وأهوائهم من الكوفة إلى معاوية حتّى أتوا الرقة ، وكان جلّ أهلها عثمانية فنزلوا فيهم ، وأبدى أميرهم سماك بن مخرمة الطاعة لمعاوية ، ثمّ أخذ يكاتب قومه حتّى لحق به منهم سبعمائة رجل! فلما وصل الإمام عليهالسلام إليهم في طريقه إلى صفين تحصنوا بها وغلّقوا دونه أبوابها (١)!
فلما عاد الإمام عليهالسلام من صفّين ردّ الأشتر عاملا على نصيبين والموصل وتكريت وهيت والعانات وسنجار وآمد ودارا (٢) أما حران والرقة والرّها وقرقيسا فكانت عثمانية تابعة لمعاوية فبعث عليها بعد صفّين الضحّاك بن قيس الفهري إلى حرّان.
وبلغ الأشتر ذلك فخرج بجنده إلى حرّان يريد الضحّاك ، وبلغ ذلك الضحاك فاستمد من أهل الرقة فأمّر أهل الرقة عليهم سماك بن مخرمة وجاءوا معه إلى حرّان مددا للضحاك ، وخرج الضحّاك بجمعه من حرّان فالتقوا في مرج مرّينا بين البلدين.
وأقبل الأشتر إليهم فاقتتلوا قتالا شديدا وكثرت الجراحات في بني أسد حتّى حجز بينهم الليل ، فعاد الضحّاك ليلا إلى حرّان ، وأصبح الأشتر فتبعهم وحاصرهم ، فاستصرخ الضحاك بمعاوية ، فدعا بعبد الرحمن بن خالد بن الوليد وأمره بالمسير إليهم ، وبلغ ذلك الأشتر فعبّأ خيله وجنوده وكتّب كتائبهم ، ثمّ مضى حتّى مرّ بالرقة فتحصّنوا منه ، ثمّ مضى حتّى مرّ على قرقيسا فتحصّنوا منه ، وبلغ ذلك عبد الرحمن المخزومي فأقام حيث بلغه ذلك (٣).
__________________
(١) وقعة صفين : ١٤٦ عن حبّة العرني.
(٢) وقعة صفين : ١٢ وخلط الخبر بما بعد الجمل خطأ.
(٣) الغارات ١ : ٣٢٢ ـ ٣٢٥ ، ووقعة صفين : ١٢ ـ ١٣ ، ولكنه خلط الخبر بما بعد الجمل خطأ.