وبنزح كرّ إن مات فيها دابة
______________________________________________________
الخامس : المشهور أنه لا يجزئ نزح ما دون الأربعة ، فإن أقل عدد ينقسم اثنين اثنين هو الأربعة. واستقرب العلامة ـ رحمهالله ـ في المنتهى الإجزاء إن علم مساواة نزحهم لنزح الأربعة (١) ، وهو قريب.
السادس : ذكر جدي ـ قدسسره ـ في روض الجنان : أنّ أحد المتراوحين يكون فوق البئر يمتح (٢) بالدلو والآخر فيها يملؤه (٣). ومقتضى كلامه أنه مع عدم الحاجة إلى ذلك يكفي الواحد ، ولا أعرف مأخذه. والأولى أن يكونا معا فوق البئر يمتحان بالدلو كما هو المتعارف.
قوله : وبنزح كرّ إن مات فيها دابة.
هذا هو المشهور بين الأصحاب ولم أقف له على مستند ، والذي وقفت عليه في ذلك صحيحة زرارة ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية العجلي ، عن أبي عبد الله وأبي جعفر عليهماالسلام ، في البئر يقع فيها الفأرة والدابة والكلب والطير فيموت قال : « يخرج ، ثم ينزح من البئر دلاء ، ثم اشرب وتوضأ » (٤).
ويندرج في الدابة : البغل والفرس وغيرهما ، وقرّب المصنف ـ رحمهالله ـ في المعتبر إلحاق الفرس بما لا نصّ فيه (٥) ، وهو مشكل للقطع بدخولها في مفهوم الدابة سواء قلنا : أنها ما يدب على الأرض ، أو ذات الحوافر ، أو ما يركب.
واعلم أنّ العلامة في المنتهى حاول الاستدلال بهذه الرواية على ما هو المشهور بين
__________________
(١) المنتهى ( ١ : ١٣ ).
(٢) الماتح : المستقي ، وكذلك المتوح. تقول : متح الماء يمتحه متحا ، إذا نزعه ( الصحاح ١ : ٤٠٣ ).
(٣) روض الجنان : (١٤٨).
(٤) التهذيب ( ١ : ٢٣٦ ـ ٦٨٢ ) ، الإستبصار ( ١ : ٣٦ ـ ٩٩ ) ، الوسائل ( ١ : ١٣٥ ) أبواب الماء المطلق ب (١٤) ح (٥) بتفاوت يسير.
(٥) المعتبر ( ١ : ٦٢ ).