موسى إلاّ أنه لا نبيّ بعدي ، وأنت أخي ووارثي » (١).
غير ان ابن كثير شكّك في صحة هذا الرواية (٢) ، وحيث إن هذه التشكيك نابع من نفسيّته الخاصة ، ولا يقلّ تفاهة وبطلانا من اعتذاره ودفاعه عن معاوية وزمرته الباغية عن قتل الصحابي العظيم عمار بن ياسر لهذا نرجح أن نصرف النظر عن النقاش فيه ، ونترك القضاء والحكم عليه للقارئ المنصف ، والمتتبع العدل.
فرغ رسول الله صلىاللهعليهوآله من بناء المسجد ، وقد بنيت منازله ومنازل أصحابه حول المسجد ، وكلّ شرع منه بابا إلى المسجد ، وخطّ لحمزة خطا فبنى منزله فيه ، وشرع بابه الى المسجد وخط لعليّ بن أبي طالب مثل ما خط لهم فبنى منزله فيه وشرع بابه إلى المسجد ، فكانوا يخرجون من منازلهم فيدخلون المسجد من تلك الابواب.
وفجأة نزل جبرئيل على رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال :
« يا محمّد إنّ الله يأمرك أن تأمر كلّ من كان له باب إلى المسجد أن يسدّه ولا يكون لأحد باب إلى المسجد إلاّ لك ولعليّ عليهالسلام ».
يقول ابن الجوزي : فأوجد هذا الامر ضجة عند البعض ، وظنوا أنّ هذا الاستثناء قد نشأ عن سبب عاطفي ، فخطب رسول الله صلىاللهعليهوآله في الناس وقال فيما قال :
« والله ما أنا أمرت بذلك ، ولكنّ الله أمر بسدّ أبوابكم وترك باب عليّ » (٣).
وخلاصة القول أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قضى عن طريق المؤاخاة
__________________
(١) ينابيع المودة : ص ٥٦ ، ونظيره في السيرة النبوية.
(٢) البداية والنهاية : ج ٢ ص ٢٢٦.
(٣) تذكرة الخواص : ص ٤٦ ، بتصرف بسيط.