٣٥٦) «الخاتونية» ظاهر باب النصر المعروف بدار السعادة أول الشرف القبلي على نهر بانياس شرقي جامع تنكز وملاصقة له منسوبة إلى خاتون بنت معين الدين زوجة نور الدين وهي الآن عمائر وبنايات.

(٣٥٧) «الدويرية» كانت بدرب السلسلة بباب البريد منسوبة لمحمد ابن عبد الله الدمشقي المقري المعدّل (٢).

(٣٥٨) «الروزنهارية» بالباب الشرقي من الجامع الأموي خارج باب الفراديس في المحل الذي كان يعرف ببرج المستجد ، لأبي الحسن الروزنهاري ليست معروفة.

(٣٥٩) «السميساطية» للشمال الشرقي من الجامع الأموي ، أسسها أبو

__________________

(١) الصوفية هم نساك هذه الأمة وزهادها ، نشأت طريقتهم بعد عصر الصحابة والتابعين. والراجح أنهم نزعوا ثياب الخز والديباج واكتسوا الصوف فسموا بالصوفية. وأول من تسمى بالصوفي منهم أبو هاشم الصوفي المتوفى في منتصف القرن الثاني ، ولبسهم الصوف أشبه بلبس نساك النصارى المسوح.

(٢) كان القضاة يفوضون أمور التعديل والتزكية لرجل يسمى قاضي التزكية وهو المعدل.

١٣١

القاسم علي بن محمد السلمي المعروف بالحجيش السميساطي المتوفى سنة (٤٥٣) قالوا : إنه دفن بداره بباب الناطفانيين المعروف الآن بباب العمارة وكان قد وقفها على فقراء المؤمنين والصوفية ووقف علوها على الجامع وحبس أكثر نعمته على وجوه البر. وكانت هذه الدار دار عبد العزيز بن الوليد وهو الأصبغ الأموي وابن أخت عمر بن عبد العزيز ، وقد سكنها عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة وتولاها أناس من أكابر العلماء. وجددها تنكز في سنة (٧٢٨) بناء جميلا ، وتنكز هذا جدد عمائر المساجد والمدارس ووسع الطرقات في دمشق وله في الشام عمائر وآثار. وقد نقضت منذ بضع سنين من أساسها وجدد بناؤها على أن تجعل مدرسة راقية للعلوم الدينية فلم يتم لها هذا ورجعت حجرها مأوى البطالين.

ذكر القلقشندي من الوظائف الدينية بدمشق في القرن التاسع وظيفة شيخ الشيوخ ، وموضوعها التحدث على جميع الخوانق والفقراء بدمشق وأعمالها ، والعادة أن يكون متوليها شيخ الخانقاه السميساطية بدمشق.

(٣٦٠) «الشومانية» أنشأها شومان ظهير الدين أحد مماليك بني أيوب ولم يذكر في الدارس غير هذا.

(٣٦١) «الشهابية» داخل باب الفرج غربي العادلية الكبرى وشمالي المعينية إنشاء الأمير ايدكين بن عبد الله مملوك الأمير الطواشي شهاب الدين رشيد النجمي سنة (٦٥٠) خربت في وقعة تيمور (٨٠٣) ولم تتجدد بعد ، وهي الآن دور وأنقاضها ظاهرة بأحجارها النحيتة.

(٣٦٢) «الشبلية» إنشاء شبل الدولة كافور المعظمي بإزاء الشبلية البرانية المتقدمة على نهر ثورة بسفح قاسيون ، وليها نجم الدين بن بركات بن القرشية البعلي وغيره ولا يعرف عنها غير هذا.

(٣٦٣) «الشنباشية» بحارة البلاطة تعرف بأبي عبد الله الشنباشي كانت مدرسة للإناث.

(٣٦٤) «الشريفية» تجاه العروية شرقي دار الحديث الأشرفية ملاصقة للطومانية شرقي باب القلعة وغربي العادلية الصغرى ، إنشاء أحمد بن الفقاعي درس بها الفارقي وهي الآن حوانيت.

١٣٢

(٣٦٥) «خانقاه الطاحون» خارج البلد منسوبة لنور الدين تولاها الشيخ سعيد الغثاني وهي داثرة.

(٣٦٦) «الطواويسية» منسوبة للملك دقاق أو لابنه وهي المشهورة بجانب الكوجانية والطريق الآخذ إلى المرجة والصالحية وهي اليوم جامع اقتطعت الأوقاف من غربيها قطعة جعلتها للمستغلات.

(٣٦٧) «العزية» بالجسر الأبيض على نهر ثورة بالصالحية قبلي الباسطية وغربي الماردانية ومدرسة إبراهيم الإسعردي ، إنشاء عز الدين آي دمير الظاهري (٦٩٠) وهي محطة الترامواي الآن.

(٣٦٨) «خانقاه القصر» مطلة على الميدان الأخضر ، إنشاء شمس الملوك ذهبت مع ما ذهب.

(٣٦٩) «القصاعية» كانت بالقصاعين أو سوق مدحت باشا اليوم إنشاء فاطمة خاتون خطليجي ، خربت ولم يبق لها عين ولا أثر.

(٣٧٠) «الكججانية» بالشرف الأعلى بين الطواويسية والعزية وأمام شركة الكهرباء والترامواي ، إنشاء إبراهيم الكججاني لم تبرح قبتها ظاهرة.

(٣٧١) «المجاهدية» إنشاء مجاهد الدين إبراهيم على الشرف القبلي سنة (٦٥٦) ولم يعلم منها ولا مكانها.

(٣٧٢) «النهرية» المشهورة بخانقاه عمر شاه بأول شارع القنوات شرقي سيدي خمار وهي الآن دار.

(٣٧٣) «النجيبية» جاء في مختصر الدارس أنها بناحية باب البريد ، إنشاء نجم الدين أيوب والد صلاح الدين ولا يعرف لها أثر.

(٣٧٤) «الناصرية» إنشاء صلاح الدين يوسف بن الملك العزيز محمد ابن غازي بن أيوب بجبل قاسيون على نهر يزيد تقدم ذكرها في دور الحديث صارت اليوم حاكورة صبار.

(٣٧٥) «الناصرية» منسوبة للناصر صلاح الدين يوسف بن نجم الدين أيوب بن شادي كانت بدرب خلف القيسارية ، وهي غير معلومة.

(٣٧٦) «اليونسية» في أول الشرف الأعلى الشمالي شرقي الخانقاه الطواويسية ، إنشاء الأمير الشرفي يونس سنة (٧٨٤) هدمت وجعلت طريقا في أيامنا.

١٣٣

ومن الخوانق الحديثة (٣٧٧) «خانقاه أحمد باشا» الشهير بين أمراء الأروام أي العثمانيين بشمسي أحمد باشا تولى دمشق فطالت مدته وبنى فيها خانقاها قبالة قلعة دمشق من جانبها القبلي ملاصقة لخندقها وجعل فيها حجرات للصوفية وهي من محاسن دمشق. هذه رواية الحسن البوريني ، وما زالت هذه الخانقاه عامرة ولكن لا على الصورة التي أرادها الواقف بل صارت جامعا. ومن خوانق دمشق القديمة (٣٧٨) «خانقاه النحاسية» أنشأها الخواجة الكبير شمس الدين بن النحاس الدمشقي سنة (٦٢٢).

رباطات دمشق :

الرباط ويقال له التكية بالتركية قال الأميري : والخانقاه بالكاف يعنى الخانكاه وهي بالعجمية دار الصوفية ولم يتعرضوا للفرق بينهما وبين الزاوية والرباط وهو المكان المسبل للأفعال الصالحة والعبادة. وأول من اتخذ دار الضيافة للواردين الوليد بن عبد الملك الأموي واتخذ بعده عمر بن عبد العزيز دارا لطعام المساكين والفقراء وابن السبيل. وكان لنور الدين محمود بن زنكي يد طولى في الاستكثار من الربط والخوانق بنى منها في جميع مملكته للصوفية ووقف عليها الوقوف الكثيرة وأدر عليها الإدارات الصالحة ، وكان يكرم الصوفية والفقهاء والعلماء. وقد جدد الظاهر دور الضيافة للرسل والواردين. ويؤخذ مما قاله المقريزي أن الرباط دار يسكنها أهل طريق الله ، والرباط والمرابطة ملازمة ثغر العدو ثم صار لزوم الثغر رباطا ، والرباط المواظبة على الأمر ، وقيل لكل ثغر يدفع أهله عمن وراءهم رباط ، فالمجاهد المرابط يدفع عمن وراءه ، والمقيم في الرباط على طاعة الله يدفع بدعائه البلاء عن العباد والبلاد ، فالرباط بيت الصوفية ومنزلهم ، ولكل قوم دار والرباط دارهم.

وكان بدمشق ثلاثة وعشرون رباطا وهي :

(٣٧٩) «رباط البياني» داخل باب شرقي بحارة درب الحجر أو البيمارستان الآن. والبياني نسبة لأبي البيان محمد بن محفوظ القرشي ويعرف بابن الحوراني لا يعرف عنه شيء أنشيء سنة (٥٠١).

(٣٨٠) «رباط التكريتي» بالقرب من الرباط الناصري بقاسيون ، إنشاء

١٣٤

محمد بن علي بن سويد التكريتي التاجر المثري سنة (٦٧٠) غير معروف.

(٣٨١) «رباط الشيخ محيي الدين» بالصالحية بناه على قبر محيي الدين ابن عربي السلطان سليم خان وجعله جامعا وتكية لطعام الفقراء في سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة قاله القرماني. وهو موجود إلى اليوم.

(٣٨٢) «رباط صفية القلعية» بالقرب من المدرسة الظاهرية لا يعرف عنه شيء غير هذا.

(٣٨٣) «رباط زهرة» كان قرب حمام جاروخ وأمام فرن خليفة بجيرة دار الأمير مسعود ابن الست عذراء صاحبة المدرسة وهو غير معروف.

(٣٨٤) «رباط طومان» إنشاء طومان أحد أمراء السلجوقيين تحت القلعة ولا يعرف عنه شيء.

(٣٨٥) «رباط جاروخ التركماني» لا يعرف عنه إلا أنه كان بباب الجابية.

(٣٨٦) «رباط غرس الدين خليل» من ولاة دمشق ، كان معروفا بباب الجابية وهو مجهول.

(٣٨٧) «رباط المهراني» و

(٣٨٨) «رباط البخاري» كانا عند باب الجابية ولا يعلم عنهما غير ذلك.

(٣٨٩) «رباط البافلاطوني» و

(٣٩٠) «رباط الفلكي» و

(٣٩١) «رباط بنت السلّار» داخل باب السلامة ولا يعلم عنها شيء.

(٣٩٢) «رباط عذرا خاتون» كان داخل باب النصر غير معروف.

(٣٩٣) «رباط بدر الدين عمر».

(٣٩٤) «رباط الحبشية» بمحلة المعينية غير معروف.

(٣٩٥) «رباط أسد الدين شير كوه» بدرب زرعة لا يعرف ولا يعرف درب زرعة.

(٣٩٦) «رباط القصاعين» و

(٣٩٧) «رباط بنت الدفين» كانا داخل المدرسة الفلكية.

(٣٩٨) «رباط بنت عز الدين مسعود صاحب الموصل» و

(٣٩٩) «رباط الداوداري» داخل باب الفرج ، ولي مشيخته

١٣٥

نور الدين بن قوام وهما غير معروفين.

(٤٠٠) «رباط الفقاعي» من رباطات السفح سفح قاسيون.

(٤٠١) «رباط الوزار» بمحلة سويقة صاروجا.

وبعض هذه الرباطات قد ذكرت أولا باسم مدارس وبنيت في محلها والغالب أن الرباطات كانت تستحيل في الأحايين جوامع أو مساجد أو مدارس كما شوهد ذلك في زماننا. ومما أغفله صاحب الدارس من الرباطات

(٤٠٢) «رباط نجم الدين أيوب» والد صلاح الدين ، وقفه وكان داخل الدرب بزقاق العونية بباب البريد.

زوايا دمشق :

الزوايا كالخانقاهات والرباطات إلا أنها تقام فيها الأذكار وقد كثرت بكثرة الطرق والمشايخ المعتقدين وذلك بعد القرن السادس. وكان بدمشق على عهد صاحب الدارس ست وعشرون زاوية :

(٤٠٣) «الأرموية» بسفح قاسيون ، إنشاء عبد الله بن يونس الأرموي المتوفى سنة (٦٣١) وهي خراب.

(٤٠٤) «الأرموية الشرفية» بالسفح أيضا ، إنشاء الشيخ شرف الدين ابن عثمان بن علي الرملي غير معلومة.

(٤٠٥) «الحريرية» ظاهر دمشق بالشرف القبلي ، إنشاء علي الحريري أبي محمد ابن أبي الحسن بن مسعود سنة (٦٣٠) لم تحققها.

(٤٠٦) «الحريرية الأعففية» لأحمد الأعفف الحريري.

(٤٠٧) «الدهستانية» لإبراهيم الدهستاني ، كانت عند سوق الخيل العتيق.

(٤٠٨) «الحصنية» إنشاء تقي الدين الحصني بالشاغور وهي موجودة. وفي ظهر نسخة من كتاب العنوان في ضبط مواليد ووفيات أهل الزمان للنعيميّ ما نصه : «الحمد لله: كان ابتداء عمارة الزاوية أعلى خان السبيل المعروف بخان الحصني قدّس سره نهار الاثنين من شعبان سنة (١٠٩٢) اثنتين وتسعين وألف في مدّة قليلة ، ومطلعها من مسجده المعروف بالحصنيّة المجاورة

١٣٦

للخان المذكور ، وقد أنشأ العبد الفقير فيه أيضا عمارات كثيرة وكذلك عمارة ميضأته التي اختلسها بنو العجمي الغادرون وانتزعت منهم وأعيدت أحسن ما كانت بإمداد الله تعالى ومعونته ورفقه والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وكتبه العبد الفقير تقي الدين الحسيني الحصني الشافعي لطف الله تعالى به والمسلمين».

(٤٠٩) «الدينورية» بالسفح إنشاء عمر بن عبد الملك الدينوري المتوفى سنة (٦٢٩).

(٤١٠) «الدينورية الشيخية» بالسفح أيضا إنشاء أبي بكر الدينوري باني الزاوية بالصالحية.

(٤١١) «السيوفية» بالسفح على نهر يزيد غربي دار الحديث الناصرية والعالمة ، إنشاء الشيخ السيوفي نجم الدين بن عيسى بن شاه أرمن الرومي.

(٤١٢) «الداودية» بالسفح أيضا تحت كهف جبرائيل ، إنشاء زين الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن داود القادري.

(٤١٣) «السراجية» بالصاغة العتيقة منسوبة لابن سراج.

(٤١٤) «الشريفية التعارانية» شرقي الناصرية الجوانية ، إنشاء محمد الحسيني التعاراني.

(٤١٥) «الطالبية الرفاعية» بقصر حجاج ، إنشاء طالب الرومي.

(٤١٦) «الوطية» شمالي جامع جراح للمغاربة وتعرف بزاوية المغاربة ، إنشاء الرئيس علي الشهير بابن وطية الموقت سنة (٨٠٢).

(٤١٧) «الطيبة» شمالي القيمرية الكبرى داخل مدرسة القطاط ، إنشاء طه المصري شرقي حمام أسامة سنة (٦٣١).

(٤١٨) «العمادية المقدسية» عند كهف جبرائيل بالسفح ، إنشاء أحمد ابن عماد الدين بن العماد المقدسي المتوفى سنة (٦٨٨).

(٤١٩) «الغسولية» بالسفح أيضا ، إنشاء أبي عبد الله محمد ابن أبي الزهر الغسولي.

(٤٢٠) «الفقاعية» بالسفح أيضا ، إنشاء الشيخ يوسف الفقاعي.

(٤٢١) «الغويتية» بالسفح ، لصاحبها الشيخ علي الغويتي.

(٤٢٢) «اللوثنية» بالسفح أيضا ، إنشاء علي اللوثني.

١٣٧

(٤٢٣) «القوامية البالسية» غربي جبل قاسيون والزاوية السيوفية ودار الحديث الناصرية على حافة نهر يزيد ، لصاحبها أبي بكر بن قوام البالسي.

(٤٢٤) «القلندرية الدركزبنية» بمقبرة باب الصغير لمحمد بن يونس الساوجي من مشايخ القلندرية. وقلندر لفظة فارسية معناها الدرويش الذي نفض يده من الدنيا وزهدت نفسه في زخارفها.

(٤٢٥) «القلندرية الحيدرية» كانت بمحلة العونية.

(٤٢٦) «اليونسية» بالشرف الشمالي غربي الوراقية والعزية البرانية للشيخ يونس بن يوسف الفتي أنشئت سنة (٦١٩).

(٤٢٧) «زاوية ابن اللقيمية» إنشاء ناصر الدين بميدان الحصا ، وهو من ذرية صلاح الدين أيوب غير معلومة.

(٤٢٨) «زاوية عبد القادر الموصلي».

هذه أسماء الزوايا وبعضها لم يزل باقيا لم يصب بما أصيبت به المدارس.

ومن الزوايا التي كانت في المزة :

(٤٢٩) «زاوية خضر العدوي» على باب دمشق ، وكان هذا مشهورا بشيخ الملك الظاهر بيبرس وكان يعتقده ، بنى له كما قال ابن طولون عدة زوايا في مصر والشام منها زاوية المزة ، وبدمشق زاوية وبظاهر بعلبك زاوية وبحماة زاوية. ومن الزوايا الحديثة :

(٤٣٠) «تكية السلطان سليم» التي بناها أيام بنى القبة على قبر محيي الدين ابن عربي بالصالحية (٩٢٢) ووقف عليها أوقافا دارة ولا يزال بعضها إلى الآن وقد بقي الرسم من هذه التكية وأضيفت إلى معاهد الجامعة السورية.

(٤٣١) «التكية السليمانية» بجانبها منسوبة للسلطان سليمان القانوني ، جاء في كتاب الجوامع والمدارس أن فيها من الأحجار والآلات والرخام الصافي والملوّن والصنائع والقباب والترصيص ما يحير الناظر ويسر الخاطر. ثم مدح بحرتها ومأذنتها فقال : إنه يحصل للمسافر أنس بهما لأن غالب المهندسين متشرفون بدين الإسلام. ثم قال : تجددت مدرسة إلى جانب التكية السليمانية من الشرف برسم المدرس في سنة (٩٧٤) وهي من زوائد التكية وجاء مدرسها من الباب العالي اه. وقد رمت هذه التكية في الحرب العامة على آخر أيام

١٣٨

الترك وأزيل ما كان علق بقبتها ومسجدها وحجرها من الكلس والجبس وأعيدت إلى حالتها الأولى فظهر حسن هندستها وطرز بنائها الرومي ، ومنارتاها شاهدتان بأنها من طرز بناء الجوامع في فروق ، وكانت تتداعى منارتها الشرقية فنقضت وأعيدت كما كانت ، واستولت إدارة الجامعة السورية على جزء منها في العهد الأخير جعلته مخابر لمدرسة الطب ، ولها أوقاف قيل : إنها تبلغ نحو مئة ألف ليرة مسانهة. وهذه التكية من أجمل آثار العثمانيين ، هندسها معمار سنان أشهر مهندس في دولة الترك المتوفى (٩٦٦) ولم يحصل الانتفاع بها مع أنها في الغاية بناء وهندسة وأوقافا.

ومن التكايا التي عمرت أواخر القرن العاشر :

(٤٣٢) «تكية مولويخانة» تكية الدراويش بالقرب من جامع تنكز ، وهي في غاية الحسن عمرت سنة (٩٩٣) والمولوية هي طريقة الدراويش المنسوبين لجلال الدين الرومي ، وكان مقرها في قونية وطريقتهم تمتاز بالرقص والتواجد والإنشاد وقد ألغى الكماليون طريقة المولوية من مملكتهم ولم يبق منها إلا بعض تكايا في الشام أكلت أوقافها ومن أهمها تكية حلب.

ومن الزوايا التي عمرت بعد صاحب الدارس على ما يظهر :

(٤٣٣) «الزاوية الغزالية» بالجامع الأموي شمالي مشهد عثمان ، كان مدرسها سنة (١٠٨٣) مصطفى المحاسني.

(٤٣٤) «الزاوية المزلقية» بطريق مقابر باب الصغير الآخذ إلى الصابونية لشمس الدين بن المزلق مولده سنة (٧٥٤) وكان من الأغنياء ، عمر على درب الشام إلى مصر خانات عظيمة بالقنيطرة وجسر بنات يعقوب وعيون التجار وغيرها ، وأنفق على عمارتها ما يزيد على مائة ألف دينار ولم يسبقه أحد إلى مثل ذلك ، وهو صاحب المآثر بدرب الحجاز ، وقف جميع أملاكه من القرى وغيرها ، وجعل النظر في ذلك لمن كان حاجب الحجاب ولمن كان خطيبا بالجامع الأموي ، ولم يمض قرن وبعض الثاني حتى لم يبق جاريا من مبراته سنة (١٠٨٣) المعينة في كتاب الوقف سوى شيء قليل. قاله المحاسني. والغالب أن اسم واقف هذه المدرسة محمد بن علي بن المزلق المتوفى سنة (٨٤٨) وهي عند مسجد الذبان. ومن الزوايا الحديثة :

١٣٩

(٤٣٥) «زاوية الصمادية» في الشاغور أنشئت سنة (١٠٥٣) أنشأها زاوية ومسجدا محمد بن خليل الصمادي.

(٤٣٦) «الزاوية الشاذلية» أنشئت (١٢٩٠) في القنوات لأهل الطريقة الشاذلية وما زال يقام فيها الذكر.

(٤٣٧) «الغواصية» زاوية أنشئت في الميدان لأصحاب الطريقة الرفاعية ، حرقت في الثورة الأخيرة ، وكانت عمرت في أواخر عهد السلطان عبد الحميد الثاني.

(٤٣٨) «زاوية السعدية» في زقاق الخمارات وهي لأهل طريقة سعد الدين الجباوي.

ويؤخذ من مجموع الإحصاء الرسمي أن بدمشق الآن إحدى عشرة تكية ، ولعل الزوايا داخلة في هذا المجموع. وفي القنيطرة تكية أنشأها لالا مصطفى باشا الذي تولى دمشق سنة (٩٧١).

خوانق حلب وربطها وزواياها :

(٤٣٩) «خانقاه البلاط» هذه أول خانقاه بنيت في حلب ، سميت بذلك لأنها في سوق البلاط (الآن سوق الصابون) أنشأها شمس الخواص لؤلؤ الخادم عتيق الملك رضوان سنة تسع وخمسمائة ، كان لها بابان أحدهما من السوق المذكورة ثم سد وجعل صغيرا، والآخر من شارع شرقيها ، قيل : هي موقوفة على الفقراء المتجردين دون المتأهلين بحلب ، ثم هجرت واتخذت بيتا ، إلى أن أحياها الشيخ علاء الدين الجبرتي بنفقة الأمير تغري بردي ، ثم إن الحكومة التركية اتخذت منها مخفرا ثم أجرته دائرة الأوقاف مدة طويلة فعمر مخزنا للتجارة ونقل باب الخانقاه القديم إلى شمالي باب المخزن وعمل له دهليز يدخل منه إلى الصحن والقبلية ، ووقع في هذين ترميمات بسعي أهل الخير ومعاونة مديرية الأوقاف فعاد للمحل بعض الحياة.

(٤٤٠) «خانقاه القديم» أنشأها نور الدين محمود بن زنكي سنة خمسمائة وثلاث وأربعين ، كانت تحت القلعة إلى جانب الخندق ملاصقة لدار العدل ، ثم عرفت بالمقشاتية ثم خربت ودخلت في عمارة المستشفى الوطني.

١٤٠