فقال الأزديّون : إنّما نحن تبع لكم ، فأجيروه. وقام شيمان بن صبرة وقال لهم :
يا معشر الأزد ، ما أبقت عواقب الجمل عليكم إلّا سوء الذكر! وقد كنتم بالأمس على عليّ فكونوا اليوم له ، واعلموا أنّ سلمكم جاركم ذلّ وخذلكم إيّاه عار! وأنتم حيّ مضماركم الصبر وعاقبتكم الوفاء ، فإن سار القوم بصاحبهم فسيروا بصاحبكم ، وإن وادعوكم فوادعوهم ، وإن استمدّوا معاوية فاستمدّوا عليّا (١).
هذا وقد كان ابن الحضرمي قد أقبل من قبل على صبرة الأزدي وقال له : يا صبرة ، أنت عظيم من عظماء العرب ورأس قومك وأحد الطالبين بدم عثمان (سابقا) رأينا رأيك ورأيك رأينا وبلاء القوم عندك في نفسك وعشيرتك ما قد ذقت ورأيت! فكن من دوني وانصرني!
وكان صبرة قد أجابه من قبل بمثل جوابه لزياد ، قال له : إن أنت أتيت فنزلت في داري نصرتك ومنعتك! فقال ابن الحضرمي : ولكن أمير المؤمنين معاوية! قد أمرني أن أنزل في قومه من مضر : فقال صبرة : فاتّبع ما أمرك به! وانصرف من عنده (٢).
وحاول الحضرمي القصر فمنع منه :
وحين خلًّا زياد القصر أمر العثمانيون من قيس وبني تميم ابن الحضرمي أن يسير إلى القصر ، ووافقهم ودعا من أجابه منهم لذلك ، وبلغ ذلك الأزد فبعثوا إلى هؤلاء : والله إنّا لا ندعكم أن تأتوا القصر فتنزلون به من لا نرضى ونحن له كارهون ، حتى يأتي رجل هو رضى لنا ولكم! وألحّ هؤلاء وأصرّ أولئك.
__________________
(١) الغارات ٢ : ٣٩٠ ـ ٣٩٣.
(٢) الغارات ٢ : ٣٨٨ ـ ٣٨٩.