______________________________________________________
الباطلة. وفي قوله
عزّ وجل ( وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) أي دين الملة
القيمة ، دلالة على أنّ الأمر المذكور ثابت في شرعنا.
ولا ريب أنه لا
يتحقق الإخلاص بالعبادة إلا مع ملاحظة التقرب بها. والمراد بالقربة إما موافقة
إرادة الله تعالى ، أو القرب منه المتحقق بحصول الرفعة عنده ونيل
الثواب لديه ، تشبيها بالقرب المكاني ، وكلاهما محصل للامتثال مخرج عن العهدة.
ويدل على الثانية
ظواهر الآيات والأخبار كقوله تعالى ( يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
خَوْفاً وَطَمَعاً وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً ) وما روي عنهم عليهمالسلام في الصحيح : أنّ
من بلغه ثواب من الله على عمل فعمله التماس ذلك الثواب أوتيه وإن لم يكن الحديث
كما بلغه .
ونقل الشهيد ـ رحمهالله ـ في قواعده عن
الأصحاب بطلان العبادة بهذه الغاية ، وبه قطع السيد رضي الدين بن طاوس ـ رحمهالله ـ وهو ضعيف.
ولو قصد المكلف
بفعله طاعة الله تعالى أو موافقة إرادته من دون ملاحظة القربة كان كافيا قطعا ، بل
ربما كان أولى ، وإنما آثر الأصحاب هذه الصيغة مع غموض معناها لتكررها في الكتاب
والسنة ، مثل قوله تعالى ( وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ
قُرُباتٍ عِنْدَ اللهِ ) وقوله عليهالسلام : « أقرب ما يكون العبد الى ربه وهو ساجد » .
__________________