عن صخرة بيضاء بمقدار سخلة جاثمة ، فاجتمع عليها ثلاثة رجال فلم يحرّكوها ، فقال عليهالسلام : تنحّوا عنها فأنا صاحبها! ثمّ أدخل يده اليمنى تحتها فقلعها ورفعها ووضعها ناحية ، وإذا تحتها عين ماء أرقّ من الزلال وأعذب من الفرات ، فشربوا وتزوّدوا ، ثمّ ردّ الصخرة والرمل كما كان.
وعلم الراهب بالخبر فجاء إلى الإمام وقال له : إنّ أبي أخبرني عن أبيه عن آبائه عن جدّه وكان من حواريّ عيسى عليهالسلام : أنّ تحت هذا الرمل عين ماء لا يستنبطها إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ (ولما عرف الإمام أنّه وصيّ النبيّ الخاتم) أسلم واستأذن أن يصحب الإمام فأذن له فكان معه حتّى قتل بصفّين ليلة الهرير (١).
__________________
(١) الخرائج والجرائح ١ : ٢٢٢ الحديث ٦٧ عن أبي سعد عقيصا مولى بني تميم. وعنه عبد العزيز بن سياه مولى بني أسد ، كما في وقعة صفين : ١٤٤ ، ١٤٥ وفيه : وساروا قليلا ثمّ قال لهم : أفيكم أحد يعلم مكان هذا الماء الذي شربتم منه؟ قالوا : نعم ، يا أمير المؤمنين. قال : فانطلقوا إليه ، فانطلق إليه رجال منهم مشاة وركبانا على الطريق حتى انتهوا إلى المكان الذي كانوا فيه فطلبوه فلم يقدروا عليه. وهنا في هذا الخبر : أنهم سألوا الراهب في ديره بقربه عنه فأنكره ، فقالوا : نحن شربنا منه! قال : أنتم شربتم منه؟ قالوا : نعم ، فقال لهم : هذا ما استخرجه إلّا نبيّ أو وصيّ نبي.
ولرواية عبد العزيز هذا الخبر ذكره ابن حجر في تقريبه وتهذيبه ووصفه بالتشيّع ، ولكنّه صدّقه.
وأشار إلى الخبر السيد الحميري في قصيدته البائية لما قال :
ولقد سرى فيما يسير بليلة |
|
بعد العشاء بكربلاء في موكب |
فلعلّ الإمام عليهالسلام إنما كان هنا في موكب من جيشه وليس العسكر كلّه.