مقتل كل حملة
اللواء على يد الامام علي عليهالسلام ، وبالتالي نتيجة للرعب الذي القي في قلوبهم لما رأوا من
تساقط صناديدهم الواحد تلو الآخر ، الأمر الذي سلبهم القدرة على المقاومة.
إن الكتّاب
المصريين المعاصرين الذين تناولوا حوادث التاريخ الاسلامي بالتحليل والدراسة ، لم
يعطوا عليا عليهالسلام ـ وللأسف ـ حقه في هذه الموقعة ، أو على الأقلّ لم يذكروا ما اتفق عليه
المؤرخون ، وتطابقت في اثباته التواريخ ، بل جعلوا تضحيات الإمام عليّ عليهالسلام ومواقفه الشجاعة
والعملاقة في عداد مواقف الآخرين ، وفي مستواها.
من هنا ينبغي أن
نسلّط بعض الضوء على تضحيات ذلك الفدائيّ الواقعيّ ، وذلك البطل الشجاع الذي شهدت
له ساحات الوغى مواقف لا نظير لها في العظمة ، والسمو.
١ ـ يقول ابن
الاثير في تاريخه : كان الذي قتل أصحاب اللواء علي ـ قاله ابو رافع ـ ، (
قال ) فلما قتلهم أبصر رسول الله صلىاللهعليهوآله جماعة من المشركين فقال لعليّ : احمل عليهم ، فحمل عليهم
ففرّقهم ، وقتل منهم ، ثم أبصر جماعة اخرى فقال له : احمل عليهم ، فحمل عليهم
وفرّقهم وقتل منهم ، فقال جبرئيل : يا رسول الله هذه المواساة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله إنه مني وأنا منه
، فقال جبرئيل : وأنا منكما قال : فسمعوا صوتا :
« لا سيف إلاّ ذو
الفقار ولا فتى إلا علي » .
وقد شرح ابن أبي
الحديد هذه القضية بتفصيل أكثر اذ كتب في شرحه لنهج البلاغة يقول : لما فرّ معظم
أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآله يوم احد كثرت عليه كتائب المشركين وقصدته كتيبة من بني
كنانة ، ثم من بني عبد مناة بن
__________________