زينب ورقية.
ولكنهم غفلوا عن
أن هذه الفتاة ( أي فاطمة الزهراء سلام الله عليها ) تختلف عن اختيها السابقين.
إنها ـ كما تدل
عليه آية المباهلة ـ ذات مقام رفيع ، وشأن كبير.
لقد أخطأ خطّاب
فاطمة عليهاالسلام في هذا التصور ، وما كانوا يعلمون أن زوج فاطمة وقرينها لا يمكن أن يكون إلاّ
كفؤها في التقوى والفضل ، والايمان والاخلاص ، فاذا كانت فاطمة ـ بحكم آية التطهير
ـ معصومة من الذنب وجب أن يكون زوجها هو الآخر معصوما والا لم يكن كفؤها المناسب.
وليس المال وليست
الثورة ملاك هذا التكافؤ.
لقد قال الاسلام :
« إذا خطب إليكم كفؤ فزوّجوه ».
ويفسر هذا التكافؤ
بالمماثلة والتكافؤ في الايمان والتقوى ، والطهارة والعفاف ، لا في المال والثروة .
ولقد كان رسول
الله صلىاللهعليهوآله مأمورا من جانب الله تعالى أن يقول لكل من خطب إليه « فاطمة » من اولئك الرجال
: « أمرها بيد الله » وهو بهذه الاجابة يكشف القناع عن الحقيقة إلى درجة ما.
ولقد أدرك أصحاب
رسول الله صلىاللهعليهوآله أن زواج « فاطمة » ليس أمرا سهلا وبسيطا ، وأنه ليس لمن كان من الرجال وان
بلغ من الثراء ، والمكانة الاجتماعيّة أن يحظى بالزواج منها ، فان زوج « فاطمة » ليس
إلاّ من يشابهها من حيث الأخلاق والفضائل ، والصدق والايمان ، والطهر ، والاخلاص ،
بل ويلي رسول الله صلىاللهعليهوآله في السجايا الكريمة والصفات الرفيعة ،
__________________