الأشياء دفعة واحدة من غير أن يكثر بها في جوهره أو يتصوّر في حقيقة ذاته بصورها ، بل يفيض عنه صورها معقولة ، وهو أولى بأن يكون عقلا من تلك الصور الفائضة عن عقليّته ؛ لأنّه تعقّل ذاته وأنّها مبدأ كلّ شيء [ فيعقل من ذاته كلّ شيء ] (١).
وقال في التعليقات :
تعليق : ليس علوّ الأوّل ومجده هو تعقّل الأشياء بل علوّه ومجده بأن يفيض عنه الأشياء معقولة ، فيكون بالحقيقة علوّه ومجده بحيث يخلق ، لا بأنّ الأشياء خلقه ، فعلوّه ومجده إذن بذاته لا بلوازمه التي هي المعقولات (٢).
وقال في رسالة الفصول :
فصل : ليس علوّ الأوّل ومجده بأن تعقّل الأشياء ، بل بأن يفيض عنه الأشياء معقولة ، فيكون بالحقيقة علوّه ومجده بذاته لا بلوازمه التي هي المعقولات. وكذلك الأمر في الخلق ؛ فإنّ علوّه ومجده بأنّه بحيث يخلق ، لا بأنّ الأشياء خلقها ، فعلوّه ومجده إذن بذاته (٣).
وقال التلميذ في التحصيل : وليس مجده بحيث يحصل له تلك المعقولات ، بل مجده بحيث يصدر عنه تلك المعلومات وليس هو عالما لأنّ له تلك الصور ، بل هو عالم بمعنى أنّه يصدر عنه تلك الصور (٤). انتهى.
وهذا هو ما قال المصنّف في شرح الرسالة :
كما أنّ الكاتب يطلق على من يتمكّن من الكتابة ـ سواء كان مباشرا للكتابة أو لم يكن ـ وعلى من يباشرها حال المباشرة باعتبارين ، كذلك العالم يطلق على من يتمكّن من العلم ـ سواء كان في حال استحضار المعلومات أو لم يكن ـ وعلى من
__________________
(١) « الشفاء » الإلهيّات : ٣٦٢ ـ ٣٦٣ الفصل السابع من المقالة الثامنة.
(٢) « التعليقات » : ١٧٤.
(٣) الرسالة غير متوفّرة لدينا.
(٤) « التحصيل » : ٥٧٥.