ثمّ خرج حتى بلغ دير أبي موسى على فرسخين من الكوفة فصلّى بها العصر.
ثمّ خرج حتى بلغ شاطئ نرسى بن بهرام بين حمّامي أبي بردة وعمر فصلّى بهم المغرب (ثمّ العشاء) ثمّ أقام هناك حتّى صلّى الفجر ثمّ شخص حتّى بلغ قبّين وفيها بيعة للنصارى فنزلها (وصلّى الظهر).
وكان الصحابي مخنف بن سليم الأزدي يساير عليا عليهالسلام إذ مرّوا بأرض بابل ، فقال عليهالسلام : إنّ ببابل أرضا قد خسف بهم فحرّك دابّتك لعلنا أن نصلّي العصر خارجا منها. فحرّك دابّته وحرّك الناس في أثره ... وكادت أن تغيب الشمس ، فنزل علي عليهالسلام ودعا الله أن يردّ الشمس حتّى يصلوا ، فردّت الشمس حتّى صلّوا العصر ثمّ غابت (١).
ومن حديثه في كربلاء :
ولما وصل إلى كربلاء ، توقف فيها ، فقيل له : يا أمير المؤمنين هذه كربلاء. فقال : ذات كرب وبلاء! ثمّ أومأ بيده إلى مكان فقال : هاهنا موضع رحالهم ومناخ ركابهم. وأومأ إلى موضع آخر وقال : وهاهنا مهراق دمائهم! ويقول : هاهنا هاهنا!
فقال له رجل : وما ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال : ثقل لآل محمد ينزل هاهنا ، فويل لهم منكم : وويل لكم منهم! فقال الرجل : ما معنى هذا الكلام يا أمير المؤمنين؟ قال : ويل لهم منكم : تقتلونهم! وويل لكم منهم : لأنّ الله يدخلكم بقتلهم إلى النار! أو قال : ترونهم يقتلون فلا تستطيعون نصرهم (٢)!
__________________
(١) وقعة صفين : ١٣١ ـ ١٣٦ ، وللمزيد راجع كتاب كشف الرمس للمحمودي.
(٢) وقعة صفين : ١٤١ ـ ١٤٢.