بقرب ينبع على بعد ٩٠ كيلومترا من المدينة تقريبا ) ولكنه لم يظفر بقافلة قريش التي كان يقودها « أميّة بن خلف » وعلى رأس مائة رجل من قريش ، فرجع الى المدينة.
٦ ـ وفي منتصف شهر جمادى الاولى من السنة الثانية للهجرة جاء الخبر أن قافلة قريش التجارية تخرج من مكة بقيادة أبي سفيان تريد الشام للتجارة ، وقد جمعت قريش كل أموالها في تلك القافلة ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله في جمع من أصحابه لاعتراضها حتى بلغ « ذات العشيرة » وقد استعمل على مكة هذه المرّة « أبا سلمة بن عبد الأسد » ، وبقي صلىاللهعليهوآله في ذات العشيرة إلى أوائل شهر جمادى الآخرة ينتظر قافلة قريش ، ولكنه لم يظفر بها ، ثم وادع فيها بني مدلج وعقد معاهدة عدم اعتداء ذكرتها المصادر التاريخية بالنص (١).
وقال ابن الأثير : في هذه الغزوة ( والمكان ) نزل رسول الله صلىاللهعليهوآله وجماعته في بواط عند عين فنام علي وعمّار فوجدهما رسول الله صلىاللهعليهوآله نائمين في رقعاء من التراب فايقظهما ، وحرّك عليّا فقال : قم يا أبا تراب ألا اخبرك باشقى الناس : أحيمر ثمود عاقر الناقة ، والذي يضربك على هذه [ يعني قرنه ] فيخضّب هذه منها [ يعني لحيته ] (٢).
٧ ـ بعد أن رجع رسول الله صلىاللهعليهوآله الى المدينة بعد اليأس من قافلة قريش لم يقم بالمدينة الاّ ليالي قلائل لا تبلغ العشر حتى هاجم « كرز بن جابر الفهري » على ابل أهل المدينة ومواشيهم التي كانت قد سرحت للرعى بالغداة.
فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله في طلبه وقد استعمل على المدينة زيد بن حارثة حتى بلغ واديا من ناحية بدر وفاته كرز بن جابر فلم يدركه ثم رجع صلىاللهعليهوآله ومن معه الى المدينة فأقام بها بقية جمادى الآخرة ورجبا
__________________
(١) السيرة النبوية : ج ١ ص ٥٩٨ ، تاريخ الخميس : ج ١ ص ٣٦٣.
(٢) الكامل : ج ٢ ص ١١٢ والمستدرك على الصحيحين : ج ٣ ص ١٤٠ و ١٤١.