بهذا الاعتبار وذلك بالنسبة إلى الأفعال ظاهر حسب ما عرفت من انها ذات مادة مستقلّة بالمفهوميّة وهيئة موضوعة لنسبة تلك المادة ، اما الى معروضها القائمة هي به كما في الهيئات المبنيّة للفاعل أو إلى غيره مما يلابسه في طرفه النسبة كالمبنيّة لغيره وأيّاما كانت فالهيئة موضوعة كسائر أدوات النسبة لإيجاد ربط حاصل في موطن الاستعمال ، لأحد طرفيها بالآخر ، أما حكاية من كونه في نفس الأمر كذلك أو إفاضة لوجوده النفس الأمري بذلك أو نعتا مثلا لمن يتوجّه إليه الخطاب على ذلك ، ومع كل تقدير فقد عرفت أن المعاني النسبية بأسرها حرفيّة غير مستقلّة بالمفهومية وأما أسماء أفعال فحيث أن كلا منها موضوع بوضع واحد شخصي بمعنى حدثي مساوق لما هو من مبادي الاشتقاق متعلقا لنسبة خاصة هي مفاد هيئة الماضي مثلا أو الأمر منهيّ بهذين الاعتبارين جار مجرى أحد الفعلين يقتضي مثله ويعمل عمله متعدّيا كان ما يساوقه أم لازما وبالاعتبار الآخر اسم جامد يتضمّن معنا حرفيّا هو النسبة وقد يجرّد عنها ويستعمل في نفس المعنى الحدثي المجرّد عن الانتساب فيجري حينئذ مجرى اسم المصدر مثلا ويكون اسما محضا ويقع مفعولا مطلقا لما يساوقه في المعنى ومنه قوله سبحانه وتعالى : (فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) ، وأما المهمّات الثلاثة فتضمّنها معنى الحروف إنما هو باعتبار انحلال معانيها إلى الذات المتخصصة بخصوصيات خاصة توجد لها عند الاستعمال بأدائية ألفاظها وهي من الضمير واسم الإشارة عبارة عن كون تلك الذات معتبرة عند نفس ذاتها بلفظ «أنا» مثلا أو متوجّها إليها الخطاب بقول «أنت» ونحوه أو متعلّقة للاشارة الغيابية إليها أو الحضورية بقول : «هو ، وهذا» وفروعهما وفي الموصول عبارة