ويجب استدامتها حكما الى آخر الوضوء.
ويجب في النيّة القصد الى رفع الحدث ، أو استباحة فعل مشروط بالطهارة ، والتقرب الى الله تعالى ، وأن يوقعه لوجوبه أو ندبه أو لوجههما على رأي.
______________________________________________________
المقدمة ، كان غسل ذلك الجزء أوّل جزء ، فيجب الابتداء به ، أو بضمه إلى جزء أول من الوجه ويبتدئ بهما.
قوله : ( ويجب استدامتها حكما إلى آخر الوضوء ).
قد كان الواجب استدامة النيّة فعلا الى آخر الوضوء وكل عبادة ، لأن كل جزء من الاجزاء عبادة ، فلا بد له من النية ، الا أن هذا متعذر أو متعسر فاكتفى بالاستدامة حكما ، وفسرها أكثر الأصحاب بأمر عدمي (١) ، وهو أن لا يأتي بنية تنافي الأولى.
وشيخنا الشهيد فسرها بأمر وجودي ، وهو البقاء على حكمها ، والعزم على مقتضاها ، وجعل في رسالة الحج مبنى القولين على مسألة كلامية اختلف فيها ، وهي أن الممكن الباقي هل هو محتاج إلى المؤثر ، أو مستغن عنه؟ وما ذهب اليه من التفسير لا حاصل له ، فان الذهول لا ينافي صحة العبادة اتفاقا ، ولا يجتمع معه ما فسر به ، والبناء المذكور مع بعده غير مستقيم في نفسه ، فالقول ما قاله الأكثر.
قوله : ( ويجب في النية القصد الى رفع الحدث ، أو استباحة فعل مشروط بالطهارة ، والتقرب الى الله تعالى ، وأن يوقعه لوجوبه أو ندبه ، أو لوجههما على رأي ).
اختلف في نيّة الوضوء على أقوال : فقيل بالاكتفاء بالقربة ـ وهو قول الشيخ في النهاية ) (٢) ـ وقيل بالاكتفاء برفع الحدث ، أو استباحة فعل مشروط بالطهارة ـ وهو قوله في المبسوط (٣) ـ والظاهر أنه يريد به مع القربة.
وقيل باعتبار الاستباحة ، وينسب إلى المرتضى (٤) ، وقيل بالقربة والوجوب أو
__________________
(١) منهم : الشيخ في المبسوط ١ : ١٩ ، والمحقق في المعتبر ١ : ١٣٩ : والعلامة في التذكرة ١ : ١٥.
(٢) النهاية : ١٥.
(٣) المبسوط ١ : ١٩.
(٤) الناصريات ( الجوامع الفقهية ) : ٢١٩ ، ٢٢٣.