« أدعوا لي أخي ».
فعرف الجميع بأنه
يريد عليا عليهالسلام فدعوا له عليا فقال :
« ادن منّي ».
فدنا منه عليّ عليهالسلام فاستند إليه فلم
يزل مستندا إليه يكلّمه .
فلم يلبث أن بدت
عليه صلىاللهعليهوآله علامات الاحتضار.
سأل رجل ابن عباس
: هل توفّي رسول الله في حجر أحد قال : توفي وهو لمستند إلى صدر علي.
فقال السائل : قلت
: فان عائشة قالت : توفي رسول الله صلىاللهعليهوآله بين سحرى ونحرى.
فكذبها ابن عباس
وقال : أتعقل؟ والله لتوفّى رسول الله صلىاللهعليهوآله وأنه لمستند إلى صدر عليّ وهو الذي غسّله ، وأخي الفضل بن
عباس .
وقد صرح أمير
المؤمنين علي عليهالسلام في إحدى خطبه حيث قال :
« ولقد قبض رسول
الله وإنّ رأسه لعلى صدري ... ولقد وليت غسله والملائكة أعواني » .
وينقل بعض
المحدثين أن آخر جملة قالها رسول الله صلىاللهعليهوآله في آخر لحظة من حياته الشريفة هي جملة : « لا ، إلى الرفيق
الأعلى » ، وكأنّ ملك الموت خيّره عند قبض روحه الشريفة في أن يصحّ من مرضه ويبقى
أو يلبي دعوة ربّه ، ويلتحق بالرفيق الأعلى ، فعبر بجملته هذه عن رغبته في اللحاق
بربه ، ليعيش مع الذين أشار إليهم قوله سبحانه :
« فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ
عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ
__________________