وبذلت ثروتها كلها في سبيل تلك الاهداف باخلاص ورغبة.
كانت فاطمة الزهراء عليهاالسلام تلازم فراش والدها النبي صلىاللهعليهوآله طوال ايام مرضه ، ولا تفارقه لحظة واحدة ، وفجأة أشار النبي إلى ابنته يطلب منها ان تقرب رأسها إلى فمه ليحدّثها ، فانحنت فاطمة حتى صار رأسها قريبا من فمه الشريف ثم راح النبي صلىاللهعليهوآله يحادثها بصوت ضئيل ولم يعرف من كان هناك ما ذا قاله رسول الله صلىاللهعليهوآله لابنته الطاهرة في تلك النجوى.
وانما شاهدوا الزهراء تبكي بشدة لما انتهى والدها من حديثه وسالت دموعها بغزارة ، ولكنهم شاهدوا ان النبي اشار إليها مرة اخرى وحدثها بشيء فسرّت فاطمة وتهلّلت اسارير وجهها ، وتبسمت مستبشرة.
فاثارت هاتان الحالتان المتضادتان المتزامنتان الحضور وبعثتهم على التعجب والدهشة ، فلما سألوها عن سرّ ذلك الحزن ، وهذه الفرحة ، وطلبوا منها ان تذكر لهم علة هاتين الحالتين المتضادتين قالت :
« ما كنت لافشي سرّه ».
ثم بعد أن قضى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كشفت الزهراء عليهاالسلام عن الحقيقة بناء على اصرار عائشة وقالت : اخبرني رسول الله صلىاللهعليهوآله انه قد حضر اجله وانه يقبض في وجعه هذا ، فبكيت ، ثم اخبرني أني أول اهله لحوقا به فضحكت (١).
مسواك النبي قبيل وفاته :
كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يستاك كل ليلة قبل النوم كما كان يستاك بعد ان يستيقظ من نومه وكان مسواك النبي من شجرة الأراك التي تنفع
__________________
(١) الطبقات الكبرى : ج ٢ ص ٢٤٧ ، الكامل ، ج ٢ ص ٢١٩.