لا شك لو أن مثل هذه الحادثة حدثت لغير رسول الله صلىاللهعليهوآله من القادة والزعماء لصبغوا الارض بدماء من ظنوا أنه قصد قتلهم ، أو ملأوا السجون بهم وحبسوهم ، أعواما مديدة او اخضعوهم لاشد انواع التعذيب الجسدي والنفسي كما يحدّثنا بذلك التاريخ القديم والحديث.
إن هذه المؤامرة الدنيئة التي قامت بها امرأة من اليهود جعلت الكثير من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله يسيئون الظن بصفية اليهودية التي أصبحت في عداد ازواج النبي صلىاللهعليهوآله .
فقد باتوا يتصوّرون أنها ربما أقدمت في ليلة من الليالي على اغتيال رسول الله صلىاللهعليهوآله .
ولهذا عند ما أعرس رسول الله صلىاللهعليهوآله بها بخيبر أو في أثناء الطريق بات « أبو أيّوب الانصاري » يحرس قبّة رسول الله صلىاللهعليهوآله التي دخل بها بصفية ليلة عرسه بها ، وبقي يطوف بالقبة حتى أصبح رسول الله صلىاللهعليهوآله فلما رأى أبا أيوب قال : مالك يا أبا أيوب؟
قال : يا رسول الله خفت عليك من هذه المرأة ، وكانت امرأة قد قتلت أباها وزوجها وقومها وكانت حديثة عهد بكفر ، فخفتها عليك. فشكره رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ودعا له بخير (١).
٢ ـ والنموذج الثاني من جفاء اليهود ، وكيدهم حتى بعد عفو النبي عنهم ، ولطفه بهم أنّ « عبد الله بن سهيل » الذي كلّف من جانب النبي صلىاللهعليهوآله في إحدى السنين بخرص محاصيل خيبر وتقديرها وحمل نصيب المسلمين منها إلى المدينة قتله جماعة مجهولة من اليهود أثناء قيامه بواجبه في خيبر وقد كسروا
__________________
المضغة إلاّ ان بقايا السمّ اختلط ببزاقه الشريف ، وأثر في جسمه المبارك حتى أودي بحياته المقدسة بعد حين.
(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٣٣٩ و ٣٤٠ ، بحار الأنوار : ج ٢١ ص ٣٣.