وكان الإمام عليهالسلام يباشر بنفسه القتال ولم يكن معاوية يشارك في ذلك ، ولكن كان له مولى ذا بأس شديد يلبس سلاح معاوية ويتشبّه به فإذا قاتل قال الناس :
ذاك معاوية! وكان معاوية قد أمره أن يتّقي الإمام عليهالسلام ثمّ يبارز من شاء أو يحارب كيفما شاء. فقال له عمرو بن العاص : إنما كره معاوية أن يكون لك حظّ قتل عليّ! لأنّك لست من قريش ، ولو كنت قرشيّا لأحبّ ذلك منك ، فإن رأيت فرصة فاقتحم!
وخرج علي عليهالسلام هذا اليوم أمام الخيل ، فناداه حريث : يا علي : هل لك في المبارزة؟
فأقبل عليه علي عليهالسلام وهو يرتجز له ، ثمّ ما أمهله أن ضربه ضربة واحدة فقطعه نصفين! فلما بلغ ذلك معاوية جزع عليه جزعا شديدا وعاتب عمرا لإغرائه إياه.
__________________
ـ سويد بن قيس الأرحبي الهمداني من عسكر معاوية يسأل المبارزة ، فخرج إليه من عسكر العراق أبو العمرّطة قيس بن عمرو وهو ابن عمّ سويد ، فلما تقاربا تعارفا وتواقفا وتساءلا ودعا كل منهما صاحبه إلى ما هو عليه! ثمّ انصرف كل منهما إلى أصحابه : ٢٦٨. وكرّر خبره في : ٢٨٥ فقال : خرج قيس بن يزيد الكندي ـ وليس الأرحبي الهمداني ـ وهو ممن فرّ من علي عليهالسلام إلى معاوية (وسأل البراز) فخرج إليه من أصحاب علي عليهالسلام : أبو العمرّطة قيس بن عمرو ، فلما دنا منه عرفه فانصرف كل منهما عن صاحبه! وبرز أثال بن حجل بن عامر بدعوة الأشتر ، ودعا للمبارزة وكان أبوه حجل بن عامر عامرا لديار الشام وعرفهما معاوية فدعا حجلا وقال له : دونك الرجل! ولم يعرّفه به ، فبرز إليه وبادره بطعنة رمحه وطعنه ابنه ، وانتميا فإذا هو ابنه! فنزلا واعتنقا وبكيا ، وقال الأب لابنه : أي أثال ؛ هلمّ إلى الدنيا؟ فأجابه ابنه : وا سوأتاه! فما أقول لعليّ وللمؤمنين الصالحين؟! ولو كان من رأيي الانصراف إلى أهل الشام لوجب عليك أن تنهاني! فأنا أكون على ما أنا عليه وكن على ما أنت عليه. وانصرفا : ٤٤٣.