خطط الشام - ج ٦

محمّد كرد علي

خطط الشام - ج ٦

المؤلف:

محمّد كرد علي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة النوري
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٤

بها الشرف ابن هبة الله. لا يعرف عنها شيء وليس لها من أثر.

(٥٩) «الطيبة» قبلي النورية الحنفية وشرقي تربة زوجة تنكز بقرب الخواصين ، وهي المسماة بالشومانية وإنما غير اسمها تيمنا ، درّس بها جلة من الفقهاء ، وهي الآن دار لبني العظمة وبني كيوان.

(٦٠) «الظبيانية» قبلي المدرسة الشامية الجوانية التي هي قبلي البيمارستان النوري وغربي المدرسة الصالحية الواقعة غربي مدرسة الطيبة خربت.

(٦١) «الظاهرية البرانية» خارج باب النصر شرقي الخاتونية الحنفية وغربي الخانقاه الحسامية بين نهري بانياس وقنوات بالشرف القبلي ، بناها الملك الظاهر بن الملك الناصر صلاح الدين ، درّس بها كثير من المشاهير منهم امام الدين وجلال الدين القزويني وابن صصرى وابن جملة. ولم يبق لها أثر.

(٦٢) «الظاهرية الجوانية» وهي للحنفية والشافعية داخل باب الفرج والفراديس جوار الجامع شمالي باب البريد وقبلي الإقباليتين والجاروخية وشرقي العادلية الكبري ، أنشأها مدرسة ودار حديث الملك الظاهر بيبرس وهي التي دفن بها هو وابنه الملك السعيد سنة (٦٧٦) كتب على واجهة بنائها جريدة وقفها بحروف غليظة وزبر اسم مهندسها في الزاوية الشمالية من المدخل «عمل إبراهيم بن غنائم المهندس» ، وممن درّس بها نائب السلطة أيدمر الظاهري والأذرعي والإخنائي والسويدي والأسدي والرعيني والواسطي. وهي اليوم بيد المجمع العلمي العربي جعلت مخطوطاتها في القبة الظاهرية المعمولة حيطانها بالفسيفساء البديعة وقد أنشئت خزانة كتب منذ أواخر القرن الماضي.

(٦٣) «العادلية الكبرى» شمالي الجامع بغرب وشرقي خانقاه الشهابية وقبلي الجاروخية تجاه باب الظاهرية يفصل بينهما الطريق المؤدي إلى باب البريد ، بدأ بإنشائها نور الدين محمود بن زنكي ولم تتم ، ثم عمل فيها الملك العادل سيف الدين ولم تتم ، ثم ولده الملك المعظم ، ووقف عليها الأوقاف ونسبها لوالده الذي دفن فيها. أنشأها نور الدين للإمام قطب الدين النيسابوري فعاجل الأجل الباني والمبني له قبل إتمامها. قال صاحب الروضتين : وقد رأيت أنا ما كان بناه نور الدين ومن بعده منها وهو موضع المسجد والمحراب

٨١

الآن ، ثم لما بناها الملك العادل أزال تلك العمارة وبناها هذا البناء المتقن المحكم الذي لا نظير له في بنيان المدارس ، وهي المأوى وبها المثوى ، وفيها قدر الله تعالى جمع هذا الكتاب (الروضتين) فلا أقفر ذلك المنزل ولا أقوى اه. وقال أيضا : وفي سنة (٦١٢) شرع في عمارة المدرسة العادلية المقابلة لدار العقيقي من الغرب وحضر السلطان لترتيب وضعها بين الصلاتين يوم السبت ، ثم أحرقت بالنار في رمضان المبارك سنة أربع عشرة.

وقال ابن أبي شامة أيضا في ذيل الروضتين في حوادث سنة (٦١٩) : وفيها نقل تابوت العادل بن أيوب من قلعة دمشق إلى تربته المقابلة لدار العقيقي ، أخرجوا جنازته من القلعة والتابوت مغشى بمرقعة ، وأرباب الدولة حوله ، إلى أن قال : ولم تكن المدرسة كملت عمارتها وألقى فيها الدرس في هذه السنة القاضي جمال الدين الحصيري وحضر درسه أعيان الشيوخ والقضاة والفقهاء وحضر السلطان الملك المعظم عيسى بن العادل وتكلم في الدرس مع الجماعة. وكان الاجتماع بإيوان المدرسة وجلس عن يمين السلطان إلى جانبه شيخ الحنفية جمال الدين الحصيري ويليه شيخ الشافعية شيخنا فخر الدين بن عساكر ثم القاضي شمس الدين الشيرازي ثم القاضي محيي الدين يحيى بن الزكي ، وجلس عن يسار السلطان إلى جانبه مدرس المدرسة قاضي القضاة جمال الدين الحصيري وإلى جانبه شيخنا سيف الدين الآمدي ثم القاضي شمس الدين بن سني الدولة ثم القاضي نجم الدين خليل قاضي العسكر ، ودارت حلقة صغيرة والناس وراءهم مصلون ملء الإيوان. وكان في دور تلك الحلقة أعيان المدرسين والفقهاء. وقبالة السلطان فيها شيخنا تقي الدين بن الصلاح وغيره ، وكان مجلسا جليلا لم يقع مثله إلا في سنة ثلاث وعشرين وستمائة اه. قال ابن كثير : وفي سنة أربع وسبعمائة جلس قاضي القضاة نجم الدين بن الحصيري بالمدرسة العادلية الكبرى وعملت التخوت بعد ما جددت عمارة المدرسة ولم يكن أحد بحكم بها بعد وقعة غازان بسبب خرابها. وهذه المدرسة من أعظم مدارس الشافعية بدمشق وكان بحكم بها قاضي القضاة ويجلس نواب القاضي بالمدرسة الظاهرية المناوحة لها.

درس بها وسكنها جلة من العلماء. منهم ابن خلكان والجلال القزويني

٨٢

والعلاء القونوي وأبناء السبكي وكمال الدين التفليسي وابن مالك النحوي وابن جماعة ، وممن درس بها وسكنها الشهاب أحمد المنيني صاحب التآليف المشهور من أهل المئة الثانية عشرة وسكنها ودرس بها أولاده من بعده. وقد أخذها المجمع العلمي العربي لما أسس في سنة (١٩١٩ م) وجعلها مقره ورمّها بما يقربها من الهندسة الأصلية. وقد حرقت هذه المدرسة مرتين الأولى في فتنة غازان التتري سنة (٦٩٩) مع ما حرق من مدارس المدينة ، والثانية في سنة (٧٧٨) ولعلها أحرقت في فتنة تيمور أيضا (٨٠٣) هذا عدا ما تناوبها من الزلازل. ومع هذا لم يزل حائطها القبلي وحائطها الشرقي قائمين ، أما الجداران الآخران الغربي والشمالي فقد خربا وما بني بجانبهما جديد. ومن الأسف أنا لم نعثر فيها على كتابة ولو ضئيلة تدل على شيء من تاريخها ووقفها وإنشائها حتى ولا على قبر الملك العادل الذي نبش على ما يظهر في القرن الأخير لأخذ الذخائر التي كانت تدفن مع الملوك والعظماء. وكانت فيها خزانة كتب مهمة.

والعادلية اليوم العضو الأثري المهم من تلك المدارس التي كانت في القرون الوسطى مفخر الشام والإسلام. قلت في التقرير الرابع للمجمع العلمي عن سنة (١٩٢٥ ـ ١٩٢٦ ـ ١٩٢٧) : وفي العادلية وضع المقدسي تاريخ الروضتين في أخبار الدولتين ، وفي العادلية عمل ابن خلكان تاريخه المشهور ، وعلى باب العادلية كان يقف ابن مالك النحوي ويدعو الناس لحضور درسه ، ينادي هل من متعلم هل من مستفيد ، والتاريخ يعيد نفسه ، وفي العادلية نزل ابن خلدون فيلسوف العرب أوائل المئة التاسعة. وكأن المولى تعلقت إرادته فقضى أن لا يخلي العادلية والظاهرية من علم ينشر ، وأدب يذكر ، فاختارهما مباءة للمجمع العلمي يقيم فيهما سوق العلم والأدب بعد الكساد على النحو الذي كانتا عليه منذ وضع أساسهما نور الدين بن زنكي والظاهر بيبرس.

(٦٤) «العادلية الصغرى» داخل باب الفرج شرقي باب القلعة الشرقي قبلي الدماغية والعمادية ، أنشأتها زهرة خاتون بنت الملك العادل أبي بكر بن أيوب وقد حرقت مؤخرا وبقيت جدرانها قائمة.

(٦٥) «العذراوية» بحارة الغرباء داخل باب النصر الذي كان يسمى بباب دار السعادة كما في الدارس ، وفي مختصره أنها في جوار دار العدل التي

٨٣

سميت في القرن الماضي دار المشيرية حيث يقيم مشير العساكر في الدولة العثمانية ، وجعل في عهد الانتداب مركزا لدواوينه ودمر بالحريق ، إنشاء عذراء بنت السلطان صلاح الدين يوسف في رواية. وهي للفريقين الشافعية والحنفية ، درّس بها الفخر ابن عساكر وابن أبي عصرون وابن الزكي والشمس بن خلكان وابن قاضي شهبة وغيرهم. وهي باقية اتخذت دارا يجتمع فيها النساء لسماع الوعظ. وكان فخر الدين بن عساكر أول من درس بالمدرسة العذراوية ، ودرس بالنورية والجاروخية وهذه الثلاث مدارس بدمشق ، والمدرسة الصلاحية بالقدس يقيم بالقدس أشهرا وبدمشق أشهرا.

(٦٦) «العزيزية» شرقي التربة الصالحية وغربي التربة الأشرفية وشمالي دار الحديث الفاضلية ، أول من أسسها الملك الأفضل وأتمها الملك العزيز ، وممن درس بها سيف الدين الآمدي وغيره من المشهورين ، هدمها ضيا باشا والي سورية وجعلها حديقة ضمت إلى مدفن صلاح الدين أواخر القرن الماضي. وفي بعض التواريخ أن القاضي ابن الزكي أمر بأن تبنى دار الأمير أسامة مدرسة للتربة. وهي المدرسة المعروفة بالعزيزية ووقفها قرية عظيمة تعرف بمحجة. وذكر ابن خلّكان أن السلطان صلاح الدين بقي مدفونا بقلعة دمشق إلى أن بنيت له قبة في شمالي الكلاسة التي في شمالي جامع دمشق ولها بابان : أحدهما إلى الكلاسة والآخر في زقاق غير نافذ وهو مجاور المدرسة العزيزية ، ثم نقل صلاح الدين من مدفنه بالقلعة إلى هذه القبة ، ثم إن ولده الملك العزيز عماد الدين عثمان لما أخذ دمشق من أخيه الملك الأفضل بنى إلى جانب هذه القبة المدرسة العزيزية ووقف عليها وقفا جيدا. وللقبة المذكورة شباك إلى هذه المدرسة وهي من أعيان مدارس دمشق اه.

(٦٧) «العصرونية» داخل بابي الفرج والنصر شرقيّ القلعة وغربي الجامع ، لقاضي القضاة شرف الدين أبي سعيد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون ابن أبي اليسر التميمي الجوني ثم الموصلي الدمشقي المتوفى (٥٨٥) ، درس بها جماعة منهم المشايخ بنو عصرون وغيرهم. حرقت في الحريق الكبير سنة (١٣٢٨ ه‍) ولم تعد إلى ما كانت وبقي اسم السوق منسوبا إليها ورمّ قبر من أسسها بعض الشيء.

٨٤

(٦٨) «العمادية» داخل باب الفرج والفراديس قرب الدماغية من قبلة ، بناء عماد الدين والواقف عليها السلطان صلاح الدين درس بها عماد الدين الكاتب وغيره ، وهي الآن كتاب للصبيان في زقاق الخندق.

(٦٩) «الغزالية» في الزاوية الشمالية الغربية شمالي مشهد عثمان بالجامع الأموي وتعرف بالشيخ نصر المقدسي وهو أول من درس بها. وممن درس بها من المشهورين الدولعي وابن عبد السلام والقطب النيسابوري والشرف بن أبي عصرون وأبو حامد الغزالي وهي الآن مشهد من مشاهد الجامع.

(٧٠) «الفارسية» غربي الجوزية الحنبلية تجاه الخارج من باب الزيادة بالبزورية وقفها فارس الدوادار التميمي (٨٠٨). وفي المدرسة الآن قبران. وهاك أبياتا من نظم بانيها أمر أن تكتب على تربته بعد وفاته وأظنها لغيره من المتقدمين وقد رأيتها مكتوبة على مدفن بني الشحنة مؤرخي حلب في باب المقام بحلب والأبيات هي :

هذه دارنا التي نحن فيها

دار حق وما سواها يزول

فاعتمر للممات دارا إليها

عن قريب يفضي بك التحويل

واعتمل صالحا يؤانسك فيها

مثلما يؤنس الخليل الخليل

(٧١) «الفتحية» إنشاء الملك فتح الدين صاحب بارين وبها قبره كانت مدرستين إحداهما للشافعية وثانيتهما للحنفية نسيتا ونسي مكانهما.

(٧٢) «الفخرية» بين السورين إنشاء فخر الدين ، تم بناؤها سنة (٨٢١) وهي على أهل المذاهب الأربعة فيما يظهر ، وبها درس جماعة منهم عز الدين الإربلي والشيخ المراغي.

(٧٣) «الفلكية» غربي الركنية الجوانية بالعمارة ، إنشاء أخي الملك العادل فلك الدين سليمان ، دفن فيها سنة (٥٩٩). وفي بعض المظان أن المدرسة الفلكية بنواحي باب الفراديس تنسب إلى أبي منصور سليمان بن شروه ابن جلدك.

(٧٤) «القليجية» داخل باب شرقي وباب توماء شرقي المسمارية إنشاء مجاهد الدين بن قليج محمد. قال البوريني : إن أحمد بن سليمان الدمشقي الصوفي عزل التراب الذي في المدرسة القليجية الذي كان من بقايا الخراب

٨٥

في فتنة اللنك (أي تيمور لنك) وقطن بها وأسكن في حجراتها عدة من الفقراء ، والمدرسة المذكورة كانت تعرف في القرن الحادي عشر بمزار سيدي سيف الدين ، وسيف الدين هذا هو الأمير سيف الدين الاسفسهلار من الأمراء النورية ، ويطل على تربته شباكان على رأس كل واحد منهما حجر فيه أسطر منقوشة ، فأما الأول فعليه من الكتابة هكذا : قال الأمير الكبير المجاهد المرابط الاسفسهلار سيف الدين علي بن قليج رحمه‌الله هذه الأبيات وأمر أن تكتب على قبره. وعلى الحجر الثاني الأبيات وذكر الأبيات الثلاثة. الواردة في الكلام على المدرسة الفارسية ، وبذلك رأينا أن هذه الأبيات ادعاها كثيرون وأحبها غير واحد من العظماء.

(٧٥) «القواسية» بالعقيبة الصغرى قرب مسجد الزيتونة إنشاء الأمير عز الدين بن القواس درس بها جماعة.

(٧٦) «القوصية» هي حلقة بالجامع الأموي قرب مشهد يحيى ، كانت محلا للتدريس ، أنشأها رجل يقال له جمال الإسلام في رواية وقف عليها أوقافا جمة درس بها بعض المشاهير.

(٧٧) «القيمرية الجوانية» بحارة القيمرية ، أنشأها الأمير ناصر الدين القيمر أحد أمراء الجند ، درس بها جلة من فقهاء الشافعية ولا تزال معروفة.

(٧٨) «القيمرية البرانية» ويقال لها القيمرية الصغرى في القباقبية العتيقة غربي المقدمية وشمالي الحنبلية ، خربت وأنقاضها إلى اليوم ظاهرة. ويقول طارق : إن بانيها الأمير علي بن يوسف بن يوسك القيمري سنة (٦٥٣).

(٧٩) «النجيبية» قال ابن كثير في سنة (٦٩٠) : درس الخطيب عز الدين الفارقي بالمدرسة النجيبية عوضا عن كمال الدين بن خلكان ولم يذكر في الدارس لها وقفا ولا وقت بنائها ولا محلها.

(٨٠) «الكروّسية» بجانب السامريّة الشافعية وقفها سنة (٦٤١) محمد ابن كروّس محتسب دمشق ، وممن درس بها كمال الدين بن الزملكاني والشريشي.

(٨١) «الكلاسية» متصلة بالجامع الأموي من شماله ولها باب إليه ، أنشأها سنة (٥٥٥) نور الدين الشهيد سميت بذلك لأنها كانت موضع عمل الكلس

٨٦

أيام بناء الجامع ، ثم أمر بتجديدها السلطان صلاح الدين درس بها جلة من الفقهاء وهي أطلال.

(٨٢) «المجاهدية الجوانية» بجوار تربة نور الدين وفي الدارس قرب باب الخواصين ، واقفها مجاهد الدين أبو الفوارس الكردي أحد أمراء الدولة النورية. وفي الروضتين أنه الأمير مجاهد الدين بزان بن مامين أحد مقدمي الأكراد المتوفى سنة (٥٥٥) له أوقاف على أبواب البر بدمشق منها المدرستان المنسوبتان إليه ، إحداهما التي دفن فيها وهي لصيق باب الفراديس المجدد ، والأخرى قبالة باب دار سيف الغربي في صف مدرسة نور الدين ، وله وقف على من يقرأ السبع كل يوم بمقصورة الخضر بجامع دمشق وغير ذلك. وقد درس بها قطب الدين النيسابوري وكثير غيره من الأعلام.

(٨٣) «المجاهدية البرانية» أيضا بباب الفراديس كما في الدارس واليوم في زقاق حمام أسامة غربي الباذرائية لواقفها المشار إليه ، وفي مختصر الدارس أنها بجوار سوق البطيخ وبها قبر واقفها ، درس بها غير واحد من المشهورين وهي جامع السادات.

(٨٤) «المسرورية» بباب البريد ، إنشاء مسرور الخصي الطواشي صاحب خان مسرور بالقاهرة ، وقيل : مسرور الملك الناصر العادلي وقفها عليه شبل الدولة الحسامي واقف الشبلية. درس بها جماعة من نبهاء الفقهاء.

(٨٥) «المنكلائية» لا يعلم عنها إلا كونها قرب المدرسة القيمرية الجوانية كما في مختصر الدارس وإلى اليوم لا يزال في تلك البقعة مقام للشيخ عبد الله المنكلائي.

(٨٦) «الناصرية الجوانية» داخل باب الفراديس شمال الجامع والرواحية بشرق ، وغربي الباذرائية بشمال وشرقي القيمرية الصعرى والمقدمية الجوانية من آثار الملك الناصر صلاح الدين وهي اليوم دار. درس فيها بعض المشهورين من العلماء.

(٨٧) «المقدمية الجوانية» إنشاء الملك الناصر صلاح الدين يوسف ، ولعلها هي التي كانت عامرة في القرن العاشر كما يؤخذ من ترجمة الشمس البهنسي من أن المقدمية والقصاعية والسيبائية كانت عامرة في عصره ، وقد

٨٧

خربت المقدمية أوائل هذا القرن واستحالت دورا.

(٨٨) «المجنونية» شرقي الشامية البرانية بالعقيبة ، إنشاء شرف الدين ابن شرف الرازي المعروف بالسبعة مجانين ، وهي معروفة بالسبعة المجاهدين أيضا وذلك بعد الثلاثين والستمائة.

(٨٩) «النجيبية» ملاصقة للمدرسة النورية وضريح نور الدين من جهة الشمال ، أنشأها النجيبي جمال الدين اقوش الصالحي أستاذ الملك الصالح.

مدارس الحنفية بدمشق :

كان بدمشق أوائل القرن العاشر إحدى وخمسون مدرسة للحنفية كما في الدارس وهي :

(٩٠) «الأسدية» تقدم محلها وهي في المرجة الخضراء في الشرف القبلي.

(٩١) «الإقبالية» تقدم محلها وهي على الأحناف والشوافعة ، وقد زالت ولا يعرف غير أطلالها وحجر بابها.

(٩٢) «الآمدية» بالصالحية جوار الميطورية من الغرب ، جاء في الدارس أنه مجهول حالها من القديم وهي على ما فهم في بستان الميطور قرب حي الأكراد.

(٩٣) «البدرية» قبالة الشبلية بالجبل عند جسر كحيل ويعرف بجسر الشبلية ، وهي في بستان السنبوسكي بطريق عين الكرش ، لم يبق منها إلا قبة تهدّم أعلاها بجانب نهر ثورا ، إنشاء الأمير بدر الدين المعروف بلالا ابن الداية من أمراء نور الدين سنة (٦٣٨).

(٩٤) «البلخية» داخل الصادرية وبابها من حمام باب البريد ، أنشأها الأمير ككز الدقاق للشيخ إبراهيم البلخي بعد سنة (٥٢٥) درست واتخذت مع الصادرية دورا في عهدنا.

(٩٥) «التاجية» بزاوية الجامع الأموي الشرقية غربي دار الحديث العروبية ، وكانت زاوية للدراويش عرفت قديما بابن سنان وبالسلارية جددت في سنة (٦٢٤) وهي غير موجودة.

(٩٦) «الناشية» إنشاء الملك الناشي الدقاقي سنة نيف وخمسين وخمسمائة وهي مجهولة اليوم.

٨٨

(٩٧) «الجلالية» لقاضي القضاة جلال الدين أبي المفاخر أحمد بن قاضي القضاة حسام الدين الرازي ، كانت ملاصقة للبيمارستان النوري وهي الآن خراب.

(٩٨) «الجمالية» كانت بسفح قاسيون للأمير جمال الدين يوسف وكان يسكنها في القرن العاشر أيام الصيف عبد الصمد العكاري درست مع الدوارس وأخذت أنقاضها للدور.

(٩٩) «الجقمقية» هي شمالي الجامع الأموي ، أسسها سنجر الهلالي وولده شمس الدين فانتزعها الملك الناصر حسن سنة (٧٦١) وأمر بعمارتها فبنيت بالحجر الأبلق وجاءت في غاية الحسن واحترقت في فتنة تيمور فجدد بنيانها سيف الدين جاقماق وخص الخانقاه بالصوفية وأضاف إليها مدرسة للأيتام وتربة ، ودرس بها جماعة وجعلت في القرن الماضي مدرسة للذكور وهي اليوم في حالة خراب أو ما يقرب منه ، تزعزعت بعض أركانها بمدافع الفرنسيين سنة (١٩٤١).

(١٠٠) «الجركسية» ويقال لها الجهاركسية وهي مشتركة بين الحنفية والشافعية وقيل: هي للحنفية فقط ، واقفها جركس فخر الدين الصلاحي وكان نائبا عن الملك العادل ببانياس وبلاد الشقيف وتبنين وهونين ، وهو من أرباب الهمم العالية مشهور بصداقته وصدقاته ، وهذه المدرسة فوق نهر يزيد بالصالحية بالقرب من الجامع الجديد معروفة يأوي إليها المهاجرون والدراويش وتنسب إليها المحلة كلها ، اندرست ولم يبق منها سوى قبتين عظيمتين أعلاهما متهدم وجدرانها حجر نحيت.

(١٠١) «الجوهرية» شرقي تربة أم الصالح داخل دمشق بحارة بلاطة المعروف اليوم بزقاق المحكمة. إنشاء الصدر نجم الدين بن عباس التميمي الجوهري سنة (٦٧٦) كان بعضهم أواخر القرن الماضي قسمها ثلاث دور وجعل عليها مرصدا ، وقام ولداه بعده فأخذا ما أنفق والدهما عليها وأعاداها إلى الوقف فجعلت مدرسة للصبيان وحصل الانتفاع بها.

(١٠٢) «الحاجبية» والخانقاه بها قبلي المدرسة العمرية بالصالحية على

٨٩

مقربة من مرقد الشيخ عبد الغني النابلسي ، إنشاء الأمير ناصر الدين محمد بن مبارك الإينالي سنة (٨٦٥). وقد تداعت فأخذت أنقاضها منذ نحو سبعين سنة لتبليط الطريق ، وهي أمام جامع الحاجب بالجركسية ، أصبحت الآن عرصة محاطة بجدار وحوض مائها لا يزال موجودا ومأذنتها كانت جميلة.

(١٠٣) «الخاتونية البرانية» مسجد خاتون على الشرف القبلي في مكان كان يسمى صنعاء دمشق مطل على وادي الشقراء ، وقفتها زمرد خاتون أخت الملك دقاق صاحب دمشق ، وهي أم شمس الملوك إسماعيل ومحمود زوجة تاج الملوك بوري توفيت سنة (٥٥٧) ، وكانت حافظة للقرآن سمعت الحديث من أبي الحسن بن قيس واستنسخت الكتب وقد خربت هذه المدرسة في أواخر حكم المماليك فنقلت أنقاضها لتعمر بها مدرسة غيرها في باب الجابية ، وكان من مدرسيها علي البلخي وشرف الدين عبد الوهاب الحوراني وصدر الدين البصروي وصدر الدين الأدمي.

(١٠٤) «الخاتونية الجوانية» كانت بمحلة حجر الذهب محلة البيمارستان النوري ، إنشاء خاتون ابنة سعيد الدين اتسز وزوجة نور الدين الشهيد ، وقفها أخوه سعد الدين عليها ، وممن درس بها ابن شداد وابن أبي جرادة.

(١٠٥) «الدماغية» تقدم محلها عند جسر ثورة قرب معمل الغزل القديم وأنها على الفريقين الحنفية والشافعية ، درس بها الافتخار الكاشغري والسنجاري وابن سحنون خطيب النيرب وغيرهم ، أصبحت اليوم حدائق.

(١٠٦) «الركنية» ويقال لها الركنية البرانية تمييزا لها عن الركنية الجوانية المار ذكرها ، وهي من إنشاء الأمير ركن الدين منكورش عتيق فلك الدين سنة خمس وعشرين وستمائة ، درس بها جلة من الفقهاء وهي في حي الأكراد بالسفح ، اختلست منها قطعة وجعلت دورا، ولا تزال تقرأ في حائطها كتابات كوفية.

(١٠٧) «الريحانية» جوار النورية ، إنشاء ريحان الطواشي من أكبر خدام نور الدين سنة (٥٦٥) وهي كتاب للذكور. ولا يزال على بابها حجر زبر عليه بخط جميل الأوقاف المرصدة لها.

(١٠٨) «الزنجارية» خارج باب توماء وباب السلامة ويقال لها الزنجيلية

٩٠

كانت تجاه دار الأطعمة من أحسن المدارس. وفي مختصر الدارس أنها هي التي على بابها هذا الرخام من عجائب الدنيا وهذه الصناعة التي كانت كأنها بين أيديهم كالعجين. أنشأها نائب عدن فخر الدين الزنجيلي صاحب اليمن أيام الملك العادل أنشئت سنة (٦٢٦) وفي رواية أنه الأمير عز الدين عثمان ابن الزنجيلي صاحب عدن ، درس بها أجلة الفقهاء ولا يعرف محل هذه المدرسة ولعلها كانت شرقي السقيفة وهي اليوم حدائق.

(١٠٩) «السيفية» بجوار الجامع الأموي ومن القديم لا يعرف عنها غير هذا.

(١١٠) «السبائية» خارج باب الجابية وشمالي بئر الصارم والتربة والزاوية بها وهي في آخر شارع الدرويشة ، إنشاء نائب الشام سيباي أمير السلاح بمصر سنة (٩٢١) جعلها جامعا ومدرسة وزاوية وتربة. قال في المختصر عمرها بالحجر الأبلق ولم يدع بدمشق مسجدا مهجورا ولا مدفنا معمورا إلا وأخذ منه من الأحجار والآلات والرخام والأعمدة ما أحب حتى سماها علماء دمشق «جمع الجوامع» وهي منذ سبعين سنة مكتب ابتدائي للذكور ، وتقام فيها الصلوات والأذكار.

(١١١) «الشبلية البرانية الحسامية» بسفح قاسيون بالقرب من جسر ثورة ، إنشاء شبل الدولة كافور الحسامي الرومي طواشي حسام الدين بن لاجين والد ست الشام سنة (٦٢٦) وقد دفن بها ، وهي فوق جسر ثورة من طريق عين الكرش ، لم يبق منها إلا قطعة يسيرة ، درس بها وأعاد بها عظماء من الفقهاء منهم الصفي السنجاري والشمس ابن الجوزي وابن قاضي آمد وابن الغويرة والبصروي والأذرعي والكاشغري والطوسي والكفيري والتركماني والعماد الجيلي وابن بشارة. قال ابن خلكان : إن ست الشام بنت أيوب أنشأت مدرسة بظاهر دمشق وقد دفن فيها الملك المعظم وهي أيضا وولده حسام الدين عمر بن لاجين وزوجها ناصر الدين أبي عبد الله محمد بن أسد الدين شير كوه صاحب حمص ، وحسام الدين هو سيد شبل الدولة كافور بن عبد الله الحسامي الخادم صاحب المدرسة والخانقاه الشبلية اللتين في ظاهر دمشق على طريق قاسيون ، ولهما شهرة في مكانهما وأوقاف كثيرة اه. وإلى اليوم لا تزال

٩١

القبور ظاهرة للعيان ، وهناك حوض ماء وإيوان.

(١١٢) الشبلية الجوانية» قبالة الأكزية داخل باب الجابية ، إنشاء شبل الدولة كافور المعظمي صاحب المدرسة قبلها ، وهي أمام محكمة الباب الشرعية القديمة وقد أصبحت دورا.

(١١٣) «الصادرية» داخل باب البريد على باب الجامع الأموي الغربي ، إنشاء شجاع الدين والدولة صادر بن عبد الله قال صاحب الدارس : وهي أول مدرسة أنشئت في دمشق (٤٩١) درس بها ابن زنكي الكاشاني والبلخي وأبو العيش وأوحد الدين الدمشقي والغزنوي رشيد الدين وابن مسعود والكعكي والرضي الملتاني الهندي والبرهان الغزنوي المعروف بأبي الهول وابن الشجاع وابن أسد الدين الدمشقي. وهي دور مساكن منذ استصفاها المستصفون من عهد قريب.

(١١٤) «الطرخانية» قبلي الباذرائية إنشاء ناصر الدولة طرخان أحد كبار أمراء دمشق وهي منازل ومساكن.

(١١٥) «الطومانية» تجاه دار الحديث الأشرفية غربي الشريفية والفقاعية بسوق العصرونية ولعل واقفها طومان النوري. وقد جعلت في أواخر القرن الماضي حانة تباع فيها الخمور ثم صارت حوانيت ودارا.

(١١٦) «العذراوية» مر محلها وأنها على الحنفية والشافعية. درس بها العز السنجاري والسمرقندي والرازي.

(١١٧) «العزيزية» أنشئت (٦٣٥) جوار المدرسة المعظمية إنشاء الملك العزيز عثمان بن العادل شقيق الملك المعظم ، وفي العزيزية دفن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ولا يزال قبره معروفا يزار ويقصده العالم من الأقطار.

(١١٨) «العزيزية البرانية» بالشرف الأعلى شمالي ميدان القصر خارج دمشق وهي البستان الذي أصبح معملا للكهرباء وقد زال أثرها. أنشأها الأمير عز الدين استاد دار (١) المعظمي المعروف بصاحب صرخد (٦٢٦)

__________________

(١) هو من يتكلم في إقطاع الأمير مع الدواوين والفلاحين وغيرهم. وبعضهم يرسمها استاد الدار.

٩٢

درس بها جماعة منهم محمد الكريمي المتوفى سنة (١٠٦٨) أي إنها كانت عامرة إلى القرن الحادي عشر.

(١١٩) «العزية الجوانية» المعروفة بالكوشك أي القصر إنشاء المقدم ذكره وهي غير معروفة.

(١٢٠) «العزية» بجامع دمشق منسوبة له أيضا ، قال في الدارس : وشرط واقفها أنه بنى مدرسة بالقدس الشريف على أنه متى كان القدس بيد المسلمين يكون الوقف على المكان المذكور ، وإن تعطل أي تعطيل القدس كان مدرسة بالجامع الأموي المعمور جوار مشهد علي. درس بها حين تعطل القدس القاضي مجد الدين قاضي الطور وهي غير موجودة.

(١٢١) «العلمية» شرقي جبل الصالحية وغربي الميطورية إنشاء الأمير علم الدين سنجر المعظمي سنة (٦٢٨) لم يبق لها أثر.

(١٢٢) «الفتحية» نسي مكانها منذ قرون قال ابن شداد : وهي برحيبة خالد وهي مجهولة أيضا ، ومنشئها الملك فتح الدين صاحب بارين.

(١٢٣) «الفرّخشاهية» تعرف بمعز الدين فرخشاه وواقفتها حظ الخير خاتون ابنة إبراهيم بن عبد الله والدة عز الدين فرخشاه وهي زوجة شاهنشاه ابن أخي صلاح الدين سنة (٥٧٨) وهي مقابلة التكية السليمانية بالشرف الأعلى شمالي حديقة الأمة ، دثرت.

(١٢٤) «القچماسية» داخل باب النصر ودار السعادة إنشاء نائب الشام قچماس الإسحاقي الجركسي المتوفى سنة (٨٩٢). وأول من درس بها شمس الدين أبو تراب محمد الأمامي وهي عامرة في الجملة.

(١٢٥) «القصاعية» بحارة القصاعين إنشاء خطلشاه خاتون بن ككجا سنة (٥٩٣) كانت عامرة في القرن العاشر ، ودرس بها محب الدين العلواني وهو آخر من درس بها من الفقهاء وهي في جهة الخيضيرية جعلت دورا.

(١٢٦) «القاهرية» بالصالحية على طريق الترام في الزقاق الذي وراء سوق الجمعة على ضفة نهر يزيد لصيق دار الحديث القلانسية المشهورة بالخانقاه وغربي العمرية يفصل بينهما الطريق ، وهي مساكن ولم يبرح اسمها معروفا بالقاهرية وهي أسرة اسمها بنو القاهرية وهي الآن دار بني الحشاش.

٩٣

(١٢٧) «الظاهرية الجوانية» تقدم محلها في مدارس الشافعية وأنها للحنفية أيضا ، أول من درس بها الصدر سليمان وابن النحاس وابنه شهاب الدين والسمرقندي والجوبري وابن العز وعفيف الدين الآمدي وقوام لطف الله الحنفي.

(١٢٨) «القليجية» واقفها سيف الدين بن قليج النوري بين الخضراء والصدرية السالفتين بالبزورية سنة (٦٢٠) ، وجدد بناءها قاضي الشام محمد جلبي سنة (٩٢٣). درس بها الشمس علي بن قاضي العسكر وفخر الدين بن خليفة البصروي وتقي الدين أحمد وعلاء الدين علي القونوي وغيرهم ، وهي في سوق التبن اتخذت بيتا ملاصقا لدار بني العظم ، ولعلها هي التي كانت مجمع الفضلاء والعقلاء للاستشارة إذا دهم أهل دمشق أمر مهم لا القليجية التي كانت داخل باب توماء كما روى بعض المؤرخين.

(١٢٩) «القايمازية» داخل بابي الفرج والنصر ، إنشاء صارم الدين قايماز النجمي المتوفى سنة (٥٩٦) ، كان من عمال السلطان صلاح الدين يتولى أسبابه في مخيمه وبيتوتته ويعمل عمل أستاذ الدار ، وكلما فتح السلطان بلدة سلمها إليه ليروضها. وهي بالمناخلية درست عند ما جرى توسيع الطريق.

(١٣٠) «المرشدية» على نهر يزيد بالصالحية جوار دار الحديث الأشرفية إنشاء خديجة خاتون بنت الملك المعظم بن العادل أخت الناصر داوود سنة (٦٥٦) ، وهي من المدارس التي بقيت إلا أن داخلها متهدم ومجموعها مختلس.

(١٣١) «المعظمية» بالصالحية بسفح قاسيون الغربي جوار المدرسة العزيزية ، أنشئت (٦٢١) نسبة إلى الملك المعظم شرف الدين عيسى بن العادل صاحب دمشق وهي مدفن.

(١٣٢) «المعينية» بالطريق الآخذ إلى باب المدرسة العصرونية ، إنشاء معين الدين أتسز ، وهي دراسة.

(١٣٣) «الماردانية» على ضفة نهر ثورة لصيق الجسر الأبيض معروفة ، أنشأتها عزيزة الدين أخشا خاتون بنت الملك قطب الدين صاحب ماردين زوجة الملك المعظم (٦١٠) درس بها جلة من الفقهاء ، وهي جامع عامر؟؟؟ ات وفيه مدفن بني المؤيد.

(١٣٤) «؟؟؟ المقدمية الجوانية» داخل باب العمارة إنشاء الأمير شمس الدين

٩٤

محمد بن المقدم في الأيام الصلاحية أنشئت سنة (٥٧٥) ، وهي في حكم المفقود استصفي قسم منها وجعل دورا وداخلها غرف تؤجر وحرمها مخزن.

(١٣٥) «المقدمية البرانية» تجاه الركنية بسفح قاسيون شرقي الصالحية إنشاء فخر الدين إبراهيم بن المقدم ، غير موجودة ولعلها دار الشريباتي وحوض مائها لم يزل كما كان أمام حمام المقدم.

(١٣٦) «المنجكية» بجوار خانقاه الصوفية بالجاقماقية ، وفي الدارس أنها بالخلخال. وكان الخلخال حديقة أخذت للثكنة الحميدية غربي المدينة. وهي قبلي الصوفية وغربيها ، إنشاء الأمير سيف الدين منجك من مماليك الناصر محمد بن قلاوون أسست سنة (٧٧٦) وهي اليوم حدائق ولا أثر لها.

(١٣٧) «الميطورية» شرقي جبل الصالحية في حي الأكراد ، وقفتها فاطمة خاتون بنت السلار سنة (٦٢٩) خربت.

(١٣٨) «المقصورة الحنفية» وهي محل التدريس في حرم الجامع الأموي وقف عليها كاتب الممالك القاضي فخر الدين أوقافا.

(١٣٩) «النورية الكبرى» إنشاء نور الدين سنة (٥٦٣) ، والصحيح أنها إنشاء ولده الصالح إسماعيل وهي بعض دار هشام بن عبد الملك الأموي ، وفي الدارس أنها كانت قديما دار معاوية بن أبي سفيان وكانت لمعاوية دار أخرى بباب الفراديس تحت السقيفة يقال : إنها الدار التي كانت معروفة بدار ابن المقدم. ولا تزال المدرسة عامرة إلى يومنا إلا أن بعض جيرانها اختلسوا بعضها من الشمال.

(١٤٠) (النورية الصغرى) كان في القلعة جامع تقام فيه الجمعة إلى القرن العاشر وبه مدرسة حنفية تسمى النورية الصغرى ، قال : ابن شداد هي مدرسة بجامع القلعة ، وكان مدرس القلعة أوائل القرن التاسع القاضي شمس الدين الزرعي وهو الذي ألزم ببناء مأذنة الجامع بالقلعة سنة (٨٢٤) التي كانت أحدثت سنة (٧٦٢).

(١٤١) «الغمورية» بالصالحية ، إنشاء الأمير جمال الدين بن يغمور الدورفي اختلست.

٩٥

مدارس المالكية بدمشق :

كان بدمشق أربع مدارس للمالكية وهي :

(١٤٢) «الزاوية المالكية» وقف السلطان صلاح الدين ملاصقة المقصورة الحنفية من غربي الجامع الأموي درس بها بعض فقهاء المالكية.

(١٤٣) «الشرابيشية» في القنوات وفي الدارس أنها بدرب الشعارين لصيقة حمام صالح شمالي الميطوريين داخل باب الجابية ، وكانت قبل أن تصبح مدرسة للأيتام محكمة شرعية واختلس الجيران بعضها. وهي إنشاء شهاب الدين بن نور الدولة بن محاسن الشرابيشي التاجر السفّار ولا يعلم عنها غير هذا.

(١٤٤) «الصمصامية» شرقي دار القرآن الوجيهية وقرب المسرورية ، وقف عليها الصاحب شمس الدين غبريال الأسلمي ، وذكر المؤرخون أن سنان القرماني والد القرماني صاحب التاريخ خرب مدرسة المالكية بالقرب من البيمارستان النوري وتعرف بالصمصامية وحصل به الضرر بمدرسة النورية ببعلبك ، وولي نظارة البيمارستان ونظارة الجامع الأموي وانتقد عليه أنه باع بسط الجامع وحصره فقتل بسبب ذلك هو وناظر السليمية حسين سنة (٩٦٦) خنقا معا بدار السعادة بشاشيهما وعمامتاهما على رأسيهما. ولو نفذ حكم الشرع هكذا في المختلسين والغاصبين لما ذهبت كل هذه المدارس مع أمس الدابر. (١٤٥) «الصلاحية» إنشاء السلطان صلاح الدين بالقرب من البيمارستان النوري غير معروفة أيضا.

وكان في زقاق حمام القاضي مدرسة للمالكية على ما في مفكرات طارق.

مدارس الحنابلة بدمشق :

كان بدمشق عشر مدارس للحنابلة وهي :

(١٤٦) «الجوزية» في البزورية كانت في عهدنا محكمة شرعية ثم جعلتها جمعية الإسعاف الخيري مدرسة للأيتام ثم حرقت في الثورة السورية ، إنشاء محيي الدين بن جمال الدين بن الجوزي.

٩٦

(١٤٧) (الجاموسية) غربي العقيبة خارج دمشق ابتلعها وأوقافها كما ابتلع غيرها المتولون عليها.

(١٤٨) (الشريفية) عند القباقبية العتيقة قديما ودار بني الغزي في العمارة أمام الفرن بالجانب الشرقي وهي الآن دار. من إنشاء شرف الإسلام عبد الوهاب أبي الفرج الحنبلي شيخ الحنابلة بدمشق المتوفى سنة (٥٣٦) وظلت يتعاقب عليها أولاده وأحفاده حينا من الدهر.

(١٤٩) (الصاحبة) بسفح قاسيون من شرق الصالحية. إنشاء ربيعة خاتون بنت نجم الدين أيوب أخت صلاح الدين وست الشام ، دفنت في فنائها سنة (٦٥٣) وجعلت اليوم مكتبا ابتدائيا للذكور.

(١٥٠) (الصدرية) إنشاء صدر الدين أبي الفتح أسعد المنجا التنوخي العدل سنة (٦٣٠) وكانت بجوار الجامع في زقاق الريحان والعامة تزعم أن قبر معاوية بن أبي سفيان بها وليس بصحيح.

(١٥١) (الضيائية المحمدية) شرقي جامع المظفرية بجبل قاسيون. إنشاء ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي سنة (٦٢٠) كان علامة عصره درس بها بانيها أولا ولا يعرف عنها شيء.

(١٥٢) (الضيائية المحاسنية) بسفح قاسيون شرقي جامع المظفرية وأمام جامع الحنابلة ، بقي منها أربع نوافذ وجدار ، أنشأها ضياء الدين محاسن ووقفها على من يكون أمير الحنابلة.

(١٥٣) «العمرية الشيخية» وسط دير الحنابلة بسفح الجبل ، إنشاء أبي عمر الكبير الحنبلي الزاهد المعروف بابن قدامة سنة (٥٥٠) وهو الذي نسبت الصالحية إليه لنزوله بمسجد أبي صالح بظاهر باب شرقي ، وهي الآن خراب أكل النظار عليها أوقافها واستباحوا أخذ خزانة كتبها المهمة. وفي تاريخ الصالحية أنها أكبر المدارس بدمشق والصالحية لأنها مشتملة على ثلاثمائة وستين خلوة على ما قيل ، والعامر منها الآن (عصر مؤلف تاريخ الصالحية) أقل من ذلك اه. وقال في تاريخ الصالحية أيضا : إن أبا عمر بنى المدرسة ووالده الشيخ

٩٧

أحمد بنى المصنع ثم كثر البناء المتسع بالصالحية حول المدرسة حتى بلغ من القبلة حد المدينة ومن الشرق برزة إلى الميطور ـ وبستان الميطور الآن معروف بالقرب من جسر النحاس قرب حي الأكراد. أما الآن فهي خراب يباب ، وقد درس بها أئمة أعلام فيما سلف.

(١٥٤) (العالمة) مدرسة للحنابلة ودار للحديث شرقي الرباط الناصري تحت جامع الأفرم غربي سفح قاسيون ، وقفتها الشيخة الصالحة العالمة أمة اللطيف بنت الناصح الحنبلي سنة (٦٣٠) وهي خراب بلقع.

(١٥٥) (المسمارية) قبلي القيمرية الكبرى داخل دمشق قبلي الفتحية قرب مأذنة فيروز. واقفها التاجر الحسن بن مسمار الهلالي الحوراني المغربي من أهل القرن السادس جعلت الآن مخفرا للشرطة.

(١٥٦) (المنجائية) زاوية بالجامع الأموي تعرف بابن منجا.

وكان في سوق القمح بدمشق :

(١٥٧) (المدرسة الحنبلية) تولى عمارتها سعد الدين بن عبد العزيز إمام الملك الأشرف موسى بن الملك العادل.

المدارس الحديثة :

هذا ما ذكره صاحب الدارس من دور القرآن ودور الحديث ومدارس الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة ، وقد أنشئت بعد عهده في دمشق عدة مدارس في القرن الثاني عشر وهي:

(١٥٨) «المرادية» جنوب الظاهرية الجوانية وتفصل بينهما الآن سكة ضيقة لصاحبها الشيخ مراد المرادي (مراد بن علي بن داود بن كمال الدين بن صالح البخاري النقشبندي سنة (١١٣٢) وكانت قبل ذلك خانا يسكنه أهل الفسق والفجور وقد خربت زمن الحرب العامة وهي الآن خراب.

(١٥٩) «النقشبندية البرانية» هي في سوق ساروجا بناها الشيخ مراد المرادي وكانت داره ، وبنى إلى جنبها مسجدا وهي الآن تكية ومنزل لأحفاده.

(١٦٠) «السليمانية» مدرسة سليمان باشا العظم ، أسست في باب البريد (١١٥٠) جعلت زمنا مكتبا للإناث وقد رمت بعد خرابها وسكنها دراويش.

٩٨

(١٦١) «العبدلية» مدرسة عبد الله باشا العظم ، أسست في سوق السلاح سنة (١١٩٣) ولا تزال موجودة.

(١٦٢) «الإسماعيلية» مدرسة إسماعيل باشا العظم في سوق الخياطين ، أسست سنة (١١٤١) والطابق السفلي منها من بناء إسماعيل باشا العظم والعلوي من بناء أسعد باشا العظم ، ولكل منهما وقف خاص به ، وكانت المدرستان الأخيرتان من المدارس العامرة إلى عهد قريب فأصبحتا مأوى الفقراء وذهبت أوقافهما أو كادت.

وهناك مدارس حدثت بعد عهد صاحب الدارس يعثر على أسمائها مبعثرة في كتب التاريخ والمدونات الحديثة ولا أثر لها لعدم مكانتها أو لطارئ طرأ عليها. والطوارئ على مثل هذه المدارس قد تحدث في كل عقد أو عقدين من السنين مثل :

(١٦٣) «المدرسة الحجازية» التي نزل بها أحمد بن شمس الدين الصفوري ولا نعرفها الآن.

(١٦٤) «المدرسة الجوزية» انقطع إليها إبراهيم السقا سنة (١٠٥٨) ودرس بها إبراهيم بن حمزة سنة (١١١٩).

(١٦٥) «المدرسة الحافظية» بصالحية دمشق درس بها حمزة بن محمد نقيب الشام المتوفى سنة (١٠٦٧).

(١٦٦) «مدرسة أحمد شمسي باشا» في سوق الأروام.

(١٦٧) ومن المدارس التي لم يذكرها صاحب الدارس مدرسة السلطان المؤيد التي بناها سنة (٨١٧) الملك المؤيد في دمشق وسماها «المؤيدية» وأنشأ سوقا نسب إليه ولا نعلم عنها غير هذا.

ومنها (١٦٨) «القارية» مدرسة ابن القاري قال ابن طولون : لم يكن في الصف الشمالي مسجد غير مسجد البيع من باب الجابية إلى باب شرقي يوجه إلى القبلة ، قيل : إن الصحابة بايعوا فيه ، وهو الآن مدرسة بناها الخواجا محمد بن يوسف القاري سنة (٨٨٧) وبنى إلى جانبها دارا عظيمة بالغ في إتقانها وقد أصبحت هذه الدار والمدرسة دورا صغيرة وحواصل للخشب.

ومنها (١٦٩) «المدرسة المزلقية» بطريق مقابر باب الصغير الآخذ إلى

٩٩

الصابونية ، أنشأها تاجر الخاص الشريف شمس الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي بكر المعروف بابن المزلق ميلاده سنة (٧٥٤) كان أبوه لبانا حكى عن نفسه أن أول سفرة سافرها في البحر كسب فيها مائة ألف دينار وثمانمائة ألف درهم وانفتحت عليه الدنيا وعمر أملاكا كثيرة وأنشأ على درب الشام إلى مصر خانات عظيمة بالقنيطرة وجسر بنات يعقوب وعيون التجار ، أنفق على عمارها ما يزيد على مائة ألف دينار ، وكل هذه الخانات فيها الماء وجاءت في غاية الحسن ولم يسبقه أحد من الملوك والخلفاء إلى مثل ذلك ، وهو صاحب المآثر الحسنة بدرب الحجاز ووقف على سكان الحرمين الشريفين الأوقاف الكثيرة.

ومن المدارس الحديثة بناء مدرسة الحقوق على شاطئ بردى في المرجة ، وهي من بناء الترك في آخر أيامهم وهي من أجزاء الجامعة السورية. ومدارس الدولة إلى اليوم تقوم على أنقاض البيوت القديمة أو الحديثة أو بقايا الجوامع والمدارس. وهمم الأفراد فاترة لسد هذه الثلمة. ومدارس الطوائف والتبشير تجعل في الكنائس والبيع على الأغلب. ومن أهم مدارس الحكومة مدرسة التجهيز والمعلمين وهي دار خاصة في شرقي المدينة كانت لغني إسرائيلي اسمه عنبر ، فوقعت في ملك الحكومة العثمانية لدين كان لها على صاحبها وجعلت مدرسة إعدادية في سنة (١٣٠٤) شرقية ، وفيها من ضروب الصناعات في البناء شيء كثير وقد خلفتها المدرسة التجهيزية غربي البلد على الشرف الأعلى وهي من أجمل أبنية دمشق على عهدها الحديث ، أما سائر المدارس الحديثة فيستحي المرء من ذكرها إذ لا شأن لها وليس للأمة ولا للحكومة يد في إنشائها.

مدارس الطب بدمشق :

كان بدمشق أربع مدارس للطب وهي :

(١٧٠) «الدخوارية» بالصاغة العتيقة قرب الخضراء قبلي الجامع وفي رواية شرقي سوق المناخليين : إنشاء مهذب الدين عبد الرحيم بن علي المعروف بالدخوار ، وفي رواية : عبد المنعم بن علي المعروف بالدخوار سنة (٦٢١) جعلها مدرسة يدرس فيها من بعده صناعة الطب ، ووقف لها ضياعا وعدة أماكن

١٠٠