عن وجهه المبارك اذ قال :
« كيف يفلح قوم خضّبوا وجه نبيّهم بالدّم وهو يدعوهم إلى الله؟! » (١).
إن هذه العبارة الخالدة تكشف عن عمق رحمة النبيّ صلىاللهعليهوآله وعاطفته حتى بالنسبة إلى اعدائه الألدّاء.
بينما تكشف كلمة قالها علي عليهالسلام عن شجاعته صلىاللهعليهوآله الفائقة إذ قال :
« كنّا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله صلىاللهعليهوآله فلم يكن احد أقرب منّا إلى العدوّ منه » (٢).
من هنا فان سلامة النبيّ الاكرم صلىاللهعليهوآله في الحروب تعود في أكثر أسبابها إلى حسن دفاعه عن دينه ، وعن نفسه ، والى شجاعته في المعارك.
ولقد كانت ثمة علل وأسباب صانت هي الاخرى حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله من أن يلحقها خطر أو ضرر ، الا وهو تضحية وتفاني تلك القلة القليلة من أصحابه الأوفياء الذين بذلوا غاية جهدهم للحفاظ على حياة رسول الاسلام العظيم صلىاللهعليهوآله وبذلك أبقوا على هذا المشعل الوقاد ، وهذا السراج المنير.
لقد قاتل رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم احد قتالا شديدا ، فرمى بالنبل حتى فني نبله وانكسرت سية قوسه ، وانقطع وتره (٣).
على أن الّذين دافعوا عن رسول الله صلىاللهعليهوآله لم يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد (٤) ، وحتى هذه القلة القليلة المدافعة ثباتهم معه جميعا غير مقطوع به من منظار علم التاريخ ، ومن زاوية التحقيق التاريخي.
نعم ما هو متفق عليه بين المؤرخين ، وأرباب السير هو ثبات أفراد قلائل نعمد هنا إلى ذكر أسمائهم ومواقفهم بشيء من التفصيل.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ١٠٢.
(٢) نهج البلاغة : فصل في غريب كلامه رقم ٩.
(٣) الكامل في التاريخ : ج ٢ ص ١٠٧.
(٤) شرح نهج البلاغة : ج ١٥ ص ٢٠ و ٢١.